"دويلة" حزب الله.. على لسان أمينه العام ونائبه!..شيّع عنصراً قضى في سوريا.. "حزب الله" لحكومة شراكة تمثّل الأحجام

قتلى وجرحى في اشتباكات مسلحة بين حزب الله وعائلة سنية في بعلبك ...حزن وحداد يخيّمان على قرى عكار: 40 لبنانياً ضحايا العبّارة الأندونيسية

تاريخ الإضافة الإثنين 30 أيلول 2013 - 6:32 ص    عدد الزيارات 1755    القسم محلية

        


 

 
5 قتلى و5 جرحى ومسلّحو "حزب الله" يحرقون محالّ تجارية ووالحريري يطلب "تطويق المضاعفات" والجيش مفوّض بمنع الفتنة
"الأمن الذاتي" يُشعل بعلبك ويُدمي أبناءها
المستقبل..
يصرّ "حزب الله" على الوقوع في التجربة وعدم الاتعاظ من الفشل الذريع الذي تسبب به أمنه الذاتي في منطقة الضاحية الجنوبية، فوقع المحظور في مدينة بعلبك أمس، بعدما تمادى عناصر الحواجز التي أقامها "لضبط الوضع الأمني" في المدينة في ممارساتهم غير المقبولة واستفزاز أهالي المدينة، ما أدى إلى نشوب اشتباكات مسلحة وقع نتيجتها خمسة قتلى، ثلاثة منهم من عناصر الحاجز واثنان من عائلات المدينة.
فقد إنفجر الوضع الأمني في مدينة بعلبك على نحو واسع، إذ سرعان ما تحوّل الإشكال بين مواطنين من آل الشياح وعناصر من "حزب الله" الى إشتباكات مسلحة بدأت منذ صباح أمس وإستمرت حتى المساء، وحصدت خمسة قتلى وعدداً من الجرحى من الطرفين ومن عائلات المدينة. والقتلى هم: عماد بلوق، هشام وهبي وعلي البرزاوي (من عناصر "حزب الله")، والمواطنان علي المصري ومحمد علي صلح وهو جندي في الجيش اللبناني.
وقرابة الرابعة من بعد الظهر وبعد ضرب الجيش اللبناني طوقاً امنياً، حيث عناصر الحاجز الذي تسبب بالحادث في مكانهم يسرحون ويمرحون وسط المدينة، وعملوا على احراق اكثر من سبعة محال البسة وعصير وهواتف خلوية وورود تعود لمواطنين من آل الشياح وشيبان وصلح.
واستدعى انفلات الوضع الأمني في بعلبك دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى اجتماع أمني طارئ عقد في قصر بعبدا برئاسته، تم خلاله "عرض للأوضاع الامنية عموماً وفي منطقة بعلبك خصوصاً والمعلومات التي توفرت للأجهزة عن الوضع. وأعطيت التوجيهات اللازمة والتعليمات القاضية باتخاذ التدابير الأمنية الحازمة بضبط الوضع الأمني ومنع الاخلال بالانتظام العام والحفاظ على السلم الأهلي في هذه الظروف التي تتطلب وعياً وطنياً لدقة المرحلة وتوقيف المرتكبين واحالتهم الى القضاء العسكري".
من جهته، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عقب الاجتماع، أنه "تم اتخاذ كل الاجراءات لضبط الوضع الأمني في مدينة بعلبك، ومنع كل المظاهر المسلحة والتشدد في ملاحقة المتورطين في هذه الأحداث ومنع المحاولات الرامية الى افتعال فتنة مذهبية أو نقل الحوادث الأمنية من منطقة إلى أخرى"، مشدّداً على "ان الجيش اللبناني يملك كامل الصلاحيات لضبط الأوضاع، وتنفيذ ما يراه مناسباً من اجراءات وتدابير للجم الفلتان الأمني واعادة الهدوء الى المنطقة والتعاطي بحزم مع كل المخلين بالأمن".
إلى ذلك، تطرّق الرئيس سعد الحريري خلال اتصال أجراه بالرئيس سليمان للاحداث المؤسفة التي وقعت في مدينة بعلبك، مطالباً "بوجوب معالجتها وتطويق مضاعفاتها".
مفتي بعلبك
واستنكر مفتي بعلبك الهرمل الشيخ خالد صلح ما حصل في المدينة "من انتهاك لكرامات أهلها وتعريضهم للقتل وكل هذا بفضل انتشار السلاح غير الشرعي وفقدان الامن الرسمي والاستعانة عنه بالامن الحزبي". وطالب بانتشار الجيش والقوى الامنية في المدينة وعند مداخلها والغاء كل المظاهر المسلحة غير الشرعية لأنها تعزز الفرقة بين ابناء المدينة الواحدة الذين طالما تغنوا بعيشهم المشترك وحرصهم على بعضهم البعض في افراحهم وعزائهم.
اللقاء الوطني الإسلامي
وعقد اللقاء الوطني الإسلامي إجتماعاً طارئاً في منزل النائب محمد عبد اللطيف كبارة بطرابلس أبدى خلاله المجتمعون "استهجانهم لتنفيذ الحزب الإرهابي إعتداءه السافر على المواطنين الآمنين تحت نظر وحدات الجيش التي لم تسارع إلى حماية الضحايا، كما فعلت في ضاحية بيروت الجنوبية بموجب الخطة الأمنية التي يبدو أن لا هدف لها سوى حماية الحزب الإرهابي، لا حماية الناس".
ودعوا "السلطات المعنية إلى المسارعة في قمع المعتدين على الآمنين في بعلبك، ومن ثم إقرار خطة أمنية للمدينة وللوجود السني في البقاع الشرقي-الشمالي، يكون هدفها الحقيقي والمعلن هو حماية الناس من إعتداءات الحزب الإرهابي، لا حماية تسلّط هذا الحزب على الآمنين وبيوتهم وأعراضهم وأعمالهم وتهديد وجودهم"، محذّراً من "نوايا الحزب الإرهابي لإقتلاع السنّة من البقاع الشرقي الشمالي، وما يمكن أن تحمله هذه المؤامرة الدنيئة من إرتدادات على مساحة لبنان".
مأساة عكار
إلى ذلك، لا تزال المأساة التي حلّت على بلدة قبعيت العكارية تشغل المسؤولين والفعاليات، فوفق المعلومات الأولية فإن العدد غير الرسمي للمفقودين هو سبعة وعشرون مفقوداً غالبيتهم من الأطفال والنساء، فيما مصير من تبقى لا يزال مجهولاً في ظل تضارب المعلومات حول العدد الاجمالي للذين كانوا على متن العبارة.
وتشير المعلومات الى أن الذين سافروا بطريقة شرعية عبر مطار رفيق الحريري الدولي دفعتهم الحاجة والعوز وشظف العيش للهجرة الى المصير المجهول، حيث أكد بعض الأهالي لـ "المستقبل" أن معظم الضحايا إستدانوا نفقة رحلة الموت هذه، في محاولة منهم لتسفير أولادهم من جرود عكار الى أستراليا بحثاً عن حياة أفضل أو ظروف عيش أقلّ قساوة وحرماناً. وقد عرف من الناجين اثنان هما حسين خضر الذي توفيت عائلته المؤلفة من تسعة أفراد وزوجته، وأسعد علي أسعد الذي فقد ايضاً زوجته ريا طالب وأولاده الثلاثة تانيا، نايا وعلي، اضافة الى ابتسام عثمان وبسام عثمان. وعلم أن عمر ابراهيم المحمود من مواليد خريبة الجندي سكان التبانة في طرابلس ظلّ على قيد الحياة فيما أعلن عن وفاة زوجته عايدة الجندي، وابنتيه فاطمة وورود، وولده ابراهيم، كما أكد علي أحمد حمزة وفاة ابنته منال، وقد طالب بالكشف عن مصير صهره خضر درويش وأيضاً علي مصطفى حسين، وأكد خضر عبدالله جديد وفاة ابنه محمد خضر جديد، وأعلن فقدان عمر محمد عباس من بلدة مجدلا، كما أفيد عن وفاة امرأة من آل عبد الحي من بلدة فنيدق وهناك معلومات عن فقدان اثنين من بلدة مشمش العكارية.
وعلى صعيد التحقيقات علمت "المستقبل" أن تحقيقات جدية تجري لمعرفة الجهات التي أمنت سفر البعض والذين أمنوا السمسرة ويعتقد أن من بينهم من هم من أبناء عكار، وعلم أنه تم توقيف أحد الأشخاص فيما من المتوقع أن يصار الى توقيف أكثر من شخص.
وكان الرئيس سليمان بحث مع كل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي في موضوع اللبنانيين الذي قضوا وفقدوا على متن العبارة. وتم الاتفاق على الايعاز الى المعنيين تأمين ما يلزم لنقل الاحياء والجثامين الى لبنان ومتابعة تأمين موضوع المفقودين، كذلك تم الاتفاق على الطلب الى الاجهزة المعنية ملاحقة الذين يقومون بأعمال الاحتيال على المواطنين وابتزازهم مقابل وعود بإغراءات بتأمين سفرهم الى استراليا كما حصل مع الذين كانوا على متن هذه العبارة.
السنيورة
واعتبر رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة، أن "فاجعة غرق المواطنين اللبنانيين في اندونيسيا تشكل صفعة لكل لبناني ولكل مسؤول، وان علينا ان نستفيق وان نواجه الحقيقة بأن هناك مشكلة يعاني منها اللبنانيون بأنهم لا يستطيعون ان يبنوا مستقبلهم في بلدهم". وشدد على ضرورة أن "تأخذ الدولة دورها وتنهي هذه السيطرة التي تقوم بها قوى الأمر الواقع المسؤولة عن التردي وبسببه يصبح اللبناني هائماً على وجهه في الآفاق". وأعلن أنه اجرى اتصالاً برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وبالمسؤولين في السفارة اللبنانية وتمنى عليهم ان يبادروا مباشرة الى بذل كل جهد من اجل الاهتمام بالجرحى والمصابين وايضا الاهتمام بجثامين الضحايا من اجل ان يصار الى نقلهم الى لبنان"...
 
