العند .. القاعدة العسكرية «فاتحة الشهية» للمتحاربين ...قيادة التحالف: لسنا معنيين بـ«الهدنة».. والأمم المتحدة لم تنسق معنا
اليمنيون استبقوا الهدنة بتكثيف القتال..المقاومة تحبط نقل تعزيزات عسكرية للمتمردين نحو المحافظات الجنوبية
الأحد 12 تموز 2015 - 7:51 ص 2247 عربية |
تصعيد عسكري في عدة مناطق من اليمن في آخر ساعات سبقت الهدنة
اشتباكات عنيفة في تعز وتدمير آليات للميليشيات في مأرب وقصف لمواقف المتمردين في صنعاء
الشرق الأوسط....صنعاء: عرفات مدابش
حتى اللحظات الأخيرة، قبيل بدء سريان الهدنة الإنسانية في اليمن ووقف إطلاق النار بين القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، من جهة، والميليشيات الحوثية والقوات المتمردة على الشرعية والموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، من جهة أخرى، استمرت الاشتباكات في معظم جبهات القتال بالمحافظات اليمنية، فيما قصفت قوات التحالف مواقع متعددة للميليشيات الحوثية.
وقالت مصادر محلية في محافظة تعز لـ«الشرق الأوسط»، إن تحالف «الحوثيين - صالح» حشد قوة كبيرة، بعد استقدام تعزيزات من صنعاء ومناطق أخرى، وذلك لمحاصرة مدينة تعز التي منع المواطنون من الدخول أو الخروج إليها. وأرجعت المصادر هذه الخطوة إلى سعي الميليشيات إلى التحكم في إدخال المساعدات الإنسانية التي يفترض أن تتدفق أثناء فترة سريان الهدنة، التي تم التوصل إليها من أجل إيصال المساعدات الإنسانية لسكان المدن المنكوبة والمحاصرة من قبل الميليشيات وقوات الحرس الجمهوري الموالي للمخلوع صالح. وخلال الاشتباكات التي وقعت في تعز، أمس، لقي عدد من المسلحين الحوثيين مصرعهم، في اشتباكات عنيفة شهدتها المدينة. وذكرت المصادر أن الاشتباكات امتدت إلى محيط جبل جره والزنوج داخل مدينة تعز. وبحسب مصادر محلية، فقد قصف المسلحون الحوثيون وبشكل عنيف عددا من أحياء المدينة بينها الشماسي وكلابة والروضة والأربعين.
وفي العاصمة صنعاء، نفذت قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت مواقع للميليشيات الحوثية في شمال المدينة. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، إن الغارات كانت كثيفة وتركزت على شمال العاصمة. واستهدفت إحدى الغارات صالة أهلية للمناسبات، يتخذ منها المسلحون مقرًا لهم. كما شن طيران التحالف، أمس، سلسلة من الغارات التي استهدفت المسلحين الحوثيين وقوات صالح في محافظة مأرب النفطية الهامة في شرق البلاد، حيث دمر الطيران عتادا عسكريا لهذه القوات، بحسب مصادر قبلية.
وفي سياق متصل، لقي عدد من المسلحين الحوثيين مصرعهم في هجوم نفذته المقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي في مدينة رحاب، مركز مديرية القفر في محافظة إب بوسط البلاد، وقالت مصادر محلية إن المهاجمين انسحبوا عقب الهجوم دون خسائر تذكر في صفوفهم.
وأبرمت الهدنة الإنسانية بعد جهود قام بها، خلال الأيام الماضية، المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وأطراف محلية ودولية. وأكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن «الجهود الدولية سوف تتواصل، خلال فترة الهدنة، من أجل تقريب وجهات نظر كل الأطراف والسعي لجمعهم إلى طاولة الحوار مجددا عقب إجازة عيد الفطر المبارك». وفي الوقت الذي تخوض أطراف النزاع في اليمن قتالا ضاريا منذ بضعة أشهر، يؤكد مراقبون يمنيون أن الأطراف المتقاتلة وصلت إلى طريق مسدود. ويقول عبد الباري طاهر، نقيب الصحافيين اليمنيين الأسبق لـ«الشرق الأوسط»: «إذا نظر الإنسان بقدر من التفاؤل، فإن الرهان على الحرب بدأ يضعف». ويؤكد طاهر أن «أفق هذه الحرب المقبل، مسدود ولن تحقق نتيجة لقوى الداخل أو لقوى الخارج». ويعرب عبد الباري طاهر عن اعتقاده أن الهدنة الإنسانية «قد تكون الخطوة الأولى للتخلي عن منطق الحرب الواصلة إلى طريق مسدود والمرفوضة من قبل أبناء الشعب اليمني والعربي»، وأن الأطراف المتقاتلة «قد تكون وصلت إلى قناعة بالطريق المسدود للحرب، لأن كل طرف لم يستطع تحقيق أي نتيجة بالسلاح».
