ملف المخطوفين أُقفل... وفُتح ملف الخاطفين... الميس ناداهم ولم يردوا... فهرب ومنصور نفى دفع فدية ...مخطوف أو أكثر في سوريا يُطلقون في الساعات المقبلة؟

جسور سياسية تواكب ورشة قانون الانتخاب والتنقيب عن الغاز: أرقام طموحة لـ 99 سنة ....القمة الروحية في بكركي: وقف التشنجات وسياسة اجتماعية - اقتصادية

تاريخ الإضافة الأربعاء 26 أيلول 2012 - 5:26 ص    عدد الزيارات 2009    القسم محلية

        


جسور سياسية تواكب ورشة قانون الانتخاب والتنقيب عن الغاز: أرقام طموحة لـ 99 سنة

شكلت القمة الروحية التي انعقدت امس في بكركي واللقاء المفاجئ الذي جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس فؤاد السنيورة، تطورين ايجابيين أدرجا في اطار الجهود الآيلة الى الحفاظ على الاستقرار الداخلي في حدوده المعقولة في مواجهة التحديات الامنية والسياسية والاقتصادية التي تشهدها البلاد.
لكن هذين التطورين لم يحجبا الكلفة التي يتكبدها الجيش وقوى الامن في اطار الحملات المستمرة لمكافحة عمليات الخطف والاختلالات الامنية والتي كان آخر وجوهها استشهاد الرائد عباس جمعة امس متأثراً باصابته في عمليات الدهم التي قام بها الجيش الجمعة الماضي في الضاحية الجنوبية، وقد شيّع بعد ظهر امس في روضة الشهيدين.
وقالت أوساط وثيقة الصلة بالقيادة العسكرية لـ"النهار" إن الجيش سيتابع حملته بلا هوادة في مكافحة الاختلالات الامنية وهو يتوقع سقوط شهداء وجرحى، لكنه يتوقع في المقابل ان يأخذ القضاء دوره الكامل، كما يرى ان على السياسيين ان يتخذوا المواقف الداعمة قولاً وفعلاً للقوى العسكرية والأمنية في هذا الجهد المتواصل. ولم تخف هذه الاوساط حذرها الشديد من تعامل القوى السياسية مع احداث وتطورات أمنية، معتبرة ان هذا التعامل يتسم باستنسابية وتمييز تبعاً للمواقف السياسية. واذ لفتت الى نجاح القوى العسكرية والامنية في اطلاق المخطوفين، وكان آخرهم امس باسل زهمول الميس الذي فرّ خاطفوه لدى تمكن الجيش من كشف هويتهم مما مكنه من الهروب من مكان احتجازه، شددت على ضرورة ان يضطلع القضاء بدوره المكمل للعمل الامني الحازم. وحذّرت من حصول مداخلات وتدخلات سياسية، داعية الى ابعاد الجهد الامني والعسكري والقضائي عن المتاجرة السياسية على غرار ما حصل في ملفات وتجارب سابقة.
 

برّي والسنيورة

اما على الصعيد السياسي، فأوضحت أوساط الرئيس السنيورة لـ"النهار" ان زيارته امس للرئيس بري جاءت بعد الاتصال الذي اجراه السنيورة برئيس المجلس اثر خطابه في ذكرى الإمام موسى الصدر وهنأه خلاله بهذا الخطاب.


وقال له السنيورة في حينه انه يرغب في زيارته و"شرب فنجان قهوة عنده"، فأجابه بري مرحباً بالزيارة "لتناول الغداء". ثم كان لقاء لهما على هامش الاجتماع الاخير للحوار في قصر بعبدا حيث تم الاتفاق على اللقاء امس في عين التينة. ولفتت الاوساط الى ان هذا اللقاء هو الاول من نوعه منذ ما قبل سقوط حكومة الرئيس سعد الحريري في كانون الثاني 2011، وقد جرى البحث خلاله في كل المواضيع مما شكّل كسراً للجليد وتبريداً للمناخات بين الجانبين وسط اجواء ايجابية. واوضحت ان اللقاء تناول جولة افق على المواضيع المطروحة من قانون الانتخاب الى سلسلة الرتب والرواتب الى الوضع الاقتصادي والاجتماعي، واتفق على استمرار اللقاءات مع تأكيد "الحفاظ على الاستقرار وحماية السلم الاهلي في ظل استمرار التباين والخلاف السياسي"، كما ورد في بيان لمكتب السنيورة صدر عقب اللقاء.