 
"الأمن الذاتي" يقفل المدينة ويحرق المحال التجارية انتقاماً... خمسة قتلى في اشتباكات "حزب الله" وآل الشياح في بعلبك
المستقبل..                       
 أصرّ "حزب الله" على المضي بتطبيق سياسة "الأمن الذاتي" ونشر حواجزه عند مداخل مدينة بعلبك وداخل أحيائها السكنية، وما رافق ذلك من تعدٍ على المواطنين من قبل عناصر تلك الحواجز على مدى الأسابيع الماضية، ما دفع الأمور الى الانفجار بعد استحالة ايجاد الحلول المناسبة لهذه التعديات.
فقد انفجر الوضع الأمني في مدينة بعلبك على نحو واسع، إذ سرعان ما تحوّل الإشكال بين مواطنين من آل الشياح وعناصر من "حزب الله" الى اشتباكات مسلحة بدأت منذ صباح أمس، واستمرت حتى المساء، وحصدت خمسة قتلى وعدداً من الجرحى من الطرفين ومن عائلات المدينة.
وفي التفاصيل أن المواطن جعفر قدورة، فلسطيني يحمل الجنسية اللبنانية وهو من الموالين لـ"حزب الله"، دخل محل المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في بعلبك محمد الشياح وتلاسن معه ومن ثم غادر وعاد بعد دقائق مع عناصر أخرى من الحزب وبادر قدورة الى إطلاق النار على الشياح فأصابه في صدره. وفور خروج العناصر من المحل بادروا الى إطلاق النار في الهواء حيث لم يسمحوا لأي شخص من الاقتراب ونقل الشياح الى المستشفى، وقد حاول عدد من المواطنين التدخل لكن من دون جدوى. وبعد دقائق تم سحب الشياح من قبل تلك العناصر ومعه بدر الشياح الذي صودف وجوده في المحل الى خارجه وعملوا على ضربهم وإطلاق النار عليهم حيث أصيب مجدداً محمد في وركه وبدر في رجله وفخذه وتركوا لفترة من الوقت وسط الشارع. وفور معرفة آل الشياح بإصابة قريبيهما تدخلوا على الفور واشتبكوا مع عناصر الحاجز وسط المدينة التجاري.
وأدت الاشتباكات الى سقوط خمسة قتلى هم: عماد بلوق، هشام وهبي وعلي البرزاوي (من عناصر حزب الله)، والمواطنين علي المصري ومحمد علي صلح وهو جندي في الجيش اللبناني، وعدد من الجرحى عرف منهم: علي الرفاعي (أصيب في رأسه ووضعه حرج)، محمد الشياح أصيب في صدره ووركه، بدر الشياح (أصيب في فخذه ورجله)، عبد الناصر جاري (أصيب في وجهه وضعه حرج جداً).
وانتشرت المجموعات المسلحة التابعة لـ"حزب الله" في كافة أحياء بعلبك وعند مداخلها وقاموا بإطلاق نار كثيف باتجاه الأحياء غير المحسوبة عليهم، واستمرت الاشتباكات لفترة ما بعد الظهر حيث هدأت نسبياً بعد تدخل الجيش الذي نشر آلياته بطريقة خجولة وكان قبل ذلك أرسل آلية وبعض العناصر الى وسط المدينة حيث وقع إطلاق النار رافق ذلك تواجد لعناصر الحاجز الذين لم يأبهوا لوجود الجيش واستمروا بين الحين والآخر بإطلاق النار باتجاه الأهالي في ساحة ناصر حيث أصيب المصري الذي توفي لاحقاً متأثراً بجروحه.
وقرابة الرابعة من بعد الظهر ضرب الجيش اللبناني طوقاً أمنياً، حيث بقي عناصر الحاجز الذي تسبب بالحادث في مكانهم يسرحون ويمرحون وسط المدينة، وعملوا على إحراق أكثر من 7 محال ألبسة وعصير وهواتف خلوية وورود تعود لمواطنين من آل: الشياح، شيبان وصلح. وأقفلت المدينة بكاملها نتيجة الاشتباكات وخلت الطرقات والأحياء وظل إطلاق النار يُسمع بين الحين والآخر في بعض الأحياء الداخلية. وعند السادسة مساء، تجددت الاشتباكات داخل السوق التجاري في مدينة بعلبك، وسمعت أصوات قذائف "آر.بي.جي" وطلقات نارية في ساحة ناصر ومحيط سينما الشمس بالقرب من موقع الحادث الذي حصل ظهراً بين شخص من آل الشياح وعناصر حزبية.
واستنكر مفتي بعلبك الهرمل الشيخ خالد صلح ما حصل في المدينة من انتهاك لكرامات أهلها وتعريضهم للقتل وكل هذا بفضل انتشار السلاح غير الشرعي وفقدان الأمن الرسمي والاستعاضة عنه بالأمن الحزبي. وطالب بانتشار الجيش والقوى الأمنية في المدينة وعند مداخلها وإلغاء كل المظاهر المسلحة غير الشرعية لأنها تعزز الفرقة بين أبناء المدينة الواحدة الذين طالما تغنوا بعيشهم المشترك وحرصهم على بعضهم البعض في أفراحهم وعزائهم.
وعقدت فاعليات بعلبك، من علماء ومخاتير وممثلي هيئات المجتمع المدني، اجتماعاً طارئاً في دار الإفتاء في بعلبك برئاسة المفتي الشيخ بكر الرفاعي، تركز البحث خلاله على التطورات في مدينة بعلبك. وأصدر المجتمعون بياناً اعتبروا فيه "أن الحادث الفردي الذي وقع في سوق بعلبك، وما أعقبه من تداعيات وسقوط ضحايا وجرحى، يشكل خسارة كبيرة للمدينة، وأساء لتاريخها ومستقبلها، والخسارة وقعت على الجميع"، داعين بـ"الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى". وأهابوا بالوسائل الإعلامية كافة، أن" تمارس عملها بكل مهنية أخلاقية"، طالبين منها "تحري الدقة الشديدة في نقل الأخبار، لما يترتب على ذلك من مسؤولية تجاه الأرواح والممتلكات".
وشدد المجتمعون على "التهدئة وإفساح المجال أمام القوى الأمنية والعقلاء ليقوموا بدورهم في حفظ الأمن". كما دعوا "القوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي، إلى ممارسة دورها في حفظ الأمن وحماية المواطنين وأملاكهم ومحالهم التجارية". وأكدوا أن "بعلبك خالية من وجود عناصر جبهة النصرة، وما يُشاع ويبدع، وقد تناقلته بعض وسائل الإعلام، عارٍ عن الصحة ويتحمل أصحابه مسؤوليته"...
بعلبك تخرق الجمود السياسي والتأليف يدور في حلقته المفرغة
النهار..."أ ف ب"
لم يكتب للدعم الدولي الذي حمله رئيس الجمهورية ميشال سليمان من نيويورك أن يعبد الطريق أمام تزخيم الحركة السياسية الداخلية في اتجاه أحداث خرق في جدار الأزمة الحكومية الذي بلغ مستوى جديدا من التصعيد، في ظل المواقف الأخيرة لـ"حزب الله" وملاقاة رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط له لجهة إسقاط صيغة الثلاث ثمانيات من دون تقديم اقتراحات بديلة قابلة للبحث أو النقاش من خارج السقوف العالية الموضوعة.
فقد جاءت الاشتباكات الدامية في بعلبك منذ صباح امس لتخرق هدوء عطلة نهاية الأسبوع وتنذر بمضاعفات أمنية وسياسية خطيرة بعدما خرجت عن إطارها الشخصي والعشائري بفعل دخول "حزب الله" فريقا في الاشتباكات في وجه عائلات من الطائفة السنية، لتأخذ منحىً مذهبياً في منطقة ذات حساسية مذهبية كبيرة. وبرز هذا البعد في البيان الذي اصدره عدد من فعاليات طرابلس ليلا واعتبروا فيه ان الحادث يستهدف الطائفة السنية في المدينة.
وقد استدعت التطورات الأمنية في بعلبك والتي أدت إلى سقوط ٤ قتلى بينهم جندي في الجيش اللبناني، عقد اجتماع موسع في قصر بعبدا برئاسة سليمان وحضور رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي ووزير الداخلية مروان شربل وقادة الأجهزة الأمنية من اجل ضبط الوضع ومنع تفلته بما يهدد بإشعال فتنة مذهبية. وقد جاء بيان الرئاسة خلال الاجتماع ليحذر من المخاطر المحيطة بهذا الأمر على السلم الأهلي.
وكان سبق الاجتماع الموسع خلوة عقدت بين سليمان وميقاتي الذي كان مقررا ان يلتقي رئيس الجمهورية عصرا للإطلاع منه على نتائج لقاءاته في نيويورك.
وفي حين توقعت مصادر سياسية مواكبة للاجتماع الأمني ان يؤدي تكليف الجيش مهمة ضبط الوضع إلى إحتواء مفاعيل التفجير الأمني الحاصل في بعلبك ومنع امتداده إلى مناطق أخرى، يرتقب ان يشهد الأسبوع الطالع استئناف حركة المشاورات على خطي تأليف الحكومة ومتابعة نتائج مؤتمر نيويورك لدعم لبنان.
فعلى الخط الأول، علمت " النهار" ان رئيس الحكومة المكلفة تمام سلام يعتزم زيارة قصر بعبدا اليوم أو غداً للقاء الرئيس سليمان والتشاور معه في شأن الملف الحكومي على خلفية المواقف الأخيرة لسليمان والتي أثارت جملة من ردود الفعل المحلية التي حيدت رئيس الجمهورية واستهدفت الرئيس المكلف وادت بنتيجتها إلى إسقاط الصيغة التي كان سلام يعتمدها في تشكيل حكومته لجهة اعتماد المداورة والتوزيع على قاعدة ثلاث ثمانيات.
وفيما نقل امس عن اوساط قريبة من سلام قبوله بصيغة ٩-٩-٦ ، جاء بيان النفي الذي اصدره ليقطع الطريق على الطروحات الجديدة القديمة من دون ان يقدم مقاربة جديدة.
وبحسب المعلومات المتوافرة لـ"النهار"، فإن سلام قرر التريث في إعلان أي موقف أو رد على ما أثير أخيرا، خصوصا ان الكلام غير صحيح ولم يصدر عن اوساطه. وينقل عنه زواره إنزعاجه من " دس كلام لا يعبر عن حقيقة موقفه"، وتضيف ان الرئيس المكلف يعي تماماً " دقة الوضع وحساسيته وهو لم يعلن يوما أي صيغة محددة لحكومته ليقبل بهذه أو يرفض تلك" .
وعما إذا كان تشاور مع جنبلاط في مواقف الأخير، نقل الزوار عن سلام قوله ان تواصله مع جنبلاط أو مع أي فريق سياسي آخر لا يقف عند حدود المواقف الصادرة عنهم.
وعليه، تستبعد مصادر سياسية مطلعة أي خرق في مشهد التأليف، كاشفة ان مواقف حزب الله وحلفائه في قوى ٨ آذار معطوفة على موقف جنبلاط فرملت اندفاعة رئيس الجمهورية واستعجاله التأليف في الأسبوع الأول من تشرين الأول المقبل. وأشارت إلى الأسبوع الطالع سيشهد أكثر من محطة منها زيارة سليمان إلى المملكة العربية السعودية واللقاءات التي سيعقدها هناك مع المسؤولين السعوديين فضلا عن لقاء محتمل مع الرئيس سعد الحريري الذي تشاور معه هاتفيا امس ولكن لا خرق محتمل أو تقدم مرتقب، علما ان رئيس المجلس نبيه بري سيغيب عن البلاد في زيارتين إلى جنيف ورومانيا، ما يؤجل الملف الحكومي إلى ما بعد عودته.
من جهة أخرى، علمت "النهار" ان ميقاتي سيسافر اليوم إلى الولايات المتحدة الأميركية في زيارة عائلية تستغرق بضعة أيام يجري خلالها فحوصات روتينية .
 