في غضون ذلك، قالت مصادر سياسية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، إن بعض الأطراف السياسية تبذل مساعي لدى قيادات في حركة «أنصار الله» الحوثية للإفراج عن مئات المعتقلين في السجون منذ سبتمبر (أيلول) الماضي وحتى اللحظة. وأكدت المصادر أن المساعي التي تبذل تأخذ الطابع الإنساني للإفراج عن المعتقلين مع العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، وخاصة أن الكثير منهم يعانون أوضاعا إنسانية غاية في الصعوبة. وقد شكلت، في الآونة الأخيرة، هيئات ومنظمات خاصة للضغط والمطالبة بالإفراج عن المختطفين والمعتقلين من قيادات أحزاب سياسية، وبالأخص حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي الذي يعتقل عدد من كبار قادته ومن كوادره وكفاءاته ونشطائه في العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات اليمنية.
وتؤكد أسر المعتقلين والمخفيين أن الميليشيات الحوثية تمنع الزيارة عنهم وترفض الطلبات التي تقدم بها عدد من المحامين لزيارتهم والاطمئنان عليهم. وتتزايد المخاوف بشأن المعتقلين لدى أسرهم، مع الأنباء المتواترة عن استمرار الميليشيات في وضع المعتقلين في المواقع المستهدفة بالقصف كدروع بشرية. وقد أفرجت ميليشيات الحوثي، قبل عدة أيام، عن القيادي في حزب الإصلاح، الدكتور فتحي العزب، وهو مرشح رئاسي سابق في انتخابات 2006. واعتبرت بعض الأوساط خطوة الإفراج عن العزب، بأنها مؤشر إيجابي على الإفراج عن مزيد من المعتقلين، خاصة مع تطبيق الهدنة الإنسانية التي تمتد حتى آخر شهر رمضان الحالي.
قيادة التحالف: لسنا معنيين بـ«الهدنة».. والأمم المتحدة لم تنسق معنا
عسيري قال لـ {الشرق الأوسط} إن المنظمة الدولية لم تطرح آليات لتنفيذ وقف النار في اليمن
الرياض: ناصر الحقباني واشنطن: محمد علي صالح
أكدت قيادة التحالف العربي الذي تقوده السعودية لإعادة الشرعية إلى اليمن، أنها لن تلتزم بالهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة وحددت بدء سريانها بمنتصف ليل أمس، وذلك لأن الطرف الآخر، المتمثل في المتمردين على الشرعية، لم يقدموا آلية لتنفيذ الهدنة.
وأضافت أن قيادة قوات التحالف لم تلتق بأحد من الأمم المتحدة للتنسيق حول الهدنة، علما بأن الأجواء اليمنية والمياه الإقليمية تخضع لسيطرة تحالف «إعادة الأمل». وشددت على العمليات العسكرية مستمرة على عكس الهدنة الأولى الذي كانت في مايو (أيار) الماضي وشهدت خروقات في الساعات الأولى من قبل الميليشيات الحوثية وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وأوضح العميد ركن أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي لـ«الشرق الأوسط»، أنه ليست هناك هدنة من دون التزام واضح من قبل الطرف الثاني عبر وسائل الإعلام، وأيضا من دون عرض آلية لتنفيذ الهدنة، مشيرًا إلى أن قيادة قوات التحالف، سبق وأن قامت بتجربة الهدنة في مايو، وجرى إيقاف جميع العمليات القتالية، إلا أن ما نتج عن ذلك كان المزيد من العمليات العسكرية ضد الحدود السعودية الجنوبية مع اليمن، وأيضا ضد المدن، وانتشار الميليشيات المسلحة، وإعادة تدريب المتمردين. وأضاف: «هذا عمل عبثي يجب ألا تلتزم به قيادة قوات التحالف. نحن في (إعادة) الأمل، غير معنيين بهذه الهدنة، لأنه ليس فيها التزام من قبل الميليشيات الحوثية ولا من قبل القائمين عليها، وفي نفس الوقت عدم وجود آلية للتطبيق، إضافة إلى رصد الكثير من المخالفات على الأراضي اليمنية».
وتابع العميد عسيري، أن أي هدنة يجب أن تكون مرفوقة بوجود مراقبين من الأمم المتحدة، في داخل المدن لرصد المخالفات المحتملة. وأوضح أنه عندما يكون هناك جهد من الأمم المتحدة في هذا الاتجاه، فإن قوات التحالف ستكون أول من يرحب به، شرط أن يكون العمل حقيقيا ومنظما.
وأكد المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، أن قيادة قوات التحالف، لم تلتق بأحد من الأمم المتحدة، للتنسيق حول الهدنة الإنسانية التي أعلنت عنها الأمم المتحدة، خصوصا على المستوى السياسي. وأشار أيضا إلى عدم وجود أي ضمانات أممية، ولا آلية تطبيق فعلية.. و«بالتالي فلا أعتقد أن هدنة من طرف واحد، ستكون في صالح المواطن اليمني».
وأوضح العميد عسيري أن تحالف إعادة الأمل رصد صباح أمس عدة تحركات للميليشيات الحوثية وأتباع صالح، نحو المناطق التي طلب الرئيس عبد ربه منصور هادي، في خطابه الذي أرسله إلى الأمم المتحدة من أجل البدء بوقف إطلاق النار، بالانسحاب منها، وبالتالي فإن «هذا رد عملي على مبادرة الأمم المتحدة، ويجب أن نعي جميعا أن التحالف لديه التزام مع القيادة الشرعية اليمنية بحماية المدن، ومنع دخول الميليشيات الحوثية داخل المدن، وإلا سترتكب فظائع مثل ما حدث في محافظتي المنصورة والتواهي في مدينة عدن».