ورشة قانون الانتخاب

وعلمت "النهار" ان الرئيس السنيورة اجتمع مساء أمس مع قيادات قوى 14 آذار وبحث معها في موضوع قانون الانتخاب، ووصف البحث بأنه "عميق وايجابي". كما عقد لقاء بين "القوات اللبنانية" وحزب الكتائب وآخر بين نواب "اللقاء الديموقراطي" مروان حماده وفؤاد السعد وهنري حلو وانطوان سعد من جهة والنائب سامي الجميل من جهة أخرى. وأدرجت هذه اللقاءات في اطار ورشة عمل ينتظر أن تتسع لتشمل ممثلين لرئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط.


وأفادت أوساط شاركت في هذه اللقاءات ان المشاورات تدور حول مشاريع قوانين الانتخاب العائدة الى الحكومة والاكثرية مع دوائر أصغر وعدد أكبر وكذلك حول قانون 1960 المعدل في مؤتمر الدوحة عام 2008.


ونفت مصادر كتلة "القوات اللبنانية" ما تردد عن قرار بتقديم نوابها اقتراح قانون على أساس الدوائر الصغرى التي تدعو اليها خلال الايام المقبلة. وقال عضو كتلة "القوات" النائب انطوان زهرا لـ"النهار" ان مسودة مشروع حزبه لا تزال تخضع للبحث وهي مفتوحة على التعديل، خصوصا ان المشروع يتضمن اصلاحات أساسية. وأوضح ان المناقشات في قيادة "القوات" ومع الحلفاء ولا سيما منهم حزب الكتائب و"تيار المستقبل" وبقية مكونات 14 آذار تتناول تحديد عدد الدوائر المقترحة بين 52 دائرة اتفقت عليها لجنة بكركي و61 دائرة وفقا لرؤية "القوات" التي توسعت في اعتماد دوائر فردية. ولفت الى ان "الصيغة القواتية توفر للمسيحيين ايصال ما بين 57 و60 نائبا بأرجحية أصواتهم، في حين لا توصل كل المشاريع الاخرى اكثر من 53.


ومن جهته اكتفى النائب نهاد المشنوق بالتأكيد لـ"النهار" ان تحالف "تيار المستقبل" مع "القوات" هو "أصلب من أي مناقشة حول قانون انتخابي او أي موضوع آخر". وأضاف ان "المستقبل" ينتظر الصيغة النهائية التي سيعتمدها الحزب الحليف من أجل مناقشتها.



القمة الروحية

أما القمة الروحية في بكركي، فانشغلت بالهم الاقتصادي والاجتماعي الذي يهدد "بالانهيار الكبير"، ودعت الى انتهاج سياسة اكثر عدالة ونددت بظاهرة الاعتداء والسلب والخطف وأثنت على جهود القوى الأمنية. كما شكرت البابا بينيديكتوس السادس عشر على زيارته التاريخية للبنان "والنتائج التي أعلت شأن لبنان كبلد آمن ومنفتح". وإذ نددت بفيلم "براءة المسلمين" المسيء الى الاسلام، قررت تشكيل لجنة من القانونيين المتخصصين في القانون الدولي لصوغ النص الملائم للاجراءات التي تصون الاديان السماوية من الاساءة والتجريح.



التنقيب عن النفط

في غضون ذلك، برزت أمس الجولة الاعلامية التي نظمها وزير الطاقة والمياه جبران باسيل لمعاينة عمليات المسح الجيولوجي للبقعة الاقتصادية الواقعة عند حدود المنطقة المتنازع عليها مع قبرص واسرائيل. وهي منطقة تبعد 110 كيلومترات من بيروت جنوبا حيث تتولى باخرة المسح منذ أكثر من ثلاثة أسابيع. ويستفاد من الارقام التي أعلنها باسيل، أن النتائج الأولية للمسح أكدت وقوع المنطقة الجنوبية فوق مكامن غاز بقدرة 12 تريليون متر مكعب أي ما يوفر للبنان غازا مدى 99 سنة....

 

مخطوف أو أكثر في سوريا يُطلقون في الساعات المقبلة؟

أفادت "هيئة علماء المسلمين في لبنان" في بيان أصدرته ليل أمس انها تلقت "معلومات شبه مؤكدة بان انفراجاً قريباً جداً ينتظر حصوله في ملف المحتجزين في سوريا بحيث يتم الافراج عن أحدهم في الساعات القليلة المقبلة".


