حلب خارج التهدئة الأميركية - الروسية... والمذبحة تتواصل..روسيا تدعم استعداد القوات النظامية لـ «تحرير» الرقة ودير الزور

لا جديد في تقرير دي ميستورا لمجلس الأمن حول سوريا....حجاب: لا وجود للعملية السياسية أمام المجازر والانتهاكات الممنهجة و«النظام» يستثني حلب من الهدنة ويجدد القصف

تاريخ الإضافة السبت 30 نيسان 2016 - 5:59 ص    عدد الزيارات 1819    القسم عربية

        


 

حجاب: لا وجود للعملية السياسية أمام المجازر والانتهاكات الممنهجة و«النظام» يستثني حلب من الهدنة ويجدد القصف
عكاظ...محمود عيتاني، وكالات (عواصم)
استثنى نظام الأسد حلب من الهدنة التي أعلن عنها أمس (الجمعة)، والتي تقتضي وقف القصف على ريفي دمشق واللاذقية.
ويسعى نظام بشار الأسد إلى الاستفراد بحلب، بعد اتفاق روسي - أمريكي على تطبيق ما أطلق عليه «نظام الصمت» للتهدئة في سورية اعتبارا من ليل أمس (الجمعة)، ويقترح النظام الهدنة في ريفي اللاذقية ودمشق، وتزامن هذا الإجراء مع حشد النظام قواته مدعما بميليشيات إيرانية و«حزب الله» الإرهابي لمعركة الموت في حلب.
من جهته، قال رياض حجاب منسق الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل العديد من فصائل المعارضة السورية إن المفاوضات بشأن مستقبل سورية السياسي لا يمكن أن تتم، في ظل استمرار انتهاكات الهدنة.
وقال حجاب عبر حسابه بموقع تويتر أمس بعد اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري «الوضع غير مناسب للحديث عن عملية سياسية، في ظل المجازر المروعة والانتهاكات الممنهجة للهدنة التي لم يعد لها أي وجود فعلي على الأرض.» وأضاف حجاب أن كيري عبر عن قلقه من تدهور الوضع الأمني والإنساني في مدينة حلب وغيرها من المحافظات السورية، وأنه استنكر استهداف النظام المستشفيات والمناطق الآهلة بالسكان. وتابع «أكد كيري أنه يجري اتصالات مع موسكو لحمل النظام على وقف الأعمال العدائية واحترام الهدنة وتوفير البيئة الملائمة للعملية السياسية، عبر إنشاء هيئة حكم انتقالية لا يشارك فيها بشار الأسد الذي فقد شرعيته». إلى ذلك، أعلن المجلس الشرعي في محافظة حلب تعليق صلاة الجمعة لأول مرة في أحياء حلب الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة، إثر القصف العنيف الذي استهدف هذه الأحياء.
وأعلن المجلس الشرعي، الهيئة التي تشكلت في محافظة حلب والتي تؤكد أنها «مستقلة»، في بيان نشر ليل (الخميس) أنه «نظراً للحملة الدموية الأفظع التي يشنها أعداء الإنسانية والدين على محافظة حلب ونظراً لخطر ذلك على المصلين المجتمعين في مكان وزمان واحد، فإن المجلس الشرعي يوصي - لأول مرة - القائمين على المساجد بتعليق فريضة صلاة الجمعة وإقامة صلاة الظهر عوضا عنها».
في غضون ذلك، أكد عضو الائتلاف فاروق طيفور لـ«عكاظ» أمس (الجمعة) «أن القضية السورية تتعرض لتآمر دولي كبير نتيجة الصمت الدولي على ما يقوم به نظام بشار الأسد وحلفاؤه بهدف كسر إرادة الشعب السوري». وقال: «هناك صمت واضح من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، فهي تقدم اعتراضات نصية ليس لها أي أثر على الأرض أو حتى على المستوى السياسي.
 
حلب خارج التهدئة الأميركية - الروسية... والمذبحة تتواصل
موسكو - رائد جبر { لندن - «الحياة» 
حاولت الولايات المتحدة وروسيا أمس إحياء «هدنة سورية» التي بدأت في شباط (فبراير) الماضي لكنها كادت أن تنهار في الأيام الماضية بفعل تصاعد المواجهات بين القوات النظامية والمعارضة. وأثمرت اتصالات روسية مع سورية إعلان الأخيرة أن جيشها سيلتزم «تهدئة» في دمشق والغوطة الشرقية وريف اللاذقية الشمالي لكنها تستثني مدينة حلب التي تتواصل فيها «المذبحة» وتشهد عنفاً غير مسبوق أوقع أكثر من 200 قتيل. وتواجه المدينة خطر خلوها من الأطباء بعد مقتل عدد منهم في استهداف منشآت طبية، كما حصل مع مستشفى القدس في حي السكري الأربعاء ومع مستوصف حي المرجة أمس. وأثار استثناؤها من التهدئة مخاوف من أنها يمكن أن تشهد تصعيداً جديداً في حدة العنف، علماً أن الحكومة السورية تتحدث عن تحضيرات لهجوم ضخم بهدف طرد المعارضة من أحيائها الشرقية.