وشدد المتحدث باسم قوات التحالف على وجود «بعد عسكري» للموضوع، مضيفا أن «توقف العمليات العسكرية للتحالف، معناه زيادة تحركات وإعادة تكوين الميليشيات الحوثية ودخولهم إلى المدن واستهداف المواطنين».
وأوضح المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، أن خطابات المتمردين بخصوص نجاح الهدنة يوم أمس، عارية عن الصحة، و«قيادة قوات التحالف اعتادت على هذه الأكاذيب، والهدف منه رسالة إلى الشعب اليمني بأن من يعيق الهدنة هي قوات التحالف، وهذا غير صحيح». وأكد أن «المتمردين يقولون ما لا يفعلون، والعكس صحيح، وهدفهم الرئيسي هو إحكام (قبضتهم) على الأراضي اليمنية، وإرغام المواطن اليمني بالقوة، وهذا غير مقبول».
وقال عسيري من ناحية أخرى، إن النتائج العسكرية لتحالف «إعادة الأمل»، خلال الأسابيع الماضية، كانت إيجابية. وأضاف أنه «لو لا الله سبحانه وتعالى ثم دعم التحالف الجوي، لأصبح الوضع في اليمن كارثيًا».
وفي نيويورك كان مقررًا عقد مؤتمر صحافي بخصوص الإعلان عن الهدنة المفترضة، لكن المؤتمر ألغي وصدر عوضًا عن ذلك بيان جاء فيه أن المنظمة الدولية «تحشد كل جهودها لإرسال أكبر كميات ممكنة من المساعدات خلال الأيام الباقية في شهر رمضان» إلى اليمن. وأعرب البيان عن امتنان المنظمة الدولية للأطراف المختلفة في اليمن لموافقتها على الهدنة، وذلك بعد جهود ثلاثة أسابيع قام بها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد. وأضاف البيان أنه خلال الأشهر الثلاثة الماضية وحدها، قتل نحو 3000 شخص في اليمن، وأصيب 14000 شخص، وأن أكثر من مليون شخص أجبروا على الفرار من منازلهم.
المقاومة الشعبية: زودنا مقاتلينا في الجبهات بالسلاح والطعام تحسبًا لأي خرق للهدنة
لدينا معلومات من أسرى بأن الحوثيين يعدون للبقاء في عدن مدة أطول
الشرق الأوسط....جدة: سعيد الأبيض
شنت ميليشيات الحوثي وحلفاؤهم من أتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، هجوما عنيفا بالكاتيوشا وقذائف الهاون على مدينة عدن نهار أمس مستفيدة من الساعات التي سبقت دخول الهدنة حيز التنفيذ.
وحذرت المقاومة الشعبية ومحللون عسكريون من مغبة الانجرار وراء الهدنة دون مراقبة فعلية من الجهات الدولية الراعية لعمليات وقف إطلاق النار، بسبب تحركيات عسكرية ميدانية مرتقبة لميليشيا الحوثيين، خصوصا أن مجلس المقاومة رصد تحركات لآليات عسكرية من خارج عدن جرى التعامل معها بالتنسيق مع قوات التحالف.
وعللت المقاومة مخاوفها مما حدث في واقعة البريقة، عندما ضربت ميليشيات الحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح الكثير من المواقع تمهيدًا لاقتحام المديرية والسيطرة على ميناء عدن، رغم الاتفاقيات المبرمة لوقف إطلاق النار التي أطلقتها المنظمات الدولية وقوات التحالف لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمدنيين.
في المقابل رفعت المقاومة الشعبية استعدادها، على جميع الجبهات، بعد أن دخلت في مواجهات أمس مع ميليشيا الحوثيين، وقام مجلس المقاومة بتزويد المقاتلين في الجبهات بالأسلحة والذخيرة وكميات من الطعام، لمواجهة أي اختراق محتمل للهدنة وشن هجوم على مواقع جديدة في الأيام المقبلة، فيما خطب مجلس المقاومة كل الجهات المعنية بعدم مسؤوليته عن الهدنة إذا اخترقت وسيقوم بمواجهة الحوثيين وطردهم خارج حدود مدينة عدن.
وقال مجلس المقاومة الشعبية على لسان المتحدث باسمها علي الأحمدي لـ«الشرق الأوسط»، إن المخاوف تزداد في الأيام القادمة من عمليات مخادعة والاستفادة من هذه الهدنة من حشد للجنود، وتحريك آليات وأسلحة ثقيلة ومتوسطة من عربات الكاتيوشا نحو العاصمة المؤقتة عدن، والتي كانت مخبأة في القرى البعيدة، مستغلين تقيد قوات التحالف ببنود اتفاقية الهدنة، التي لن تلتزم بها الميليشيا بشكل واضح وصريح.
