إجراءات الاحتلال في القدس تحدّ من تدفق المصلين على الأقصى وشهيد وعشرات الجرحى وطعن جندي إسرائيلي
الأحد 25 تشرين الأول 2015 - 5:56 ص 450 0
إسرائيل تتشدّد بالإجراءات بعد السماح للمصلّين من كل الأعمار بدخول المسجد الأقصى
عشرات الجرحى الفلسطينيّين في «جُمعة الغضب» خلال مواجهات مع الإحتلال
اللواء... (ا.ف.ب-رويترز)
اندلعت مواجهات بعد صلاة امس الجمعة في مناطق مختلفة من الضفة الغربية التي تشهد هي وقطاع غزة مسيرات تندد بالانتهاكات الإسرائيلية ضمن يوم غضب فلسطيني دعت إليه الفصائل.
ففي رام الله انطلقت مسيرة من مسجد جمال عبد الناصر في مدينة البيرة وتوجهت إلى ما يعرف بحاحز بيت إيل شمال المدينة حيث قامت قوات الاحتلال بقمعها وإطلاق الغاز المدمع على المشاركين.
كما انطلقت مسيرة من مسجد الحرس وسط الخليل لتتحول إلى مواجهات تركزت عند رأس الجورة حيث تدور الآن مواجهات.
واندلعت مواجهات أخرى على مدخل بيت لحم الشمالي عند مسجد بلال بن رباح، حيث أطلق جيش الاحتلال النار الحي والمطاطي تجاه المحتجين.
وتحولت العديد من الإصابات في الضفة الغربية خلال المسيرات إلى مواجهات أيضا في بلدة يعبد بجنين وبلدة حوارة قرب نابلس.
من جهتها ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن أربعة مواطنين أصيبوا بالرصاص الحي والمطاطي في الأطراف السفلية بمنطقة باب الزاوية في الخليل.
وقال مسعفون إنهم قدموا العلاج الميداني لعشرات الفلسطينيين الذين أصيبوا بحالات اختناق جراء الغاز المدمع، وبالرصاص المطاطي، في مناطق متفرقة من الضفة الغربية.
أما في القدس، فقد انتهت صلاة الجمعة في الحرم القدسي الشريف بهدوء، وقد شارك فيها نحو 17 ألف مصل، وذلك بعد أن رفعت قوات الاحتلال القيود التي فرضتها منذ نحو شهر على دخول المصلين وسمحت لجميع الأعمار بأداء صلاة الجمعة.
وقال الجيش الاسرائيلي انه بعد ساعات من هذه الدعوة طعن فلسطيني جنديا اسرائيليا في الضفة الغربية وأصابه قبل ان يطلق عليه جنود النار ويصيبونه مع تصاعد موجة العنف التي أسفرت عن مقتل نحو 60 شخصا.
رفعت اسرائيل القيود على دخول المسجد الاقصى لاداء صلاة الجمعة في محاولة على ما يبدو لتخفيف التوتر في محيط المسجد والذي ادى الى اعمال عنف بين اسرائيل والفلسطينيين.
وفي حين ادى الاف المصلين الفلسطينيين الصلاة في المسجد بدون وقوع اي حوادث، اندلعت اشتباكات في مدينتي الخليل ورام الله في الضفة الغربية المحتلة حيث قام شبان فلسطينيون برشق الجنود الاسرائيليين بالحجارة، ورد الجنود باطلاق الغاز المسيل للدموع.
واعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ان 20 فلسطينيا اصيبوا برصاص الجيش الاسرائيلي خلال مواجهات في اماكن مختلفة في الضفة الغربية.
ووقعت مواجهات في مدن نابلس ورام الله والخليل ومخيم الجلزون وبلدة نعلين غرب رام الله.
وفي قطاع غزة، اصيب اكثر من 120 فلسطينيا بالرصاص الحي والمطاطي الذي اطلقه الجيش الاسرائيلي خلال مواجهات الجمعة في مناطق مختلفة.
وذكر المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية اشرف القدرة ان «عددا من المصابين في حالة خطرة بينهم شاب في حالة حرجة نتيجة اصابته برصاصة في البطن في المواجهات شرق خان يونس» في جنوب قطاع غزة. واوضح ان بين المصابين «اربعة مسعفين وثلاثة صحافيين اضافة الى تضرر سيارتي اسعاف تابعتين لجمعية الهلال الاحمر».
الى ذلك، توفي الشاب الفلسطيني يحيى هاشم كريرة مساء امس متاثرا بجروح اصيب بها برصاص الجيش الاسرائيلي قبل اسبوع في غزة. واوضح القدرة انه «باستشهاد كريرة تصبح حصيلة أحداث القطاع 16 شهيدا» منذ اندلاع المواجهات مطلع الشهر الجاري.
ودعت فصائل فلسطينية الى «يوم غضب» ضد اسرائيل، فيما تكثفت الجهود الدولية لوقف العنف الذي يخشى العديدون من ان يتحول الى انتفاضة ثالثة.
وقال الشيخ عزام الخطيب مدير عام اوقاف القدس وشؤون المسجد الاقصى ان نحو 25 الف مسلم ادوا صلاة الجمعة بعد السماح للمصلين من كل الاعمار بدخول المسجد، وذلك للمرة الاولى منذ منتصف ايلول عندما اندلعت اشتباكات في المكان بين الفلسطينيين والشرطة الاسرائيلية.