وقال مصدر ديبلوماسي روسي في جنيف إن العسكريين الروس والأميركيين توصلوا إلى اتفاق في إطار «اللجنة الخاصة بوقف القتال» حول «تهدئة» في سورية اعتباراً من ليلة السبت - الأحد، موضحاً أن الاتفاق يشمل «مناطق اللاذقية وضواحي دمشق... (لكنه) لا يشمل حلب»، وهو أمر أكده بيان لـ «القيادة العامة» للجيش السوري. وفي هذا الإطار، قال مصدر أمني في دمشق لوكالة «فرانس برس» إن تجميد القتال يأتي «بناء على طلب الأميركيين والروس الذين التقوا في جنيف لتهدئة الوضع في دمشق واللاذقية». وأضاف أن «الأميركيين طلبوا أن يشمل التجميد حلب، لكن الروس رفضوا ذلك».
في موازاة ذلك، أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف آليكسي بورودافكين أن الجيش النظامي السوري يحضر لشن عمليات عسكرية على جبهات في دير الزور والرقة، بدعم من القوات الروسية. وقال: «العمليات على هاتين الجبهتين متواصلة ضد الإرهابيين منذ زمن... يتم التحضير لعملية عسكرية لفك الحصار عن دير الزور»، لافتاً أن الهدنة لا تشمل «داعش» و «النصرة».
ميدانياً، تعرضت مدينة حلب لغارات جديدة استهدف أحدها مستوصفاً طبياً في حي المرجة في شرق المدينة، في حين أعلنت الحكومة السورية مقتل 15 شخصاً بقصف استهدف مسجداً في حي واقع تحت سيطرتها في غربها، علماً أن مجموعة من العلماء أعلنت إلغاء صلاة الجمعة في مناطق سيطرة المعارضة خشية استهدافها بقصف جوي أو مدفعي، في خطوة غير مسبوقة.
وتناولت «فرانس برس» في تقرير من حلب حياة طبيب الأطفال محمد وسيم معز الذي نذر نفسه لخدمة أطفال مدينته وأصر على البقاء في هذا «الجحيم» رافضاً المغادرة إلى أن ذهب ضحية الغارة التي استهدفت الأربعاء مستشفى القدس. وأكد زملاؤه أنه «كان أفضل طبيب أطفال في المنطقة، وبالتأكيد أحد آخر الباقين في جحيم حلب». وأضافت: «على رغم المآسي، كان حريصاً على إضفاء جو من المرح للتخفيف من توترات الحرب». ويوم الأربعاء خطفت غارة جوية حياة هذا الطبيب مع طبيب أسنان وثلاث ممرضات و22 مدنياً بينما كانوا يقومون بعملهم في مستشفى القدس في حلب.
وقالت ميريلا حديب المتحدثة باسم مكتب منظمة أطباء بلا حدود في بيروت الذي يقدم الدعم المالي لمستشفى القدس، إن الطبيب معز كان «مندفعاً جداً واختار المجازفة بحياته لمساعدة سكان حلب». وأضافت إن «خسارته لا تعوض». أما ميسكيلدا زنكادا رئيسة بعثة منظمة أطباء بلا حدود في سورية فقالت إن مقتل الطبيب معز «مأساة» وإنه «لم يبق سوى ما بين 70 و80 طبيباً للاهتمام بـ 250 ألف شخص لا يزالون يعيشون في القسم الشرقي من المدينة، لأن 95 في المئة من الأطباء غادروا أو قتلوا».
وتلقت «الحياة» في لندن بياناً باسم «الأطباء العاملين على خطوط القتال الأمامية في حلب» أو «الشهباء» كما تُعرف، نعوا فيه زميلهم معز قائلين إنه كان «أشجع من عرفنا وأكثرهم عطفاً على الصغار» وإن رحيله «يحرم السوريين من آخر طبيب أطفال في شرق حلب». كما نعوا طبيب الأسنان محمد أحمد الذي قضى في الضربة الجوية ذاتها، محذّرين: «قريباً جداً لن يكون هناك عاملون في المجال الطبي أحياء في حلب - فإلى من سيلجأ المدنيون لتلقي العلاج والرعاية؟».
استمرار قصف حلب... و «تهدئة» في غوطة دمشق واللاذقية
لندن، حلب، بيروت - «الحياة»، أ ف ب، رويترز 
واصل الطيران السوري غاراته على حلب واستهداف المراكز الطبية، في وقت أعلنت الحكومة السورية أمس تطبيق «نظام تهدئة» يشمل دمشق والغوطة الشرقية وريف اللاذقية الشمالي، وذلك بهدف المساعدة في «تثبيت» الهدنة السائدة بين قواتها المسلحة وبين فصائل المعارضة منذ 27 شباط (فبراير) الماضي.
وكان واضحاً أن الموقف السوري جاء نزولاً عند طلب روسيا التي كانت قد تعرضت بدورها لضغوط من الولايات المتحدة، بسبب تكثيف طائرات الحكومة السورية قصفها لمناطق عدة، ذلك أن بياناً للجيش السوري تحدث عن «تهدئة» تشمل الغوطة الشرقية والعاصمة دمشق وريف اللاذقية من دون الإشارة إلى أنها تشمل حلب أيضاً وفق ما أكدت معلومات أوردتها وسائل إعلام روسية. فقد نسب الإعلام الروسي إلى المعارض السوري قدري جميل المقيم في موسكو أن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على «نظام صمت» في سورية وسيطبق في حلب ودمشق واللاذقية.
وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» الرسمية أن «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة» أعلنت في بيان أنه «حفاظاً على تثبيت نظام وقف الأعمال القتالية المتفق عليه (منذ شباط الماضي) يُطبّق بدءاً من الساعة الواحدة صباح يوم 30 نيسان (ابريل) 2016 «نظام تهدئة» يشمل مناطق الغوطة الشرقية ودمشق لمدة 24 ساعة ومناطق ريف اللاذقية الشمالي لمدة 72 ساعة». وأضاف بيان قيادة الجيش أن «نظام التهدئة يهدف إلى قطع الطريق على بعض المجموعات الإرهابية ومن يقف خلفها والتي تسعى جاهدة إلى استمرار حالة التوتر وعدم الاستقرار وإيجاد الذرائع لاستهداف المدنيين الآمنين».
وقبل صدور هذا الإعلان الرسمي، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان (مقره بريطانيا) بأن طائرات حربية استهدفت أحياء القاطرجي والمشهد والسكري وبستان القصر بمدينة حلب، ما أسفر عن مقتل طفل وإصابة نحو خمسة بجروح في حي الصاخور، بالإضافة إلى سقوط جرحى وقتيلة على الأقل في حي القاطرجي.
ولفت المرصد إلى انه ارتفع إلى 202 عدد المدنيين الذين قُتلوا «جراء تصعيد القصف على مدينة حلب خلال الأيام السبعة الماضية، وفي المجازر المتتالية التي نفذتها الطائرات الحربية والمروحية والقذائف المحلية الصنع وأسطوانات الغاز المتفجرة، وقصف قوات النظام على مناطق سيطرة الفصائل في المدينة». وأضاف أن بين القتلى 34 طفلاً دون سن الـ 18، و20 مواطنة فوق سن الـ 18، سقطوا «جراء قصف قوات النظام والضربات الجوية التي استهدفت مناطق سيطرة الفصائل بالأحياء الشرقية من المدينة، وقصف الفصائل الإسلامية والمقاتلة على مناطق سيطرة قوات النظام في الأحياء الغربية لمدينة حلب».
وذكرت «فرانس برس» في تقرير من حلب أن عدداً من الأشخاص أصيبوا بجروح الجمعة في غارة استهدفت مستوصفاً في حي المرجة الذي تسيطر عليه فصائل المعارضة، بعد يوم من مقتل ثلاثين شخصاً في غارة استهدفت مستشفى ميدانياً في المدينة. وقال أحد سكان حي بستان القصر الشعبي أن «الأرض تهتز تحت أقدامنا» بعد غارات جديدة شنتها طائرات النظام الجمعة. وأضاف أن «الغارات لم تتوقف طوال الليل. لم ننم ولو دقيقة واحدة».
وقال مراسل لـ «فرانس برس» في مناطق سيطرة المعارضة أن هذه الأحياء تعرضت لعشر غارات على الاقل وأن المسعفين يعملون بلا توقف منتقلين من حي إلى آخر.
وقال الدفاع المدني أن عدة أشخاص بينهم ممرض واحد على الأقل أصيبوا في الغارة على المستوصف الواقع في حي المرجة شرق المدينة. وخلّفت الغارة أضراراً جسيمة في المستوصف الذي يضم عيادة للأسنان وأخرى للأمراض المزمنة ويقدم خدمات لسكان الحي منذ خمس سنوات.
أما وكالة «سانا» فذكرت أمس أن ثلاثة أشخاص قتلوا و25 آخرين أصيبوا بجروح عندما سقطت قذائف مورتر أطلقها مقاتلون من المعارضة على مسجد في حلب أثناء مغادرة المصلين بعد صلاة الجمعة. ويوجد المسجد في حي باب الفرج الخاضع لسيطرة الحكومة في المدينة. وذكرت الوكالة أن هناك المزيد من القتلى والجرحى نتيجة لقذائف المورتر التي أطلقها مقاتلو المعارضة على منطقتي باب الفرج والميدان في حلب أمس.
ومساء الخميس، أعلن المجلس الشرعي في محافظة حلب تعليق صلاة الجمعة للمرة الأولى في أحياء حلب الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة، بسبب القصف العنيف. وأعلن المجلس الشرعي، الهيئة التي تشكلت في محافظة حلب والتي تؤكد انها «مستقلة»، في بيان أنه «نظراً إلى الحملة الدموية الأفظع التي يشنها أعداء الإنسانية والدين على محافظة حلب (...) ونظراً إلى خطر ذلك على المصلين المجتمعين في مكان وزمان واحد، فإن المجلس الشرعي يوصي - للمرة الأولى - القائمين على المساجد بتعليق فريضة صلاة الجمعة وإقامة صلاة الظهر عوضاً عنها».
واتخذ القرار غداة يوم دام شهد سقوط العدد الاكبر من الضحايا منذ تجدد المعارك في حلب، إذ أحصى المرصد السوري مقتل 54 مدنياً، وفق حصيلة جديدة. وقتل الأربعاء ثلاثون مدنياً بينهم طبيبان عندما أصابت غارة جوية مستشفى القدس الميداني الذي تشرف عليه منظمة أطباء بلا حدود ومبنى سكنياً مجاوراً في حي السكري الذي تسيطر عليه المعارضة.
