نصرالله يُبشر الشيعة بمزيد من القتلى..."حزب الله" يلوِّح بعصيان مدني ورفض تسليم الوزارات..جعجع للأسد ونصر الله: خائنان إذا انتظرتما 40 عاماً وأنتما تعلمان أن المقاومة تحرر الجولان....سلام مع تسمية بري الوزير الشيعي الخامس أو أحد السنّة ولكن ضمن حصة الـ 8 وزراء لـ «8 آذار» وبري يتصرّف كرئيس "أمل" … والتمديد 6 أشهر قابل للتجديد

مصادر سليمان: هل الحديث عن كسر التوازن ... يعني استقدام الصواريخ العابرة أم الكيماوي؟...جنبلاط فجأة في السعودية مستبقاً ولادة الحكومة ومكاري لـ"النهار": الجلسة ستنتهي بالتمديد للمجلس

تاريخ الإضافة الإثنين 13 أيار 2013 - 5:11 ص    عدد الزيارات 1707    التعليقات 0    القسم محلية

        


جنبلاط فجأة في السعودية مستبقاً ولادة الحكومة ومكاري لـ"النهار": الجلسة ستنتهي بالتمديد للمجلس

 

 

موقع "العهد": يجري التحضير لإنهاء تضمين البيان الوزاري بنداً عن المقاومة
"تقارير" عن إمكان إطلاق صواريخ من مشاريع القاع على مدينة الهرمل


في الاجواء الضبابية وزارياً ونيابياً، والاهم امنياً في ظل حملة التهويل المتصاعدة ازاء كل خطوة ممكنة في الداخل ، سجل امس تطور في حركة الاتصالات تمثل في سفر مفاجئ لرئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط  الى جدة في المملكة العربية السعودية في زيارة لم يعلن عنها مسبقاً. ويقول متابعون لاتصالات جنبلاط إنه يسعى من وراء زيارته للسعودية الى اجراء مشاورات تتناول التطورات المستجدة على صعيد تأليف الحكومة خصوصا في ضوء المعطيات التي تشير الى قرب اتخاذ الرئيس المكلف تمّام سلام قرارا بتشكيل حكومة تتجاوب مع المبادئ التي أعلنها وتتجاوز مطلب الثلث المعطل الذي طرحه، ولا يزال، فريق 8 آذار. ويرى هؤلاء ان الزيارة استطلاعية، وهو يعيش في اجواء مشابهة لاجواء سلام من حيث الخيارات التي يعتمدها.
في غضون ذلك، انصرف الرئيس سلام الى اجراء مشاورات بعيدا من الاضواء لبلورة الخيارات التي سيعتمدها في اليومين المقبلين. واستقبل صباح امس في دارة المصيطبة الوزير وائل ابو فاعور موفدا من النائب جنبلاط، والذي نقل نتائج محادثات وفد الحزب التقدمي الاشتراكي اول من امس مع رئيسي الجمهورية ومجلس النواب ميشال سليمان ونبيه بري. وفيما تكتمت اوساط سلام عن الخطوة او الخطوات التي يعتزم اتخاذها، علمت "النهار" من اوساط مواكبة لتأليف الحكومة ان الوضع يتسم بدقة بالغة وتجري حاليا مقارنة بين ايجابيات إقدام سلام على تأليف حكومة قبل 15 الجاري موعد انعقاد الجلسة العامة لمجلس النواب وسلبياتها. وقد ظهر في هذه المقارنة ان انتظار سلام الى ما بعد 15 أيار لن يغيّر شيئا في موقف 8 آذار الذي لا يزال متمسكا بمطلب  الثلث المعطّل، وعليه فان على سلام ان يختار الاتجاه الذي سيسلكه بالتشاور مع رئيس الجمهورية والنائب جنبلاط  اللذين يتابعان التفاصيل التي تنطوي عليها حركة تأليف الحكومة.

 

رعد وعدوان

في الضفة المقابلة، جدد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد المطالبة "بشراكة حقيقية في حكومة سمينا رئيسها المكلف ومن حقنا ان نتمثل بحسب احجامنا النيابية"، معتبرا ان"هذا هو حق اخلاقي وعملي ودستوري، واي تجاوز لذلك لن يجعل الحكومة التي تكون من مسؤوليتها حفظ ادارة البلاد ترى النور". وقال: "اذا اراد البعض الذي ينفخ في بعض الآذان لتشكيل حكومة اللون الواحد او حكومة الامر الواقع، فننصح له بألا يجرب هذا النوع من الحكومات حرصا على البلاد والاستقرار". ومثله فعل العماد ميشال عون ليل امس اذ حذر الرئيس المكلف من الابتعاد عن الحكمة في هذه المرحلة ، ومن تغليب المصالح السياسية الضيقة، لأن التأليف سيكون عملاً انقلابياً على الدستور.
وقال نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان لـ"النهار": "نحن القوات نريد حكومة في أسرع وقت.  نريدها حكومة حياد تضم وزراء توافقيين. لذلك سنؤيد حكومة الرئيس تمام سلام أيا تكن أسماء أعضائها، ونتمنى أن يقدمها إلى رئيس الجمهورية اليوم قبل الغد".
ولفت إلى أن "من سيعترضون على حكومة الرئيس سلام العتيدة سيكونون في مواجهة الرأي العام اللبناني بالتأكيد". وقال: "نستند في موقفنا هذا إلى أن الأولوية يجب أن تكون للإستقرار وليس لأي عمل يريد بعضهم أخذ لبنان إليه بذرائع شتى".    

 

سليمان و"حزب الله"

ونقل زوار رئيس الجمهورية لـ "النهار" ان الرئيس المكلف ما زال " على موقفه من انه لن ينتظر الى ما لا نهاية ليؤلف الحكومة". لكنه لم يحمل بعد تشكيلته الى قصر بعبدا، وان الرئيس من موقعه كشريك في المشاورات يدرس المعطيات ليقرر في ضوئها ما يجب اتخاذه من مواقف.
في المقابل، استمر "حزب الله" بالتهجم على الرئيس سليمان، ونسب موقع (العهد) الالكتروني التابع للحزب الى من سماها "احدى الشخصيات المقربة من رئاسة الجمهورية"، انها "كشفت عن امر خطير يجري التحضير له، لكي يكون محطة مفصلية، تطوي صفحة تشريع الدولة اللبنانية لـ"مقاومة المقاومة"، اي عملياً انهاء مرحلة تضمن البيان الوزاري للحكومات المقبلة فقرة واضحة تعطي شرعية رسمية للمقاومة  (...) كما  يخوض رئيس الجمهورية معركة صيغة (8،8،8)، بشراسة، وهو يرفض رفضاً قاطعاً اعطاء فريق حزب الله، كما سماه امام احد زواره، الثلث المعطل(...)".

 

مكاري

على خط نيابي، توقع نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري لـ "النهار" عدم توصل مجلس النواب الى انتاج قانون انتخاب جديد بل "ستنتهي الجلسة بالتمديد للمجلس الحالي لمدة تراوح بين 6 أشهر وسنة، وموضوع الفترات هو " لتبليعها" للناس. الكلام عن فترة 6 اشهر  طريقة مريحة  اكثر من القول انه لم يتم التوصل الى قانون، وقد نصل اليه خلال هذه المدة. واذا لم يتوضح المشهد الاقليمي عندها، يمددون 6 اشهر اخرى. انه تمديد قابل للتمديد او للتجديد".

 

الهرمل

أمنياً، وفيما يواصل قائد الجيش العماد جان قهوجي جولته على المسؤولين محذرا من انزلاق البلاد الى التورط في اي شأن خارجي، ومن مفاعيل قرارات داخلية، استمر القصف السوري على منطقة الهرمل، فسقطت امس خمسة صواريخ "غراد" من عيار 107 ملم، استقرت ثلاثة منها عند مدخل المدينة الجنوبي ورابع قرب المستشفى الحكومي. وذكرت معلومات لـ "النهار" ان جهات امنية رسمية وحزبية تدقق في مصدر اطلاق الصواريخ الاخيرة، اذ ثمة تقارير تتحدث عن إمكان اطلاق هذه الصواريخ من مشاريع القاع اللبنانية المتاخمة لعرسال والمناطق الجردية على الحدود السورية .
وفي المعلومات المتداولة ان شبانا "نقلوا صواريخ بواسطة فان" جرى رصده في هذه المنطقة واطلقوها من منصة عند الجهة الشرقية في اتجاه الهرمل، لان امكانية تحرك المسلحين السوريين المعارضين لم تعد متاحة بسهولة بعد نجاح مجموعات من "حزب الله" في تحرير مساحات كبيرة في ريف القصير كانت تسيطر عليها المعارضة.
ومن هنا، فإن "حزب الله" بدأ في الآونة الاخيرة يدقق اكثر في شعاع مشاريع القاع تخوفاً من اطلاق صواريخ من هذه البقعة في اتجاه الهرمل، والامر الذي يساعده في ذلك أكثر هو سيطرة الجيش النظامي على التلال الرئيسية في هذه المنطقة وقيام جنوده باقفال المنافذ التي كان يستفيد منها المعارضون، فضلاً عن استعادة بلدة جوسية الاستراتيجية في هذه المنطقة.

 

 
مي عبود ابي عقل

مكاري لـ"النهار": الرد السـوري على إسرائيل جـاء في لبنان وبري يتصرّف كرئيس "أمل" … والتمديد 6 أشهر قابل للتجديد

 

اقتربت ساعة الحسم، والسيناريو لم يعد خافيا على أحد. المجلس النيابي سيمدد لنفسه، متخطيا وكالة الشعب له بأربع سنوات فقط، ومتجاهلا الاصول الديموقراطية، ومتجاوزا التحذيرات الدولية (إلا اذا حصلت معجزة سياسية). فالمهم المصالح الصغيرة، وتبعية الجوار الاقليمي، حتى لو كانت الامور تهدد الداخل بفتنة قد تشعل الحرب عندنا من جديد.

قد يكون هذا المسار واحداً من الاسباب التي دفعت بنائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري الى "القرف"، واتخاذه القرار بعدم الترشح للانتخابات، ولكن من دون اعتزال العمل السياسي، والانصراف الى خدمة المواطنين ومعالجة شؤونهم. علاقته الوثيقة بآل الحريري من جهة، والرئيس نبيه بري من جهة، تضفي على دوره أهمية مميزة. فماذا في جعبته ليطلعنا عليه؟
¶ هل سيتوصل المجلس الى انتاج قانون انتخابي جديد بين 15 و19 ايار بعد طول فشل؟
- كلا. هذه الجلسة ستنتهي بالتمديد للمجلس النيابي الحالي لمدة تراوح من 6 أشهر الى سنة.
¶ لماذا الكلام على ستة اشهر وليس أكثر او أقل؟
- موضوع الفترات هو " لتبليعها" للناس. الكلام على 6 اشهر  طريقة مريحة اكثر من القول انه لم يتم التوصل الى قانون، وقد نصل اليه خلال هذه المدة. واذا لم يتضح المشهد الاقليمي عندها، فيمددون 6 اشهر اخرى. انه تمديد قابل للتمديد او للتجديد.
¶هل الكتل النيابية اصبحت متفقة عليه؟
- الكتل ليست متفقة بالمعنى العملي للكلمة، وغالبيتها لا تجرؤ على القول انها تريد التمديد. بعض الأفرقاء يريدونه إما بسبب عدم التوصل الى قانون يرضيهم حاليا، وإما لحسابات مستقبلية حتى وضوح الرؤية الاقليمية.
¶ لكن العماد ميشال عون  يقول انه لا يريد التمديد، وسيخوض الانتخابات ايا يكن القانون ولو على " الستين"؟
- في قولي بعض الأفرقاء لم اقصد "التيار الوطني الحر". انا شبه مقتنع بأنهم يريدون الانتخابات، ورغبتهم في حصولها يعود الى 3 اسباب:
1 - يعتقدون انهم بطرحهم مشروع "اللقاء الارثوذكسي" والتشبث به ربحوا سياسيا على الساحة المسيحية.
2 - رغبة العماد عون الثابتة والدائمة في ان يكون رئيسا للجمهورية.
3 - الثالثة والأساسية، في حال عدم وصوله الى سدة الرئاسة، لا يريدون بقاء الرئيس ميشال سليمان رئيسا للجمهورية والتمديد له.
"أتمنى التمديد لسليمان"
¶ وهل انتم مع التمديد للرئيس سليمان؟
- قبل 4 سنوات كان موقفي معروفا، وكنت غير راغب في وجود رجل عسكري في الرئاسة. ولكن بعدما رأيت ممارسة فخامة الرئيس سليمان، اتمنى لو تكون فترة ولايته اطول لانني ارى فيه كل الصفات التي يجب ان تتجسد في شخص رئيس الجمهورية الذي اريده للبنان، رغم انني في المبدأ ضد التمديد، والرئيس نفسه من اصحاب هذا الاقتناع. اما اذا حدث ذلك، فتكون المرة الاولى التي لا آسف فيها لحصول تمديد لرئيس الجمهورية.
¶ هل لا يزال الرئيس بري في موقع من بيده التسوية والحل؟
- اقتناعي بالرئيس بري ثابت. على الصعيد الشخصي ارى فيه شخصا مميزا، وعشرته حلوة. انا مؤمن بوطنيته، ولكن من ناحية اخرى، ينطبق عليه المثل القائل " العين بصيرة واليد قصيرة". الرئيس بري يرغب في ان يكون في مكان آخر، لكن الظروف لم تسمح له حتى الآن. هو طرف ولكن باسلوب وسطي. ليس وسطيا بل هو "مشروع وسطي"  ينتظر الظرف المناسب ليكتمل.
¶ بعدما كان الرئيس بري يقول دائما انه ضد القانون الارثوذكسي، لماذ غيَّر رأيه؟
- هو لا يريد هذا المشروع عن اقتناع بسبب عدم ميثاقيته. ولكن عندما يُضغط عليه، وبسبب موقعه السياسي وظروفه السياسية، ينتقل من اقتناعاته التي يمارسها كرئيس مجلس الى موقعه كرئيس لـ"حركة أمل"، ويتصرف بهذه الصفة انما بثياب رئيس مجلس.
¶ لماذا هجومه المفاجىء على الوسطيين الآن؟ وعلى من يصوب على بعبدا او المصيطبة؟
- على الاثنتين معا. يوم سمت "كتلة التنمية والتحرير" الرئيس تمام سلام، والرئيس بري هو من اقنع قوى " 8 آذار" ان تسميه، استعمل كلاما يظهر انه ينحو الى الوسطية، وكان يريد جديا ان يكون وسطيا، ورأى الجو الاقليمي مناسبا. وجاءت الضربة الاسرائيلية في سوريا على "حزب الله"، وعوض ان يكون الرد السوري في اسرائيل جاء في لبنان، وحصل ضغط من سوريا والحزب على الرئيس بري اجبره على التراجع، فعاد الى الصف الذي يطالب بالثلث المعطل والتمثيل بحسب الاحجام وسوى ذلك من الامور التي لم يكن يحكي بها قبل ذلك.
¶ كنت تتوقع صدور التشكيلة الحكومية الاسبوع الفائت، فلماذا تأخرت؟
- كنت مقتنعا بأن الحد الاقصى لصدور التشكيلة الحكومية كان في 10 ايار، لانني اعتقد انه على الرئيس المكلف ان يخطو خطوة بل ان يقدم على قفزة نوعية في موضوع تشكيل الحكومة، لأن ما يستطيع ان يفعله قبل انتاج قانون انتخابات او تمديد للمجلس، لا يستطيعه بعده، مثل شكل الحكومة ونوعية الوزراء وغير ذلك.
¶ هل ترى اليوم انه بمطالبة الرئيس بري بالثلث المعطل وطرح نظرية تمثيل الاحجام وغيرها، بدأ يساهم في تعطيل تشكيل الحكومة بعدما كان سند الرئيس سلام؟
- لم يكن السند للرئيس سلام بل كان داعما ومسهلا لتسميته. لكن ظروف الشهر الفائت تختلف عن ظروف هذا الشهر. كان الرئيس بري يؤدي دور رئيس المجلس النيابي، وهذا الاسبوع يؤدي دور رئيس "حركة أمل".