وقدرت الشرطة الاسرائيلية عدد المصلين بنحو 30 الفا.
وفي الاسابيع الماضية، منعت الشرطة الاسرائيلية دخول المصلين الذين تقل اعمارهم عن 40 عاما. واورد وسام ابو ماضي (20 عاما) الذي قال انه يعتقد ان موجة الهجمات ضد الاسرائيليين ستتواصل «بالطبع الوضع افضل، ولكن لا تزال هناك الحواجز وعمليات التفتيش. لا يزال هناك عدم احترام».
واضاف: «الجميع خائفون انه اثناء التفتيش، اذا قام شخص بحركة خاطئة يمكن ان يتم اطلاق النار عليه. الوضع رهيب». -- هجمات فلسطينية منفردة- ويقع المسجد الاقصى في القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل وضمتها في 1967.
وفي وقت سابق امس اصيب جندي اسرائيلي بجرح طفيف في عملية طعن في الضفة الغربية المحتلة. واوضح الجيش ان «مهاجما طعن جنديا اثناء قيامه بواجبه بالقرب من السياج الامني في غوش عتصيون» مجمع المستوطنات في جنوب القدس.
وقال ان «جنودا اخرين اطلقوا النار على المهاجم». وادت الهجمات منذ الاول من تشرين الاول الى مقتل 50 فلسطينيا على الاقل في اشتباكات بين الشرطة الاسرائيلية او اثناء شنهم هجمات ضد اسرائيليين.
كما قتل ثمانية اسرائيليين في الهجمات، اضافة الى اريتري اعتقد انه من المهاجمين.
ويقود موجة العنف الاخيرة الشباب الفلسطيني المحبط من العيش في ظل الاحتلال الاسرائيلي وجمود عملية السلام.
والقى محمد (29 عاما) الذي شارك في صلاة الجمعة في الاقصى، باللوم على الاسرائيليين. وقال «هم المسؤولون لانه لا عمل. لو كان هناك عمل ولو كان الناس بحوزتهم المال، لما فعلوا اي شيء». وبدأ المجتمع الدولي جهودا دبلوماسية مكثفة لاحتواء دوامة العنف.
من جهة ثانية، نظمت حركتا حماس والجهاد الاسلامي تظاهرة شارك فيها الاف من عناصر ومؤيدي الحركتين بعد ظهر امس في مخيم النصيرات وسط القطاع.
وقال القيادي في حماس اسماعيل رضوان في كلمة امام المتظاهرين «لن تنجح كل محاولات المجتمع الدولي الساعية للالتفاف وعرقلة انتفاضة القدس المباركة في محاولة لانقاذ العدو الاسرائيلي من قبضة انتفاضة الشعب الفلسطيني».
من ناحيته قال القيادي في حركة الجهاد احمد المدلل «لا خيار امام شعبنا في هذه المرحلة غير الانتفاض في مواجهة العدو الاسرائيلي»، محذرا من ان «غضب شعبنا سيكون اكبر حال ارتكاب الاحتلال حماقة».
ومن المقرر ان يعقد وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغيريني والامين العام للامم المتحدة بان كي مون، محادثات الجمعة حول العنف المتصاعد.
واعرب وزير الخارجية الاميركي الخميس عن «تفاؤله الحذر» بعد اربع ساعات من المحادثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في برلين.
كما من المقرر ان يلتقي كيري الرئيس عباس في عمان اليوم. الا ان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات استبق اللقاء الجمعة وقال ان «اي جهود للتهدئة في المنطقة لن تنجح بدون معالجة الاسباب الرئيسية للتوتر الذي تشهده الاراضي الفلسطينية».
واضاف عريقات ان «اي حديث عن التهدئة بمعزل عن معالجة الاسباب الرئيسية لحالة التوتر القائم سيكون مجرد حديث علاقات عامة للاعلام».
وحدد شروط الجانب الفلسطيني للتهدئة، موضحا ان «اسباب التوتر التي يجب معالجتها هي استمرار الاحتلال والاستيطان والعقوبات الجماعية وهدم المنازل والاعدامات الميدانية ومحاولات تقسيم المسجد الاقصى المبارك». وحض الامين العام للامم المتحدة بان كي مون العائد من جولة في المنطقة، امس على لقاء مباشر بين نتنياهو وعباس.
من ناحية اخرى، اصدرت المحكمة العليا الاسرائيلية امس الاول اوامر احترازية مؤقتة تمنع فيها الجيش الاسرائيلي من هدم ستة بيوت في الضفة الغربية المحتلة لفلسطينيين متهمين بقتل اسرائيليين. ومنذ 15 تشرين الاول ، اصدرت السلطات الاسرائيلية تسعة اوامر بهدم منازل نشطاء فلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية، بعضهم قتل في هجمات والآخرون معتقلون ولم تتم ادانتهم.
