أخبار لبنان..تل أبيب تتحقق من خططها «الهجومية» على لبنان..واشنطن تطلب من برّي التهدئة جنوباً.. والدوحة تتساءل عن أسباب تجاهل عرض بناء معامل الكهرباء..لبنان لمؤتمر النازحين: العبء لم يعد محتملاً ولسنا شرطياً للدول..لودريان يُطلق حوار الخيار الثالث: كفاءة إقتصادية للرئيس المقبل..مؤتمر بروكسيل يمدّد أزمة النزوح..موقف جنبلاط حسم الكباش الداخلي: لا للطعن، لا للتقسيم، لا للفصل عن غزّة..القوى اللبنانية غير متفائلة بـ«حل سحري» يحمله لودريان..محاكاة إسرائيلية لهجوم على لبنان..وتَمَرُّد في مرغليوت على حكومة نتنياهو..«مثلث برمودا» اللبناني..حربٌ ونزوح ورئاسة «رهينة»..رئيس مجلس النواب اللبناني: أنا من يدعو ويرأس أي حوار..ولا حل للأزمة الرئاسية إلا به..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 28 أيار 2024 - 3:44 ص    عدد الزيارات 380    التعليقات 0    القسم محلية

        


تل أبيب تتحقق من خططها «الهجومية» على لبنان..

بيروت: «الشرق الأوسط».. تحققت إسرائيل من خططها الهجومية على لبنان عبر مناورة قتالية أجراها جيشها في المنطقة الحدودية، فيما اتخذت إجراءات أمنية جديدة في البلدات المحاذية للمناطق اللبنانية. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أمس (الاثنين)، إن المناورة التي شاركت فيها «الفرقة 146» ولواء «المدرعات الاحتياطي 205»، تحاكي «السيناريوهات القتالية على الجبهة الشمالية، والنشر السريع للقوات في الميدان، ووظيفة مقرات قيادة الفرقة واللواء وجاهزية القوات للهجوم». وأوضح أن المناورة شملت «إجراءات القتال، والتحقق من صلاحية الخطط الهجومية على الجبهة الشمالية، والتجنيد والتزود، ودراسة التحديات في لبنان والنماذج العملياتية نهاراً وليلاً ووسط منطقة وعرة تحاكي قدر الإمكان القتال في عمق لبنان». كما تمرنت القوات الإسرائيلية على «غلاف اللوجيستيات والاتصالات والحوسبة في العمق، والتنقل في المناطق الوعرة، والتقدم في محور جبلي، وإطلاق النيران المتعددة الدرجات والقتال في منطقة حضرية بوصفها جزءاً من رفع الجاهزية على الحدود الشمالية»، حسبما قال المتحدث باسم الجيش. وتزامن هذا الإعلان الإسرائيلي مع إجراءات أمنية مستحدثة في المستوطنات والبلدات الشمالية، فيما استمر الاستهداف المتبادَل بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله».

لبنان لمؤتمر النازحين: العبء لم يعد محتملاً ولسنا شرطياً للدول..

واشنطن تطلب من برّي التهدئة جنوباً.. والدوحة تتساءل عن أسباب تجاهل عرض بناء معامل الكهرباء..

اللواء...على وقع مواجهات ضارية وغير مسبوقة في الجنوب، وعلى وقع لهجة عالية الصوت، وجازمة باسم كل اللبنانيين في مؤتمر بروكسيل حول النازحين، خاطب وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب الاوروبيين، معلناً ان الوضع وصل الى ما خص النازحين الى نقطة اللاعودة، ومن زاوية الاجماع اللبناني بأن «ابقاء الوضع على ما هو عليه سيشكل خطراً وجودياً على لبنان، ودق ناقوس الخطر من اجل تطبيق حلول مستدامة»، يصل اليوم الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لمعاودة استطلاع ما يمكن فعله لدرء الخطر، والذهاب الى انهاء الشغور في الرئاسة الاولى، مع الاشارة الى موقف استباقي لرئيس تيار المردة، والمرشح الرئاسي المدعوم من «الثنائي الشيعي» وفريق ما كان يعرف بـ«8 آذار» بأنه لن ينسحب من الماراتون الرئاسي، داعياً الاقطاب الموارنة الآخرين، وهم كما سماهم: د. سمير جعجع (رئيس حزب القوات اللبنانية) والنائب سامي الجميل (رئيس الكتائب) والنائب جبران باسيل (رئيس التيار الوطني الحر) الى الذهاب الى جلسة انتخاب في المجلس النيابي، وليفز من ينتخبه النواب. وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن ما يميز الموقف الرسمي في مؤتمر بروكسل حول ملف النازحين السوريين هو تماسكه والإجماع الذي تحقق بشأن مقاربة هذا الملف من أجل معالجته عبر سلسلة نقاط تحط في بروكسل. ولفتت إلى أن اعادة التأكيد على أن لبنان بلد عبور وليس بلد لجوء هي لسان حال الموقف اللبناني، فيما حمل الوفد الرسمي معه آلية بالنسبة إلى النازحين وترحيلهم، معربة عن اعتقادها أنه لم تكن هناك حماسة أوروبية لذلك وقد لا تكون، إنما لبنان قال ما يريد وسيعمل على الضغط لتنفيذ هذه الآلية، ويبقى الشق المتصل بالتواصل مع السلطات السورية وتفعيل ذلك كي تتم العودة سريعا فمناط بسلسلة معطيات وضمانات أبرزها ما يتصل برفع العقوبات عن سوريا. إلى ذلك رأت المصادر نفسها ان زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان محاطة بالألغام ولا يبدو أنها قادرة على ان تنجح في اقناع القوى السياسية على وضع مهلة زمنية لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، معلنة أن مواقف بعض القوى غير مشجعة على الإطلاق كما المناخ ليس مناخ فتح قنوات الحوار. في الداخل، وبانتظار وصول لودريان، اطّلع الرئيس نبيه بري من النائب السابق وليد جنبلاط على اجواء وحصيلة محادثاته مع امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وفهم في هذا الاطار ان وفداً من حزب «القوات اللبنانية» سيزور الاحد المقبل (2 حزيران) الدوحة في اطار دعوات الكتل والاحزاب اللبنانية للتشاور. وعشية سفرها الى الولايات المتحدة طلبت السفيرة الاميركية ليزا جونسون من الرئيس بري السعي لضبط الوضع الجنوبي، وذلك منعاً لتدهور الوضع اكثر بين اسرائيل وحزب الله. وحضرت الملفات من الوضع في الجنوب الى شؤون وزارة الدفاع، وسائر الوزارات عشية جلسة مجلس الوزراء اليوم في اجتماعات الرئيس نجيب ميقاتي، الذي التقى وزير الدفاع موريس سليم، والمفوض العام لوكالة الامم المتحدة لتشغيل واغاثة اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) فيليب لازاريني، الذي اشار الى الوضع المأساوي للوكالة مع مقتل 492 موظفاً منها في غزة، وتجميد 16 دولة تقديماتها اليها. وكان ميقاتي قدم التعازي بوفاة والدة السيد حسن نصر الله في مجمع سيد الشهداء في الرويس في الضاحية الجنوبية.

موقف لبنان في بروكسيل

وخاطب وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب المؤتمر في بروكسيل باسم لبنان وكل اللبنانيين، قائلاً: لبنان حكومة وشعباً وفئات ومناطق وطوائف واحزاباً يبلغكم بأن وصلنا الى نقطة اللاعودة لجهة تحمل عبء النزوح والاستمرار بسياسات متعبة منذ اكثر من ثلاثة عشر عاماً. واضاف: جئنا اليوم لطرح حلول متوافقة مع القوانين اللبنانية والدولية، مخيراً اوروبا بين: الحل او الفوضى، التي بعكس ما يعتقد البعض لن تكون اوروبا بمنأى عن تبعاتها، رغماً عن ارادتنا، فلقد ازدادت احوالنا سوءاً وتحول بلدنا الى سجن كبير وضخم تصدعت جدرانه، ولم يعد قادراً على تحمُّل هذا الكمِّ من النزوح وهذه المدة الطويلة. واشار الى ان الانفجار اذا وقع سيكون له ارتدادات سلبية على دول الجوار، ومنها دول اوروبية، مفوضيتكم لا تقول الحقيقة تخفي عنا الداتا، تحابي الجمعيات واصبحت جزءاً من المشكلة بدل ان تكون الحل. ودق بو حبيب ناقوس الخطر على اوروبا، وقال ان انهيار الهيكل سيكون علينا وعليكم، وعندما يصاب لبنان بالرشح، ويسقط رغماً عن ارادتنا، ستصاب اوروباب العدوى، وسنتحول جميعاً الى ضحايا، حيث لا ينفع الندم. وحدد بو حبيب آلية الحل المستدامة:

١- التزام الحكومة التواصل والمتابعة المباشرة والحثيثة، مع الجهات الدولية والاقليمية والاطراف المعنية، ووضع برنامج زمني وتفصيلي لإعادة النازحين.