وجمعت المقاومة الشعبية، معلومات من خلال البحث والتحري، وما أقر به بعض الأسرى، عزم ميليشيا الحوثيين، إلى تنفيذ مخططات جديدة في مع توافد الدعم العسكري لهم إلى تطويق مدينة عدن وعزلها عن البلاد، والبقاء فيها لفترات طويلة تمكنهم من الاستفادة من مساحة أكبر في المرحلة القادمة مع انتهاء عملية التفاوض.
ويسعى مراقبون ومحللون سياسيون لمعرفة ما ستؤول إليه الأحداث بعد مرور اليوم الأول من الهدنة، وتطبيقها من جميع الأطراف المتحاربة، وآلية مراقبة الهدنة ورصد أي اختراق من أي طرف، خصوصا أن الهدنة ستكون ذات أبعاد إنسانية من خلال توفير الدعم للمنكوبين والمتضررين في جميع المدن اليمنية، مشددين على أن المخاوف مما ستقوم به ميليشيا الحوثيين من عمليات استفزاز ومناوشات عسكرية، قد تجد الرد عليها فتسقط بنود الاتفاقية بين الطرفين.
وعاد الأحمدي ليؤكد أن ميليشيا الحوثي استغلت الساعات المتبقية وقامت بضرب مواقع سكنية، وأخرى تجارية بشكل عشوائي قبل الدخول في الهدنة، فيما استهدفت الميليشيا تجمعا للاجئين في إحدى المدارس، وعددا من المباني المجاورة، موضحا أن التجارب الفعلية مع هذا الفصيل أثبت عدم احترامه للاتفاقيات في كل المجالات، وخصوصا اتفاقيات وقف إطلاق النار.
وأضاف الأحمدي، أن قبل هذه العمليات المتفرقة والتي تستهدف كافة عدن، قامت ميليشيا الحوثي وحليفهم علي صالح بعمليات عسكرية في الساعات الأولى من فجر أمس، والتي واجهته المقاومة الشعبية وقامت بعملية رد على المواقع التي يحتمون بها، ونجحت المقاومة في الاستيلاء على كميات من الأسلحة التي ستدعم المقاومة مستقبلا.
وأشار الأحمدي إلى أن مجلس المقاومة وقبل دخول الهدنة حيز التنفيذ قام بعملية دعم لجبهات المقاومة وإرسال كميات من الأسلحة والذخيرة، مع مؤن الطعام التي تساعدهم في الصمود، وخاصة أن أفراد المقاومة «عازمون على أن يكون شهر رمضان شهر النصر ويدحر فيه المعتدي»، على حد وصفه، و«أن المقاومة لن تقبل أو ترضى بأي تنازل يتيح للحوثيين أخذ قسط من الراحة وإعادة ترتيب حساباتهم وقوتهم على أرض الميدان».
وأكد الأحمدي، أن اليمن من شماله إلى جنوبه، لديه قرار واضح من مجلس الأمن حول الأوضاع في اليمن وما يتطلب فعله من قبل ميليشيا الحوثيين، بعيدًا عن الهدنة التي انطلقت منتصف ليل أمس، إضافة إلى إعلان الرئيس الشرعي لليمن عبد ربه منصور هادي، أن أي هدنة لا بد أن يسبقها انسحاب من الحوثيين وحليفهم صالح، والمقاومة تبني استراتيجيتها على هذا الأساس الرافض لهذه الهدنة، لذا تقوم بكل الاستعداد تحسبًا لأي خرق للهدنة.
المقاومة تحبط نقل تعزيزات عسكرية للمتمردين نحو المحافظات الجنوبية
مقتل قيادي حوثي في الحديدة بأيدي موالين للشرعية
الشرق الأوسط...الحديدة (اليمن): وائل حزام
قبل بدء سريان الهدنة منتصف ليل أمس، تصدت المقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لمحاولات من المسلحين الحوثيين وحلفائهم، لنقل تعزيزات عسكرية باتجاه جنوب البلاد.
ففي محافظة إب الواقعة وسط اليمن، كثفت المقاومة الشعبية من هجماتها ضد جماعة الحوثي المسلحة وكان آخرها استهداف تعزيزات عسكرية للمسلحين الحوثيين بمنطقة المحمول جنوب مدينة إب كانت في طريقها نحو محافظة تعز.
وقال شهود محليون لـ«الشرق الأوسط»: «وقعت اشتباكات عنيفة وتبادل لإطلاق النار بين المسلحين الحوثيين والموالين لهم من جماعة الرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة وبين مسلحي المقاومة الشعبية»، مضيفين أن دوي انفجار قوي سمع بمديرية جبلة، مساء أول من أمس، حيث استطاعت المقاومة شن هجوم على تعزيزات عسكرية للمسلحين الحوثيين كانت في طريقها لمحافظة تعز، وسقط في المواجهة قتلى وجرحى من المسلحين الحوثيين، بالإضافة إلى تدمير طقمين عسكريين (سيارات دورية). وأضاف الشهود أن مسلحي المقاومة الشعبية تمكنوا من الانسحاب بعد تنفيذهم الهجوم الذي أعقبته اشتباكات عنيفة بين الطرفين «استمر إلى ما يقارب الساعة ودون أي خسائر تذكر في صفوف المقاومة الشعبية». ونفذت المقاومة الشعبية بمحافظة إب، وسط البلاد، الكثير من الهجمات المباغتة والنوعية على المسلحين الحوثيين، استهدفوا من بينها نقاط تفتيش ودوريات أمنية وتعزيزات عسكرية للمسلحين الحوثيين والموالين لهم من قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، كانت في طريقها إلى تعز وعدن والضالع.