سليمان متمسك بانسحاب اللبنانيين «المتورطين» من سورية
بيروت - «الراي»
بين بحر اندونيسيا الذي «ابتلع» ما لا يقلّ عن 21 لبنانياً كانوا بطريقهم «غير الشرعية» الى «الارض الموعودة» في اوستراليا، و»بحر الديبلوماسية» الدولية الذي يحمل تموّجات تشي بمسار جديد في المنطقة انطلاقاً من أزمتيْ سورية و»النووي» الايراني، توزّعت اهتمامات بيروت التي تتطلّع الى «قارب نجاة» ينتشلها من الواقع المأزوم الذي حوّل لبنان سفينة «بلا أشرعة» تلاطم «الأمواج العاتية» في محيط «عاصِف».
وفيما اعلن لبنان الرسمي «حال طوارىء» ديبلوماسية في محاولة لاحتواء مضاعفات «الكارثة البحرية» التي أطلت برأسها من بحر اندونيسيا ومواكبة الجهود لانتشال جثث الغارقين والتكفل بنقلها مع الناجين على متن طائرة خاصة على نفقة الدولة، انهمك في الوقت نفسه بالتقصي عن «الحال الجديدة» الاميركية - الايرانية التي عبّر عنها اول اتصال من نوعه بين رئيسي الولايات المتحدة باراك اوباما و«ايران الثورة الاسلامية» حسين روحاني منذ نحو 34 عاماً، والمناخ الدولي غير المسبوق حيال أزمة سورية و«نزع الكيماوي» فيها الذي تجلى في توافق مجلس الامن على اول قرار يتناول هذا الملف منذ بدء الازمة العام 2011.
ولئن كان لبنان، الذي غالباً ما عُلق وضعه «على حبال» المنطقة، ينتظر انقشاع الرؤية في ملفيْ العلاقة بين واشنطن وطهران وآفاقها ومسار الازمة السورية لتبيُّن انعكاسات ذلك على واقعه المتشابك تماماً معهما، فانه بدا امس في ما يشبه «استراحة المراقب» معوّلاً على ما يمكن ان تحمله زيارة الرئيس روحاني للمملكة العربية السعودية في 13 اكتوبر على صعيد تحقيق تقارُب بين طهران والرياض من شأنه ان يوفّر، معطوفاً على «المظلة الدولية» التي استعادها الواقع اللبناني في نيويورك مع مجموعة الدعم الدائمة التي أُطلقت باسمه، ما يشبه «بوليصة التأمين» التي تسمح على الأقل بتطبيع وضعه وربما من خلال حكومة جديدة تعكس التوازنات المتغيرة في المنطقة ريثما يكتمل «البازل» الاقليمي - الدولي الذي قد يحتاج الى أشهر.
كما تشكل زيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان للسعودية الاربعاء المقبل للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وكبار المسؤولين محطة بالغة الاهمية لجس النبض حيال موقع «بلاد الأرز» في التحولات بالمنطقة، علماً ان سليمان كان التقى في نيويورك كلاً من الرئيسين اوباما وروحاني وتلمّس منهما آفاق المرحلة الجديدة اقليمياً ودولياً.
وبانتظار المحطتين اللبنانية والايرانية في السعودية، تبقى الساحة الداخلية مفتوحة لمشاورات حول الآفاق الممكنة للملف الحكومي بعدما بات خيار «حكومة متوازنة» بلا ثلث معطل لفريقي 8 و 14 آذار بحكم الساقط نتيجة رفع النائب وليد جنبلاط الغطاء عنه، لتبقى الخيارات الأخرى تراوح بين ولادة مثل هذه الحكومة على ان لا تنال الثقة فتكون خطوة بوجه «حزب الله» وحلفائه وهو ما سيبدو «عكس سير» المناخ الاقليمي الجديد، وبين حكومة يشعر فيها الجميع بانهم متساوين بـ «الفيتوات» من خلال إمساك كل من طرفي الصراع بالثلث المعطل رغم ان دون ذلك استمرار رفض 14 آذار لهذه الصيغة.
وفي موازاة ذلك، اوضح الرئيس سليمان في مقابلة مع «تلفزيون لبنان» بثت مساء الجمعة، ان الاتفاق الاميركي الروسي الذي تمثل في قرار مجلس الامن، سيفتح ثغرة باتجاه الحل السياسي عن طريق جنيف - 2 الذي يجب ان يعقد، «لانه قد يؤدي الى بداية بحث حل سياسي في سورية، مبدياً عدم ممانعته في المشاركة في هذا المؤتمر، بحسب ما اشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لكننا سندرس كيفية هذه المشاركة في حينه».
ورأى سليمان في اشارة الى «حزب الله» ان الانسحاب من سورية يجب ان يكون نتيجة تطبيق «اعلان بعبدا»، داعياً المتورطين في سورية الى ان يضعوا مصلحة لبنان قبل اي مصلحة اخرى «ومصلحة لبنان تقتضي تحييده والابتعاد عن التدخل في سورية»، آملاً من الجميع الالتزام بهذا الامر، وباعلان بعبدا، فينسحبوا من سورية، علماً ان سليمان كان ابلغ تلفزيون B.B.C من نيويورك أنه يعتقد «أن كل الذين تورطوا هم في صدد الانسحاب منها، ويجب ان نساعدهم بذلك».
وبالنسبة الى الحكومة، شدد رئيس الجمهورية على ان تشكيل الحكومة يستند إلى أصول دستورية، داعياً الجميع إلى أن يتجاوبوا ويمحضوه الثقة وللرئيس المكلف في تشكيل حكومة جامعة من دون التوقف عند الحصص، مشيراً إلى عدم أهمية كيفية التشكيل أو التاريخ اليوم او غداً، شرط ألا تتأخر كثيراً. واوضح انه سيبحث في السعودية «موضوع العلاقات الثنائية والتفاهمات العربية وفي المنطقة»، وقال: «لكنني اعلم أن السعودية وإيران والدول المؤثرة في لبنان يمكن أن تساهم في تهدئة الأجواء فيه وتشجيع الأطراف على التعاون والوحدة الوطنية وتطبيق إعلان بعبدا».
 
