أخبار لبنان..إحباط هجوم مفاجئ على السفارة في عوكر..وغليان ميداني في الجنوب..واجتماعات الدوحة ترفد الحراك الجنبلاطي.. نتنياهو جاهز لعملية مكثفة للغاية..واتصالات دولية لمنع تدهور الأوضاع..انتحار رجل أمن لبناني داخل السفارة السعودية في بيروت..واشنطن تُحذّر من أن «التصعيد» سيعرّض أمن إسرائيل للخطر..هجوم «السفارة الأميركية» في عوكر..«الصندوق الأسود» سياسي - أمني..القوات الإسرائيلية تستهدف جنوب لبنان..بالفوسفور الأبيض..باقري «يتناغم» مع واشنطن بعدم توسعة الحرب إلى جنوب لبنان..«اليونيفيل»: احتمال كبير لتصعيد أوسع بين «حزب الله» وإسرائيل..هل إسرائيل جاهزة فعلاً لحرب واسعة ضد لبنان؟..

تاريخ الإضافة الخميس 6 حزيران 2024 - 3:47 ص    عدد الزيارات 245    التعليقات 0    القسم محلية

        


إحباط هجوم مفاجئ على السفارة في عوكر..وغليان ميداني في الجنوب..

اعتقال المهاجم وتوقيفات في عنجر والصويري.. واجتماعات الدوحة ترفد الحراك الجنبلاطي

اللواء...من ضربة مستعمرة حرميتش في الجليل الغربي التي أدت إلى قتل جنديين اسرائيليين وجرح 24 بعضهم جروحهم خطيرة بقصف مركب من سيّارة وصاروخ، ومن مسافة لا تتجاوز «3 كلم»، إلى الاستهداف الغامض للسفارة الاميركية في عوكر، حيث تمكنت وحدات الجيش اللبناني من اعتقال المهاجم، وهو من الجنسية السورية (يقال ان لديه اتجاهات داعشية)، واطلاق حملة أمنية واسعة لتوقيف المشبوهين بعدما تكثفت الملاحقات في عنجر، حيث أتى المهاجم، ويدعى قيس فراج ليهاجم السفارة باطلاق النار، قبل أن يتدخل الجيش اللبناني، فيعتقل المسلح الجريح وينقله إلى المستشفى. والحدثان يدخلان في صميم اشارات عن احتدام الوضع الأمني وربما العسكري، في ضوء التلاعب الاسرائيلي، وعدم التعامل الجدّي مع فرصة إنهاء الحرب، لتحقيق استرخاء عسكري – أمني، أن ما يمكن وصفه «باستراحة محارب» قد تكون مفتوحة على وقف نار مستديم أو هدنة دائمة. واعتبرت الخارجية الاميركية أن «التوصل إلى وقف النار في غزة سيقود إلى تهدئة الاوضاع على الحدود اللبنانية الاسرائيلية «مشيرة إلى أن واشنطن لا تريد تصعيد الصراع على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية معتبرة أن أي تصعيد في لبنان سيعرض أمن اسرائيل للخطر.

التحرك بين السقوف والمشترعات

رئاسياً، سجلت محطة اللقاء الديمقراطي عند «كتلة الاعتدال» صاحبة المبادرة التي استندت إليها اللجنة الخماسية في ما مضى «تشاوراً أو حواراً ثم تسمية عدد محدود من الاشخاص والذهاب إلى جلسات الانتخاب، خطوة باتجاه السعي إلى تخفيض السقوف المرتفعة والبحث عن المشتركات. أكدت أوساط نيابية معارضة لـ «اللواء» أنه على الرغم من أن مسعى الحزب التقدمي الإشتراكي هو مسعى مشكور إلا ان الأشكالية لا تزال هي نفسها لجهة رفض قوى الممانعة أي طرح يستبعد مرشحه للرئاسة، ما يعني أن المبادرات تصطدم بهذا الفيتو الموضوع، ولفتت إلى ان هم حزب الله في مكان آخر ، وبالتالي لن يقول أية كلمة قبل جلاء المشهد في غزة . وأوضحت هذه الأوساط أن الحزب الاشتراكي تحرك في السابق من دون أن يتمكن من أن يجد التجاوب المطلوب من قبل هذه القوى التي تتشدد أكثر فأكثر مع الوقت بشأن طرح شروطها، معلنة أن فكرة التشاور أو الحوار يصعب بتها من دون ربطها بجلسة الإنتخاب وجلسات انتخاب متتالية . فقد زار النائب تيمور جنبلاط كتلة الاعتدال على رأس وفد نيابي قوامه: وائل أبو فاعور، وهادي بو الحسن وبلال عبد الله، الذي أوضح أن اللقاء والاعتدال يشابهان بالايمان بمشروع الدولة، في حين كشف النائب وليد البعريني عن السعي إلى خطة لإحداث تعاون ايجابي في ملف الرئاسة. كما زار جنبلاط كتلة تجدد وطالب النائب ميشال معوض برئيس يعمل للدولة اللبنانية. بالموازاة كشف النقاب عن جدية في التحرك العائد للجنة الخماسية، في (الرياض وقطر)، من أجل احداث خرق جدي في جدار الازمة. وفي هذا الاطار استقبل رئيس الحكومة القطرية الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن حاتم آل الثاني المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل، وجرى البحث في تطورات الاتصالات الرئاسية، واستعداد الرئيس بري لرعاية الحوار، ثم تحديد موعد لجلسات لانتخاب الرئيس بدورات متعددة.

