أخبار لبنان..خيبة فرنسية مفتوحة على إجراءات..ورفض إسرائيلي لمقترحات التهدئة..لودريان أمام البحث عن بدائل توقف التمديد للفراغ الرئاسي في لبنان..ما خطة الاتفاق الحدودي بين إسرائيل ولبنان التي يريد مستشار بايدن طرحها؟..إسرائيل تضع قواعدها في الشمال بحالة تأهّب..إسرائيل تتجاهل مقترحات فرنسية لخفض التصعيد مع «حزب الله»..

تاريخ الإضافة الجمعة 31 أيار 2024 - 4:29 ص    عدد الزيارات 296    التعليقات 0    القسم محلية

        


خيبة فرنسية مفتوحة على إجراءات..ورفض إسرائيلي لمقترحات التهدئة..

«نكايات سياسية» بعد مغادرة لودريان..وكهرباء بعلبك بعهدة الجيش..

اللواء....مع مغادرة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان بيروت، في طريق العودة الى بلاده، خالي الوفاض، على جبهتي طرفي الأزمة، الثنائي الشيعي الذي يتمسك بالحوار او التشاور على طريقته، وعدم القبول بالمرشح الثالث، والفريق المسيحي، المتفق فقط على رفض المرشح سليمان فرنجية، وهو بين متنصل من الاتصالات الجارية وفريق آخر يرفض رعاية الرئيس نبيه بري للحوار او حتى التشاور، على حد تعبير الاوساط القريبة من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. ومع هذه النتيجة، وصلت مهمة لودريان الى الحائط المسدود، فحسب مصدر مقرَّب من الوسيط، فكل فريق متشبث بمواقفه، مما حمل الموفد الفرنسي الى تحذير مَنْ التقاهم: «مع استمرار الشرخ، الازمة مرشحة لان تطول، ووجود لبنان السياسي بخطر». واعتبرت مصادر سياسية ان مغادرة لودريان للبنان بعد سلسلة اللقاءات التي عقدها مع المسؤولين والسياسيين على اختلافهم، للتباحث في كيفية ايجاد حل لأزمة الانتخابات الرئاسية، من دون الإدلاء بأي تصريح او بيان عن السفارة الفرنسية يلخص ولو بكلمات معدودة، كما درجت العادة عليه، نتائج زيارته ولقاءاته، يؤشر بوضوح إلى النتائج غير المرجوة منها، وأن مواقف الاطراف على حالها من الانقسام، والابواب ما تزال موصدة امام اجراء الانتخابات الرئاسية. إذاً، انطوت صفحة مهمة لودريان، بانتظار مسار ردة الفعل، في قمة النورماندي في السادس من حزيران المقبل، حيث سيبحث الرئيس ايمانويل ماكرون ما حدث مع موفده مع الرئيس الاميركي جو بايدن، وكلاهما من رؤساء الدول المشاركة في اللجنة الخماسية الدولية- العربية، حول ملف الرئاسة في لبنان. ونُقل عن الرئيس نبيه بري انه على استعداد للدعوة الى التشاور وفق آلية مقبولة اذا قررت الكتل الرافضة المشاركة، واذا لم تقبل فلا مشكلة، فالأمور على حالها. وفي المعلومات التي نقلت عن بري انه كان وعد اللجنة الخماسية بالتنازل عن ترؤس الحوار او التشاور، وترك الامر لنائبه الياس بوصعب، لكن سلبية رئيس حزب القوات سمير جعجع، برفض الحوار اعادت بري الى قواعده واصراره على ترؤس الجلسات.

الرهان المسيحي على بكركي

وفي الملف الرئاسي، مسيحياً، يجد رؤساء الاحزاب المسيحية المناهضة لانتخاب النائب السابق سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، في الوثيقة المشتركة التي اسفرت عنها اجتماعات بكركي، والتي ستعلن بدءاً من الاسبوع المقبل،غطاءً للرفض قبل بيان مجلس المطارنة او بعده. وبعد ان اعتذر عن الاجتماع مع الموفد الفرنسي (بذريعة السفر) استقبل امس رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل السفير الفرنسي في لبنان هيرفه ماغرو، وجرى الاستفسار عن سبب مقاطعة التيار لمهمة لودريان التي ا نتهت امس بالنتائج المعروفة. تتحدث بعض المعلومات عن منحى لبحث عقوبات، مع العلم ان طرفي الازمة لا يرغبان في التفاهم، حتى على لقاء بينهما او على مستوى الكتل.

مجلس المفتين: للخروج من المأزق الرئاسي

وحث مجس المفتين، الذي اجتمع برئاسة المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان المسؤولين في الدولة الى الاحتكام الى الضمير الوطني والمصالح الوطنية العليا، معتبرا ان أسوأ ما في تعطيل انتخاب رئيس للدولة يمثل بمعالجة التعطيل بالتعطيل، معرباً عن قلقه من تعثر محاولات التوافق الوطني. وأعرب المجلس عن أمله في ان تستمر دول الخماسية، ودعا الى عقد جلسة او جلسات متوالية للحوار والتشاور للخروج من المأزق الدستوري وانتخاب رئيس للجمهورية.

اضطراب داخلي

واذا خلت المساعي لانهاء الفراغ الرئاسي من اي مبادرة حاليا، بقيت الانظار مشدودة الى الوضع المتفاقم في الجنوب، مع الاشارة الى اضطراب في الاداء الوزاري والنقابي الداخلي، في ضوء السجال بين وزيري الطاقة والاقتصاد في حكومة تصريف الاعمال، واعتراض فريق من السائقين العموميين على تعرفة النقل التي توصل اليها وزير الاشغال علي حمية مع نقابات اخرى.

