3 حوادث طعن في القدس وإسرائيل تهدئ وتتوعد
الأربعاء 14 تشرين الأول 2015 - 6:24 ص 381 0
3 حوادث طعن في القدس وإسرائيل تهدئ وتتوعد
الناصرة - أسعد تلحمي { غزة - «الحياة»
تراجعت وتيرة المواجهات في معظم المناطق الفلسطينية أمس باستثناء القدس حيث وقعت ثلاثة حوادث طعن استشهد خلالها أحد المهاجمين وأُصيب آخران، في حين جُرح شرطي وإسرائيليان. وفيما وجهت الحكومة الإسرائيلية رسائل تهدئة ضمنية الى السلطة الفلسطينية وحركة «حماس»، توعّدت المقدسيين وعرب الداخل بـ «يد من حديد» لكل من يخل بالأمن والنظام.
ميدانياً، قالت الشرطة الإسرائيلية إن فلسطينييْن، أحدهما يبلغ من العمر 13 عاماً، أقدما على طعن شابين إسرائيلييْن في مستوطنة «بسغات زئيف» في القدس المحتلة، مشيرة الى أن إصابة أحدهما بالغة، بينما قتل المهاجم وأصيب الطفل بالرصاص. وتناقلت وسائل الإعلام الفلسطينية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، شريط فيديو يظهر فيه الطفل الفلسطيني على الأرض وهو ينزف ويبكي بينما يصرخ عليه أحد المارة الإسرائيليين ويشتمه بألفاظ بذيئة ويطلب له الموت.
وفي وقت سابق أمس، قالت الشرطة إن فتاة (16 عاماً) طعنت شرطياً من «حرس الحدود» بسكين قرب مقر الشرطة في القدس، بينما تمكن الشرطي من إطلاق النار عليها وإصابتها بجروح بالغة. وصباح أمس، قتل الشاب مصطفى الخطيب (18 عاماً) برصاص الشرطة بعد أن طعن أحد عناصرها بسكين قرب باب الأسباط في البلدة القديمة في القدس.
وقالت «وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) إنها قلقة حيال تصاعد العنف والخسائر الفادحة في أرواح المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، وفي إسرائيل»، مشيرة الى أن عملاً سياسياً قوياً فقط هو الذي يمكنه منع المزيد من التصعيد على الوضع الذي يؤثر على المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء. وأضافت أن تظاهرات غزة والضفة يقودها جيل فقد الأمل في المستقبل، داعية الى محاسبة قتلة المدنيين.
من جانبها، عمدت الحكومة الإسرائيلية الى التهدئة مع السلطة وحركة «حماس»، وقالت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي إن الجيش فتح تحقيقاً في أحداث غزة وأمر جنوده بضبط النفس وعدم استخدام القوة حتى لا تقع مواجهة مع قطاع غزة في المرحلة المقبلة.
وكانت تقارير أمنية إسرائيلية أفادت أن «حماس» لا ترغب في تدهور الأوضاع والانجرار الى مواجهة عسكرية، في وقت نفت الحركة أنباء أفادت أنها أصدرت أوامر بمنع وصول المتظاهرين الى الحدود الشمالية والشرقية للقطاع مسافة 500 متر.
في الوقت نفسه، خفض المستوى السياسي قليلاً من اتهاماته للرئيس محمود عباس بالتحريض على العنف، وأعلنت الإذاعة أن الوضع في الأراضي الفلسطينية يسير نحو التهدئة بفعل «تدخل» عباس. كما أصدرت مجموعة من الحاخامات مجدداً حظراً على طلابها يمنعهم من الوصول إلى البلدة القديمة من القدس وإلى حائط البراق (حائط المبكى) على خلفية الهجمات بالسكاكين.
على خط مواز، صعدت حكومة نتانياهو هجمتها ضد المقدسيين وعرب الداخل، إذ توعد وزراء ومسؤولون أمنيون المواطنين العرب بـ «يد من حديد» مع كل من يحاول الإخلال بالنظام، وتحديداً الحركة الإسلامية في إسرائيل، والتي تدرس الحكومة حظر أنشطتها، علماً أن لجنة المتابعة العربية العليا دعت الى إضراب شامل اليوم في البلدات العربية في إسرائيل، بالإضافة الى تظاهرة في بلدة سخنين، كما ينوي نواب «القائمة المشتركة» زيارة المسجد الأقصى غداً.
