إيران تجمد إرسال مقاتلي الحرس الثوري إلى سورية لحماية الساحل...التحالف الدولي يستهدف «داعش» للمرة الأولى في معركته ضدّ معارضة غير كردية
براميل متفجرة على ريف حمص الشمالي والنظام يفرغ السويداء من الأسلحة الثقيلة
الثلاثاء 9 حزيران 2015 - 6:47 ص 2315 عربية |
براميل متفجرة على ريف حمص الشمالي والنظام يفرغ السويداء من الأسلحة الثقيلة
«أطباء بلا حدود» تدعو إلى تعزيز المساعدات للعاملين بالمجال الطبي في سوريا
لندن: «الشرق الأوسط»
ارتكب طيران النظام، أمس، مجزرة في ريف حمص الشمالي، عندما ألقى براميل متفجرة على بلدة الزعفرانة، ما أسفر عن استشهاد 9 مدنيين، معظمهم من أسرة واحدة، وإصابة أكثر من 20 آخرين، بعضهم بحالة حرجة، بحسب شبكة «سوريا مباشر» المعارضة.
كما تعرضت قرية المكرمية لقصف مماثل أوقع عددًا من الجرحى في صفوف المدنيين، إضافة لدمار كبير في المنازل والممتلكات. ومن جانب آخر، دارت اشتباكات بين كتائب المعارضة وقوات النظام في محيط مدينة تلبيسة وقرية أم شرشوح، أدت إلى مقتل وجرح عدد من عناصر الأخيرة.
وأفاد ناشطون لشبكة «سوريا مباشر» بأن معظم الجثث تحولت إلى أشلاء بين الأنقاض، وأكثر من 30 جريحا معظمهم في حالة خطر وجروح شديدة. وأشار المصدر إلى أن الأهالي لا يزالون يبحثون عن ناجين أو ضحايا تحت الأنقاض.
ويذكر أن النظام لجأ في الآونة الأخيرة لاستهداف مناطق في ريف حمص الشمالي خارجة عن سيطرته بالبراميل المتفجرة وصواريخ أرض - أرض بعد فشل القوات البرية في التقدم إليها.
في السويداء (جنوب سوريا) اعترض مجموعة من شيوخ وأهالي المنطقة، أمس (الأحد)، طريق آليات النظام العسكرية التي تنقل الأسلحة الثقيلة خارج المدينة، مطالبين بإبقاء الدبابات والأسلحة داخل المدينة لحمايتها، وعدم إفراغها تمهيدًا - كما يبدو - لانسحاب «تكتيكي» لصالح تنظيم داعش الذي أصبح شرق السويداء، كما حدث في مدينة تدمر وسط سوريا، بحسب ما ذكرت صفحة «تجمع أحرار السويداء».
وقطع بعض المشايخ ووجهاء المدينة الطريق عند دوار العمران، ووقفوا أمام الآليات التي تحمل (الدبابات) إلى خارج المدينة، مطالبين بإبقائها لحماية المدنيين. ويقول موقع «سراج» إنه سبق للنظام منذ أسابيع أن نقل محتويات متحف السويداء إلى جهة مجهولة بذريعة حمايتها، وبدأ يهدد أهالي المحافظة بذريعة امتناع الشباب عن الانضمام إلى الخدمة العسكرية.
وكان أبو فهد بلعوس، أحد مشايخ السويداء، حذر من إفراغ النظام للمحافظة من الأسلحة الثقيلة، لا سيما المدرعات، خاصة مع اقتراب تنظيم داعش، مؤخرًا من السويداء، مؤكدًا أن السلاح «ملك للشعب، ووجد لحمايته».
على الصعيد الإنساني، دعت منظمة «أطباء بلا حدود» إلى تعزيز المساعدات الطارئة للعاملين في المجال الطبي في سوريا، لمواجهة ما وصفته بـ«العنف المستشري»، نتيجة القصف الدموي الذي تتعرض له مختلف المناطق في سوريا من قبل قوات الأسد، لا سيما إدلب التي تعرضت لثلاث هجمات بغاز الكلور من طيران النظام خلال الفترة الماضية.