تحرك المودعين

وما إن غادرت بعثة صندوق النقد الدولي، حتى تحرك المودعون، ونظمت جمعية صرخة المودعين، وفقة احتجاجية امام مكتب البعثة لايصال صوت المودعين، واعتراضهم على شطب الودائع.. ثم انتقل هؤلاء الى منزل الوزير السابق نقولا نحاس، بوصفه مهندساً في الملف المتعلق بالمودعين للاعتراض على خطة شطب الودائع او تقسيمها الى مؤهلة وغير مؤهلة، كما هاجم المودعون «بنك سرادار» في الاشرفية متوعدين بتحطيمه في المرة المقبلة. بالمقابل، اتخذت غرفة التجارة في بيروت بالتنسيق مع وزارة المال، اجراءات لإطلاق التسويق المعفى من الضريبة.

فياض: لا معمل ولا هبة

كهربائياً، خرج وزير الطاقة والمياه وليد فياض عن صمته ازاء ما كشفه وزير الاقتصاد امين سلام عن عرض قطري لبناء 3 محطات للكهرباء، من دون اية تكلفة، وان العرض نام في الادراج. وقال فياض في مؤتمر صحفي انه يرفض المزايدة علينا من الجميع، وانه مهتم بزيادة التغذية الكهربائية من الطاقة الشمسية. واضاف فياض: ما عرضه الجانب القطري معمل واحد للكهرباء، وليس ثلاثة، وبسعة 100 ميغاواط،وليس 150 ميغاواط، وهو عبارة عن عرض على طريق BOT اي عقد شركة بين القطاع العام والخاص يسمح للقطاع الخاص بالاستثمار لمدة 25 سنة لشركة كهرباء لبنان، ولس هبة او بكلفة صفر فلا شيء مجانياً، والمعمل يحتاج الى ارض مساحتها مليون متر لبنائه.. كاشفا عن لجنة لدراسة وتنفيذ هذا المشروع الحيوي، لجهة المتطلبات القانونية والتمويلية. وطار الوزير فياض، على نحو مفاجئ الى بعلبك لتسليم الجيش اللبنانية مهمة تحويل الكهرباء في المناطق البقاعية، بعد تزايد الشكاوى من موظفي الشركة المكلفة، بعد تهديد مطلوبين للعدالة الموظفين لتحويل الكهرباء الى اماكن عائدة لهم.

خلاف على تعرفة النقل

وفي مجال حياتي آخر، اعترض سائقو السيارات العمومية على تعرفة اجرة السيارات العمومية، ونفذوا اعتصاماً عند تقاطع الصيفي - الجميزة، مطالبين بلجنة لاعادة النظر بالتعرفة، التي اعتبروها مجحفة بحقهم، وتشكيل لجنة لدراستها. بالمقابل، اشاد بسام طليس رئيس اتحاد نقابات النقل الذي بما وصفه «انجاز تحديد التعرفة من قبل وزارة الاشغال». وكان وزير الاشغال علي حمية اعلن التوصل الى تعرفة موحدة التسعيرة في كل المناطق ولجميع المركبات.

إسرائيل لا تجيب على الاقترحات الفرنسية

جنوباً، قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان ان فرنسا تقدمت بمقترحات مكتوبة للجانبين اللبناني والاسرائيلي تتضمن:

1 - انسحاب حزب الله مسافة عشرة كيلومترات من الحدود مع اسرائيل.

2 - مقابل ذلك، توقف اسرائيل غاراتها على جنوب لبنان.

وحسب المتحدث، فإن اسرائيل لم ترد على المقترحات الفرنسية، في حين نقل عن مصدر فرنسي، ان الجانب اللبناني ابدى سلاسة وايجابية على هذا الصعيد.

الوضع الميداني

ميدانياً، استهدفت المقاومة الاسلامية ثكنة زرعيت بقذائف المدفعية، وادت الغارة الاسرائيلية على محل تجاري وسط بلدة حولا الى سقوط عدد من الجرحى، كما استهدفت مروحية الاحتلال بلدة علما الشعب. واعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت، ان جيشه سيواصل استهداف حزب الله عند الحدود وفي العمق. واسقط نظام القبة الحديدية عن طريق الخطأ طائرة بدون طيارمن طراز «سكاي رايدر SkiRider» تابعة له في مستعمرة شلومي مقابل الحدود اللبنانية - الاسرائيلية.

لودريان أمام البحث عن بدائل توقف التمديد للفراغ الرئاسي في لبنان

أكد تكامله مع «الخماسية» وحذّر من إدارة الظهر لدولها

الشرق الاوسط..بيروت: محمد شقير.. أنهى الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان زيارته السادسة إلى لبنان، من دون أن يتمكن من تحقيق اختراق يمكن التأسيس عليه لإخراج انتخاب رئيس للجمهورية من التأزم، على مشارف انقضاء عام على تعذّر عقد البرلمان الجلسات المخصصة لانتخاب الرئيس، في ظل تخبط الكتل النيابية في انقسام حاد يحول دون فتح نافذة في جدار الأزمة الرئاسية. ومع أن لودريان تحدث بإيجابية عن الأجواء التي سادت اجتماعه برئيس المجلس النيابي نبيه بري، بموافقته على استبدال دعوته للحوار بالتشاور، فإن تفاصيل التشاور بقيت عالقة على خلفية تعذّر التوافق على الآلية الواجب اتباعها لوضعه على نار حامية، خصوصاً وأن التشاور، من وجهة نظر مصدر بارز في حزب «القوات اللبنانية»، ما هو إلا الوجه الآخر للحوار الذي يصرّ بري على رعايته، ويتعارض مع المنطوق الدستوري الذي ينص على الدعوة لجلسة مفتوحة بدورات متتالية إلى حين انتخاب الرئيس، وهذا ما يضع لودريان أمام البحث عن بدائل لوقف التمديد للفراغ الرئاسي.