وبدوره قال رئيس جمعية "إقرأ" الشيخ بلال دقماق لـ"النهار" ان "اطلاق المخطوف عوض ابرهيم من اعزاز شمال حلب سيتم اليوم بعد الجهود التي قامت بها الجمعية والمفاوضات التي اجرتها مع الجهة الخاطفة والوسطاء بمشاركة سياسيين لبنانيين وأثمرت اطلاق المخطوفين على مراحل، وقد يرتفع عدد المحررين الى ثلاثة".

 

 

زحلة – دانييل خياط


ملف المخطوفين أُقفل... وفُتح ملف الخاطفين... الميس ناداهم ولم يردوا... فهرب ومنصور نفى دفع فدية

تدافعت الاخبار الجيدة يوم الاثنين، فبعدما افرج خاطفو علي احمد منصور عنه بعد منتصف ليل الاحد – الاثنين على طريق بعلبك في نقطة سبق ان اطلق فيها مخطوفون آخرون، عاد محمد باسل الميس من تلقائه الى اهله، بعدما تخلى عنه خاطفوه وتركوه وحيدا في المغارة التي احتجزوه فيها في منطقة فوق كسارات قب الياس، تتبع عقاريا لعين داره. وبعودة آخر المخطوفين على الفدية، لغاية كتابة هذا التقرير، يقفل مبدئيا ملف المخطوفين، ويبقى ملف الخاطفين ـ الذين باتوا جميعهم معروفين وملاحقين من الاجهزة الامنية ـ مفتوحا الى ان تقفل ابواب السجن عليهم.
يبدو أن العصابة التي خطفت الميس حديثة العهد في كار الخطف على الفدية، وارادت ان تجرب حظها في هذه التجارة المزدهرة. "كانوا يريدون المال"، وفق ما اوضح المخطوف المحرر باسل الميس للصحافيين: "طلبوا في البداية مبلغاً خيالياً هو 4 ملايين دولار، قلت لهم على شو؟ خفضوه الى مليون دولار، ثم قالوا لأخي نريد 500 الف دولار، اذا دفع 200 الف منيح". لكن رصد الاتصالات والرسائل الهاتفية الخليوية فضح العصابة، وكشف هوية افرادها من لبنانيين وسوريين تجمعهم صلة قربى، ويتزعمهم المشتبه فيه ف. ع. الذي لا يزال متواريا، فيما يستمع التحقيق العسكري الى 4 موقوفين لديه من لبنانيين وسوريين. فلم ينقض يومان على خطف باسل الميس حتى كانت العصابة التي خطفته تتخلى عنه، ويهجر حراسه الثلاثة، اللبنانيو اللهجة، المغارة التي احتجزوه فيها.
على عادته كلما احتاج باسل الى شيء كان ينادي خاطفيه. ناداهم صباح امس، كان يشعر بالحر الشديد ويريد ان يشرب، فلم يجبه احد. نادى مرات عدة ورفع صوته بالنداء، من دون جواب. "سمعت صوت راع فرحت اصرخ علّ احدهم يسمعني، ولم يكن احد يرد، في العادة كانوا يردون. قلت حينها عليّ وعلى اعدائي، غادرت مكاني، قلت اشرب في البداية، وان لم يقترب مني احد، اهرب. وهكذا صار".
لم يسلك باسل الاتجاه الذي يوصله الى طريق ضهر البيدر، خاف ان يعودوا ويقبضوا عليه، بل مشى لـ3 ساعات الدرب "الطويل والوعر جدا" الذي يوصل الى كسارات آل البسط المشرفة على قب الياس. من هناك اجرى اتصالا بزوجته نائلة التي وافته الى ساحة بلدته مكسه التي اوصله اليها من التقاهم في الكسارة.
اما "عصابة" علي منصور فأظهرت حرفية اكبر في جريمة الخطف على الفدية، تمتعت بامتياز "افضلية المكان"، الذي يوفر لها حرية الانتقال به وتغيير مكان احتجازه مرتين والافلات من الدهم،، وشبكة وسطاء تنشط عند كل عملية خطف. فتغنم، على رغم انكشاف هوية افرادها وتوقيف الذين نفذوا عملية رصد المخطوف، الفدية التي كانت قد طلبتها، وفق مصادر امنية وغير امنية. الامر الذي نفاه منصور، امس، للصحافيين. هم اصروا على السؤال وهو اصرّ على نفي دفع فدية، عازيا الافراج عنه الى "جهود الخيرين الكثيرة، والاصدقاء والاجهزة الامنية. كل جهة لعبت دورها". ولدى استيضاحه: بجهود الاجهزة الامنية تم الافراج؟ قال: "هناك جهود كثيرة مشتركة من كل النواحي". هل ساهمت احزاب في تحريرك؟ اجاب: "الجميع قام بعمله، الاحزاب وغيرها، من كل البقاع وحتى من خارج البقاع".