وقال مدير العمليات في المنظمة الدكتور بارت يانسنز: «من الصعب تصور حجم المعاناة التي يواجهها الأطباء والممرضون، ونحن نعلم من خلال تجربتنا بأن وصول 40 مريضًا في حالة إصابات جماعية إلى مستشفى مجهز بالكامل بالمعدات والطواقم يشكل تحديًا يائسًا، فما بالنا بمستشفيات غير مجهزة». وأضاف يانسنز: «المشافي الميدانية محدودة الموارد والأطباء شهدوا ضعف عدد الجرحى الذين وصلوا خلال ساعات قليلة».
من جهتها، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ما لا يقل عن 119 حادثة استهداف لمنشآت حيوية خلال شهر مايو (أيار) الماضي، توزعت حسب الجهة المستهدفة إلى 95 حادثة من قبل القوات النظامية، و18 حادثة من قبل تنظيم داعش، و4 حوادث من قبل فصائل المعارضة المسلحة، وحادثة واحدة من قبل قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي. وحادثة واحدة قامت بها جهة لم تتمكن الشبكة من تحديدها.
وتوزعت الحوادث إلى 17 مكانًا دينيًا، و27 منشأة طبية، و21 مدرسة، و10 سيارة إسعاف، و13 سوقا، و5 سيارات خدمية، و5 مقرات حكومية، و4 مقرات للهلال الأحمر السوري، و3 مقرات لمنظمات دولية، و3 مواقع أثرية، و2 من الأفران، و2 من البنى التحتية، و2 من السفارات، و1 من الجسور والمعابر، و1 مركز دفاع مدني، و1 من معامل الصناعات الدوائية، و1 مركز انطلاق سيارات، و1 دار للأيتام.
ويلفت التقرير إلى أن كل ما تم توثيقه من هجمات على هذه المراكز الحيوية، هو الحد الأدنى، وأن التحقيقات التي أجرتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أثبتت عدم وجود مقرات عسكرية في تلك المراكز، سواء قبل أو أثناء الهجوم. وأضافت أنه على القوات النظامية، وغيرها من مرتكبي تلك الجرائم، أن يبرروا أمام الأمم المتحدة ومجلس الأمن قيامهم بتلك الهجمات.
ووفق التقرير فإن القانون الدولي الإنساني يعتبر الهجمات العشوائية أو المتعمدة أو غير المتناسبة، هجمات غير مشروعة، وإن استهداف القوات النظامية للمدارس والمشافي والكنائس والأفران، هو استخفاف صارخ بأدنى معايير القانون الدولي الإنساني وقرارات مجلس الأمن ويذكر التقرير أن الجماعات المتشددة وبعض المجموعات المسلحة الأخرى، وأيضا قوات التحالف الدولي قامت باستهداف بعض تلك المراكز.
التحالف الدولي يستهدف «داعش» للمرة الأولى في معركته ضدّ معارضة غير كردية
التنظيم يستكمل حصار حلب بالنيابة عن النظام ويقطع طرق الإمداد إلى أحيائها
الشرق الأوسط...بيروت: سالم ناصيف
حذرت مصادر محلية في محافظة حلب من تفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية السيئة التي يعيشها سكان المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، وخصوصا سكان أحياء مدينة حلب المحررة والبالغ عددهم قرابة نصف مليون نسمة، في ظل استمرار المعارك من جهة واستهداف طيران النظام أحياءهم من جهة أخرى.
وقد سجّل ليل الأحد تنفيذ التحالف الدولي أربع ضربات جوية ضد مواقع «داعش» في شمال سوريا تزامنت للمرة الأولى مع خوض التنظيم اشتباكات ضد فصائل معارضة بينها جبهة النصرة، وفق ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان، معتبرا أنّ الضربات الجوية تشكل «دعما غير مباشر لحركة أحرار الشام وجبهة النصرة» التي تصنفها واشنطن على قائمة «المنظمات الإرهابية».
وقال المرصد: «نفذت طائرات تابعة للتحالف العربي الدولي بعد منتصف ليل السبت الأحد أربع ضربات استهدفت نقاط تمركز تنظيم داعش في بلدة صوران أعزاز، حيث تدور اشتباكات بين عناصر التنظيم من جهة، وحركة أحرار الشام وفصائل معارضة وجبهة النصرة من جهة أخرى».