قتلى وجرحى في اشتباكات مسلحة بين حزب الله وعائلة سنية في بعلبك ونائب في الحزب: الجيش دخل إلى المنطقة لتسلم الحواجز وتولي مهمة الأمن

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: كارولين عاكوم .... سقط أربعة قتلى على الأقل وعدد من الجرحى في اشتباكات مسلحة وقعت أمس في محلة سوق القلعة في منطقة بعلبك بالبقاع، قبل أن تنتشر قوة من الجيش في المكان، وتعمل على ملاحقة المسلحين ودهم بعض الأماكن المشتبه بلجوئهم إليها، بينما تولت الشرطة العسكرية التحقيق في الحادث بإشراف القضاء المختص، وفق ما أعلنته قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان لها.
وفي حين ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن «مسلحين من عائلة الشياح (من الطائفة السنية) أطلقوا النار على حاجز لحزب الله في وسط مدينة بعلبك التي تضم عائلات سنية وشيعية، مما دفع عناصر الحاجز إلى الرد على إطلاق النار، وتطور الأمر إلى اشتباك بين الطرفين»، أكد نائب المنطقة في كتلة حزب الله، كامل الرفاعي، لـ«الشرق الأوسط» أن «الحادث ليس له أي أبعاد سياسية إنما عائلية محضة»، مشيرا إلى أن «المشكلة بدأت قبل ثلاثة أيام بين أحد الأشخاص من آل الشياح وعناصر على حاجز تابع للحزب، وعادت وانفجرت صباح أمس وأدت إلى وقوع ضحايا لا علاقة لهم بالأمر إنما كانوا موجودين في المكان، من بينهم أحد أقربائي والمرافقون التابعون لي». وأضاف أنه «جرى التوافق بين الجميع، ولا سيما الجيش وحزب الله، بأن يتولى الأخير مهمة الأمن وأن يزيل الحزب حواجزه، وكان تجاوبا من الطرفين، وبدأت منذ ساعات بعد الظهر القوى الأمنية بتسلم الحواجز والدخول إلى المدينة وأحيائها». ورأى الرفاعي أن ما حصل هو نتيجة الفتنة المتنقلة في المناطق اللبنانية ونتيجة الخطاب التحريضي وغير المنضبط الذي يؤدي إلى هذه المشكلات في لبنان، نافيا أن يكون سبب حادثة أمس حواجز حزب الله، قائلا: «تقع يوميا مشكلات بين العائلات في أحياء ومناطق لا وجود فيها للحواجز ولا علاقة لحزب الله بها».
وأشارت بعض المعلومات إلى أن اتصالات مكثفة جرت بين قيادة حزب الله والقوى الأمنية و«الجماعة الإسلامية»، وجرى الاتفاق على وقف إطلاق النار وباشرت القوى الأمنية الانتشار وفق هذا الاتفاق لضبط الوضع وإعادة الأمور إلى طبيعتها. مع العلم، أن الاشتباكات التي وقعت بين عناصر من حزب الله وأشخاص من آل الشياح من الطائفة السنية، لا علاقة مباشرة للجماعة الإسلامية بها، لكن أحد الأشخاص هرب إلى مكان وجود أحد المسؤولين في الجماعة الذي أصيب عن طريق الخطأ، بحسب الرفاعي.
وبينما أعلن عن اجتماع طارئ للرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والقادة الأمنيين، مساء أمس، تابع رئيس الحكومة السابق النائب سعد الحريري حادثة بعلبك، وطالب في اتصال مع سليمان بوجوب معالجتها وتطويق مضاعفاتها.
من جهته، رأى النائب في حركة أمل، غازي زعيتر، أن ما حصل هو نتيجة شحن طائفي ومذهبي، علما أن تاريخ بعلبك الطويل والحالي يشير إلى عكس ذلك، فـ«أبناؤها بجميع عائلاتهم، مسلمين سنة وشيعة ومسيحيين، يعيشون كأبناء عائلة واحدة، لكن الدخول الغريب إلى المدينة والشحن المذهبي الذي نسمعه من بعض السياسيين يترتب عليه سقوط ضحايا من بعلبك وغير بعلبك».
وطالب زعيتر «القوى الأمنية بالضرب بيد من حديد»، متمنيا على الجيش والقضاء والقوى الأمنية أن تتعاون في ما بينها لوضع حد لما يجري، مضيفا: «صحيح أننا عشائر متهمون بأخذ الثأر لكننا لا نرتكب جرائم غدر أو جرائم بهذا المستوى أو بهذا العمل الإجرامي الذي حصل في المدينة».
 
