السجن لـ 57 بحرينياً دينوا بالتخطيط لهجمات...«كاتيوشا» على مسجد في نجران ومشاورات جنيف مكوكية... بالواسطة
تأجيل المشاورات اليمنية يومًا بسبب صراع بين ممثلي الوفد الحوثي حول من يركب الطائرة المتجهة إلى جنيف....خلافات بين الحوثيين و«المتحوثين» في الحديدة
الأحد 14 حزيران 2015 - 6:24 ص 2178 عربية |
تأجيل المشاورات اليمنية يومًا بسبب صراع بين ممثلي الوفد الحوثي حول من يركب الطائرة المتجهة إلى جنيف
مصادر دبلوماسية: المتمردون يختلقون عقبات لوجستية بإصرارهم على الإقامة في فندق مختلف عن نزل الوفد الحكومي
الشرق الأوسط..واشنطن: هبة القدسي الرياض: ناصر الحقباني
أعلنت الأمم المتحدة تأجيل المشاورات في جنيف إلى يوم الاثنين بدلا من يوم غد الأحد، مشيرا إلى «ظروف غير متوقعة» تتعلق بوصول أحد الوفود اليمنية إلى جنيف مساء الأحد. لكن «الشرق الأوسط» علمت أن سبب التأجيل هو «تدافع» من قبل نحو 40 شخصية محسوبة على الحوثيين أرادوا كلهم ركوب الطائرة التي كانت تريد نقل الوفد الحوثي إلى جنيف أمس.
وقال مكتب الأمين العام للأمم المتحدة في رسالة للصحافيين بأن الأمين العام بان كي مون ومبعوثه الخاص إسماعيل ولد الشيخ أحمد سيبدآن المشاورات مع الوفود اليمنية صباح الاثنين، حيث سيلتقي الأمين العام بان مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي وسفراء مجموعة الدول الـ16 الأحد، على أن يتحدث خلال مؤتمر صحافي بعد المشاورات الرئيسية يوم الاثنين.
وأعلن ستيفان دوغريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن سبعة مقاعد خصصت لكلا الجانبين في المشاورات التي تستضيفها الأمم المتحدة في جنيف، بين ممثلي الحكومة اليمنية الشرعية من جهة وممثلي المتمردين الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة أخرى، مؤكدا أن المشاورات ستجري بشكل منفصل بين الأطراف المعنية.
وقال دوغريك خلال المؤتمر الصحافي اليومي للأمم المتحدة في نيويورك «ستكون هناك مشاركة من ممثلي حزب المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي والناصريين وحزب التجمع اليمني للإصلاح، كما سيشارك ممثلون من حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وما نريده هو إجراء محادثات من دون شروط بما يؤدي إلى إعلان هدنة إنسانية بأسرع وقت ممكن لإنهاء معاناة اليمنيين». وحول التوقعات المنتظرة من مشاورات جنيف قال دوغريك «نحن واقعيون فيما يتعلق بالنتائج المتوقعة، والمعاناة اليومية للشعب اليمني يجب أن تذكر كل الأطراف بضرورة التوصل إلى تسوية سياسية».
وأشار دوغريك إلى إحصاءات منظمات الإغاثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة التي توضح احتياج 11.4 مليون يمني إلى ملاجئ بينهم 7.3 مليون من الأطفال وزيادة عدد الأشخاص المحتاجين إلى مساعدات غذائية لأكثر من 12.3 مليون شخص بما يمثل نصف سكان اليمن. وأشار دوغريك أن تلك الأرقام تشكل زيادة بنسبة 50 في المائة عن الأرقام السابقة في بدء العمليات العسكرية.
وعشية مؤتمر جنيف، تضاءلت الآمال في أن تؤدي تلك المشاورات إلى نتائج إيجابية حقيقية، مع عدم وجود مؤشرات حول امتثال الحوثيين واستعدادهم لتنفيذ قرارات مجلس الأمن وخاصة القرار 2216 الذي يطالبهم بالانسحاب من المدن وتسليم أسلحتهم. ووسط تصعيد عسكري متواصل من قبل ميليشيات الحوثي وأنصار الرئيس المخلوع صالح في محاولة لتعزيز وضعهم التفاوضي في مشاورات جنيف والحصول على اعتراف دولي بوجودهم كعنصر من المكونات السياسية في مستقبل اليمن.