٢- تأكيد التزام لبنان مضمون مذكرة التفاهم الموقعة، بين الحكومة اللبنانية والمكتب الاقليمي لمفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين تاريخ 9/9/2003.

٣- التزام واضح بتطبيق القوانين النافذة التي تنظم عمليات الدخول الى لبنان، والاقامة والخروج منه.

٤ - القيام بالاجراءات القانونية اللازمة لتسليم السجناء من النازحين الى السلطات السورية، وفق القوانين والاصول المرعية محليا» ودوليا».

٥ - دعوة المجتمع الدولي، والهيئات المانحة، لمساعدة الحكومة في تخصيص الامكانيات اللازمة للاجهزة العسكرية، والامنية، من اجل ضبط الحدود اللبنانية، والتنسيق مع الجانب السوري للمساعدة من الجهة المقابلة.

٦- الطلب من أجهزة الامم المتحدة كافة، لاسيما مفوضية اللاجئين، والجهات الدولية المعنية، إعتماد دفع الحوافز، والمساعدات المالية، والانسانية، للتشجيع على إعادة النازحين الى بلدهم، ومن خلال الدولة اللبنانية، ومؤسساتها أو بموافقتها.

٧- الاستفادة من القرارات الصادرة عن الامم المتحدة، ومنها قرارها حول خطة التعافي المبكر الصادر العام 2021، حيث يمكن ان يشكل المدخل لتسريع العودة الى الداخل السوري عن طريق المساعدات لتأهيل البنى التحتية.

٨- التزام الحكومة اللبنانية بالموقف الذي اعلنه رئيسها، بملف النزوح بأن لبنان لم يعد يحتمل عبء بقاء النازحين، وبكل الاحوال لا يستطيع ان يكون شرطيا حدوديا لأي دولة.

تظاهرة لبنانية

وخارج قاعات قصر العدل في بروكسيل، حصلت تظاهرة لبنانية بدعوة من «حزب القوات» شارك فيها النائبان بيار بو عاصي والياس اسطفان، طالبت بعدم إبقاء السوريين في لبنان، ونددت اليافطات بـ«تداعيات هذا الوجود غير الشرعي في لبنان على المستوى الامني والاقتصادي والاجتماعي، فضلاً عن سيادة البلد وهويته».

لجنة المال: تنظيم النزوح

واقرت لجنة المال اقتراح قانون تنظيم الوضع القانوني للنازحين السوريين، والاقامة المؤقتة، والترحيل بعد ذلك. واعتبر رئيس اللجنة النائب ابراهيم كنعان ان على مفوضية اللاجئين العمل مع الحكومة والامن العام من ضمن الاتفاقية الدولية للتنفيذ.

الجميِّل: لبنان مخطوف

في المواقف، رأى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل ان لبنان مخطوف من حزب الله يتحكم بمصيره، فهو من يفرض الحرب والسلم وترسيم الحدود، ويريد فرض رئيس جمهورية على اللبنانيين. وفي اشارة الى عدم حماسه للحوار، رأى الجميل في لقاء مع نقابة المحررين، انه اذا صفت النيات نكون امام خيارين: اما ان يذهب حزب الله الى الحوار بمنطق البحث عن اسم جديد، او نذهب الى جلسة بدورات متتالية وهناك حالتان تدفعان الامور الى الامام دون الحاجة الى لجان واجتماعات وتشاورات.

معامل الطاقة

وكشف وزير الاقتصاد امين سلامة ان سعر ربطة الخبز سيطرأ عليها زيادة طفيفة. وحول الكهرباء، سئل خلال زيارته لقطر عن الاسباب التي حالت او تحول دون اعطاء جواب للقطريين حول اقتراحهم ببناء 3 معامل لانتاج الكهرباء، مقابل صفر اموال متسائلين عن حرمان لبنان من هذه الهبة، وتنييمها في الادراج.

الوضع الميداني

ميدانياً، لم يتوقف شلال الدم جنوباً، فبعد استهداف المدنيين صباحاً في جوار مستشفى صلاح غندور في منطقة بنت جبيل، الامر الذي ادى الى سقوط شهيد مدني وجرحى، اعلن حزب الله امس انه دمر المنظومات الفنية في موقع العباد. كما استهدف حزب الله ثكنة زبدين في مزارع شبعا المحتلة. كما قصف موقع السماقة الاسرائيلي في تلال كفرشوبا المحتلة. وانهالت عشرات الصواريخ على مستعمرة كريات شمونة، مما ادى الى الاعلان عن مقتل شخصين في بناء قيد الانجاز. وذكرت وسائل اعلام اسرائيلية بأن 15 صاروخاً اطلقت من لبنان باتجاه الجليل الغربي.

لودريان يُطلق حوار الخيار الثالث: كفاءة إقتصادية للرئيس المقبل

نداء الوطن...يصل اليوم الى بيروت الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في زيارة تستمر يومين، مسبوقة بتوقعات مثيرة للاهتمام. وأفادت مصادر ديبلوماسية فرنسية «نداء الوطن»، أنّ زيارة لودريان «مهمة ويجب عدم تهميشها». ودعت الى مواكبة المحادثات التي سيجريها الموفد الفرنسي، لأنها ستنعكس على جهود اللجنة الخماسية التي انطلقت من أجل الدفع لإجراء الانتخابات الرئاسية. وتأتي هذه المعلومات لتناقض التقديرات المتشائمة التي لم تتوقف، منذ الإعلان الأسبوع الماضي عن زيارة لودريان. ووفق هذه الأوساط، فإنّ انطلاقة المبعوث الفرنسي تستند الى معايير مستخلصة من الردود المكتوبة التي تسلّمها من الأطراف كافة سابقاً. وبناءً عليها احتل الموضوع الاقتصادي الصدارة في مقاربات الأطراف المعنية بالاستحقاق، ما انعكس تالياً على المواصفات التي ترتجى في الرئيس المقبل للجمهورية. وبحسب المعلومات، هناك إجماع داخلي على الخيار الثالث رئاسياً وهو ما سيعمل عليه لودريان في زيارته وبصورة لصيقة مع «الخماسية»، التي نأت بنفسها عن الأسماء التي تنطبق عليها المعايير المطلوبة، على الرغم من الهوامش الديبلوماسية المتاحة لأعضائها، لكن ذلك لا يعني أنّ ما يرتئيه هذا السفير أو ذلك، سيكون موقف اللجنة. وقالت الأوساط إنّ «أهم المعطيات التي ينطلق منها لودريان اليوم، هو أنّ الخيار الثالث يشمل «حزب الله» الذي يتردّد أنه ما زال عند خياره الاول الذي يتصل بزعيم «تيار المرده» سليمان فرنجية. لكن «الحزب» لن يقف ضد خيار آخر غير فرنجية، شرط ان يحظى هذا الخيار بموافقته». وأضافت: «ما هو مهم أيضاً، أنّ الرئيس المقبل، يجب ان يمتلك الكفاءة في التعامل مع الملف الاقتصادي عندما ينخرط في معالجته داخلياً وخارجياً».

