أهداف المناورة العسكرية الاسرائيلية

عباس المعلم
المناورات العسكرية الاسرائيلية عبارة رافقت الكيان العبري وجيشه منذ اغتصاب فلسطين، وكانت تهدف بمعظمها لاظهار قدرة هذا الجيش بأنه اسطورة عسكرية لا منافس لها في منطقة الشرق الأوسط ولها أيضاً مرتبة متقدمة على الصعيد العالمي، وكون هذه المناورات أيضاً تشكل ركيزة قوة عسكرية وسياسية في الصراع مع العرب وفي تثبيت دولة الكيان، كما لها أيضاً توصيف وظيفي مختلف وهو إظهار حضور أميركي فاعل في المنطقة يحمي مصالح واشنطن ويشكل أيضاً قاعدة عسكرية لبسط استعمار غير معلن على الدول العربية وغيرها من الدول التي يمكن أن تناقض السياسة الأميركية•
كل هذه التوصيفات التي رافقت المناورات العسكرية الاسرائيلية على مدى عقود من الزمن بدأت تتلاشى بشكل كبير بعد تحرير عام 2000 ومعها أيضاً أنهار الحلم الصهيوني من النيل الى الفرات وتبدلت أولويات هذا الكيان وشهدت تراجعاً عقب اندلاع انتفاضة الأقصى لتتركز عند حدود الدفاع عن أمن الكيان العبري، وهذا تحول استدعى انهياراً على مستوى <القاعدة العسكرية التي تحمي مصالح أميركا> التي بدورها أجبرت على انشاء قواعد عسكرية في المنطقة واحتلت العراق من أجل حماية القاعدة التي تغيّرت وظيفتها وأضحت بحاجة ملحّة لحماية وليس العكس•
أما المناورة الاسرائيلية <كيان 3> التي سينفذها الكيان العبري بكافة مؤسساته السياسية والعسكرية والأهلية وهي الأضخم بتاريخه، تحاكي مجدداً خطر تعدد الجبهات كما كان عنوان مناورة العام الماضي، فهي تنطلق من قاعدة اظهار قوة الردع المفقودة في الشق العسكري، ومن جهة أخرى إعادة الردع السياسي على الخارطة الدولية خصوصاً فيما يتعلق بسياسة ادارة أوباما في المنطقة ونيته الحوار مع طهران ودمشق، وقد لا تكون هذه المناورة رغم ضخامتها بسبب حكومة نتنياهو اليمينية ونيتها العدوانية بخوض الحروب، بل هي تتمة لتراكم الهزائم التي تعرض لها هذا الكيان• والكلام المتزايد عن قرب الحرب لا يجوز ربطه بهذه المناورة لأن الحرب قائمة وبأشكال وأوجه متعددة، وهي قد تندلع عسكرياً في أي لحظة وليس لدى اسرائيل أي حرج في خوضها•
والمعنى الحقيقي والواضح لهذه المناورة ان اسرائيل تتحضر فعلياً لخوض حرب على الجبهة الشمالية وبهذا السياق توجه مناورة كيان 3 تحذيراً صريحاً للمقاومة في لبنان بقرب موعد المعركة المنتظرة معها وتسديد حساب حرب تموز الذي يزداد كل يوم خطورة داخل المؤسسة العسكرية في اسرائيل•

وعليه قد يكون موعد المناورة في 31 من الشهر الجاري ليس هو إلا تاريخ زمني، وقد يكون الخطر الحقيقي هو قبل موعد المناورة لأن التحضير لها قد بدأ منذ شهرين ويصلح أن يكون تحضيراً وتجهيزاً للحرب وليس للمناورة فقط•