ودان المجتمع الدولي الغارة على مستشفى القدس التي قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري انها تبدو «متعمدة». واعتبرت الأمم المتحدة قصف مستشفى القدس الميداني «غير مبرر» ودعا الأمين العام بان كي مون الى محاسبة المسؤولين عن «هذه الجرائم». ودان بان كي مون «أعمال القصف العشوائية التي تنفذها القوات الحكومية وفصائل المعارضة والتكتيكات الارهابية التي يلجأ اليها المتطرفون»، داعياً مختلف الأطراف المتحاربة الى وقف المعارك «فوراً». لكن النظام السوري نفى قصف المستشفى، حتى أن وزير الإعلام عمران الزعبي قال أن «لا وجود لهذا المشفى».
وأعربت الولايات المتحدة مساء الخميس عن «غضب شديد» اثر قصف المستشفى على لسان وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي قال «لا نزال نحاول الحصول على مزيد من المعلومات حول هذا القصف ولكن يبدو أن هذه الغارات استهدفت عمداً مبنى طبياً معروفاً وتضاف الى حصيلة نظام الأسد الذي سبق أن قصف منشآت مماثلة ومسعفين».
كذلك دانت منظمة أطباء بلا حدود في بيان الخميس تدمير مستشفى القدس الذي قتل فيه آخر طبيب أطفال في المنطقة. ويعد المستشفى «مركز الإحالة الرئيسي لطب الأطفال في حلب»، وتدعمه المنظمة منذ العام 2012.
واثر هذه المجزرة، دعا الموفد الدولي الخاص الى سورية ستيفان دي ميستورا الى «إنقاذ الهدنة من الانهيار الكامل». وقال «لا يزال (الاتفاق) قائماً في مناطق عدة، لكنه يواجه خطراً كبيراً، وبالكاد لا يزال حياً. و(...) قد ينهار في أي وقت». ودعا الى عقد اجتماع لمجموعة دعم سورية برئاسة واشنطن وموسكو «قبل الجولة الجديدة (من المفاوضات السورية) خلال شهر ايار (مايو)».
وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر أن حلب باتت «على شفير كارثة انسانية». وقال ممثل الصليب الاحمر في المدينة فالتر غرو «اينما ذهبتم تسمعون دوي انفجار قذائف الهاون والغارات وهدير الطائرات. السكان يعيشون على حد السكين. كلهم يخشون الموت». وحذّرت الأمم المتحدة الخميس من ان لجان الإغاثة لن تتمكن من ايصال المساعدات الطارئة الى مئات الآلاف من السوريين في حال استمرار المعارك.
في غضون ذلك، أفادت «شبكة شام» الإخبارية المعارضة بأن «اشتباكات عنيفة جداً» دارت في الغوطة الشرقية بين فصائل المعارضة وقوات النظام التي تمكنت «من التقدم والسيطرة على عدة نقاط رباط للثوار في جبهات حتيتة التركمان ومطاحن الغزلانية على طريق مطار دمشق الدولي»، مضيفة أن جنود النظام «يحاولون التقدم لقطع طرق الإمداد عن الثوار في مناطق بالا وحرستا القنطرة وبزينة والركابية». أما «الدرر الشامية» فأوردت، «أن قوات الأسد توغلت في منطقة الركابية بالغوطة الشرقية لما يقارب 600 متر بعد معارك عنيفة استمرت لعدة ساعات». وأكدت «أن تعزيزات قوات الأسد وصلت إلى المنطقة قادمةً من مطار دمشق الدولي، في حين لم يتمكن الثوار من استقدام تعزيزات إضافية لجبهة القتال بسبب التوترات الحاصلة بالغوطة الشرقية وانتشار الحواجز»، مشيرة إلى سقوط ضحايا في اشتباكات بين فصيلي «جيش الإسلام» و «فيلق الرحمن».
 
روسيا تدعم استعداد القوات النظامية لـ «تحرير» الرقة ودير الزور
الحياة...موسكو – رائد جبر 
سعت موسكو وواشنطن إلى إنقاذ الهدنة في سورية عبر الإعلان عن اتفاق على «نظام تهدئة» يشمل ريفَي دمشق واللاذقية ويتجاهل حلب الأكثر سخونة خلال الأسبوع الأخير، في وقت لفتت مصادر روسية إلى تحضيرات يقوم بها النظام لشن عمليات عسكرية في دير الزور والرقة بدعم روسي بالتزامن مع تجديد الروس انتقاد خطوة إنزال قوات أميركية على الأراضي السورية.
وتسارعت التطورات أمس، بعد إعلان مصدر ديبلوماسي روسي في جنيف بأن العسكريين الروس والأميركيين توصلوا إلى اتفاق في إطار «اللجنة الخاصة بوقف القتال» حول «تهدئة» في بعض المناطق الساخنة في سورية اعتباراً من ليل السبت - الأحد.