وفي غرب اليمن، طالبت المقاومة الشعبية التهامية بضرورة تنفيذ مطالبها بطرد كل المسلحين الحوثيين من إقليم تهامة ومن كل المرافق الحكومية التي استولت عليها بما فيها ميناء الحديدة، ثاني أكبر ميناء في اليمن بعد ميناء عدن، مجددين دعمهم لشرعية الرئيس هادي حتى إسقاط الانقلاب الحوثي واستعادة السياسة اليمنية وتأكيدهم على التمسك بإقليم تهامة دون هيمنة أو وصاية.
وفي الوقت الذي تستمر فيه جماعة الحوثي المسلحة في ملاحقة المشتبه في انتمائهم للمقاومة الشعبية التهامية والمناوئين لهم، من سياسيين وصحافيين ورجال دين ونشطاء، قال شهود عيان من مدينة الحديدة لـ«الشرق الأوسط» إن مسلحي المقاومة الشعبية التهامية نفذوا هجوما على ميليشيات الحوثيين في مدينة الحديدة مساء أول من أمس وفجروا منزل القيادي الحوثي المكنى أبو صقر، في شارع غزة بالحديدة، مضيفة أن العملية أسفرت عن مقتل القيادي الحوثي وأكثر من 9 من مرافقيه وإصابة أكثر من 15 مسلحا حوثيا آخرين. وأضاف أحد الشهود: «سُمع دوي انفجار قوي صاحبه ما يقارب ثلاثة انفجارات لحقتها بعد ذلك اشتباكات عنيفة بالرصاص الحي، بالإضافة إلى إطلاق قذيفة (آر بي جي) حيث كان المسلحون الحوثيون يتمركزن بجانب المنزل المستهدف، وأنهم شاهدوا أيضا مسلحين يهاجمون المنزل كانوا على متن دراجات نارية واستطاعوا الهروب وإخفاء دراجاتهم في الأزقة المحيطة بالمنزل».
كما أكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن المقاومة التهامية نفذت هجومًا بقنبلة يدوية على دورية خاصة بالمسلحين الحوثيين في الخط الدائري، في شمال الحديدة، بين قرية المعروفية ومدينة الزيدية، أسفر عن تقلب سيارة الدورية ومقتل وإصابة من فيها. ونتيجة لهذه العمليات، نقل أكثر من 18 مصابًا من المسلحين الحوثيين إلى المستشفى العسكري بمدينة الحديدة كما تم نقل 5 حالات إلى مستشفيات أهلية في المدينة نظرا لخطورة إصاباتهم. وجاءت هذه الإصابات الخطرة من منزل القيادي الحوثي أبو صقر، حسب المصادر نفسها.
ومع تكثيف المقاومة الشعبية التهامية لعملياتها النوعية ضد المسلحين الحوثيين في إقليم تهامة، شهدت المحافظة الواقعة غرب اليمن، حالة استنفار قصوى وانتشار أمني كثيف في مداخل ومخارج المدينة والأحياء السكنية وكثفت من عمليات الاعتقالات والملاحقات لجميع المناوئين لهم. وتستمر المقاومة التهامية في تحذيرها وتوجيه رسائلها لجميع الموالين للحوثيين والتجار في مدينة الحديدة، خصوصًا من هم من أبناء تهامة، بعدم دعمهم للمسلحين الحوثيين أو ما يسمى المجهود الحربي للمسلحين الحوثيين، وإن كان هناك دعم يقدمونه فعليهم أن يوجهوه إلى أبناء منطقتهم تهامة لطرد جماعة الحوثي المسلحة وجميع الميليشيات المسلحة من تهامة ككل، وإلا فإن يد المقاومة ستطالهم في أي وقت ولن يبقى لهم مكان في تهامة.
وفي حادثة أخرى، ألقى مسلحان تابعان للمقاومة الشعبية التهامية كانا على متن دراجة نارية، قنبلة على تجمع للمسلحين الحوثيين في منطقة الكمب بمدينة الحديدة، مساء أول من أمس ثم لاذا بالفرار وسط انتشار أنباء عن قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين، وفق ما علمت «الشرق الأوسط» من شهود عيان.
العند .. القاعدة العسكرية «فاتحة الشهية» للمتحاربين
المستقبل..صنعاء ـ صادق عبدو
تمثل قاعدة العند الجوية العسكرية، الواقعة في محافظة لحج، على بعد نحو 60 كيلومتراً شمال مدينة عدن، كبرى مدن جنوب اليمن، واحدة من أهم القواعد العسكرية في البلاد، حيث كانت ولا تزال تشكل واحدة من الأهداف التي يسعى أطراف الصراع العسكري إلى السيطرة عليها.