 

"القوات" وبكركي

¶ لماذا اعتذرت عن ترؤس اللجنة الفرعية لقانون الانتخابات، وسافرت؟
- لأنني ترأستها ثلاث مرات وشعرت بأن ولا نائب كان يقول اقتناعاته في اللجنة، بل ينقل اقتناعات فريقه السياسي، واثبتت الايام صحة رأيي لأنهم لم يتوصلوا الى نتيجة. كنت منذ البداية اول واكثر نائب إصراراً على ان الحل هو في قانون فؤاد بطرس معدلا اي القانون المختلط، وعملت على ايجاد مشروع تتفق عليه "قوى 14 آذار"، وساهمت جدا في تقريب وجهات النظر وكنت ممن نقلوا "تيار المستقبل" من "الاكثري" الى القبول بـ"النسبي". لكن نواب "القوات اللبنانية" الذين عملت معهم على الموضوع، صوتوا في اليوم التالي مع "الارثوذكسي"، وكنت قبل يوم واحد فقط تواصلت هاتفياً مع الدكتور سمير جعجع وتكلمنا بالمختلط، الا انني فوجئت بالتصويت في اللجنة الفرعية مع "الارثوذكسي".
¶ هل تشعر ان "القوات اللبنانية " طعنتك في الظهر؟
- اذا اردت الوصف من الناحية التقنية نعم لقد طعنت، اشعر بذلك. لكنني اتفهم بعض المواقف السياسية. وأتمنى ان أكون في الصورة، وألاَّ افاجأ كما فوجئت.
¶ هل الاتفاق في بكركي على "المشروع الارثوذكسي" كاف لتمثيل المسيحيين؟
- اللقاء في بكركي ليس لقاء مسيحيا بل ماروني، وهو ايضا لقاء ماروني ناقص لأنه يشمل، فقط،  قيادات الاحزاب المارونية، الوازنة من دون شك في طائفتها لكنها ليست كل الطائفة. يبقى هناك المستقلون في الموارنة، واعتقد انهم لا يمثلون أقل مما يمثل المجتمعون في بكركي. مثلما كان هناك خطأ بتسمية اقتراح "اللقاء الارثوذكسي" بـ"القانون الارثوذكسي"، هناك خطأ شائع ايضا ان اللقاء في بكركي هو لقاء للمسيحيين. هو لقاء لزعماء الموارنة، وناقص لأنه لا يضم مستقلين.
¶ كيف تقرأ التغيير في موقف بكركي من تأمين الغطاء المسيحي للارثوذكسي الى الحديث عن صيغة للقانون المختلط؟
- هناك تغيير في موقف البطريرك الماروني، وحركة المطران بولس مطر دليل كبير على ان بكركي لم تعد مؤمنة بأن "القانون الارثوذكسي" هو في مصلحة المسيحيين، لذلك نرى من كلام المطران مطر الذي يمثل صاحب الغبطة وهو على اتصال دائم به ويتحرك بتوكيل منه، انه وصل الى الاقتناع المقبول في البلد والمتمثل بالقانون المختلط، وهو يسعى الى تحريك طرح انتخابي يقوم على 68 مقعدا و26 دائرة  للأكثري، و60 مقعدا  و11 دائرة للنسبي. وهذا الطرح يمكن ان يكون حلا توافقيا وصالحا وجيدا.

 

الحريري ونصرالله

¶ هل انت موافق على غياب الرئيس سعد الحريري عن لبنان لأسباب امنية كما يقال، علما ان غيره من القادة مهددون ايضاً؟
- لم آخذ ولن آخذ موقفا من الناحية الأمنية لأن ضميري لا يتحمل ان يصيبه مكروه لا سمح الله، اذا جاء الى البلد. هذا القرار يعود له وللمسؤولين عن أمنه. انما لا شك، ان العمل السياسي لا يمكن ان يتم عن بعد، ويحتاج الى تواصل والاستماع الى وجهة نظر الغير. لا أنكر ان غياب سعد الحريري له تأثير سلبي كبير في "تيار المستقبل" بالدرجة الاولى، وفي فريق "14 آذار" في الدرجة الثانية. ولكن هو يعرف ظروفه اكثر.
¶ ما تعليقك على خطاب السيد حسن نصرالله الخميس الفائت؟
- غريب أن يتذكر نظام الأسد الجولان في آخر أيامه، بعد كل هذه السنوات من المهادنة. لو تفرغ النظام للجولان طوال  الأربعين عاماً المنصرمة، وسمح بالمقاومة الشعبية على الاقل، بدل أن يخصص كل وقته وجهده للسيطرة على لبنان، لكان حرر أرضه.
على كل حال، بالنسبة لتطوع "حزب الله " للمساعدة في تحرير الجولان، هذه الخطوة لا يمكن أن يتخذها أي طرف أو حزب لبناني وحده، لأنها تعرّض لبنان لاخطار وأعمال إنتقامية إسرائيلية، ولا أعتقد أن اللبنانيين الذين دفعوا أثماناً باهظة مدى عشرات الأعوام نيابة عن كل العرب، مستعدون ليتحملوا المزيد من اجل تحرير أرض غير أرضهم، وهذا واجب السوريين أنفسهم. أصلاً، اي قرار من هذا النوع يجب أن يتخذ على مستوى الدولة اللبنانية مجتمعة، ومن غير المقبول أن يفتح كل حزب على حسابه، فيقرر نيابة عن كل اللبنانيين شن حرب أو المشاركة فيها.
كما ان استقدام السلاح "الكاسر التوازن" الذي تحدث عنه السيد نصرالله، يشكّل مصدر خطر آخر على لبنان، وقد يعرّضه لاعتداءات اسرائيلية. فضلاً عن أن ذلك، قبل أن يكون تحدّياً لإسرائيل، يشكّل تحدياً لقسم كبير من اللبنانيين الذين يطالبون أساساً بالتوصل الى حل لسلاح "حزب الله". إنه استخفاف واستهتار بآراء فئات واسعة من الشعب اللبناني، وأعتقد أن "حزب الله"، من خلال كل ذلك، يفعل كل ما يمكن أن يأتي بالدب الإسرائيلي إلى الكرم اللبناني، وبعد ذلك يطلع علينا السيد حسن ليقول "لو كنت أعلم". هذه المرة نعلم جميعاً أن كل هذه الأمور ستجرّ الويلات والخراب علينا.
 

 

 

نصرالله يُبشر الشيعة بمزيد من القتلى

المصدر : خاص موقع 14 آذار.....علي الحسيني
عادت الرايات السود لترتفع مجدداً داخل الأحياء والمناطق الشيعية المؤيدة لـ"حزب الله"، ضاحية، جنوباً وبقاعاً، ما يعني أن باب "الجهاد" قد أعيد فتحه مجدداً بعدما كان جرى إغلاقه لفترة سبع سنوات أي منذ حرب تموز العام 2006، لكن هذه المرّة عبر بوابة دمشق التي يبدو انها أصبحت نقطة للوداع بين عناصر الحزب المتجهة للقتال في الداخل السوري وبين جثث القتلى منهم العائدة لتُدفن في بلداتها وقراها.
سقطت الأقنعة ومعها بدأت الإعترافات تتوالى تباعاً، بالأمس جاء الإعلان واضحاً وصريحاً على لسان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي أقرّ بأن حزبه قد إنخرط بشكل جدّي وعلني في الحرب الدائرة في سوريا والتي لن تُسفر بحسب توقعاته المُستفاضة عن رابح أو خاسر، إضافة إلى استعداد حزبه لتسّلم أهم منظومة صواريخ من النظام السوري هذا إن لم يكن قد استلمها فعلاً، وعليه فأن الأمر لا يحتاج إلى الغوص في علم الماورائيات لمعرفة نيّة السيد من اعترافه العلني هذا وكأنه أراد يقول أن للكعبة رب يحميها لكن للنظام السوري فهناك "حزب الله" يحميه.
قبل إطلالة نصرالله الأخيرة بيومين، كان أصدر"حزب الله" تبليغاً خاصاً يدعو فيه جميع كوادره وعناصره في المناطق إلى الإستعداد المعنوي والجسدي للإلتحاق بمن سبقوهم من إخوانهم إلى "الجهاد" في سوريا دفاعاً عن الأئمة، وتحديداً عن الوجود الشيعي في المنطقة تحت عنوان "أهل البيت ينادونكم فلبّوا النداء"، كما تضمّن حثّ جميع كوادر الحزب على استنهاض بعض الشباب الذين يتمتعون بخبرات قتالية خصوصاً أولئك الذين شكّلوا في مرحلة سابقة نواة "سرايا المقاومة" التي كان لها الدور الأبرز في اجتياح الحزب لمناطق الجبل وبيروت في السابع من ايار 2008.
الدعوة هذه، وجدت آذان صاغية داخل بيئة الحزب الحاضنة ولدى معظم المنتسبين، وهذا ما كان متوقّعاً نوعاً ما، كون "الحصانة" الكاملة التي تمنحها قيادة "حزب الله" لعناصرها يُعاد سحبها عند رفض الأوامر الصادرة عن هيئة القرار فكيف إذا كان التكليف صادر عن المرجعيّة العليا الممثلة بـ "القائد" الخامنئي. لكن الملفت هو الإقبال الكثيف لدى مجموعات من الشباب داخل الضاحية الجنوبية مشهود لها بتسكّعها في الزواريب وداخل المقاهي وعلى أبواب المحال التجارية فارضة الخوّات على أصحاب المؤسسات، مع العلم أن الحوافذ المالية المغرية التي قدّمها الحزب تجعل من هؤلاء العاطلين عن العمل يفكرون الف مرّة قبل أن يتلفظّوا بكلمة لا.
ووفق المعلومات، أن نحو اكثر من الفي عنصر تابعين للحزب جرى نقلهم خلال الأسابيع الماضية إلى مناطق وقرى على الحدود مع سوريا تخضع بشكل كامل لسيطرته، وتأتي هذه التجمّعات في سياق تأقلمٍ العناصر مع طبيعة الأرضوتضاريسها، على أن يتم نقل معظمها إلى الداخل السوري بحسب ما تدعو اليه الحاجة الأمر الذي يؤكد كلام نصرالله عن أن المعركة طويلة ولا تباشير في الأفق تتحدّث عن أي حل قريب خصوصاً في ظل الكلام التي بدأت تروّجه بعض كوادر الحزبية العائدة حديثاً من منطقة القصير السورية عن أن الحزب يعمل حالياً على إستراتيجية وحيدة، حماية المناطق الحدودية والسيطرة عليها تحسبّاً للمعركة الكبرى التي سيخوضها في قلب الشام.
والمعلومات نفسها تؤكد أن أعداد قتلى الحزب التي قال نصرالله أنها مبالغ فيها، هي أرقام صحيحة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، يوجد في مستشفى الحكومي في الهرمل ما يفوق العشرين جريحاً إصابة معظمهم حرجة، والامر نفسه ينطبق على مستشفى الرسول الاعظم الذي تتوافد اليه يومياً عشرات الجرحى ما بين الساعة الثانية عشرة في منتصف الليل والخامسة فجراً ويُنقل هؤلاء إما بسيارات الدفاع المدني التابعة لكشافة المهدي أو بإسعافات الهيئة الصحية الإسلامية وكليهما تتبعان مباشرة لـ"حزب الله".
لا يُمكن إخفاء أجساد الشهداء، الكلام لنصرالله أيضاً وهو قول سليم لا مجال للطعن فيه، لكن في حقيقة الأمر يُمكن تأجيل إعلان مقتل هذا العنصر او ذاك إلى حين تتهيئ الظروف وهذا أخطر ما في المعلومات التي تحدثت أيضاً عن وجود عدد من القتلى في صفوف الحزب موجوين حاليّاً في مستشفى دار الحكمة في الهرمل، وقد عُرف ثلاثة منهم أحدهم من منطقة المصيطبة واخر من الجنوب لكن لم تُعرف أسماءهم بعد، أما الاخير فقد علم انه من ال "حُرشي" من سُكان منطقة جبيل ومن المفترض ان يُسلّم "حزب الله" الجثامين إلى ذويهم خلال الأيام المقبلة.
 