وقال أحمد فوزي المتحدث باسم الأمم المتحدة بجنيف بأن الأمين العام بان كي مون سيعقد لقاءات مع الأطراف اليمنية والقوى الإقليمية قبل بدء المشاورات التي يتوقع أن تستمر لمدة ثلاثة أيام. وأوضح فوزي في بيان صحافي صباح أمس أن المبعوث الخاص لليمن سيجري محادثات منفصلة مع طرفي الصراع على أمل جمعهما على مائدة واحدة في نهاية المطاف. وأضاف: «ستنطلق المحادثات كمشاورات تقارب، أي أن المبعوث الأممي سينتقل في جولات مكوكية بين الطرفين أملا في أن يتمكن من جمعهما معا خلال تلك المشاورات». وتابع: «نأمل في أن تؤدي تلك المفاوضات إلى ديناميكية جديدة من شأنها بناء ثقة بين الأطراف اليمنية وتحقيق فوائد ملموسة لليمنيين خاصة وقف العنف وزيادة فرص الحصول على المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية».
ومن المقرر أن يفتتح الأمين العام للأمم المتحدة الجلسة الافتتاحية للمشاورات ويلقي خطابا يحث فيه جميع الأطراف على وضع مصلحة الشعب اليمني في أولوية اهتماماتهم وأن يعملوا بجهد للتوصل إلى أرضية مشتركة تمكن من الاقتراب من تسوية سياسية تؤدي إلى تنفيذ وقف لإطلاق النار وتنفيذ هدنة إنسانية خلال شهر رمضان تمكن المنظمات الإنسانية من توصيل المساعدات لمن هم في أمس الحاجة إليها.
وبالإضافة إلى الأطراف اليمنية يفترض أن يحضر سفراء وممثلو مجموعة الدول الـ16 الراعية للمبادرة الخليجية (تضم الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن ودول مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى ألمانيا واليابان وهولندا وتركيا والاتحاد الأوروبي).
وذكر مصدر دبلوماسي لـ«الشرق الأوسط» أن المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد يرغب في أن يعقد تلك المشاورات المنفصلة على أمل تقريب وجهات النظر وإيجاد أرضية مشتركة بين الأطراف المتصارعة. وأضاف: «يحاول ولد الشيخ أحمد الحصول على تنازلات من جانب الحوثيين بحيث يعلنون استعدادهم للانسحاب من بعض المناطق الجنوبية ومن مدينة عدن كجزء من الجهود الأولية للتوصل إلى اتفاق، وبعد ذلك يمكن العمل على توفير أرضية تمكننا على المدى الطويل تحقيق تسوية سياسية حقيقية». وشكك الدبلوماسي في إمكانية إقدام الحوثيين على الانسحاب من عدن وبعض المناطق الجنوبية بسهولة، مشيرا إلى أن كلا الطرفين ليس مستعدا لتقديم تنازلات.
من جهته، ذكر ماثيس جيلمان، من المكتب الإعلامي التابع للأمين العام للأمم المتحدة، أن المشاورات ما زالت جارية مع جماعة الحوثيين حول قائمة ممثليهم السبعة، موضحا أن القائمة تضم ممثلين من حزب المؤتمر العام والحزب الاشتراكي وحزب الإصلاح.
وأوضحت مصادر أخرى بمكتب الأمين العام للأمم المتحدة أن جماعة الحوثيين تختلق الكثير من العقبات اللوجستية الصغيرة منها إصرارهم على الإقامة في فندق آخر غير الفندق الذي يقيم به ممثلو الحكومة اليمنية ومراوغتهم فيما يتعلق بأجندة الاجتماعات مع المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد وإصرارهم على عدم الاجتماع مع ممثلي الحكومة الشرعية ورغبتهم في أن يتم ترتيب اللقاءات المنفصلة بحيث تبدأ اللقاءات معهم أولا قبل المشاورات مع الوفد الحكومي اليمني، إضافة إلى طرح مطالب سبق وتراجعوا عنها في محادثات سابقة.