ومؤخراً، زادت المقاومة الشعبية من هجماتها المنسقة لاستعادة القاعدة مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة لانتزاعها من الميليشيات الحوثية، الموالية لطهران وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بعدما تمكنت هذه القوات من السيطرة عليها مع الأيام الأولى لشن الحرب على قوات الشرعية في السادس والعشرين من آذار الماضي.
وخلال الأيام القليلة الماضية، شهدت جبهة بله القريبة من قاعدة العند الجوية، اشتباكات عنيفة بين الجانبين في إطار محاولة من المسلحين الجنوبيين لاستعادة معسكر القاعدة الاستراتيجي الواقع تحت سيطرة الميليشيات.
وأكدت مصادر عسكرية أن المقاومة الجنوبية مصممة على استعادة القاعدة من قبضة المتمردين خلال الأيام المقبلة، بعدما كانت خلال الفترات الماضية قاب قوسين أو أدنى من استعادتها، إلا أن متغيرات المعركة على الأرض حالت دون ذلك.
وأوضحت المصادر نفسها أن تعزيزات بالسلاح والمئات من أبناء المناطق الجنوبية القريبة من العند، بدأت تتدفق إلى المنطقة لحسم المعركة التي بدأت مجدداً لاستعادة العند.
وكانت قاعدة العند تسمى «القاعدة الأسطورية» نظراً لقوتها وشدة تحصينها، قد تم بناؤها في عهد الحزب «الإشتراكي« اليمني الذي حكم الجنوب لنحو ربع قرن. وكانت تستخدم لتدريب الطلاب الذين ينهون الثانوية العامة، كجزء من الخدمة الوطنية الإجبارية، كما استخدمت القاعدة كمركز مراقبة متطور للاتحاد السوفياتي أثناء الحرب الباردة، في وقت كانت جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية محسوبة على دول أوروبا الشرقية.
واستخدمت القاعدة في الحروب التي خاضها الجنوب اليمني ضد الشمال، إلا أن الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح تمكن من السيطرة عليها في السابع عشر من أيار في العام 1994 بعد معارك طاحنة في إطار الحرب التي شنها ضد الجنوب تحت شعار الحرب ضد المرتدين والانفصاليين.
واكتسبت قاعدة العند أهمية استثنائية للولايات المتحدة الأميركية بعد هجمات 11 أيلول 2001، وتحولت إلى مركز رئيسي للقوات الأميركية لجمع المعلومات الاستخباراتية وعمليات مكافحة الإرهاب في جنوب اليمن، كما أصبحت منطلقاً لهجمات الطائرات الأميركية المعروفة بـ«الدرونز«، على تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية«، وكانت تضم نحو 100 جندي بينهم عناصر من القوات الخاصة.
وبحسب مصادر عسكرية يمنية، فإن واشنطن وسّعت المبنى الذي كانت فيه قواتها داخل القاعدة، وأنشأت محطة للتزوّد بالوقود بأنواعه، إضافة إلى إنشاء محطة خاصة لتوليد الطاقة الكهربائية على مدار الساعة لتزويد موقعها بالكهرباء.
وكان التواجد الأميركي في قاعدة العند أثناء حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح ومن بعده الرئيس عبدربه منصور هادي، سبباً في مهاجمة تنظيم «القاعدة« للقاعدة العسكرية، حيث شن عناصر التنظيم هجمات عدة على القاعدة كان آخرها في الحادي عشر من شهر كانون الأول، وأطلقوا عدداً من قذائف هاون عليها من دون أن يسفر ذاك عن قتلى في صفوف العسكريين الأميركيين.
وجاءت هجمات تنظيم «القاعدة« بعدما توعد بشن هجمات عنيفة على مراكز تواجد القوات الأميركية، رداً على العملية العسكرية التي شنتها قوة أميركية ـ يمنية مشتركة في منطقة وادي عبدان القاحل في محافظة شبوة في الشهر نفسه، وهدفت إلى تحرير رهائن يحتجزهم التنظيم، وانتهت بمقتل رهينة أميركي وآخر من جنوب إفريقيا و7 من مسلحي تنظيم «القاعدة«.
وقد حرصت ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع على السيطرة على قاعدة العند في الأيام الأولى للحرب التي شنوها على قوات الشرعية برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي، وذلك لإدراكهم للأهمية التي تحتلها القاعدة كنقطة انطلاق للقوات البرية التي تحتويها القاعدة وإمكانية استخدامها في تعزيز جبهات القتال المختلفة باتجاه مدينة عدن.
ويتمركز في القاعدة اللواء 30 طيران و39 طيران يتبعان القوات الجوية والدفاع الجوي ضمن عمليات المنطقة العسكرية الرابعة، إلا أن هذا اللواء تم تحييده تماماً بفعل الضربات التي وجهتها إليه طائرات التحالف العربي في الأيام الأولى من التدخل الذي جاء بطلب من الرئيس هادي.
وتحت الغطاء الجوي لطائرات التحالف، تمكنت المقاومة الجنوبية من استعادة السيطرة على أجزاء من القاعدة، إلا أن التعزيزات التي وصلت للحوثيين وصالح من المعسكرات القريبة، تمكنت من استعادتها ثانية والتمركز فيها.