خلاصة الكلام، من المؤكد أن الشيعة في لبنان يمرون اليوم بمرحلة صعبة وبأيام غير عادية لم يسبق لهم ان عايشوها حتى في زمن الإحتلال الإسرائيلي، دماء تسقط من دون وجه حق، شعارات ما كانوا يحتاجونها في زمنهم المقاوم، وزمن "يالثارات الحسين" قد رحل في حال سبيله بعد أن حلّ مكانه شعار "لن تُسبى زينب مرّتين" والذي كان حُجّة لإطلالة نصرالله ما قبل للقول: أيها الشيعة ترقّبوا المزيد من القتلى في صفوف أبناءكم.
 
"حزب الله" يلوِّح بعصيان مدني ورفض تسليم الوزارات
المصدر : الأنباء
رفع 'حزب الله” وتحالف الثامن من آذار وتيرة معارضته لحكومة الانتخابات التي ينوي الرئيس المكلف تمام سلام إعلانها بالتفاهم مع الرئيس ميشال سليمان والنائب وليد جنبلاط.
وقد باشر نواب الحزب، ورئيس مجلس النواب نبيه بري حملة سياسية متعددة الاتجاهات، تحت عنوان رفض الرضوخ لاختيارات ثنائية سليمان ـ سلام الوزارية.
وفي معلومات لـ”الأنباء” الكويتية، أن 'فريق الثامن من آذار يخطط لمواجهة أي حكومة أمر واقع يعلنها سلام سياسيا وإعلاميا وصولا الى العصيان المدني المتمثل بامتناع وزراء 'حزب الله” و”أمل” و”التيار الوطني الحر” عن تسليم الوزارات التي يصرفون الآن أعمالها الى الوزراء الجدد، قبل حصول الحكومة على ثقة مجلس النواب خلافا للعادة التي درجت على إجراء عملية التسلم والتسليم فور صدور مراسيم تشكيل الحكومة الجديدة وقبول استقالة الحكومة السابقة”. بالنسبة للرئيس المكلف تمام سلام فإن 'أوساطه ترى انه استنفد كل الاتصالات وأعطى كل الضمانات، وقرر ان يترجم خياره بفصل المسار الحكومي عن المسار النيابي بتقديم حكومة من 14 وزيرا اذا نجحت اتصالات اللحظات الأخيرة”.
وفي هذا السياق، علمت 'الأنباء” ان 'اتصالا تم بين الرئيسين سليمان وسلام، قد يتكرر من خلال لقاء في القصر الجمهوري اليوم الأحد توضع خلاله اللمسات الأخيرة على التشكيلة الحكومية المفترض اعلانها وفق معلومات 'الأنباء” يوم غد الاثنين، وليس اليوم الأحد كما كان مرتقبا.
وسبب التحول من اليوم الى الغد مرده الى انه في مثل يوم غد الاثنين 13 أيار 1945 ولد الرئيس المكلف تمام صائب سلام.
ولا يبدو ان التوقيت مقصود ومخطط له، بل ان الصدفة لعبت دورها كما تقول الأوساط المتابعة.
على ان ثمة ردود فعل حادة ستصدر عن قوى الثامن من آذار وفق التصريحات التمهيدية التي تلاحقت ضد الرئيس سليمان والتي خلت من التهديد بأعمال عنف.
ويبدو أن الرئيس ميشال سليمان والنائب وليد جنبلاط، استمرا في مساعيهما من أجل التوافق على الصيغة الحكومية وأوفد جنبلاط الوزيرين غازي العريضي ووائل أبوفاعور والنائب أكرم شهيب الى الرئيس نبيه بري، ومن ثم زار أبوفاغور الرئيس ميشال سليمان ناقلا إليه موقف بري الذي جاء مكملا للموقف الذي أعلنه السيد حسن نصرالله، حيث رفض طريقة تأليف الحكومة وصيغة فرض الوزراء وتشكيل الثنائية بين رئيس الجمهورية والحكومة.
وقال بري للوفد الجنبلاطي الذي زاره أخيرا إنه 'لا تساهل في الموضوع الميثاقي وانه اذا كان من يعتقد أن بوسعه تركيب ثنائيات جديدة، فإنما يقود البلد الى انفجار كبير، تكون الصيغة السياسية من أبرز ضحاياه”.
بالمقابل اكد الوفد الاشتراكي لرئيس المجلس ان 'الرئيس المكلف لم يعد قادراً على الانتظار، وما لم تتألف الحكومة فسيبادر الى الاعتذار”.
وكان جنبلاط اسمع كلاما من بري و”حزب الله” مفاده 'اننا بنينا قرارنا السياسي بتسمية تمام سلام على اساس التزامك السياسي معنا، وحتى هذه اللحظة مازلنا نبني عليه بل ونعول عليه لمنع اخذ البلد الى الفتنة الكبرى”.
موفدو جنبلاط نقلوا الى الرئيس سليمان ان”جنبلاط بات ميالا للسير بقوة مع الرئيس المكلف تمام سلام، في حكومة غير استفزازية على اساس انه بذل ما في وسعه ولم يصل الى النتيجة المرجوة”.
وارسل جنبلاط الى الرئيس سليمان يقول بالحرف الواحد: 'ان الرئيس المكلف لم يعد بمقدوره الانتظار، واللهم اشهد اني بلغت”.
ويبدو ان 'موقف جنبلاط هذا، اضاف الى سجله لدى النظام السوري نقاطا سوداء اضافية، ما جعلها تبحث عن ردود فعل تثير قلق الزعيم التقدمي الاشتراكي، فكان ما نقلته اوساط شوفية لـ”الأنباء” باستغراب حول عزم الوزير السابق وئام وهاب المتحالف مع النظام السوري و”حزب الله” اجراء عرض عسكري لعناصر الميليشا التابعة لحزب التوحيد العربي في بلدته 'الجاهلية” في قضاء الشوف، عرين رئيس 'جبهة النضال الوطني” وليد جنبلاط بمناسبة 25 أيار ذكرى انتصار المقاومة على الاحتلال الاسرائيلي.
وابلغت الاوساط 'الأنباء” ان 'هذا العرض قد يتسبب بفتنة بين أبناء الشوف الذين ينظرون الى علاقات وهاب الخارجية بارتياب، خصوصا اذا ما استعان بعناصر من خارج حزبه المتواضع للمشاركة بالعرض او فرض عليه ذلك”، مشيرة الى أن 'تنظيم هذا العرض مطلوب من وهاب، الذي استبعدته المخابرات السورية عن وفد الشخصيات الحزبية اللبنانية التي التقت الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق الشهر الماضي، بسبب عدم الارتياح الى ادائه والانزعاج من ركاكته امام الزعامة الجنبلاطية للدروز، ولم تكتف المخابرات بابعاده عن موكب زوار الاسد، انما عمدت الى احتجازه زهاء اربع ساعات في مركز جديدة يبوس الحدودي بحجة اجراء الاتصالات مع دمشق”.
لكن يبدو ان وهاب لم يهمل متابعة الاتصالات مع المسؤولين السوريين لفتح ابواب دمشق أمامه مستعينا بأصدقاء دمشق في بيروت، حتى كانت زيارته الأولى بعد تلك الأزمة في الثامن من أيار الجاري حيث التقى رئيس الحكومة وائل الحلقي ثم عاد الى بيروت ليباشر التحضير للعرض العسكري في بلدته الجاهلية في قضاء الشوف ضمن اطار رسالة سورية لزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي الداعم للمعارضة السورية.
مصادر جنبلاطية وردا على سؤال لـ”الأنباء” قالت ان 'النائب جنبلاط يقرأ رسائل التطورات جيدا، ولهذا أوعز بترك وهاب لشأنه حفاظا على وحدة الصف الدرزي وعلى الاستقرار في الشوف وغير الشوف”.
 
"حزب الله" يهدّد الاستقرار ويهاجم سليمان.. ومصادر "الاشتراكي" تدعو الجميع إلى "التواضع والعقلانية" وسلام على موقفه: لا للثلث المعطّل
المستقبل...
لم تحمل الساعات الأربع والعشرون الماضية شيئاً استثنائياً يغيّر الانطباع القائل بأنّ الساعات الثماني والأربعين المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة إلى تأليف الحكومة، خصوصاً وأنّه في مقابل عودة "حزب الله" إلى لغة التهديد والوعيد، كرّر الرئيس المكلّف تمام سلام موقفه الحاسم برفض إعطاء ما يُسمّى "الثلث المعطّل" لفريق 8 آذار.
الرئيس سلام أكد عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ان "حصول أي فريق سياسي على ما يُسمّى الثلث المعطّل في الحكومة هو ممارسة أثبتت عدم جدواها في الماضي فضلاً عن أنه لا سند دستورياً أو قانونياً لها". مؤكداً تمسكه بحكومة "بعيدة عن أي كيدية أو استفزاز تشكل فريق عمل منسجماً يخدم المصلحة الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر فيها لبنان".
أوساط الرئيس المكلف أبلغت "المستقبل" "ان الاتصالات لا تزال مستمرة وفترة الثماني والأربعين ساعة المقبلة حاسمة على هذا الصعيد".
وأكدت ان "لا تراجع عن موضوع الثلث المعطل، فالرئيس سلام لا يقبل اعطاء هذا الثلث الى أي فريق كان، مشددة على ان "وتيرة العمل الآن هي السرعة من دون تسرّع".
وعن امتعاض رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي صدر في الإعلام وعلى لسان النائب طلال ارسلان تحديداً أمس، من عدم وجود تواصل بينه وبين الرئيس سلام، استغربت الأوساط هذا الكلام مشددة على ان "الاتصال مع الرئيس بري كان ولا يزال قائماً عبر الوزير علي حسن خليل الذي يتواصل بشكل شبه يومي مع الرئيس سلام".
وأكدت الأوساط ان سلام "لا يزال يدرس كل الخيارات وكل الاحتمالات واردة وان الايام المقبلة حاسمة من دون تحديد ما إذا كان ذلك قبل جلسة مجلس النواب أو خلالها أو ما بعدها. لكن في الوقت نفسه الاتصالات مستمرة مع كل الأطراف علّ ذلك يؤدي الى نتيجة، إذ ان الوقت ضيّق".
وأوضحت ان الرئيس المكلف كان سبق وقال انه "لا ينتظر شهوراً من أجل تأليف الحكومة، والخيارات عنده تدرس بدقة شديدة ولا يزال هناك أمل بأن تؤدي الاتصالات الى نتيجة على الرغم من ان هناك تصعيداً اعلامياً غير مبرر في اليومين الماضيين تجاهه، وهو الذي أبدى كل مرونة وصدق وشفافية وحاز على ثقة 124 نائباً".
ولم تستبعد أوساط نيابية عليمة بأن يقدم الرئيس المكلف على اعلان تشكيلة حكومية مصغرة من 14 وزيراً في يوم عيد ميلاده في 13 أيار تحت عنوان "حكومة المصلحة والظرف الوطنيين"، تكون مهمتها اجراء الانتخابات النيابية.
وتنقل "وكالة الأنباء المركزية" عن أوساط، "ان سلام ومعه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وكل الحريصين على المصلحة الوطنية، يريد وضع المجلس النيابي المجتمع بغالبية اعضائه في جلسة بحث المسار والمصير الانتخابيين، أمام مسؤولياته التاريخية وأمام خيار من اثنين: إما الموافقة على الحكومة بالسكوت إن لم يكن بالرضى، او فليتحمل كل مسؤوليته في الفراغ الذي تتجه اليه البلاد".
والواضح، بحسب مصادر "الحزب التقدمي الاشتراكي" ان "الفريق الآخر لا يريد تسهيل الأمور على صعيد تشكيل الحكومة أو التوافق على قانون للانتخابات، فإذا كنا نتحدث عن توافق وطني فهذه المسألة ترتّب مسؤولية على جميع القوى السياسية وليس على فريقنا وحده".
أضافت "لن تؤدي الشروط التعجيزية التي يضعها الفريق الآخر امام تشكيل الحكومة العتيدة الى أي حل، نحن ما زلنا نطالب بقيام حكومة تجمع الكل وان تكون حكومة وحدة وطنية، لكن هناك فريقاً يحاول من خلال وضع شروطه التعجيزية عدم تسهيل مهمة الرئيس المكلف".
واعتبرت المصادر ان "التوافق والوحدة الوطنية من مسؤولية الجميع وبالتالي فإنّ كل القوى معنية بهذه المسألة وعليها ان تتواضع وان تتصرف بعقلانية حتى لا نذهب باتجاه خيارات قد تزيد من تعقيد الأمور".
التهديد..
وعلى عادته وسياسته ومبدئه القائل "إما الاذعان لشروطنا أو التعطيل والتهويل"، قال رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد ان "من حقنا أن نتمثل بحسب اوزاننا وأحجامنا النيابية"، معتبراً ان "هذا هو حق اخلاقي وعملي ودستوري، وأي تجاوز لهذا الأمر لن يجعل الحكومة ترى النور، وإذا أراد البعض الذي ينفخ في بعض الأذان لتشكيل حكومة اللون الواحد أو حكومة الأمر الواقع ذلك، فإننا نصح هؤلاء ان لا يجربوا هذا النوع من الحكومات حرصاً على البلد والاستقرار، وحرصاً على امكانية ان يبقى هناك أخذ ورد بين القوى السياسية في هذا البلد خصوصاً في هذه المرحلة".
وهاجم موقع "العهد" الالكتروني التابع لـ"حزب الله" رئيس الجمهورية على خلفية مواقفه الأخيرة، وجاء في مقال تحت عنوان "الانقلاب على الجيش والشعب والمقاومة" (...) "وحده خيار التدقيق بالارشيف العائد الى ما يقارب السنة الى الوراء من عهد الرئيس سليمان، قد يحمل اجابة واضحة للسائل عن لون رئيس الجمهورية السياسي، فالصورة تبدو جلية للمراقب سواء اكان اعلامياً ام سياسياً، صديقاً ام خصماً للرئيس، عند قراءة التصريحات والبيانات، او متابعة الاداء والمواقف المتخذة من قبله، عند اكثر من محطة داخلية او ذات بعد اقليمي او دولي في هذه الفترة، اللون اذاري واضح يميل الى الازرق المستقبلي. هذا اللون يفترض تماهياً مع الاجندة السياسية للفريق المعادي لفريق الثامن من آذار، وهنا تصبح خصومة العماد عون ومناكفته اليومية، او حتى تعطيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي السابقة وشل التعيينات والمشاريع، وصولاً الى تعويم قانون الستين، والتهديد بسيف المجلس الدستوري لاسقاط المشروع الارثوذكسي، او حتى مقارعة الرئيس نبيه بري هاتفياً لمنع عقد جلسة تعليق المهل الانتخابية لقانون الستين، كل هذا يصبح تفصيلاً بسيطاً امام، الخصم الاهم للاذاريين، أي المقاومة".
كما جاء فيه، (...) ان "الرئيس سليمان لم يجد أي حرج بأن يكون اول مَن ردّ على كلام الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، وقبل ذلك، لم يجد اي حرج بعدم تحديد موعد للمعاونين الخليلين والوزير جبران باسيل،
ويخوض الرئيس معركة صيغة (8،8،8)، بشراسة، ويرفض رفضاً قاطعاً اعطاء فريق حزب الله كما سماه امام احد زواره، الثلث المعطل، (...) كل ما تقدم، معلومات بعضها معلن وبعضها الاخر لا يُتداول به الا في الصالونات المغلقة، ولكنها معطيات تطرح سؤالاً كبيرا انطلاقاً من مقولة انه لكل معركة ثمن، معركة قد تبدأ من سلاح المقاومة وتمر على الصيغة الحكومية وقد لا تنتهي عند حدود مباراة كرة سلة بين فريقين رياضيين في عمشيت مسقط رأس رئيس البلاد، فهل بدأت معركة التمديد وما هي اثمانها؟!!!
 
