لماذا تمكنت القاعدة من إعادة تجميع صفوفها في اليمن؟

تاريخ الإضافة الثلاثاء 5 كانون الثاني 2010 - 6:54 ص    عدد الزيارات 883    التعليقات 0

        

واشنطن بوست

 

 

بقلم: سودرسان راغافان بعد حوالي عقد من ضرب السفينة الحربية الامريكية «يو إس.إس.كول» في مياه عدن، سمحت سلسلة من الخطوات اليمنية والامريكية غير الصحيحة بالإضافة لاحساس عميق متبادل بعدم الثقة والافتقار للارادة السياسية، سمحت للقاعدة بإعادة تجميع صفوفها ومن ثم اثارة تهديد رئيسي للولايات المتحدة في اليمن برأي المسؤولين الامريكيين واليمنيين والدبلوماسيين والمحللين.

على الجانب الامريكي تمثلت الاخطاء بالتالي: ضعف التركيز على مكانة القاعدة المتزايدة قوة، غياب التعاون مع اليمن، عدم تقديم مساعدات مالية كافية له وسوء فهم الواقع السياسي المعقد في هذا البلد مما ادى الى نفور كبار المسؤولين اليمنيين من التعامل مع الامريكيين ولم يحاولوا بالتالي معالجة جذور المشكلة الا بحدها الادنى.

اذ يقول المسؤولون الامريكيون المحبطون ان اليمن لم يجعل ابدا محاربة القاعدة من اولوياته الاساسية مما ادى الى اعاقة تقديم دعم امريكي على نطاق واسع له.

ويبدو ان هذه المشكلات التي ساعدت القاعدة في التآمر للقيام بعملية ضد طائرة ركاب امريكية يوم عيد الميلاد، ارغمت الولايات المتحدة لفتح جبهة جديدة في جهودها الخاصة بمكافحة الارهاب.



حرب خفية



وهذا جزء في الحقيقة من حرب غير مرئية تمتد من شبه الجزيرة العربية الى افريقيا تخوضها الولايات المتحدة من السماء ومن خلال مراكز الاستخبارات المزودة بأحدث الوسائل التكنولوجية والطائرات غير المأهولة بالاضافة لتوافر صور فورية للاهداف بواسطة الاقمار الاصطناعية، وهذا عدا عن رجال وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية الذين يمكن استخدامهم عند الضرورة.

انها حرب اذا تتحدى ادارة اوباما بطريقة مماثلة للصراعين القائمين في باكستان وافغانستان. ولقد ظهر هذا واضحا من خلال الضربة الجوية التي تمت بمساعدة امريكية في الجزء الجنوبي من اليمن يوم السابع عشر من ديسمبر الماضي.

لكن بينما ذكرت الحكومة ان تلك الضربة استهدفت معسكر تدريب للقاعدة وقتلت ما لا يقل عن 23 مسلحا، يقول زعماء العشائر والسكان ان معظم القتلى كانوا من المدنيين.

لذا كان من الطبيعي ان تثير الضربة شعورا عارما بالغضب من امريكا في مختلف انحاء اليمن وفي البرلمان.

يقول محمد علي، وهو زعيم لاحدى العشائر: لقد شاهدت اشلاء الجثث التي كان معظمها لنساء واطفال.. ان امريكا تقول انها تساند اليمن لاستئصال الارهابيين لكنها تساعد اليمن فقط لقتل الابرياء.

جدير بالذكر ان الولايات المتحدة قدمت لليمن العام الماضي بعد سنوات من مساعدات شحيحة 67 مليون دولار لمكافحة الارهاب ولتدريب جهاز الاستخبارات اليمني وتزويده بالمعدات اللازمة. لكن يبدو ان المساعدة ستتضاعف هذه السنة، طبقا لما قاله الجنرال ديفيد بيترايوس رئيس القيادة المركزية الامريكية قبل توجهه لزيارة اليمن.