كيف يمكن تظهير هذه المعطيات عملياً؟

أجابت الأوساط الديبلوماسية إنّ الفكرة التي تردّدت حول اقتراح يحمله لودريان وسيعرضه لجهة استضافة باريس حواراً لبنانياً رئاسياً قد نُحّي جانباً، وحلّ محله أن ينعقد ما يسمى تشاوراً في لبنان على أن تكون انطلاقته برعاية لودريان، ومن ثم يمضي قدماً كي ينتهي الى جلسة نيابية مفتوحة على مدى أربع دورات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية. ثم ستتكرر لاحقاً في جلسة أخرى اذا لم تنتهِ الى نتائج في المرة الأولى، وهكذا دواليك. وأبدت هذه الأوساط تفاؤلاً بمستقبل الأوضاع في لبنان، وتوقعت أن يمضي الاقتصاد في لبنان «بسرعة هائلة نحو التعافي»، ما أن تنتهي التوترات في الجنوب. ومن بيروت الى بروكسل، التي شهدت أمس تظاهرة مميّزة للانتشار اللبناني بمشاركة النائبين بيار بو عاصي والياس اسطفان، أمام قصر العدل في العاصمة البلجيكية لمناسبة انطلاق أعمال مؤتمر بروكسل الثامن على المستوى الوزاري، تحت عنوان «دعم مستقبل سوريا والمنطقة». وطالب المتظاهرون المؤتمر بدعم مطلب عدم إبقاء مئات الألوف من النازحين السوريين المقيمين في لبنان بصورة غير مشروعة. وحمل المتظاهرون لافتات بينها لافتة كتب عليها: «نريد وطننا وليس أموالكم». وأبلغت أوساط واكبت هذا التحرك الى «نداء الوطن» أنّ مؤتمر بروكسل يأتي «بعد نضج الملف في لبنان عبر خطوات عملية بدأتها الأجهزة الأمنية والبلديات باخراج النازحين السوريين الذين يقيمون في صورة غير شرعية، وكذلك عبر موقف رسمي واضح المعالم». وأضافت: «تبلغت اليوم الدول المعنية، أن لبنان بدأ خطوات جدية، وهو غير معني بأي مواقف لا تنسجم مع هذه الخطوات. فلبنان بلد يحتضر ويئن جوعاً وفي حالة عدم استقرار وغارق في أزمة مالية، ومن غير المسموح نقل أزمة النازحين السوريين عن كاهل المجتمَعين الأوروبي والدولي ورميها على كاهله. فعلى المؤتمر اليوم توفير الأموال لهؤلاء النازحين في بلد غير لبنان بدءاً بسوريا نفسها. أما تحويل هذه الأموال الى لبنان فمرفوض رفضاً باتاً. وستمضي الإجراءات قدماً لإبعاد كل نازح مقيم في صورة غير مشروعة». وفي السياق نفسه، القى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب كلمة أمام المؤتمر، جاء فيها: «جئنا إليكم اليوم لانتهاز هذه الفرصة الأخيرة، لوضع أسس لمقاربة مختلفة جذرياً ومستدامة لإعادة النازحين إلى ديارهم، وفصل السياسة عن النزوح قبل فوات الأوان، وانهيار الهيكل علينا وعليكم». وفي المقابل، تعهد الاتحاد الاوروبي بأكثر من ملياري يورو (2.17 مليار دولار) لدعم اللاجئين السوريين في المنطقة. ورفض الاتحاد «أي حديث عن عودة محتملة للاجئين إلى وطنهم، لأن ظروف العودة الطوعية والآمنة ليست مهيأة». وقال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد: «التزامنا لا يمكن أن ينتهي بالتعهدات المالية وحدها. وعلى الرغم من الافتقار إلى تقدم في الآونة الأخيرة، لا بد من أن نعيد مضاعفة جهودنا لإيجاد حل سياسي للصراع، يدعم تطلعات الشعب السوري لمستقبل سلمي وديمقراطي».

مؤتمر بروكسيل يمدّد أزمة النزوح

الأخبار .. حسمت وقائع اليوم الأول من مؤتمر بروكسيل 8 أمس، خيار الاتحاد الأوروبي باستمرار سياساته الهجومية ضد الحكومة السورية لسنة جديدة على الأقل، وفي التعبير عن تغيّر الأولويات الأوروبية نحو الاهتمام والتركيز على الحرب في أوكرانيا بشكل رئيسي، ما يعني مراوحة ملف النزوح السوري في لبنان من دون حلول جذرية. وهذا ما عبّر عنه بوضوح نائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزف بوريل، الذي حمّل الحكومة السورية والرئيس بشار الأسد مسؤولية أزمة النزوح من دون تقديم أي تحوّل ملموس في الموقف من دمشق، رغم الانقسام داخل الاتحاد الأوروبي حيال الأزمة.وفيما كان وزير الخارجية عبدالله بوحبيب يرأس الوفد اللبناني إلى المؤتمر، حاملاً في كلمته انعكاساً لشبه إجماع لبناني حكومي ونيابي حيال ملف النزوح السوري، كان مناصرون للتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وتيار المردة يتظاهرون على مقربة من مكان الاجتماع في العاصمة البلجيكية، في استمرار للسياسة الشعبوية التي زادت أخيراً بعد زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لاين لبيروت. وبعيداً عن «الهمروجة» في ملف النازحين كما سماها رئيس المردة سليمان فرنجية قبل يومين، فإن الكتل السياسية والحكومة تدرك الحاجة إلى أي مبالغ تأتي من الاتحاد الأوروبي لدعم العمليات الإنسانية لمفوضية اللاجئين ولباقي منظمات الأمم المتحدة، طالما أن موضوع تقديم المساعدات في سوريا لا يزال مرفوضاً من قبل فرنسا وألمانيا على الأقل. وعلى هذا الأساس، جرى التفاهم بين الحكومة ووزارة الخارجية اللبنانية والوزارات المعنية، ومنها وزارة الشؤون الاجتماعية، بغطاء من المجلس النيابي، على عدم رفض المساعدات الدولية، كي لا يتحمّل لبنان عبء النزوح وحده. وبحسب الأرقام، فإن حاجة لبنان عام 2024 من المساعدات لتغطية السوريين واللبنانيين تصل الى ما يقارب 2.72 مليار دولار، تأمّن منها العام الماضي حوالي 1.38 بليون، بينما تقول مصادر أمميّة إن هناك جهداً للوصول إلى 1.4 بليون دولار في المؤتمر. ورغم الموقف السلبي للاتحاد الأوروبي، لم يعد ممكناً إخفاء التباين الكبير بين موقفَي ألمانيا وفرنسا المتمسّكتين باستمرار سياسة العداء تجاه سوريا، ودول أخرى تدعو إلى التواصل مع دمشق لتخفيف حدة الأزمات الأوروبية المتأتية من الأزمة السورية، وعلى رأس هذه الدول إيطاليا واليونان والنمسا وإسبانيا والبرتغال وتشيكيا وقبرص. وتطرح هذه الدول ضرورة القيام بخطوات جديدة عنوانها «التعافي المبكر» كنهج للانتقال من الاعتماد على الإغاثات الإنسانية إلى الاعتماد على الذات من خلال إعادة تشغيل الاقتصادات المحلية للحد من الأزمة التي يعيشها السوريون ولتسهيل العودة، وهو مشروع نوقش عام 2022 وجرت عرقلته بسبب التعنت الألماني والفرنسي برفض أي مبادرة تجاه سوريا. وقد عبّر عن هذا الانقسام وزير الداخلية الاتحادي في النمسا غيرهارد كارنر الذي أشار إلى أنه «يجري حالياً تشكيل تحالف لتوضيح كيفية التعامل مع هذه القضية (اللاجئين)، كما يبحث وزير الخارجية الاتحادي ألكسندر شالينبيرغ من (حزب الشعب النمسَوي) في هذه المسألة، لكن في نهاية المطاف يجب أن تكون هناك محادثات (مع الدولة السورية)، وإلا لا يمكن لأي طائرة أن تهبط في سوريا».

رغم الموقف السلبي للاتحاد لم يعد ممكناً إخفاء تباين عدد كبير من الدول مع ألمانيا وفرنسا المتمسّكتين بسياسة العداء لسوريا

من جهته، قال بوحبيب إنه يحمل إلى المؤتمر «موقفاً لبنانياً جامعاً عبّر عنه المجلس النيابي اللبناني بتوصيته الأخيرة للحكومة اللبنانية في جلسة انعقدت منذ حوالي الأسبوعين في بيروت، عكست إجماعاً لبنانياً قلّ نظيره بأنّ لبنان، حكومةً وشعباً من كل الفئات، والمناطق، والطوائف، والأحزاب، وصل إلى نقطة اللاعودة لجهة تحمل بقاء الأمور على حالها، والاستمرار في السياسات المتّبعة منذ أكثر من ثلاثة عشر عاماً في ملف النزوح السوري». وقال: «جئنا اليوم لطرح حلول متوافقة مع القوانين اللبنانية والدولية وخارج نمط التفكير الذي ساد منذ بدء الأزمة. حلول مستدامة، تؤمّن العودة على نطاق واسع للنازحين السوريين إلى بلدهم بكرامة وأمان. ومن تتعذّر عودته لأسباب سياسية، ندعو لإعادة توطينه في دولة ثالثة، احتراماً لمبدأ القانون الدولي الإنساني بتقاسم الأعباء». وتناول بوحبيب العلاقة مع المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مشيراً إلى أن وزارة الخارجية سعت إلى تشجيع تعاون المفوضية مع الوزارات والأجهزة الأمنية والعسكرية لتوفير الظروف الملائمة والفورية للعودة الآمنة للنازحين السوريين، ووقّعت مع المفوضية مذكّرة تفاهم لتسليم داتا النازحين لكنها لم تلتزم بذلك. وفيما تدّعي المفوضية توقيعها تفاهمات تمنعها من تسليم كامل الداتا «حماية للسوريين خصوصاً المعارضين» أكد بوحبيب أن الداتا التي يطلبها لبنان «هي حق وطني سيادي، وذو أهمية كبيرة لتصنيف السوريين في لبنان، وللحكومة اللبنانية كامل الحق في طلب هذه البيانات واستخدامها لتنظيم الوجود السوري في لبنان».