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «إنها المرة الأولى التي يدعم التحالف الدولي معارضة غير كردية في اشتباكات ضد مقاتلي تنظيم داعش». وتابع قوله إن الضربات تشير إلى وجود «قرار أميركي بمنع تقدم التنظيم من صوران إلى مدينة أعزاز الحدودية مع تركيا».
وكانت غارات التحالف استهدفت أيضا مقرات تابعة لجبهة النصرة كان آخرها في حلب في 20 مايو (أيار)، كما استهدفت مقرا لحركة أحرار الشام في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في شمال غربي سوريا.
وسيطر تنظيم داعش الأسبوع الماضي على بلدة صوران القريبة من مارع والواقعة على طريق إمداد رئيسي للمعارضة من تركيا إلى حلب، بعد اشتباكات عنيفة ضد فصائل معارضة.
وتبعد صوران عن مدينة أعزاز ومعبر باب السلامة الحدودي مع تركيا نحو عشرة كيلومترات.
وكان قد أدى التصعيد الأخير الذي نفذه تنظيم داعش في مناطق سيطرة المعارضة واحتلاله لبعض القرى في الريف الشمالي الشرقي إلى انقطاع طرق المواصلات الحيوية التي كانت تغذي مدينة حلب بالمحروقات والمواد التموينية، والتي تعتبر المتنفس الوحيد الذي يربط المدينة بريفها الشمالي والشمالي الشرقي بعد أن أطبق النظام طوقه على المدينة من جهات الشرق والجنوب والغرب.
وذكر براء أبو صالح مدير مكتب الإغاثة في «مجلس مدينة حلب» لـ«الشرق الأوسط» أن أحياء المدينة وقعت في حالة أشبه بالحصار بعد هجوم تنظيم داعش الأخير وسيطرته على مناطق الحصية والوردية وغرناطة في الريف الشمالي الشرقي، إضافة إلى أن الاشتباكات الحاصلة في منطقة سد الشهباء أدت إلى انقطاع الطريق الواصل إلى مدينة الباب والتي رغم وقوعها تحت سيطرة «داعش» لا تزال المورد الوحيد الذي يغذي حلب بالوقود.
من جهة ثانية كان لسيطرة «داعش» على منطقة أم القرى على طريق إعزاز أن أدى إلى قلة توفر المواد التموينية وارتفاع أسعارها داخل مدينة حلب. وبعدما كان هذا الطريق يؤمن عبور المساعدات الإنسانية والسلع الأساسية المستوردة من تركيا، أصبح من اللازم المرور من طرق الريف الغربي للوصول إلى أعزاز وهو طريق صعب ومحفوف بكثير من المخاطر.
وأشار المصدر إلى أن التنظيم حقق للنظام خدمة كبيرة جراء احتلاله لتلك المناطق بعدما كان قد عجز الأخير قبل عام ونصف العام عن قطعها، وذلك بعدما قام طيرانه بشكل فاضح بمساندة «داعش» أثناء هجومه والتمهيد الطريق له من خلال قصف مواقع الجيش الحر فيها أثناء الاشتباكات التي دارت بين الطرفين، ما سهل على التنظيم استيلاءه عليها. وتعد الطرق التي استولى عليها التنظيم بمثابة منافذ الإمداد الرئيسية التي تصل حلب مع محيطها الخارجي المحرر من جهة، كما تصل المناطق المحررة بمناطق النظام، والتي تمر بأماكن سيطرة تنظيم داعش من جهة ثانية.
ويعتبر طريق حلب - الباب، بمثابة الطريق التجاري الوحيد الذي يغذي أسواق المدينة بالخضار والفواكه القادمة من الريف الشرقي، وبالتالي فإن انقطاعه سيحرم أسواق أحياء حلب المحررة من الحصول عليها، خصوصا في ظل إغلاق النظام لمنافذ المدينة الواصلة باتجاه الشرق والجنوب والغرب.