تحذيرات لودريان

وعلى رغم أن لودريان أطلق مجموعة من التحذيرات في لقاءاته برؤساء الكتل النيابية، في محاولة لدفعها للتلاقي في منتصف الطريق لتسهيل انتخاب الرئيس، بدعم ومساندة من سفراء اللجنة «الخماسية»، فإن تحذيراته، كما يقول مصدر سياسي بارز مواكب للقاءاته لـ«الشرق الأوسط»، لم تلقَ التجاوب المطلوب، ولم يؤخذ بها كما يجب، وإن كان ركّز في معظم اجتماعاته على أن الحل للمعضلة الرئاسية يكمن في ترجيح الخيار الرئاسي الثالث، في مقابل تمسك الثنائي الشيعي بدعم ترشيح رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية؛ وذلك بالتناغم مع جزم الأخير، أي فرنجية، كما أبلغ لودريان، بأنه ماضٍ في ترشحه حتى لو بقي وحيداً. وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» أن لودريان، عندما تحدث عن الخيار الرئاسي الثالث، لم يأتِ على ذكر دعوته لفرنجية ومنافسه الوزير السابق جهاد أزعور إلى الانسحاب من السباق الرئاسي، كما أنه لم تُعرف الدوافع التي أملت عليه استثناء النواب المنتمين إلى «قوى التغيير» من لقاءاته، في حين عزت السفارة الفرنسية السبب إلى أن لقاءاته اقتصرت على الكتل التي تضم أربعة نواب فما فوق. وكشف المصدر السياسي، أن لودريان أطلق مجموعة من التحذيرات ركز فيها على أن هناك فرصة تجب الإفادة منها لانتخاب الرئيس قبل حلول فصل الصيف، لئلا يطول أمد الفراغ الرئاسي لسنة أو أكثر، وهذا يعني أن لبنان السياسي سينتهي ولن يبقى منه سوى لبنان الجغرافي، أي «أرض بلا دولة».

لا منافسة مع «الخماسية»

وشدد لودريان، بحسب المصدر نفسه، على أن الأزمة اللبنانية ستُدرج على جدول أعمال القمة بين الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون، والأميركي جو بايدن، التي تُعقد في باريس في السادس من شهر يونيو (حزيران) المقبل، وقال إن هناك ضرورة إلى تمرير رسالة سياسية إليهما من قِبل الكتل النيابية، تنم عن رغبتها بالتلاقي بانتخاب رئيس للجمهورية، لما سيكون لها من صدى إيجابي يترتب عليه توفير الدعم للبنان للانتقال إلى مرحلة التعافي، ورأى أن مقاربته للملف الرئاسي هذه المرة تأتي بالتزامن مع انعقاد القمة للتأكد من مدى استعداد هذه الكتل لتبادل التسهيلات لوقف تعطيل انتخاب الرئيس. ولفت لودريان إلى أن مهمته هذه تتكامل مع الدور الذي يقوم به سفراء «الخماسية»، وقال إنه لا صحة لما يشاع، من حين لآخر، بأنه يدخل في مبارزة معهم، وأن تكليفه بهذه المهمة من قبل الرئيس ماكرون لا يعني الالتفاف على دور السفراء، بمقدار ما أنه يشكّل دافعاً لتسهيل انتخاب الرئيس. وأكد لودريان، كما يقول المصدر السياسي، أنه استبق زيارته للبنان بالتواصل مع كبار المسؤولين في الدول الأعضاء في «الخماسية»، وتداول معهم ما آلت إليه المشاورات، أكانت دولية أو إقليمية، لحث النواب على إنجاز الاستحقاق الرئاسي اليوم قبل الغد؛ لأن لا مصلحة للبنان بإدراجه على لائحة الانتظار، وسأل: ما الجدوى من عدم التجاوب مع دول «الخماسية» بتسهيل انتخاب الرئيس، خصوصاً أن لهذه الدول ثقلاً سياسياً يتجاوز الإقليم إلى المجتمع الدولي، ولا يمكن إدارة الظهر لها أو الاستخفاف بها؟

دور لجنبلاط الأب والابن

لكن الجديد في زيارة لودريان يكمن في أمرين: الأول يتعلق، كما يقول المصدر السياسي، في حثه الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، ونجله تيمور، رئيس «اللقاء الديمقراطي»، على ضرورة تكثيف اتصالاتهما برؤساء الكتل النيابية لإنهاء الشغور، كونهما يتموضعان في منتصف الطريق بين محور الممانعة والمعارضة، ولديهما القدرة على التواصل. وعلمت «الشرق الأوسط» أن جنبلاط (الأب والابن) أبديا استعدادهما للتجاوب مع رغبة لودريان للقيام بمروحة من الاتصالات، إنما على قاعدة ترجيح الخيار الرئاسي الثالث. وتردد أن لودريان أبدى رغبة مماثلة عندما التقى كتلتي «الاعتدال» و«لبنان الجديد»، وطلب من الأولى أن تعاود تواصلها بالكتل النيابية استكمالاً لمبادرتها التي كانت أطلقتها لتسهيل انتخاب الرئيس.