وأوضح المصدر أن الاتفاق يشمل «مناطق اللاذقية وضواحي دمشق التي تشهد أعنف الأعمال القتالية»، ووصفه بأنه «إجراء إضافي لدفع التسوية في سورية»، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن الاتفاق «لا يشمل حلب». وقال المصدر أن روسيا والولايات المتحدة باعتبارهما دولتين ترأسان بالتناوب اللجنة الخاصة بوقف القتال في سورية ستكونان ضامنتين لهذا الاتفاق وتأملان بأن تلتزم جميع الأطراف المعنية بالتهدئة. وقال أن موسكو أبلغت النظام السوري بتفاصيل الاتفاق بهدف دفع عملية تطبيقه. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الرسمية عن مصدر أن نظام التهدئة سيستمر 24 ساعة في ضواحي دمشق و72 ساعة في محيط اللاذقية. من دون أن يوضح آليات تمديد العمل به.
في موازاة ذلك، أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف آليكسي بورودافكين أن الجيش النظامي السوري يحضر لشن عمليات عسكرية على جبهات في دير الزور والرقة، بدعم من جانب القوات الروسية. وقال: «العمليات على هاتين الجبهتين متواصلة ضد الإرهابين منذ زمن، وأنا فقط أؤكد ما صرّح به رئيس إدارة عمليات الأركان في الجيش الروسي سيرغي رودسكوي الذي قال قبل بضعة أسابيع، أنه يتم التحضير لعملية عسكرية لفك الحصار عن دير الزور».
وذكّر الديبلوماسي أن الهدنة لا تشمل تنظيمَي «داعش» و «النصرة» وغيرهما من المجموعات الإرهابية، كما ينص قرار مجلس الأمن الدولي على ضرورة محاربة المتطرفين. وقال بورودافكين أن العمل «المشترك» لقوات النظام مع القوات الروسية قاد إلى تحرير تدمر، والآن «يتمّ الإعداد لعمليات هجومية لاحقة باتجاه دير الزور والرقة، بالتزامن مع العمليات الجارية حالياً، ضد تنظيمات إرهابية مثل النصرة في حلب وبعض الأماكن الأخرى».
وأكد المندوب الروسي أن الهدنة في سورية لا تشمل إلا الفصائل التي انضمت رسمياً إلى اتفاق وقف النار عبر المركز الروسي للمصالحة في قاعدة حميميم باللاذقية أو الهيئات الأميركية في عمان فقط، موضحاً: «إذا لم تقم الفصائل المسلحة غير الشرعية بإعلان انضمامها إلى الهدنة عبر تلك الآلية فلا يحق لها أن تشكو من أن نظام وقف الأعمال القتالية ينتهك ضدها».
وأشار إلى تكثيف الاتصالات والتعاون في الآونة الأخيرة بين العسكريين الروس والأميركيين وإلى نشاط زائد للخط الهاتفي الساخن بين حميميم وعمان وموسكو وواشنطن. وقال أن عسكريين من الطرفين (الروسي والأميركي) «يلتقون على طاولة المفاوضات مع الخرائط والمعلومات الاستطلاعية التي تساعد في منع انتهاك الهدنة وأعتقد أن مسائل كثيرة سيُجرى حلها قريباً في إطار هذا التعاون». وجدد الديبلوماسي الروسي اتهام تنظيمي «أحرار الشام» و «جيش الإسلام» بالسعي إلى تقويض نظام وقف إطلاق النار.
وكانت روسيا تقدمت بطلب ضم التنظيمين إلى لائحة مجلس الأمن الدولي للمنظمات الإرهابية. وقال بورودافكين: «إذا كان (فصيلا) «أحرار الشام» و «جيش الإسلام» يريدان البحث جدياً عن تسوية سياسية للنزاع في سورية فيجب أن يغيرا مواقفهما راديكالياً».
على صعيد آخر، قال المندوب الروسي أن موسكو لا ترى جدوى من عقد اجتماع لـ «المجموعة الدولية لدعم سورية» في الوقت الحاضر، مشيراً إلى أن عدم وجود مؤشرات بأن الاجتماع سيخرج بنتائج ملموسة. وكانت موسكو بررت رفضها عقد اجتماع للمجموعة بـ «المواقف المتعنتة التي صدرت عن أطراف معارضة في جنيف».
وفي مقابل حديث موسكو عن عملية عسكرية محتملة في دير الزور والرقة، جددت روسيا انتقادها نشر قوات أميركية في سورية. وأعرب نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف عن قلق موسكو لأن «خطوة إنزال عسكريين أميركيين في سورية تمت من دون تنسيق مع حكومة البلاد»، معتبراً ذلك «خرقاً لسيادة سورية». وشدد على «تضامن موسكو الكامل مع موقف دمشق حيال هذا الأمر».
في غضون ذلك، أعلن الكرملين أن الوضع على صعيد المفاوضات السورية «معقد للغاية ويتطلب بذل جهود نشطة من جانب الأطراف كافة». وقال الناطق الرئاسي ديمتري بيسكوف أن روسيا «تتمسك بسياستها الرامية إلى مواصلة عملية المفاوضات في جنيف، مؤكداً أنه لا يوجد بديل للمفاوضات بالنسبة لتسوية الأزمة السورية». وأكد أن روسيا منفتحة تماماً للتعاون مع غيرها من الدول المعنية، بخاصة الولايات المتحدة، مضيفاً أن كل الاتصالات المطلوبة في هذا الشأن لا تزال مستمرة.