نار على السفارة في عوكر

أمنياً، انشغلت القوى العسكرية والامنية والاوساط الرسمية والسياسية والدبلوماسية بحادث اطلاق النار على مقر السفارة الاميركية في عوكر.. التي أعلنت أنها «تعرضت أمس لعملية اطلاق نار من أسلحة «خفيفة» مشيرة إلى أن التحقيقات جارية والاتصالات مستمرة مع السلطات اللبنانية، معلنة عن إعادة فتح أبوابها اليوم. وتابع الرئيس نجيب ميقاتي نتائج الملاحقات والتوقيفات، من السيطرة على الوضع، عبر اتصالات مباشرة مع وزير الدفاع موريس سليم والداخلية بسام المولوي، كما اتصل بالسفارة للإطمئنان على وضع العاملين والموظفين هناك. ودانت وزارة الخارجية الاعتداء، مؤكدة التزام لبنان بحماية مقرات البعثات الدبلوماسية العاملة في بيروت وفقاً لاتفاقية فيينا. وكشف وزير الداخلية بسام مولوي أن مهاجم السفارة نقل متفجرات من مجدل عنجر إلى عوكر، وإجتاز حواجز عدة، معرباً عن استغرابه.. ولاحقاً، أوضح مكتب مولوي أنه لم يرد على لسانه أن مهاجم السفارة نقل متفجرات من مجدل عنجر إلى عوكر، وما ذكره أن المهاجم نقل الاغراض التي كانت بحوزته داخل حقيبته في منطقة مجدل عنجر، وأنه دخل إلى مدخل أحد الابنية، وارتدى ما كان بحوزته. وكشف الجيش اللبناني هوية المهاجم الذي جرى توقيفه، ونقله إلى أحد المستشفيات، في حين سعت وحدات الجيش إلى «عملية تفتيش للبقعة المحيطة». وقال مصدر قضائي أن مطلق النار فعل ذلك «نصرة لـ غزة». حسبما أفاد، وان سترته كانت تحمل شعار «داعش». على الاثر، قامت مديرية أمن الدولة في البقاع بالتنسيق مع مديرية المخابرات في الجيش اللبناني وفي عملية خاطفة ونوعية في بلدة مجدل عنجر، وتمكنت من توقيف شقيق مطلق النار على السفارة، بناء لإشارة النائب العام الاستئنافي في البقاع القاضي منيف بركات. واشارت معلومات ان مديرية المخابرات في البقاع تسلّمت الشيخ مالك جحة للاشتباه بتورطه بحادثة إطلاق النار على السفارة الاميركية في عوكر، بعد أن التجأ إلى إحدى الجهات النافذة في المنطقة.وتم توقيف الشيخ مالك جحة إمام مسجد أبو بكر الصديق بمجدل عنجر وقيس الفراج كان يتلقى تعليما دينيا على يديه.

عملية حرميش

ميدانياً، أدت عمية حرميش (في مستوطنة الكوش) بالجليل الغربي مقابل بلدة عيتا، والتي نفذها حزب الله إلى مقتل جنديين وإصابة 24 آخرين بجروح مختلفة إلى احداث تأزم جديد داخل «حكومة الاحتلال».. وعاود رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو تهديداته فقال من كريات شمونة التي وصلها على متن مروحية حربية، موجهاً تحية لضباطه وفرق الاطفاء. وعاود بنيامين نتنياهو رئيس مجلس الكابنيت المأزوم رفع وتيرة التهديد فتحدث عن جهوزية لشن عملية مكثفة للغاية ضد لبنان، وزعم أنه «بهذه الطريقة أو بأخرى سنعيد الامن للمنطقة الشمالية». وطالب سيموترتش (وزير المال الاسرائيلي) نتنياهو بالذهاب «إلى الحرب مع حزب الله، واخضعه ودمره وتحريك الشريط الامني من الجليل إلى جنوب لبنان. واعتبر الناطق باسم اليونيفيل أن توسع النزاع سيكون كارثة ليس للبنان فقط، بل للمنطقة كلها. واستهدف الجيش الاسرائيلي مساء، أطراف بلدة الجبين وشيحين، كما قصف منزلاً في بلدة محيبيب، وطال القصف بلدة مارون الراس. وسجلت غارة اسرائيلية على بلدة الضهيرة، فأطلقت قنابل مضيئة فوق كفرشوبا. ونشرت «معاريف» أن حزب الله يرسل من وقت لآخر رسائل نصية إلى هواتف رؤساء السلطات المحلية على الحدود، ومنها: نحن نطلق النار على المنازل التي يوجد فيها جنود، ولكن إذا أصرت حكومتكم على القتال في غزة، فسيتم تدمير المنازل، ولا مجال للعودة إليها.