موقف جنبلاط حسم الكباش الداخلي: لا للطعن، لا للتقسيم، لا للفصل عن غزّة

الاخبار..تقرير فراس الشوفي... موقف النائب السابق، وليد جنبلاط، من المعركة في فلسطين وجنوب لبنان ليس تفصيلاً داخلياً أو إقليمياً. فجنبلاط، الذي لم تسعفه «أنتيناته» في الماضي لاستشراف ما بعد قرارات 5 أيار 2008 ولا مخاطر المؤامرة على سوريا وقوة الدولة في دمشق، قادته فطرته الأخلاقية والوطنية هذه المرّة، وموقف كمال جنبلاط التاريخي من المسألة الفلسطينية، إلى الاصطفاف في الجانب المضيء من التاريخ الإنساني. كان كافياً لوليد جنبلاط أن يفهم حجم الضربة التي تلقّتها إسرائيل والنفوذ الغربي في المنطقة، ليدرك حجم الانتقام وطول الحرب. ومع ذلك زاد ثباتاً، في وقتٍ اهتزت فيه قلوب آخرين.لم يقف جنبلاط «على الحياد» في الانقسام الداخلي اللبناني الحالي حيال المعركة في الجنوب، كما التزم الحياد بعد خروجه من 14 آذار. إنّما انحاز إلى المقاومة الفلسطينية في فلسطين والمقاومة اللبنانية في عملياتها ضدّ العدو الإسرائيلي لمؤازرة الفلسطينيين، معتبراً أن «حزب الله يدافع عن لبنان». صحيح أن وقوف زعيم الدروز اللبنانيين إلى جانب الفلسطينيين يُعدّ أمراً واجباً وبديهيّاً، بعدما حسم الدروز في لبنان أمرهم بـ«الارتباط بالعروبة» ورفض «حلف الأقليات الإسرائيلي»، ولكن لتموضع وليد جنبلاط الأخير أهمية تبدأ من لبنان، ولا تنتهي في فلسطين.

أوّلاً، منذ الأيام الأولى للمعركة، تحرّك جنبلاط سريعاً على أكثر من جبهة، داخلياً لترتيب البيت الداخلي في الحزب وعلى الأرض لتبريد الرؤوس الحامية في الطائفة ممّن أثّرت فيهم سنوات التحريض. وترجم ذلك بوضع خطة مشتركة مع حزب الله وحركة أمل لإيواء النازحين في حال اندلاع حرب واسعة، ما أعطى رسائل سياسية للمناصرين وللثنائي بالوحدة في مواجهة العدوان. اختبر جنبلاط انعكاسات موقفه على شارعه، في محطتين: ذكرى استشهاد كمال جنبلاط في آذار وعيد الأول من أيار، حيث التزمت القاعدة الحزبية بالتلبية والحشد، والخطاب فلسطين. هذه الخطوات انعكست أيضاً في ظهور الشخصيات الحزبية على الإعلام، فبرز حضور الوزير السابق غازي العريضي وغاب النائب وائل أبو فاعور ومعه بعض ممّن لا يحتملون زعل السفراء.

ثانياً، دعم جنبلاط الموقف الرسمي اللبناني وأضاف إلى شرعيته أمام الخارج. فحين بدأت الضغوط الدولية في الأسابيع والأشهر الأولى لفصل الجبهة اللبنانية عن غزّة، سمع جنبلاط تهديدات الحرب الشاملة من السفراء والديبلوماسيين والموفدين الغربيين، وأسمعهم بدوره ضرورة إجبار إسرائيل على وقف حرب الإبادة على غزّة ومحاسبتها قبل المطالبة بوقف المقاومة لعمليّاتها. ومن بين هؤلاء، كان المبعوث الأميركي لشؤون الطاقة إلى الشرق الأوسط عاموس هوكشتين وفريقه، الذين تحدّث جنبلاط أمامهم عن الدور الأميركي في الحرب بكثير من الوضوح. حتى أن جنبلاط، رفض الطلب الذي بعثته السفيرة الأميركية عبر أحد اللصيقين به بحذف تغريدة حمّل فيها الأميركيين مسؤولية الحرب.

ثالثاً، لم ينسَق جنبلاط خلف المحاولات التي يقوم بها بشكل أساسي رئيس حزب القوات سمير جعجع، ومعه رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل، للانقضاض من الداخل على حزب الله وتحويل المطالب الغربية والضغوط الخارجية إلى مطالب داخليّة من قبل الكتل النيابية، خصوصاً بعد موقف رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل ورفعه رسائل دولية تطالب لبنان بتطبيق القرارات الدولية. بدل ذلك، استخدم جنبلاط اتفاقية الهدنة الموقّعة عام 1949 ليقدّم مخرجاً سياسياً. إهمال جنبلاط محاولات جعجع ظهر جلياً في المقاطعة الكاملة لتجمع «المعارضة» المفترضة في معراب، وفي الانتقادات السياسية العلنية لخطاب «استثناء» الجنوب من لبنان. أما الموقف الأقسى تجاه مطالبات القوات والكتائب بالفدرالية، فظهر على شكل رسائل سياسية مباشرة خلال لقاءات بين الطرفين، بتأكيد رفض الفدرالية والتقسيم، والتحذير من خطابات التحريض على مستقبل البلد. وبذلك، يكون جنبلاط قد حسم كفّة الميزان الداخلية بغير مصلحة القوات والكتائب وبعض القوى الأخرى التي تدفع باتجاه الانقسام الداخلي. بل سلب منهم القدرة على توقّع الربح في معركة محسومة النتائج، وتالياً «عقلن» خطواتهم الشعبوية «الهوجاء» للطعن بحزب الله ووحدة لبنان في عزّ الحرب.

رابعاً، وضع جنبلاط نصب عينيه مواجهة مشروع شيخ عقل الموحّدين الدروز في فلسطين المحتلة موفّق طريف، الذي يحاول توسيع دائرة نفوذه نحو الجنوب السوري ولبنان، بوقوفه الكامل إلى جانب إسرائيل التي كان جنودها يهدمون بيوت الدروز الفلسطينيين في قرى الجليل والكرمل قبل أسبوع.

قبل أيام قليلة، في دار الطائفة الدرزية في بيروت، التقى جنبلاط بشيخ العقل سامي أبو المنى، وعدد صغير من الحاضرين، وكانت طموحات طريف جزءاً من النقاش، بعد أن ظهرت أمواله في لبنان بين أيدي بعض المشايخ والفعاليات. حتى أن جنبلاط كان قد سبق له أن طرح مع المسؤولين الروس، مثل وزير الخارجية سيرغي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف، عبر الهاتف وخلال زيارته الأخيرة إلى موسكو، خطورة التعامل مع طريف كممثل للدروز في المنطقة واتخاذ مواقفه كأساس لموقف دروز المنطقة، ونصحهم بالتواصل «مع أصحاب الشأن»، بعد أن كثّف طريف اتصالاته بالروس للتحدّث باسم السويداء. وووجه موقف جنبلاط بتقارب بين طريف والسلطة الفلسطينية، قبل أن يوضّح السفير أشرف دبور خلفيات التقارب ويخفّف من وطأته.

خامساً، لا يمكن لجنبلاط إخفاء موقفه الشخصي وموقف زوجته من نظام الرئيس بشار الأسد، ورغبة جنبلاط في الحفاظ على «شعرة معاوية» مع الغرب عبر الاستمرار بسياسة العداء لسوريا، ولو أن هذا العداء لم يعد «مقرّشاً» كما كان خلال سنوات الحرب السورية الأولى. لكن جنبلاط، أوصل إلى من يهمهم الأمر في السويداء، بأنه وإن كان يدعم «مطالب المحتجّين»، إلّا أنه يرفض أي دعوة أو خطوة انفصالية تهدّد وحدة سوريا.

على عاتق جنبلاط، وابنه النائب تيمور جنبلاط الكثير من الضغوط في المرحلة المقبلة، والكثير من المسؤولية للحفاظ على هذا الموقف. لكن بلا شكّ، جنّب اصطفافُ جنبلاط لبنانَ الكثير من الأضرار الجانبية الداخلية، على وقع المعركة في الجنوب.

القوى اللبنانية غير متفائلة بـ«حل سحري» يحمله لودريان

«القوات» تطالبه بتحديد الفريق المعرقل

الشرق الاوسط...بيروت: بولا أسطيح.. لا تبدو القوى السياسية اللبنانية متفائلة بحل سحري للأزمة الرئاسية يحمله مبعوث الرئيس الفرنسي جان إيف لودريان، خلال زيارته الخامسة المرتقبة لبيروت، الثلاثاء. ولم يتردد معظمها في الإعراب عن استغرابه من توقيت الزيارة ما دام أنه لا معطيات جديدة على الإطلاق توحي بإمكانية إحداث خرق في جدار الأزمة المستمرة منذ عام ونصف العام، في ظل تمسك الفريق الذي يتزعمه «حزب الله» بالحوار والتوافق الذي يسبق الدعوة لجلسة انتخاب، ودفع الفريق الآخر لجلسة فورية مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس.