إيجابية حيال موقف بري ورعد

وعلى رغم أن لودريان تجنب الدخول في أسماء المرشحين أو في تكرار الأسئلة التي كان طرحها على النواب في زيارته السابقة، والمتعلقة بالمواصفات التي يجب أن يتمتع بها الرئيس، فإنه أبدى إيجابية حيال الموقف الجامع للرئيس بري ورئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» محمد رعد، وخلاصته عدم ربطهما انتخاب الرئيس بالوضع في الجنوب، مع تمسكهما بدعم فرنجية. فـ«حزب الله»، بلسان النائب رعد، جدّد تأكيده أن الرئيس بري هو من يدعو إلى الحوار ويرعاه، وأن فصل الرئاسة عن الوضع المشتعل في الجنوب لا يعني امتناع الحزب عن مساندة «حماس» والاستعداد للدخول في مفاوضات لإعادة الهدوء إلى الجنوب بتطبيق القرار 1701 ما لم توقف إسرائيل النار على الجبهة الغزاوية، مع أن لودريان نأى بنفسه عن التطرق إلى تصاعد المواجهة جنوباً؛ لأن الوسيط الأميركي أموس هوكستين هو من يتولى ملف الجنوب، وبالتالي فإنه ليس في وارد الدخول معه في منافسة. ويبقى السؤال: كيف سيتصرف سفراء «الخماسية» من الآن وصاعداً؟ وهل من رد فعل أميركي - فرنسي على المراوحة التي اصطدم بها لودريان لإخراج انتخاب الرئيس من التأزم؟ أم أن باريس وواشنطن تفضّلان أن يأتي الرد من ممثلي الدول الأعضاء في «الخماسية»؟

مُسيّرات حزب الله «تصطاد» الجنود

الأخبار.. يفرض الإرباك الذي أحدثته المقاومة على «الجبهة الشمالية» نفسه على المشهد السياسي والإعلامي الإسرائيلي بالتساوي مع العدوان على غزة وملف الأسرى، فيما اتهمت وسائل الإعلام العبرية المتحدث باسم جيش الاحتلال بأنه «يخفي الحقيقة على الحدود الشمالية»، مشيرة إلى أن حزب الله يركز على الطائرات الانتحارية المُسيّرة التي «تصطاد» جنود قوات الاحتلال على طول الحدود، فـ«كل يوم هناك طائرات من دون طيار تدخل إلى المنطقة الشمالية في إسرائيل، وتلتقط الصور وتعود، وبعد بضعة أيام تضرب الطائرات الانتحارية».وأشار المراسل العسكري لموقع «والاه» العبري إلى أن «أجساماً مشبوهة تحلّق عند الحدود الشمالية، واحداً تلو الآخر، متسائلاً: «أين القوة الجوية؟ أين المخابرات؟ أين الجيش الإسرائيلي؟». فيما أشارت قناة كان العبرية إلى أن الجيش الإسرائيلي اعترض أمس طائرة من دون طيار تابعة له عن طريق الخطأ قرب شلومي في الجليل الغربي، ما أدى إلى نشوب حريق في المنطقة جراء سقوط الشظايا. ونقلت وسائل إعلام عبرية مشاهد الدمار في المستوطنات الشمالية، فأشارت صحيفة «إسرائيل اليوم» إلى أنه عند «مدخل أفيفيم في الجليل الغربي، هناك ثلاث سيارات محترقة، وعلى مسافة غير بعيدة وُضعت لافتة مكتوبٌ عليها: خطر، أمامكم محور». ونقلت الصحيفة عن رئيس مستوطنة أفيفيم قوله: «أصعب شيء بالنسبة إلي هو رؤية التهجير هنا، إنه أمر يؤلمني حقاً، لنفترض أنه سيكون من الممكن العودة إلى أفيفيم غداً، لن تتمكن 20 عائلة من ذلك، لأن ليس لديهم مكان يعودون إليه». وفي إطار تأثير الوضع المتأزّم شمالاً على حكومة الاحتلال، وما ينتجه ذلك من صراعات بين أعضائها، قال عضو الكنيست الإسرائيلي يوليه ملينوبسكي: «نحن كما يبدو لا يجب أن نسأل رؤساء دولتنا، لا رئيس الحكومة ولا غيره، عن مستقبلنا في الشمال، وهل سنفتح عاماً دراسياً أم لا، بل يجب علينا أن نسأل شخصاً واحداً هو الأمين العام لحزب الله (السيد) حسن نصرالله، ولنتقدم بالسؤال مباشرة له». في الأثناء، واصل حزب الله عملياته على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، فاستهدف انتشاراً ‏لجنود العدو في محيط موقع عداثر، وآخر في محيط موقع جل العلام، وموقعَي الرمثا ‏في تلال كفرشوبا، وزبدين في مزارع شبعا، وثكنة ‏زرعيت، ومبنى يستخدمه ‏جنود العدو في مستعمرة المنارة. ونعى حزب الله الشهيدين سامر كامل ياسين وحسين محمد عطوي من بلدة حولا في جنوب لبنان. ‏

ما خطة الاتفاق الحدودي بين إسرائيل ولبنان التي يريد مستشار بايدن طرحها؟

واشنطن: «الشرق الأوسط».. قال مستشار كبير للرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الخميس، إن اتفاقاً للحدود البرية بين إسرائيل ولبنان يتم تنفيذه على مراحل قد يخفف من الصراع المحتدم والدامي بين البلدين. أثارت الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» اللبنانية القلق بشأن اتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط. ويتبادل الطرفان القصف الصاروخي والغارات الجوية منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وقال كبير المستشارين لشؤون الطاقة والاستثمار، آموس هوكستين، في مقابلة مع مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: «لا أتوقع السلام... السلام الدائم... بين (حزب الله) وإسرائيل». وأضاف، وفقاً لوكالة «رويترز»: «لكن إذا تمكنا من التوصل إلى مجموعة من التفاهمات... والتخلص من بعض الدوافع للصراع، وإقامة حدود معترف بها لأول مرة على الإطلاق بين البلدين، فأعتقد أن ذلك سيقطع شوطاً طويلاً». توسط هوكستين في اتفاقية الحدود البحرية الإسرائيلية اللبنانية في أواخر 2022، بعد عامين من المحادثات، التي فتحت الطريق أمام البلدين لتنمية موارد الغاز الطبيعي وموارد أخرى في المنطقة. ويعمل هوكستين على ترسيم الحدود البرية بين البلدين، وهو ما يمكن أن يكون على عدة مراحل.

