المفاجآت اليومية للهبّة الشعبية الفلسطينية تربك إسرائيل وتشكل تحدياً للفصائل وإذاعتان فلسطينيتان تتلقيان تهديداً إسرائيلياً بالإغلاق
الإثنين 30 تشرين الثاني 2015 - 7:14 ص 402 0
نتنياهو يدرس تهجير أُسرْ منفذي الهجمات إلى قطاع غزة
خطة إسرائيلية لتسليم السلطة الفلسطينية 1.6 في المئة من المنطقة «سي»
الرأي...القدس - من محمد أبو خضير وزكي أبو الحلاوة
تتصاعد الأصوات الإسرائيلية التي تطالب بتصعيد الرد العسكري على العمليات الفلسطينية، وسط استمرار عمليات الدهس والطعن، خصوصا بعد تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون ان «القيادة لا تدري متى ستنتهي موجة العنف الراهنة».
وتطرق يعالون في مؤتمر في إيلات، امس، إلى المواجهات الراهنة في الاراضي المحتلة، موضحا أن «الجهاز الأمني لا يعرف متى تنتهي موجة العنف الراهنة المستمرة منذ شهرين». وقال: «موجة العنف ما زالت متواصلة، ويبدو أنها ستستمر في الأسابيع القريبة، إذ لا ندري إن كانت ستنتهي قريبا ومتى؟». وتابع: «سياستنا الحالية هي العصا الغليظة» أي الردع.
ويستشف من حديث يعالون أن «الجيش ليس بصدد تصعيد تحركاته العسكرية لكن ثمة وزراء في الحكومة يعارضون خط يعالون ويتهمونه بعدم القدرة على القضاء على موجة العنف، ومنهم الوزير الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، النائب عن حزب «ليكود»، وعضو في مجلس الثمانية، والذي دعا إلى تصعيد سياسة الحكومة في الضفة الغربية».
وكشف تقرير امني، ليل اول من امس، أن الحكومة الإسرائيلية تدرس إمكانية تهجير عائلات منفذي الهجمات الى قطاع غزة. وتابع ان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، موشيه يعالون، أيدا الخطوة.
وأوعز نتنياهو ويعالون للمؤسسة العسكرية «ببحث إمكانية تهجير عائلات منفذي الهجمات والمعتقلين منفذي العمليات من الضفة الغربية إلى قطاع غزة المحاصر».
من جهتها، كشفت «الإدارة المدنية» الحكم العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية انه «تم بلورة خطة، بإيعاز من نتنياهو، تقضي بتسليم السلطة الفلسطينية 40 ألف دونم في المنطقة سي في الضفة الغربية، وتعادل 1.6 في المئة من مساحة هذه المنطقة الخاضعة لسيطرة إسرائيلية كاملة، مقابل تهدئة الوضع الأمني وإنهاء الهبة الفلسطينية واعتراف أميركي بحق إسرائيل في البناء في الكتل الاستيطانية، علما أن تقارير إسرائيلية تحدثت عن أن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أبلغ نتنياهو خلال زيارته لإسرائيل، بداية الأسبوع الجاري، أن الولايات المتحدة لن تعترف بذلك.
وذكر تقرير نشرته صحيفة «ماكور ريشون» الإسرائيلية اليمينية المقربة من نتنياهو، إن«الإدارة المدنية أصبحت في مرحلة متقدمة في التخطيط لتوسيع مناطق السلطة الفلسطينية، بإيعاز من نتنياهو ويعالون، رغم أن مكتبيهما رفضا تأكيد أو نفي وجود خطة كهذه».
في المقابل، أجرت وحدة المفقودين التابعة للجيش الاسرائيلي تدريبا نوعيا في منطقة النقب يحاكي امكانية اقدام «داعش» على مهاجمة اسرائيل انطلاقا من سيناء، مستخدمة عشرات المقاتلين واختطاف ثلاثة جنود هم طاقم دبابة هاجمها مقاتلو «داعش».