التوافق ممر إلزامي

ويؤكد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب أشرف بيضون، أن الكتلة ورئيس المجلس النيابي نبيه بري «يؤيدان أي عمل وتحرك يخدم الاستحقاق، سواء كان خارجياً أو داخلياً، إلا أنه ما دامت هناك قوى سياسية لا تريد التوافق معبراً أساسياً وإلزامياً قبل التوجه إلى مجلس النواب، فالمبادرات الخارجية تبقى عنصراً مساعداً متمماً ثانوياً غير قادر على الحسم الذي هو حصراً بين أيدينا بوصفنا لبنانيين». واستغرب بيضون في تصريح لـ«الشرق الأوسط» اعتبار الفريق الآخر «الدعوة إلى التوافق مخالفة دستورية علماً بأنه ومنذ اتفاق الطائف حتى اليوم لم يُنجز أي استحقاق وبخاصة الرئاسي من دون التفاهم المسبق». ويضيف بيضون: «إذا كانوا ينتظرون التسويات الخارجية فهي إن أتت فستأتي متأخرة، وبالتالي لماذا لا نعطي فرصة للتوافق في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها بلدنا؟ وإذا لم تنجح يقول عندها المجلس كلمته». ويرى بيضون أن «المطلوب من لودريان ككل العاملين على خط الملف الرئاسي إقناع الفريق الآخر بالتوافق بوصفه ممراً إلزامياً لإنجاز الاستحقاق».

تسوية كبرى

من جهته، يشير عضو تكتل «لبنان القوي» النائب آلان عون، إلى أنه «لا أحد يتوقّع جديداً من زيارة لودريان، لأن المعطيات ما زالت على حالها ولم يطرأ أي جديد يمكنه تحقيق خرق في الجدار المقفل. فكل المحاولات السابقة بما فيها محاولات (اللجنة الخماسية) ما زالت تراوح مكانها»، مرجحاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن يكون «مجيء لودريان يندرج في إطار إعادة تأكيد فرنسا دورها واهتمامها في لبنان وتقييم ما آلت إليه الأمور». ولا يرى عون أن «المشكلة في تعدّد الوساطات باعتبار أن التنافس الدولي دليل اهتمام بلبنان. ولكن المشكلة في عدم توفر ظروف وعناصر التسوية حتى الآن وهي أصبحت حكماً مرتبطة بالتسوية الكبرى لأن طبيعة العلاقات والمعادلات التي ستلي انتهاء الحرب في عزة ستنعكس حكماً على لبنان وعلى أطراف أساسية فيه».

إدمان الفراغ

أما النائب في تكتل «الاعتدال الوطني» أحمد الخير، فيرى أن زيارة لودريان، في توقيتها، «ترتكز على بيان (اللجنة الخماسية) الأخير الذي أكد بمضمونه دعم مبادرة تكتل (الاعتدال) ويتكامل معها لجهة العمل مجدداً على محاولة تذليل العقبات التي اعترضتها». وتحدث لـ«الشرق الأوسط» عن «محاولة فرنسية متجددة ومشكورة، بالتنسيق مع أصدقاء لبنان في (اللجنة الخماسية)، لمحاولة مساعدة لبنان على الخروج من حالة إدمان الفراغ التي تسود اليوم، والمزيد من حث الأفرقاء اللبنانيين على بذل ما يلزم من جهود لاقتناص الفرص التي قد تكون مواتية لإنهاء أزمة الفراغ الرئاسي وإعادة الانتظام العام». ويضيف الخير: «سنلتقي (تكتل الاعتدال) لودريان في قصر الصنوبر، يوم الأربعاء، وسنبحث معاً في تفاصيل المبادرة وما استجد في زيارته التي نأمل أن تحقق نتائج إيجابية في الدفع باتجاه تقليص التباينات وتوسيع مساحة التوافق، وفي ضوء نتائج الزيارة نبني على الشيء مقتضاه بالنسبة لمسار المبادرة في المقبل من الأيام».

تسمية الفريق المعرقل

في المقابل، ترى مصادر «القوات اللبنانية» وجوب أن «يسمّي لودريان هذه المرة بالاسم الفريق الذي يعرقل الانتخابات الرئاسية، ألا وهو فريق الممانعة، وقد بدا ذلك واضحاً مما نُقل عن الرئيس بري لجهة إعرابه عن استيائه من (اللجنة الخماسية) وبيانها الأخير الذي وضع خريطة طريق لإنجاز الاستحقاق الرئاسي عن طريق مشاورات محدودة، أي ضمناً رفض طاولة الحوار، والدعوة لجلسة بدورات متتالية، أي رفض الجلسات المتتالية التي يدعو إليها الرئيس بري». وتشير المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنهم سيضعونه في جو أن «من يعرقل تنفيذ الآلية التي وضعتها (الخماسية) هو فريق الممانعة، وبالتالي المطلوب منه إعلان ذلك بوضوح وصراحة»، معتبرةً أن هذا الفريق أصبح مكشوفاً وفي الزاوية ولم تعد لديه حجج ومبررات ويتجه إلى إجهاض المساعي الدولية».

محاكاة إسرائيلية لهجوم على لبنان..وتَمَرُّد في مرغليوت على حكومة نتنياهو..

«مثلث برمودا» اللبناني..حربٌ ونزوح ورئاسة «رهينة»..

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- لودريان إلى بيروت في مهمة «إثبات وجود» وهكذا أُحبطت قبل أن يحطّ