كان من حظ علي منصور ان خاطفيه لم يسيئوا معاملته، وفق ما اكد للصحافيين. اما باسل الميس فإنه يتمنى الا يقاسي احد ما قاساه على ايدي خاطفيه: "كانوا يضربونني ليفشوا خلقهم بي. هددوني بالقتل، وقالوا قتلنا جارك السوري. واحد فقط كان يحن عليّ، وواحد يطلقون عليه اسم "المعلم" كان كلما حضر كان "يلكشني".
عاد كل المخطوفين الى عائلاتهم، وطفر الخاطفون من العدالة، لكن الخوف لا يزال مقيما في قلوب الناس. الخطف بقصد قبض الفدية بات قضاء وقدرا في وجدان الناس. وهذا ما حاول المخطوف المحرر علي منصور، التصدي له في المؤتمر الصحافي الذي عقده بعد الظهر في منزله. لم يتوقف عند تجربته الشخصية مع الخطف، ولخاطفيه لم يكن لديه سوى دعاء "الله يهديكم".
بدأ كلامه مستلهما قول الشاعر: "جزى الله الشدائد كل خير تعرفني عدوي من صديقي". واضاف: "هذه المحنة اظهرت لنا من هو الصديق، والحمد لله رأينا ان الاصدقاء اكثر بكثير من الاعداء، والدنيا لا تخلو".
وعلى رغم شكره للجيش والاجهزة الامنية على مجهودها في قضيته داعيا لها ان "يوفقها الله في ان تحفظ هذا الوطن". فان الدرس الآخر الذي استخلصه "الحاج علي" من هذه المحنة "اننا نحتاج الى الامن في هذا البلد. نتمنى ان يسود الامن والسلام".  وتابع: "بلدنا، وبخاصة بلدة غزة تعيش على الاغتراب. فاذا كنا سعينا الى استقطاب ابنائنا واسرنا لتعيش هنا، ففي المرحلة الراهنة وفي هذه الحال من الخوف نحن نعرض اسرنا الى ان تهاجر من جديد"، متمنيا على "الدولة والجهات الامنية ان تعزز الامن في هذه المنطقة، لتبعث الاطمئنان لدى المواطن ويبقى في بلده، ولا يعود الى المهجر. والا بخلاف ذلك سنخسر جميعا، الاسرة التي تعود الى المهجر خسارة".
وعلي والد لثلاثة ابناء وأربع بنات وجدّ لـ23 حفيدا يقيمون بين لبنان واميركا الجنوبية، قال: "عدت ووجدت اولادي يحزمون امتعتهم، وهذا ما لا نريده. افضل سنوات ربيع عمرنا، ضحينا بها لنأتي باسرنا الى لبنان، ان نعيدها الى الاغتراب بعد هذه التضحية، يعني ان ما حاولنا ان نربحه سنخسره دفعة واحدة"، موجها دعوة الى اللبنانيين "لأن نتكاتف لبناء هذا الوطن، كل انسان من موقعه، وباخلاص لانقاذ هذا الوطن. الانسان بلا وطن لا يملك شيئا، قد اغترب واعيش لكني لست مواطنا، انا لا اشعر باني مواطن الا في بلدي. على كل مغترب الثبات في تجذره بلبنان. من جهتي انا باق في لبنان كالقلعة، اكثر من قلعة بعلبك، لا احد يهزنا من لبنان". ووعد بانه لن ييأس ولن يغادر، "فحوادث عام 1982 لم تدفعني الى اليأس، كان هنا خط النار، عشنا ظروفا صعبة ولم نيأس، وابقيت عائلتي هنا". كيف له ان ييأس وهو يتطلع الى انجاز المشاريع التي ينفذها "وقف غزة الخيري" الذي اسسه مع آخرين منذ 3 سنوات، وفق نظام عمل "يبقي السياسة خارجه، وبرؤية تنموية تبتعد عن منطق الاحسان والطابع الخيري". "الحاج علي"، بعد تقاعده من عمله في التجارة، تفرغ للانماء في بلدته من خلال "وقف غزة الخيري" الذي يرأسه، زاهدا بالسياسة ومناصبها. فالى جانب المساعدات السنوية التي يوفرها الوقف في مجال التعليم والطبابة والتدفئة والتغذية لنحو 250 عائلة، اقتنى الوقف برئاسته قطعة ارض في شتورة يبني عليها "سنتر تجاري" تؤمن له التمويل الذاتي والموارد المالية التي تمكنه من تلبية مطالب الناس منه كليا وليس جزئيا، كما وضع الخرائط الهندسية لمشروع بناء مدينة صناعية في غزة.
بعدما استعاد حريته من خاطفيه، يؤكد علي انه مستمر في اعمال "وقف غزة الخيري": "الا اذا قـُبضت الى عند الله سبحانه وتعالى"...