الإمارات: موقفنا تجاه إسرائيل لم يتغير
أبوظبي - د ب أ - أكدت الإمارات ان موقفها تجاه إسرائيل «لم يتغير»، موضحة أن «أي اتفاقات بين وكالة الطاقة المتجددة (ايرينا) في أبوظبي، واسرائيل لا تمثل أي تغيير في موقف الامارات أو علاقاتها بإسرائيل».
وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية أعلنت اول من امس، ان إسرائيل ستفتتح مكتبا لها في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة في أبو ظبي.واوضحت مديرة ادارة الاتصال في وزارة الخارجية الإماراتية مريم الفلاسي أن «البعثات المعتمدة لدى وكالة ايرينا، والتي تتخذ من أبوظبي مقرا لها، تنحصر مهامها بالتواصل والتعامل مع الوكالة ولا تتعداها الى اي انشطة اخرى". وأضافت: «من هذا المنطلق فان اي اتفاقات بين ايرينا واسرائيل لا تمثل أي تغيير في موقف الامارات».
هنية: كيري وزير إرهابي
غزة - د ب أ - هاجم نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، امس، وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووصفه بأنه «وزير إرهابي».
وقال خلال مؤتمر داعم لـ «الانتفاضة الفلسطينية» ضد إسرائيل في مدينة غزة، إن «كيري الذي يصف عمليات الانتفاضة الفلسطينية بالإرهابية في الواقع هو الوزير الإرهابي».وأضاف أن «الانتفاضة الفلسطينية معبرة عن قانون سمائي وأرضي لشعب يناضل من أجل نيل الحرية والعودة والاستقلال وإنهاء الاحتلال عن أرضه وليست إرهابا».
ليبرمان: سياسة نتنياهو حيال الانتفاضة الفلسطينية كارثية
(«المستقبل»)
جدد رئيس حزب «اسرائيل بيتنا» وزير الخارجية الاسرائيلي لسابق افيغدور ليبرمان انتقاده لسياسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في التعامل مع ما اسماه «موجة الارهاب الحالية»، واصفاً هذه السياسة بـ»الكارثية«.
واضاف في سياق ندوة عقدت في تل أبيب امس، انه «يتوجب القضاء على مصادر الارهاب التي تتمثل في التحريض والتمويل وقيادته التنفيذية»، مضيفاً انه «لا داعي لاعادة احتلال قطاع غزة ، ولكن ثمة ضرورة لاغتيال النشطاءالفلسطينيين في غزة وتعطيل «حياة الإرهابيين«.
وشدد على ضرورة تنفيذ عمليات اغتيال مركزة ضد العاملين في حفر الأنفاق في غزة ومنتجي ومطلقي الصواريخ وتعطيل حياتهم اليومية من دون الحاجة للتوغل بالقطاع، معتبراً أن «أكبر ممول للإرهاب الفلسطيني هي دولة إسرائيل«.
ولفت إلى أن «كل إرهابي يُقتل، يدفع الرئيس محمود عباس إلى أسرته 15 ألف شيكل، بغض النظر عن الانتماء التنظيمي، وكل تلك الأموال من أموال الضرائب التي تقوم إسرائيل بتحويلها، وهذا يتعارض مع الاتفاقات ويعتبر تمويلا للارهاب، ولذلك لا يوجد سبب لنقل الأموال للسلطة«.
واضاف في سياق ندوة عقدت في تل أبيب امس، انه «يتوجب القضاء على مصادر الارهاب التي تتمثل في التحريض والتمويل وقيادته التنفيذية»، مضيفاً انه «لا داعي لاعادة احتلال قطاع غزة ، ولكن ثمة ضرورة لاغتيال النشطاءالفلسطينيين في غزة وتعطيل «حياة الإرهابيين«.