وسرعان ما أدى انقطاع طريق الباب إلى زياد سعر مادة المازوت من 17 ألف ليرة ثمنًا للبرميل الواحد إلى 35 ألف ليرة، وهو الأمر الذي أدى إلى توقف شبه تام لقطاع النقل البري الذي يربط المدينة بريفيها الشمالي والشمالي الشرقي، وشكل ذلك حرمانًا لانتقال العمالة والموظفين إلى مناطق عملهم في الريف الشمالي الشرقي وفي مناطق سيطرة النظام.
ويهدد ارتفاع سعر المحروقات بتوقف عمل المخابز داخل أحياء مدينة حلب المحررة كونها تعتمد على مادة المازوت في التشغيل لإنتاج الخبز، في ظل الانقطاع شبه الدائم للتيار الكهربائي. ويعيش داخل أحياء مدينة حلب المحررة قرابة نصف مليون نسمة من أصل مليون ونصف المليون، وتعتبر هذه الفئة من الأكثر فقرًا ويعتمد معظمها على ما يقدم من المساعدات بلغت أخيرا قرابة 65 ألف سلة غذائية، وفق ما ذكر مدير مكتب الإغاثة في حلب، واختارت تلك العائلات البقاء في المدينة كونها لا تمتلك القدرة على تحمل أعباء السفر والنزوح خارج حلب أو إلى تركيا. وتصل نسبة البطالة بين أوساط تلك الفئة إلى 90 في المائة، ساهم في ازديادها توقف القطاع الصناعي الذي كان يعتبر من أهم موارد الدخل والتشغيل في حلب، إضافة إلى توقف أعمال التجارة، واقتصار المشاريع المتبقية على رؤوس أموال بسيطة لا يمكنها تأمين فرص عمل لغير أصحابها.
التحالف يتدخّل ضد «داعش» في معاركه مع «النصرة»
لندن - «الحياة»
للمرة الأولى منذ بدء التحالف الدولي ضرباته لمواقع المتشدّدين في سورية، شنّت طائراته فجر أمس غارات على مواقع لتنظيم «داعش» في الشمال، حيث يشتبك التنظيم مع فصائل إسلامية بينها «جبهة النصرة»، ما يُعتبر تدخُّلاً دولياً لمصلحة المعارضة الإسلامية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «طائرات تابعة للتحالف العربي - الدولي نَفَّذَت بعد منتصف ليل السبت - الأحد، أربع ضربات استهدفت نقاط تمركز «داعش» في بلدة صوران اعزاز، حيث تدور اشتباكات بين عناصر التنظيم وحركة «أحرار الشام» و «جبهة النصرة» (ذراع «القاعدة» في سورية) وفصائل إسلامية أخرى». وأوضح المرصد أن هذه هي المرة الأولى التي «يدعم التحالف معارضة غير كردية في اشتباكات ضد مقاتلي «داعش»
وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لوكالة «فرانس برس» إن الضربات تشير إلى وجود «قرار أميركي بمنع تقدُّم التنظيم من صوران إلى مدينة أعزاز الحدودية مع تركيا»، معتبراً أن الضربات الجوية تُشكِّل «دعماً غير مباشر لحركة أحرار الشام وجبهة النصرة» التي تضعها واشنطن على قائمة المنظمات الإرهابية. وتسيطر الفصائل الإسلامية المعارضة على معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا في منطقة اعزاز.
وينفّذ التحالف بقيادة الولايات المتحدة منذ أيلول (سبتمبر) غارات جوية على مواقع لـ «داعش» في العراق وسورية، كما قدَّم دعماً مباشراً للمقاتلين الأكراد في معاركهم ضد التنظيم في شمال سورية. وطاولت غارات التحالف أيضاً مقرات تابعة لـ «جبهة النصرة»، آخرها في حلب في 20 أيار (مايو)، كما استهدفت مقراً لحركة «أحرار الشام» في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في شمال غربي سورية.
وسيطَرَ «داعش» الأسبوع الماضي على بلدة صوران القريبة من مارع والواقعة على طريق إمداد رئيسي للمعارضة من تركيا إلى حلب، بعد اشتباكات عنيفة ضد فصائل إسلامية أبرزها حركة «أحرار الشام»، إضافة إلى مقاتلي «جبهة النصرة».