من جانبه قال السفير خالد اليماني مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد سيبحث مع الحوثيين في جنيف ما إذا كانوا راغبين في تنفيذ القرار 2216 وسحب قواتهم من المدن اليمنية أم لا، وإذا وافقوا سيتم بحث تنفيذ هدنة إنسانية بشرط أن يعلن الحوثيون أنهم سيتوقفون مهاجمة قوافل الإغاثة الإنسانية، وسرقة المساعدات الإنسانية وعرقلة توصيل تلك المساعدات إلى اليمنيين». وشدد اليماني على أن دول مجلس التعاون الخليجي والحكومة اليمنية يشككون في إمكانية تنفيذ هدنة إنسانية قابلة للاستدامة في اليمن، دون التزام واضح وصريح من الحوثيين بعدم انتهاك شروط الهدنة وعدم مهاجمة وسرقة المساعدات.
وحول المؤشرات السلبية للمشاورات القادمة في جنيف قال اليماني «حتى الآن، وقبل ساعات من بدء المشاورات لم يعط الحوثيون أي رسائل جادة حول تعاطيهم مع قرار مجلس الأمن 2216 واستمروا في محاولات الظهور بمظهر الضحية وأنهم مظلومون، في الوقت الذي يدرك العالم أنهم هم من انقلب على الشرعية الدستورية في اليمن، ولا توجد مؤشرات لدى الحوثيين باعتراف أنهم ارتكبوا جرما وقادوا اليمن إلى محرقة، ولا توجد مؤشرات بنوايا جادة لوقف القتل والتدمير بل يستمر الحوثيون في إيهام مناصريهم بانتصارات وهمية، ولم تظهر جماعة الحوثي أي مؤشرات للاعتراف بالسلطة الشرعية في اليمن التي يعترف بها المجتمع الدولي بأكمله».
وشكك اليماني في رغبة الحوثيين في تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 والانسحاب من المدن وتسليم أسلحتهم، وقال: «هذا شبه مستحيل؛ فلدى الحوثيين الغطرسة والتوهم أن لديهم القوة لمواصلة العمليات العسكرية بعدما دمروا صعدة».
وبين تمسك الموقف الحكومي اليمنية بضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن وتوقعات رفض الحوثيين لتنفيذه، تبدو الصورة ضبابية حول ما ستسفر عنه مشاورات جنيف، لكن اليماني رفض الإشارة إلى احتمالات فشل مشاورات جنيف فقال: «لا نريد استباق الأمور فإذا لم تخرج مشاورات جنيف بنتائج تؤدي إلى التقدم باتجاه الحل السياسي فإن العملية السياسية في اليمن ستدخل في بيات شتوي».
وأشار سفير اليمن لدى الأمم المتحدة إلى جهود عدة أطراف دولية لإقناع الحوثيين بأنه لا خروج من الأزمة الحالية إلا بالامتثال للشرعية الدولية. وقال: «هناك ضغط دولي كبير وعلى الحوثيين أن يتفاعلوا مع جهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إسماعيل ولد الشيخ أحمد حتى يمكنهم الخروج من الأزمة وأن يتنازلوا عن أفكارهم وأجندتهم ببناء دولة ولاية الفقيه، إذ لا يمكن أن يقبل اليمنيون أن تقوم إيران بإدارة اليمن بل يريد اليمنيون أن يكون اليمن جزءا من التكامل الإقليمي والحشد الخليجي وجيرانا أوفياء للتوصل العرقي مع المملكة العربية السعودية».
وبخصوص الأعمال الإغاثية لليمن، التقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في مقر إقامته بالرياض، أمس، ستيفان أوبراين وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية. وجرى خلال اللقاء بحث الوضع الإنساني في اليمن والأعمال الإغاثية والإنسانية التي تقوم بها الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها. وأوضح الرئيس هادي أن ميليشيات الحوثي وعصابة الرئيس المخلوع صالح تقوم بارتكاب جرائم حرب في كل من محافظات عدن والضالع وتعز ولحج وشبوة ومأرب والبيضاء وغيرها من المحافظات، ويجب عدم السماح باستمرارها. وأعرب الرئيس هادي عن أمله في أن تقوم الأمم المتحدة بدور فعال في تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للشعب اليمني. وأكد أن تحسين ظروف اليمنيين هي من أهم القضايا التي تشغل الحكومة. وأوضح أنه وجه الحكومة لتسهيل كل الإجراءات لضمان وصول المساعدات الإنسانية لأبناء الشعب اليمني.