«قمصان سود» سياسية بوجه سليمان وسلام وجنبلاط ... فهل تسقط حكومة «الأمر الواقع» قبل أن تولد؟
 بيروت «الراي»
دخل لبنان 48 ساعة من «حبس الأنفاس» سيتحدّد في ضوئها «اتجاه الريح»، فإما عاصفة تنذر بـ «الشرّ المستطير» الذي يعكسه «الكلام الكبير» لرئيس البرلمان نبيه بري عن «الفتنة الكبرى»، وإما «كباش» على طريقة «سحابة الصيف» التي لم تغادر اصلاً المشهد اللبناني الذي يعيش «حرباً باردة» تستجرّ أزمات «متوالدة».
وبعد الانخراط غير المسبوق لـ «حزب الله» في النزاع السوري وعبره في «الحرب الاقليمية» وهو ما عبّرت عنه المواقف الاخيرة لأمينه العام السيد حسن نصر الله، تحوّلت بيروت قلباً وقالباً «خطاً امامياً» في المواجهة الكبرى ولم تعد مجرّد «ملعب خلفي»، وهو ما أكسب الصراع الشرس على السلطة في لبنان بُعداً أبعد من استحقاقات سياسية «محلية».
ومع بلوغ هذه الاستحقاقات «عنق الزجاجة» عشية الجلسة العامة المفتوحة للبرلمان بدءاً من 15 الجاري، قفز ملف تشكيل الحكومة الى الواجهة كأولوية طغت على عنوان قانون الانتخاب، بعدما صار محسوماً ان مسار تأليف الحكومة هو الذي سيحدّد مآل جلسة «مصير الانتخابات».
ومع وضْع الرئيس المكلف تمام سلام ورقة تشكيل حكومة «امر واقع» اي من دون التوافق مع فريق 8 آذار، بقوة على الطاولة، تحوّلت بيروت «خلية أزمة» بعدما بات واضحاً ان اعلان مثل هذه الحكومة، بموافقة رئيس الجمهورية ميشال سليمان و«غض نظر» من النائب وليد جنبلاط، قبل جلسة الاربعاء النيابية سيرتّب تداعيات مباشرة عليها كما على مسارها ونتائجها، وسط تحذيرات أبلغت «لمن يهمهم الأمر» بان التفرّد في تأليف الحكومة ستكون له انعكاسات على مجمل الوضع اللبناني.
واذ اعتُبر الاتجاه الى الاعلان عن حكومة «من جانب واحد» قبل يوم الاربعاء بمثابة «رد التحية بمثلها» من المحور الاقليمي لـ 14 آذار على السيد نصر الله ومحوره الاقليمي بعدما تمت قراءة مواقفه على انها زجّ للبنان في صلب المواجهة في المنطقة، فان اوساطاً سياسية رصدت مظاهر «قمصان سود سياسية» على طريقة حملة الترهيب التي مورست بعد إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري في يناير 2011 بما أفضى الى تسمية الرئيس نجيب ميقاتي.
وكان بارزاً في هذا السياق تحذيرات «الصوت العالي» التي أطلقها بري وتردد صداها بقوة في بيروت من دون ان يُعرف اذا كانت ستفرْمل اندفاعة سلام لاعلان حكومته المصغرة او ستجعل جنبلاط يتراجع عن «عدم ممانعته» تشكيلها، في حين مضى رئيس الجمهورية في الانتقاد غير المباشر لكلام نصر الله الأخير في تطور عكس استمراره على الاتجاه لختم مراسيم مثل هذه الحكومة بتوقيعه الضروري.
وقد اعلن بري، الذي لمس زوّاره انه «متوتّر على غير عادة» ومتشدّد بدرجات «حزب الله» نفسها حيال الملف السوري واكثر تشدداً حيال عنوان الحكومة، على مسامع الوفد الذي زاره باسم جنبلاط اول من امس: «أننا بنينا قرارنا السياسي بالسير في تسمية تمام سلام على أساس التزام جنبلاط السياسي معنا، وحتى هذه اللحظة نحن ما زلنا نبني عليه لا بل نعوّل عليه لمنع أخذ البلد الى الفتنة الكبرى».
واذ اشار الى ان «الرئيس المكلف لم يتواصل معنا، ولن نقبل بأن يفرض علينا حكومة لم نشارك في طبخها، فهذه سابقة لن نسمح بحدوثها»، شدد على ان «لا تساهل في الموضوع الميثاقي، واذا كان هناك مَن يعتقد أنه يستطيع تركيب ثنائيات جديدة، أو دويكا جديدة فإنه يقود البلد الى انفجار كبير وستكون الصيغة السياسية من أبرز ضحاياه».
كما نقل زوار بري ان مواقفه لم تقتصر على التحذير من عدم ميثاقية أي تسمية للوزراء الشيعة من خارج «الثنائي الشيعي»، بل بدا الترابط واضحاً بين مساري الحكومة والقانون الانتخابي، «فإذا مضى الرئيس المكلف بحكومة الأمر الواقع، بتغطية من جنبلاط وسليمان، فسيكون القانون الانتخابي لا بل الانتخابات أولى الضحايا».
ووسط معلومات عن اجتماعات لقوى 8 آذار وبعض مكونات المعارضة المسيحية تركزت حول سبل التعامل مع خيار حكومة الأمر الواقع اذا أخلّ جنبلاط بالتزاماته بعدم السير الا بحكومة وحدة وطنية، اشارت تقارير الى ان الزعيم الدرزي نقل الى رئيس الجمهورية «ان الرئيس المكلف لم يعد بمقدوره الانتظار... واللهم اشهد أني قد بلغت»، مؤكدا في الوقت نفسه أنه مع استمرار التواصل، ولا سيما مع بري، «ولكن لا يمكن إبقاء سلام منتظراً لوقت طويل بعدما استنفد كل المحاولات والطروحات، لذلك نحن مع السرعة لا التسرّع».
وعلى الخط المتشدد نفسه لبري، اعلن «حزب الله» امس بلسان رئيس كتلة نوابه محمد رعد «ان مطلبنا بالحكومة (التمثيل وفق الاحجام النيابية اي نيل الثلث المعطل) ليس مطلباً تعجيزياً، إنما هو مطلب شراكة حقيقية في حكومة سمينا رئيسها المكلف إلى جانب من سماه، ومن حقنا أن نتمثل فيها بحسب أوزاننا وأحجامنا النيابية»، معتبرا أن «هذا هو حق أخلاقي وعملي ودستوري، وأي تجاوز لهذا الأمر لن يجعل الحكومة التي تكون من مسؤوليتها حفظ وحسن إدارة البلاد ترى النور، وإذا أراد البعض الذي ينفخ في بعض الآذان لتشكيل حكومة اللون الواحد أو حكومة الأمر الواقع فإننا ننصح هؤلاء ألا يجربوا هذا النوع من الحكومات حرصا على البلد والاستقرار، وحرصا على امكانية أن يبقى هناك أخذ ورد بين القوى السياسية في هذا البلد خصوصا في هذه المرحلة».
وكانت معلومات اشارت الى ان الرئيس سلام يتجه لاعلان حكومة محايدة ميثاقية ممثلة لكل الأطراف، إنما تغلب عليها سمة التكنوقراط. وإذا تعذر أن تكون من 24 وزيراً، فمن المؤكد أنها ستكون من 14 وزيراً يمثلون نخبة لبنانية ويستطيعون ان يمنحوا الحكومة صفة حكومة «الرأي العام» وهم من غير المرشحين للانتخابات.
وفي حين رجّحت مصادر ولادة هذه الحكومة عشية الجلسة العامة للبرلمان المحكومة بالتمديد لمجلس النواب، فان مصادر اخرى لم تستبعد اعلانها في 13 الجاري اي غداً الذي يصادف يوم ميلاد سلام، فيما لم تُسقط اوساط سياسية من حسابها امكان إرجاء هذه الخطوة الى ما بعد جلسة البرلمان ليُبنى على الشيء مقتضاه، علماً ان 14 آذار تحبّذ بقوة حصول هذا التطور قبل 15 الجاري لقطع الطريق على امكان ابتزاز الرئيس المكلف والضغط عليه لتشكيل حكومة سياسية لإدارة مرحلة التمديد للبرلمان.
 
جعجع للأسد ونصر الله: خائنان إذا انتظرتما 40 عاماً وأنتما تعلمان أن المقاومة تحرر الجولان
 بيروت - «الراي»
توجّه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الى الرئيس السوري بشار الاسد والأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله بانه «اذا كنتما تعرفان أن المقاومة الشعبية في الجولان كانت ستُعطي نتيجة بتحريره ولم تسمحا بها وانتظرتما اربعين عاماً، اذاً أنتما خائنان».
وجاء كلام جعجع خلال عشاء «قواتي» تطرّق خلاله في شكل خاص الى الخطاب الاخير للسيد نصر الله (يوم الخميس)، اذ ردّ على ما قاله الامين العام لـ حزب الله» من «ان كل ما يجري في سورية ومن ضمنها الغارات الاسرائيلية الأخيرة هو اخضاع لسورية لإخراجها من معادلة الصراع مع العدو»، فسأل: «منذ متى كان النظام السوري في صراع مع العدو الاسرائيلي؟»، لافتاً الى أن «أهدأ جبهة مع اسرائيل كانت الجبهة السورية، وطوال 40 عاماً من 1973 الى 2013 لم نسمع عن ضربة كف في الجولان، وهذه المقولة غير صحيحة بل يطرحها السيد حسن في سبيل الدفاع عن النظام والفرقعة الاعلامية لاظهار النظام وكأنه مستهدَف من اسرائيل».
وعمّا قاله السيد نصرالله من أن «النظام في سورية سيُعطي حزب الله كل سلاح لديه وبالأخص سلاحاً نوعياً كاسراً للتوازنات»،قال: «يا سيد حسن، اذا كان النظام يملك سلاحاً كاسراً للتوازنات، فلماذا لم يكسر هذه التوازنات بنفسه؟ أينتظر أن تكسر فيه أنتَ هذه التوازنات؟ ولا تقل لي أن جيش النظام ضعيف كما تقول عن الجيش اللبناني، فها هو اليوم يُدمر المدن السورية ويقتل شعبه بحيث تخطت أعداد الشهداء المئة ألف قتيل، فاذا أخذنا الحروب التي شنّتها اسرائيل على سورية كحرب 1948، 1967، 1973 وجمعنا أعداد القتلى فيهم يكون مجموع القتلى تقريباً بين 25 و30 ألف قتيل بينما حتى الآن مات في سورية أكثر من مئة الف، فأيهما يكون أضرّ بالشعب السوري نظامه أم اسرائيل؟».
وعلّق جعجع على ما قاله الامين العام لـ «حزب الله» ومن قبله الرئيس بشار الأسد من أن «باب المقاومة الشعبية سيُفتح في الجولان»، قائلاً: «ما دمتم مدركين أن المقاومة الشعبية في الجولان يمكن أن تؤدي الى تحريره، فلماذا انتظرتم أربعين عاماً للبدء بها؟ لأنكم تعلمون أكثر من غيركم ان هذه المقاومة الشعبية لن تؤدي الى اي مكان.
وسأل: «اذا كان صحيحا ان حزب الله بدأ بارسال مقاتلين الى جبهة الجولان لتدريب المقاومة الشعبية، فهل هذه الأرض المسماة لبنان فيها دولة أم لا؟ فكل ما يفعله حزب الله وكأن الدولة غير موجودة في لبنان والأهم من هذا ان الدولة تتصرف وكأنها غير موجودة، ما يقوم به حزب الله خطير جداً وقد يُرتّب حرباً جديدة على لبنان، فمن أعطاك تفويضاً يا سيد حسن لتزجّ لبنان في هذا الأتون المشتعل في الشرق الأوسط؟ حزب الله يحاول فعل أي شيء لابقاء نظام الأسد واقفاً على رجليه بعيداً عن أي منطق، والمطلوب من حكومة تصريف الأعمال أخذ موقف صريح بهذا الشأن لأن الأوضاع الأمنية تأتي من صلب مهامها قبل فوات الأوان».
 