وأشار بيسكوف إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يخطط لعقد لقاء مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا الذي سيزور موسكو الأسبوع المقبل لبحث نتائج المفاوضات السورية وآفاقها مع وزير الخارجية سيرغي لافروف.
قيادة الوحدات الكرديّة تتبرأ من «استعراض» جثث عناصر الفصائل
لندن - «الحياة» 
في ظلّ استياء واسع داخل سورية وخارجها، تبرأت قيادة «وحدات حماية الشعب» الكردية من تصرّف عناصرها، الذين جالوا في مدينة عفرين التي تسيطر عليها الوحدات الكردية بريف حلب، وهم يستعرضون جثث نحو 50 عنصراً من فصائل مقاتلة وإسلامية سقطوا خلال هجومهم على منطقتي عين دقنة والبيلونة، حيث اشتبكوا مع «قوات سورية الديموقراطية» التي يشكّل الأكراد نواتها الصلبة.
وأورد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، أن قيادة «وحدات حماية الشعب» أصدرت بياناً في خصوص هذه الحادثة قالت فيه: «أقدم بعض العناصر من وحداتنا يوم الأربعاء ٢٨/٤/٢٠١٦ ممن استشهد لهم إخوة وأقرباء في حي الشيخ مقصود، وكردة فعل غير مدروسة، على نقل جثث القتلى الذين قضوا في اشتباكات عين دقنة وبلدة أرفاد، عبر الشارع الرئيسي بمقاطعة عفرين، باستخدام شاحنة نقل». وأضاف البيان: «نحن في القيادة العامة لوحدات حماية الشعب بمقاطعة عفرين، نؤكد أن هذا العمل تصرّف فردي ولا يمت الى الرسالة الإنسانية التي تسعى وحداتنا جاهدة الى نشرها، كما أن هذا العمل لا يتماشى مع قيمنا الأخلاقية والثورية، ونؤكد أن من قام بهذا التصرف سيكون موضع محاسبة، معاهدين بمواصلة نشر الأمن والسلام في المنطقة، ولن نسمح بتكرار مثل هذه الحوادث مرة أخرى».
في المقابل، نقلت «شبكة شام» المعارضة عن شهم أرفاد، مدير مكتب تل رفعت الإعلامي، أن القتلى الذين عرض الأكراد جثامينهم في مدينة عفرين «لا ينتمون الى أي فصيل سواء حركة أحرار الشام أو جبهة النصرة أو أي فصيل آخر، وإنما هم ثوار الأرض من تل رفعت الذين قرروا إلغاء كل الأسماء الفصائلية بغية استعادة أرضهم التي سبق وأن سلبتهم إياها وحدات حماية الشعب الكردية قبل أشهر». وأضاف شهم في تصريح إلى الشبكة الإخبارية المعارضة، «أن هؤلاء الشبان قد ملوا ضيم التشرد والركون في المخيمات، وقرروا استعادة أرضهم بيدهم، متخلّين عن انتماءاتهم الفصائلية كافة، والعودة بمعركة أسموها زئير الشمال». وتابع أن عدد الذين سقطوا في معارك محاولة استعادة تل رفعت يفوق 40 قتيلاً «بقليل». وزاد أن هؤلاء «تمكنوا من تحرير قرية بيلونة وحققوا تقدماً كبيراً في عين دقنة، لكن تفجير أحد سيارات الذخيرة تسبّب باستشهاد عدد كبير من العناصر، الأمر الذي سبّب انهياراً» في صفوفهم.
حلب تبكي طبيب أطفالها الذي رفض الهروب من «الجحيم»
اللواء... (ا.ف.ب)
نذر طبيب الأطفال محمد وسيم معاذ نفسه لخدمة اطفال مدينته حلب وسط الحرب الضارية التي تضربها، واصر على البقاء في هذا «الجحيم» رافضا المغادرة الى ان ذهب ضحية غارة استهدفت الاربعاء مستشفى القدس الذي يعمل فيه.
ويؤكد زملاؤه ممن نجوا من القصف الاخير انه «كان افضل طبيب اطفال في المنطقة، وبالتأكيد احد آخر الباقين في جحيم حلب».
لحيته السوداء كانت دائما مشذبة، وعيناه المتعبتان تكشفان وتيرة عمل هذا الطبيب الذي كان يعمل من دون توقف لانقاذ حياة اطفال مدينته، اكانوا من المرضى او جرحى قصف قوات النظام في الاحياء الشرقية للمدينة الواقعة تحت سيطرة الفصائل المسلحة المعارضة.
نظراته حادة، ورغم المآسي كان حريصا على اضفاء جو من المرح للتخفيف من توترات الحرب التي تضرب المدينة السورية الثانية منذ العام 2012.
يوم الاربعاء الماضي خطفت غارة جوية حياة هذا الطبيب مع طبيب اسنان وثلاث ممرضات و22 مدنيا، بينما كانوا يقومون بعملهم في مستشفى القدس في حلب. وانضم هذا الطبيب مع العاملين معه في المستشفى الى لائحة الموت السورية التي تضم حتى الان اكثر من 270 الف قتيل بينهم 13500 طفل، حسب اخر حصيلة قدمها المرصد السوري لحقوق الانسان في شباط الماضي.