من جهته، أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة حرص المجتمع الدولي على تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لأبناء الشعب اليمني، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة تعمل مع جميع الدول على تقديم الدعم الإنساني خاصة الأدوية والمواد الغذائية عبر المنظمات التابعة للأمم المتحدة المختلفة، وتقديم المساعدات لليمنيين اللاجئين في جيبوتي.
وتشير التقديرات إلى أن نحو ألفي شخص قتلوا في اليمن منذ بداية القصف الجوي لقوات التحالف في مارس (آذار) الماضي وأجبر القتال أكثر من نصف مليون يمني عن النزوح من مدنهم. وتحذر منظمات الإغاثة الإنسانية من النقص الحاد في الغذاء والوقود والاحتياجات الطبية مع انعدام الأمن وصعوبة توصيل المساعدات الإنسانية وقيام ميليشيات الحوثيين بالاستيلاء على شحنات الغذاء والأدوية. وأشارت منظمة الصحة العالمية في تقرير حديث عن تفشي حمى الضنك في اليمن مند أواخر مارس الماضي. وقدرت عدد المصابين بنحو ثلاثة آلاف مصاب، فيما حذرت منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة من أن أكثر من 80 في المائة من سكان اليمن في حاجة ملحة للمساعدات الإنسانية.
المقاومة في تعز تكبد الانقلابيين خسائر في محيط جبل جرة وثلاثة أحياء
محافظها السابق يكشف أسباب استقالته
صنعاء: «الشرق الأوسط»
خرج محافظ تعز شوقي هائل عن صمته بعد نحو مضي شهرين على استقالته من منصبه، وانسحابه المفاجئ عن المشهد السياسي بالتزامن مع اندلاع المواجهات المسلحة واجتياح ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق لمحافظة تعز وسط اليمن، في موقف اعتبره مراقبون «موقفًا مسؤولا من رجل دولة فضل الاستقالة على أن يبقى في منصبه ويعمل تحت إمرة الانقلابيين»، وما يسمى اللجنة الثورية العليا التابعة لميليشيات الحوثي، وهو الموقف ذاته الذي اتخذه أيضًا محافظ ذمار المعين من السلطة الشرعية يحيى العمري، عقب زحف الحوثيين إلى ذمار.
وأعرب شوقي عن استيائه ممن اتهموه بـ«الخيانة». وقال: «لقد بذلت في بداية المواجهات المسلحة جهودا مضاعفة لاحتواء الموقف وحاولت عبر اللقاءات المباشرة والاتصالات المكثفة أن أمنع إراقة قطرة دم واحدة، إلا أني لم أجد أذانا صاغية، فأعلنت استقالتي»، مشيرًا إلى أنه ركز بعد الاستقالة اهتمامه بـ«الجوانب الإنسانية حيث سخرت وقتي وإمكاناتي في معالجة كثير من القضايا التي تتعلق بهموم الناس اليومية، ابتداء بضمان مواصلة عمل المستشفيات الحكومية ومرورا بتوفير المواد الغذائية الأساسية، وأيضا توفير المشتقات النفطية للمؤسسات الخدمية وعلى رأسها مؤسسة المياه ومكتب التحسين والنظافة وأيضا محطة المخا البخارية»، حسب قوله. ومعلوم أن محافظ تعز ينتمي إلى أكبر مجموعة تجارية في اليمن.
وأوضح محافظ في منشور له على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أنه غادر المدينة مضطرًا كون سلامته الشخصية في خطر، قائلاً إنه «انتقل إلى مكان يسمح لي بخدمة أبناء محافظتي بشكل أفضل».
وكشف محافظ تعز أنه ما كان ليغادر المدينة «إلا بعد أن تأكدت من أني مستهدف، وقد قيل لي إني سأواجه أشخاصا سيتنافسون على من يقتلني ليلصقوا التهمة بخصومهم».
وزاد شوقي: «أنا لست مسعر حرب، أنا رجل مدني، وأعبر في كل خطواتي العملية عن هوية تعز المدنية، وبذلت جهودا مضنية كمواطن ينشد السلام ويرفض منطق القتل في حل المشكلات، ولا يناسبني أن أحرض على سفك الدماء». واختتم شوقي منشوره بالتأكيد أنه «لن أتخلى عن سكان مدينتي تحت أي ظرف، وسأظل بقلبي المحب من داخل منزلي أو من خارج اليمن داعما للحلول والحوارات المبنية على أساس الخروج باليمن إلى بر الأمان».
