يوم غضب عارم في أراضي الـ٤٨.. وواشنطن تدعو لضبط النفس
الخميس 15 تشرين الأول 2015 - 6:34 ص 384 0
يوم غضب عارم في أراضي الـ٤٨.. وواشنطن تدعو لضبط النفس
مقتل ٣ اسرائيليِّين في القدس واستشهاد فلسطيني في بيت لحم ونتنياهو يتوعد
(ا.ف.ب-رويترز-الانترنت)
قتل ثلاثة اسرائيليين في هجومين في القدس امس، احدهما داخل حافلة بسلاح ناري والثاني بواسطة سيارة صدم سائقها مارة ثم هاجمهم بسكين، في حين توعد رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو باستخدام «كل الوسائل» لوقف هذه الهجمات.
واستشهد فلسطيني واحد على الاقل من المنفذين الثلاثة للهجومين، بينما اصيب الاخران برصاص الشرطة، بحسب ما اعلن المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفيلد.
وفي بيت لحم في جنوب الضفة الغربية المحتلة استشهد امس فلسطيني برصاص الجيش الاسرائيلي خلال مواجهات.
واثر اتخاذ الهجمات الفلسطينية منحى جديدا بعدما كانت تقتصر منذ بدأت موجة العنف الراهنة قبل اسبوعين على استخدام السكاكين، قال نتنياهو ان حكومته ستستخدم «كل الوسائل» الممكنة لمواجهة العنف وستتخذ «تدابير قوية» لمواجهة التصعيد.
وحذر نتنياهو في تصريح امام البرلمان الاسرائيلي الرئيس الفلسطيني محمود عباس من ان الدولة العبرية تحمله مسؤولية اي تدهور محتمل في الوضع ودعاه الى وقف «التحريض على كراهية» الاسرائيليين.
واضاف: «سنستخدم كافة الوسائل التي بحوزتنا من اجل اعادة الهدوء»، مشيرا الى ان حكومته «ستقرر اليوم التدابير الاضافية القوية» التي «ستنفذ على الارض في اسرع وقت ممكن».
وتوجه نتنياهو للرئيس الفلسطيني عباس قائلا: «في حالة تصعيد الوضع عقب التحريض على الكراهية فانك ستتحمل المسؤولية».
وبحسب روزنفيلد فان الهجوم الاول نفذه فلسطينيان داخل حافلة تعمل على خط رقم 78 في القدس الشرقية وادى الى مقتل اسرائيليين اثنين.
وقال ان احد المهاجمين فتح النار داخل الحافلة التي كان فيها 15 شخصا بينما كان الاخر يحمل سكينين. واشارت اجهزة الاسعاف الى اصابة ثلاثة ركاب اخرين بجروح.
ورأى مصور لفرانس برس حافلة تخترقها عدة رصاصات وبعض نوافذها مهشمة.
وتابعت الشرطة ان احد منفذي الهجوم قتل بينما اصيب الثاني برصاص الشرطة.
وقال احد شهود العيان الاسرائيليين رافضا الكشف عن هويته انه سمع من منزله القريب من مكان الهجوم «عشرين او ثلاثين طلقة تم تبادلها بين الشرطة والارهابيين».
ويذكر هذا الهجوم بالهجمات التي شنت في الانتفاضتين الفلسطينيتين الاولى عام 1987 والثانية عام 2000، حيث كانت وسائل النقل العامة الاسرائيلية هدفا للهجمات.
وبعدها بقليل، قام سائق سيارة بصدم مارة قرب موقف للحافلات في شارع لليهود المتدينين في القدس الغربية قبل ان يترجل من السيارة ويهاجمهم بسكين ما ادى الى مقتل شخص واصابة اخر بجروح طفيفة. بينما اصيب منفذ الهجوم.
وقبل ذلك، اقدم فلسطيني على طعن اسرائيلي في مدينة رعنانا شمال تل ابيب الا ان المارة سرعان ما سيطروا عليه.