المرحلة الأولى

وقال هوكستين إن البداية ستكون السماح لسكان المجتمعات الشمالية في إسرائيل بالعودة إلى منازلهم ولسكان المجتمعات الجنوبية في لبنان بالعودة إلى منازلهم. وأضاف أن جزءاً من ذلك سيتطلب تعزيز القوات المسلحة اللبنانية، بما في ذلك التجنيد وتدريب وتجهيز القوات، دون أن يوضح كيف سيتم ذلك.

المرحلة الثانية

أما المرحلة الثانية فستشمل حزمة اقتصادية للبنان «والتأكد من أن المجتمع الدولي يظهر للشعب اللبناني أننا نستثمر فيه». وأوضح أن شبكة الكهرباء في لبنان، على سبيل المثال، تعمل لبضع ساعات فقط في اليوم، ما يلحق ضرراً جسيماً باقتصادها. وقال هوكستين: «لدينا حل لذلك، لقد وضعنا حزمة يمكن أن تخلق حلاً من شأنه أن يوفر لهم الكهرباء لمدة 12 ساعة في فترة زمنية قصيرة».

المرحلة الثالثة

ولفت النظر إلى أن المرحلة الأخيرة ستكون اتفاق الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل. وقال إنه إذا استقر الوضع السياسي والاقتصادي في لبنان، فقد يساعد ذلك في تقليص نفوذ إيران هناك. وأكد هوكستين أن «قدرة القوى الخارجية على التأثير على لبنان، مهما كانت العواقب، سوف تتضاءل بشكل كبير».

إسرائيل تضع قواعدها في الشمال بحالة تأهّب

تبادل لرسائل أمنية وعسكرية مع «حزب الله»

بيروت: «الشرق الأوسط».. وضعت إسرائيل قواعدها العسكرية في الشمال في حالة تأهب، غداة زيارات لافتة على مدى يومين لقيادتها السياسية والعسكرية إلى الشمال، والإجراءات الأمنية التي اتخذتها في المستوطنات الحدودية مع لبنان التي تتعرض لقصف من قبل «حزب الله». وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الجيش «وضع قواعد عسكرية في الشمال في حالة تأهب تحسباً لتلقي ضربات والدخول إلى المناطق المحصنة»، وذلك بموازاة إعلانه عن «إسقاط صاروخ (كروز) في الجولان قادم من الشرق»، و«اعتراض القبة الحديدية لهدف جوي مشبوه عبر من لبنان». وتحولت المنطقة على ضفتي الحدود إلى منطقة شبه عسكرية، حيث تقلص عدد المدنيين على الشريط الحدودي من الجهتين، إلى الحدود القصوى، إذ تقول وسائل إعلام إسرائيلية إن المدنيين تم إجلاؤهم من عمق يناهز الخمسة كيلومترات، في مقابل تأكيدات لبنانية بأن القسم الأكبر من سكان المنطقة الحدودية أخلى منازله. وأتاح ذلك للطرفين تبادل النيران على نطاق واسع، ومن ضمنه السلاح الثقيل.

تحول عسكري

على الضفة الإسرائيلية، استخدم الجيش في الأيام الماضية المدفعية الثقيلة من عيار 240 مللم، حسبما قالت مصادر ميدانية في الجنوب، للمرة الأولى منذ بدء الحرب، إذ كانت المدفعية الإسرائيلية تطلق قذائف من عيار 155، أو من عيار 175 لقصف الأراضي اللبنانية. كما باتت الغارات الجوية أكثر عنفاً، وتؤدي إلى تدمير مربعات سكنية وعدة منازل دفعة واحدة، وذلك بشكل متكرر في الأسبوع الأخير، خلافاً لما كان الوضع عليه في الشهور الماضية. وأدخل الجيش الإسرائيلي أيضاً القنابل الارتجاجية الخارقة للتحصينات، خلال الأسابيع الماضية، التي يُسمع دويها والاهتزاز الناتج عنها على مسافة تصل إلى 50 كيلومتراً، حسبما يقول أهالي الجنوب في قضائي صيدا والنبطية. وعلى ضفة «حزب الله»، بات تركيزه في الفترة الأخيرة على استخدام الصواريخ المنحنية، وخصوصاً «الكاتيوشا» و«فلق» و«بركان»، التي تضاعف استخدامها في الشهر الأخير بمستويات كبيرة عما كان عليه الأمر في الشهور الماضية، وذلك في استهداف بلدات كبيرة مثل كريات شمونة، ومواقع عسكرية غير ملاصقة للحدود اللبنانية.