ومحاولة المقاومة الشعبية الجنوبية لاستعادة قاعدة العند «العنيدة «، كما وصفها نائب الرئيس السابق علي سالم البيض أثناء حرب العام 1994، تؤكد أهمية القاعدة، وكم أنها تحولت إلى فاتحة شهية للمتحاربين كافة، للاستفادة من موقعها باعتبارها واحدة من أهم القواعد العسكرية في اليمن.
ومؤخراً، زادت المقاومة الشعبية من هجماتها المنسقة لاستعادة القاعدة مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة لانتزاعها من الميليشيات الحوثية، الموالية لطهران وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بعدما تمكنت هذه القوات من السيطرة عليها مع الأيام الأولى لشن الحرب على قوات الشرعية في السادس والعشرين من آذار الماضي.
وخلال الأيام القليلة الماضية، شهدت جبهة بله القريبة من قاعدة العند الجوية، اشتباكات عنيفة بين الجانبين في إطار محاولة من المسلحين الجنوبيين لاستعادة معسكر القاعدة الاستراتيجي الواقع تحت سيطرة الميليشيات.
وأكدت مصادر عسكرية أن المقاومة الجنوبية مصممة على استعادة القاعدة من قبضة المتمردين خلال الأيام المقبلة، بعدما كانت خلال الفترات الماضية قاب قوسين أو أدنى من استعادتها، إلا أن متغيرات المعركة على الأرض حالت دون ذلك.
وأوضحت المصادر نفسها أن تعزيزات بالسلاح والمئات من أبناء المناطق الجنوبية القريبة من العند، بدأت تتدفق إلى المنطقة لحسم المعركة التي بدأت مجدداً لاستعادة العند.
وكانت قاعدة العند تسمى «القاعدة الأسطورية» نظراً لقوتها وشدة تحصينها، قد تم بناؤها في عهد الحزب «الإشتراكي« اليمني الذي حكم الجنوب لنحو ربع قرن. وكانت تستخدم لتدريب الطلاب الذين ينهون الثانوية العامة، كجزء من الخدمة الوطنية الإجبارية، كما استخدمت القاعدة كمركز مراقبة متطور للاتحاد السوفياتي أثناء الحرب الباردة، في وقت كانت جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية محسوبة على دول أوروبا الشرقية.
واستخدمت القاعدة في الحروب التي خاضها الجنوب اليمني ضد الشمال، إلا أن الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح تمكن من السيطرة عليها في السابع عشر من أيار في العام 1994 بعد معارك طاحنة في إطار الحرب التي شنها ضد الجنوب تحت شعار الحرب ضد المرتدين والانفصاليين.
واكتسبت قاعدة العند أهمية استثنائية للولايات المتحدة الأميركية بعد هجمات 11 أيلول 2001، وتحولت إلى مركز رئيسي للقوات الأميركية لجمع المعلومات الاستخباراتية وعمليات مكافحة الإرهاب في جنوب اليمن، كما أصبحت منطلقاً لهجمات الطائرات الأميركية المعروفة بـ«الدرونز«، على تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية«، وكانت تضم نحو 100 جندي بينهم عناصر من القوات الخاصة.
وبحسب مصادر عسكرية يمنية، فإن واشنطن وسّعت المبنى الذي كانت فيه قواتها داخل القاعدة، وأنشأت محطة للتزوّد بالوقود بأنواعه، إضافة إلى إنشاء محطة خاصة لتوليد الطاقة الكهربائية على مدار الساعة لتزويد موقعها بالكهرباء.
وكان التواجد الأميركي في قاعدة العند أثناء حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح ومن بعده الرئيس عبدربه منصور هادي، سبباً في مهاجمة تنظيم «القاعدة« للقاعدة العسكرية، حيث شن عناصر التنظيم هجمات عدة على القاعدة كان آخرها في الحادي عشر من شهر كانون الأول، وأطلقوا عدداً من قذائف هاون عليها من دون أن يسفر ذاك عن قتلى في صفوف العسكريين الأميركيين.
وجاءت هجمات تنظيم «القاعدة« بعدما توعد بشن هجمات عنيفة على مراكز تواجد القوات الأميركية، رداً على العملية العسكرية التي شنتها قوة أميركية ـ يمنية مشتركة في منطقة وادي عبدان القاحل في محافظة شبوة في الشهر نفسه، وهدفت إلى تحرير رهائن يحتجزهم التنظيم، وانتهت بمقتل رهينة أميركي وآخر من جنوب إفريقيا و7 من مسلحي تنظيم «القاعدة«.
وقد حرصت ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع على السيطرة على قاعدة العند في الأيام الأولى للحرب التي شنوها على قوات الشرعية برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي، وذلك لإدراكهم للأهمية التي تحتلها القاعدة كنقطة انطلاق للقوات البرية التي تحتويها القاعدة وإمكانية استخدامها في تعزيز جبهات القتال المختلفة باتجاه مدينة عدن.