وقال شاهد للاذاعة العامة ان منفذ الهجوم (22 عاما) تعرض لضرب مبرح من قبل المارة.
وتابعت الشرطة ان منفذ الهجوم وهو من القدس الشرقية المحتلة نقل الى المستشفى وان اصابته خطيرة. ولم تعط الشرطة تفاصيل حول وضع الجريح واكتفت بالقول انه نقل الى المستشفى.
وتعقد الحكومة الاسرائيلية الامنية المصغرة التي تضم المسؤولين الحكوميين الكبار اجتماعا طارئا مساء الثلاثاء مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقد تلجأ الحكومة الى اجراء متشدد يقضي باغلاق الاحياء الفلسطينية في القدس الشرقية المحتلة، بحسب لوبا سمري المتحدثة باسم الشرطة.
كما انها قد تقوم ايضا بتسهيل اجراءات حصول الاسرائيليين على سلاح «للدفاع عن النفس».
واستمر التوتر امس في الضفة الغربية المحتلة حيث دعا الفلسطينيون الى «يوم غضب»، واندلعت مواجهات جديدة مع القاء المئات من الفلسطينيين الحجارة على الجنود الاسرائيليين قرب مستوطنة بيت ايل قرب رام الله وحاجز قلنديا العسكري بين رام الله والقدس وبيت لحم التي قتل فيها فلسطيني برصاص الجيش الاسرائيلي، بحسب ما افادت مصادر طبية فلسطينية.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان «استشهد الشاب معتز زواهرة (27 عاما) من مخيم الدهيشة في بيت لحم».
وبذلك، يرتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ الاول من تشرين الاول الى 30 منهم 11 في قطاع غزة، وفق المصدر نفسه. من ناحيتها، اكدت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ان «القوات احبطت محاولة على يد فلسطيني لالقاء زجاجة حارقة على سيارة عسكرية»، مشيرة الى ان الجيش رد على «التهديد الفوري» باطلاق النار على الفلسطيني.
واصيب 15 فلسطينيا على الاقل بالرصاص الاسرائيلي، بحسب خدمات الاسعاف الفلسطينية.
ويشعر الشبان الفلسطينيون باحباط مع تعثر عملية السلام واستمرار الاحتلال الاسرائيلي وزيادة الاستيطان في الاراضي المحتلة بالاضافة الى ارتفاع وتيرة هجمات المستوطنين على القرى والممتلكات الفلسطينية.
ويلقي عشرات الفلسطينيين الحجارة والزجاجات الحارقة على الجنود الاسرائيليين الذين يردون في الغالب باستخدام الرصاص الحي والمطاطي.
من جانبه، قال وزير الطاقة الاسرائيلي يوفال شتاينتز المقرب من نتنياهو : «ليس هناك وصفة سحرية. في الانتفاضتين السابقتين استغرقنا الامر اياما واسابيع وحتى سنوات للتغلب عليهما.
آمل هذه المرة ان يتم الامر بسرعة اكبر». بينما اعلن امين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات في رام الله ان السلطة بدأت «تجميع المعلومات لتقديم وإحالة ثلاثة ملفات لرئيس الوزراء نتنياهو ورئيس دفاعه وقادة الأجهزة الأمنية ووضع الملفات بشكل فوري أمام المحكمة الجنائية الدولية وتحميلهم المسؤولية الكاملة» مشيرا الى ان ما يحدث في القدس هو «اعدامات جماعية».
وتنذر موجة العنف الحالية باندلاع انتفاضة شعبية فلسطينية ثالثة ضد الاحتلال الاسرائيلي بعد انتفاضتي 1987-1993 و2000-2005.
وامتد التوتر الذي بدأ قبل اسابيع في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين الى العرب في اسرائيل. واعلنت لجنة المتابعة العربية العليا اضرابا عاما امس في المدن العربية داخل اسرائيل. وعم الاضراب الشامل مدن وقرى وبلدات عربية في اسرائيل.
