الأسد بين مفاوضات خاسرة أو حرب مدمرة أو قبول بالمحكمة

تاريخ الإضافة الأربعاء 8 نيسان 2009 - 2:58 م    عدد الزيارات 834    التعليقات 0

        

أديب طالب - معارض سوري
نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن الأسد قوله "أنا مستعد للتوقيع على اتفاق سلام مع نتنياهو، ولن أشترط الاتفاق مع إسرائيل بالقضية الفلسطينية"، مؤكدة أن أقوال الأسد جاءت في محادثات له مع جهات غربية التقت به في دمشق. إن صدقت الصحيفة الإسرائيلية أو لفقت، فإن الأسد فاوض إسرائيل وقبض الثمن. وهو فك عزلته بكافة أشكالها، ويرغب بشدة ان يفاوض "الإسرائيلي من جديد" والثمن تأجيل المحكمة أو التمييع. وفي حال وجد "الإسرائيلي ان هذا الثمن باهظ أو مستحيل بحكم الإجماع الدولي على المحكمة، فليس أمام الأسد إلا الهجوم العسكري لمنع استمرارها، وهذه هي أحرج اللحظات التي قد يواجهها. وكم هو قاس هذا الإحراج بحكم تهديده لبقاء النظام، نتنياهو، ليس لأنه يميني فقط يرفض المسارات السلمية! نتنياهو ينسف مفاوضات سورية ـ إسرائيلية كانت على بعد لمسة من نجاحها، كما قال الرئيس السوري، لأنه أدرك جيداً الإحراج والخطر اللذين يواجهما النظام السوري مع المحكمة الدولية. نتنياهو لا يريد قبالته مفاوضاً "متهماً" وانما يريد حليفاً ضعيفاً، شريكاً إقليمياً الى جانبه. في حال كهذه، لن يجد الأسد صعوبة في أن يكون قراره حرباً مع العدو الإسرائيلي وبمعية إيران؟، أو أن ما يريده بيبي سيكون واقعاً على أرض السياسة والتحالفات في المنطقة؟.... الأسد مستعد ان يدفع الكثير للولايات المتحدة الأميركية مقابل إضعاف ضغوط المحكمة عليه وبقرار أميركي إسرائيلي مشترك. وهذا محور السياسة الخارجية للأسد في الأشهر المقبلة، وليس أمامه إلا الحرب في حال الفشل. والسؤال هل يقدر عليها ولو كانت إيران وأذرعتها معه؟ الله أعلم. ثمة قلق "سوري" جدي من ان يجد كبار مسؤولي النظام أنفسهم على مقعد ميلوسيفيتش أو على طائرة البشير الوهمية "ولات ساعة مندم".
هل ثمة مواجهة عسكرية بين إسرائيل وإيران؟...... الحياة 26/3/09/ اعتبر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل عاموس يدلين: ان "الإيرانيين طوروا صواريخ أرض ـ أرض قادرة على حمل رؤوس نووية، وطهران باتت تتحكم في تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم ويمكنها السعي الى حيازة قدرات نووية عسكرية، لكنه قرار يعود في نهاية الأمر الى النظام الإيراني". انهم يحاولون الاقتراب قدر الإمكان من القدرة على إنتاج قنبلة نووية، ويخصّبون اليورانيوم بدرجة تجعل إدانتهم أمراً صعباً بحيث يمكن إنتاج سلاح نووي في حال قررت القيادة السياسية ذلك الأمر.... أين الأسد من كل هذه الأبواق الحربية الإسرائيلية والإيرانية؟ هل هي حرب القرار أم حرب الاضطرار؟
يعتبر المحلل السياسي في صحيفة يديعوت أحرونوت بأن إيران ترغم إسرائيل على القيام بمواجهة عسكرية مباشرة ضدها، كلام المحلل هنا كلام تحريضي، كلام يطلب من دولته وشعبه التهيؤ للحرب، والبدء بشنها.
ونقلت الـ سي ان ان: قال مسؤولون في وزارة الدفاع الإسرائيلية الجمعة، إن السلطات اختبرت بنجاح درعاً صاروخياً مضاداً للصواريخ وضع لحماية البلاد من الصواريخ قصيرة المدى وقذائف المدفعية التي تنطلق من جنوب لبنان وقطاع غزة"... إذن فالحرب احتمال قوي والأفضل لإيران والأسد ان لا يكونا البادئين.
الوزير السوداني لشؤون المواصلات مبروك سليم: "إن الطائرات الإسرائيلية قصفت مرتين، المرة الاولى في شهر كانون الثاني، عندما قصفت موكب شاحنات، والمرة الثانية في شباط عندما قصفت سفينة "تحمل سلاحاً إيرانياً متطوراً. ومن بين أنواع الأسلحة صواريخ (فجر) التي تم إنتاجها خصيصاً لأجل التهريب". هل هذا السلوك الإسرائيلي سلوك تفاوضي حواري أم انه اشارات حرب وبدايات غير معلنة لها؟
هل يبقى المحور الإيراني ـ السوري ـ السوداني متماسكاً؟
الأسد حائر وقلق أمام المحكمة، والبشير حائر وقلق أمام مذكرة التوقيف الدولية بحقه، وأميركا وإيران يتظاهران بلعبة التفاوض وكلاهما يعدان العدة لحرب قادمة، ليست لعبة في أي حال. كل الأطراف متضررة من الحرب، إلا انّ الأذرعة الإيرانية ستكون أكثر تضرراً وهذا ما يزيد من قلق وحيرة الرئيس السوري بشار الأسد. ولقد وجد رئيس الموساد ورئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية مخرجاً للقلق والحيرة عند الجار اللصيق نقلت صحيفة "صنداي تايمز" عن مصادر مسؤولة في تل ابيب، ان رئيس "موساد" مئير داغان ورئيس الاستخبارات العسكرية عاموس يادلين، نصحا نتنياهو بضرورة عقد اتفاق سلام مع دمشق. وحجتهما ان التفاوض يضع سوريا في موقع المحايد في حال اشتد النزاع بين إسرائيل وإيران حول البرنامج النووي. وبما ان فرص السلام مع الفلسطينيين معدومة في المستقبل المنظور، فإن مبادرة السلام مع سوريا ترضي أوباما المراهن على فتح حوار مع دمشق وطهران.
ليس مستبعداً نجاح الحوار السوري ـ الإسرائيلي المقبل، وثمة شك في نجاح الحوار الأميركي ـ الإيراني، وفي حالة كهذه تعود الحيرة ويستبد القلق بـ"السوري" من جديد، فالحالة في غاية التعقيد.

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,574,293

عدد الزوار: 7,637,972

المتواجدون الآن: 0