صواريخ على الهرمل تثير... الرعب
بيروت - «الراي»
على وقع تقارير في بيروت أشارت الى ان معركة القصير بدأت، ساد «حبس الأنفاس» القرى المقابلة في الجانب اللبناني ولا سيما في منطقة الهرمل حيث تجدّد امس سقوط صواريخ مصدرها الاراضي السورية وسط مخاوف من ان يفضي اشتداد القتال في ريف حمص الى تداعيات بالغة الخطورة على لبنان ولا سيما في ضوء المواقف النوعية للامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله الذي اعلن قبل ثلاثة ايام «الانخراط حتى النهاية» في معركة الدفاع عن نظام الرئيس بشار الاسد وصولاً الى «تصدير» المقاومة الى الجولان السوري المحتلّ.
وسُجل، امس، سقوط 5 صواريخ صباحاً في تلال محيطة بوادي العاصي وصولاً الى محلة العسري وادي الدبور وموقع مجاور لمزرعة عضو القيادة القومية في حزب «البعث العربي الاشتراكي» النائب في البرلمان اللبناني عاصم قانصوه، فيما سقط آخر قرب مدخل الطوارئ في مستشفى الهرمل الحكومي محدثاً حال فوضى وهلع بين المرضى والعاملين.
واكد مدير المستشفى سيمون ناصر الدين استمرار العمل بشكل طبيعي في سائر الأقسام، لافتا الى ان المستشفى يستقبل يومياً عشرات الحالات لسوريين.
وفي موازاة ذلك، كان بارزاً اعلان النائب قانصوه ان ما تتعرض له الهرمل، وهي منطقة نفوذ لـ «حزب الله»، من قصف «على يد العصابات الإرهابية هو محاولة لنقل التوتر والفوضى»، مطالبا الدولة «باتخاذ الإجراءات الرادعة، بعدما تبيّن ان القصف مصدره تلال مشرفة على بلدة القاع» وهي المنطقة اللبنانية التي تقطنها غالبية سنية مؤيدة للمعارضة السورية.
وكانت تقارير صحافية اشارت الى ان جهات امنية رسمية وحزبية لبنانية تدقق في مصدر اطلاق الصواريخ التي سقطت على ضفاف نهر العاصي وتلاله في الهرمل.
ولفتت صحيفة «النهار» الى تقارير امنية تتحدث عن إمكان اطلاق هذه الصواريخ من مشاريع القاع اللبنانية المتاخمة لعرسال والمناطق الجردية على الحدود السورية.
ورجّحت المعلومات ان شبانا «نقلوا صواريخ بواسطة فان» جرى رصده في هذه المنطقة واطلقوها من منصة عند الجهة الشرقية في اتجاه الهرمل «لان امكان تحرك المسلحين السوريين المعارضين لم تعد متاحة بسهولة بعد نجاح مجموعات من «حزب الله» واللجان الشعبية في تحرير مساحات كبيرة في ريف القصير كانت تسيطر عليها المعارضة».
وحسب الصحيفة، فإن «حزب الله» بدأ في الاونة الاخيرة يدقق اكثر في شعاع مشاريع القاع تخوفاً من اطلاق صواريخ من هذه البقعة في اتجاه الهرمل و«الامر الذي يساعده في ذلك أكثر هو سيطرة الجيش النظامي على التلال الرئيسة في هذه المنطقة وقيام جنوده بقفل المنافذ التي كان يستفيد منها المعارضون فضلاً عن استعادة بلدة جوسية الاستراتيجية في هذه المنطقة».
 
مصادر سليمان: هل الحديث عن كسر التوازن ... يعني استقدام الصواريخ العابرة أم الكيماوي؟
 بيروت - «الراي»
جدّد الرئيس اللبناني ميشال سليمان انتقاده «الضمني» للمواقف الاخيرة للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله اذ اعلن «أن ما يحمي
لبنان هو وضع سلاح المقاومة بتصرف الجيش اللبناني، والحياد، وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى».
وقال خلال استقباله وفدا اقتصاديا إن ما يحمي لبنان «التصور الاستراتيجي الذي نص على وضع سلاح المقاومة بتصرف الجيش للدفاع عن لبنان ضد أي اعتداء إسرائيلي على أرضه فقط وتبعا لقرار مركزي، والعمل على تزويد الجيش بسلاح متطور»، مضيفاً: «وما يحمي لبنان واقتصاده هو النظام الديموقراطي وتعزيز سلطة القانون والحياد وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى».
وكانت تقارير نقلت عن مصادر سليمان تعليقا على كلام نصر الله أنّ «البلاد لا تتحمّل مواقف من هذا السقف المرتفع، خصوصاً أنّ الوضع اليوم يختلف عن المقاومة في الجنوب اللبناني التي كانت تحظى بغطاء داخليّ واسع وبالتنسيق مع الدولة اللبنانية، فيما لبنان لا يتحمّل مقاومة تحوّلت مقاومات عابرة للحدود والأراضي اللبنانية في ظلّ غياب ما يسمّى بالاستراتيجية العربية الموحّدة، وهي معادلة فجّرت الأوضاع في لبنان لعقود من الزمن، ويومها كنّا ننادي بمثل هذه الاستراتيجية العربية التي كانت وما زالت مفقودة، والجميع يدرك الأثمان التي دفعها كلّ لبنان نتيجة لذلك».
واذ سألت المصادر: «كيف يمكننا أن نقبل اليوم بإعادة ربط كلّ أزمات المنطقة بلبنان؟ ومن يتحمّل تبعات هذه المواقف؟»، قالت: «ماذا عن معادلة «جيش وشعب ومقاومة»، هل هي معادلة لبنانية بَحت أم
إنّها معادلة عربية وإقليمية ودولية؟ وما مصلحة
لبنان في استدراج المشاكل واستيرادها إلى لبنان
ليتحوّل ساحة ومسرحاً للصراع الكبير القائم في
المنطقة؟ وهل الحديث عن كسر التوازن يعني استقدام الصواريخ العابرة؟ ام إنّنا نستورد ونأتي بالكيماوي؟ وهل نحن علينا أن نفتح جبهة الجولان، وما مسؤوليتنا؟ ولماذا
لا يفتحها أهل الجولان، فهم أولى بهذه المهمة!».
 
سلام مع تسمية بري الوزير الشيعي الخامس أو أحد السنّة ولكن ضمن حصة الـ 8 وزراء لـ «8 آذار»
الحياة...بيروت - وليد شقير
تعقّد تشكيل الحكومة اللبنانية وفق الصيغة التي عرضها الرئيس المكلّف تأليفها تمام سلام بأن تكون من 24 وزيراً يتوزعون على ثلاثة أثلاث بين «قوى 8 آذار» و «14 آذار» والوسطيين، عند تسمية الوزير الشيعي الخامس ما سبب اعتراضاً من قوى 8 آذار التي أصرت على أن تأتي تسميته من نصيبها على أن تتكفّل بوجه حيادي، وهو ما اعتبره سلام طريقة التفافية من أجل ضمان حصول هذه القوى على الثلث زائداً واحداً (الثلث المعطل) الذي يصر هو على تجنب إعطائه لأي من الفرقاء.
فصيغة سلام التي تقضي بحصول كل فريق على 8 وزراء بحيث لا يكون لأي من القوى الثلاث التي تتشكل منها الحكومة أكثر من الثلث، قضت بتوزيع الثمانية المحسوبين على تحالف قوى 8 آذار مع زعيم «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون، في شكل يحصل الأخير على 4 وزراء مسيحيين وأن يسمي تحالف حركة «أمل» و «حزب الله» الوزراء الأربعة الآخرين من الطائفة الشيعية، فيما عدد وزراء الشيعة في الحكومة خمسة، ما يعني أن تسمية الخامس تؤول إلى غير هذا التحالف، فاستقر الرأي قبل أكثر من أسبوعين على أن يسميه رئيس الجمهورية ميشال سليمان من ضمن الفريق الوزاري الذي يسميه هو (3 وزراء) من أصل الـ8 وزراء الذين يعودون إلى الكتلة الوسطية التي تضمه وسلام (يسمي وزيرين) ورئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط (يسمي وزيرين درزيين).
وأدى اعتراض التحالف الشيعي على أن تسمي قوى أخرى الوزير الشيعي الخامس، إلى إبلاغ الرئيس سليمان من يعنيهم الأمر، بأنه ليس مصرّاً على أن يسمي الشيعي الخامس وتردد في الاتصالات أنه سيعطي حق تسميته إلى قوى 14 آذار خصوصاً انه وسلام لا يريدان اعطاء هذا الحق إلى «أمل» و«حزب الله» (اللذين يعترضان على أن يسميه سليمان)، تجنباً لتكرار تجربة الوزير الملك الذي سيتحول إلى وزير إضافي لمصلحة قوى 8 آذار يضمن لها الثلث زائداً واحداً، مثلما حصل في حكومة الرئيس سعد الحريري حيث انضم «الوزير الملك» في حينها إلى قوى 8 آذار في الاستقالة من الحكومة فكان العامل الحاسم في عملية إسقاطها.
 اقتراح بري
إلا أن الاعتراض على أن يسمي أي فريق آخر غير «حزب الله» والرئيس بري الوزير الشيعي الخامس بقي قائماً، إلى أن اقترح رئيس البرلمان نبيه بري أن يسمي هو في المقابل الوزير السنّي الخامس، طالما أن فريقاً آخر سيسمي الشيعي الخامس، على أن يكون وزيراً إضافياً إلى الوزراء الثمانية الذين سيشكلون حصة 8 آذار والعماد عون.
وعلقت عملية تأليف الحكومة عند مسألة الثلث المعطّل بحيث دفع الأمر، بحسب مصادر متابعة للاتصالات التي جرت على مدى الأسبوعين الماضيين، عند موضوع الوزير التاسع الذي يطالب الرئيس بري بتسميته، ورفض سلام المطلق لفكرة الثلث المعطّل.
والذين واكبوا ما أفضت إليه الاتصالات، التي تتضمن الكثير من التفاصيل، يشيرون إلى أن سلام أخذ يردد أنه لم يعد قادراً على تأخير التأليف أكثر وأنه يدرس خياراته. وقال هؤلاء إنه هيأ تشكيلة حكومية من 14 وزيراً بديلة من صيغة الـ24 وزيراً من أسماء مستقلين ليسوا معادين لقوى 8 آذار، على أمل طرحها على الرئيس سليمان لمناقشتها معه تمهيداً لإصدارها في مرسوم. ومن بين الذين أبلغهم بنيته هذه، على أن يقدم عليها قبل الجلسة النيابية لدرس قانون الانتخاب في الأربعاء المقبل، جنبلاط الذي قالت مصادره إنه نصح بالتريث وقام فريقه باتصالات مكثفة مع فرقاء عديدين ومنهم الرئيس بري الذي بقي مصراً على حقه بتسمية وزير إضافي لحصة قوى 8 آذار بثمانية وزراء بحجج عدة منها أن سليمان وسلام ليسا وسطيين.
وفيما شنت أوساط 8 آذار حملة على الرئيسين، بعد خطاب الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله الذي قال: «لا تتعبوا. نريد أن تتمثل الأطراف وفق أحجامها في البرلمان»، فإنها وسَّعت الحملة في اليومين الماضيين لتشمل جنبلاط متهمة إياه بأنه خرج على وعده بعدم المشاركة في أي حكومة أو الموافقة عليها إذا لم تكن حكومة وحدة أو إذا لم يشترك فيها الحزب و «أمل».
إلا أن مصادره نفت موافقته على حكومة أمر واقع رداً على هذه الحملة وأكدت أن جنبلاط لم يعطِ موافقته على حكومة من 14 وزيراً بل إن كل ما يفعله هو حضّ الفرقاء على تدوير الزوايا، خصوصاً أن الرئيس المكلّف بات يعتبر أن الوقت أصبح داهماً وأن جنبلاط دعاه إلى التريث.
 حملة على جنبلاط وسلام
وفي وقت اعتبرت أوساط في 14 آذار وأخرى محايدة أن الحملة على جنبلاط شملت حديثاً عن الأمن في منطقة الجبل، ما يعني محاولة تخويفه، قالت مصادر الرئيس المكلف لـ «الحياة» إن لا صحة للقول إن جنبلاط أعطى موافقته على ما يسمونه حكومة أمر واقع. إلا أن مصادر سلام استغربت أيضاً الحملة عليه هو أيضاً، معتبرة أن رفع السقف هو بمثابة وضع حاجز عال في وجه تأليف الحكومة، «ولو حصل ذلك في وجه شخص استفز فريق 8 آذار أو تصرف بتحدٍ لكان الأمر مفهوماً، فيما الرئيس سلام انفتح على الجميع ووضع قواعد لعمله وتصرف باعتدال».
واستغربت المصادر قول بعض قوى 8 آذار إن الرئيس سلام ارتكب خطأ كبيراً لأنه لم يلتق الرئيس بري أكثر من مرة لتسهيل تأليف الحكومة، وسألت: «ألم يعد لرئيس الحكومة حرمة وهيبة؟ الرئيس بري رئيس السلطة التشريعية. وهو معني بالحكومة من زاوية إعطائها الثقة في البرلمان وليس من زاوية تأليفها. وهل زار الرئيس سلام أي زعيم أو مسؤول للبحث في تأليف الحكومة غير الرئيس سليمان الذي ينص الدستور على أن يصدر معه مرسوم تأليفها وبالتالي يشترك في هذه العملية أيضاً؟ أم إن قوى 8 آذار اعتادت أن يساهم رئيس المجلس النيابي في عملية التأليف وتريد أن يستمر هذا الغلط؟ فالرئيس بري له دور أساسي في إطار قوى 8 آذار وبهذا المعنى سيلعب دوراً في الموافقة على حصته من هذا الفريق. لكن، من يقول إن السلطة التشريعية تلعب دوراً في تأليف الحكومة؟».
وحين تسأل مصادر سلام عن سبل معالجة مشكلة تسمية الوزير الشيعي الخامس إذا كانت جزءاً من المشكلة تقول: «المخرج بسيط. فليحصل «حزب الله» وحركة «أمل» على الوزراء الشيعة الخمسة لكن، من ضمن حصة الثمانية وزراء لقوى 8 آذار بحيث يحصل العماد عون على 3 وزراء مسيحيين. وعندها لا مشكلة». ورداً على سؤال عما إذا كان سلام يقبل بأن يسمي الرئيس بري وزيراً سنّياً بدل الوزير الشيعي الخامس إذا كانت تسميته ستؤول إلى فريق آخر، تقول مصادر سلام: «لا مشكلة في أن يسمي الرئيس بري وزيراً سنّياً، لكن من ضمن حصة الوزراء الثمانية لقوى 8 آذار، وليس إضافة إليها، أي أن يحصل التحالف الشيعي على 3 وزراء شيعة ويكون الرابع سنّياً. وهناك حل آخر هو أن يعطى عون حقَّ تسمية الوزير الشيعي الخامس، إضافة إلى 3 وزراء مسيحيين له و4 شيعة لـ «أمل» و «حزب الله».
 معادلة دقيقة
وتقول مصادر سلام إنه طرح معادلة الثلاثة أثلاث «لأنها دقيقة ومدروسة لا تقبل المس بها بربع وزير لأنها تؤدي إلى الإخلال بتوازن داخل الحكومة ولأن فلسفتها وروحيتها تقومان على عدم إعطاء الثلث المعطل (الثلث + 1) لأي من الفرقاء. ومن ساواك بنفسه ما ظلمك، خصوصاً بين الفريقين المتنازعين 8 و14 آذار. فســلام يسعى إلى مساحة المنطقة العازلة بين هذين الفريقين بإعطاء الفريق الوسطي حجـــماً وازناً بحيـــث لا يسمح لأي من هـــذين الفــريقين أن يعطّل عمل الحكومة، هذا فضلاً عن أنه أكد لفريق 8 آذار الذي سأله عن احتمال حصول خلاف يؤدي إلى استقالة وزرائه الثمانية وعن الضمانة بألا تبقى الحكومة كما حصل مع حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، بأنه في هذه الحال سيستقيل هو لأن فريقاً أساسياً يكون قد غادر الحكومة، حتى لو بقيت الأكثرية فيها».
وتضيف مصادر سلام أنه أكد لقوى 8 آذار حين اجتمع بممثليها أنه مستعد للاستقالة «في حال خروجكم من الحكومة إذا حصل أي موضوع خلافي لأنني التزمت بحكومة وفاق بين الفرقاء لا بحكومة تحدٍ وأي أمر خلافي يسبب شرخاً أو استفزازاً لن أمشي به».
وترد المصادر على قول بعض أوساط 8 آذار بأن الضمانة لا تأتي من شخص وأن سلام ليس وسطياً لأنه جاء من قوى 14 آذار وأن مواصفات الوسطية هذه تنطبق على الرئيـــس بري أيضاً بــالقول: «الرئيس سلام مستقل وليس حزبياً أو رئيس حزب أو رئيس كتلة، بينما الرئيس بري رئيس كتلة نيابية ورئيس تنظيم كبير. وحين تمت تســميته لرئاسة الحكومة خرج من 14 آذار وهو قال إنني بت متحرراً من كل الناس وإذا تركت رئاسة الحكومة قد أرجع». وتتابع مصادر سلام بالقول: «إذا جاء بوزراء منتمين إلى قوى 14 آذار في الحكومة فعندها من حقهم أن يعترضوا عليه. وهو كان واضحاً في شأن أساسي ومصيري هو موضوع المقاومة حين قال لقوى 8 آذار إنه لو اتفقت قوى العالم كلها عليها لن يقبل بالمس بها. وهو ليس في حاجة لأن يناور، فهو صادق وشفاف ولا يمارس لعبة البلف».
 