 
لبنان: 5 قتلى في اشتباكات بين «حزب الله» وعائلة في بعلبك
بيروت – «الحياة»
عاش لبنان أمس تحت وطأة مأساة وفاة عدد كبير من اللبنانيين المهاجرين بفعل غرق عبّارة كانت تقلهم من أندونيسيا الى أستراليا، بعدما تعطلت في عرض البحر قبل ايام، وتكشفت الفاجعة التي منيت بها قرى في منطقة عكار الفقيرة عن وفاة عائلات بأكملها لم ينج منها غالباً سوى شخص، فيما استنفر كبار المسؤولين لإجراء اتصالات من أجل تأمين وسائل استعادة جثامين من قضوا ومن بقي على قيد الحياة الى لبنان، من رحلة الموت سعياً وراء لقمة العيش.
وبموازاة المأساة في الشمال، قتل أمس 5 اشخاص في مدينة بعلبك البقاعية وجُرح 5 آخرون في اشتباكات وقعت بين عناصر من «حزب الله» وإحدى العائلات في المدينة على خلفية خلاف وقع على حاجز تفتيش للحزب في سوق المدينة التجاري في إطار التدابير التي يقوم بها تحسباً من السيارات المفخخة والتفجيرات. وما لبث إطلاق النار أن توسع بعد سقوط أول قتيل من مسؤولي «حزب الله» وأخذ الأمر طابعاً عائلياً، فيما دخلت وحدات من الجيش الى بعض شوارع السوق التجاري لكن الاشتباكات استمرت متقطعة. واستدعت التطورات في البلاد ترؤس رئيس الجمهورية اجتماعاً أمنياً مساء أمس حضره رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والوزراء المعنيون وقادة القوى العسكرية والأمنية.
وإذ حجبت هذه التطورات الاهتمام بمعالجة العراقيل التي تحول دون تشكيل الحكومة الجديدة، توقف مراقبون أمام تصريحات أدلى بها الرئيس سليمان أثناء وجوده في نيويورك وقال فيها إن «إعلان بعبدا» المتعلق بتحييد لبنان عن الأزمة السورية، «سيجد طريقه الى التطبيق عاجلاً أو آجلاً ولمصلحة الجميع»، كما توقفوا أمام قوله: «إننا بصدد العودة عن التدخل في سورية من كل الأطراف وتكليف الأجهزة الأمنية منع إرسال أو عبور مقاتلين باتجاه لبنان، ويجب أن نعمل على ذلك سريعاً، وأعتقد أنهم يفكرون بذلك جدياً». وذكرت مصادر رسمية أن الرئيس اللبناني يستند في كلامه هذا الى معلومات عن أن «حزب الله» يفكر بتخفيف إرسال مقاتليه الى سورية بعدما شارك بقوة في المعارك الى جانب الجيش السوري فيها. وأوضحت المصادر أن هذه المعلومات «تشير الى أن الحزب يقوم بذلك بهدوء ومن دون ضجيج، لأنه ينوي الإبقاء على جهوزية للتدخل بقوة في حال تطلب الأمر ذلك مجدداً». لكن مصادر قريبة من الحزب نفت ذلك.
أما على صعيد مأساة العبّارة التي كانت تقل لبنانيين وعدداً قليلاً من السوريين من أندونيسيا الى أستراليا، فقد تبيّن أن عدد الضحايا اللبنانيين والمفقودين بسبب الحادث قد يبلغ 40 شخصاً. وبدأت النيابة العامة التمييزية التحقيق في القضية لملاحقة مدبري السفر بهذه الطريقة لتأمين الدخول غير الشرعي الى أستراليا لقاء مبالغ من المال تصل الى 10 آلاف دولار عن كل شخص.
وتضاربت الأرقام حول عدد الضحايا، وقال رئيس بلدية قرية قبعيت حمزة عبود إن عدد الناجين 25 لبنانياً جرى التواصل مع بعضهم هاتفياً وإن عدد الذين سافروا على متن العبّارة قبل أن تغرق بهم كان 65 لبنانياً.
وفي شأن الاشتباكات الدموية في مدينة بعلبك، تخوف كبار المسؤولين من أن تتوسع وتأخذ طابعاً مذهبياً. وأدت الصدامات الى حرق عدد من المحال التجارية والمنازل العائدة لآل الشياح في المدينة، ويقع الحي الذي يقطنون فيه داخل السوق التجاري.
وذكرت معلومات أن بداية الاشتباكات حصلت نتيجة تراكم حوادث عدة بين «حزب الله» وبعض المواطنين، منهم أحد مسؤولي «الجماعة الإسلامية» في بعلبك.
وفيما أعلنت قيادة الجيش عن انتشاره في منطقة الاشتباكات وملاحقة المسلحين، عقدت فعاليات المدينة اجتماعاً برئاسة مفتي بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي وصدر عنه بيان أكد أن «الحادث فردي أساء لتاريخ المدينة ومستقبلها». وإذ طالب وسائل الإعلام بتحري الدقة في نقل الأخبار، دعا الأهالي الى التهدئة ومحاصرة ما حصل وعدم السماح بتمدده ووقوع فتنة عمياء لا تبقي ولا تذر». وطالب القوى الأمنية بحفظ أمن المواطنين ومحالهم التجارية.
وفيما كانت وسائل إعلامية قريبة من «حزب الله» أشارت الى أن الاشتباكات حصلت مع عناصر من «جبهة النصرة»، نفت فعاليات بعلبك في بيانها ذلك، وأكدت أن بعلبك خالية من أي عناصر من «جبهة النصرة».
وكذلك أكد مفتي بعلبك الشيخ خالد صُلَح أن المدينة «لا تؤوي أي عنصر من جبهة النصرة كما روج بعض وسائل الإعلام». وقال إن الجيش انتشر في المدينة لكنه مشلول بسبب انتشار «حزب الله» المسلح والإتيان بعناصر من القرى المجاورة. وتحدث عن انتشار قناصة على الأسطح.
وتعذر على الكثير من المواطنين الدخول الى المدينة منذ ظهر أمس، وقال المفتي صُلَح إنه كان خارج المدينة بعد الظهر ولا يستطيع دخولها.
واتصل زعيم «تيار المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بالرئيس سليمان وطالبه بمعالجة اشتباكات بعلبك ومضاعفاتها.
وقرر الاجتماع الأمني الذي ترأسه سليمان مساء، وفق بيان رسمي صدر عنه، «اتخاذ التدابير الأمنية الحازمة لضبط الوضع الأمني في بعلبك ومنع الإخلال بالانتظام الأمني والحفاظ على السلم الأهلي وتوقيف المرتكبين وإحالتهم الى القضاء العسكري». وكان «حزب الله» قام بمداهمات في المدينة وأوقف بعض الأشخاص، فيما استمر تبادل إطلاق النار حتى ساعة متقدمة ليلاً.
 
الحريري اتصل بسليمان مشيداً بمواقفه وطالب بتطويق مضاعفات أحداث بعلبك
بيروت - «الحياة»
 
أجرى الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري أمس اتصالاً برئيس الجمهورية ميشال سليمان وهنأه بسلامة العودة من نيويورك.
 
وكان الاتصال، وفق بيان للمكتب الإعلامي للحريري، «مناسبة أشاد فيها (الحريري) بالنشاطات والتحركات التي أجراها رئيس الجمهورية، وكذلك بالمواقف التي أعلنها خلال رحلته». وتطرق الحريري إلى «الأحداث المؤسفة التي وقعت في مدينة بعلبك»، مطالباً «بمعالجتها وتطويق مضاعفاتها».
 
 
لبنان: بدء التحقيق في غرق «العبارة الإندونيسية» والأهالي يلقون باللوم على الدولة... شقيق أحد الضحايا: أبلغت السلطات قبل الحادثة عن مدبري الهجرة غير الشرعية ولم يتحركوا