وتظاهر اكثر من عشرة الاف عربي اسرائيلي مساء امس في بلدة سخنين العربية شمال اسرائيل دعماً للفلسطينيين. وهتف المشاركون الذين حملوا الاعلام الفلسطينية وارتدوا الكوفيات التقليدية باللونين الاسود والابيض، «بالروح وبالدم، نفديك يا شهيد» و«لا للاحتلال ولا للاستيطان»، بحسب مراسلة فرانس برس.
ويتحدر عرب اسرائيل الذين يقدر عددهم اليوم ب 1،4 مليون نسمة من 160 الف فلسطيني بقوا في اراضيهم بعد قيام دولة اسرائيل عام 1948.
ويعانون من التمييز ضدهم خصوصا في مجالي الوظائف والاسكان.
واضرب الطلاب في المدارس العربية كما اضربت مدينة الناصرة كبرى المدن العربية وبلدات الجليل واقتصر الاضراب في مدينة حيفا المختلطة على المدارس العربية وبعض محلات الاحياء العربية، بينما فتحت المطاعم والمقاهي ابوابها في الحي الالماني.
وقال رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة محمد بركة ان «الفلسطينيين لم يبادروا للتصعيد، ومن بادر هو نتانياهو بعد خطاب محمود عباس في الامم المتحدة لانه يريد تحويل الصراع السياسي والاحتلال الاسرائيلي الى صراع ديني».
وفي جنيف اتهم وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في حفل اقيم في مقر الامم المتحدة الثلاثاء اسرائيل بتنفيذ «اعمال قتل خارج القانون» بحق فلسطينيين، وذلك على خلفية اعمال العنف التي تشهدها الضفة الغربية وقطاع غزة واسرائيل.
وقال المالكي خلال حفل رفع العلم الفلسطيني على مبنى الامم المتحدة في جنيف انه «خلال الاسبوعين الماضيين حصلت اعمال عدوانية متكررة واستفزازات نفذها متطرفون اسرائيليون ومسؤولون في الحكومة ضد مدنيين فلسطينيين وضد حق المسلمين في الوصول الى الحرم الشريف في القدس الشرقية المحتلة، وادت الى حصول العديد من الحوادث الصادمة لاعمال قتل خارج القانون بحق فلسطينيين، بمن فيهم اطفال».
ويفترض ان يبحث بان كي مون الملف خلال غداء مع اعضاء مجلس الامن، ولكن لم يتم تحديد اجتماع خاص بالتصعيد في مجلس الامن خلال الايام المقبلة وفق الدبلوماسيين.
ويعقد مجلس الامن اليوم اجتماعا حول الشرق الاوسط برئاسة وزير خارجية اسبانيا التي تتولى الرئاسة الدورية للمجلس.
من جهة اخرى، دانت الولايات المتحدة امس الهجمات في القدس، مجددة دعوتها الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني الى اعادة ارساء الهدوء.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية جون كيربي في بيان ان «الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات الهجمات».
واضاف: «نحن ما زلنا قلقين جدا ازاء تصاعد التوتر ونحض جميع الاطراف على اتخاذ اجراءات ملموسة لاعادة الهدوء ومنع حصول اشتعال جديد للاوضاع».
واعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس انه «لم يفاجأ» بالتجدد الراهن للتوتر «الكبير» بين الاسرائيليين والفلسطينيين، داعيا الى القيام بـ«مبادرات» لتهدئة الوضع.
وقال فابيوس في الرياض حيث انضم الى رئيس الوزراء مانويل فالس الذي يجول في المنطقة ان «التوتر كبير بين اسرائيل والفلسطينيين».
واضاف ان «فرنسا هي بين الدول النادرة جدا التي تقول، شهرا اثر شهر، انه ينبغي القيام بكل ما يلزم لخفض التوتر وانه لا يمكن اشاعة شعور لدى الجانبين بأن القضية ستتم تسويتها من تلقاء نفسها».