إلى ذلك، أكد الجيش السوري أمس أنه صدّ هجوماً كبيراً شنَّه «داعش» في مدينة الحسكة شمال شرقي البلاد، مُجبراً مقاتليه على الانسحاب بعدما استولوا على منشآت رئيسية في المشارف الجنوبية للمدينة. ويحظى الجزء الشمالي الشرقي من سورية بأهمية استراتيجية لأنه يربط بين المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في سورية والعراق.
كما يسعى أكراد سورية إلى توسيع سيطرتهم على منطقة تمتد من كوباني (عين العرب) إلى القامشلي التي يعتبرونها جزءاً من دولة كردية يطمحون إلى تأسيسها. وتقدّم «داعش» من معقله في مدينة الشدادي جنوب مدينة الحسكة في شكل خاطف هذا الأسبوع، بعد تنفيذه عدداً من العمليات الانتحارية طاولت نقاط تفتيش للجيش السوري على مشارف المدينة، بشاحنات مفخّخة.
التحالف يستهدف «داعش» في سورية لمنع تقدمه نحو مدينة اعزاز الحدودية
بيروت، لندن - «الحياة» - أ ف ب -
شن التحالف الدولي أربع ضربات جوية فجر أمس ضد مواقع لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في شمال سورية تزامنت للمرة الأولى مع خوض عناصر التنظيم اشتباكات ضد فصائل إسلامية بينها جبهة النصرة، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأعرب مناصرون لـ «داعش»، على موقع تويتر، عن غضبهم من غارات التحالف، متهمين الفصائل المعارضة بأنها «عميلة لأميركا». وقال المرصد في بريد إلكتروني أمس، تلقت وكالة «فرانس برس» نسخة منه إن «طائرات تابعة للتحالف العربي الدولي نفذت بعد منتصف ليل السبت الأحد، أربع ضربات استهدفت نقاط تمركز تنظيم الدولة الإسلامية في بلدة صوران إعزاز، حيث تدور اشتباكات بين عناصر التنظيم من جهة، وحركة أحرار الشام وفصائل إسلامية وجبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سورية) من جهة أخرى».
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «إنها المرة الأولى التي يدعم التحالف الدولي معارضة غير كردية في اشتباكات ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية».
وأضاف أن الضربات تشير إلى وجود «قرار أميركي بمنع تقدم التنظيم من صوران إلى مدينة اعزاز الحدودية مع تركيا»، معتبراً أن الضربات الجوية تشكل «دعماً غير مباشر لحركة أحرار الشام وجبهة النصرة» التي تصنفها واشنطن على قائمة المنظمات الإرهابية.
وينفذ التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية منذ أيلول (سبتمبر) غارات جوية على مواقع لتنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق وسورية، كما قدم دعماً مباشراً للمقاتلين الأكراد في معاركهم ضد التنظيم في شمال البلاد. وطاولت غارات التحالف أيضاً مقرات تابعة لجبهة النصرة، كان آخرها في حلب في 20 أيار (مايو)، كما استهدفت مقراً لحركة أحرار الشام في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في شمال غرب سورية.
وسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» الأسبوع الماضي على بلدة صوران القريبة من مارع والواقعة على طريق إمداد رئيسي للمعارضة من تركيا إلى حلب، بعد اشتباكات عنيفة ضد فصائل إسلامية أبرزها حركة أحرار الشام، إضافة إلى مقاتلي جبهة النصرة.
وتبعد صوران عن مدينة إعزاز ومعبر باب السلامة الحدودي مع تركيا نحو عشرة كيلومترات. وتشهد سورية منذ منتصف آذار (مارس) 2011 نزاعاً بدأ باحتجاجات سلمية ضد السلطات قبل أن يتحوّل إلى حرب دامية فاقمها تصاعد نفوذ التنظيمات الجهادية، وأسفرت عن مقتل أكثر من 220 ألف شخص وتهجير الملايين من السوريين.