سلام يعتبر 15 أيار «نقطة تحول» في تشكيل الحكومة
بيروت – «الحياة»
دخل السباق بين تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة الرئيس تمام سلام وبين عقد الجلسة النيابية للبحث في قانون الانتخاب الأربعاء المقبل، مرحلة حرجة بعد «الاعتراض الاستباقي» من قبل «قوى 8 آذار» على نية سلام التقدم بتشكيلة حكومية من 14 وزيراً من الحياديين والمستقلين بعدما بلغت المفاوضات على صيغة الـ24 وزيراً الموزعة على 3 أثلاث بين قوى «8 آذار» و «قوى 14 آذار» والوسطيين، والتي طرحها سلام، طريقاً مسدوداً، بسبب إصرار رئيس البرلمان نبيه بري على أن يسمي وزيراً تاسعاً من خارج حصة «8 آذار»، بحجة أنه يحق له ذلك أسوة بالوسطيين الآخرين رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس سلام، الأمر الذي رفضاه منعاً لتكرار تجربة حصول هذا الفريق على الثلث المعطل في الحكومة.
وسرّبت قوى 8 آذار اعتراضها على احتمال لجوء سلام الى حكومة من 14 وزيراً قبل الأربعاء المقبل، مقترناً بتسريبات عن أن جنبلاط أخلّ بالتزامه مع الرئيس بري و «حزب الله» عدم القبول بحكومة لا يتمثلان فيها أو يرضيان عنها، وبأن فريق 8 آذار يدرس في حال موافقة الرئيس سليمان على إصدار مراسيم الحكومة المصغرة وأيدها جنبلاط، عدم تسلم وزرائه الوزارات وعدم اشتراك بري في التقاط صورتها التذكارية التقليدية وعدم الدعوة الى جلسة التصويت على الثقة بها. واعتبرت مصادر 8 آذار الحكومة المصغرة «حكومة أمر واقع».
وفيما بدا أن التأزم اللبناني بات مرتبطاً بالتطورات الإقليمية المتعلقة بمجريات الميدان في سورية، وأن عنوان قانون الانتخابات وموعد إجرائها وتشكيل الحكومة باتت متصلة بالمراهنات على المعارك الدائرة في سورية، استدعى الموقف قيام جنبلاط بزيارة خاطفة للمملكة العربية السعودية أمس للتشاور مع كبار المسؤولين فيها حول الوضعين الإقليمي والداخلي، وفق معلومات «الحياة»، خصوصاً أن موقف جنبلاط سيكون حاسماً في شأن إمكان تشكيل الحكومة المصغرة.
واستغربت مصادر الرئيس سلام لـ «الحياة» الحملة عليه وعلى جنبلاط من قبل قوى 8 آذار ووصفتها في خانة «التخويف والتهويل»، مشيرة الى أن جنبلاط لم يعط موافقته على صيغة الـ14 وزيراً، وأن سلام نفسه ما زال يدرس خياراته في هذا الشأن، على رغم أنه لم يلزم نفسه بموعد محدد، مع أنه يعتبر موعد الجلسة النيابية للبحث في قانون الانتخاب في 15 الجاري نقطة تحوّل تفرض مراجعة الحسابات، خصوصاً أن الجلسة مفتوحة على احتمالات التمديد للبرلمان وتأجيل الانتخابات أو الاتفاق على قانون انتخاب في وقت هو يعتبر أنه لو تشكلت الحكومة منذ شهر، لكان هذا عنصراً ضاغطاً إيجابياً في اتجاه اتفاق الأطراف على قانون الانتخاب.
وسألت مصادر سلام عن سبب الحملة من قبل 8 آذار عليه، «وهي قد تكون مفهومة لو أنه شخص رفع التحدي أو قام بخطوة استفزاز». وكشفت أن سلام وافق على مطلب قوى 8 آذار أن يسمي بري الوزير الشيعي الخامس في صيغة الحكومة من 24 وزيراً، لكن من ضمن حصة قوى 8 آذار لا أكثر لأن الإخلال بصيغة الثلاث أثلاث في الحكومة إخلال بالتوازن داخل الحكومة. كما كشفت أن سلام لا يمانع أن يسمي الرئيس بري وزيراً سنياً حتى، لكن من ضمن حصة الـ8 وزراء له ولحلفائه، تجنباً لحصول أي فريق على حصة الثلث المعطل في الحكومة.
وقالت مصادر سلام لـ «الحياة» إن معادلة 8 وزراء لكل فريق «دقيقة ولا يمكن إضافة ربع وزير لأي فريق ومن ساواك بنفسه ما ظلمك».
وسألت المصادر: «لماذا الحؤول دون قيام حكومة حيادية؟ هل الهدف أن نصل الى فراغ حكومي في ظل احتمال عدم التوصل الى قانون للانتخاب؟
ودعت المصادر الى انتظار ما سيقدم عليه الرئيس سلام قبل الجلسة النيابية، رافضة الدخول في تكهنات حول ما إذا كان سيطرح على الرئيس سليمان الحكومة المصغرة.
 

 
عباس صباغ

قرى القصير "اللبنانية" 25 وسكانها 30 ألفاً و"حزب الله" لا يخفي الدفاع عن أهلها

 

لا يجد "حزب الله" حرجاً في الاعلان عن مشاركة عناصره الى جانب اللجان الشعبية في القتال في ريف القصير ومنطقة السيدة زينب بنت علي في دمشق.
الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله اعلن في تشرين الاول الفائت (وكرر الامر عينه في 30 نيسان الفائت) ان قرى يسكنها لبنانيون في ريف القصير تتعرض لهجمات من المسلحين المعارضين لدمشق، ما استدعى تشكيل لجان شعبية من اهاليها للدفاع عن انفسهم وممتلكاتهم، وان بعض هؤلاء من جمهور المقاومة عدا انهم لبنانيون منذ عشرات السنين، ويسكنون منذ عقود في تلك القرى التي يصل عددها الى 25. ويذكّر نصرالله بعجز الحكومة اللبنانية عن حماية نحو 30 الف لبناني لم يعد امامهم سوى خيار الدفاع عن النفس.
الحوادث في سوريا تسارعت ورقعة الاشتباكات وصلت الى الهرمل مع سقوط صواريخ المعارضة السورية، وتحديداً "جبهة النصرة"، على بلدة القصر ما تسبب في مقتل عدد من اللبنانيين، وبررت المعارضة السورية هذا القصف بالرد على "حزب الله".

 

قرى ريف القصير
 

على ضفاف نهر العاصي تتوزع قرى ريف القصير، التي يسكن معظمها لبنانيون، ومن ابرز هذه القرى: البرهانية والصفصافة والحمام ومطربا والديابية وكوكران والفاضلية وحاويك والسماقيات وغيرها، وتعتبر بلدة زيتا من أكبر القرى الشيعية الموجودة بالقرب من الحدود اللبنانية، وتبعد نحو 3 كيلومترات عن لبنان وسكانها شيعة بالكامل ويصل عدد سكانها الى 5000 نسمة، بينهم عدد من السوريين، وتتبع زيتا ادارياً لبلدية البرهانية. في ريف القصير ايضاً قرى مختلطة يسكنها سوريون ولبنانيون من مذاهب مختلفة، كانوا يعيشون بهدوء وامان قبل الازمة السورية، ولكن مع اشتداد المعارك بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة بدأت الخلافات تظهر بين سكان هذه القرى وفقاً للانقسام الحاد بين مؤيدي ومعارضي الرئيس السوري بشار الاسد.
من البلدات التي فيها لبنانيون بلدة حاويك وهي قرية سكانها من الشيعة والسنة، سنية من سوريين ولبنانيين وفيها عائلة زعيتر وعدد سكانها حوالى 2000 نسمة وهي تبعد من الحدود اللبنانية السورية 5 كيلم،  وهي مبنية على المنطقة العقارية حاويك واراضيها بالكامل ملك الجمهورية العربية السورية (املاك عامة) التابعة للقصير وتتبع ادارياً لبلدة العقربية. من القرى ايضا الديابية وسكانها حوالي 1000 نسمة وتبعد من الحدود اللبنانية السورية 15 كيلم، وتتبع ادارياً لبلدية الدمينة الشرقية.
سكان هذه القرى، الذين تهجروا بفعل الازمة السورية، يقيمون في قرى الهرمل ومنهم من قصد منطقة الرويسات في المتن حيث يقيم اقاربهم، ومن هؤلاء يوسف صقر (38 عاماً) الذي بدأ حياته من جديد كما يقول لـ"النهار" لأن "كل جنى العمر ضاع في الديابية بعد تعرضها لهجمات المسلحين التي تسببت بقتل عدد من ابناء البلدة، ومنهم ابن خالتي، الى اصابة عدد من اقاربي، بعدها تركنا البلدة وعدنا الى لبنان، علماً اني ولدت هناك في ريف القصير وبيوتنا واراضينا في البلدة ولا نملك شيئاً هنا في لبنان، واصلا لا نزوره إلا في المناسبات، وايضاً خلال الانتخابات ونحن نصوت في الهرمل". ما يقوله صقر يردده معظم المهجرين من قرى ريف القصير الذين يأملون في العودة الى ديارهم قريباً، ولا يخفون مشاركة عدد من رجالهم في الدفاع عن ممتلكاتهم في القصير تحت لواء "اللجان الشعبية".
الاحصاءات غير الرسمية تشير الى ان عدد اللبنانيين الذين يقيمون في هذه القرى يناهز الـ30 الفاً، ومن ابرز العائلات: صقر وزعيتر ونون وخير الدين وغيرها وهي عائلات تربطها صلات القربى بالعديد من عائلات الهرمل وجبيل ومدرجة على لوائح الشطب في الانتخابات اللبنانية وتشارك في عمليات الاقتراع البلدية والنيابية، كذلك هناك عائلات لبنانية من قرى عكار تقيم في ريف القصير حالها كحال عائلات الهرمل.