- ميدان الجنوب على اشتعاله و«حزب الله» نوّع في الاستهدافات النوعية

- لبنانيون واكبوا مؤتمر بروكسيل بتظاهرة أمام مقر انعقاده رفضاً لبقاء النازحين

هو «مثلّث برمودا» اللبناني الذي يتبلور بأوضح صُوَرِه هذه الأيام، مُنْذِراً بـ «ابتلاعِ» بلاد الأرز سواء عبر «الثقب الأسود» الذي تشكّله الأزمة الرئاسية المتمادية التي تُفَرِّغُ هيكلَ الحُكْمِ وتُعَطِّلُ نظامَه التشغيلي، أو ملف النازحين السوريين الذي تمت «ترقيتُه» إلى مصاف الخطَر الوجودي على الوطن الصغير، أو «حرب المشاغَلة» التي تستمرّ بلا هوادة على جبهة الجنوب منذ 8 أكتوبر والمفتوحة على شتّى الاحتمالاتِ المحمَّلة بأعلى درجات المَخاطر. ولم يكن عابراً أن تتقاسم هذه المَخاطر «المثلثة الضلع» وبالتساوي المَشهد اللبناني، في الوقت الذي كانت رفح تستقطب الأنظار من زاويتين: الأولى مجزرة مخيم السلام التي وقعتْ عشية استئناف مفاوضات الهدنة وتَبادُل الأسرى اليوم وجاءت لتزيد «نقطةً سوداء» على سجلّ الجرائم ضد الانسانية التي ترتكبها اسرائيل وحوّلتْ معها غزة «محرقة» لَمن فيها ولتعزّز الخشية من مضي تل أبيب في الإبادة الجَماعية بلا أي كوابح مستظلّة «نيات التفاوض». والثانية أول مواجهة مصرية - اسرائيلية بالنار على معبر رفح والتي عكست أن حرب غزة باتت قاب قوسين من التمدّد و«حرْق» خطوط حمر عدة ما لم يتم إيجاد وعاءٍ ديبلوماسي – سياسي لاحتواء التصعيد ووقف الحرب. ويشكّل الواقعُ الإقليمي الذي يسير على حافة الانفجار الكبير، سواء بخطأ كبير في التقدير أو بفعل عدم استعداد اسرائيل لـ «النزول عن الشجرة» إلا إلى «أرض محروقة»، أحد خلفياتِ عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان – ايف لودريان الى بيروت حيث يعقد لقاءات اليوم وغداً مع كبار المسؤولين تتناول الأزمة الرئاسية ووجوب قفْل «باب الريح» هذا بما يساعد لبنان على «تصفيح» واقعه السياسي بحال اشتدّ عصف الحرب في غزة أو في اتجاهه، كما بحال أفضت الديناميات الديبلوماسية التي لا تهدأ إلى مسارٍ تَسْووي يتعيّن أن تُلاقيه بيروت بسلطة مكتملة «من رأسها» كي تكون جالسة الى الطاولة ولا يتحوّل لبنان مجرّد ورقة... على الطاولة. وقبل وصول لودريان، بدا واضحاً أن التوقّعات حيال نتائج زيارته تقاطعت عند أنها ستكون على طريقة «الحرَكة بلا برَكة» وأنها أقرب إلى «إثبات وجود» أو إعلان «présent» من جانب باريس في الملف اللبناني والمأزق الرئاسي، وذلك بعدما فرّغ فريق «الممانعة» خريطة الطريق التي وضعتْها «مجموعة الخمس حول لبنان» لإنهاء الشغور الرئاسي من مضمونها باعتبارها ضِمْناً من رئيس البرلمان نبيه بري «منحازة» لمسارٍ تريده المعارضة بتشاور شكلي يْفضي إلى فتْح البرلمان لجلسة مفتوحة بدورات متتالية تتنافس فيها «قائمة قصيرة» من المرشّحين حتى انتخاب الرئيس، وسط مقاربةٍ خفيّة مضادة لهذا الفريق تقوم على معادلة «الحوار ثم الحوار حتى التوافق على الرئيس». وفي الإطار نفسه تمّ «تنفيسُ» جسّ النبض الذي سبق وصول لودريان حيال لقاء لبناني – لبناني ممكن أن تعرض باريس أن تستضيفه كتمهيدٍ لتوافق على الإفراج عن الاستحقاق الرئاسي من ضمن سلة تفاهمات وتطمينات، وهو ما عبّر عنه ما نُقل عن أجواء بري وسؤالها في اعتراضٍ على «جغرافيا الحوار»: «لماذا في باريس وليس في بيروت أو في دولة عربية يُتفَق على اختيارها»؟، ناهيك عن صعوبة تَصَوُّر أن تسير المعارضة بطرح «الطاولة الرئاسية» هي التي كرّستْ اعتراضَها المبدئي على أيّ مسارات تستبدل الانتخاب تحت قبة مجلس النواب بأي «بدع» تقوّض الدستور. على أن زيارة لودريان المحكومة بأن تنتهي على طريقة «متل ما رحتي جيتي»، لن تقلّل من وطأة ما سيستخلصه والذي سيرفعه الى الرئيس ايمانويل ماكرون الذي كان بَحَثَ في الملف اللبناني هاتفياً مع وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان الأسبوع الماضي وسيستكمل هذا البحث مع الرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارته لباريس بعد نحو 10 أيام، في محاولةٍ لرفع الضغط بهدف فكّ استرهان الانتخابات الرئاسية لحرب غزة والدفْع نحو خيارٍ تَوافقي (المرشح الثالث) في الوقت الذي يتَمَسّك «حزب الله» بسليمان فرنجية بوصفه المرشح «رقم واحد والوحيد» ويرفض ترْك اللعبة البرلمانية تأخذ مجراها رئاسياً عبر أولاً الدعوة إلى جلسةٍ تكسر الرقم 12 الذي توقّف عليه «عدّاد الجلسات» في 14 يونيو 2023، كما التعهّد بعدم تعطيل النصاب. وإذا كان الحِراك الدولي في اتجاه لبنان، سواء عبر زيارة لودريان أو الدور المستمر لدول الخُماسية الأخرى كـ «جسم واحد»، ينطلق في أحد أبعاده الرئيسية من خشية متعاظمة من رياح ساخنة قد لا يكون ممكناً الحؤول دون هبوبها على «بلاد الأرز» ما لم يفصل «حزب الله» جبهة الجنوب عن غزة، أو أقلّه يُعطي إشاراتٍ إلى أن أفقَ ما بعد أي هدنة في القطاع مفتوح على احتمال قبوله بالتراجُع عن الحدود لحوالي 10 كيلومترات، فإنّ هذه الخشية باتت تجد ركائز أكبر في ضوء تمدُّد المواجهات بين «حزب الله» واسرائيل كمّاً ونوعاً من خلف ظهر الردع الذي يعتبر الحزب أنه أرساه على قاعدة «التدمير بالتدمير» والتوسعة بالتوسعة في حال أي مغامرة إسرائيلية نحو حرب شاملة.

3 تطورات

وكان بارزاً أمس في موازاة التهاب الميدان 3 تطورات عكست مخاوف من أن يلجأ بنيامين نتنياهو الذي «لا يرحم» غزة وأهلها إلى ركوب الحرب الواسعة مع «حزب الله»:

- الأول تقارير في صحف اسرائيلية عن أن «حزب الله» سيلجأ إلى التصعيد من خلال استخدام أسلحة جديدة أكثر تطوراً غير مستخدَمة بعدة 4تشمل الصواريخ الدقيقة بعيدة المدى وصواريخ أرض جو التي سيحاول إطلاقها على طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، و«صاروخ صنعتْه روسيا وقامت إيران بتعديله».

- والثاني ما كُشف في تل ابيب عن أن الجيش الإسرائيلي أجرى تدريبات تحاكي حرباً على الأراضي اللبنانية تشمل سيناريوات القتال وتحريكاً سريعاً للقوات وعمل مقرات للقيادة. وقال الناطق العسكري الاسرائيلي افيخاي ادرعي إنه «على مدار الأسابيع الأخيرة أجرت الفرقة 146 ولواء المدرعات الاحتياطي 205 تمرينات على مستوى الفرقة واللواء يحاكي المناورة البرية في لبنان، حيث حاكى التمرين السيناريوات القتالية على الجبهة الشمالية، والنشر السريع للقوات في الميدان، ووظيفة مقرات قيادة الفرقة واللواء وجاهزية القوات للهجوم».

- والتطور الثالث ارتفاع منسوب الاستياء في مستوطنات الشمال الاسرائيلي من مسار الحرب على جبهة الجنوب، وصولاً لانشقاق رئيس مجلس مستعمرة «مرغليوت» إيتان دفيدي عن حكومة بلاده ودعوته الجيش إلى مغادرة المستعمرة، معتبراً أن مرغليوت «ليست بحاجة إلى الحماية من حزب الله، بل من الحكومة الإسرائيلية التي تدمر المستوطنة بقراراتها». ولفت في موازاة ذلك تداول ناشطين قريبين من «الممانعة» دعوة لمستوطني الشمال الذين لا يريدون أن تُستَهدف منازلهم «لطرد جنود الجيش الإسرائيلي الذين يحتمون داخل منازلكم ولرفع الراية البيضاء على أسطح المنازل شرط أن تكون مرئية. وبعدها ستأمن منازلهم».

وعلى وقع هذه التطورات، سجّل الميدان مجموعة وقائع بدأت صباحاً بإعلان أدرعي «سقوط طائرة مسيّرة تابعة للجيش الإسرائيلي نوع «سكاي رايدر» في الأراضي اللبنانية، ويجري التحقيق في الحادث»، قبل أن تستأنف اسرائيل «اغتيالات الدراجات النارية» مستهدفة دراجة قرب مستشفى «صلاح غندور» في بنت جبيل ما أدى الى مقتل حسن جوني عنصر الأمن متاثّراً بجراحه التي أُصيب بها. وبحسب مدير المستشفى فإن الغارة بمسيّرة أدت أيضاً «إلى سقوط 10 جرحى من المدنيين، منهم 4 بحال الخطر، كما لحقت أضرار ماديّة بمدخل قسم الطوارئ، وقد تسبّب عصف الصاروخ بتحطّم الزجاج وتضرّر المرافق الخارجية للمستشفى». وفي الوقت الذي ترافقتْ الغاراتُ الاسرائيلية والقصف لبلدات جنوبية عدة مع خرق الطيران الحربي جدار الصوت على علو مخوض ما أدى الى تضرر زجاج عدة منازل في راشيا والهبارية، انبرى «حزب الله» الذي خسر 8 من عناصره أول من أمس لتنفيذ سلسلة عمليات أبرزها «هجوم جوي بمسيرات انقضاضية على قاعدة بيت هلل (مقر كتيبة السهل التابعة للواء 769) وتموضع منصات القبة الحديدية» مستهدفاً «أطقمها وضباطها وجنودها في أماكن تواجدهم وتموضعهم وإصابة الأهداف بدقة»، وذلك بعدما كان أعلن أن «سلاح ‏القناصة استهدف ‏التجهيزات التجسسيّة المستحدثة في موقع مسكاف عام» وأنه هاجم مستعمرة مرغليوت. كما كشف أنه نفّذ هجوماً مركّباً على موقع المالكية «بالصواريخ الموجهة وقذائف المدفعية التي استهدفت حاميته وتجهيزاته وتموضعات جنوده كما ألقت المسيّرات الهجومية بقذائفها على أهداف داخل الموقع وأصابتها بدقة».

مؤتمر بروكسيل للنازحين

ولم تحجب هذه التطورات الأنظار عن مؤتمر بروكسيل الثامن لـ «دعم مستقبل سورية والمنطقة» والذي واكبه لبنان على المنبر عبر كلمة وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الذي أكّد الموقف الرسمي الذي يقوم على أن «بلاد الأرز» لم يعد في وسعها تحمل عبء «كارثة» استضافة أكثر من مليونيْ نازح يشكلون نصف عدد المقيمين على أراضيها، وأن بيروت ستمضي بالتشدد في تطبيق القوانين على النازحين غير الشرعيين على غرار ما تطبّقه بلدان الاتحاد الأوروبي. وأمام مقر المؤتمر، نفّذ الانتشار اللبناني بدعم ومشاركة من حزب «القوات اللبنانية»، وأيضاً بحضورٍ من «التيار الوطني الحر»، وقفةً طالبت بالتراجع عن سياسة دعم بقاء النازحين في لبنان وحذّرت من تداعيات هذا الوجود غير الشرعي على المستوى الأمني والاقتصادي والاجتماعي فضلاً عن سيادة البلد وهويته، ومن «استبدال الشعب اللبناني بآخَر»...