في الوقت نفسه، شن جيش الاحتلال حملة اعتقالات واسعة بين الفلسطينيين، خصوصاً في القدس حيث من المقرر أن ينتشر 1400 جندي احتياط من «حرس الحدود» طلبت الحكومة استدعاءهم بانتظار مصادقة لجنة الخارجية والأمن البرلمانية غداً. وأبلغ القائم بأعمال قائد الشرطة بنسي ساو أعضاء لجنة الداخلية البرلمانية أن الشرطة عاقدة العزم على إبعاد كل من يحاول التصعيد في «جبل الهيكل» (الأقصى) عن المكان بغض النظر عن ديانته.
وافتتحت الكنيست دورتها الشتوية عصر أمس بخطاب لنتانياهو أكد فيه أن «إرهاب السكاكين» لن يهزم الدولة العبرية، داعياً الرئيس عباس إلى وقف «التحريض على الكراهية» في الجانب الفلسطيني، والتنديد بالهجمات التي تستهدف الإسرائيليين.
وردّ أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات على خطاب نتانياهو بالقول إن الخطاب «محاولة لقلب الحقائق ومليء بالكذب وتزوير الحقائق»، وأوضح أن «سياسة الإعدامات والجرائم والاستيطان وبناء الجدران لحكومة نتانياهو هي التي تؤسس للعنف والتطرف وإراقة الدماء»، مضيفاً أن «هذه الجرائم تتم بقرار من حكومة نتانياهو، ولن تؤسس للأمن ولا للسلام».
واستبق زعيم حزب «يش عتيد» الوسطي المعارض يئير لبيد الجلسة بإعلان دعمه الحكومة في إجراءاتها القمعية ضد الفلسطينيين، وقال: «مَن يبكّر لقتلك، اسبقه واقتله... هذا يجب أن يكون نموذج الرد على كل من يحمل سكيناً، وليعرف هذا أن مصيره إطلاق النار عليه وقتله».
ثلاثة حوادث طعن جديدة في القدس وإسرائيل تشن حملة اعتقالات واسعة
غزة - فتحي صبّاح < القدس المحتلة، فيينا - أ ف ب، وكالة سما -
وقعت ثلاثة حوادث طعن في القدس المحتلة أمس أدت الى جرح شرطي وإسرائيلييْن، وراح ضحيتها أحد المهاجمين في حين أصيب آخر، في وقت اتهم وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بمحاولة «التسبب بانتفاضة ثالثة بهدف تحويل الانظار بعيداً من المشكلات التي يواجهها في الساحتين السياسية والديبلوماسية حيث فشل فشلاً ذريعاً».
وصرح المالكي على هامش مؤتمر صحافي في فيينا بأن نتانياهو ارتكب «خطأ فادحاً» عبر اختراق الوضع القائم في الحرم القدسي، و»وسع نطاق النزاع لينقله من خلاف سياسي محدود مع الفلسطينيين يمكن التوصل الى حل سياسي له، الى حرب بلا نهاية مع المسلمين حول العالم». وتدارك انه في هذه المرحلة لا يزال «سابقاً لأوانه التحدث عن أجواء انتفاضة ثالثة»، مضيفاً: «اعتقد انه ما زال ممكناً ضبط الوضع اذا تعاون نتانياهو»، داعياً إياه الى «وقف انتهاكات الوضع الراهن في باحة الاقصى بموجب القانون الدولي». وقال: «نحتاج الى طرف ثالث».
ميدانياً، قالت الشرطة الاسرائيلية في بيان ان فلسطينييْن هاجما يهوداً في مستوطنة «بسغات زئيف» في القدس الشرقية، ما أدى الى إصابة يهودييْن، أحدهما جروحه خطرة، بينما قتل أحد المنفذين وأُصيب الآخر.
وفي وقت سابق أمس، قالت الشرطة ان فتاة فلسطينية (16 عاماً) طعنت شرطياً من «حرس الحدود» الاسرائيلي بسكين قرب مقر الشرطة في القدس، بينما تمكن الشرطي من اطلاق النار عليها. واضافت في بيان ان شرطياً لاحظ الشابة وارتاب بأمرها فطلب منها التوقف، الا انها واصلت السير وتجاهلته، وعندما لحق بها «استدارت نحوه مع سكين وطعنته» وأصابته بجروح طفيفة، مؤكدة انه تمكن من اطلاق النار عليها واصابتها.
وصباح امس، قتل الشاب المقدسي مصطفى الخطيب (18 عاماً) برصاص الشرطة التي قالت انه طعن احد عناصرها بسكين قرب البلدة القديمة، لكنه قتل برصاص شرطيين آخرين في المكان. واضافت ان الهجوم وقع عند نقطة تفتيش قرب باب الاسباط في القدس، مشيرة الى ان الشرطي لم يصب بأذى لانه كان يرتدي سترة واقية.