بيروت: «الشرق الأوسط» ... تعيش منطقة عكار المفجوعة في شمال لبنان، منذ أول من أمس، على وقع صدمة خسارة 40 شخصا من أبنائها غرقا على متن العبارة التي كانت تقلهم في رحلة لجوء غير شرعي إلى أستراليا. وفي حين تمنع الشرطة الإندونيسية التواصل مع الناجين منهم بعدما نقلوا إلى فندق في جاكرتا، وفق ما قال ناصر خضر، شقيق حسين، الذي فقد زوجته وأطفاله الثمانية في الحادثة، لـ«الشرق الأوسط»، تبذل السلطات اللبنانية جهودا لمتابعة الموضوع دبلوماسيا وقضائيا، فيما يجري العمل لإعادة جثامين الضحايا، والبحث مستمر عن المفقودين.
وكانت السلطات الإندونيسية أعلنت أن عدد الضحايا بلغ عشرين، ونجا 25 شخصا من أصل ما يقارب 120 راكبا، فيما أعلن حمزة عبود، رئيس بلدية قبعيت التي ينتمي إليها معظم اللبنانيين المهاجرين، أنه لغاية الآن تأكدت نجاة 25 لبنانيا، وبلغ عدد الضحايا 40، وعثر على جثث بعضهم، فيما لا يزال آخرون في عداد المفقودين.
ورغم تعويل عائلات الضحايا على الجهود الرسمية اللبنانية، فإن القلق لا يزال يكبلهم بعدما تحول الخوف من فقدان أبنائهم إلى خوف على مصير جثامينهم وخسارة من نجا منهم إلى الأبد أيضا، وهذا ما يلفت إليه ناصر، ناقلا عن شقيقه حسين قوله في آخر اتصال معه «لن أعود إلى لبنان. لو كان بلدي يريدني لما تركني وترك أولادي في مهب الهجرة والموت».
ورأى خضر أن تحرك الدولة أتى بعد فوات الأوان، قائلا «نقدر التحرك الذي قام ويقوم به الرؤساء الثلاثة إضافة إلى رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، الذي أبدى استعداده للمساعدة وإرسال طائرة خاصة لإحضار الجثامين، لكن رغم ذلك يبقى هذا التحرك متأخرا، إذ لو كانت الدولة تنفذ واجباتها لما غادرت العائلات وطنها».
ويعبر خضر عن خيبة أمل تجاه السلطات اللبنانية كاشفا عن أنه بلغ شخصيا مرات عدة لدى الأمن العام «عن قيام بعض الأشخاص في عكار بإدارة عمليات هذا النوع من الهجرة غير المنظمة ووعدوني بالتحرك، لكنهم لم يكترثوا للأمر ولم نجد أي نتيجة على الأرض، وها نحن خسرنا أبناءنا». ولفت ناصر إلى أن شقيقه حسين عمل على التواصل مباشرة مع المدعو أبو صالح (عراقي الجنسية) الذي يقود العملية من إندونيسيا، ليوفر على نفسه تكلفة هجرته مع عائلته بعدما كان الوكيل يحصل على مبلغ يصل إلى 10 آلاف دولار عن الشخص الواحد.
ومن المتوقع أن يغادر وفد من أهالي الضحايا صباح اليوم (الأحد) إلى إندونيسيا لمواكبة القضية، ليلحق بهم يوم الثلاثاء أو الأربعاء المقبل وفد آخر يضم رئيس بلدية قبعيت، التي تنحدر منها عائلة خضر، وفق ما لفت خضر.
من جهته، أعلن مدير عام المغتربين هيثم جمعة أن عدد الضحايا اللبنانيين في حادثة غرق العبارة في إندونيسيا بلغ 21 شخصا فيما أنقذ 18 آخرون، والبحث جار عن المفقودين. ولفت إلى «أن الاتصال دائم مع القائمة بالأعمال اللبنانية في إندونيسيا لأنها موجودة في مكان الإنقاذ وهي على اتصال مع السلطات الاندونيسية لنقل الجثامين المتوفين»، كاشفا أنه «بسبب الإجراءات القانونية التي تتخذها السلطات الاندونيسية فإن إعادة الجثث لن تتم قبل أسبوع».
وقضائيا، وبعدما تحولت الهجرة غير الشرعية في اليومين الأخيرين إلى قضية أساسية، لا سيما بعد المعلومات التي أشارت إلى «مافيات» تقف خلفها، باشر المحامي العام التمييزي شربل أبو سمرا التحقيق في ملابسات غرق المركب، لمعرفة من غرر بالمواطنين، وتحديد المسؤوليات، فيما ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أنه أصبح لدى النيابة العامة معلومات عن هوية المدعو «أبو صالح»، الذي يعمل وكيلا لتأمين الهجرة غير الشرعية من لبنان، كما تبيّن ضلوع بعض الأشخاص في الترويج لنشاطه بين أهالي بعض قرى عكار. وتم توقيف أحد المروجين للتحقيق معه، فيما تبين أن مروجا آخر غرقت ابنته في العبّارة.
وشهد يوم أمس تحركات سياسية على كل المستويات في قضية غرق العبارة، إذ استقبل رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي لهذه الغاية وفدا من علماء عكار برئاسة مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا، ووفدا من بلدية قبعيت في عكار، التي ينتمي إليها غالبية ضحايا الباخرة، وشدد ميقاتي على «وجوب تكثيف العمل من أجل الإسراع في نقل الناجين وجثامين الضحايا».
ونقل عن رئيس بلدية قبعيت الدكتور حمزة عبود عن ميقاتي، قوله «إن الدولة اللبنانية والحكومة تتابع ملف الضحايا مع السلطات الإندونيسية، وستقوم بجلب الناجين على حسابها من جاكرتا إلى بيروت»، وإنه سيقوم بما يلزم «لاسترجاع الجثث والكشف عن مصير المفقودين».
من جهته، استنكر رئيس مجلس النواب نبيه بري حادثة غرق العبارة الإندونيسية معتبرا أن الضحايا «استشهدوا سعيا وراء حياة كريمة». وقال في بيان له «في التاريخ الحديث، ومنذ تايتانيك، واللبنانيون العابرون حدود الأوطان والقارات والمحيطات والبحار يغامرون في الدنيا هربا من الحرمان في الوطن، ويذهبون ضحية الحرمان من الوطن». وتوجه بري إلى السلطات في إندونيسيا وأستراليا لإجراء التحقيقات الفاعلة لتحديد المسؤوليات عن الحادث، لا بل عن عملية الانتقال البشري برمتها.
 
حزن وحداد يخيّمان على قرى عكار: 40 لبنانياً ضحايا العبّارة الأندونيسية
بيروت - «الحياة»
بقي موضوع المأساة التي تعرض لها اللبنانيون في حادثة غرق العبارة التي كانت تقلهم من أندونيسيا إلى أستراليا موضع متابعة من المعنيين وعلى أرفع المستويات الرسمية اللبنانية ومن ذوي الضحايا، لمواكبة هذه المأساة، وسط تضارب المعلومات في شأن عدد المتوفين منهم والناجين، وأسباب غرق العبارة التي كانت تقل 120 راكباً من بينهم 65 لبنانياً من النساء والأطفال والرجال، بما يفوق قدرة استيعابها وحمولتها، فتعطّلت -وفق عدد من الناجين- مضخاتها واجتاحتها المياه وغرقت بهم. وفيما أعلن المدير العام للمغتربين هيثم جمعة أن عدد المتوفين اللبنانيين بلغ 21 والناجين 18، اكد رئيس بلدية قبعيت حمزة عبود أن عدد الضحايا اللبنانيين بين مفقود وغريق، بلغ 40 وأن عدد الناجين 25.
وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن المحامي العام التمييزي شربل أبو سمرا «باشر التحقيق في ملابسات غرق عدد من اللبنانيين في عبّارة اندونيسية، لمعرفة من يكون قد غرر بهؤلاء وتحديد المسؤوليات. وأصبح لدى النيابة العامة معلومات عن هوية المدعو أبو صالح، كما تبين ضلوع بعض الأشخاص بالترويج لنشاطه بين أهالي القرى. وتم توقيف احد المروجين للتحقيق معه، فيما تبين أن مروجا آخر غرقت ابنته في العبارة. وإذ يتم استدعاء أشخاص آخرين للتحقيق معهم، تتابع النيابة العامة التمييزية التحقيق ساعة بساعة».
وتشاور رئيس الجمهورية ميشال سليمان امس مع كل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في الموضوع. وتم الاتفاق وفق بيان للمكتب الإعلامي في بعبدا، على «الإيعاز إلى المعنيين بتأمين ما يلزم لنقل الأحياء والجثامين إلى لبنان ومتابعة تأمين موضوع المفقودين، كذلك تم الاتفاق على الطلب إلى الأجهزة المعنية ملاحقة الذين يقومون بأعمال الاحتيال على المواطنين وابتزازهم مقابل وعود بإغراءات بتأمين سفرهم إلى استراليا، كما حصل مع الذين كانوا على متن العبارة.
ودعا بري السلطات في أندونيسيا واستراليا «لإجراء التحقيقات الفاعلة لتحديد المسؤوليات عن الحادث لا بل عن عملية الانتقال البشري برمتها». وقال: «في فجر التاريخ كان اللبنانيون يفتتحون طرق التجارة البحرية وينقلون الحرف إلى شعوب الأرض بدل الحرب. في التاريخ الحديث، ومنذ التايتانيك واللبنانيون العابرون لحدود الأوطان والقارات والمحيطات والبحار يغامرون في الدنيا هرباً من الحرمان في الوطن ويذهبون ضحية الحرمان من الوطن. اليوم نقف أمام هول الكارثة التي فقدنا من جرائها عدداً كبيراً من أبنائنا في شمال لبنان استشهدوا سعياً وراء حياة كريمة في جهات الأرض. كل العزاء لأهلنا في قبعيت ومشمش وفنيدق ومجدلا في عكار، ومعها طرابلس، لعلنا نستعيد جراء هذه الفاجعة وطننا مكاناً لفرصة عمل وفرصة حياة».
ومتابعة للقضية، توجه وفد من بلدة قبعيت، التي تنتمي إليها غالبية الضحايا والتي لفها الحزن والغضب والحداد، إلى طرابلس والتقى الرئيس ميقاتي في منزله، وتم البحث في سبل نقل جثامين الضحايا من أندونيسيا. ونقل عبود عن ميقاتي قوله «إن الدولة اللبنانية عبر الحكومة تتابع ملف الضحايا مع السلطات الأندونيسية وستقوم بجلب الناجين على حسابها من جاكرتا إلى بيروت، وسنقوم بما يلزم لاسترجاع الجثث والكشف عن مصير المفقودين». وأعلن أنه «سيتم تشكيل وفد من البلدية والأهالي للتوجه إلى اندونيسيا للتعرف إلى الضحايا وإعادة الناجين»، لافتاً إلى أن «ميقاتي وعد بعدم التقاعس في هذا الموضوع وإذا حصل تقصير من ناحية الدولة سيأخذ الموضوع على عاتقه».
وأكد ذوو الضحايا أن «ابناءهم كانوا يبحثون عن مستقبل أفضل في أستراليا، لأن أوضاعهم المادية في لبنان كانت صعبة ولم يتمكنوا من إيجاد وظائف»، مناشدين الدولة النظر اليهم.
وكان ميقاتي تابع مع زواره قضية الضحايا اللبنانيين، واستقبل لهذه الغاية وفداً من علماء عكار برئاسة مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا، الذي قال: «بحثنا في تسريع جلب الجثامين، ومتابعة علاج من تبقى حياً وإعادته الى لبنان سالماً»، مؤكداً أن «الرئيس ميقاتي قام بالإجراءات اللازمة مع كل المعنيين، وأخذ على عاتقه الشخصي هذه القضية حتى إيجاد حل سريع لها».
واطلع ميقاتي من المدير العام للمغتربين هيثم جمعة خلال اتصال هاتفي، على ما آلت إليه الأمور في القضية سواء لجهة أعمال الإغاثة أم لجهة تسيير الأمور العالقة مع الجانب الأندونيسي. وشدد ميقاتي على «وجوب تكثيف العمل من أجل الإسراع في نقل الناجين وجثامين الضحايا».
ولفت جمعة إلى «أننا على اتصال دائم مع القائمة بالأعمال اللبنانية في أندونيسيا (جوانا قزي) لأنها موجودة في مكان الإنقاذ وهي على اتصال مع السلطات الأندونيسية لنقل جثامين المتوفين»، لافتاً إلى أنه «بسبب الإجراءات القانونية التي تتخذها هذه السلطات، فإن إعادة الجثث لن تتم قبل أسبوع».
 