 

بكركي - "النهار"


القمة الروحية في بكركي: وقف التشنجات وسياسة اجتماعية - اقتصادية ..شكر للبابا ولجنة قانونيين تصوغ نصاً يصون الأديان من الإساءة

عقدت في بكركي أمس، قمة روحية دعا اليها البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، وشارك فيها مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، وشيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز الشيخ نعيم حسن، ورئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ اسد عاصي، وكاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الأرثوذكس آرام الاول ، وبطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، والمطارنة الياس عودة متروبوليت بيروت للروم الاورثوذكس ممثلاً البطريرك اغناطيوس الرابع، وجورج صليبا ممثلا بطريرك السريان الارثوذكس زكا الاول، والمونسنيور باتريك موراديان ممثلاً بطريرك الارمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر،وبولس دحدح النائب الرسولي للاتين، ميشال قصارجي النائب البطريركي للكلدان، ورئيس المجمع الاعلى للطائفة الانجيلية في سوريا ولبنان القس سليم صهيوني، الارشمندريت رويس الاورشليمي ممثلاً الكنيسة القبطية الاورثوذكسية والارشمندريت عمانوئيل يوحنا ممثل الكنيسة الاشورية. فيما غاب ممثل بطريرك الروم الكاثوليك المطران عصام درويش لإرتباطه باحتفال في صغبين. كذلك حضر الأمين العام لـ"اللجنة الوطنية المسيحية ـ الإسلامية للحوار" حارس شهاب وأعضاء اللجنة علي الحسن وعباس الحلبي وميشال عبس وكميل منسى وجان سلمانيان. وصدر على الأثر بيان مشترك تلاه الأمين العام لـلجنة الحوار حارس شهاب، وفيه:
"أولاً: أعرب أصحاب الغبطة والسماحة والسيادة عن شكرهم العميق وتقديرهم وارتياحهم الكبير الى الزيارة التاريخية التي قام بها قداسة البابا بينيديكتوس السادس عشر للبنان، والتي اتت في وقتها، والى النتائج البنّاءة التي أسفرت عنها، وأُعلت شأن لبنان كبلد آمنٍ ومنفتح على جميع الثقافات والأديان، وكمكان افضل لتوقيع الارشاد الرسولي: "الكنيسة في الشرق الأوسط، شركة وشهادة" ولإعلانه، ولإطلاق الدعوة إلى السلام في بلدان الشرق الأوسط. وأعربوا عن تأييدهم لما تضمّنه هذا الإرشاد وكلمات قداسته في المناسبة، وبخاصة لجهة تأكيد  أصالة العلاقات التاريخية وعمقها بين المسلمين والمسيحيين في الشرق الأوسط، وأن لبنان نموذج لسلامة هذه العلاقات والتعاون المسيحي – الاسلامي على كل المستويات. واعتبروا أن تشديده على رسالة لبنان في العيش المشترك هو مثابة تجديد للثقة برسالة لبنان التي سبق أن نادى بها الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني.
وتوافق أصحاب الغبطة والسماحة والسيادة على العمل معاً من اجل تعميم هذه الرسالة الأخوية وتعميق مفاهيمها في العائلة والمدرسة والمجتمع بين المواطنين اللبنانيين، وعلى نقلها إلى القيادات الروحية الشقيقة في الدول العربية الأخرى. وحضوا المواطنين المسيحيين والمسلمين على الثبات في أرضهم، والتصدّي لموجة الهجرة التي تفقد الشرق خيرة أبنائه وقواه الحيّة، وتضعف وحدة النسيج الوطني اللبناني، وتعرِّض الهويّة الوطنية إلى التصدّع. ودعوا إلى إجراء ما يلزم من اصلاحات في كل بلد، من طريق الحوار والتفاهم، بعيداً عن العنف والحرب، وإلى احترام الحريات الدينية وحقوق الانسان ومبدأ المساواة في المواطنة كأساس للعيش المشترك الذي يتمسكون به جميعاً. وأشادوا بحكمة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ومثابرته على عقد طاولة الحوار الوطني، وناشدوا كل المعنيين بهذا الحوار، الذي لا بديل منه، الخروج من دائرة المناقشات الاتهامية المتبادلة، والتصدّي معاً للتحديات الخطيرة التي يواجهها لبنان الوطن والرسالة.