وتواصلت المعارك أمس بين مقاتلي «جيش الفتح» وقوات الأسد في ريف إدلب الغربي، في محاولة من قوات المعارضة استعادة السيطرة على بعض النقاط التي خسروها الليلة قبل الماضية في المنطقة. وقال أبو الخير الإدلبي القائد الميداني في «جيش الفتح» في تصريح لوكالة «مسار برس» أن المعارك لا تزال متواصلة حتى وقت متأخر من يوم أمس مع قوات الأسد في بلدة الفريكة وتلال حمكي والشيخ خطاب وأعور غرب إدلب، مشيراً إلى أن الثوار مصممون على استعادة النقاط التي سيطرت عليها قوات الأسد أمس الأول. وذكر أبو الخير أن عشرات الجثث من قوات الأسد لا تزال ملقاة على طريق محمبل – فريكة.
وأكد مسؤول لجنة الغنائم في «جيش الفتح» لمراسل «مسار برس» أن كمية الغنائم التي حصل عليها المعارضون في محمبل تعادل غنائم مدينة إدلب كاملة.
وكان قوات المعارضة سيطرت على بلدة محمبل وقريتي جنقرة وعين الحمرا وحاجز المعصرة الواقع على طريق محمبل – الفريكة غرب إدلب بعد اشتباكات مع قوات الأسد التي تمكّنت أيضاً من استعادة نقاط في تلتي حمكي والشيخ خطاب وبلدة الفريكة.
وقالت الوكالة أن طيران النظام ألقى برميلين متفجرين يحويان غازات سامة على قرية الكستن في ريف جسر الشغور، الأمر الذي أدى إلى وقوع ثماني حالات اختناق، كما استهدف الطيران الحربي منازل المدنيين في قرى القياسات ومحمبل وإحسم وكفر شلايا ومعراتة وبسامس وإبلين ومدرسة كفرعويد في ريف إدلب بالصواريخ الفراغية من دون ورود أنباء عن وجود إصابات. وقُتل مدنيان إثر استهداف الطيران المروحي قرية أبو الزبير في ريف جسر الشغور ببرميل متفجر، في حين قُصفت قرية كنصفرة بحاوية متفجرة أدت إلى دمار كبير في المباني السكنية.
النظام يستعيد جزءاً من جنوب الحسكة و «داعش» يتراجع إلى محيط سجن «الأحداث»
لندن - «الحياة»
قال الجيش السوري أمس أنه صد هجوماً كبيراً شنه تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في مدينة الحسكة بشمال شرقي البلاد، مجبراً مقاتليه على الانسحاب بعدما استولوا على منشآت رئيسية على المشارف الجنوبية للمدينة. ويحظى الجزء الشمالي الشرقي من سورية بأهمية استراتيجية لأنه يربط بين المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في كل من سورية والعراق.
كما يسعى أكراد سورية إلى توسيع سيطرتهم الميدانية على منطقة تمتد من كوباني (عين العرب) إلى القامشلي التي يعتبرونها جزءاً من الدولة الكردية التاريخية التي يطمحون إلى تأسيسها مستقبلاً. وتقدم تنظيم «الدولة الإسلامية» من معقله في مدينة الشدادي جنوب مدينة الحسكة في شكل خاطف هذا الأسبوع بعد تنفيذه عدداً من العمليات الانتحارية على نقاط تفتيش تابعة للجيش السوري على مشارف المدينة بشاحنات محملة بالمتفجرات.
ونقل التلفزيون السوري عن مصدر عسكري في محافظة الحسكة قوله أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية أحكمت سيطرتها على محطة تحويل الكهرباء الرئيسية» وسجن للأحداث وقريتين على بعد نحو كيلومترين جنوب الحسكة، من أيدي التنظيم.
وتعتبر هذه الهجمات الأعنف التي يشنها «داعش» على الحسكة عاصمة المحافظة التي تشتهر بإنتاج الحبوب واحتوائها على آبار للنفط، والمقسومة إلى منطقتين يحكم إحداها النظام السوري والثانية إدارة كردية.
وكان من المفترض أن تخفف العملية العسكرية التي شنها التنظيم المتشدد الضغط على مقاتليه الذين أوشكوا حينذاك على خسارة أراض واسعة لمصلحة الأكراد وعدد من العشائر العربية التي تدعمهم بعد خسارتهم عدداً آخر من القرى العربية غير المأهولة حول بلدتي راس العين وتل أبيض غرب مدينة الحسكة على الحدود مع تركيا.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أمس لوكالة «فرانس برس»، أن «تنظيم الدولة الإسلامية تراجع إثر اشتباكات عنيفة ليلاً ضـــــد قوات النظام إلى محيط سجن الأحداث الواقع على بعد كيلومترين عن المدينة بعدما كان وصل إلى مشارفها فجر الخميس».