ويقول زميله الطبيب حاتم مدير مستشفى للاطفال في حلب «كان معاذ اكفأ اطباء الاطفال في المدينة والطبيب الأروع في المستشفى».
واضاف في كلمة له عن زميله معاذ نشرت في موقع «الحملة السورية» «كان ودودا وانسانيا وشجاعا وقادرا على اطلاق النكات بين افراد فريقه حتى في اصعب الاوقات».
ويتحدر الطبيب معاذ من حلب نفسها وكان يعمل خلال النهار في مستشفى الاطفال وليلا في قسم الطوارئ في مستشفى القدس.
وقد غادرت عائلته الى تركيا، وكان من المفترض ان يقوم بزيارتها خلال الايام القليلة المقبلة لو لم تخطفه الغارة الجوية التي ضربت المستشفى.
وعندما تصاعدت وتيرة القصف خلال الايام التي سبقت اصابة المستشفى، قام مع اعضاء الفريق الاخرين بإنزال حاضنات الاطفال الرضع الى الطابق الارضي ظنا منهم انهم قد يكونون بمكان اكثر امانا.
تقول ميريلا حديب المتحدثة باسم مكتب منظمة اطباء بلا حدود في بيروت الذي يقدم الدعم المالي لمستشفى القدس، ان الطبيب معاذ كان «مندفعا جدا واختار المجازفة بحياته لمساعدة سكان حلب».
واضافت «مستشفى القدس هو المستشفى الرئيسي للاطفال، وكان معاذ يعمل فيه منذ سنوات طويلة» معتبرة ان «خسارته لا تعوض».
وفي الإطار، نفسه قالت ميسكيلدا زنكادا رئيسة بعثة منظمة اطباء بلا حدود في سوريا في اتصال هاتفي معها في مدينة كيليس التركية ان مقتل الطبيب معاذ «مأساة».
واضافت «لم يبق سوى ما بين 70 و80 طبيبا للاهتمام بـ250 الف شخص لا يزالون يعيشون في القسم الشرقي من المدينة، لأن 95٪ من الاطباء غادروا او قتلوا». وتزداد الظروف المعيشية صعوبة يوما بعد يوم في المدينة حسب زنكادا التي قالت ايضا «ان وضع الذين لا يزالون في حلب هو الاكثر هشاشة لانهم لا يملكون ما يكفي من المال للنزوح».
ووصف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بـ«غير المبرر» القصف الذي استهدف مستشفى القدس.
والمعروف ان القانون الدولي يمنع بشكل قاطع استهداف المستشفيات في الاعمال الحربية. وفي رسالة نشرتها منظمة «كراسيس اكشن» وجه اطباء حلب نداء.
 وقالوا «قريبا، لن يكون هناك المزيد في العاملين في مجال الصحة في حلب. لمن سيتوجه المدنيون» الذين هم بحاجة الى رعاية؟
ووفقا لهم، فان 730 طبيبا قتلوا في سوريا منذ خمس سنوات. واضافوا «مستشفياتنا تقترب من الانهيار» بسبب الضربات التي ادت في بعض الايام الى سقوط «نحو اربعة قتلى وأكثر من خمسين جريحا في كل ساعة».
وتابعوا ان «النساء والأطفال وكبار السن في حلب يدفعون ثمن فشل التزام الولايات المتحدة وروسيا» في الحفاظ على الهدنة.
من جهتها، عبرت يونيسيف ومنظمة الصحة العالمية عن «الغضب حيال وتيرة الهجمات ضد المنشآت الصحية في سوريا والعاملين فيها».
واوضحتا في بيان انه بالاضافة الى طبيب الاسنان وطبيب الاطفال اللذين قتلا في مستشفى القدس، فقد قضى طبيب نسائي يعمل في عيادة لليونيسيف في قصف بقذائف الهاون في الايام الاخيرة.
روسيا: النُصرَة قصفت قنصليتنا في حلب
اللواء.. (ا.ف.ب)
أعلنت وزارة الخارجية الروسية، امس سقوط قذائف هاون على القنصلية الروسية في حلب الخميس من دون إصابات، في حين تتعرض ثاني مدن سوريا إلى غارات يشنها النظام، بدعم من موسكو وفقاً لبعض المصادر.
وذكرت الوزارة في بيان أن «قصفاً بالهاون استهدف مبنى القنصلية العامة لروسيا في حلب في 28 نيسان حوالي الساعة 15:00 بتوقيت موسكو (12.00) تغ». وتابعت أن «قذيفة سقطت في حرم القنصلية وثلاثاً خارج السياج. لم يكن هناك قتلى أو جرحى».
وقد علقت القنصلية عملياتها في كانون الثاني 2013، مشيرة إلى أن الموظفين «السوريين فقط يعملون هناك»، وفق البيان. وفقاً لمعلوماتنا، فإن الهجوم على القنصلية العامة كان متعمداً نفذه ناشطون من جبهة النصرة وفصائل حليفة لها التي أصبحت نشطة على نحو متزايد حول حلب». وأضاف البيان: «ندين بشدة هذا الهجوم الإرهابي»، داعياً إلى «الاحترام الكامل لوقف إطلاق النار».