بري لـ «الجريدة•»: أستبعد اجتياحاً إسرائيلياً للبنان

رئيس مجلس النواب اللبناني: أنا من يدعو ويرأس أي حوار..ولا حل للأزمة الرئاسية إلا به

• لماذا يُعقد مؤتمر في باريس ومجلس النواب موجود؟... وننتظر ما يحمله لودريان من مقترحات

• «القوات» مسؤولة عن التعطيل و«الخماسية» طرحت مهلة لانتخاب رئيس دون التواصل معي

• الإسرائيليون يحرقون كل شيء في القرى الجنوبية على مسافة 7 كيلومترات من الحدود

• بدأنا إعداد برنامج لإعادة إعمار الجنوب... وسنناشد الكويت والسعودية وقطر للمساهمة

• واشنطن استفسرت عن عودة هوكشتاين وأجبت: بعد وقف إطلاق النار في غزة

الجريدة...بيروت - منير الربيع ...على أكثر من خط يعمل رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، في يومياته، لا تغيب تفاصيل الجنوب، فيتابع بدقة كل مجريات الأحداث والتطورات على صعيد المواجهات الدائرة بين حزب الله والإسرائيليين، كما يتابع بدقة تطورات الأحداث في غزة، واصفاً ما تقوم به حركة حماس بأنه «قتال بطولي لم يشهد له العالم مثيلاً، فبعد أكثر من ثمانية أشهر لا تزال صامدة وقادرة على توجيه ضربات تصيب بها تل أبيب»، موجها التحية إلى «المناضلين الفلسطينيين الذين يواصلون التصدي للعدوان الإسرائيلي». ولا يغيب بري عن السياسة اللبنانية الداخلية، وهو الذي يعلم أن كل مفاتيح الحلول بين يديه، ويبدو متأكداً أن أي حل جدي للأزمة الرئاسية سيكون بالعودة إلى ما اقترحه هو بنفسه قبل نحو عام، أي الذهاب الى عقد جلسات حوار لسبعة أيام، ويدعو بعدها إلى جلسات انتخابية مفتوحة إلى حين انتخاب رئيس جديد للبلاد، ويؤكد في حديثه مع «الجريدة» أنه دون ذلك لا يرى إمكانية لإنهاء الفراغ الرئاسي مهما كانت الاجتهادات قائمة. «الخماسية» ويقول بري إن اللجنة الخماسية، التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر، تبذل جهوداً «مشكورة عليها» فيما يخص الاستحقاق الرئاسي، لكن في الوقت نفسه لا يخفي بعض ملاحظاته على الأداء الذي اتسمت به في بداياتها، ما أدى الى تضارب في وجهات النظر بين أعضائها، ولكن فيما بعد جرت محاولة تصويب المواقف وتوحيدها. ويستعيد بري مضمون البيان الأخير الصادر عن «الخماسية»، معتبرا أن فيه ثغرات أبرزها وضع مهلة نهاية الشهر لانتخاب الرئيس، علماً أنه من غير المعروف كيف يمكن تحقيق ذلك والشهر قد انتهى، فيما لم يتواصل معه أحد طالبا منه أن يدعو الى جلسة انتخاب أو يتشاور معه حول كيفية عقد هذه الجلسة، وينتظر بري زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لبيروت اليوم، وأضاف: «لا بد من انتظار لودريان وما يحمله». ويحمل رئيس مجلس النواب اللبناني «القوات اللبنانية»، بزعامة سمير جعجع، مسؤولية تعطيل الحوار، معتبراً أن كل القوى الأخرى تبدو جاهزة للذهاب إليه بما فيها «التيار الوطني الحر» ورئيسه جبران باسيل، وهو يراهن على «الخماسية» في إقناع كل الكتل والقوى بالمشاركة في الحوار لأنه المدخل الوحيد للحل. ويتمسك بري بمسألة أن يدعو بنفسه الى الحوار، سواء أطلق عليه اسم حوار أو تشاور أو نقاش، على قاعدة أن يترأسه هو، فهذا أمر ثابت بالنسبة اليه. وحول الكلام الذي يتسرب عن عقد طاولة حوار خارج لبنان، وما حكي عن احتمال عقد مؤتمر من هذا النوع في باريس، ذكر بري: «لماذا لا يعقد في بيروت، وفي مجلس النواب؟». وعما يقال حول احتمال أن تقوم «كتلة الاعتدال» بالدعوة الى «تشاور وطني»، نفى ذلك مطلقاً، وقال: «أنا من أطلقت عمل كتلة الاعتدال ودعمتهم، وذلك في سبيل تسهيل عملهم وتسهيل آلية التواصل بين القوى السياسية والكتل النيابية، لكن مسألة الدعوة الى الحوار مختلفة». لا حرب إسرائيلية ولا يخفي بري تخوفه على الوضع في الجنوب، معتبرا أن المواجهات تتصاعد تدريجيا، ولا بد من الوصول الى وقف لإطلاق النار الشامل في غزة، لأنه بدون ذلك سيتواصل التصعيد وستتجه الأمور نحو الأخطر، ولا يتخوف من احتمال شن الإسرائيليين حرباً واسعة أو اجتياحاً برياً للبنان، فهو يعتبر أن الجيش الإسرائيلي أُنهك، وغير قادر على الانتهاء من حرب غزة، لذلك لن يكون جاهزاً أو قادراً على شن حرب في لبنان، و«الإسرائيليون يعلمون أنهم في حال أرادوا تكرار تجارب الماضي فسيتلقون هزيمة كبرى،وعندما يفكرون في الدخول الى لبنان فإن حزب الله وحركة أمل سيعملان على التصدي لهم عسكرياً». المدخل إلى وقف المواجهات بالجنوب هو وقف إطلاق نار شامل في غزة ويرى أن إسرائيل تريد البقاء على الوضع القائم، لأنها تعتبر نفسها متفوقة في الحرب الجوية وفي طائراتها الحربية وتقنياتها، ولذلك لن تفكر في تنفيذ عملية برية، ورغم ذلك يلفت الى أنه بالرغم من كل تفوق الإسرائيليين العسكري والجوي وفي التقنيات لكن حزب الله تمكن من توجيه ضربات قاسية جداً لهم. وينظر بري الى تطورات الجنوب بأنها المدخل الى كل الحلول في البلاد، تماما كما أن المدخل لوقف المواجهات العسكرية على الحدود هو وقف الحرب في غزة. ولدى سؤاله عن تحركات المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين قال: «ما زلنا على الاتفاق الثابت بأن يتم التحرك في سبيل الوصول الى تفاهم على وقف إطلاق النار مع وقف النار في غزة، وعندها يتم إطلاق المسار السياسي لتطبيق القرار 1701، دون ذلك يعلم الأميركيون أن الوضع سيبقى على حاله». وكشف أنه تلقى اتصالاً أميركياً لسؤاله عن إمكانية عودة هوكشتاين الى بيروت، وكان جوابه واضحاً: «كل شيء مرتبط بوقف الحرب على غزة، وبمجرد وقف العمليات العسكرية يمكن لهوكشتاين المجيء والبحث عن حلول». ولفت إلى أن المخاطر ترتفع بالتأكيد طالما الحرب مستمرة ويطول أمدها، خصوصا أن الإسرائيليين يعتمدون سياسة التدمير الممنهج والأرض المحروقة على مسافة 7 كلم، ولذلك يتعمدون إلحاق خسائر تدميرية هائلة في قرى الجنوب، وأكد: «بدأنا العمل من الآن على إعداد برنامج لإعادة الإعمار وإعادة الناس على منازلها، وقد طلبت من البنك الدولي توفير الأموال اللازمة لذلك، كما أنني أعمل مع المغتربين اللبنانيين في ضرورة أن يكون لهم دور أساسي وبارز في إعادة إعمار الجنوب، وستكون لنا مناشدات ومطالبات لكل الدول القريبة والصديقة، وخصوصاً الأشقاء العرب، السعودية وقطر والكويت، للمساهمة في إعادة الإعمار»....