لبنان: هجوم السفارة الأميركية يشعل الجبهة الداخلية ويستعجل المواجهة مع إسرائيل

الاعتداء الثاني رسالة تؤكد خطورة الوضع قبل زيارة قائد الجيش لواشنطن

• نتنياهو جاهز لعملية مكثفة للغاية... واتصالات دولية لمنع تدهور الأوضاع

الجريدة... بيروت - منير الربيع ...يخيّم على لبنان شبحا الأحداث والتطورات الأمنية في الداخل، والعسكرية التي تلوح من الجنوب، في ظل تصاعد وتيرة المواجهات بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، على وقع ارتفاعٍ في منسوب التهديدات الإسرائيلية بشن عملية عسكرية كبيرة ضد الحزب. وفي الداخل، تقدّم مشهد الاعتداء الجديد على السفارة الأميركية في عوكر شرق بيروت واجهة الأحداث، وهو الاعتداء الثاني خلال أشهر، علماً بأن الأول وُضِع في خانة الأسباب الشخصية، وأنه ناتج عن خلاف وقع بين عامل توصيل وأحد حراس السفارة. سوري يطلق النار على السفارة الأمريكية في لبنان أما الثاني، الذي نفذه 3 مسلحين أحدهم سوري أوقف بعد إصابته، أخذ طابع انتماء المنفذ إلى تنظيم إرهابي، علماً بأنه قبل أيام كان الجيش اللبناني قد أعلن توقيف خلية تنتمي إلى تنظيم داعش كانت تحضّر لتنفيذ عمليات. يأتي ذلك في ظل الكثير من التسريبات الأمنية، التي تتحدث عن استعادة بعض الخلايا الإرهابية لنشاطها على الساحة اللبنانية، ما يفتح النقاش حول حقيقة الوضع الأمني. وبالنسبة للاعتداء على السفارة الأميركية فإن الأنظار تركزت على انتماء المجموعة المنفذة إلى «داعش»، مع تضارب في المعطيات حول عددها، إذ تحدثت بعض المصادر عن سوري واحد أطلق النار وبرفقته شخص آخر، في حين أفادت معلومات أخرى بوجود 3 ورابعهم سائق، ألقت الأجهزة العسكرية القبض على أحدهم وأُدخل المستشفى في حالة حرجة. كما سُجِّل حادث أمني آخر في محيط السفارة السعودية في بيروت، أقدم خلاله أحد عناصر حماية السفارة على الانتحار، ما سيدفع الكثيرين إلى الإغداق بالتحليل حول الترابط بين الحدثين. في المقابل، يأتي الاعتداء على السفارة الأميركية قُبيل أيام قليلة من زيارةٍ سيجريها قائد الجيش جوزيف عون لواشنطن للقاء العديد من المسؤولين وأعضاء في الكونغرس، ما يوسّع إطار التحليل ليشمل إيصال الرسائل بأن هناك خطراً أمنياً حقيقياً في الداخل اللبناني، ولا بد من ضبطه، وسط صعوبات تتصل بالقدرة على ضبط الوضع العسكري في الجنوب، وفي ظل الرهان على دور الجيش اللبناني في تطبيق القرار 1701. أما التطورات العسكرية التي يشهدها الجنوب، مع تواصل العدوان على غزة، فلم يبق مسؤول إسرائيلي لم يُجرِ زيارة لحدود لبنان في الأيام القليلة الماضية. وخلال زيارة لبلدة كريات شمونة الحدودية، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس، الجاهزية لشن عملية مكثفة للغاية لإعادة الأمن للمنطقة الشمالية المحاذية للبنان. ودعا حليفاه المتطرفان وزيرا الأمن إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش في الأيام الأخيرة إلى التحرك بصورة عاجلة لإعادة الأمن إلى الحدود مع لبنان. وكمؤشر على ارتفاع منسوب اهتمام الإسرائيليين بهذه الجبهة، خصوصاً بعد ضغوط كثيرة تعرضوا لها من سكان المستوطنات الشمالية الذين اتهموا الحكومة بأنها تخلّت عنهم، ومارسوا ضغوطاً كثيرة حول ضرورة اتخاذ إجراءات لتغيير الوقائع العسكرية على الجبهة مع لبنان، لتمكينهم من العودة إلى منازلهم. وقبل أيام، أجريت استطلاعات رأي كانت نتيجتها أن 55 في المئة من الإسرائيليين يؤيدون شن حرب ضد «حزب الله» بعد الانتهاء من العدوان على غزة وإنجاز صفقة تبادل الرهائن. في المقابل، تكاثرت مواقف المسؤولين الإسرائيليين حول الاستعداد لشن عملية عسكرية واسعة ضد الحزب. في ظل هذه الأجواء لا تزال تتضارب المعطيات والمواقف في إسرائيل، إذ إن قرار الحكومة باستدعاء الآلاف من جنود الاحتياط يرتبط باحتمال توسع الحرب ضد «حزب الله»، الأمر الذي نفته هيئة البث الإسرائيلية نقلاً عن الجيش بأن هذا الاستدعاء لا يرتبط بالجبهة اللبنانية. في المقابل، فإن الجناح المؤيد للحرب يؤكد أنه لا بد من توجيه ضربة قوية للحزب قبل الوصول إلى اتفاق، لأن الحزب عمل على ضرب كل مفهوم الردع الإسرائيلي، وساهم في أذية كبيرة للكبرياء الإسرائيلي، وبالتالي لا يمكن لإسرائيل أن تغض النظر عنه. وبعض الإسرائيليين الذين يصرون على ضرورة توجيه ضربة كبيرة للحزب عبر أيام قتالية، يعتبرون أن الحرب الكبيرة التي شنوها على قطاع غزة كانت بسبب فقدان مفهوم الردع، والأمر نفسه حصل في الشمال، ولذلك لا بد من استرجاع هذا المفهوم. في هذا الإطار تكشف مصادر دبلوماسية أن الاتصالات والمساعي الدولية لا تزال قائمة في سبيل منع تدهور الأوضاع العسكرية بين «حزب الله» وإسرائيل، وهناك نشاط أميركي متجدد في هذا الإطار، وقد أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها لا توافق على حرب مفتوحة في لبنان، وأن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، لكنها في المقابل أكدت أن الاتصالات مستمرة لاحتواء تصعيد الصراع على الرغم من مخاطره.

انتحار رجل أمن لبناني داخل السفارة السعودية في بيروت

الجريدة...أقدم رجل أمن لبناني، وهو معاون في قوى الأمن الداخلي أمن السفارات، على الانتحار عبر إطلاق النار على رأسه من مسدسه الحربي، وذلك داخل مركزه في السفارة السعودية في بيروت، وفق ما أفادت به قناة «الجديد» اللبنانية. ‏يُذكر بأن رجل الأمن المنتحر، هو ومن بلدة المصيطبة، كان خارج خدمته ليأتي -صباح اليوم- ويُقدم على الانتحار. وعلى الفور، حضرت الأجهزة الأمنية والأدلة الجنائية وباشرت بالتحقيقات اللازمة فيما تم نقل الجثة لاحقاً إلى أحد المستشفيات.