وشدد على ضرورة تنفيذ عمليات اغتيال مركزة ضد العاملين في حفر الأنفاق في غزة ومنتجي ومطلقي الصواريخ وتعطيل حياتهم اليومية من دون الحاجة للتوغل بالقطاع، معتبراً أن «أكبر ممول للإرهاب الفلسطيني هي دولة إسرائيل«.
ولفت إلى أن «كل إرهابي يُقتل، يدفع الرئيس محمود عباس إلى أسرته 15 ألف شيكل، بغض النظر عن الانتماء التنظيمي، وكل تلك الأموال من أموال الضرائب التي تقوم إسرائيل بتحويلها، وهذا يتعارض مع الاتفاقات ويعتبر تمويلا للارهاب، ولذلك لا يوجد سبب لنقل الأموال للسلطة«.
اعتقال فلسطينية بزعم محاولة طعن جنود .. وطرد مزارعين من أراضيهم والاحتلال يدنس مسجداً ويدهم منزل شهيد في بيت أمر
المستقبل..رام الله ـ أحمد رمضان
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، مسجداً في بلدة بيت أمر، شمال الخليل، واستجوبت أحد المصلين، كما داهمت منزل والد الشهيد عمر عرفات الزعاقيق، في البلدة.
وقال الناطق الإعلامي باسم اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان في بيت أمر، محمد عوض، إن قوات الاحتلال داهمت منزل الشهيد واحتجزت شقيقه أحمد (17عاما)، واستجوبته، قبل أن تقوم باقتحام مسجد البلدة.
وفي السياق نفسه، داهمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال، منازل أعمام الشهيد الزعاقيق في البلدة، واستجوبتهم حول ظروف استشهاد عمر الزعاقيق، وهددتهم بهدم منازلهم وعدم السماح لهم بمغادرة البلدة، كما قام جنود الاحتلال بتصوير منزل والده من الداخل والخارج.
واندلعت مواجهات عنيفة، بجانب المسجد الكبير وأمام منزل الشهيد وسط البلدة، أطلقت خلالها قوات الاحتلال قنابل الغاز والصوت والرصاص الحي والمغلف بالمطاط صوب المواطنين ومنازلهم، ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق.
وأصيب ثلاثة فلسطينيين بالرصاص الحي والعشرات بالاختناق، أمس، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرة سلمية مناوئة للاستيطان في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية.
وأفادت وكالة الانباء الفلسطينية «وفا» بأن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المشاركين، ما أدى إلى إصابة 3 شبان بالرصاص الحي والعشرات بالاختناق.
كما أصيب شابان برصاص الاحتلال في مواجهات على حاجز حوارة جنوب نابلس، مس، خلال مسيرة تطالب بالإفراج عن جثامين الشهداء المحتجزة.
واعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي المرابطة عند حاجز «الغور»، شرق مدينة نابلس، إمرأة فلسطينية بحجة محاولتها طعن جنود.
وقالت المصادر الاسرائيلية التي لم تذكر اي تفاصيل حول كيفية محاولة طعن الجنود، ان الجيش الإسرائيلي أحال المرأة الفلسطينة إلى التحقيق.
من جهة اخرى، طردت قوات الاحتلال، مزارعين يقطفون الزيتون من اراضهم المحاذية للمستوطنات في بلدة بورين، جنوب نابلس.
وقال مسؤول العمليات الميدانية في مؤسسة «حاخامات من اجل لقوق الإنسان»، زكريا السدة، ان قوات الاحتلال طردت المزراعين من اراضيهم، عقب فشل محاولة المستوطنين الاعتداء عليهم.
الى ذلك، اكد السدة ان مجموعة من المستوطنين هاجمت اطراف قرية مادما، جنوب نابلس، وتوعدت سكانها بالحرق مثل عائلة دوابشة والطفل ابو خضير.
وفي قطاع غزة، فتحت الزوارق الحربية الإسرائيلية، نيران أسلحتها الرشاشة، صوب مراكب الصيادين في عرض بحر بيت لاهيا شمال القطاع، ومنعتهم من الصيد واجبرتهم على مغادرة البحر.