كذبة بنيامين نتنياهو عن الحاج أمين مفتي فلسطين
اللواء...ذوالفقار قبيسي
الكذبة «التاريخية» النكراء التي أطلقها قبل أيام رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، تضاف إلى آلاف البراهين بأنه بالفعل رئيس وزراء عدو ومن الطراز الشنيع. فالذين يقرأون مذكرات محافظ المصرف المركزي الالماني، ووزير التسلح لاحقاً في حكومة أدولف هتلر، الدكتور هاليمار شاخت، يتأكدون على الفور من كذبة نتنياهو، حيث يروي «شاخت» عن ما عرف في تاريخ النازية بـThe Final Solution (أو «الحل الأخير» لمسألة اليهود في المانيا التي انتهت بما سمي فيما بعد بـ«المحرقة») بأنه، أي شاخت، عارض فكرة «المحرقة» قائلاً لهتلر: «أفضل لك أن تضم جميع أملاك اليهود وثرواتهم في شركة مساهمة Holding تعطيهم فيها جزءا من الأسهم وتبعدهم جميعاً عن المانيا وترسل لهم أرباحاً دورية محدودة يعيشون عليها في أوروبا، فسوف يتحولون عندها من أعدائك إلى مناصريك». لأن سقوط النظام النازي في رأي «شاخت» معناه توقف الحوالات الدورية من عائدات الأسهم إليهم في منفاهم الجديد في أوروبا، حيث ستكون عدواهم عندها محصورة في القارة الأوروبية بعيداً عن المانيا.
وكان جواب هتلر على اقتراح «شاخت» Let me sleep on It. ما يعني «دعني أتمحص فكرتك». وما حصل ان هتلر بعد أيام قال لـ «شاخت» العبارة الشهيرة: كلا.. أريد حلاً نهائياً A final Solution. وهي العبارة التي درجت فيما بعد عن ما سمي بـ «المحرقة».
وكذبة نتنياهو هي في أن «شاخت» لم يذكر أن هتلر اشار إليه من قريب أو بعيد عن حوار بهذا الشأن جرى مع الحاج أمين الحسيني الذي ألحق به نتنياهو كذبته الشنيعة بأن «المفتي» قال لهتلر «Burn them» «أحرقهم» (العبارة الواردة في خطاب نتنياهو) والتي لم ترد في مذكرات «شاخت» الذي كان لموقفه المعتدل في المسألة اليهودية، أحد الأسباب التي ساهمت في تخفيف ادانته في «نورمبرغ» حيث أفرج عنه بعد حكم مختصر لفترة لم تتعد تقريباً مدة المحاكمة.
ثم لماذا نذهب بعيداً وأمامنا كتاب «كفاحي» الذي يكفي بما تضمنه من أوصاف عن اليهود لمؤلفه أدولف هتلر، كي يزرع الزعيم النازي في عقله حتى خلال سجنه (حيث ألّف الكتاب) فكرة التخلص من يهود المانيا، وهو الذي قال عنهم في الكتاب: «إن اتقان الكذب من ميزة «الشعب المختار» الزاعم بأنه جماعة دينية، في حين أنهم جنس وأي جنس؟ لقد وصفهم (الفيلسوف الالماني) شوبنهور بأنهم «أساتذة عظام في فن الكذب». أنهم الداء الذي ينهش شعب المانيا. أنهم الطاعون والسل يزحفان ببطء، اللذان يجب تداركهما يحملان في ذاتهما ناقوس الانذار. فماذا حققت الدولة لوقاية الأمة الالمانية ورفع خطر هذه السموم.. سوى جبنها عن قطع رأس الأفعى؟».
وهكذا أمام هذه الكلمات، لا يحتاج أدولف هتلر لا إلى نصائح «شاخت» بإبعاد اليهود ولا إلى تحريض من الحاج امين الحسيني كي «يحرقهم» To Burn Themعلى حد التعبير الشنيع لبنيامين نتنياهو. وإذا كانت سياسة هتلر قد وصفت بـ «اللاسامية» المعادية لليهود، فماذا نقول عن الأوصاف النارية في «العهد القديم» على لسان «أنبياء بني اسرائيل» ضد بني جلدتهم، اليهود أنفسهم؟ من عبارات تدينهم كان هتلر قد شربها وهضمها حتى قبل استلام السلطة، وسار على منوالها ومن دون أن يحتاج إلى نصيحة فرد (الحاج أمين أو سواه) ليرتكب جرائمه ليس فقط ضد اليهود، انما أيضاً ضد العديد من الشعوب التي كان يرى في «اجناسها» خطراً على «عرقه» المختار، وفي سياسة عنصرية دمرت وخربت العالم، وكان من نتائج جرائمها قيام الكيان الدخيل في فلسطين على يد اليهود الذي يصفهم هتلر بأنهم «وراء افساد الإعلام والسينما والفنون والسيطرة على سوق البغاء السري والعلني والتلاعب بمقدرات البلاد المالية» كما في كلمات الكتاب. حتى ان هتلر بلغت به العنصرية لدرجة أنه، كما يزعم، كان يشم في فيينا رائحة «القفطان اليهودي» عن مسافة بعيدة!!
ولكن هل كانت كلمات هتلر أكثر «لا سامية» من كلمات «العهد القديم» على لسان أنبياء اليهود أنفسهم؟ حيث يندد «إلههم يهوه» بسلوكهم وبخرقهم وصاياه و«بنكصهم عهده معهم» كما في «اشعيا» في العهد القديم:
* «ويل للأمة الخاطئة، للشعب المثقل بالاثم، لنسل الأشرار والبنين المفسدين، تركوا الرب وإليه أداروا ظهورهم».
* «لا أستمع لكم، لأن ايديكم مملوءة من الدماء».
* «كيف صارت المدينة الآمنة زانية، بعد ان كانت عامرة بالعدل وفيها كان يسكن الحق. أما الآن ففيها يسكن القتلة. اورشليم تتهاوى لأنهم يتمردون على الرب قولا وفعلا.. وقاحة وجوههم تشهد عليهم، فويل لهم.. سيسقط رجالك يا صهيون بالسيف، وأبطالك في القتال، وتئن أبوابك وتنوح وأنت ضاوية قاعدة على الأرض».