غير ان مصادر محلية نفت الرواية الاسرائيلية، وقالت ان الخطيب لم يحاول مهاجمة الجنود وأنه كان يسير في الشارع بشكل اعتيادي، إلا ان عناصر ما يسمّى «حرس الحدود» أطلقوا النار عليه، ما أدى إلى استشهاده فوراً.
وكان الفتى أحمد شراكة (13 عاماً) استشهد مساء أول من امس بنيران الجيش الاسرائيلي قرب رام الله، وأُصيب عشرون آخرون بجروح، وفق مصدر في وزارة الصحة الفلسطينية. وشارك مئات من الفلسطينيين، بينهم أطفال من زملائه وأصدقائه، في تشييع جثمانه الذي لف بالعلم الفلسطيني والورود قبل تشييعه في المسجد في مخيم الجلزون قرب رام الله. وقالت والدة الطفل هدى: «ذهب من دون ان يقول لي. لقد علمت من التلفزيون بوجود شهيد. بعدها قالوا لي انه أحمد».
وامتد التوتر الذي بدأ قبل أسابيع في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين الى العرب في اسرائيل حيث أقدم شاب عربي اسرائيلي (20 عاماً) مساء أول من أمس على دهس جندييْن بسيارة، وقام بعدها بطعن مدنييْن اسرائيليين بعد ان غادر سيارته قرب كيبوتس «جان شمويل»، وفق الشرطة التي قالت انها اعتقلت المهاجم.
في غضون ذلك، أعلن نادي الاسير الفلسطيني ان قوات الاحتلال شنت فجر أمس حملة اعتقالات واسعة طاولت 59 مواطناً من محافظات عدة، منها القدس (16 شاباً)، وقرية عتيل في محافظة طولكرم (13 شاباً)، وقرية سلواد في محافظة رام الله (9 شبان)، وفي الخليل (7 شبان)، وبلدة عوريف جنوب نابلس (شاب)، وفي قرية العساكرة في بيت لحم (شاب).
«حماس» تنفي
نفى الناطق باسم وزارة الداخلية التي تديرها حركة «حماس» في قطاع غزة إياد البُزم ما ورد في وثائق مسربة صادرة عن وكيل الوزارة القيادي في الحركة كامل أبو ماضي تتضمن أوامر بمنع المتظاهرين الفلسطينيين من الاقتراب من الحدود الشرقية والشمالية للقطاع لمسافة 500 متر.
وتشير إحدى الوثيقتين، اللتين نشرهما موقع «ويكيلكس غزة» على حسابه على «فايسبوك»، إلى أن القائد العام لقوات الأمني الوطني في غزة اللواء حسين أبو عاذرة أصدر أوامره بـ»اعتبار المناطق الفاصلة (الحدود) مناطق عسكرية... لا يجوز لغير العسكريين وأصحاب الشأن دخولها... وكل من يخالف هذا القرار يعرض نفسه للمساءلة القانونية والقضائية». وأرسل أبو عاذرة نسخة من القرار إلى أبو ماضي الذي بدوره أصدر قراراً أول من أمس وجهه إلى «قادة الأجهزة الأمنية ومديري الإدارات المركزية». وطالب أبو ماضي في قراره القادة والمدراء بـ»عمل ما يلزم في هذا الخصوص». ويهدف القرار إلى منع المتظاهرين الشبان من الوصول إلى المناطق الحدودية للتعبير عن تضامنهم مع أهلهم في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، أسوة بما حصل الجمعة الماضي عندما اشتبكوا مع قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تنتشر على طول الحدود، ما أدى إلى استشهاد سبعة أطفال وشبان وجرح نحو 150 آخرين.
وانقسم الشارع «الغزي» تجاه توجه الشبان إلى المناطق الحدودية، إذ أن هناك من يطالب بمنعهم ووقف نزيف الدم بلا ثمن، ومنهم من يطالب بالسماح لهم بالتعبير عن تضامنهم ورفضهم الاحتلال وإجراءاته مهما كلف الثمن.
لكن البُزم قال لـ»الحياة» إنه «لا صحة لما ورد في وثيقة مزورة منسوبة لوكيل وزارة الداخلية عن منع المواطنين من الوصول قرب المناطق الحدودية»، مضيفاً أن «الواقع الميداني يؤكد عدم صحتها».