رسائل أمنية وسياسية

هذا التحول العسكري الميداني، دفع الطرفين لبث رسائل أمنية وسياسية متصلة بالحرب القائمة على الحدود. وعلى ضفة «حزب الله»، بث يوم الأربعاء تسجيلاً يظهر مقاتلين له يطلقون النار على موقع راميا العسكرية، من مسافة قريبة قال إنها «عشرات الأمتار»، وذلك في محاولة لإثبات وجوده في المنطقة الحدودية وعدم إخلائها. أما من الجهة الإسرائيلية، فقد عرض وزير الدفاع يوآف غالانت، الأربعاء، صوراً لقيادات من «حزب الله» قال إن الجيش اغتالهم، من ضمن 320 مقاتلاً وقيادياً من الحزب منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول)، وذلك في أعقاب جولة ميدانية على الحدود، وتوعد اللبنانيين «بدفع الثمن»، لافتاً في ختام زيارته لمقرات عسكرية تابعة للقيادة الشمالية إلى أن الجيش يقوم بعمليات دقيقة «سواء على خط التماس أو في عمق لبنان». وتنسحب تلك الرسائل الأمنية على رسائل عسكرية، تمثلت من جانب إسرائيل في ثلاث زيارات إلى الشمال خلال يومين، فإلى جانب غالانت، زار رئيس حكومة الحرب بنيامين نتنياهو المنطقة، كذلك زار الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ بلدة المطلة الحدودية الشمالية. في المقابل، كرر «حزب الله» موقفه الرافض لوقف الحرب، وأكَّد نائب رئيس مجلسه التنفيذي الشيخ علي دعموش أنَّ «جبهتنا في الجنوب مستمرة إسناداً لغزة، ولن تتوقف مهما بلغت التضحيات قبل توقف العدوان»، مشدداً على أن «المقاومة تحقق إنجازات في هذه الجبهة، وتكرس فيها المعادلات، التي أدت إلى تهجير أكثر من تسعين ألف مستوطن من شمال فلسطين المحتلة، وعطلت الحياة والمصالح والمصانع في هذه المنطقة، وكبدت، ولا تزال تكبد، العدو خسائر كبيرة».

قتيلان من «حزب الله» بعد غارات إسرائيلية على جنوب لبنان

بيروت: «الشرق الأوسط».. قال الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، إنه نفذ غارات على بلدات ومناطق في جنوب لبنان، في حين أعلن «حزب الله» اللبناني مقتل اثنين من عناصره. وأضاف الجيش الإسرائيلي، في بيان نقلته «وكالة أنباء العالم العربي»، أن سلاح الجو قصف مجمعين عسكريين لعناصر «حزب الله» في منطقتي الحولة ومارون الرأس في جنوب لبنان رداً على قصف مسلحي الحزب لمناطق في شمال إسرائيل، مشيراً إلى أنه استهدف عدة مواقع في جنوب لبنان «لإزالة تهديدات». وفي بيانين منفصلين، نعى «حزب الله» اثنين من مقاتليه وكلاهما ينحدر من بلدة حولا في جنوب لبنان. وتفجّر قصف متبادل شبه يومي عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي من ناحية و«حزب الله» وفصائل فلسطينية مسلحة في لبنان من جهة أخرى مع بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

إسرائيل تتجاهل مقترحات فرنسية لخفض التصعيد مع «حزب الله»

لبنان ردّ على الورقة

بيروت: «الشرق الأوسط».. تجاهلت إسرائيل المقترحات الفرنسية لخفض التصعيد على حدود لبنان الجنوبية؛ إذ لم تتلقَّ باريس أي رد من الحكومة الإسرائيلية، بعد نحو شهر على زيارة وزير الخارجية الفرنسية إلى بيروت، وتقديم المقترح للحكومة اللبنانية، وتلقيه الرد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان، الخميس، إن إسرائيل لم ترد بعد على مقترحات باريس لخفض التوتر بينها وبين «حزب الله». وقال لوموان في إفادة صحافية يومية: «تلقيناً رداً إيجابياً نسبياً من اللبنانيين لكنني أعتقد أننا لم نتلق أي رد من إسرائيل حتى الآن». وتتناول المقترحات المكتوبة أيضاً مشكلات الحدود المستمرة منذ فترة طويلة والتي نوقشت مع الشركاء، ومن بينهم الولايات المتحدة التي تبذل جهودها الخاصة لتخفيف التوترات وتمارس أكبر قدر من التأثير على إسرائيل. وتتمتع فرنسا بعلاقات تاريخية مع لبنان، وتقدمت بمقترحات مكتوبة للجانبين تتضمن انسحاب «حزب الله» مسافة عشرة كيلومترات من الحدود مع إسرائيل بينما توقف الأخيرة غاراتها على جنوب لبنان. وزار وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه لبنان وإسرائيل في أبريل (نيسان) الماضي، في إطار الجهود التي تبذلها فرنسا. كما زار وزير الخارجية الإسرائيلي باريس، في وقت سابق من هذا الشهر. وسافر وزير الخارجية اللبناني إلى باريس لإجراء محادثات، الأربعاء الماضي. وحمل سيجورنيه خلال زيارته إلى بيروت مقترحات لخفض التوتر، وترتيب حل نهائي للمنطقة الحدودية يضمن استقراراً طويل الأمد. وسلم لبنان رده الرسمي على الورقة الفرنسية عبر وزارة الخارجية، وتضمن الرد إطاراً عاماً يبدي فيه لبنان استعداده للتطبيق الفوري للقرار 1701 شرط التزام «إسرائيل» بتطبيق مندرجاته. وصعدت إسرائيل و«حزب الله» الضربات اليومية بينهما عبر الحدود خلال الشهور القليلة الماضية، بالتوازي مع حرب غزة. وأثار اتساع نطاق الضربات وتطورها مخاوف من نشوب صراع إقليمي أوسع. ويربط «حزب الله»، المدعوم من طهران والذي يمتلك ترسانة سلاح ضخمة، وقف استهدافه إسرائيل بوقف الأخيرة حربها في غزة. وتجدد هذا الموقف، الخميس، على لسان الوزير الأسبق محمد فنيش الذي قال في حفل تأبين: «شاركنا بوضوح (في معركة الجنوب) دون خشية من أحد بالتعبير عن انتصارنا للحق في مساندة أهلنا في غزة وفلسطين، وأيضاً مشاركتنا كانت إحباطاً لما يعده العدو من مخططات وتآمر، وهذا من حقنا وواجبنا الأخلاقي والإنساني والرسالي أن نكون مناصرين للحق ومدافعين عن المظلومين، ومساندين للذين أخرجوا من ديارهم بغير الحق، ومدافعين عن أمن وطننا ومستقبل بلدنا وبلداتنا»، وتابع: «لن يثنينا عن متابعة هذا الطريق أحد، لا وساطات ولا ضغوطات ولا تهديدات ولا إغراءات، وعليه، فإن المدخل الطبيعي والوحيد لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه، هو إيقاف العدوان في غزة، وأي كلام غير ذلك، لا مكان له في قاموس المقاومة». وجاء الحراك الفرنسي بموازاة حراك آخر على خط الانتخابات الرئاسية اللبنانية. وغادر الموفد الفرنسي جان إيف لودريان بيروت، الخميس، من دون أن تثمر جهوده في إقناع القوى السياسية على التوافق حول انتخاب رئيس للجمهورية. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» عن لودريان الذي التقى قوى سياسية رئيسية في لبنان، بينها «حزب الله»، القوة السياسية الأبرز في البلاد: «لم يحقق أي خرق يذكر» في الملف الرئاسي. وأضاف المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويته أن «كل فريق متشبّث بمواقفه»، ما دفع لودريان إلى تحذير المسؤولين الذين التقاهم من أن «وجود لبنان السياسي نفسه بخطر»، مع استمرار الشرخ في البلاد. وحذّر لودريان خلال لقاءاته في بيروت من «مخاطر إطالة أمد الأزمة»، وسط السياق الإقليمي المتوتر، وشدّد على «الضرورة الملحة لانتخاب رئيس للجمهورية من دون تأخير»، وفق المصدر الدبلوماسي.