وقال الناطق الإعلامي باسم اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان في بيت أمر، محمد عوض، إن قوات الاحتلال داهمت منزل الشهيد واحتجزت شقيقه أحمد (17عاما)، واستجوبته، قبل أن تقوم باقتحام مسجد البلدة.
وفي السياق نفسه، داهمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال، منازل أعمام الشهيد الزعاقيق في البلدة، واستجوبتهم حول ظروف استشهاد عمر الزعاقيق، وهددتهم بهدم منازلهم وعدم السماح لهم بمغادرة البلدة، كما قام جنود الاحتلال بتصوير منزل والده من الداخل والخارج.
واندلعت مواجهات عنيفة، بجانب المسجد الكبير وأمام منزل الشهيد وسط البلدة، أطلقت خلالها قوات الاحتلال قنابل الغاز والصوت والرصاص الحي والمغلف بالمطاط صوب المواطنين ومنازلهم، ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق.
وأصيب ثلاثة فلسطينيين بالرصاص الحي والعشرات بالاختناق، أمس، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرة سلمية مناوئة للاستيطان في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية.
وأفادت وكالة الانباء الفلسطينية «وفا» بأن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المشاركين، ما أدى إلى إصابة 3 شبان بالرصاص الحي والعشرات بالاختناق.
كما أصيب شابان برصاص الاحتلال في مواجهات على حاجز حوارة جنوب نابلس، مس، خلال مسيرة تطالب بالإفراج عن جثامين الشهداء المحتجزة.
واعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي المرابطة عند حاجز «الغور»، شرق مدينة نابلس، إمرأة فلسطينية بحجة محاولتها طعن جنود.
وقالت المصادر الاسرائيلية التي لم تذكر اي تفاصيل حول كيفية محاولة طعن الجنود، ان الجيش الإسرائيلي أحال المرأة الفلسطينة إلى التحقيق.
من جهة اخرى، طردت قوات الاحتلال، مزارعين يقطفون الزيتون من اراضهم المحاذية للمستوطنات في بلدة بورين، جنوب نابلس.
وقال مسؤول العمليات الميدانية في مؤسسة «حاخامات من اجل لقوق الإنسان»، زكريا السدة، ان قوات الاحتلال طردت المزراعين من اراضيهم، عقب فشل محاولة المستوطنين الاعتداء عليهم.
الى ذلك، اكد السدة ان مجموعة من المستوطنين هاجمت اطراف قرية مادما، جنوب نابلس، وتوعدت سكانها بالحرق مثل عائلة دوابشة والطفل ابو خضير.
وفي قطاع غزة، فتحت الزوارق الحربية الإسرائيلية، نيران أسلحتها الرشاشة، صوب مراكب الصيادين في عرض بحر بيت لاهيا شمال القطاع، ومنعتهم من الصيد واجبرتهم على مغادرة البحر.
إذاعتان فلسطينيتان تتلقيان تهديداً إسرائيلياً بالإغلاق
الحياة..رام الله - أ ف ب
تلقت إذاعتان فلسطينيتان في الضفة الغربية المحتلة أمس، تحذيراً خطياً من السلطات الإسرائيلية يهدّد بإغلاقهما بتهمة «بث عبارات تحريضية» ضد الجيش الإسرائيلي.
وقال مدير إذاعة «راديو ناس» التي تبثّ من مدينة جنين شمال الضفة، طارق سويطات، لوكالة «فرانس برس»: «تلقينا تحذيراً إسرائيلياً مكتوباً يتضمّن تهديداً بالإغلاق». وأضاف: «تضمّن الكتاب الموجّه إلينا تهديداً بالإغلاق ومصادرة المعدات في حال الاستمرار في بثّ العبارات المحرّضة للعنف». وتابع: «لا نبث سوى أخبار وأغان وطنية يتم بثّها في الإذاعات الفلسطينية».