وأكد المرصد أن «قوات النظام تمكّنت من التقدم جنوب المدينة وأجبرت التنظيم على التراجع» بعد «قصف كثيف على نقاط تمركز التنظيم في المنطقة».
وأوضح عبدالرحمن أن المعارك مستمرة في محيط سجن الأحداث الذي لا يزال تحت سيطرة مقاتلي التنظيم بعدما تمكنوا الأربعاء من طرد قوات النظام منه ومن مواقع مجاورة عدة بينها شركة الكهرباء.
وسجن الأحداث هو مبنى قيد الإنشاء اتخذته قوات النظام مقراً لها قبل أن يسيطر عليه «داعش» إثر بدئه هجوماً عنيفاً في 30 أيار (مايو) باتجاه مدينة الحسكة.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الـــشعبية تحكم سيطرتها على محطة تحويل الكــهرباء الرئيسية ومعهد الأحداث وقرية الوطواطية والمشتل الزراعي بريف الحسكة». ويســـــيطر الأكراد على أحياء المدينة الغربية والشمالية.
ويتولى المقاتلون الأكراد الدفاع عن الجبهة الجنوبية الغربية للمدينة حيث يوجدون، لكنهم عملياً يقاتلون قوات النظام ضد جهة واحدة هي تنظيم «داعش».
ولم يشارك الأكراد في القتال في الأيام الماضية، ما جعلهم عرضة لانتقادات عدة، كان أبرزها ما قالته صحيفة «الوطن» القريبة من النظام السوري من أن الأكراد «تخاذلوا» عن مساندة قوات النظام.
لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال أن «تصدي مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية لتنظيم داعش يأتي بعد انتقادات من مختلف مكونات المدينة التي عقدت اجتماعات متتالية في الأيام الأخيرة مطالبة الأكراد بالمشاركة في الدفاع عن المدينة».
وأضاف: «وافق الأكراد على القتال بعد التعهد بالاعتراف بهم كقوة مقاتلة أساسية في المدينة».
وأسفرت العمليات العسكرية منذ اندلاعها عن مقتل 71 عنـــصراً على الأقل من قوات النـــــظام والمسلحين الموالين لها، بينهم قــــائد كتائب البعث في الحسكة، و48 عنــــصراً على الأقل من تنظيم «الدولة الإسلامية».
عدم اشتراك الجيش اللبناني بمعارك جرود عرسال يهدد بانهيار نصرالله
إيران تجمد إرسال مقاتلي الحرس الثوري إلى سورية لحماية الساحل
برلماني سوري منشق في الأردن لـ”السياسة”: المعركة الحقيقية في عرسال تبدأ خلال يومين
السياسة...لندن – كتب حميد غريافي:
أعلن برلماني سوري منشق في الأردن, في تصريحات إلى “السياسة” أن معارك الكر والفر بين ميليشيات “حزب الله” ومسلحي المعارضة السورية في جرود عرسال شرق البقاع, تزحف ببطء, نحو تلك البلدة السنية ذات الـ 45 ألف ساكن من اللبنانيين وعدد مماثل تقريباً من اللاجئين السوريين من “جهنم (الرئيس) بشار الأسد و(الأمين العام لـ”حزب الله”) حسن نصرالله”.
وأكدت أوساط عسكرية لبنانية خبيرة, أن هذا الزحف يهدف إلى دفع أولئك المقاتلين الغرباء إليها لتبرير تصميم الحزب الايراني على اقتحامها وتدميرها وتهجير سكانها, إذ “بلغت غريزة الانتقام من الأهالي, حد اعلان الحرب عليهم, وجر الجيش الى ضربهم كما في السابق, ردا على السيارات المفخخة التي انطلقت خلال الأعوام الثلاثة الماضية من مناطقهم الى الضاحية الجنوبية من بيروت”, عقر مقر حسن نصرالله وقياداته السياسية والأمنية والعسكرية, وعلى قتل واختطاف العشرات من رجال الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وسكان الرمل وبريتال وسواهما, قبل ان يتوقف كل شيء.