واشنطن تُحذّر من أن «التصعيد» سيعرّض أمن إسرائيل للخطر

نتنياهو «جاهز لعمل قوي» ضد لبنان

الراي.. | القدس - من محمد أبوخضير وزكي أبوالحلاوة |

- استدعاء 50 ألف جندي احتياط إضافي استعداداً للتصعيد في جبهة لبنان

- «حزب الله» يُنفّذ هجمات نوعية ضد القوات الإسرائيلية

ينتظر الجيش الإسرائيلي، «ضوءاً أخضر» من الحكومة لجعل المواجهة مع «حزب الله»، «ساحة لحرب رئيسية» تشمل عملية برية، وتحويل الحرب على قطاع غزة إلى «ساحة معارك ثانوية»، وفق ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية، بينما ذكرت القناة 14 أن التقديرات تُشير إلى أن الحرب قد تندلع في الأسابيع المقبلة، وسط استدعاء 50 ألف جندي احتياط إضافي استعداداً للتصعيد في جبهة لبنان. وفي السياق، هدّد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بأن الدولة العِبرية «جاهزة لشن عملية مكثفة للغاية» على الحدود مع لبنان. وقال خلال جولة في بلدة كريات شمونة الحدودية، أمس، «مَنْ يعتقد أنه يستطيع إيذاءنا وأننا سنقف مكتوفي الأيدي يرتكب خطأ فادحاً. نحن مستعدون للقيام بعمل قوي جداً في الشمال. وبطريقة أو بأخرى سنعيد الأمن إلى الشمال». ولاحقاً، أعلن نتنياهو أن «الأعداء» حاولوا في الماضي محونا من الخريطة، وهذا ما تحاول فعله حماس وحزب الله وإيران اليوم. وأضاف أن «القدس ستظل عاصمة إسرائيل الأبدية ولن يتغير وضعها أبداً»، مؤكداً العمل على ازدهارها وتمرير عديد من القرارات المتعلقة بتطويرها. من جانبه، قال رئيس هيئة الأركان هيرتسي هاليفي، «نقترب من النقطة التي سيتوجب فيها اتخاذ القرار، والجيش جاهز ومستعدّ جداً لهذا القرار. على مدار ثمانية أشهر، نحن نهاجم حزب الله الذي يدفع ثمناً باهظاً جدّاً». ووصفت مصادر عسكرية، تصريحات هاليفي بأنها «محاولة لإعداد الجمهور في إسرائيل لحرب واسعة». وتابعت أن «التخوف في الجيش هو أن الجمهور لا يدرك التبعات على الجبهة الداخلية إذا بدأ قتالاً مكثفاً في الشمال، والذي بحسب التقديرات، سيلحق ضرراً بالغاً في وسط البلاد أيضا»، بحسب ما نقلت عنها صحيفة «هآرتس» أمس. وفي إطار، استعداد الجيش لاحتمال أن يأمره المستوى السياسي بشن هجوم، قدّم خططاً تحاكي «حرباً محدودة زمنياً في جنوب لبنان فقط، وكذلك حرباً واسعة، التي من شأنها أن تؤدي باحتمال مرتفع إلى فتح جبهات أخرى، مقابل إيران والحوثيين في اليمن وميليشيات في سورية»، وفق «هآرتس». وبحسب هيئة البث، فإن «هذا يعني تحويل الجبهة الشمالية إلى ساحة المواجهة الرئيسية، بينما يصبح قطاع غزة ساحة معارك ثانوية، في وقت لايزال فيه 124 مختطفاً (إسرائيلياً) محتجزين لدى حماس بين أحياء وأموات». وأضافت «هذا النشاط يمكن أن يكلّفنا حياة جنود، لكن من دون تحرك واسع على الحدود اللبنانية، لن يتمكّن عشرات الآلاف من السكان الذين تم إجلاؤهم (في أكتوبر الماضي) من العودة إلى منازلهم» في شمال إسرائيل. وتابعت أن «القيادة الأمنية لا تُحدد مواعيد ضرورية لهذه العملية، لكن أحد الاعتبارات الرئيسية لوضع الجدول الزمني هو افتتاح العام الدراسي المقبل مطلع سبتمبر». ولفتت هيئة البث، إلى أن مجلس الحرب ناقش مساء الثلاثاء، «طبيعة الرد وطرق العمل المحتملة بعد النيران الكثيفة التي أطلقها حزب الله على المناطق الإسرائيلية المحاذية للحدود الشمالية» ـ ما أدى إلى اشتعال حرائق هائلة. ويرجح الجيش أن هدف حرب كهذه لن يكون تفكيك «حزب الله»، خلافاً لهدف إسرائيل المعلن لحرب غزة بتفكيك حركة «حماس»، لأن «حزب الله ينظر إلى نفسه على أنه جيش، وهو مترسخ جيداً داخل لبنان ومدعوم بشكل كامل من إيران». وفي موازاة هذه التهديدات، صادقت الحكومة الإسرائيلية، أمس، على قرار يسمح للجيش بزيادة قوات الاحتياط التي سيتم استدعاؤها، ليصل عددها إلى 350 ألفاً، حتى نهاية أغسطس المقبل. في المقابل، أعلن «حزب الله»، أمس، مهاجمته مواقع وتجمعات للجيش الاسرائيلي في الشمال، من بينها «منصة القبة الحديد في ثكنة راموت نفتالي بصاروخ موجه». ولاحقاً، أضاف الحزب أنه نفذ هجوماً بالمسيّرات على قوة إسرائيلية جنوب مستعمرة الكوش، موقعاً أفرادها بين قتيل وجريح. وأفادت صحيفة «هآرتس» بإصابة 11 شخصاً بانفجار مسيرة في ملعب يعسكر فيه جنود إسرائيليون في بلدة حرفيش في الجليل الأعلى. وقال الناطق باسم الجيش إنه تم رصد إطلاق قذائف من لبنان سقطت بمنطقة حرفيش، من دون تفعيل صفارات الإنذار. وفي واشنطن، حذّرت وزارة الخارجية من أن «تصعيداً» في لبنان سيعرض أمن اسرائيل للخطر. وقال الناطق ماثيو ميلر لصحافيين «لا نريد أن نرى تصعيداً للنزاع سيؤدي فقط الى مزيد من الخسائر في الأرواح سواء لدى السكان الإسرائيليين او اللبنانيين، ومن شأنه أن يلحق ضرراً هائلاً بأمن اسرائيل والاستقرار في المنطقة».......

إثر تعرض السفارة الأميركية لإطلاق نار

«الخارجية» اللبنانية: نلتزم بحماية مقرات البعثات الديبلوماسية

الراي..أكدت وزارة الخارجية اللبنانية اليوم الأربعاء، التزام لبنان بحماية مقرات البعثات الديبلوماسية العاملة في البلاد وفقا لاتفاقية فيينا للعلاقات الديبلوماسية، وذلك على إثر تعرض السفارة الأميركية لإطلاق نار صباح اليوم. ودان وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب في بيان الاعتداء الذي تعرضت له السفارة الأميركية في عوكر، مؤكدا أنه يتابع تفاصيل الحادث مع الأطراف المعنية. وكانت السفارة الأميركية في لبنان قد تعرضت صباح اليوم لإطلاق نار من قبل شخص يحمل الجنسية السورية وتمكنت قوة من الجيش اللبناني من إيقافه بعد إصابته إثر تبادل لإطلاق النار.