إلى ذلك، تظاهر عشرات المواطنين الفلسطينيين أمس تضامناً مع الضفة والقدس، وتنديداً بالاعتداءات المتواصلة في المدينة المقدسة، وانتهاك حرمة المسجد الأقصى من المستوطنين.
إسرائيل تتوعد المقدسيين وعرب الداخل بـ «يد من حديد»
الناصرة – أسعد تلحمي
وجّهت إسرائيل قلقها من تدهور الأوضاع الأمنية و«حرب السكاكين في الشوارع»، نحو المقدسيين وفلسطينيي الـ 1948 مع قيام شاب من مدينة أم الفحم بعملية دهس وطعن مساء أول من أمس في مدينة «الخضيرة» القريبة، وإعلان «لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية» في الداخل الإضراب الشامل في البلدات العربية، وتنظيم تظاهرة حاشدة في مدينة سخنين اليوم، ونية نواب «القائمة المشتركة» زيارة المسجد الأقصى غداً، وهدد وزراء ومسؤولون أمنيون المواطنين العرب بـ»يد من حديد» مع كل من يحاول الإخلال بالنظام، في ظل تقارير أمنية إسرائيلية بأن السلطة الفلسطينية تسعى جاهدة إلى تهدئة الأوضاع في أراضيها، مشيرة إلى أن تراجعاً ملموساً في حجم الاحتجاجات لوحظ أمس.
من جانبها، أبرزت الإذاعة العبرية في نشراتها الرئيسة أن الأوضاع في أراضي السلطة الفلسطينية تسير نحو التهدئة «بفعل تدخل الرئيس محمود عباس (أبو مازن) وإصداره تعليمات لقادة السلطة باعتماد تصريحات معتدلة تؤكد أنه ليس من مصلحة الفلسطينيين القيام بانتفاضة جديدة».
اوامر بضبط النفس في غزة
وفي إطار مساعي الحكومة للتهدئة، قالت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي إن الجيش فتح تحقيقاً في أحداث غزة، وأمر جنوده بضبط النفس وعدم استخدام القوة حتى لا يتم الدخول في مواجهة مع قطاع غزة في المرحلة المقبلة. وخلص التحقيق إلى أن الجنود لجأوا إلى الاستخدام المفرط للقوة، ما أدى إلى استشهاد عدد من المواطنين. وأفاد التقرير: «هناك تفهم لرغبة سكان القطاع للتضامن مع ما يحدث في القدس والضفة المحتلة، لكننا لن نسمح بالمس بقواتنا المنتشرة على حدود القطاع كما حدث في نهاية الأسبوع، فسنتعامل بأقصى درجات الرد العسكري من دون اللجوء إلى رد عنيف لكي لا يتدهور الوضع ولعدم إعطاء الفصائل في غزة ذرائع لخرق الهدوء».
ووفقاً للمعلومات الاستخبارية، هناك الرغبة لدى حركة «حماس» للحفاظ على الهدوء النسبي وعدم الانجرار لمواجهة عسكرية مع إسرائيل، لكن من الواضح للجميع في غزة وإسرائيل أن الوضع يمكن أن يتدهور إلى حد تصعيد كبير بين إسرائيل وقطاع غزة في كل لحظة بحسب وتيرة الأحداث.
حاخامات يحظرون زيارة البلدة القديمة
في هذه الأثناء، أصدرت مجموعة من الحاخامات مجدداً حظراً على طلابهم يمنعهم من الوصول إلى البلدة القديمة من القدس وإلى حائط البراق (حائط المبكى) على خلفية الهجمات بالسكاكين. وأصدر كبير المفتين اللتوانين في إسرائيل الحاخام يستحاك كنييسبكي تعليمات جاء في فيها: «تجوز زيارة القدس، لكن من المحظور الاقتراب من البلدة القديمة حتى تهدأ الأرواح». كما أصدر الحاخام يعقوب الديار فتوى الزمت اتباعه الذين يعدون بعشرات الآلاف بالامتناع عن الوصل على حائط البراق والبلدة القديمة.
دعوات الى حظر «الحركة الإسلامية»
في هذه الأثناء، نقلت الإذاعة عن مسؤولين كبار في الحكومة والشرطة قلقهم من التصعيد الحاصل في البلدات العربية في الداخل، متهمين قيادة «الحركة الإسلامية – الجناح الشمالي» بقيادة الشيخ رائد صلاح بالتصعيد المتعمد «من خلال بث أكاذيب بأن إسرائيل تعتزم هدم المسجد الأقصى»، على حد قول وزيرة القضاء أييلت شاكيد التي أضافت أن «البحث الجدي جارٍ على المستويين السياسي والأمني لحظر الحركة قانونياً».