ودان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني العمليات الإسرائيلية المستمرة في المسجد الأقصى في القدس المحتلة، مؤكدا أن على إسرائيل أن تدرك أن المسجد الأقصى من أقدس الأماكن لدى شعوب الأمة الإسلامية الذين يرفضون رفضا قاطعا المساس بحرمة الأقصى وغيره من الأماكن المقدسة.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية إن «الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الشعب الفلسطيني واستمرارها في مصادرة أراضي الفلسطينيين وبناء مستوطنات جديدة تتعارض مع القوانين الدولية وتجرمها الشرائع السماوية، وعلى المجتمع الدولي التدخل لحماية الشعب الفلسطيني ووقف الاعتداءات والانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة»..
إجتماع وزاري عربي طارئ لبحث التصعيد بين الفلسطينيِّين وإسرائيل
القاهرة - «اللواء»:
وافقت جامعة الدول العربية امس على عقد اجتماع وزاري طارئ لبحث تصعيد بين الفلسطينيين وإسرائيل بدأ قبل نحو أسبوعين.
ودعت الإمارات لعقد الاجتماع خلال مناقشات أجراها المندوبون الدائمون بمقر الجامعة العربية في القاهرة قال خلالها مندوب الإمارات محمد بن نخيرة الظاهري إن بلاده «ترى ضرورة عقد اجتماع وزاري طارئ وعاجل لبحث هذه الانتهاكات والاعتداءات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي في دولة فلسطين.»
وطلب المجلس ،من الامين العام للجامعة العربية متابعة تنفيذ القرار وتقديم تقرير للمجلس في هذا الشأن وإجراء المشاورات اللازمة لعقد الاجتماع الوزاري الطارئ لمجلس الجامعة العربية في ضوء ما يستجد من تطورات .
واكد المجلس على حق الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي،موجهاً تحية إجلال واكبار وتضامن الى أبناء الشعب الفلسطيني وهم يتصدون الى جرائم الاحتلال الاسرائيلي .
كما أكد على ضرورة عدم إفلات اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال من العقاب ازاء ما ترتكبه من جرائم وانتهاكات وتحميلها المسؤولية القانونية والجنائية عن هذه الجرائم التي ترقى الى جرائم حرب ضد الانسانية والسعي الى تقديم مرتكبيها الى العدالة الدولية الناجزة.
وطالب المجلس المجتمع الدولي خاصة مجلس الامن باتخاذ الإجراءات العاجلة والكفيلة بوقف اقتحامات المسؤولين والمستعمرين الإسرائيليين للمسجد الأقصى المبارك تحت حماية ورعاية جيش وحكومة الاحتلال والغاء الخطط الإسرائيلية غير القانونية التي تهدف الى تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى وتقسيمه زمانياً ومكانياً والسماح لليهود بالصلاة داخل أسواره واعتبار هذه السياسات الإسرائيلية العدوانية هي السبب.
من جهته، حمَّل العربي مجددا المجتمع الدولي ومجلس الامن مسؤولية الاضطلاع بدوره تجاه القضية الفلسطينية وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الذي يواجه ارهاب الدولة المنظم على ايدي قوات الاحتلال الاسرائيلية ، منددا بالتصعيد الذي تمارسه تجاه المقدسات الاسلامية والمسيحية.
وشدد العربي في كلمته أمام اجتماع مجلس الجامعة الطارئ على مستوى المندوبين الدائمين أمس على ضرورة التحرك لاستصدار قرار من مجلس الامن لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني،او عقد دورة طارئة للجمعية العامة للامم المتحدة حال تعذر عرض هذا الموضوع امام مجلس الامن ، من اجل توفير قوات طوارئ دولية مؤقتة في القدس والعمل على اتخاذ تدابير تضمن سلامة المدنيين الفلسطينيين في جميع الاراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك على غرار تجارب سابقة حدثت خلال العدوان الثلاثي على مصر عام ١٩٥٦ حيث بقيت قوات الطوارئ الدولية منذ هذا التاريخ حتى عام ١٩٦٧.