ابتزاز مزدوج للنازحين واللبنانيين: قلة التمـويل الدولي ستقود إلى فوضى أمنية

الاخبار..ندى أيوب.. في الاستعراض السنوي للاحتياجات الإنسانية المتوقّعة في لبنان عام 2024، قدّرت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات العاملة معها أنّها ستحتاج إلى مليارين و700 مليون دولار لتمويل عمليات الاستجابة. إلا أنّه حتى أواخر آذار الفائت لم ترصد الجهات المانحة للبنان أكثر من 240 مليون دولار، تغطّي 10% فقط من حجم الاحتياجات بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA). يحيل ذلك، إلى فضيحة المليار يورو التي أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين مطلع أيار أن الاتحاد الأوروبي سيقدّمها للبنان على أربع سنوات، في وقت يدرك الاتحاد أن حجم الاحتياجات لهذا العام وحدَه يتخطى الملياري دولار. يأتي نقص التمويل غير المسبوق هذا، ليزيد الواقع تعقيداً بعد عام 2023 الذي شهد تراجعاً قياسياً على مستوى الاستجابة، بعدما رصد المانحون للبنان 700 مليون دولار، من أصل مجمل الاحتياجات التي قُدّرت بـ 3 مليارات و600 مليون. وفيما تحلّ الولايات المتحدة في مقدّم الدول التي قلّصت تمويلها للبنان، تُظهر الأرقام تصدّرها بين الجهات الداعمة لأوكرانيا منذ نشوب الحرب الروسية الأوكرانية، وحالياً للعدو الإسرائيلي في حربه على غزة. ويأكل الدعم الحربي والإغاثي الأميركي اللامحدود لكل من أوكرانيا وإسرائيل من حصّة 12 دولة تعاني أزمات اقتصادية، ولا تصل نسبة تمويل الاحتياجات فيها عبر وكالات الأمم المتحدة إلى 50%، من بينها لبنان. وبمعزل عن الأسباب الفعلية لتراجع التمويل الدولي والعربي لحاجات لبنان، ومن بينها إيواء النازحين السوريين، فان واقع المواجهة القائمة اليوم يتجاوز الحاجة إلى تمويل إعادتهم إلى بلادهم، إلى نقاش حول انعكاسات عدم توفير متطلبات الإيواء التي تتجاوز قدرة الحكومة والشعب اللبناني على حد سواء. والخطير في الأمر ان الجهات والمنظمات والجمعيات العاملة في حقل الإغاثة والإيواء التي تخشى على حصتها من التمويل، وبدل ان تهتم بتوجيه ما هو متوفر لديها الى قنوات الانفاق الصحيحة والضغط على المانحين لزيادة الدعم، تستخدم الصراعات والتوترات الامنية بطريقة مريبة، كالقول إن شرط الامن في مجتمعات وتجمعات النازحين رهن توفير التمويل لهم، وكأن السوريين عبارة عن مجرمين وُضعوا في سجون ترعاها الدول الكبرى، واذا لم تُؤمن للسجانين كلفة إيواء سجنائهم، ستحتل الفوضى المشهد...... أسباب مختلفة تفسّر أزمة تراجع التمويل لعمليات الاستجابة للاحتياجات الإنسانية والتنموية عالمياً، من بينها تداعيات «كورونا» والأزمات الاقتصادية لبعض الدول الغربية. غير أن الحرب الروسية - الأوكرانية أدّت إلى استفحال الأزمة، مع نزوح أعداد كبيرة من الأوكرانيين داخل أوكرانيا وإلى بلدان مجاورة، مجتذبين اهتمام العالم وأموال وكالاته وهيئاته وحكوماته لتغيث «اللاجئ الأبيض». وقفز التمويل لأوكرانيا التي كانت تحصل بين عامَي 2016 و2021 على 250 مليون دولار سنوياً مساعدات من هيئات الأمم المتحدة، إلى 4 مليارات و600 مليون دولار عام 2022، إضافة إلى تمويل المجهود الحربي الذي أنهك الحكومات الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة (خصّص الكونغرس حتى تشرين الثاني 2023، حوالي 113 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا عسكرياً، وفق صحيفة «واشنطن بوست»). وعليه، أخذت الفجوة بالاتساع بين احتياجات التمويل في معظم هيئات الأمم المتحدة والأموال المقدّمة من المانحين. ولم تثمر نداءات الأمم المتحدة المتكررة للمانحين إلا عن جولات متتالية من التخفيضات، ما ترك تداعيات وصفتها الأمم المتحدة نفسها بـ«الخطيرة على المحتاجين في 12 دولة تعاني من نقصٍ مزمن في التمويل»، من بينها لبنان الذي تراجع حجم التمويل المرصود له بـ 600 مليون دولار بين عامي 2022 و2023، من مليار و300 مليون دولار لبتّ 35% من احتياجات عام 2022، إلى 700 مليون دولار غطّت 26% من احتياجات عام 2023. بعدها، دخل التمويل مرحلة أكثر تأزماً مع انطلاق معركة «طوفان الأقصى»، وفتح واشنطن جسر دعمٍ لا محدود لإسرائيل، على صعيد الأسلحة والأموال والمساعدات الإغاثية. ورغم تراجع اهتمام الكونغرس بتمويل الحليف الأوكراني إلى أقل مستوى، إلا أنّ ذلك لا يغيّر من واقع أن إسرائيل وأوكرانيا تقضمان من حصّة التمويل الأميركي لبقية الدولة، وهو عادة التمويل الأكبر حجماً (إلى جانب الاتحاد الأوروبي) الذي تتلقاه هيئات الأمم المتحدة المعنية بالاستجابة للاحتياجات الإنسانية والتنموية.