الجيش الإسرائيلي: مسيرة عبرت من لبنان باتجاه الجليل الغربي واعتراض أخرى

تل أبيب : «الشرق الأوسط».. أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم (الاثنين)، أن طائرة مسيرة عبرت من لبنان باتجاه الجليل الغربي فيما تم اعتراض أخرى، وقال إن الحادث قيد المراجعة. وقال بيان الجيش «في وقت سابق من هذا المساء، اعترضت منظومة الدفاع الجوي التابعة للجيش الإسرائيلي بنجاح طائرة مسيرة معادية عبرت الأراضي اللبنانية إلى منطقة الجليل الغربي». وأضاف «بالتزامن مع ذلك، دخلت طائرة مسيرة أخرى من الأراضي اللبنانية وسقطت في المنطقة والحادث قيد المراجعة». وتفجر قصف متبادل شبه يومي عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي من ناحية وجماعة «حزب الله» وفصائل فلسطينية مسلحة في لبنان من جهة أخرى مع بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

«سماسرة الطوابع» يعرقلون إنجاز المعاملات في لبنان

يحتكرونها ويبيعونها بأضعاف سعرها الرسمي

معالجة الأزمة تحتاج إلى إغراق السوق بـ200 مليون طابع (تويتر)

الشرق الاوسط...بيروت: يوسف دياب.. يستحيل إنجاز معاملة في الدوائر الرسمية والوزارات اللبنانية من دون طوابع مالية، أو «طوابع أميرية»، كما درج اللبنانيون على تسميتها. وهذه الطوابع غير متوفّرة حالياً إلّا في متناول السماسرة، الذين كانوا في فترة سابقة يتعاملون بها سرّاً، خوفاً من توقيفهم وملاحقتهم قضائياً. أما الآن فهم يبيعونها علناً وعلى أبواب الوزارات والإدارات، بأضعاف أسعارها الرسمية. ويعرقل فقدان الطوابع واحتكارها إنجاز اللبنانيين معاملاتهم الرسمية. وفي حين تتوفر لدى سماسرة يبيعونها بأضعاف سعرها، في ظل تقصير حكومي في ملاحقتهم، تنتشر اتهامات لـ«نافذين في السلطة» بتغطية هؤلاء السماسرة، مما يجعل الناس «رهينة ابتزازهم»، على حدّ تعبير «جوزيف.د» الذي قصد قصر العدل في بيروت لتقديم دعوى قضائية. ويقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «الحصول على طابع أميري أشبه بربح جائزة (اللوتو)»، مشيراً إلى أنها المرّة الثالثة التي يقصد فيها النيابة العامة لتقديم الشكوى، لكنَّ فقدان الطوابع منعه من ذلك.

مغارة علي بابا

وتتقاطع روايات المواطنين عند عبارة واحدة: «إدارات الدولة = مغارة علي بابا». ولا يحمّل المواطنون موظفي الإدارات المسؤولية، بل السياسيين الذين يحجبون عنهم أقلّ حقوقهم. ويؤكد هؤلاء أن الطوابع «مفقودة كلياً لدى مراكز البيع المعتمدة، التي تدَّعي أن وزارة المال لا تسلّمها الكمية الكافية، مما يضطر المواطن إلى الاحتكام إلى السمسار لشرائها بأسعار خيالية». وتنتشر مافيات الطوابع بشكل علني أمام الدوائر الرسمية، وبعضها داخلها، بدءاً من قصور العدل إلى مراكز وزارة التربية في بيروت والمحافظات والدوائر العقارية ومصلحة تسجيل السيارات، وغيرها من المؤسسات، بهدف ابتزاز المواطنين، حيث إن «الطابع الأميري» من فئة الـ20 ألف ليرة لبنانية (0.22 سنت) يباع لدى السماسرة بحدّ أدنى بسعر 150 ألف ليرة لبنانية (1.70 دولار أميركي)، أي بزيادة سبعة أضعاف على السعر الرسمي. وتقع مسؤولية توفير الطوابع على عاتق وزارة المال، التي تتذرّع دائماً بعدم توفر الاعتمادات المالية لطباعة الكميات الكافية منها. ويشير مصدر في الوزارة إلى أنها «أمَّنت كميّة تكفي أدنى متطلبات المواطنين، لكنّ سرعان ما اختفت من الأسواق». ويؤكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن «مراكز الطوابع المعتمدة هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن اختفائها، وهناك ما بين 400 و500 مركز جرى إقفالها مؤخراً، بعدما تبيّن أنها تتسلّم الكميات بالسعر الرسمي وتسلمها إلى السماسرة لبيعها في السوق السوداء بأضعاف مضاعفة ترهق المواطن». ويلفت المصدر إلى «ضرورة معالجة هذه الأزمة عبر وسيلتين: الأولى طبع نحو 200 مليون طابع وإغراق السوق بها، والأخرى إلغاء الطابع الورقي واعتماد الطابع الإلكتروني. لكن الحلّ الأخير قد يتطلّب حكومة إلكترونية ومكننة كلّ مؤسسات الدولة»، داعياً في الوقت نفسه الأجهزة الأمنية إلى «مداهمة هذه المافيات واعتقالها على أبواب الوزارات». وتعكف لجنة المال والموازنة على إعداد قانون يُفضي إلى اعتماد الطابع الإلكتروني، لكنَّ هذا القانون يحتاج إلى وقت طويل، غير أن عضو اللجنة النائب بلال عبد الله، رأى أنه «لا بد من حلّ سريع ومؤقت إلى حين إصدار قانون الطابع الإلكتروني». وكشف لـ«الشرق الأوسط» عن أنه «تقدّم باقتراح قانون معجل مكرر لإلغاء الطابع الورقي عن المعاملات من الآن حتى نهاية السنة الحالية، ما دامت الدولة غير قادرة على تأمينه». وقال إن «الدولة تستوفي حالياً من الطوابع 30 مليون دولار، بينما يذهب إلى المافيات 400 مليون دولار»، مشدداً على ضرورة «إنهاء حالة إذلال الشعب اللبناني بالدرجة الأولى، ووضع حدّ لنشاط هذه المافيات إلى حين الوصول إلى حلّ دائم».



السابق

أخبار وتقارير..مخاوف إسرائيلية من نقل روسيا إمكانيات «سايبر» متطورة لإيران..مدعي عام الجنائية الدولية: طلب مذكرات التوقيف لا يعني المساواة بين إسرائيل و«حماس»..إسبانيا: سنعترف بدولة فلسطين الثلاثاء المقبل..ولن يثنينا أحد عن ذلك..مدفيديف: بولندا ستتلقى حصتها من الغبار النووي في حال أي اعتداء علينا..بايدن يصف بوتين بـ «الطاغية القاسي»..زيلينسكي يناشد شي وبايدن حضور «قمة السلام»..إعصار يضرب بنغلاديش وفرار مليون شخص من السواحل بحثاً عن ملجأ..الآلاف يتظاهرون في أرمينيا ضد تسليم أراض إلى أذربيجان..محاكمة ترامب تدخل «مرحلة الحسم»..بكين وسيول تتفقان على حوار دبلوماسي وأمني..تظاهرة في مدريد ضد العفو عن انفصاليي كتالونيا..ماكرون يزور ألمانيا لتقليص خلافاته مع شولتس والتعبئة ضد اليمين المتشدد..سوناك يخوض «حرب طواحين» في الانتخابات البريطانية..قادة كوريا الجنوبية والصين واليابان يجتمعون في أول قمة لهم منذ خمس سنوات..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..مجلس الأمن يعقد اجتماعاً طارئاً الثلاثاء بشأن ضربة «رفح»..مفوض «الأونروا» يصف مدينة رفح بأنها تتحول إلى جحيم على الأرض..تفاصيل عن العرض الإسرائيلي الجديد لتبادل الأسرى ووقف النار في غزة..اشتباك إسرائيلي فلسطيني..مصدر أمني مصري يكشف أسباب تبادل إطلاق النار على الحدود.."فجأة اختفى كل شيء"..ماذا حدث للمساعدات المتجهة إلى غزة؟..تحقيق إسرائيلي رسمي في عشرات الانتهاكات المحتملة خلال حرب غزة..غوتيريش يدين الضربة الإسرائيلية في رفح.. ويطالب بوضع حد "للفظائع"..غضب من غارة إسرائيل على مخيم برفح..المشاهد المروعة تصدم العالم..إعلام إسرائيلي يحذف أخباراً عن إطلاق نار بين جنود مصريين وإسرائيليين..بوريل يتّهم نتنياهو بـ «الكذب»..وأردوغان يتعهّد مُحاسبة «فراعنة التاريخ»..«يديعوت أحرونوت»: نتنياهو يحاول عرقلة أي صفقة تبادل حتى قبل أن تنضج..

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي...

 الثلاثاء 18 حزيران 2024 - 8:17 ص

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي... مجموعات الازمات الدولية..طهران/ الرياض/واشنطن/برو… تتمة »

عدد الزيارات: 161,625,084

عدد الزوار: 7,206,755

المتواجدون الآن: 150