انحدار



وعلى الرغم من قيام رجال الوحدات الخاصة الامريكية الآن بتدريب قوات الامن اليمنية وخفر السواحل على تكتيكات مكافحة الارهاب، وعلى الرغم من استخدام الامريكيين الاقمار الاصطناعية والطائرات التي تحلق بلا طيار في تنفيذ الضربات الجوية، يقول محللون كثيرون ان هذه الحرب تأخرت كثيرا بحيث لن تتمكن من تغيير مسار التطورات في اليمن.

فمنذ الهجوم على السفينة الحربية «كول» بدأت اليمن مرحلة الانحدار لأن الحكومة الضعيفة غير قادرة على بسط سيطرتها على مناطق واسعة من البلاد وعلى الحدود. وهي تخوض الآن صراعا اهليا في الشمال وآخر ضد حركة انفصالية في الجنوب، وبالاضافة لهذا، تواجه الحكومة ايضا مشكلات صعبة اخرى منها الفقر المدقع، معدل بطالة مرتفع، انكماش عائدات النفط وتراجع امدادات المياه.

وفي مثل هذه الاجواء كان لا بد ان تنتعش القاعدة التي تسعى لاستخدام اليمن كقاعدة للتدريب والعمليات فهذا البلد المحشور بين مناطق غنية بالنفط، ويقع على طرق شحن بحري رئيسة ملائم بمناطقه التي لا تخضع للقانون لكي يكون منصة انطلاق للجهاد العالمي. ومن الملاحظ هنا ان القاعدة بدأت تستهدف على نحو متزايد الحكومة اليمنية وجهازها الامني، وفي هذا السياق، يقول عبدالكريم الارياني رئيس الحكومة سابقا: كان يتعين ان يشكل الهجوم على السفينة «كول» اكبر تحذير من القاعدة لكن لا اعتقد ان احدا اهتم بمحاربتها في ذلك الوقت، ولذا اصبحت مواجهتها الآن اكثر صعوبة مما كان عليه الامر عام 2000.



ما بعد «كول»



الواقع ان شبح السفينة «كول» كان يتراقص على الدوام خلال العقد الماضي في افق العلاقات الامريكية - اليمنية، فكل المشتبه بهم بأنهم شاركوا في الهجوم على السفينة تم اطلاق سراحهم أو هربوا من السجون مما عمّق التوتر بين اليمن وامريكا، كما رفضت اليمن تسليم اثنين من مواطنيها للولايات المتحدة منهم واحد كان العقل المدبر وراء الهجوم على «كول»، وبدت الحكومة عقب النجاحات الاولى في اعتقال وقتل الناشطين في القاعدة بعد 9/11 غير راغبة في الاستمرار في طريق المواجهة مع القاعدة لخشيتها من فقدان تأييد العشائر والشخصيات الدينية.

الا ان الحكومة كثفت خلال الاسبوعين الماضيين هجومها على ميليشيات القاعدة بعدما حظيت بزيادة في المساعدات الامريكية ولشعورها ان القاعدة باتت تشكل تهديدا مباشرا لها.

لكن كلما حملت الحكومة على الميليشيات المشتبه بها، يصبح اليمن على ما يبدو اكثر ضعفا، فقد اتهمت الصحافة ورجال السياسة في جنوب اليمن الحكومة بقتل المدنيين لتهدئة الولايات المتحدة.

من الواضح اذا ان للتكتيكات الحكومية الهجومية نتائج سلبية فهي تثير الكثير من مشاعر الغضب لدى القبائل، ويعبر عن هذا محمد علي بالقول: كل هجوم تشنه الحكومة بتأييد امريكي يزيد التعاطف مع القاعدة، ويزيد العداء لحكومة اليمن وربيبتها امريكا، اننا جميعا نريد الانتقام.



تعريب: نبيل زلف
 


تاريخ النشر 05/01/2010

..Toward a Plan B for Peace in Ukraine...

 الإثنين 28 تشرين الأول 2024 - 4:12 ص

..Toward a Plan B for Peace in Ukraine... Russia’s war in Ukraine has become a war of exhaustion.… تتمة »

عدد الزيارات: 175,867,110

عدد الزوار: 7,801,851

المتواجدون الآن: 1