السنيورة: على الدولة أخذ دورها وإنهاء سيطرة قوى الأمر الواقع
بيروت - «الحياة»
اعتبر رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة ان «فاجعة غرق المواطنين اللبنانيين في اندونيسيا تشكّل صفعة لكل لبناني ولكل مسؤول»، مشدداً على ضرورة ان «نستفيق وان نواجه الحقيقة بأن هناك مشكلة يعاني منها اللبنانيون بأنهم لا يستطيعون ان يبنوا مستقبلهم في بلدهم، فتضطرهم الحوادث الجارية في لبنان والظروف التي يعيشونها وفقدان الأمن والثقة في المستقبل ومقومات دولة القانون والمؤسسات وتردي الأوضاع الاقتصادية لأن يهيموا على وجوههم عبر الآفاق».
ولفت في لقاء صحافي في مكتبه في الهلالية على هامش استقباله وفوداً من صيدا والجوار، الى ان «الدولة اذا لم تعد تأخذ دورها وتنهي هذه السيطرة التي تقوم بها قوى الأمر الواقع والتي هي المسؤولة عن هذا التردي الذي نجده، سيكون اللبناني مرّة ثانية هائماً على وجهه في الآفاق ولكنه غير مرحّب به بسبب التدخلات التي يقوم بها البعض في عدد من الدول خارج لبنان».
وكان السنيورة اجرى اتصالاً برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وبالمسؤولين في السفارة اللبنانية في اندونيسيا وتمنّى عليهم ان يبادروا مباشرة الى «بذل كل جهد من اجل الاهتمام بالجرحى والمصابين وبجثامين الضحايا من اجل نقلهم الى لبنان»، داعياً الى «استخلاص العبر والدروس ومواجهة المشكلة بجذورها، وان علينا ان نجد حلاً سريعاً تستطيع ان تعود فيه الدولة صاحبة السلطة الوحيدة على كامل الأراضي اللبنانية، هذا الأمر هو الحل الصحيح وغير ذلك لا تنفع معه المراهم».
ونوه السنيورة بالكلام الأخير لرئيس الجمهورية ميشال سليمان حول ضرورة سحب «حزب الله» وكل الأطراف لمقاتليهم من سورية. وقال: «انها رسالة واضحة وصريحة بأن ليس هناك مفر إلا ان يرجع «حزب الله» اللبنانيين الذين ارسلهم الى سورية لكي يكونوا حطباً في اشعال فرقة ما بين الشعبين اللبناني والسوري. وكائناً من ذهب الى هناك والذي يهرب سلاحاً لا يقوم بعمل يخدم مصلحة اللبنانيين»، مشدداً على اهمية ان «نفهم حقيقة ان ليس لنا غير اننا نريد ان نعيش سوياً ولا يمكن ان نستعمل العنف ولا اي وسيلة تشرذم اللبنانيين».
وثمّن السنيورة «الجهد الذي قام به رئيس الجمهورية في الولايات المتحدة والتقدير الذي عبّر عنه اشقاء وإصدقاء لبنان بأهمية ان يعود لبنان الى التمسك بسياسة النأي بالنفس في شكل غير انتقائي ويعود اللبنانيون الى التمسك بإعلان بعبدا الذي هو تعبير عن توق اللبنانيين من اجل استعادة الاستقرار واستعادة سلطة الدولة على كل لبنان ولكي نحميه من التدخلات ومن الأعاصير التي تعصف بالخارج».
كما تحدّث السنيورة عن لقائه مع الرئيس نبيه بري، فقال: «الحوار الذي دام ساعتين اتّسم بالصراحة والجدية والفكر البنّاء الذي يحاول ان يستخلص ما يمكن استخلاصه لكي نتعامل مع المتغيرات الجارية في المنطقة، وبالتالي يصبّ في الهدف الأساسي الذي يؤدي الى استعادة الدولة لسلطتها ومسؤوليتها، وبالتالي كان هذا الحوار مفيداً، وسنتابعه، وأتمنّى ان تكون لذلك منفعة. اعتقد ان هذا هو ما اتفقنا على ان نتحدث به الآن، وبالتالي سنتابع بكل جدية هذا الحوار والتواصل ونأمل إن شاء الله خيراً».
 