في الوقت نفسه، تلقت إذاعة «وان أف أم» في الخليل، تحذيراً مماثلاً بالإغلاق. وقال وكيل وزارة الإعلام الفلسطينية محمود خليفة، لوكالة «فرانس برس»: «قبل أسبوعين، أغلق الجيش الإسرائيلي محطتي إذاعة وتلفزيون في الخليل (جنوب الضفة) وصادر معداتهما، واليوم يهدّد بإغلاق محطتين جديدتين، وهذا يؤكد أنهم مقدمون على خطوة تصعيد». وأكد أن إغلاق محطات إذاعة فلسطينية «مؤشر الى مخطط إسرائيلي للتصعيد، ولا يريدون نقل ما يجري»، علماً أن حوالى 75 إذاعة محلية تعمل في الضفة، و12 محطة في قطاع غزة، إضافة الى 18 محطة تلفزيون محلية.
ومنذ بداية تشرين الأول (أكتوبر)، تبثّ غالبية الإذاعات الفلسطينية ومحطات التلفزة أغاني وطنية فلسطينية، إضافة الى البثّ المباشر للمواجهات بين الشبان الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي.
المفاجآت اليومية للهبّة الشعبية الفلسطينية تربك إسرائيل وتشكل تحدياً للفصائل
الحياة...رام الله - محمد يونس
يفاجأ الجمهور الفلسطيني كل يوم بعمليات فردية، طعناً أو دهساً، تترافق على المستوى الشعبي مع مواجهات محدودة في بعض مناطق الاحتكاك بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مثل الحواجز العسكرية ومحطات الباصات على الطرق المؤدية إلى المستوطنات.
ويتساءل كثيرون إلى أين تتجه هذه الهبة؟ هل تتجه إلى مواجهة مفتوحة مع الاحتلال الإسرائيلي، أم ستظل انتفاضة فردية يقرر فيها أفراد ماذا يفعلون، وكيف ومتى؟ من دون تدخل جدي من القوى السياسية على اختلاف مسمياتها.
وتشكل الهبة تحدياً كبيراً، أمنياً وسياسياً، لإسرائيل. فمن الناحية الأمنية، تعترف الدولة العبرية بعجزها عن مواجهتها بسبب عدم قدرتها على توقع الهجوم التالي، وتالياً على اتخاذ إجراءات «وقائية» من نوع اغتيال من يخطط للقيام بهجوم، كما دأبت على القيام به في الانتفاضتيْن الثانية والأولى.
ومن الناحية السياسية، لا تخفي إسرائيل أيضاً «حيرتها» إزاء الأسلوب الأنجع لمواجهتها، اذ ظهر قادة يدعون إلى تقديم مناطق جديدة للسلطة الفلسطينية لإدارتها، وتسهيلات للمواطنين، فيما طالب آخرون برد «رادع» ضد المناطق «ج» التي تشكل 60 في المئة من مساحة الضفة.
وفلسطينياً، لا يخفي المسؤولون في السلطة الوطنية سعيهم إلى احتواء الهبة ومنع تحولها إلى مواجهة مفتوحة تؤدي إلى انهيار السلطة، أو انهيار الاقتصاد على أقل تقدير، وتكرار تجربة الاجتياحات في الانتفاضة الثانية والقصف والاغتيالات وغيرها.
فمنذ بدء الهبة مطلع تشرين الاول (اكتوبر) الماضي، عقد الرئيس محمود عباس اجتماعات عدة مع قادة أجهزة الأمن ورؤساء الاقاليم في «فتح» والمحافظين طلب منهم فيها الحفاظ على سلمية الهبة الشعبية والحيلولة دون دخول السلاح فيها وتحولها إلى مواجهة عسكرية.