ويتمركز في القاعدة اللواء 30 طيران و39 طيران يتبعان القوات الجوية والدفاع الجوي ضمن عمليات المنطقة العسكرية الرابعة، إلا أن هذا اللواء تم تحييده تماماً بفعل الضربات التي وجهتها إليه طائرات التحالف العربي في الأيام الأولى من التدخل الذي جاء بطلب من الرئيس هادي.
وتحت الغطاء الجوي لطائرات التحالف، تمكنت المقاومة الجنوبية من استعادة السيطرة على أجزاء من القاعدة، إلا أن التعزيزات التي وصلت للحوثيين وصالح من المعسكرات القريبة، تمكنت من استعادتها ثانية والتمركز فيها.
ومحاولة المقاومة الشعبية الجنوبية لاستعادة قاعدة العند «العنيدة «، كما وصفها نائب الرئيس السابق علي سالم البيض أثناء حرب العام 1994، تؤكد أهمية القاعدة، وكم أنها تحولت إلى فاتحة شهية للمتحاربين كافة، للاستفادة من موقعها باعتبارها واحدة من أهم القواعد العسكرية في اليمن.
اليمنيون استبقوا الهدنة بتكثيف القتال
صنعــاء، عــدن - «الحــيــاة»، رويــتــرز، أ ف ب -
قبل ساعات من سريان الهدنة الإنسانية غير المشروطة التي أعلنتها الأمم المتحدة لتطبَّق بدءاً من منتصف ليل أمس احتدمت المعارك على كل الجبهات بين ميليشيا جماعة الحوثيين والقوات الموالية لها من جهة وبين مسلحي المقاومة المؤيدين لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي من جهة أخرى، في حين شن طيران التحالف غارات على تجمُّعات الحوثيين ومواقع عسكرية ومنازل موالين للجماعة ومقرّبين من الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وأبدى الطرفان شكوكاً في إمكان صمود الهدنة، ونقلت وكالة «فرانس برس» عن وزير حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية عز الدين الأصبحي أنه لا يتوقَّع التزام الحوثيين وحلفائهم بها. وقال: «هؤلاء يمارسون أعلى درجات المراوغة حتى مع المجتمع الدولي، وتحرُّكاتهم العسكرية المتواصلة على الأرض لا تنمُّ عن نيات حسنة، أو توجهات جدّية وصادقة لتثبيت هدنة إنسانية من أجل مساعدة المحتاجين والمتضرّرين من أبناء الشعب اليمني». واستدرك: «لا نريد هدنة من خمسة أيام أو عشرة، نظل نحتسب ساعاتها ودقائقها. نريد حلاًّ جذرياً للأزمة».
وقال زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي: «ليس لدينا أمل كبير بنجاح الهدنة، وتجربتنا مع الهدنة السابقة كانت مريرة». وهدّد في خطاب تلفزيوني بـ «خيارات استراتيجية كبرى» و «تعبئة عامة»، داعياً إلى «سدّ الفراغ في السلطة من دون انتظار الخارج».
إلى ذلك، أفادت مصادر المقاومة بأن قوات الحوثيين في تعز (جنوب غرب) استقدمت تعزيزات إلى المدينة، وشنّت هجوماً على مواقع للمقاومة في جبل جرة والضباب، كما واصلت قصف الأحياء السكنية شمال مدينة عدن وغربها واستحدثت جبهة جديدة شمال مدينة الضالع، بالتزامن مع اشتباكات ضارية مع مسلحي القبائل في محيط مدينة مأرب.
وأضافت المصادر أن مسلحي المقاومة صدّوا هجمات الحوثيين وكبّدوهم خسائر ضخمة في الأرواح والمعدّات، بخاصة في تعز ومأرب حيث تحاول الجماعة إخضاع المدينتين للتفرُّغ لبقية المناطق في الجنوب والشرق.
وأشارت مصادر المقاومة في تعز إلى اشتباكات عنيفة في أحياء الخمسين والأربعين والجمهوري وحول جبل جرة، في ظلّ تقدُّم المقاومة صوب جبل العروس الإستراتيجي في منطقة صبر.
واستهدف طيران التحالف منزل توفيق صالح نجل شقيق علي صالح في منطقة الأصبحي، وضرب تجمُّعاً للحوثيين في قاعة «زهرة المدائن» في حي الجراف شمال العاصمة. كما طاول القصف مخزناً للسلاح في جبل نقم وفي جبل النهدين المطل على القصر الرئاسي، وسُمِع دويُّ انفجارات قرب مصنع الغزل ومعسكر الشرطة العسكرية، وقرب منزل قديم للرئيس السابق في منطقة شعوب.
وأكدت مصادر عسكرية وشهود أن غارات التحالف استهدفت مواقع في مديرية الرضمة في إب، وأخرى في مديرية الزاهر في محافظة البيضاء في مناطق «سودا غراب ومرداس ومدرسة الرويشان»، واستهدفت منزل الشيخ عبدالقوي صالح الحميقاني الموالي للحوثيين.
كما استهدفت الغارات مواقع في عدن ولحج، وطاولت الخطوط الأمامية للحوثيين غرب مدينة مأرب، وامتدت إلى عمران وذمار والجوف ومناطق في محافظتي حجة وصعدة، خصوصاً في ساقين والعند والمقاش.
المصدر: مصادر مختلفة