ويعد شوقي هائل أول محافظ محافظة يصطدم بميليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع عقب اجتياحهم لصنعاء بشكل علني. وأعرب في مؤتمر صحافي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بالتزامن مع انتشار ميليشيات الحوثي وتمددهم في كثير من المدن والمحافظات اليمنية أن «وجود الحوثيين في تعز مرفوض»، مشترطًا «تخليهم عن السلاح في حال رغبتهم في الدخول إلى المدينة كمواطنين لا كمسلحين ولجان شعبية».
إلى ذلك، وفي المحافظة نفسها، بعث الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي برقية عزاء إلى قائد المقاومة الشعبية في تعز الشيخ حمود المخلافي في استشهاد شقيقه، في معارك الدفاع عن مدينة تعز في وجه ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع، بعد أسابيع قليلة من استشهاد نجله. وأشاد هادي بـ«ما تقدمه أسرة آل المخلافي من تضحيات كبيرة»، مشيدًا بـ«مواقفه الرجولية والبطولية، هو من يقف إلى جانبه في سبيل الدفاع عن الوطن وعن تعز من الميليشيات الحوثية التي تكن لليمن الحقد والكره، وتسعى في الأرض فسادا، وتقتل النفس المحرمة، وتروع الأطفال والنساء والآمنين في منازلهم، جراء ما يقومون به من أعمال لا تمت للإسلام بصلة».
ميدانيًا قالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن مدينة تعز شهدت في الساعات القليلة الماضية مواجهات مسلحة عنيفة بين المقاومة الشعبية وميليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع في محيط جبل جرة، وأحياء الزنوج، وكلابة، والمناخ، وشارع الأربعين شمال مدينة تعز، أسفرت عن مقتل 18 مسلحًا وعشرات الجرحى، وكبدت المقاومة ميليشيات الحوثي وصالح خسائر فادحة.
خلافات بين الحوثيين و«المتحوثين» في الحديدة
مئات السكان يتظاهرون للمطالبة بالإفراج عن ذويهم المحتجزين في سجون خاصة
الشرق الأوسط...الحديدة (اليمن): وائل حزام
شهدت مديرية الخوخة التابعة لمحافظة الحديدة في غرب اليمن، أمس، اشتباكات بين مسلحين حوثيين من محافظة صعدة وذمار، وآخرين موالين لجماعة الحوثي من أبناء تهامة، بسبب خلافات مالية، حسبما أفاد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط». وترددت أنباء عن سقوط جرحى حوثيين إصابة أحدهم خطرة، عن بروز الخلافات بشكل علني بين المسلحين الحوثيين القادمين من خارج تهامة و«المتحوثين» من أبناء المنطقة.
أما مدينة الحديدة، فشهدت أمس، بعد صلاة الجمعة، وقفة احتجاجية شارك فيها المئات من أبناء الحديدة، مطالبين بالإفراج الفوري والسريع عن كل المختطفين لدى جماعة الحوثي المسلحة بمحافظة الحديدة، الذين يعيشون، حسبما قال أهالي بعض المعتقلين لـ«الشرق الأوسط»، ظروف اعتقال قاسية، ومنهم من يعاني المرض الشديد وحياته معرضة للموت داخل السجون الخاصة التابعة لجماعة الحوثي.
وطالب المشاركون في الوقفة الاحتجاجية، محافظ المحافظة اللواء حسن أحمد الهيج، الذي عينته الجماعة محافظًا بدلاً عن السابق صخر الوجيه الذي رفض تنفيذ مطالبهم في المحافظة، وضع حد للمعاناة التي يعانيها المواطنون في تهامة في ظل انقطاع التيار الكهربائي وصمت كل الجهات إزاء العقاب الجماعي الذي تفرضه جماعة الحوثي المسلحة تجاه أبناء تهامة، وما تمارسه من قتل للمواطنين رجالا ونساء عند محطات الوقود، ومن تشتبه بانتمائه للمقاومة التهامية الشعبية، وتمنع دخول المرضى إلى المستشفيات الحكومية وتحصرها على مرضاها وجرحاها. كما نفذ أبناء مديرية السخنة والزرانيق والجاح بمحافظة الحديدة، وقفة احتجاجية عقب صلاة الجمعة احتجاجًا على انعدام الوقود والمواد الغذائية وانتشار الأوبئة في ظل تدهور للخدمات العامة واستمرار المسلحين الحوثي في نهب الحقوق الخاصة والعامة، داعين لخروج المسلحين الحوثيين من تهامة وإطلاق المختطفين وتوفير الوقود والغذاء للمواطنين.