وعلى الرغم من ضبابية المعارك في جرود عرسال والتلال والجبال السورية المشرفة عليها منذ نحو ثلاثة اسابيع, وتضارب مزاعم “حزب الله” والمسلحين السوريين بشأن الانتصارات والهزائم وعدد القتلى والجرحى, إلا أن المؤكد هو قضم هؤلاء المسلحين مرتفعات عرسال “من فوق باتجاه البلدة في الأسفل” التي دخلتها آلاف عدة من الجيش والقوى الأمنية الأسبوع الماضي, كدليل على عمليات القضم الاسلامية السورية, حيث تستميت ميليشيات نصرالله ونبيه بري التي تم دعمها خلال الأيام العشرة الماضية بنحو 800 “متطوع” شيعي مدني من بعلبك والهرمل والبلدات المحيطة بهما, “دفاعا عن البقاع الشيعي” في نصب الكمائن والتصدي لجماعات “جبهة النصرة” و”الجيش السوري الحر” وبعض المقاتلين الدائرين في فلكهما لمنعهم من دخول عرسال وقرى أخرى محيطة بها, ما من شأنه التسبب في اندلاع حرب شيعية – سنية يتكاتف فيها سنة تلك القرى مع المسلحين السوريين لاجتياح البقاع على الرغم مما يقال عن جاهزية الجيش للدفاع عن كل شبر في لبنان”.
وأكد النائب في البرلمان السوري المنشق ل¯”السياسة”, أن المعلومات الواردة من القلمون المحيط بالأراضي اللبنانية “تشير إلى أن “المعركة الحقيقية في مرتفعات عرسال وبلدتها امتدادا إلى القاع ورأس بعلبك وسواهما ستبدأ غداً أو بعد غد, عقب وصول آلاف المقاتلين السوريين من شمال البلاد ومن درعا الجنوبية لدعم المقاتلين الراهنين فيها, وبعدما انضم إلى ميليشيات نصرالله أخيراً المئات من قوات الحرس الثوري الايراني وعصابات الميليشيات الشيعية, في وقت حشدت وحدات الجيش اللبناني بطاريات مدافعها بعيدة ومتوسطة المدى والمضادات الأرضية للدبابات والآليات على حدود عرسال الشرقية باتجاه الجبال”.
وأكد أن “الحالة النفسية الانهزامية التي بلغها الأسد خلال الأشهر الثلاثة الماضية, انعكست على الايرانيين وجماعاتهم اللبنانية في سورية ولبنان خيبات أمل, أثرت في سياق قتالهم وهروبهم أمام ضربات المسلحين, واصابتهم بالإرتباك حيث لم يتمكنوا بعد سنتين من المعارك في المناطق الممتدة من حدود ادلب مع الأردن حتى ريف دمشق, من استرداد ولو جزء صغير مما خسروه, وخصوصاً في منطقة القلمون”.
وكشف أن صعوبة وضع الأسد وجماعته الحاكمة وقيادات قواته المسلحة والأمنية, “حملت الإيرانيين على وقف ارسال مابين 30 و50 الفا من الحرس الثوري كما صرحوا قبل أسبوعين الى سورية لدعم الساحل الذي لم يبق في يد الأسد والعلويين, فاكتفوا بارسال “حزب الله” وبعض جماعاتهم المقيمة في سورية منذ نحو سنتين, بعدما شعروا للمرة الأولى بانزلاق الارض السورية تحت اقدامهم وبعدما وضعهم نصرالله في الصورة الحقيقية لأوضاع “جبهة الممانعة” منذ انخراط سلاح الجو التابع للتحالف الدولي بالتدخل في العراق وسورية, بذريعة “محاربة داعش”.
وأكد البرلماني أن “دخول آلاف من القوى العسكرية والأمنية إلى بلدة عرسال الأسبوع الماضي, قطع أي أمل لنصرالله باجتياحها لتسجيل نصر كاذب في حرب القلمون يعوضه أمام جماعاته الحاضنة وأمام ايران عن هزيمته في سورية من كل الجبهات”.
المصدر: مصادر مختلفة