دوافع منفذ هجوم السفارة الأميركية بلبنان تتكشف.. والأمن يستتب

مصدر قضائي نقل عن الشاب السوري الذي أطلق النار اليوم أنه فعل ذلك "نصرة لغزة"

العربية.نت.. أطلق شخص سوري الجنسية النار، اليوم أربعاء، على السفارة الأميركية في لبنان قبل إطلاق النار عليه وتوقيفه، وفق ما أعلن الجيش اللبناني، فيما نقل مصدر قضائي عنه قوله إنه فعل ذلك "نصرة لغزة". وأكدت السفارة الأميركية الواقعة شمال بيروت، أن طاقمها بخير لكنها أغلقت أبوابها خلال اليوم. لكن بحسب مصدر أمني تحدث لوكالة "فرانس برس"، فإن "موظفاً لبنانياً أصيب بعينه بنيران المهاجم". وذكر الجيش اللبناني في بيان "تعرضت السفارة الأميركية في لبنان في منطقة عوكر إلى إطلاق نار من قبل شخص يحمل الجنسية السورية". وأضاف "رد عناصر الجيش المنتشرون في المنطقة على مصادر النيران، ما أسفر عن إصابة مطلق النار، وتم توقيفه ونقله إلى أحد المستشفيات للمعالجة". وأفاد مصدر قضائي وكالة "فرانس برس" بأن مطلق النار الذي أصيب بجروح خطيرة، قال إنه "نفذ العملية نصرة لغزة"، حيث تدور حرب منذ ثمانية أشهر بين إسرائيل وحركة حماس. وقال المصدر الأمني بدوره لـ"فرانس برس" إن المهاجم وهو مقيم في مجدل عنجر في البقاع شرق لبنان، نفّذ العملية "بمفرده"، مضيفاً أن القوات الأمنية أوقفت شقيقه ووالده وخمسة أشخاص آخرين هم على معرفة به. وأعلنت السفارة الأميركية من جهتها تسجيل إطلاق نار "بالقرب من مدخل" مجمّع السفارة المحصن. وأضافت في منشور على موقع "إكس" أنه "بفضل ردة الفعل السريعة" لقوات الأمن اللبنانية وفريق أمن السفارة، "فإن طاقمنا بأمان". وانتشر الجيش اللبناني في محيط السفارة وقطع الطرق المؤدية إليها. وأكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بدوره أنه تبلغ من مسؤولين أمنيين بأن "الوضع مستتب، وأن التحقيقات الكثيفة بوشرت لجلاء ملابسات الحادث وتوقيف جميع المتورطين"، وفق ما أفاد بيان صادر عن مكتبه، موضحاً أن السفيرة ليزا جونسون خارج البلاد.

واشنطن تحذر من أن «تصعيدا» في لبنان سيعرض أمن إسرائيل للخطر

الراي.. حذرت الولايات المتحدة الأميركية من أن «تصعيدا» في لبنان سيعرض أمن اسرائيل للخطر. ويتخذ الصراع بين إسرائيل وحزب الله شكلا ينذر بالخطر، بعد 8 أشهر من القتال المستمر منذ اندلاع الحرب في غزة، مع تصاعد الأعمال القتالية وإشارة كلا الجانبين إلى الاستعداد لمواجهة أكبر. وقالت وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء، إن واشنطن لا تريد أن تندلع حرب شاملة وإنها تحاول السعي إلى حل ديبلوماسي، مضيفة أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها في مواجهة حزب الله.

وزير الداخلية اللبناني: المهاجم نقل متفجرات من البقاع واجتاز حواجز عدة... وهذا مُستغرَب

هجوم «السفارة الأميركية» في عوكر..«الصندوق الأسود» سياسي - أمني

الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- ما علاقة تسوية «اليوم التالي» لبنانياً بهجوم السفارة؟

- توقيف 5 متورطين... والعثور في منزل شقيق المُهاجم على عبوات متفجرة ومواد لصناعة قنبلة

- المهاجم كان يرتدي ملابس وجعبة مكتوب عليها «الدولة الإسلامية، الذئاب المنفردة، لا غالب إلا الله، ISIS»

- سلوك غير «داعشي» للذئب المنفرد وهو أطلق نحو 100 رصاصة من الكلاشنيكوف

- تظهيرٌ خطير لتحوّل ملف النزوح لغماً أمنياً بـ «خلايا نائمة» وإمكان توظيفه في اتجاهات عدة

لم يكن بعد خَفَتَ أزيزُ ما لا يقلّ عن 100 رصاصة أطلقها السوري قيس فراج صباح أمس في محيط السفارة الأميركية شمال بيروت (محلة عوكر) حين تطايرتْ الأسئلةُ حول «الصندوق الأسود» لهذا الهجومِ الخطير بسلاح «كلاشنيكوف» والذي عزّز المخاوفَ حيال ما ينتظرُ لبنان الذي يسير أصلاً على حبلٍ مشدودٍ فوق «فوهة بركان» غزة الذي تحوم حممُه فوق «بلاد الأرز» من بوابة الجنوب وجبهته المحمومة. وفيما كان لبنان «يربط الأحزمةَ» بملاقاةِ التهديدات الإسرائيلية بأعلى صوت بأن الرسمَ التشبيهي لـ«عملية قوية» ضدّه و«حزب الله» بات جاهزاً وأن انتقال تل أبيب من الدفاع إلى الهجوم على جبهتها الشمالية لا يحتاج إلا إلى «الضغط على الزناد»، جاء الاعتداء المسلّح على السفارة الأميركية ليخطف بعضاً من وَهْج الحدَث المتسلسل جنوباً هو الذي بدا مدجَّجاً بخفايا وخلفياتٍ «تَخَفَّت» خلف عنوان «المتشدّدين» أو «داعش». وفي حين بقي الرصدُ على أشدِّه لمآلاتِ جبهة الجنوب في ضوء «حرب الحرائق» التي تستعر مُنْذِرةً بما يبدو ترسيماً بالنار لـ «أرضٍ محروقة» على مقلبيْ الحدود وحشْراً لتل أبيب في زاوية خياراتٍ قسرية تراوح بين حربٍ شاملة لا طاقة لها على خوضها و«أيام قتالية» جنوب الليطاني قد تكون «أحلى المُرّ» تمهيداً لاستيلاد «قيصري» لـ «اليوم التالي» (لبنانياً)، بدا من الصعب فصل «عملية عوكر» أمس عن المسرح الكبير الذي يتحرّك عليه الوضع اللبناني بكلّيته، وصولاً لاعتبار أوساط مطلعة أن الرسالة النارية للسفارة الأميركية ما هي إلا انعكاسٌ لـ «المياه العَكرة» في السياسة والأمن في بلادٍ تنخرها الأزمات وتُعاند الاكتواء بجمر غزة وحربها الضروس. ورغم توقيف مطلق النار وإنقاذ حياته بعد إصابته بجروح في رجله وبطنه نتيجة تحييده من الجيش اللبناني (خضع لجراحة في المستشفى العسكري)، وتَكَشُّفِ الخيوط الأولية لهجوم السفارة عن أن المُهاجِم الذي أَعلن أنه نفذ العملية «نصرة لغزة» يَنضوي في مجموعةٍ من المتشددين، تم إيحاء أنها «داعش»، بانتظارِ أن تكتمل الصورة في ضوء التوقيفات التي شملت 5 متورطين في البقاع، فإن هذا التطوّر اكتسب دلالات بالغة الخطورة، في ذاته كما في الأبعاد المحتملة له والتي سرعان ما برزت «نسختان» لها، كل منها ترتبط بأجواء فريقي «الممانعة» كما المعارضة. ومن هذه الدلالات:

- أن الهجوم، أياً تكن خلفياته يشكّل خرقاً أمنياً كبيراً على مستويين، أولهما عبّر عنه وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي بكشفه أن «المهاجم نقل متفجرات من مجدل عنجر (البقاع حيث يقيم) إلى عوكر»، لافتاً إلى «أن المهاجم اجتاز عدة حواجز وهذا مستغرب»، مضيفاً «نبحث عن الجهات التي تقف خلف الهجوم». علماً أن تقارير تحدّثت عن أنه وصل إلى محيط السفارة في فان استقلّه من البقاع وكان يخبئ السلاح والجعبة والخوذة في حقيبة، وقد ارتدى «المرقّط» في مكان يجري العمل على تحديده قبل أن يفتح النار في محيط السفارة حيث تردد أنه ألقى أيضاً قنبلة ما تسبب بجرح أحد الحراس وهو لبناني. أما المستوى الثاني فهو لأمن محيط السفارة الذي يُفترض أن يكون مَضْبوطاً بالكامل وخصوصاً بعد تعزيز الإجراءات منذ بدء حرب غزة وتَحَوُّل هذا المقرّ هدفاً لمَسيرات وتظاهرات منددة بالدعم الأميركي لاسرائيل. علماً أن المقرّ تعرّض مَدخله في 20 سبتمبر 2023 لعملية إطلاق نارٍ من مسلّح لبناني نجح في الفرار من المكان وتم توقيفه بعد أيام قليلة في الضاحية الجنوبية لبيروت، وعُزي هجومه إلى خلاف حصل بينه (يعمل كسائق ديليفري) وبين حراس السفارة على خلفية «التصرف معي بطريقة دونية». ويُذكر أن واشنطن تَمضي بتوسيع سفارتها في عوكر عبر بناء مجمّع جديد ضخم بدأ العمل به في 2017 ويمتد على مساحة 174 ألف متر مربع، وهو ما اعتُبر أنه يقرب من ضعفين ونصف مساحة الأرض التي يجلس عليها البيت الأبيض وأكثر من 21 ملعباً لكرة القدم، وبتكلفة مليار دولار. وسبق لسفارة عوكر أن تعرّضت يوم 20 سبتمبر 1984، لهجوم بسيارة مفخخة ما أسفر عن مقتل 11 شخصاً وجرح 58، علماً أن مقرّ السفارة كان نُقل من بيروت (الواجهة البحرية للعاصمة في منطقة عين المريسة) إلى عوكر بعد هجوم انتحاري استهدفها في 18 ابريل 1983 وأدى إلى مقتل 49 موظفاً كما أصيب 34 بجروح.

«الذئاب المنفردة»!

- إنّ العبارات المدوَّنة على جعبة وملابس فراج وهي «الدولة الإسلامية، الذئاب المنفردة، لا غالب إلا الله، ISIS»، وما تكشَّف أيضاً عن العثور على عبواتٍ متفجّرة ومواد لصناعة قنبلة في منزل قتادة فراج (شقيق المهاجم) في مجدل عنجر، وإن كانت تشير إلى ارتباط مرجّح بـ «داعش»، فإنّ أوساطاً متابعة استوقفها أن المُهاجِم الذي اتّضح أنه لم يكن معه أحد خلال تنفيذ العملية التي استمرّت لنحو نصف ساعة (إلى أن نجح الجيش اللبناني في تحييده) لم يكن يرتدي حزاماً ناسفاً وأن سلوكه لم يكن «انتحارياً». علماً أن عمليات الدهم التي نفّذها الجيش اللبناني وأمن الدولة وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي في البقاع (مجدل عنجر والصويري) أفضت الى توقيف 5 أشخاص، بينهم شقيق فراج ووالده، والشيخ مالك جحة إمام مسجد أبوبكر الصديق في مجدل عنجر (قيل إن المهاجم كان يتلقى تعليماً دينياً منه). - إن فراج الذي يسكن في منزل مستأجر يقع عقارياً في بلدة الصويري ومالكه من مجدل عنجر، مسجّل على لوائح مفوضية اللاجئين التي تُدرج عليها أسماء النازحين السوريين.

- إن «حضور» بُعد النزوح و«داعش» (كان الجيش أوقف مجموعة في الشمال قبل أكثر من اسبوع) في هجوم السفارة عمّق المخاوف من أن يكون ما جرى في سياق محاولة للعب على «صواعق» مزروعة أصلاً في الواقع اللبناني وتشكل «فتائل» جاهزة للتفجير بأي «عود ثقاب» مثل قضية النازحين لاستثمارها في اتجاه إذكاء الاحتقان حيال هذا الملف ودفع الوضع اللبناني من هذه الزاوية إلى منحى أكبر من الفوضى، ناهيك عن مَخاطر تظهير أن النزوح بات يُستخدم في إطار تشكيل خلايا متشدّدة أو داعشية «نائمة» يتم تجهيزها بعتاد متكامل وقادرة على التنقل بحرية وبلوغ «أهدافها بسلام»، ما يجعلها قابلة لـ «الإيقاظ» في اتجاه أو آخر ولأجندة هنا أو هناك.