وأكد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، أن «المسلحين الحوثيين اقتحموا جامع الرحمة في شارع جازان بمدينة الحديدة عقب صلاة الجمعة، وحاصروا المسجد واعتقلوا إمام الجامع هاني العفيفي». وفي ظل استمرار جماعة الحوثي المسلحة بمحافظة الحديدة وبقية المحافظات، اقتحموا منازل المواطنين والوجهاء والضباط المناوئين لهم والمؤيدين لشرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ومن يطالب بخروجهم من إقليم تهامة والناشطين والإعلاميين.
وقال شهود محليون لـ«الشرق الأوسط»، إن «المسلحين الحوثيين أقدموا، ورافقهم آخرون من جماعة الرئيس السابق علي عبد الله صالح، في مديرية حيس، على اقتحام منزل الضابط إبراهيم أبو الحياء، المعارض لهم، بقرية الظمي وترويع النساء والأطفال ممن كانوا في المنزل، كما تم الاعتداء بالضرب المبرح على أحد الجيران الموجودين عند الاقتحام عندما أنكر معرفته بأبو الحياء خوفًا منهم».
وأكد مقرب من المقاومة التهامية الشعبية لـ«الشرق الأوسط»، وفاة سائق مجموعة مرتبطة بالرئيس المخلوع علي صالح في الحديدة، يدعى أمين عبد الملك إسحاق، متأثرًا بجروحه التي أصيب بها إثر إلقاء قنبلة يدوية من قبل مسلحي المقاومة الشعبية التهامية على الطاقم بشارع الكورنيش بالقرب من قلعة الكورنيش التاريخية على الخط الساحلي. وقال: «اختطفت جماعة الحوثي شيخ السلفيين في مديرية الجراحي، الشيخ عمر إبراهيم حيمر، وأحد مرافقيه، ويدعى عبده محمد، بعد إصابته بطلق ناري أثناء اختطافهما وإطلاق الرصاص عليهما من قبل ميليشيات الحوثي قبل أيام من اختطافهما من قرية المساحيب بالجراحي بمحافظة الحديدة واقتادهما المسلحون الحوثيون إلى جهة مجهولة». وأضاف: «تمكنت المقاومة الشعبية من استهداف تجمع للمسلحين الحوثيين بقذيفة صاروخية في نقطة خارج مديرية عبس على طريق المحابشة، محافظة حجة، وأسفر الهجوم عن قتلى وجرحى من الحوثيين».
وفي السياق نفسه، حمّلت أسرة الشيخ عبد الملك الحطامي، الحوثيين مسؤولية حياته بعد تدهور حالته الصحية. وقالت أسرة الشيخ عبد الملك، المختطف من قبل المسلحين الحوثيين منذ ثلاثة أشهر من داخل جامع عثمان بمدينة الحديدة وغيبته في سجونها الخاصة، إنه «رغم إصابة الشيخ بأمراض عدة وسبق أن أسعف للعناية المركزة من داخل سجنه، فإنه تم نزع أجهزة الأكسجين وأجهزة العناية من جسده قبل شهر حين كان في أحد المستشفيات الخاصة وتحت حراسة مشددة من ميليشيات الحوثي، وإنه يعيش في ظروف مأساوية داخل سجون الحوثي، وفد بدا عليه آثار الإنهاك بسبب الضغط والسكر الذي يعاني منه وإن حالته تدهورت، خصوصًا أن ميليشيات الحوثي أخذته من المستشفى قبل استكمال علاجه».
وناشدت زوجة الشيخ عبد الملك الحطامي المنظمات الحقوقية وكل من له ضمير إنساني بسرعة التدخل لإنقاذ زوجها من الموت، محمِّلة جماعة الحوثي مسؤولية حياته وصحته، مؤكدة أن زوجها اختطف بتهمة الحرية ولشجاعته بالصدع في الحق ورفض الانقلاب ودفاعًا عن اليمن والحرية والديمقراطية والشرعية، وأن تهمته الوحيدة كونه أحد خطباء ساحة التغيير.