* «حين يغسل السيد الرب قذارة بنات صهيون، يمحو الدماء من أورشليم بريح العقاب وريح الحريق»!
* * *
بل في «ارميا» أيضاً في «العهد القديم» نقرأ على لسان «يهوه» عن «شعبه» ما يلي:
* «سيقتلهم أسد الغاب ويهلكهم ذئب الفقر ويسهر النمر حول مدنهم يفترس كل من خرج منها. معاصيهم تكاثرت جدا وكفرهم دائما في ازدياد. كيف أسامحك يا اورشليم وأبناؤك في بيوت الزواني صرفوا وقتهم».
حتى ان «ارميا» في العهد القديم يتوقع «يهوه» نارا تحرق «الشعب المختار» كما في هذا النص:
* «سأجعل كلماتي نارا وشعبي حطبا فتأكلهم. وأجلب عليكم أمة من بعيد يا بني اسرائيل، امة قوية عريقة، أمة لا تعرفون لغتها ولا تفهمون ما تتكلم به. جعبة سهامها كقبر مفتوح، وكل بنيها جبابرة.. فيقتلون بنيكم وبناتكم ويذبحون غنمكم وبقركم... ويدمرون بالسيف مدنكم الحصينة التي انتم متوكلون عليها».
* * *
فهل إن جرائم هتلر الذي هو وسواه يعرف هذه النصوص، تحتاج لوصية الحاج أمين، كي يحرق من حرق ويقتل من قتل، ومنها أيضاً في «العهد القديم» (عاموس):
* «سقطت مملكة اسرائيل فلا تعود تقوم. طرحت على أرضها ولا من يقيمها.. ويل لكم ايها المترفهون في صهيون. جاءت آخرة شعبي اسرائيل، فلا أعود أعفو عنه بعد. فتصير أغاني القصر ولولات وتكثر الجثث في كل موضع.. لأجل معاصي بيت اسرائيل حكمت حكما لا رجوع عنه. اياكم وحدكم عرفت من بني عشائر الأرض، فلذلك سأقتلكم على أثامكم»!
* * *
وهذا غيض من فيض يحتاج الى عشرات الصفحات، منها الكثير في فصول «حزقيال» و«دانيال» و«هوشع» و«ناحوم» و«حبقوق» و«صفنيا».. وسواها من اسماء في «العهد القديم» لمن هم «انبياء بني اسرائيل» يعرف عنهم العالم بمن فيهم بالطبع ادولف هتلر الذي اتخذ لنفسه منصب «نيرون» القرن العشرين في حرب عدوانية كان من ضحاياها ليس فقط يهود (وغجر)، أكثر من 40 مليون بشري، ومن «ثمارها» السوداء قيام الكيان المغتصب على أرض العرب.
معاناة فلسطينيِّي القدس الشرقية مع تشديد التدابير الأمنية الإسرائيلية
(ا.ف.ب)
يركن ابو عمرو سيارته السوداء عند مدخل حي جبل المكبر ويسير على قدميه في اتجاه مدرسة ابنه الواقعة بعد حاجز اسمنتي اسرائيلي جديد نصب في وسط الحي، قبل ان ينفجر غاضبا منددا ب»التمييز» و»العقاب الجماعي» المفروض على سكان القدس الشرقية المحتلة.
ويقول ابو عمرو (34 عاما) «استغرق الطريق اكثر من اربعين دقيقة للوصول الى المدرسة بدلا من اربع دقائق، وتأخرت على موعد لدى طبيب الاطفال كل هذه الاغلاقات والعقابات الجماعية تجسد تمييزا بحد ذاته».
ويضيف: «القدس تدفع ثمنا باهظا في الوقت الحالي. (...) يعتقدون (الاسرائيليون) بأن القوة والمزيد من القوة سيجلب الخلاص، لكن المزيد من القوة سيؤدي في الواقع الى مزيد من العنف».
واندلعت في الاول من تشرين الاول اعمال عنف في القدس الشرقية والضفة الغربية ما لبثت ان امتدت الى قطاع غزة، نتجت عن اقدام فلسطينيين محبطين من الوضع السياسي والمعيشي على طعن اسرائيليين او مهاجمتهم بوسائل اخرى، بينما يرد الاسرائيليون باطلاق النار والاعتقالات والقمع.
وفي محاولة لمنع تنفيذ هجمات في القدس، أقامت اسرائيل حواجز عند مداخل الاحياء الفلسطينية وبدأت ببناء جدار اسمنتي من مكعبات ضخمة تفصل بين حي جبل المكبر الذي يتحدر منه عدد من منفذي الهجمات على الاسرائيليين، وحي الاستيطان اليهودي ارمون هانتسيف.
وكان مقررا ان يصل طول الجدار الى 300 متر لكن تم وقف العمل فيه بعد ايام من بدء وضع المكعبات الاسمنتية، واوضحت السلطات الاسرائيلية ان الجدار سيكون مؤقتا وقابلا للنقل ويهدف فقط الى منع القاء الحجارة والزجاجات الحارقة على الحي الاستيطاني.