المسار الخلْفي لحرب الجنوب

وفي رأي أوساط مطلعة أن مَكمن الخطر في هذا الإطار هو أن يكون إظهارُ العامل «الداعشيّ السوري» في الوضع اللبناني في هذا التوقيت مرتبط برسالةٍ تتّصل بالمسار الخلْفي لحرب الجنوب وتحديداً المحاولة الأميركية لبلوغ اتفاق حول الجبهة اللبنانية وترتيبات ما بعد أي هدنة أو وقف حرب في غزة، وهو المسار الذي ما زالت تعترضه صعوبات تتصل بدفتر الشروط الأمني، سواء لجهة إصرار تل ابيب على ابتعاد «حزب الله» عن الحدود لنحو 10 كيلومترات، أو رفض اسرائيل التعهد بأن يكون في آخِر «الاتفاق الحدودي» وقف لخروقها الجوية بل ربما «تمويهٌ» لها، على طريقة «ما لا يُرى غير موجود»، عبر جعل المسيّرات تحلّق على ارتفاعات «غير ظاهرة» كما أسرّ الموفد آموس هوكشتاين للزعيم الدرزي وليد جنبلاط. ومن هنا يُخشى أن يكون هجوم السفارة، وفق الأوساط نفسها وهي على خصومة مع «حزب الله»، في سياق إنذارٍ بأن عدم الضغط بما يكفي على اسرائيل، أو الاعتقاد بأن ما لم تحققه تل ابيب في الميدان يمكن انتزاعه في الديبلوماسية، قد يكون ثمنُه انزلاق لبنان الى الفوضى من «خاصرة رخوة» اسمها الحَركي التشدد أو الإرهاب، وذلك خلافاً لرغبة واشنطن التي تُعتبر الكابح الأول لاسرائيل حتى الساعة عن توسيع الحرب مع حزب الله. وفي المقابل برز مناخ في أجواء غير بعيدة عن «الممانعة» لمح إلى ان عملية السفارة أمس وما قابلها من استنكارات رسمية وسياسية، إلى جانب تظهيرها الحضور القوي للولايات المتحدة في لبنان، فهي ستؤسس لمزيد من التشدد تجاه النازحين لإحداث فوضى أمنية وتضييق الخناق على لبنان كي يقبل بشروط التسوية الأميركية وإلا الفوضى. وكان الجيش اللبناني أعلن في بيان عقب الهجوم «أنّ مهاجماً من الجنسية السوري أطلق النار باتجاه السفارة، فردّت عناصر من الجيش المنتشرة في المنطقة على مصادر النيران ما أسفر عن إصابته ليتم توقيفه ونقله إلى أحد المُستشفيات»، موضحاً أن «وحداتنا المنتشرة في محيط السفارة الأميركيّة في عوكر، تُجري عمليّة تفتيش للبقعة المحيطة، وتعمل على تنفيذ الإجراءات الأمنية اللازمة لحفظ أمن المنطقة» وهو ما أعقبتْه تقارير عن عدم صحة أن المهاجم كان برقته 3 مسلّحين آخَرين. بدورها، أعلنت السفارة الأميركية في بيان أنّه «تم الإبلاغ عن إطلاق نارٍ من أسلحة خفيفة بالقرب من مدخل السفارة الأميركية»، وأضافت: «بفضل ردّ الفعل السريع للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وفريقنا الأمني، السفارة والعاملين فيها بخير، والتحقيقات جارية»، قبل أن تعاود تذكير الرعايا الأميركيين في إطار «إنذار أمني» بالتوصيات السابقة لجهة تجنب السفر إلى حدود لبنان مع إسرائيل وسورية ومخيمات اللاجئين وتجنب التظاهرات وأي تجمعات. وأعلنت أنها ستبقى مغلقة أمام الجمهور حتى اليوم. وقد تابع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الهجوم خلال اجتماعه مع وزير الدفاع موريس سليم، كما أجرى سلسلة اتصالات مع قائد الجيش العماد جوزيف عون وقادة الأجهزة الأمنية. وتبلغ رئيس الحكومة من المعنيين أن «الوضع مستتب وان التحقيقات المكثفة بوشرت لجلاء ملابسات الحادث وتوقيف جميع المتورطين». كذلك، أجرى رئيس الحكومة اتصالاً بالمعنيين في السفارة للاطمئنان عن الوضع وعن العاملين في السفارة، نظراً لوجود السفيرة ليزا جونسون خارج لبنان.

استخدام الذخائر المثيرة للجدل في المناطق المأهولة قد يشكّل «جريمة حرب»

القوات الإسرائيلية تستهدف جنوب لبنان..بالفوسفور الأبيض

- الفوسفور الأبيض يُسبب حروقاً قاتلة للمدنيّين وفشلاً في الجهاز التنفسي والأعضاء

- مزارعو جنوب لبنان يشاهدون أراضيهم تحترق فيما يخشى آخرون من تلوث في التربة والمحاصيل

الراي...في مطلع العام الحالي، كان السبعيني محمد حمود داخل منزله مع زوجته في قريته الحدودية في جنوب لبنان، عندما أغارت اسرائيل في مكان قريب، لكن هذا القصف كان مختلفاً عمّا اعتاد عليه الرجل خلال الأشهر الماضية. في حديث عبر الهاتف، روى حمود لـ «فرانس برس» من قريته حولا، ما حدث في ذلك اليوم. وقال «اشتعلت النيران أمام المنزل...كانت هناك رائحة غريبة ودخان قوي». وأضاف «لم نكن نعرف أنه فوسفور... اعتقدنا أنه قصف عادي لكن عندما جاء الإسعاف، قالوا إنه فوسفور ونقلونا إلى المستشفى». ويتهم لبنان، اسرائيل باستخدام مادة الفوسفور الأبيض المثيرة للجدل، في هجمات على الجنوب تسبّبت بأضرار للبيئة والمدنيين. وتستخدم ذخائر الفوسفور الأبيض وهي مادة قابلة للاشتعال عند التماس مع الأوكسجين، بهدف تشكيل ستائر دخانية وإضاءة أرض المعركة. لكن هذه الذخيرة متعددة الاستخدامات قد تستعمل كذلك كسلاح حارق قادر على أن يسبب حروقاً قاتلة للمدنيّين، وفشلاً في الجهاز التنفسي والأعضاء، وأحياناً الموت. وبحسب تقرير صدر أمس، عن منظمة «هيومان رايتس ووتش»، فإن «استخدام الفوسفور الأبيض من قبل إسرائيل على نطاق واسع في جنوب لبنان يعرض المدنيين لخطر جسيم ويساهم في تهجيرهم». وأعلنت انها تحققت «من استخدام القوات الإسرائيلية ذخائر الفوسفور الأبيض في 17 بلدة على الأقل في جنوب لبنان منذ أكتوبر 2023، خمس منها استُخدمت فيها الذخائر المتفجرة جوا بشكل غير قانوني فوق مناطق سكنية مأهولة». وتُظهر صور لوكالة فرانس برس التُقطت في 10 مناسبات منفصلة على الأقل بين أكتوبر وأبريل أعمدة دخان غريبة ومتفرّعة، تشبه الأخطبوط، يتماشى مظهرها مع ما قد يصدر عن استخدام الفوسفور الأبيض. والتقطت تلك الصور في ما لا يقل عن ثمانية مواقع مختلفة على طول الحدود، وفي الكثير من المرات، في مواقع قريبة من المنازل أحياناً. وفي أكتوبر، ادعى الجيش الاسرائيلي في بيان ان إجراءاته تملي بعدم استخدام قذائف الفوسفور الأبيض «في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، مع وجود استثناءات معينة». وأضاف أن «هذا يتوافق مع متطلبات القانون الدولي ويتجاوزها» وأن الجيش «لا يستخدم هذه القذائف لأغراض الاستهداف أو إشعال النار».