 
 
انهاء سبعة لقاءات غير مباشرة والاعلان عن مفاوضات جديدة
لا جديد في تقرير دي ميستورا لمجلس الأمن حول سوريا
إيلاف...بهية مارديني
أكد المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا في تقريره لمجلس الأمن الدولي أن جدول أعمال الجولات المقبلة من المفاوضات في جنيف الرامية الى ايجاد حل سياسي في سوريا، "سيشمل مناقشة كيفية ممارسة الحكم للسلطة خلال المرحلة الانتقالية، وصلاحيات الرئاسة، والصلاحيات التنفيذية، والرقابة على المؤسسات الحكومية والأمنية والاستراتيجية، والهيئات المشتركة وآليات التنسيق لمكافحة الإرهاب وكيفية إنشاء بيئة محايدة تكفل السلامة للجميع".
وأشار المبعوث الأممي الى أن المفاوضات المقبلة بين وفدي المعارضة والنظام السوري ستبقى غير مباشرة.
وأوضح أنه عقد في جولة المفاوضات الأخيرة سبعة لقاءات رسمية غير مباشرة، عرض خلالها وفد النظام "رؤيته للانتقال السياسي وآلية الحكم التي تفضي بالنهاية إلى دستور جديد لسوريا".
وفي حديث لـ"إيلاف"، اعتبر لؤي حسين القيادي في تيار بناء الدولة، والذي انسحب مرارًا من الهيئة العليا للمفاوضات رغم مشاركته في مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، حول هل يمكن الحديث عن مستقلين اليوم، فيما يتحدث دي ميستورا عن حكومة مثالثة ما بينهم وبين الموالاة والمعارضة "خمس سنوات من عمل مأجور لأطراف خارجية، لقد قلت مراراً في مطلع 2012 أن كل الضحايا والخسائر التي ستقع تاليًا ستكون مجانية، ولن يكون لها أي ثمن سياسي، وسنعود جميعنا للجلوس إلى طاولة مفاوضات لنقوم بتسوية تعتمد قاعدة لا غالب ولا مغلوب"، مؤكدًا أن "هذا لأن الوضع السوري تدوّل من ذاك الحين".
وتوقع حسين" أن المعارضة ستعود الى طاولة المفاوضات ومن الممكن بعد ذلك أن ينسحبوا مرات أخرى قادمة، ومن ثم يعودون "، لكنه أشار الى أنه " باعتبار الطرفين ليست لديهما رغبة بالوصول إلى تسوية فسيسعيان دائما لعرقلة المفاوضات، خاصة طرف المعارضة، فهو إضافة الى عدم رغبته بإنهاء الأزمة فإنه ضعيف الأداء جدًا، لهذا سيتعثر أمام كل مرحلة، والآن هو مربك من الكلام الذي قاله الأسد لوكالات الأنباء الروسية عن استعداده لانتخابات مبكرة وللمشاركة في سلطة انتقالية مع المعارضة والمستقلين"، حسب تعبيره.
وكان وفد النظام السوري لا يزال مصرّاً على موقفه الرافض لمطلب المعارضة السورية في تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، والاستعاضة عنها بتشكيل "حكومة وحدة وطنية موسعة" تضمن بقاء الأسد في السلطة.
وأوضح دي ميستورا في تقريره أنه أجرى ثلاثة لقاءات رسمية غير مباشرة مع وفد المعارضة ممثلاً بـ"الهيئة العليا للمفاوضات"، لافتًا الى أنه "قدّم رؤيته المتمثلة بإنشاء هيئة حكم انتقالية تتمتع بكامل السلطات التنفيذية والتشريعية خلال الفترة الانتقالية".، ونقل أنه قام بعقد أربع جلسات تقنية بعد أن قرر "وفد الهيئة" تأجيل مشاركته بالمفاوضات.
فيما طالب وفد المعارضة بتأجيل المفاوضات جراء سياسات نظام الأسد، واستمراره بقصف المدنيين السوريين، وحصارهم، وتجويعهم، فضلاً عن استثمار النظام للمفاوضات والمضي بعمليات عسكرية كبيرة ضد مناطق المعارضة.
وتحدث التقرير عن مشاورات جرت بين المبعوث الأممي ومجموعتي موسكو والقاهرة، فضلاً عن لقاءات مع خبراء المجلس الاستشاري النسائي وممثلي المجتمع المدني، ووفد من مجموعة معارضة يُطلق عليها تسمية (مجموعة قاعدة حميميم العسكرية) المدعومة من النظام وموسكو، والذي يقال عنه في الكواليس" القائمة الايرانية".
وأشار التقرير إلى أن المحادثات "لا تزال تتأثر بالأوضاع على الأرض داخل سوريا، ويشمل ذلك على وجه الخصوص تصاعد حدة العنف والتحديات التي يواجهها وقف الأعمال العدائية على المستوى الوطني وضرورة تحقيق المزيد من التقدم الفعلي، ولكن المحدود الذي حدث حتى الآن في مجال إيصال المساعدات الإنسانية"، لكنّ التقرير قد اعتبر بأن "جدول أعمال الانتقال السياسي قد حظي الآن بقبول المشاركين جميعاً، فقد أبدوا استعدادهم لمناقشة عملية الانتقال السياسي والحكم خلال هذه الجولة".
 
 
 
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,830,090

عدد الزوار: 6,967,787

المتواجدون الآن: 64