قرب الجدار الذي كتب عليه باللغة العبرية «حاجز شرطة موقت»، توقفت حافلة صغيرة تنتظر ركابا لتقلهم الى حاجز آخر عند مدخل الحي. ويقول سائق الحافلة طارق عويسات (24 عاما) «انقسمت خدمة الحافلات في الحي، انا اقوم بنقل الركاب مسافة 500 متر الى حاجز آخر حيث تنتظرهم حافلة تقلهم الى باب العمود». ويقطع الفلسطينيون الحواجز سيرا على الاقدام. ويضيف «في العادة يحتاج الناس الى 25 دقيقة للوصول من هنا الى باب العمود (وسط المدينة) والان مع الحواجز والتفتيش هم بحاجة الى ساعة او ساعة ونصف. لقد ازدادت حياتهم صعوبة وتعقيدا».
ويسأل بحدة «ماذا يعني الجدار سوى انهم يريدون عزل المنطقة؟». عند مدخل حي العيسوية المكتظ في القدس الشرقية المحتلة، يقف افراد من حرس الحدود الاسرائيليين المدججين بالسلاح على حاجز يفتشون سكان الحي الخارجين منه ويطلبون منهم رفع قمصانهم وخلع احذيتهم. كما يفتحون حقائب السيدات ويفتشونها بدقة قبل السماح لهن بالمرور.
ويقول الطالب الجامعي في ادارة الاعمال مؤمن رابي (19 عاما) لدى الانتهاء من تفتيشه بغضب وهو ينتظر الحافلة التي ستقله الى وسط المدينة «نتأخر في كل يوم عن الجامعات وعن المدارس وعن كل شيء، هذا ظلم لكل سكان العيسوية».
ويعيش اكثر من 300 الف فلسطيني في القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل في حرب الايام الستة عام 1967 وضمتها اليها في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي. كما يوجد نحو 200 الف مستوطن اسرائيلي يعيشون في الاحياء الاستيطانية المحيطة بالمدينة. وتعتبر اسرائيل ان القدس بشطريها هي عاصمتها «الابدية والموحدة» بينما يرغب الفلسطينيون بجعل القدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولتهم العتيدة.
وتضاف المعاناة نتيجة الاجراءات الامنية الجديدة الى الوضع الصعب الذي يعاني منه سكان القدس الشرقية الفلسطينيون في ظل الاحتلال الاسرائيلي. ويقول ابو عمرو «البنية التحتية في القدس معدومة.
ندفع كل الضرائب وكل المخالفات ولكن لا يوجد اي اهتمام بنا في مجالات الصحة والتعليم. حتى الامان الوظيفي معدوم، ولا نملك اقل الحقوق المجتمعية». على الرصيف المقابل لمستوطنة التلة الفرنسية الواقعة في وسط القدس الشرقية، ينهمك عامل من بلدية القدس الاسرائيلية بالتنظيف. على بعد امتار من الرصيف النظيف والحدائق الخضراء والشوارع المعبدة، شوارع متعرجة وحاويات مليئة بالقمامة. ويقول محمد ابو الحمص، مسؤول محلي في العيسوية، «هذا جزء من العقاب الجماعي الذي تمارسه حكومة الاحتلال على الفلسطينيين. وضعوا المكعبات من اجل تهدئة الاوضاع بحجة الامن ولكنهم ينكلون بنا. (...) العيسوية موجودة قبل التلة الفرنسية ولكنهم ينظفون الرصيف في المستوطنة ولا يفعلون شيئا في العيسوية».
ويقول مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية في القدس خليل التفكجي لوكالة فرانس برس «القدس الغربية تعيش في القرن الواحد والعشرين بينما تعيش القدس الشرقية في القرن الخامس عشر».
واضاف «هناك صدمة ثقافية عند الانتقال من القدس الشرقية الى القدس الغربية، فكأنك تدخل الى مكان آخر تماما».
خطوات إسرائيلية صغيرة للتهدئة
نيويورك، رام الله - «الحياة»
اتخذت إسرائيل خطوات صغيرة نحو التهدئة في القدس المحتلة، فرفعت القيود جزئياً أمام وصول المقدسيين وعرب الداخل الى المسجد الأقصى المبارك، وأزالت عدداً محدوداً من الحواجز العسكرية في المدينة، كما أصدرت المحكمة العليا أوامر احترازية موقتة بمنع هدم ستة منازل لمهاجمين فلسطينيين، في ما بدا أنه تجاوب مع «الاقتراحات العملية» التي تمخضت عن اجتماع رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزير الخارجية الأميركي جون كيري في برلين أول من أمس. (
في هذه الأثناء، تواصلت المساعي الديبلوماسية للتهدئة، إذ اجتمعت اللجنة الرباعية الدولية في فيينا أمس، في وقت يجتمع كيري في عمان اليوم مع كل من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس محمود عباس الذي قال مسؤولون فلسطينيون لـ «الحياة» إنه سيطلب من كيري إزالة أسباب الانفجار، وفي مقدمها اقتحامات الأقصى والاستيطان. ومن المقرر أن يلتقي عباس مع الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني مساء الإثنين في بروكسل.
من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون امس، عباس ونتانياهو الى «الجلوس معاً» لأن لا بديل عن «المحادثات المباشرة بين القادة»، مشيراً في مؤتمر صحافي في نيويورك الى أنه اقترح ذلك «بقوة» خلال لقاءاته بهما في القدس ورام الله، وأيضاً خلال لقائه العاهل الأردني باعتباره راعياً للاتفاقات، فـ «قال إنه سيبذل جهده». وأضاف بان أن نتانياهو أبلغه أنه «يوجه دعوة الى عباس» لعقد هذا اللقاء.