«كاتيوشا» على مسجد في نجران ومشاورات جنيف مكوكية... بالواسطة
الرياض، صنعاء، عدن، نيويورك - «الحياة»
أعلن الناطق باسم التحالف العربي العميد الركن أحمد عسيري، أن صاروخ «كاتيوشا» أطلقه الحوثيون من الأراضي اليمنية، أصاب مسجداً في نجران السعودية وقت صلاة الجمعة، وأدى إلى مقتل مدنيَّيْن. ونفى عسيري أن تكون طائرات التحالف قصفت الأحياء القديمة في قلب صنعاء، والتي تُعدّ معلماً تاريخياً. ولم يستبعد انفجار أسلحة أو ذخائر يخفيها الحوثيون هناك، فيما وصفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) تلك الأحياء بأنها «واحدة من أقدم جواهر العالم»، لتندّد بالحادث.
وكانت جماعة الحوثيين اتهمت التحالف بشن غارات جوية على الأحياء التاريخية في قلب العاصمة اليمنية.
وفيما تواصلت المواجهات بين مسلحي المقاومة المؤيدين للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وميليشيا جماعة الحوثيين والقوات الموالية لها في تعز ومأرب والضالع وسط أنباء عن تقدم المقاومة، أعلنت الأمم المتحدة أن موفدها إلى اليمن سيُجري في جنيف بعد غداً الاثنين، مشاورات منفصلة مع طرفي الصراع، سعياً إلى التمهيد لمفاوضات بينهما.
وأعلن الحزب الاشتراكي اليمني رسمياً موافقته على المشاركة في محادثات جنيف، في حين لم يعلن الحوثيون وحزب «المؤتمر الشعبي» (حزب الرئيس السابق) رسمياً من سيمثلهم، وسط أنباء عن خلافات على نسب التمثيل في وفد من سبعة أعضاء، في مقابل سبعة آخرين يمثلون حكومة الرئيس هادي.
وطاول قصف طيران التحالف في صنعاء فجر أمس، مخازن للسلاح في مصنع مهجور للغزل والنسيج قرب مقر قيادة الشرطة العسكرية، كما جدد استهداف معسكر ألوية الصواريخ في فج عطان غرب العاصمة ومعسكر قوات الاحتياط جنوبها، في منطقة السواد.
وأُفيد بأن ستة مدنيين قُتِلوا إثر الانفجارات في الأحياء التاريخية من صنعاء. وذكرت مصادر في محافظة لحج (شمال عدن)، أن طيران التحالف استهدف مواقع للحوثيين في مفرق عقان ومفرق قيف في المسيمير ومنطقة العند، ما أدى إلى عشرات الإصابات في صفوفهم بين قتيل وجريح. وامتد القصف إلى عمران وصعدة (شمال صنعاء)، وقال شهود إن الغارات استهدفت مجمع المحافظة في عمران ومعسكر اللواء السابع ومقر الشرطة العسكرية.
وأضافت المصادر أن غارات أخرى لقوات التحالف استهدفت مواقع للحوثيين في مناطق باقم ومنبّه والنضير التابعة لصعدة. وتحدثت مصادر الحوثيين عن إصابة سوق شعبي في منطقة باقم يدعى «يسنم»، وسقوط 12 مدنياً.
وأشارت مصادر المقاومة في محافظة الضالع الجنوبية، إلى أن عشرين مسلحاً حوثياً قُتِلوا وجُرِح آخرون في هجوم على مواقعهم في منطقة سناح شمال مدينة الضالع، في حين ذكر شهود في تعز (جنوب غرب) أن المواجهات تجدَّدت أمس في وسط المدينة، غداة معارك ضارية وقصف متبادل أدى إلى مقتل 15 شخصاً بينهم مدنيون.
وفي محافظة مأرب (شرق صنعاء) قالت مصادر قبلية إن مسلحي المقاومة من رجال القبائل، حقّقوا تقدماً في جبهة الجدعان وسيطروا على ثلاثة مواقع للحوثيين واستولوا على عتاد لهم في منطقة «نجد العتق» غرب معسكر «ماس»، وسط أنباء عن قائد ميداني في جماعة الحوثيين.