وقال مسؤولون شاركوا في الاجتماعين ان عباس أوصى قادة «فتح» بقيادة الهبة الشعبية وتوجيهها إلى عملية مقاومة شعبية سلمية لا عنف فيها. كما أصدر تعليمات مشددة إلى أجهزة الامن لمنع اقتراب اي مسلح من المواجهات، وعدم القيام بأي هجمات مسلحة من التجمعات السكانية، محذراً من نتائجها الدموية على المدنيين الفلسطينيين وعلى منظومة الحياة في البلاد.
وطالب مسؤولون اميركيون الرئيس عباس بالتدخل لوقف الهبة الشعبية، لكنه أبلغهم أن لا السلطة، ولا أي جهة أخرى قادرة على وقف شاب يخرج من بيته صباحاً وفي نيته القيام بعملية فردية غير مسلحة، مثل الطعن والدهس.
وحمل القنصل الأميركي أخيراً اقتراحاً للرئيس عباس يقضي بوقف الهبة الشعبية في مقابل تقديم الحكومة الإسرائيلية تسهيلات واسعة للفلسطينيين، منها توسيع مناطق السلطة الفلسطينية في المنطقة «ج» وتسهيل الاستثمار في هذه المنطقة وإزالة الحواجز وغيرها. لكن الرئيس الفلسطيني أبلغه أن التهدئة في حاجة إلى اختراق سياسي وليس إلى تغيير في الشؤون الحياتية، مطالباً بتجميد الاستيطان وإطلاق أسرى ما قبل اتفاق اوسلو.
وأعاد وزير الخارجية الاميركي جون كيري تقديم الاقتراح نفسه إلى الرئيس عباس في لقائهما الأخير في رام الله قبل أيام، ولاقى الجواب نفسه، وفق مسؤولين شاركوا في الاجتماع.
ولا تخفي حركة «حماس» أيضاً، ومعها إلى حد كبير «الجهاد الاسلامي»، شكوكهما العميقة ازاء موقف السلطة من الهبة الشعبية، وإمكان استغلالها من قبلها لتحريك العملية السياسية، الأمر الذي يجعل الحركتيْن تفضلان، في هذه المرحلة، عدم تبني هذه الهبة، وتركها تسير وفق إيقاعها اليومي، وطابعها الفردي، انتظاراً للتطورات.
ويقول مسؤولون في «حماس» ان الحركة لن تلقي بثقلها في هبة شعبية وهي ترى السلطة الفلسطينية تحاول استثمارها للعودة إلى العملية السياسية بشروط أفضل. وقال مسؤول رفيع في الحركة: «نرى أن السلطة الفلسطينية تسعى إلى استثمار هذه الهبة من أجل تحسين مكانتها في العملية التفاوضية، ونرى أجهزة الامن وهي موجودة في كل مناطق الاحتكاك بزي مدني، لذلك لا نستطيع أن نلقي بثقلنا فيها لأن أعضاء الحركة سيكونون عرضة إلى الملاحقة من السلطة وإسرائيل.
وأضاف ان «حماس» تشارك في الهبة الشعبية، لكن بأعداد محدودة من أعضائها، خصوصاً من طلاب الجامعات، لأن لديها مخاوف شديدة من نيات السلطة. وأضاف: «ننتظر التطورات، فإذا كانت هناك نية جدية لدى السلطة وحركة فتح لخوض انتفاضة، فإننا نلقي بكل ثقلنا فيها كما فعلنا في الانتفاضة الثانية، لكن إذا بقيت الامور على هذا النحو، فسنظل حذرين جداً». وتابع أن السلطة اعتقلت عدداً من أعضاء «حماس» حتى أثناء الهبة، في حين تم استدعاء عدد آخر للتحقيق، الأمر الذي يعزز من شكوك الحركة إزاء نيات السلطة.
وأمام الشكوك والشكوك المتبادلة من القوى الفاعلة في الشارع، وضعف القوى الأخرى، فإن مصير الهبة الشعبية يظل مجهولاً، ويخضع إلى التوجهات الفردية في الشارع الفلسطيني أكثر منه للقوى السياسية.