وأشار الى أن لقاءه مع عباس تطرق «بجدية» الى مسألة الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وكذلك مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي. وحذر من تحول التوتر في الحرم الشريف الى نزاع ديني، داعياً إلى وقف الخطب التحريضية التي تغذي التصعيد. ورحب بتأكيد نتانياهو أن إسرائيل «لا تعتزم تغيير الوضع القائم في الحرم الشريف، جبل الهيكل، الذي يعتبر الكثير من المسلمين أنه مهدد».
وشدد على ضرورة أن تمارس إسرائيل «ضبط النفس الى أقصى حد، وأن تتأكد من أن الإجراءات الأمنية متناسبة»، معتبراً أن الإجراءات الأمنية «وحدها لن تنهي العنف» بل يجب العمل على «أفق سياسي». وقال إن «ممثلي الرباعية يعتزمون زيارة إسرائيل وفلسطين في المستقبل القريب لاستطلاع الخطوات التي يمكن الجانبين اتخاذها لاستعادة الثقة والتحرك قدماً لإنهاء الاحتلال وإنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة تعيش الى جانب إسرائيل بسلام».
ميدانياً، تواصلت المواجهات أمس في «جمعة الغضب»، وخرجت تظاهرات واسعة في الخليل ونابلس ورام الله وقطاع غزة. في الوقت نفسه، أعلنت إسرائيل أن فلسطينياً طعن جندياً عند الجدار الفاصل قرب مستوطنة «غوش عتصيون» بين بيت لحم والخليل. كما دهس مستوطن فلسطينياً قرب بيت لحم، في حين أصيب مواطن من قرية نحالين غرب بيت لحم بكسور إثر اعتداء الجنود عليه في مكان عمله قرب رام الله.
وتكررت أمس اعتداءات إسرائيليين على يهود، إذ اعتقلت الشرطة شاباً يهودياً بتهمة الاعتداء بقضيب من الحديد على حارس يهودي كان يحمل مسدساً وظن أنه عربي، في حين طعن مستوطن حاخاماً يعمل في مجال حقوق الإنسان قرب مستوطنة «إيتمار» المقامة على أراضي نابلس أثناء مساعدته الفلسطينيين في موسم قطاف الزيتون.
إجراءات الاحتلال في القدس تحدّ من تدفق المصلين على الأقصى وشهيد وعشرات الجرحى وطعن جندي إسرائيلي
المستقبل.. (وفا، أ ف ب)
احتدمت المواجهات أمس بين الفلسطينيين في يوم جمعة الغضب وبين قوات الاحتلال الإسرائيلي التي استخدمت الرصاص وقنابل الغاز وادت الى استشهاد شاب فلسطيني واصابة اكثر من 62 فلسطينياً في غزة و28 في الضفة الغربية وسجلت عملية طعن لجندي إسرائيلي. أما في القدس، فقد حالت الإجراءات المشددة للاحتلال دون تمكن عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الوصول الى المسجد الأقصى.
غزة
فقد أصيب 62 فلسطينياً امس، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اصابة اثنين منهم خطرة في تجدد المواجهات بالمناطق الحدودية شمال وشرق قطاع غزة. وقالت مصادر طبية إن 26 منهم اصيبوا بالرصاص الحي والباقي بالمطاطي والاختناق بالغاز.
وأصيب أحد الفلسطينيين في منطقة الفراحين شرق خان يونس بعيار حي في بطنه خرج من ظهره وحالته خطرة، اضافة الى اصابة اخر بجروح بليغة.
وتجددت المواجهات بين شبان وصبية وجنود الاحتلال قرب معبر بيت حانون شمال القطاع وقرب موقع ناحل عوز العسكري شرق مدينة غزة، وشرق مخيم البريج وسط القطاع، وفي منطقة الفراحين شرق خانيونس جنوب القطاع.
وأطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع صوب المواطنين الذين اقتربوا من الحدود، مما يوقع إصابات وحالات اختناق في صفوف المواطنين العزل.
كما أطلقت قوات الاحتلال الرصاص على سيارتي إسعاف تابعتين للهلال الأحمر شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة وفي بلدة بيت حانون، أثناء قيام طاقمهما بإسعاف الجرحى، مما أدى إلى إصابة اربعة مسعفين احدهم بالرصاص والباقي بالاختناق واصابة السيارتين بأضرار.
وشارك آلاف المواطنين في مسيرة بمخيم النصيرات وسط القطاع، تنديداً بجرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا وتأكيداً على الوحدة الوطنية ورص الصفوف في مواجهة الاحتلال وقطعان المستوطنين.
الضفة
وفي الضفة الغربية، أفادت وزارة الصحة بإصابة 28 فلسطينياً بالرصاص الحي والمطاطي في مواجهات مع الاحتلال بنابلس ورام الله والخليل. وأوضحت الوزارة في بيان أن 21 مواطنا منهم أصيبوا بالرصاص الحي و7 آخرين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط.
وأصيب 4 شبان بالرصاص الحي في الأطراف السفلية، في مواجهات مع الاحتلال قرب نابلس، وجرى إدخالهم لمستشفى رفيديا الحكومي لتلقي العلاج.