في غضون ذلك، نقلت وكالة «فرانس برس» عن الناطق باسم التحالف العربي العميد الركن أحمد عسيري، قوله إن التحالف لم يشنّ أي غارة داخل المدينة القديمة في صنعاء. وشدّد على أهميتها التاريخية، علماً أنها مُدرجة على لائحة «يونيسكو» للتراث العالمي.
وتابع عسيري أن مسلحي الحوثيين ربما كانوا يخفون أسلحة أو ذخائر في تلك المنطقة و «قبل أيام وقع انفجار في واحد من مخازنهم، لذلك ربما يكون (ما حصل أمس) واحداً من انفجارات» مماثلة.
في جنيف (رويترز)، أعلن ناطق باسم الأمم المتحدة أمس، أن مبعوث المنظمة الدولية إلى اليمن، سيُجري الاثنين محادثات منفصلة مع طرفي الصراع على أمل جمعهما الى طاولة تفاوض.
ويُجري المبعوث إسماعيل ولد الشيخ أحمد المحادثات، التي يُتوقَّع أن تستمر ثلاثة أيام، سعياً إلى إنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من شهرين بين جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
وأوضح الناطق أحمد فوزي في جنيف، أن المحادثات «ستنطلق عن قرب، أي أن المبعوث سيتنقل بين الطرفين آملاً في أن يتمكن من جمعهما خلال هذه المشاورات». ويحضر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم الأول من محادثات جنيف التي لفت فوزي إلى أنها ستكون بداية لعملية. وزاد: «هذه أول مشاورات تشارك فيها أطراف الصراع منذ استئناف القتال، لذلك هي خطوة مهمة، إذ تتحرك الأطراف كما نأمل صوب التسوية، ويأمل المبعوث الخاص والأمين العام بأن تعطي المشاورات قوّة دفع جديدة تبني الثقة بين الأطراف اليمنية، وتتمخّض عن مزايا ملموسة للمدنيين، خصوصاً خفض العنف وإتاحة المساعدات الإنسانية والخدمة الأساسية».
وفي نيويورك أوضح بيان عن مكتب الأمين العام أن بان ومبعوثه الى اليمن «سيبدآن المشاورات مع الأطراف اليمنيين صباح الإثنين، ما يعني أن المؤتمر الصحافي للأمين العام بان كي مون الذي كان مقرراً مساء الأحد سيُعقد صباح الإثنين بعد الجلسة الافتتاحية» بسبب «تأخر أحد الوفود في الوصول الى جنيف».
السجن لـ 57 بحرينياً دينوا بالتخطيط لهجمات
الحياة...دبي - أ ف ب -
قضت محكمة في البحرين بسجن 57 شخصاً متهمين بالتخطيط لهجمات على الشرطة وأماكن عامة. وأعلنت النيابة العامة في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية، أن المتهمين دينوا الخميس بتشكيل منظمة في 2012-2013 «تستخدم الإرهاب وسيلة لتحقيق أهدافها».
وأوضحت أن المحكمة الجنائية العليا وجدت أن المجموعة هربت أسلحة ومتفجرات إلى البحرين وخططت لهجمات على الشرطة والبنى التحتية. وذكرت «غولف ديلي نيوز» أن الأهداف تضمنت السفارة السعودية والجسر الذي يربط البحرين مع المملكة المجاورة.
وأصدرت المحكمة خمسة أحكام بالمؤبد في حين نال 22 أحكاماً بالسجن 15 عاماً لكل منهم، وحكمت على 29 بالسجن عشر سنوات لكل منهم، كما حكمت بالسجن ثلاث سنوات لأحد المتهمين. لكنها برأت أربعة.
ومثل أمام المحكمة 33 متهماً في حين حكم على الآخرين غيابياً. وقال المدعي العام أحمد الحمادي إن جميع المدانين باستثناء واحد فقط تم تجريدهم من جنسياتهم. وأكد مصدر قضائي أن معظم المتهمين من قرية بني جمرة الشيعية قرب العاصمة المنامة.
وهزت الاحتجاجات البحرين في خضم حركة الاحتجاجات التي ضربت العديد من الدول العربية. وعلى رغم إخمادها في آذار (مارس) 2011، يخوض متظاهرون اشتباكات في كثير من الأحيان مع قوات الأمن في قرى خارج المنامة.
المصدر: مصادر مختلفة