المؤتمر العام السادس لحركة "فتح" في 4 آب "داخل الأراضي الفلسطينية"
الإثنين 15 حزيران 2009 - 5:27 ص 6218 عربية |
بعد أشهر من السجال والخلافات الداخلية، قرّرت اللجنة المركزية لحركة فتح أمس عقد مؤتمرها العام السادس في 4 آب المقبل "داخل الأراضي الفلسطينية".
واتخذ القرار نزولا عند إصرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، استنادا الى مسؤول شارك في اجتماعات اللجنة التي استمرت ثلاثة أيام في عمان.
لكن القرار، الذي جاء توفيقيا، ربط عقد المؤتمر في الداخل بنجاح الحوار بين "فتح" و"حماس" الذي سيبدأ في القاهرة في 7 تموز.
على أن المركزية لم تستجب تماما لمطالب عباس، بحسب المسؤول عينه، إذ أوضح أن اللجنة اختارت الرابع من آب بدل الأول من تموز، كما لم تستجب رغبة عباس في عقده في بيت لحم، تاركة الباب مفتوحا أمام عقده في غزة، اذا انتهت الخلافات القائمة منذ منتصف 2007 بين "فتح" و"حماس"، أو في الضفة الغربية اذا استمرت تلك الخلافات.
وبينما لم يحدد القرار مكان انعقاد المؤتمر داخل الأراضي الفلسطينية، رجح مراقبون أن ينعقد في الضفة الغربية، نظرا الى خضوع قطاع غزة لسيطرة "حماس".
وقال مسؤول فلسطيني إن عقد المؤتمر في غزة "صعب جدا، إذ لا يعقل أن ينعقد في غزة الخاضعة لسيطرة حركة حماس... كما أن الحوار بين فتح وحماس يحتاج إلى وقت للتوصل إلى تفاهم بينهما".
وصرح عضو مركزية "فتح" عباس زكي بأنه تم الاتفاق على أن يحدد المكان بعد الحوار الوطني الذي سيبدأ في القاهرة في 7 تموز". وقال إن اللجنة المركزية ستجتمع في العاشر من تموز لهذا الغرض.
وأشار إلى أن أعضاء في اللجنة اشترطوا لعقده في الوطن "أن يتمكن كل أعضاء المؤتمر من حضوره". وشدد على أن عقد المؤتمر "في الوطن بات محسوما". وأوضح أن اللجنة المركزية قررت عقد المؤتمر "يوم ميلاد القائد الراحل للثورة الفلسطينية ياسر عرفات الذي يصادف الرابع من آب"، ملاحظا "أن اختيار يوم ميلاد أبو عمار فرصة كي نصوب مسارنا بثوابت ياسر عرفات".
وشهدت بداية الاجتماع مصالحة معلنة بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير فاروق القدومّي، بعد أشهر من الجفاء بين الرجلين اللذين ينتميان إلى من تبقى من الجيل الأول المؤسس لـ"فتح".
وصادقت المركزية على وثائق المؤتمر السادس التي أعدتها لجنة تحضيرية برئاسة محمد غنيم (أبو ماهر) العضو البارز في المركزية ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر السادس.
وكانت عضو اللجنة المركزية انتصار الوزير (أم جهاد) تحدثت عن منع خروج 90 امرأة فلسطينية من غزة إلى رام الله للمشاركة في اجتماعات الحركة.
وأكد مسؤول رفيع في "فتح" أن موافقة اللجنة المركزية على عقد المؤتمر السادس في الأراضي الفلسطينية "يعد تراجعا واضحا عن قرارها السابق بعقده خارج الوطن". وفسر المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، هذا التراجع بأنه "رضوخ للضغوط التي مارسها عباس على مركزية فتح"، كي توافق على اقتراحه المخالف للقرار السابق للمركزية عقده خارج فلسطين.
وعلمت "النهار" من مصادر دبلوماسية في عمان أن الأردن ومصر "رفضتا" عقد المؤتمر العام للحركة على أراضيهما، في خطوة فسرت بأنها "مسعى لتعزيز مكانة الرئيس عباس" داخل "فتح".
وقال المسؤول في "فتح" إن التوافق الأخير جاء "حرصا من مركزية فتح على وحدة الصف ووحدة القرار".
وتمسك القدومي خلال الاجتماع بموقفه الرافض لعقد المؤتمر العام في الأراضي الفلسطينية قائلا إنه "لن يحضره إذا عقد هناك"، لكنه لن يعارض ذلك.
ويشاطر القدومي رأيه محمد غنيم، على رغم أن عباس أكد لهما ولمئات من الكوادر إمكان حصول السلطة على إذن إسرائيلي بدخولهم الأراضي الفلسطينية.
وأعلن زكي أن مسألة عضوية المؤتمر حسمت بحيث سيكون عدد أعضاء المؤتمر 1550 عضواً. ويقيم في غزة 400 عضو في المؤتمر العام للحركة.
وغاب عن الاجتماع حكم بلعاوي، الذي يقوم بمهمة خاصة خارجية بتكليف من عباس، وهاني الحسن الموجود في عمان لمرضه.
المصدر: جريدة النهار