وفي رام الله أصيب 8 فلسطينيين بالرصاص الحي، أحدهم طفل أصيب برصاصة بالبطن وحالته الصحية خطرة جداً، إضافة إلى إصابة بالمطاط، ودخلوا مجمع فلسطين الطبي برام الله لتلقي العلاج.
وأصيب 5 آخرين بالرصاص، أحدهم بالرصاص الحي و4 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في المواجهات مع قوات الاحتلال على المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، وجرى نقلهم لمستشفى بيت جالا الحكومي لتلقي العلاج.
وفي الخليل أصيب 5 فلسطينيين بالرصاص الحي، و4 بالرصاص المطاطي بالرأس.
طعن جندي
واعلن الجيش الاسرائيلي ان احد جنوده اصيب بجروح في عملية طعن في الضفة الغربية المحتلة امس وان المهاجم اصيب بعد اطلاق النار عليه.
واوضح الجيش ان «مهاجماً قام بطعن جندي اثناء قيامه بواجبه بالقرب من السياج الامني في غوش عتصيون» مجمع المستوطنات في جنوب القدس. وقال ان «جنودا آخرين اطلقوا النار على المهاجم».
وقالت قوات الامن الفلسطينية ان المهاجم هو مصعب غنيمات (17 عاماً) من قرية صوريف المجاورة. وذكر المستشفى الذي يعالج فيه الجندي انه اصيب بجرح طفيف في كتفه. كما ذكرت متحدثة باسم المستشفى الذي يعالج فيه غنيمات انه في حالة متوسطة وليس غائباً عن الوعي.
وتأتي عمليات الطعن والهجمات في اطار دوامة العنف التي تثير مخاوف من اندلاع انتفاضة جديدة. وادت المواجهات اليومية بين الفلسطينيين والقوات الاسرائيلية منذ الاول من تشرين الاول/ الى مقتل 49 فلسطينياً اضافة الى عربي اسرائيلي من جهة ومقتل ثمانية اسرائيليين من جهة اخرى.
والخميس هاجم شابان فلسطينيان من بيت صوريف بسكين رجلاً في بلدة بيت شيمش قبل اطلاق النار عليهما ما ادى الى مقتل احدهما واصابة الاخر. كما قتل اريتري خطأ بعد الاشتباه بانه منفذ اعتداء. وشهدت مستوطنة غوش عتصيون التي تمتد من القدس الى مدينة الخليل، اعمال عنف مؤخراً. والخميس حاول فلسطيني طعن جندي اسرائيلي في الخليل قبل ان يفر.
القدس
وفي القدس المحتلة، حدت إجراءات الاحتلال المشددة واغلاقه للأحياء وبلدات وشوارع المدينة، اليوم من تدفق المصلين على المسجد المبارك.
ونجح نحو 25 ألف فلسطيني فقط من أبناء القدس وداخل أراضي الـ 48، وبضع عشرات من قطاع غزة من كبار السن من أداء الجمعة برحاب المسجد المبارك.
وكانت قوات الاحتلال فرضت منذ ساعات صباح أمس إجراءات مشددة في مدينة القدس المحتلة، خاصة في بلدتها القديمة ومحيط بواباتها الرئيسية وبوابات المسجد الأقصى المبارك، وحوّلت المدينة الى ما يشبه الثكنة العسكرية بفعل الانتشار الواسع لعناصرها ودورياتها وحواجزها ومتاريسها العسكرية والشرطية في كافة أنحاء المدينة.
وأوقفت قوات الاحتلال العديد من الشبان للتدقيق ببطاقاتهم الشخصية وتحريرها والتنكيل بهم والاعتداء عليهم بالضرب، في صورة استفزت المواطنين الوافدين إلى الأقصى المبارك.
وشملت إجراءات الاحتلال نشر دوريات راجلة ومحمولة وخيالة في الشوارع والطرقات المحيطة بسور القدس التاريخي، وأخرى راجلة في الشوارع والحارات والطرقات والأسواق داخل البلدة القديمة والمُفضية والمؤدية الى المسجد الأقصى المبارك.
واعتبر الفلسطينيون حديث الاحتلال عن عدم فرض قيود على الاعمار، أو أية قيود أخرى عبر وسائل الإعلام مجرد دعاية، وبخاصة أن الإجراءات المطبقة على الأرض حرمت أعداداً كبيرة من حقهم في الصلاة في هذا المسجد.
غزة
فقد أصيب 62 فلسطينياً امس، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اصابة اثنين منهم خطرة في تجدد المواجهات بالمناطق الحدودية شمال وشرق قطاع غزة. وقالت مصادر طبية إن 26 منهم اصيبوا بالرصاص الحي والباقي بالمطاطي والاختناق بالغاز.
وأصيب أحد الفلسطينيين في منطقة الفراحين شرق خان يونس بعيار حي في بطنه خرج من ظهره وحالته خطرة، اضافة الى اصابة اخر بجروح بليغة.
وتجددت المواجهات بين شبان وصبية وجنود الاحتلال قرب معبر بيت حانون شمال القطاع وقرب موقع ناحل عوز العسكري شرق مدينة غزة، وشرق مخيم البريج وسط القطاع، وفي منطقة الفراحين شرق خانيونس جنوب القطاع.
وأطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع صوب المواطنين الذين اقتربوا من الحدود، مما يوقع إصابات وحالات اختناق في صفوف المواطنين العزل.