وقالت إن «الحركة الإسلامية» هي جزء من حركة «الإخوان المسلمين» المحظورة في دول عربية كثيرة، وهي التي نجحت في جر مواطنين إلى أعمال شغب، «فلماذا لا يتم حظرها هنا أيضاً؟». ودافعت عن زيارات زميلها الوزير اوري أريئل واليهود المتطرفين الاستفزازية للمسجد الأقصى، وقالت: «يجب تغيير الوضع القائم الذي يتيح لملايين المسلمين سنوياً الصلاة في الأقصى ويحظر على اليهود الصعود إلى جبل الهيكل».
وكانت الحكومة ناقشت في جلستها أول من أمس اقتراحاً لإخراج «الحركة الإسلامية» خارج القانون. ونقلت وسائل الإعلام العبرية أن المستشار القضائي للحكومة يهودا فاينشتاين لا يعارض ذلك، وان جهاز «شاباك» عرض أمام الحكومة بعض العثرات الفنية لتنفيذ الأمر، مضيفاً أن الحركة الإسلامية و»حماس» هما الجهتان المركزيتان اللتان تقفان وراء «موجة الإرهاب الحالية».
واعتقلت الشرطة مساء أول من أمس رئيس الحركة الإسلامية في مدينة رهط في النقب الشيخ يوسف أبو جامع بشبهات «الحض على التجمهر غير المشروع وعلى التسبب في أضرار للممتلكات العامة» بحسب بيان الشرطة.
إلى ذلك، أبرزت وسائل الإعلام العبرية ما وصفته بالانقسام في المجتمع العربي في إسرائيل في شأن الاحتجاجات الأخيرة في البلدات المختلفة. وأشادت بانفلات رئيس بلدية الناصرة، كبرى المدن الفلسطينية في إسرائيل، علي سلاّم ضد رئيس «القائمة المشتركة» النائب أيمن عودة، بأنه «بسبب التظاهرات التي تنظمها القائمة يقاطع اليهود المحال التجارية في المدينة». وصرخ سلاّم في وجه عودة حين كان الأخير يتحدث للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي: «انصرف من هنا، اذهبْ إلى مدينتك حيفا وتظاهر هناك... انقلع من هنا». ولاقت أقوال سلاّم الترحيب من وزراء في الحكومة وآلاف اليهود على شبكات الإنترنت.
من جهته، أبلغ القائم بأعمال قائد الشرطة بنسي ساو أعضاء لجنة الداخلية البرلمانية أن الشرطة عاقدة العزم على إبعاد كل من يحاول التصعيد في «جبل الهيكل (الأقصى) عن المكان بغض النظر عن ديانته. وقال إن الشرطة نفذت في الأسبوعين الأخيرين اعتقال 300 فلسطيني بشبهة قذف حجارة وزجاجات حارقة، وأبعدت عدداً من المرابطين في المسجد عن المدينة، و»نراقب عن كثب كل المحرضين على التصعيد وأوصيْنا باعتقالهم إدارياً». وأضاف أن الشرطة تتعامل بصرامة مع متطرفين يهود، و»وضعنا لائحة تضم 54 إسرائيلياً من مستوطنات الضفة الذين يهددون النظام وأبعدناهم عن المستوطنات... وهذا ما فعلناه مع 62 محرضاً في الأقصى».
وافتتحت الكنيست دورتها الشتوية عصر أمس بخطابات للرئيس رؤوبين ريبلين ولنتانياهو وزعيم المعارضة اسحق هرتسوغ وقادة الأحزاب المختلفة تناول كلها التطورات الأمنية الأخيرة. وقبل الجلسة، تبنى زعيم حزب «يش عتيد» الوسطي المعارض يئير لبيد موقفاً يمينياً متطرفاً بإعلان دعمه الحكومة في إجراءاتها القمعية ضد الفلسطينيين، وقال إنه سحب اقتراح حزبه نزع الثقة عن الحكومة «لأن المطلوب الآن وحدة صف في الداخل أمام عدو مشترك، وإظهار كل القوة نحو الخارج». وأضاف: «قال حكماؤنا مَن يبكّر لقتلك، اسبقه واقتله... هذا يجب أن يكون نموذج الرد على كل من يحمل سكيناً، وليعرف هذا أن مصيره إطلاق النار عليه وقتله».