أصدقاء إسرائيل
الخميس 3 كانون الأول 2015 - 7:18 ص 421 0
أصدقاء إسرائيل
عبد الفتاح خطاب
تحظى إسرائيل بأصدقاء وحلفاء كُثر في يومنا هذا، وباكورة صداقاتها كانت مع بريطانيا التي أهدت الحركة الصهيونية «وعد بلفور» في 2 تشرين الثاني 1917، وساندتها حين باعت السلطات اليهودية في فلسطين 20 طائرة من طراز «أوستير» في كانون الثاني 1948 بحيث قلبت موازين القوى حينذاك، وكذلك حين مهّدت لعصابات الهاجاناه كي تستولي على معظم الاراضي قبل انسحابها من فلسطين. أما الصداقة مع تشيكوسلوفاكيا فقد ترسّخت عبر عقد اتفاق مع شركة سكودا على صفقة كبرى للأسلحة لعصابات الهاجاناه في كانون الاول 1947، حيث كان لها تأثير حاسم في السيطرة العسكرية على الأرض. وبالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركية فقد سارع رئيسها هاري ترومان الى الإعتراف بإسرائيل (كسلطة أمر واقع) بعد 11 دقيقة من إعلانها في 14 أيار 1948. واعترف الإتحاد السوفييتي بإسرائيل (كدولة) بعد إعلانها بثلاثة أيام، علماً بأن ستالين ساند الحركة الصهيونية منذ عام 1944 لاعتقاده بأنها ستُنشىء دولة حليفة له. بالنسبة إلى فرنسا فقد ساهمت بإنشاء المفاعل النووي في ديمونا عام 1958.
طبعاً تتبوأ الولايات المتحدة الاميركية قائمة أصدقاء وحلفاء إسرائيل، وهي تحصل منفردة على أكثر من نصف المساعدات الخارجية الأميركية، وقد تلقت منذ قيامها أكثر من 121 مليار دولار في شكل مساعدات عسكرية مباشرة، ناهيك عن البرامج الأميركية الإسرائيلية المشتركة التي بلغت في عام 2015 وحده مبلغ 96،8 مليون دولار، والبرامج الخاصة ومنها على سبيل المثال دعم نظام القبة الحديدية (نظام اسرائيلي مضاد للصواريخ) الذي تلقى دعماً تراكمياً عبر السنوات بلغ حتى الآن 1115 مليون دولار. كما تُقدّم الولايات المتحدة لإسرائيل مساعدات مالية لا علاقة لها بالدفاع مثل برنامج مساعدة الهجرة واللاجئين، وبرنامج ضمانات القروض بغرض الإنعاش الإقتصادي، وبرامج الأبحاث ومساعدة الجامعات والمستشفيات، وغيرها. طبعاً هذه هي المساعدات التي يتمّ الإعلان عنها ... والخافي أعظم. ولا ننسى الدعم السياسي وفي طليعته استخدام حقّ الفيتو في مجلس الأمن لصالح إسرائيل.
بخصوص مساعدات الدول الأوروبية لإسرائيل فهي تحصل عليها من الدول مباشرة إضافة إلى مساعدات تأتيها من الإتحاد الأوروبي، وهي تأخذ أشكالاً مختلفة وتسميات متعددة لا مجال لحصرها.
كذلك انضمت دول أفريقيا إلى لائحة أصدقاء إسرائيل بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر وانفراط عقد دول عدم الإنحياز وتزعزع دور منظمة الوحدة الإفريقية، ونجاح تغلغل اللوبي الإسرائيلي في أوساط ومفاصل الدول الإفريقية.
ومن أصدقاء إسرائيل الدول العربية التي وقّعت معاهدات التطبيع والذل رغماً عن قناعات وتطلعات مواطنيها وافتتحت سفارات لإسرائيل، وأخرى افتتحت مكاتب بتسميات مختلفة: تمثيل تجاري، ارتباط، رعاية مصالح، ممثلية ديبلوماسية.
ومن أصدقائها أيضاً الفلسطينيون الذين وقّعوا الإتفاقيات معها، وباتوا ينحازون إليها ضد أبنائهم ومناضلي انتفاضتي الحجارة والسكاكين.
والإرهاب المتستر بإسم الإسلام صديق لإسرائيل حين يُنكّل بالمواطنين المسلمين والمسيحيين، ويدمّر كيانات الدول العربية، ولا يتصدى ولو بعملية واحدة لليهود الصهاينة والدولة المغتصبة، ولا يُدرك أولويات الصراع.
ومن أصدقاء إسرائيل كل من يجهل الوعد الرباني والحتمية القرآنية بزوال دولة اليهود، أو يُشكك به، أو لا يؤمن به على الإطلاق، في حين بدأ عدد من قادة اليهود يُشكك بإمكانية استمرار وبقاء دولة إسرائيل.
أصدقاء وحلفاء إسرائيل كُثُر، لكن عدوها الأكبر هو هذا الوعد الرباني، وحسبُنا الله خير ناصر ومعين ومنتقم، يُمهل ولا يُهمل.