الجهات المانحة تغطي 10% من احتياجات لبنان: 240 مليون دولار من 2,3 مليار

على صعيد لبنان، تُرجم ذلك، بتراجع التمويل الأميركي لبرامج المساعدة والدعم في لبنان من 243 مليون دولار عام 2023 إلى 23 مليون دولار حتى نهاية آذار 2024، أي من تغطية أميركية لـ 36.2% من احتياجات لبنان الإنسانية في عام 2023 إلى تغطية 9.7% فقط من احتياجات عام 2024. كما تراجع ما رصده جميع المانحين عبر الأمم المتحدة للبنان من 700 مليون دولار في عام 2023 إلى 240 مليون دولار في عام 2024 تغطي 10% فقط من الاحتياجات. وفيما تصدّرت المفوضية الأوروبية لائحة المموّلين لهذا العام (88 مليون دولار تغطي 36.7%)، تلتها الحكومة الألمانية (34 مليوناً، 14.2%)، حلّت الولايات المتحدة في المرتبة الثالثة (23 مليوناً، 9.7%) بخلاف غالبية السنوات السابقة حين كانت تتصدّر لائحة مموّلي لبنان. في لبنان المشهد مركّب. فإلى جانب العوامل المتّصلة بالمجهود العسكري في أوكرانيا وإسرائيل، تحضر الاعتبارات السياسية التي تدفع الأميركيين إلى تقليص تمويلهم. وفي السياق عينه، تتراجع مساعدات الاتحاد الأوروبي كواحدٍ من سبل الضغط الاقتصادي داخلياً. وما إحجام المانحين عن تخصيص تمويل لإغاثة النازحين بفعل الحرب الدائرة على الجبهة الجنوبية للبنان، إلا دليل على استخدام المساعدات الإنسانية أداة ابتزاز سياسية للحكومة اللبنانية وللبيئة الحاضنة للمقاومة.



السابق

أخبار وتقارير..قضية فلسطين تهيمن على «المنتدى الصيني - العربي» اليوم..الرئيس الصيني: ندعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة تتمتع بالسيادة الكاملة..روسيا مرتاحة للجدل الغربي حول قصف أراضيها..ماكرون يدعو إلى السماح لكييف بـ «تحييد» قواعد الصواريخ الروسية..تفتيش مكاتب بالبرلمان الأوروبي بعد شبهات بتدخل روسي..بوتين يُعيّن «خليفته المحتمل» أميناً عاماً لمجلس الدولة..كوريا الشمالية ترسل مناطيد محملة بـ«النفايات والفضلات» إلى سيول..السويد: الشرطة تفتح تحقيقاً بعد العثور على جثة خنزير أمام مسجد..رئيس نيكاراغوا يتهم شقيقه «المنشق» بالخيانة..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..التصعيد الإسرائيلي في الضفة وصل إلى «نقطة قبل الاشتعال»..سموتريتش يدعو لـ«حرب دفاعية» في الضفة ويهددها بخراب مماثل لغزة..إسرائيل تجهّز «لواء فيلادلفيا» لخنق «حماس» وإحراج مصر..مقترح إسرائيلي لإدارة معبر رفح بمشاركة أممية وجهات فلسطينية غير تابعة لحماس..غانتس يقدم مقترحاً لحل «الكنيست»..«حماس»: أبلغنا الوسطاء استعدادنا لاتفاق كامل إذا أوقفت إسرائيل الحرب..اعتراض «كروز» قادم من الشرق..ومقتل جنديين دهساً في الضفة..شرطة الاحتلال حفرت «نجمة داود» على وجه فلسطيني!..مدينتان فرنسيتان تعلنان استعدادهما لاستقبال لاجئين من غزة..إسرائيل تفرج عن الأسيرة الفلسطينية وفاء جرار بعد بتر أجزاء من ساقيها..«صحة غزة»: 53 قتيلاً جراء القصف الإسرائيلي في 24 ساعة..

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي...

 الثلاثاء 18 حزيران 2024 - 8:17 ص

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي... مجموعات الازمات الدولية..طهران/ الرياض/واشنطن/برو… تتمة »

عدد الزيارات: 161,624,804

عدد الزوار: 7,206,742

المتواجدون الآن: 153