كما أطلقت قوات الاحتلال الرصاص على سيارتي إسعاف تابعتين للهلال الأحمر شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة وفي بلدة بيت حانون، أثناء قيام طاقمهما بإسعاف الجرحى، مما أدى إلى إصابة اربعة مسعفين احدهم بالرصاص والباقي بالاختناق واصابة السيارتين بأضرار.
وشارك آلاف المواطنين في مسيرة بمخيم النصيرات وسط القطاع، تنديداً بجرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا وتأكيداً على الوحدة الوطنية ورص الصفوف في مواجهة الاحتلال وقطعان المستوطنين.
الضفة
وفي الضفة الغربية، أفادت وزارة الصحة بإصابة 28 فلسطينياً بالرصاص الحي والمطاطي في مواجهات مع الاحتلال بنابلس ورام الله والخليل. وأوضحت الوزارة في بيان أن 21 مواطنا منهم أصيبوا بالرصاص الحي و7 آخرين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط.
وأصيب 4 شبان بالرصاص الحي في الأطراف السفلية، في مواجهات مع الاحتلال قرب نابلس، وجرى إدخالهم لمستشفى رفيديا الحكومي لتلقي العلاج.
وفي رام الله أصيب 8 فلسطينيين بالرصاص الحي، أحدهم طفل أصيب برصاصة بالبطن وحالته الصحية خطرة جداً، إضافة إلى إصابة بالمطاط، ودخلوا مجمع فلسطين الطبي برام الله لتلقي العلاج.
وأصيب 5 آخرين بالرصاص، أحدهم بالرصاص الحي و4 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في المواجهات مع قوات الاحتلال على المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، وجرى نقلهم لمستشفى بيت جالا الحكومي لتلقي العلاج.
وفي الخليل أصيب 5 فلسطينيين بالرصاص الحي، و4 بالرصاص المطاطي بالرأس.
طعن جندي
واعلن الجيش الاسرائيلي ان احد جنوده اصيب بجروح في عملية طعن في الضفة الغربية المحتلة امس وان المهاجم اصيب بعد اطلاق النار عليه.
واوضح الجيش ان «مهاجماً قام بطعن جندي اثناء قيامه بواجبه بالقرب من السياج الامني في غوش عتصيون» مجمع المستوطنات في جنوب القدس. وقال ان «جنودا آخرين اطلقوا النار على المهاجم».
وقالت قوات الامن الفلسطينية ان المهاجم هو مصعب غنيمات (17 عاماً) من قرية صوريف المجاورة. وذكر المستشفى الذي يعالج فيه الجندي انه اصيب بجرح طفيف في كتفه. كما ذكرت متحدثة باسم المستشفى الذي يعالج فيه غنيمات انه في حالة متوسطة وليس غائباً عن الوعي.
وتأتي عمليات الطعن والهجمات في اطار دوامة العنف التي تثير مخاوف من اندلاع انتفاضة جديدة. وادت المواجهات اليومية بين الفلسطينيين والقوات الاسرائيلية منذ الاول من تشرين الاول/ الى مقتل 49 فلسطينياً اضافة الى عربي اسرائيلي من جهة ومقتل ثمانية اسرائيليين من جهة اخرى.
والخميس هاجم شابان فلسطينيان من بيت صوريف بسكين رجلاً في بلدة بيت شيمش قبل اطلاق النار عليهما ما ادى الى مقتل احدهما واصابة الاخر. كما قتل اريتري خطأ بعد الاشتباه بانه منفذ اعتداء. وشهدت مستوطنة غوش عتصيون التي تمتد من القدس الى مدينة الخليل، اعمال عنف مؤخراً. والخميس حاول فلسطيني طعن جندي اسرائيلي في الخليل قبل ان يفر.
القدس
وفي القدس المحتلة، حدت إجراءات الاحتلال المشددة واغلاقه للأحياء وبلدات وشوارع المدينة، اليوم من تدفق المصلين على المسجد المبارك.
ونجح نحو 25 ألف فلسطيني فقط من أبناء القدس وداخل أراضي الـ 48، وبضع عشرات من قطاع غزة من كبار السن من أداء الجمعة برحاب المسجد المبارك.
وكانت قوات الاحتلال فرضت منذ ساعات صباح أمس إجراءات مشددة في مدينة القدس المحتلة، خاصة في بلدتها القديمة ومحيط بواباتها الرئيسية وبوابات المسجد الأقصى المبارك، وحوّلت المدينة الى ما يشبه الثكنة العسكرية بفعل الانتشار الواسع لعناصرها ودورياتها وحواجزها ومتاريسها العسكرية والشرطية في كافة أنحاء المدينة.
وأوقفت قوات الاحتلال العديد من الشبان للتدقيق ببطاقاتهم الشخصية وتحريرها والتنكيل بهم والاعتداء عليهم بالضرب، في صورة استفزت المواطنين الوافدين إلى الأقصى المبارك.
وشملت إجراءات الاحتلال نشر دوريات راجلة ومحمولة وخيالة في الشوارع والطرقات المحيطة بسور القدس التاريخي، وأخرى راجلة في الشوارع والحارات والطرقات والأسواق داخل البلدة القديمة والمُفضية والمؤدية الى المسجد الأقصى المبارك.
واعتبر الفلسطينيون حديث الاحتلال عن عدم فرض قيود على الاعمار، أو أية قيود أخرى عبر وسائل الإعلام مجرد دعاية، وبخاصة أن الإجراءات المطبقة على الأرض حرمت أعداداً كبيرة من حقهم في الصلاة في هذا المسجد.