ثانياً، دان أصحاب الغبطة والسماحة فيلم "براءة المسلمين" المسيء الى الإسلام ونبيّه ورسوله محمد كذباً وافتراء وتضليلا، وقد سبق وان دانوه منفردين. وأكّدوا أنَّ الانتهاك لحرمة أي دين هو انتهاك لحرمة الأديان جميعها، كما ندّدوا بردّات الفعل العنيفة التي أوقعت ضحايا بريئة واساءت الى المسيحيين ودُور العبادة في بعض البلدان. ودعوا الأمم المتحدة ومجلس الأمن وجامعة الدول العربية وسائر المنظّمات والهيئات المعنيّة إلى اتخاذ قرارات تحول دون التعسّف في استغلال حق حرية التعبير، ودون الإساءة إلى الأديان ورموزها المقدسة، وانعكاسها سلباً على العلاقات الاسلامية – المسيحية، والتسبب بقيام فتنة واسعة لها ارتداداتها على السلم الأهلي المحلي والسلام العالمي. وقرّروا تشكيل لجنة من القانونيين المتخصِّصين في القانون الدولي لصوغ النصّ الملائم ولدراسة الاجراءات التي تصون الأديان السماوية وعقائدها من الإساءة والتجريح تحت طائلة الملاحقة القانونية، وعهدوا إلى اللجنة الوطنية المسيحية – الاسلامية للحوار وضع آلية تنفيذ هذه التوصية ورفعها الى المرجعيات الروحية مجتمعة.
إنَّ هذا المطلب يؤكِّد وحدة الايمان بالله والعمل بوصاياه وبالقيم الروحية والاخلاقية في الحياة الشخصية والعائلية والاجتماعية، وعلى مكان الانسان ودوره في تدبير الله.
ثالثاً: بحث المجتمعون في الازمة الاقتصادية وانعكاساتها الاجتماعية التي تزداد معالمها سوءاً يوماً بعد يوم، وخصوصاً لجهة تفاقم الدين العام وارتفاع نسبة البطالة، وغلاء المعيشة، وتدني الدخل واتساع دائرة الفقر وتزايد عدد الفئات المحرومة مما يدفع بعضها بالبعض الى حركات التطرف، وبروز ظاهرة الاعتداء والسلب والخطف التي يدينونها بشدّة، وهم في هذا السياق يثنون على جهود القوى الامنية ويحثونها على التشدد في تطبيق القوانين والانظمة. وأعربوا عن تأييدهم لنداءات الهيئات الاقتصادية والصناعية وتحذيراتها من الأخطار المحدقة، وطالبوا الدولة باتخاذ الاجراءات اللازمة التي تنقذ من خطر الانهيار الكبير. وهم يرون أن المناخ السياسي والأمني هو الشرط الأول والأساسي للاستقرار والنّمو الإقتصادي. في ظل الظروف الدقيقة التي تمرّ بها البلاد والمنطقة، بات مطلوباً من الجميع، ومن السياسيين خصوصاً، العمل على إزالة التشنّجات السياسية والأمنية، وتوفير جوٍّ من الطمأنينة والثقة بمستقبل الوطن.
 ودعا المجتمعون الى انتهاج سياسة اجتماعية – اقتصادية تعتمد نظاماً ضريبياً أكثر عدالة، وتوفّر الخدمات الاجتماعية والصحية والانمائية للفئات والمناطق المحرومة، وتستحدث فرص عمل لمتخرّجي الجامعات، وتشجّع على الاستثمار في المشاريع الإنتاجية، الزراعية منها والصناعية والخدماتية، وتعمل على توسيع رقعة تصدير الانتاج اللبناني، وتعزّز الانماء الشامل، وتحدّ من البطالة والهجرة.
كما دعوا الى تشديد الرقابة من أجل حماية المستهلك اللبناني من كل انواع الجشع والتلاعب بالنوعية والأسعار، حفظاً لحقوق المواطن وسلامته، ولقيام شفافيّة في التعامل بين المنتج والمستهلك والتزام الأخلاقيات في علاقتهما".
 