"دويلة" حزب الله.. على لسان أمينه العام ونائبه!
المستقبل..محمد مشموشي
عندما يقول نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم إن حزبه "تطوع" لتولي مسؤولية الأمن في الضاحية الجنوبية لبيروت بعد أن اكتشف أن أجهزة الدولة عاجزة عن القيام بالمهمة، يكون من الطبيعي أن يقول رئيسه السيد حسن نصرالله عقب ذلك بأيام إن الحزب "تطوع" مجدداً للتخلي عن هذه المسؤولية وإعطائها لأجهزة الدولة بعد أن تبين للحزب أنها باتت جاهزة للمهمة.
وفي كلام الأمين العام ونائبه معنيان لا تخطئهما أذن مراقب: أولهما، أن الحزب هو الذي يقرر متى يأخذ ومتى يعطي، ولمن يتم العطاء إذا ما لوحظ إشراك جهاز الأمن العام لأول مرة في مهمة من هذا النوع، وثانيهما أن الحزب هو الذي يقرر كذلك متى تكون الدولة جاهزة لتولي مسؤولية الأمن في منطقة ما من لبنان ومتى لا تكون.
هل نسي اللبنانيون خطب السيد حسن وتصريحاته المتكررة: أعطوني دولة، وتعالوا نتحدث؟!.
أكثر من ذلك، هل نسي اللبنانيون أن الحزب نفسه كان قد استدعى القوى الأمنية الى الضاحية قبل حوالى عامين تقريباً بعد أن استشرت فيها جرائم التهريب والقتل والخطف والثأر والاتجار بالمخدرات وتعاطيها، أو نسوا بعد ذلك كيف تم سحبها أو أقله تقليص عدد عناصرها رويداً رويداً، ومن الذي تولى معالجة هذه الآفات منذ ذلك التاريخ؟.
وبمناسبة الحديث حالياً عن خطة أمنية يمكن أن توضع لمدينة طرابلس، هل يعني كلام السيد حسن ونائبه أنه سيكون في استطاعة المسلحين في طرابلس أن "يتطوعوا"، أو ربما ألا "يتطوعوا"، بأن يدعوا أجهزة الدولة تقوم بمهمة رعاية الأمن في هذه المدينة؟.
الواقع أن حالة "التطوع" هذه لم تعد استثناء أمنياً بالنسبة الى "حزب الله"، إن بدعوى حماية قادتها وكادراتها من الاغتيال أو خشية من التفجيرات والسيارات المفخخة كما حدث في المدة الأخيرة، بل باتت أسلوباً ثابتاً يمارسه الحزب في أكثر من مجال وعلى أكثر من مستوى عندما يجد ذلك مناسباً له.
فقد "تطوع" على سبيل المثال لا الحصر، ومختاراً لا مجبراً في هذه الحالة، بأن يأخذ الحكومة التي شكلها برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي إبان الثورة السورية الى ما سُمّي "النأي بالنفس" عما يحدث في البلد الشقيق، لكنه بعد شهور فقط وعندما وجد أن هذه السياسة لم تعد تلائم حليفه في دمشق (وأساساً حليفه في طهران) "تطوع" بأن أرسل المئات من مقاتليه في المرحلة الأولى، ثم الآلاف منهم بعد ذلك، الى الأراضي السورية للقتال الى جانب قوات بشار الأسد.
ولا يغير في الأمر شيئاً هنا أن يقول الحزب في البداية إنه كان يساعد سكاناً لبنانيين في قرى سورية في منطقة القصير للدفاع عن أنفسهم، ولا لاحقاً أنه كان يحمي المزارات الدينية في السيدة زينب أو غيرها، ولا بعد ذلك أنه يقاتل التكفيريين في سوريا لمنعهم من الانتقال الى لبنان. الحال أنه كان "يتطوع" للقيام بما يراه مناسباً له، حتى وإن كان قد "تطوع" سابقاً لرفع شعار سياسة "النأي بالنفس" عندما كان حليفاه يريان أن هذه السياسة تلائمهما... وكانا في تلك الفترة يحددان المواعيد بالأيام والساعات لإنهاء الثورة وقمع من يقومون بها.
حدث الشيء ذاته بالنسبة إلى "إعلان بعبدا"، حيث وافق ممثل الحزب في اجتماع هيئة الحوار الوطني على الإعلان الذي صدر يومها كما أعلن رسمياً بإجماع الحاضرين، لكنه هو نفسه من "تطوع" في وقت لاحق بأن وصف الإعلان بأنه إما "وُلد ميتاً كما قال" أولاً، أو بـ"أن الزمن تخطاه" كما قال بعد ذلك، أو بأنه مجرد "ورقة للنقاش" طرحها رئيس الجمهورية... وأنها حتى لم تناقش في الأصل.
وعلى النسق اياه، "تطوع" حليف الحزب الدائم الرئيس نبيه بري بإعلان أنه وفريق 8 آذار كله تخلى عما يسميه "الثلث الضامن" في موضوع تشكيل الحكومة العتيدة، لكن الحزب يقف الآن مع حليفه وحليف حليفه وبقية الحلفاء ضد أي حكومة لا تراعي مقولة الثلث المعطل هذه، إضافة طبعاً الى ما يرددونه عن التمثيل في هذه الحكومة بحسب الأحجام والأوزان وعن الرفض القاطع لأي إشارة في بيانها الوزاري الى "إعلان بعبدا" السابق الذكر.
هل هناك حاجة الى تقديم أمثلة أخرى على "تطوع" الحزب شبه الدائم للنيابة عن الدولة في الداخل، وحتى في الخارج، طيلة السنوات الماضية؟.
الحال، أن قصة "حزب الله" مع الدولة لم تخرج عن هذا السياق منذ قراره الخروج ("التطوع"، مرة أخرى) الى العلن في تسعينات القرن الماضي... في السياسة، كما في الأمن والمال والاقتصاد والقضاء إلخ... في الوقت الذي ينكر فيه حتى مجرد اتهامه بأنه يشكل دويلة كاملة ضمن الدولة الناقصة... الناقصة عملياً لهذا السبب بالذات.
ألا يشكل دليلاً جديداً، أو بعض دليل على الأقل، إعلان السيد حسن أنه بات يعرف كامل هويات وأسماء المتورطين في جريمتي بئر العبد والرويس والجهات التكفيرية السورية التي تقف وراءهم، بعد يومين فقط من قرار القضاء اللبناني الادعاء على "مجهول" في هاتين الجريمتين؟.
 
شيّع عنصراً قضى في سوريا.. "حزب الله" لحكومة شراكة تمثّل الأحجام
المستقبل...
شيع "حزب الله" وأهالي بلدة عدلون، أحد عناصره عماد غزالة، الذي قتل في المعارك في سوريا. وسط حشد من الاهالي ومن عناصر الحزب، تقدمهم رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النيابية رئيس المجلس السياسي النائب محمد رعد، وعن كتلة "التنمية والتحرير" النيابية عضو المكتب السياسي لحركة "أمل" النائب عبد المجيد صالح وقيادة "حزب الله" في الجنوب. وقد انطلق الموكب من منزله الى منزله مرورا بساحة البلدة وشوارعها الى النادي الحسيني،حيث أمّ امام البلدة الصلاة على جثمانه، وليوارى بعدها الثرى في جبانة البلدة.
الى ذلك دعا "حزب الله" عبر بعض وزرائه ونوابه، الى "تشكيل شراكة وطنية جامعة تتمثل فيها الكتل النيابية بحسب الأحجام والأوزان"، متهماً قوى 14 آذار بأنها "لا تريد تأليف الحكومة وهي التي تعرقل وبالتالي تتحمل مسؤولية بقاء حكومة تصريف الأعمال إلى ما لا نهاية".
فقد شدد وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال حسين الحاج حسن، خلال حفل تخريج طلاب تلامذتها في الحدث، على ان "حزب الله يريد حكومة شراكة وطنية جامعة بأحجام تمثيلية". وقال: "بالنسبة لفريق 14 آذار واضح أن الموضوع ليس عندهم، هم ينتظرون ماذا سيقول الخارج الاقليمي لهم حول الحكومة وبموضوع الحوار نفس الأمر، وينتظرون بأن يسمح لهم الخارج بتشكيل الحكومة وأن يلاقوا بقية اللبنانيين في موضوع الحوار وبأن يفكوا سياسة تعطيل المؤسسات".
ولفت الى ان "هناك من ينتظر في لبنان والمنطقة على قارعة الطريق الى ما ستؤول اليه الأمور الدولية والاقليمية، بالنسبة الينا لن يتغير شيء، كنا ننادي بحكومة جامعة وسنبقى ننادي بحكومة جامعة، كنا ننادي ونقول بالحوار وسنبقى نقول بالحوار، كنا نقول بتفعيل المؤسسات وسنبقى نقول كذلك، أما هم فينتظرون، نحن نأسف على مسألة واحدة هي تعطيل شؤون الناس والبلد وتضييع الفرص على اللبنانيين". وختم: "من كان يدعي طويلا وينادي بشعارات السيادة آن له أن يبدل ويقول إنه ينتظر دائما ويراهن دائما وتسقط قطاراته وتخيب رهاناته، للأسف هذه هي الحقيقة الموجودة".
واعتبر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نوار الساحلي، خلال رعايته احتفال تكريم الطلاب الناجحين في الامتحانات الرسمية في بلدة صديقين، أن "فريق 14 آذار لا يريد تأليف الحكومة وهو الذي يعرقل وبالتالي يتحمل مسؤولية بقاء حكومة تصريف الأعمال إلى ما لا نهاية". وقال: "إن فريقنا السياسي يريد تشكيل الحكومة اليوم قبل الغد وليس لدينا أي شرط بل نطالب بتمثيل حقيقي يسمح للحكومة بأن تعمل وتحكم وأن يكون الجميع جزءا من القرار الذي يكون موجودا على طاولة مجلس الوزراء". وطالب "بالكف عن الكلام غير المنطقي وغير اللبناني عن تأليف حكومة حيادية لأنه في لبنان كل شيء مسيس وأي حكومة ستتألف سيسميها سياسيون وبهذا تصبح الحكومة لهذا الفريق وذاك أي بمعنى أنها ستكون حكومة غير حيادية".
 
 
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,495,012

عدد الزوار: 6,993,559

المتواجدون الآن: 76