 

 

 
مرجعيون – "النهار"

فياض: سنقدّم كل دعم للمقاومة الشعبية في سوريا

 

قال عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فيّاض إن "محاولة العدو رفع مستوى استفزازاته أدّت الى تغيير معادلة الصراع مع المقاومة التي بادرت الى بناء معادلاتها الخاصة"، مشيرا الى أن "محاولته أيضا اضعاف محور المقاومة والممانعة أدّت الى خلق بيئة مؤاتية لولادة مقاومة شعبية لمواجهة الاحتلال في سوريا والمقاومة في لبنان ستكون داعمة لها".
فياض شارك في احتفال بتسليم سيارة دفاع مدني متطوّرة الى "الهيئة الصحية الاسلامية - الدفاع المدني" في بلدة الطيبة من اتحاد بلديات جبل عامل، في حضور رئيس الاتّحاد علي الزين، مدير العمل البلدي في المنطقة الاولى الشيخ فؤاد حنجول، المسؤول عن "الهيئة الصحية" عبدالله نور الدين، ورئيس بلدية الطيبة عباس ذياب وشخصيات. واعتبر الزين أن السيارة جزء من مشروع متكامل يعمل عليه الاتحاد بالتعاون مع البلديات والمؤسّسات المعنية لإدارة الأزمات مثل الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية خصوصا في هذه المنطقة الحدودية المعرّضة دوما. وذكر أن ميزة السيارة أنّها جُمعت في لبنان ما خفّض كلفتها. وهي الاولى من نوعها في الجنوب ومجهّزة بمعدّات للحرائق والحوادث والانهيارات والفيضانات.
وبعد كلمات لحنجول ونور الدين اعتبر فيّاض في كلمة ان "العدو أراد اضعاف الدولة السورية واشاعة الفوضى وتحويلها نقطة ضعف قاتلة في محور المقاومة والممانعة، فإذا به يخلق بيئة مؤاتية لخلق مشكلة لهذا العدو"، واضاف: "ان اضعاف الدولة واشاعة الفوضى يشكّلان بيئة ملائمة لولادة مقاومة شعبية لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي في سوريا، وستقّدم المقاومة في لبنان كل دعم ومساعدة اليها". وختاماً جرى توقيع سجل تسليم السيارة.

 

 
رياض طباره

سكان لبنان يتناقصون: عددهم في 2040 سيتناقص الى 3,5 ملايين... معدل العمر كان 19 سنة في 1970 ارتفع إلى 30 اليوم ويصل إلى 45

 

أصبحت الحال الإحصائية في لبنان، خاصة في ما يتعلق بالسكان، وبالموارد البشرية عامة، معيبة، مقارنة بمعظم دول العالم، حتى الأقل نمواً بينها. فمن أصل 237 دولة ومقاطعة في العالم، ليست هناك واحدة لم تقم بعد بتعداد سكانها منذ استقلالها، أو منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، سوى لبنان. أما المسوح السكانية (الأسرية) بالعينة، والتي قد توفر معظم المعلومات الضرورية التي توفرها التعدادات، فإنها تجرى عادة عندما تتكرم الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، والى حد أقل وكالات المساعدات الثنائية، بتمويلها. وهذه المؤسسات ليست لها برامج دورية محددة في هذا المجال، فتأتي بالتالي هذه المسوح في شكل غير منتظم وشبه عشوائي، إضافة الى ندرتها، مما يحد بشكل رئيسي من منفعتها للباحثين وواضعي السياسات.

إن أي دراسة جدية للموارد البشرية اللبنانية، كالتي نحن في صددها هنا، لا تستطيع أن تتكل في شكل كبير على الإحصاءات الوطنية، ممّا يضطرها الى أن تستعمل إحصاءات الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، التي تأخذ في الاعتبار الإحصاءات الوطنية وتقيّمها وتكملها بتقديرات، ومن ثم تقوم باحتساب إسقاطات مستقبلية، رغم ما يشوب بعض تقديرات واسقاطات الامم المتحدة من أخطاء كما سنرى لاحقاً.

 

سكان لبنان الى تناقص

تشهد الحركة السكانية في لبنان حالياً تغيرات جذرية، ذات تأثيرات اقتصادية واجتماعية كبيرة لا تسمح بتجاهلها في وضع السياسات التنموية.
إنّ أول ما يميز التحول السكاني الحاصل في لبنان هو الإنخفاض التاريخي في الخصوبة الذي بدأ منذ الحرب الأهلية وقبل أي بلد عربي آخر. فمعدل عدد الأطفال لكل امرأة انخفض من حوالى خمسة أطفال في أوائل السبعينات الى حوالى 1,7 طفل في الوقت الحاضر. وبما أنّ هذا المستوى من الخصوبة هو دون الإحلال - أي أن تنجب المرأة 2,2 طفلين ليحلاّ مكانها ومكان زوجها ويعيشان لينجبا بدورهما أطفالاً يحلّوا مكانهما مما ينتج عنه، بعد مدة، توقف للنمو الطبيعي للسكان – فمن المنتظر أن يصبح نمو السكان الطبيعي (أي الولادات ناقص الوفيات) سلبياً في المستقبل القريب.
ولكن الاحصاءات المتاحة تدل الى أنّ هذا الإنخفاض في عدد السكان اللبنانيين المقيمين قد بدأ بالفعل بسبب الهجرة المكثفة الى الخارج. فعدد الولادات في لبنان حالياً، وفق احصاءات الأمم المتحدة، يقدر بنحو 80,000 ولادة حية سنوياً، وتقدر الوفيات نحو 34000 وفاة سنوياً، مما يجعل النمو الطبيعي للسكان في الوقت الحاضر نحو 27,000 نسمة. غير أنّ كل التقديرات المتعلقة بالهجرة من لبنان تدل إلى أنّ الرقم الأكثر منطقياً للهجرة الصافية من لبنان يراوح ما بين 35000 و55000 شخص سنوياً، مما يعني أنّ عدد السكان المقيمين ينخفض حالياً ما بين 8000 و 28000 شخص سنوياً، وهذا العدد سيكون الى ازدياد، حتى لو بقيت مستويات الهجرة على حالها، أو انخفضت قليلاً، لأنّ مستوى الخصوبة هو دون الإحلال.
وتشير إسقاطات الأمم المتحدة الى أنّ عدد سكان لبنان سيظل يتزايد حتى نحو السنة 2040 ممّا جعل الكثير من الباحثين يتبنون هذه الإسقاطات الخاطئة في دراساتهم. فإسقاطات الأمم المتحدة، حتى المراجعة الأخيرة في السنة 2010، (تقوم الامم المتحدة بمراجعة كل سنتين) لم تكن تأخذ بالاعتبار الهجرة الخارجية لأنها، من جهة، لا تؤثر كثيراً في اسقاطات معظم الدول، خاصة الكبيرة منها، ومن جهة أخرى لا تؤثر بتاتاً في تقديرات السكان على مستوى العالم ككل.
ولكن الاهتمام المتعاظم دولياً بالهجرة الخارجية أجبر الأمم المتحدة على أن تأخذ الهجرة في الإعتبار في المراجعة الأخيرة السنة 2010، ولكن تقديراتها جاءت عشوائية وغير منطقية، خاصة بالنسبة للدول الصغيرة مثل لبنان حيث الاحصاءات الرسمية عن الهجرة غير متاحة. وهكذا قدرت الأمم المتحدة الهجرة السنوية من لبنان حالياً بـ 2600 نسمة سنوياً لترفعها بعد السنة 2015 الى 4000 نسمة سنوياً (!)، بينما تقديرات الدراسات العلمية تضع الرقم ما بين35000 و 55000 نسمة سنوياً، كما سبق وذكرنا.
ولذا قمنا هنا بتعديل اسقاطات الأمم المتحدة لسكان لبنان، آخذين في الإعتبار التقدير الأقل للهجرة –أي 35000 نسمة سنوياً- لنتوصل الى أن عدد المقيمين اللبنانيين سيتراجع الى ما دون الاربعة ملايين في نهاية هذا العقد بدلاً من 4,5 ملايين كما في اسقاطات الأمم المتحدة، والى ثلاثة ملايين ونصف المليون السنة 2040 بدلاً من 4,8 ملايين حسب الامم المتحدة. هذا الخطأ لحسن الحظ لا يؤثر كثيراً في نسب توزيع السكان وفق العمر، أو بالتالي في متوسط عمر اللبنانيين المقيمين، بخاصة أن نمط الهجرة لم يتغير كثيراً لمدة غير وجيزة، ولذا فمن الممكن استعمال نسب الامم المتحدة على أن تطبق على الاسقاطات المعدلة عند احتساب الاعداد، وهذا ما سنفعله في هذه الورقة.

 

سكان لبنان يهرمون

من نتائج انخفاض الخصوبة هو ما يسميه الديموغرافيون عملية التعمير أو التعمّر، أي ارتفاع نسبة كبار السن من مجموع السكان وانخفاض نسبة الأطفال (ومن ثم الشباب) في التركيبة العمرية للسكان. عملية التعمير هذه بدأت طبعاً منذ بدأت الخصوبة بالانخفاض في سبعينيات القرن الماضي، ولكنها أصبحت اليوم تحصل بوتيرة متسارعة. فمعدل عمر اللبناني المقيم مثلاً ارتفع من أقل من 19 سنة العام 1970 الى أكثر من ثلاثين سنة اليوم ومن المنتظر أن يصل الى 45 سنة في 2040، أي بعد أقل من ثلاثة عقود.
في السياق عينه، ان عدد كبار السن (65 سنة وما فوق) الذي كان يشكل السنة 1970 أقل من 12 في المئة من عدد الأطفال (أقل من 15 سنة) أصبح اليوم يشكل 35 في المئة وسيتجاوز عدد المسنين عدد الأطفال بعد أقل من ثلاثة عقود من الزمن، إذ تكون نسبة كبار السن من مجموع السكان قد ارتفعت من أقل من 8 في المئة اليوم الى أكثر من 16 في المئة سنة 2040، بينما انخفضت نسبة صغار السن من 43 في المئة اليوم الى أقل من 16 في المئة خلال المدة عينها.
ولعل أهم من النسب لتفهم تداعيات ظاهرة التعمّر هي الأرقام المطلقة. فخلال العقد الحالي، من المنتظر أن ينخفض عدد الأطفال(دون 15 سنة) المقيمين في لبنان من أكثر من مليون طفل السنة 2010 الى حوالى 840000 سنة 2020 ومن ثم الى 560000 سنة 2040، أي الى 48 في المئة من حجمهم سنة 2010. في المقابل فإنّ عدد كبار السن سيرتفع من 308000 السنة 2010 الى 337000 السنة 2020 ومن ثم الى 564000 السنة 2040، أي بازدياد يعادل 83 في المئة خلال أقل من ثلاثة عقود.
لا بد من الإشارة الى أنّ عملية التعمّر هذه قد حصلت في كل البلدان الصناعية، وفي بعض البلدان النامية أيضاً، وهي ما زالت في بدايتها في لبنان مقارنة بتلك الدول، ولو أنها متقدمة بالنسبة للاغلبية الكبرى من البلدان العربية. فمعدل العمر الذي يبلغ في لبنان نحو 30 سنة يبلغ في فرنسا 40 سنة وفي اليابان (الأكثر تعمراً في العالم) 45 سنة. أما نسبة كبار السن من مجموع السكان التي تقارب 8 في المئة في لبنان اليوم فإنها تصل الى أكثر من 17 في المئة في فرنسا و 23 في المئة في اليابان. بالمقابل فإن معدل العمر في الأردن مثلاً لا يتجاوز 22 سنة وفي العراق 19 سنة بينما نسبة كبار السن في هذين البلدين تبلغ 4 و3 في المئة على التوالي.

 

تداعيات في مجال التعليم
 

حتى الماضي القريب، عندما كان سكان لبنان يتزايدون ونسبة الالتحاق بالمدارس الابتدائية والثانوية ترتفع بدورها بسبب الطلب المتزايد للالتحاق بالتعليم، توسعت المدارس الموجودة وتأسست مدارس أخرى من أجل استيعاب هذا الطلب المتنامي على الدراسة الابتدائية والثانوية. ولكن ابتداءً من 2005-2010، وكانت قد وصلت نسبة الالتحاق الى أقصاها تقريباً في هذين المستويين، بالنسبة للذكور كما بالنسبة للإناث، فإنّ الإنخفاض الذي بدأ في أعداد الأولاد في الفئة العمرية من 5 الى 14 سنة، التي تشكل الخزان الرئيسي لتلامذة هذه المرحلة الدراسية، بدأ ينعكس على الطلب بالنسبة للمدارس الابتدائية والثانوية، الخاصة والعامة في شكل تدريجي. فمن المنتظر أن ينخفض حجم هذه الفئة العمرية 21 في المئة ما بين عامي 2010 و 2020 وبحوالى 40 في المئة بحلول السنة 2040 بسبب انخفاض الخصوبة من جهة وتراجع حجم السكان من جهة أخرى.
أما بالنسبة للتعليم الجامعي، فتأثير التراجع السكاني لن يؤثر في الشكل عينه خلال هذه المدة رغم أنّ حجم الفئة العمرية 15-19 سنة (وحتى 20-24 سنة) سينخفض بالنسبة اياها تقريباً، لأنه من المنتظر أن تكمل نسب الالتحاق بالمستوى الجامعي ارتفاعها مما يعوض الى حد ما الانخفاض في عدد الشباب في عمر الدراسة الجامعية. ولكن من المنتظر رغم ذلك أن يكون هناك انخفاض ملحوظ في الطلب، خاصة في الأمدين المتوسط والبعيد أقله بالنسبة للمواطنين اللبنانيين.