قباني: دعوة السفراء

وقال مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني في تصريح بعد انتهاء القمة: "(...) عندما تمت صياغة التوصية النهائية من اللجنة المنبثقة من هذه القمة، اقترحت على غبطة البطريرك الراعي دعوة جميع سفراء الدول الموجودين في لبنان الى بكركي لتسليمهم هذه التوصية وطلب دعمها في الأمم المتحدة"...

 

خليل فليحان


اهتمام ديبلوماسي بملف الاغتيالات... الاستهداف لموالين ومعارضين على السواء

أعار عدد كبير من السفراء العرب والاجانب المعتمدين في لبنان اهتماما خاصا بما اعلنه رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون انه نجا من محاولة اغتيال السبت الماضي اثناء عودته من جزين الى الرابية، وحاول جمع معلومات عن مدبرها وما اذا كان منفذها من الشبكة نفسها التي اعدت لاغتيال سياسيين آخرين من قوى 14 آذار، كرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع او النائب بطرس حرب او من شبكة مهددي الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط وسواهما.


واكد هؤلاء انهم مع نصيحة وزير الداخلية مروان شربل الذي دعا الى التريث في انتظار انتهاء التحقيقات التي فتحت عقب وقوع الحادث. وذكر سفير عربي ان الدول، من غربية وعربية، المتمسكة ببقاء الاستقرار السياسي والامني في لبنان، قلقة من هذه المحاولة التي يمكن اضافتها الى المحاولات التي اعلن عنها لجعجع وحرب، واخرى جعلت المهدَّدين يتخذون اقصى درجات الحيطة والحذر خوفا على حياتهم.


وسأل مصدر ديبلوماسي لمصلحة مَن اغتيال زعيم او اكثر من الذين حاولوا تصفيتهم وفشلوا؟ ورأى ان من الصعوبة بمكان حصر التهمة بدولة معينة في محاولات اغتيال زعماء في الاكثرية النيابية من المؤيدين للنظام السوري، فهناك جهة معينة وراء اغتيال زعماء من قوى الثامن من آذار، وجهة اخرى وراء قتل زعماء من المعارضة المطالبة باسقاط النظام السوري. لماذا لا تكون جهات اقليمية وراء محاولات تلك الاغتيالات، او متطرفون يريدون افتعال الاقتتال لزرع الفوضى في لبنان فيما القتال يلتهم سوريا؟


وقال بعض السفراء ان تلك المحاولات، تدعو الى القلق الشديد، وربما من يقف وراءها يريد اشعال الوضع في لبنان بين الموالاة والمعارضة واحداث اقتتال طائفي ومذهبي على غرار ما يجري في سوريا. ورجحوا ان اركان الحكم وقادة الاحزاب والتيارات السياسية يدركون خطورة ما يمكن ان يحدث لوطنهم من شرور، وهم يختلفون في السياسة وفي قضايا كثيرة، لكنهم جميعهم مع الحفاظ على الاستقرار الامني واطلاق يد الجيش لاجتثاث كل ما يمكن ان يؤدي الى صدامات تهدد الامن القومي والسلم الاهلي. واشاروا الى ان القيادات السياسية لم تسجل اي احتجاج على تعقب الجيش لخاطفي بعض المتمولين لابتزازهم او للمبادلة بخاطفين. وقالوا ان المهم هو السعي الدؤوب للاستمرار في تحصين الوضع الداخلي، وذلك يتحقق بتنظيف الداخل من المخلين بالامن، ويساعد ايضا على منع استيراد الازمة السورية التي طالما نبهتنا اليها الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا ودول اخرى والامين العام للامم المتحدة بان كي – مون.

 


المصدر: جريدة النهار

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,474,512

عدد الزوار: 6,952,143

المتواجدون الآن: 68