 

الإعالة والعبء الاجتماعي

الإعالة، كما يحددها الديموغرافيون، تتمثل بالعلاقة بين عدد الذين هم في سن العمل، أي 15 الى 64 سنة (المعيلون) الى الذين هم خارج سن العمل أي الأولاد دون الـ 15 سنة وكبار السن البالغين من العمر 65 سنة ومافوق (المعالون) وتعتبر نسبة المعالين الى المعيلين مؤشراً تقريبياً للعبء الإجتماعي الذي يقع على عاتق القوى العاملة، إما مباشرة من خلال الإعالة الأسرية، أو في شكل غير مباشر من خلال تحميل أجور العاملين ضرائب التقاعد وضمان الشيخوخة (إذا وجدت).
عبء الإعالة انخفض منذ مرحلة ما قبل انخفاض الخصوبة في شكل كبير. ففي السنة 1970 كان هناك لكل مئة شخص في سن العمل حوالى 90 شخصاً من المعالين، بينما انخفض هذا العدد اليوم الى 49 شخصاً ومن المفترض أن يصل الى أدناه السنة 2020 عندما يبلغ 43 شخصاً، ليعود ويرتفع تدريجياً بعد ذلك.
ما تغيّر جذرياً في هذا المجال، وسيتغير في العقود المقبلة، هو التركيبة العمرية لهذه الإعالة. فبينما كان 90 في المئة من المعالين من الأطفال مقابل عشرة في المئة من المسنين السنة 1970، فإنّ هذه النسب اصبحت اليوم 76 في المئة من الاطفال مقابل 24 في المئة من المسنين. ومن المنتظر أن تنخفض نسبة الأطفال من مجموع المعالين لتصبح موازية لنسبة المسنين بحلول العام 2040، ومن ثم ترتفع الاعالة تدريجياً لصالح كبار السن. بمعنى آخر، بينما كان الجيل الماضي يعيل أطفالاً اكثر وكهلة أقل، فإن الجيل الحالي يعيل العدد اياه من الأطفال ومن كبار السن، والجيل المقبل سيعيل أطفالاً أقل ومسنين أكثر.

 

العناية بكبار السن

إنّ النمو في إعداد كبار السن خلال العقود المقبلة ستتزايد وتيرته ابتداءً من آخر العقد الحالي. هذا الازدياد يترافق مع هجرة مكثفة خاصة بالنسبة للشباب (ذكور وإناث) حتى سن الأربعين، ممّا يعني أنّ عدداً متعاظماً من كبار السن سيفتقد الى العناية الأسرية التقليدية (عناية الأولاد بأبائهم وأمهاتهم) ممّا سيزيد الطلب على دور المسنين ودور العجزة. واقع الأمر في هذا المجال أنّ دور المسنين والعجزة الموجودة اليوم هي تحت ضغط كبير من الطلب على خدماتها. من جهة أخرى، فإنّ أي عمل على وضع نظام لضمان الشيخوخة يجب أن يأخذ في الاعتبار طبعاً النمو المتسارع المنتظر في إعداد المسنين.

 

الترمل

نظراً الى ان النساء يعمرن أكثر من الرجال في شكل عام، فإن إطالة العمر ينتج عنها عدم توازن بين أعداد الرجال والنساء من كبار السن. فبينما كان عدد النساء المسنات اللواتي تبلغ أعمارهن 65 سنة وما فوق لا تفوق أعداد قرائنهن من الرجال سوى بـ3 في المئة السنة 2000، فمن المنتظر أن يبلغ هذا الفارق أكثر من 30 في المئة لصالح النساء في نهاية هذا العقد وان يتجاوز الـ 44 في المئة بحلول العام 2040. هذا يعني بالطبع أن أعداد النساء الارامل المسنات سيزداد في شكل كبير خلال العقود المقبلة ما يشكل تداعيات إقتصادية واجتماعية عديدة لا مجال لذكرها هنا.
إن الانخفاض المنتظر في عدد السكان، وخصوصاً التغير في التركيبة السكانية تجاه متوسطي العمر وكبار السن على حساب الشباب وصغار السن، لن يؤثر فقط في نوعية الطلب على خدمات القطاع العام وقطاعات التعليم وخدمات المسنين المذكورة بل أيضاً على مروحة واسعة من سياسات الدولة، بما في ذلك السياسات المالية والاقتصادية إضافة الى تداعيات على القطاع الخاص، اقله لجهة الطلب على السلع والخدمات، وحتى على القطاعات الثقافية والترفيهية وغيرها. غير أن معظم هذه الدول استبقت الى حد كبير هذا التغير وتداعياته، واتخذت إجراءات وسياسات وقائية، فجَرَت الامور بسلاسة نسبية، بينما نحن نتعامل مع هذه التداعيات بعد حصولها كردة فعل للمشكلات التي تنتج عنها.

 

 


"النهار" تنشر استطلاعاً للرأي أجرته Statistics Lebanon: أغلبيتا السنّة والشيعة لم تؤيدا تسجيل أول عقد زواج مدني في لبنان

 

 

بعد تعليق جلسات "لجنة التواصل النيابية" التي كانت مكلفة مناقشة قانون الانتخاب، وفي ظل المحاولات التي تحصل لاعادة احياء عمل هذه اللجنة، أجرت شركة Statistics Lebanon Ltd. استطلاعاً للرأي العام لمعرفة آراء اللبنانيين في هذه المواضيع، بالاضافة الى معرفة مدى ارتباط تشكيل الحكومة بالاتفاق على قانون الانتخاب، ومعرفة مدى تأييدهم لتوقيع الوزير مروان شربل على تسجيل أول عقد زواج مدني في لبنان.

مدى تأييد تعليق جلسات "لجنة التواصل النيابية"
أظهرت نتائج الاستطلاع أن أغلبية 77.75% من اللبنانيين لم تؤيد تعليق جلسات "لجنة التواصل النيابية" التي كانت مكلفة مناقشة قانون الانتخاب، مقابل 22.25% أيدته.

بالمقارنة مع الطوائف
    مسيحي    سني    شيعي    درزي
كلا    84.64%    72.38%    70.00%    87.50%
نعم    15.36%    27.62%    30.00%    12.50%


أظهرت الاجابة عن هذا السؤال أن أغلبية اللبنانيين ومن مختلف الطوائف لم تؤيد تعليق جلسات "لجنة التواصل النيابية" التي كانت مكلفة مناقشة قانون الانتخاب، وقد سُجِلَت النسبة الأعلى لدى المستطلعين الدوز وبلغت 87.50%، بينما سُجِلَت النسبة الأدنى لدى المستطلعين الشيعة وبلغت 70.00%.

الجهة المسؤولة عن تعليق هذه الجلسات
أعلن 18.63% من اللبنانيين أن تيار "المستقبل" هو المسؤول عن تعليق جلسات "لجنة التواصل النيابية"، بينما رأى 17.75% أن الأحزاب والسياسيين هم المسؤولون، واختار 13.63% "حزب الله"، في حين اختار 11.25% قوى 14 آذار، وأجاب 10.75% بـ"لا أعرف"، بينما اختار 6.88% قوى 8 آذار، واختار 5.88% وليد جنبلاط، وقد اختار 4.38% الدول الاقليمية واختار 3.00% "التيار الوطني الحر"، وقد ذكر المستطلعون غيرها من الاجابات التي أتت نسبها ضئيلة وغير دالة احصائياً.

بالمقارنة مع الطوائف
    مسيحي    سني    شيعي    درزي
تيار المستقبل    22.59%    3.81%    31.43%    0.00%
الأحزاب والسياسيين    12.65%    29.52%    10.95%    31.25%
حزب الله    20.48%    10.95%    0.95%    33.33%
قوى 14 آذار    1.20%    5.71%    35.24%    0.00%
لا أعرف    11.75%    13.81%    8.10%    6.25%
قوى 8 آذار    5.42%    3.33%    0.00%    16.67%
وليد جنيلاط    9.34%    29.52%    4.29%    0.00%
الدول الاقليمية    8.13%    2.86%    0.95%    0.00%
التيار الوطني الحر    4.52%    4.29%    0.00%    0.00%

أظهرت الاجابة عن هذا السؤال انقساماً بين اللبنانيين من مختلف الطوائف، اذ رأت أكثرية المسيحيين أن تيار "المستقبل" هو المسؤول عن تعليق جلسات "لجنة التواصل النيابية"، بينما رأت أكثرية السنة أن الأحزاب والسياسيين هم المسؤولون، ورأت أكثرية الشيعة أن قوى 14 آذار هي المسؤولة، في حين رأت أكثرية الدروز أن "حزب الله" هو المسؤول.

مدى امكان اعادة احياء عمل هذه اللجنة
أعلن 56.13% من اللبنانيين أن المحاولات التي تحصل لإعادة احياء عمل هذه اللجنة لن تصل الى نتيجة، مقابل 43.88% رأوا عكس ذلك.

بالمقارنة مع الطوائف
    مسيحي    سني    شيعي    درزي
كلا    56.02%    41.90%    63.33%    87.50%
نعم    43.98%    58.10%    36.67%    12.50%


أظهرت الاجابة عن هذا السؤال أن أكثرية اللبنانيين، ومن مختلف الطوائف، ترى أن المحاولات التي تحصل لإعادة احياء عمل اللجنة لن تصل الى نتيجة، باستثناء أكثرية السنّة التي ترى عكس ذلك.

مدى امكان الاتفاق على قانون انتخاب جديد قبل 15 أيار
أغلبية 79.50% من اللبنانيين رأت أنه لن يتم الاتفاق على قانون انتخابي جديد قبل 15 أيار، مقابل 20.50% رأت عكس ذلك.

بالمقارنة مع الطوائف
    مسيحي    سني    شيعي    درزي
كلا    86.75%    62.86%    81.43%    93.75%
نعم    13.25%    37.14%    18.57%    6.25%

أظهرت النتائج أن اللبنانيين، ومن مختلف الطوائف، رأوا أنه لن يتم الاتفاق على قانون انتخابي جديد، وقد سُجِلَت النسبة الأعلى لدى المستطلعين الدروز وبلغت 93.75%، بينما سُجِلَت النسبة الأدنى لدى المستطلعين السنة وبلغت 62.86%.
 
مدى امكان العودة الى قانون الستين
59.25% من اللبنانيين رأوا أن العودة الى قانون الستين لم تعد ممكنة، مقابل 40.75% رأوا عكس ذلك.

بالمقارنة مع الطوائف
    مسيحي    سني    شيعي    درزي
كلا    65.06%    55.24%    64.76%    12.50%
نعم    34.94%    44.76%    35.24%    87.50%


أظهرت الاجابة عن هذا السؤال أن أكثرية اللبنانيين، ومن مختلف الطوائف، رأت أن العودة الى قانون الستين لم تعد ممكنة، باستثناء أكثرية الدروز التي رأت عكس ذلك.

مدى ارتباط تشكيل الحكومة بالاتفاق على قانون الانتخاب
أغلبية اللبنانيين وبنسبة 83.25% رأت أن تشكيل الحكومة مرتبط بالاتفاق على قانون الانتخاب، مقابل 16.75% رأت عكس ذلك.

بالمقارنة مع الطوائف:
    مسيحي    سني    شيعي    درزي
نعم    84.64%    75.24%    90.48%    77.08%
كلا    15.36%    24.76%    9.52%    22.92%

أظهرت الاجابة عن هذا السؤال أن اللبنانيين، ومن مختلف الطوائف، يرون أن تشكيل الحكومة مرتبط بالاتفاق على قانون الانتخاب، وقد سُجِلَت النسبة الأعلى لدى المستطلعين الشيعة وبلغت 90.48%، بينما سُجِلَت النسبة الأدنى لدى الدروز وبلغت 77.08%.

مدى تأييد توقيع الوزير مروان شربل على تسجيل أول عقد زواج مدني في لبنان
أظهرت نتائج الاستطلاع أن 61.38% من اللبنانيين لم يؤيدوا توقيع الوزير مروان شربل على تسجيل أول عقد زواج مدني في لبنان، مقابل 38.63% أيدوه.

بالمقارنة مع الطوائف
    مسيحي    سني    شيعي    درزي
كلا    31.63%    94.76%    82.86%    27.08%
نعم    68.37%    5.24%    17.14%    72.92%

أظهرت الاجابة عن هذا السؤال انقساماً بين اللبنانيين وفق المذاهب، عكس تأثير العامل الديني وموقف رجال الدين من الزواج المدني، بحيث أيدت أغلبية الدروز وأكثرية المسيحيين توقيع الوزير مروان شربل على تسجيل أول عقد زواج مدني في لبنان، بينما لم تؤيده أغلبية السنة والشيعة.

 

 

 أرقام
 

¶ 77.75% من اللبنانيين لم يؤيدوا تعليق جلسات "لجنة التواصل النيابية" التي كانت مكلفة مناقشة قانون الانتخاب.

¶ 18.63% أعلنوا من اللبنانيين أن تيار "المستقبل" هو المسؤول عن تعليق جلسات "لجنة التواصل النيابية".

¶ 56.13% من اللبنانيين رأوا أن المحاولات التي تحصل لإعادة احياء عمل هذه اللجنة لن تصل الى نتيجة.

¶ 79.50% من اللبنانيين رأوا أنه لن يتم الاتفاق على قانون انتخابي جديد قبل 15 أيار.

¶ 59.25% من اللبنانيين رأوا أن العودة الى قانون الستين لم تعد ممكنة.

¶ 83.25% من اللبنانيين رأوا أن تشكيل الحكومة مرتبط بالاتفاق على قانون الانتخاب.

 


المصدر: جريدة النهار ومصادر اخرى

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,524,317

عدد الزوار: 6,953,696

المتواجدون الآن: 72