«اختناق»

وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية في 28 يناير، أن «قذائف فوسفورية سقطت بين المنازل» في ساحة بلدة حولا، بعد استهداف من «مدفعية العدو». وتحدّثت الوكالة مرّات عدة عن قصف بذخائر الفوسفور في جنوب لبنان، بما في ذلك في الأيام الأخيرة، مما تسبب في بعض الأحيان باندلاع حرائق. وقال حمود إنه وزوجته نقلا إلى مستشفى في بلدة ميس الجبل القريبة عقب الهجوم في 28 يناير، حيث تلقيا العلاج وأعطيا الأوكسجين. وأفاد مصدر من مستشفى ميس الجبل «فرانس برس» بأنّ مؤسسته استقبلت يوم 28 يناير، أربعة مدنيين، بينهم امرأتان، نقلوا إلى العناية الفائقة نتيجة لتعرضهم «للاختناق وضيق تنفس شديد من الفوسفور الأبيض». ومن بين المصابين، رجل في السبعينات من عمره وامرأة في الستينات. وسجّلت من جهتها وزارة الصحة اللبنانية في جداولها 173 شخصاً كمصابين بتعرض «كيميائي... ناتج عن الفوسفور الأبيض»، من دون أن تحدّد ما إن كانوا مدنيين أو مقاتلين. وقال أطباء من ثلاثة مستشفيات إضافية في جنوب لبنان لـ «فرانس برس»، إن مؤسساتهم عالجت مصابين بأعراض تنفسية ناجمة عن التعرض للفوسفور الأبيض. وأكّد محقق الأسلحة في فريق الأزمات التابع لمنظمة العفو الدولية براين كاستنر لوكالة فرانس برس أن «استخدام الفوسفور الأبيض في المناطق المأهولة يمكن أن يصنّف كهجمات عشوائية، وهو ما يعد انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي». وأضاف «إذا أصيب أو قُتل مدنيون، قد يشكّل ذلك جريمة حرب». ورصد عناصر من قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل) أيضاً الفوسفور الأبيض داخل مقراتهم، وفق ما قال مسؤول في الأمم المتحدة لوكالة فرانس برس، طالباً عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول التحدث إلى وسائل الإعلام.

مخاوف بيئية وزراعية

ومنذ بدء التصعيد بين «حزب الله» واسرائيل، قُتل أكثر من 450 شخصاً في لبنان، بينهم 88 مدنياً، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية. وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 14 عسكرياً و11 مدنياً. وكانت منظمة العفو الدولية ذكرت عام 2023 ان «الجيش الإسرائيلي أطلق قذائف مدفعية تحتوي على الفوسفور الأبيض» خلال قصف على «طول حدود لبنان الجنوبية» بين 10 و16 أكتوبر. وطالبت «بالتحقيق في هجوم على بلدة الضهيرة في 16 أكتوبر باعتباره جريمة حرب، لأنه لم يميّز بين المدنيين والعسكريين، وأدى إلى إصابة ما لا يقل عن تسعة مدنيين». وأعرب البيت الأبيض في ديسمبر، عن قلقه إزاء تقارير تفيد باستخدام اسرائيل لفوسفور أبيض زوّدتها به الولايات المتحدة، بهجماتٍ في لبنان. في أكتوبر، قدّم لبنان شكوى بحقّ اسرائيل أمام مجلس الأمن على خلفية استخدامها للفوسفور الأبيض «أثناء عملياتها العسكرية داخل الحدود اللبنانية» بما «يعرض للخطر حياة عدد كبير من المدنيين الأبرياء، ويؤدي إلى تدهور بيئي واسع النطاق خاصة مع الممارسات الاسرائيلية القائمة على حرق الأحراج والغابات اللبنانية». وأثار استخدام الفوسفور الأبيض القلق بين المزارعين في جنوب لبنان الذين شاهدوا أراضيهم تحترق، فيما يخشى آخرون من تلوث في التربة والمحاصيل. وتلفت الأمينة العامة للمجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان تمارا الزين إلى أن هناك القليل من المعلومات حول كيفية تأثير الفوسفور الأبيض على التربة. ويعتزم المجلس أخذ عينات واسعة لتقييم أي تلوّث محتمل للتربة، لكن، وفق الزين، فهم «بانتظار وقف إطلاق النار لإرسال الفريق، لنقوم بهذا التقييم». وقال المدير المعاون لمركز حماية الطبيعة في الجامعة الأميركية في بيروت أنطوان كلاب في بيروت إن «النقص في البيانات» يتسبب بحالة ذعر، وأن بعض المزارعين كانوا «يهرعون لإجراء فحص للعينات». وأضاف أنه «من المهم أن نقوم بأخذ العينات في أسرع وقت ممكن» لفهم ما إذا كان قصف الفوسفور الأبيض يشكل «خطراً عاماً على الصحة العامة، والأمن الغذائي، والنظام البيئي نفسه»....

باقري «يتناغم» مع واشنطن بعدم توسعة الحرب إلى جنوب لبنان

أكد احتفاظ «حماس» بـ80 % من مخزونها للسلاح

الشرق الاوسط...بيروت: محمد شقير.. يتعامل «حزب الله» بجدية مع التهديدات التي يطلقها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وفريق حربه بتوسعة الحرب على امتداد الجبهة الشمالية في جنوب لبنان، ولن يقف مكتوف اليدين، كما أعلن التعبئة العامة في صفوف مقاتليه الذين هم الآن في جاهزية تامة لمواجهة التهديدات الإسرائيلية، وإن كان لا يريد الحرب، ولا يسعى إليها، كما يقول مصدر بارز في الثنائي الشيعي لـ«الشرق الأوسط»، مؤكداً أن توجيه الحزب ضرباته لتطول العمق الإسرائيلي يأتي رداً على استهداف تل أبيب مناطق في عمق البقاعين الشمالي والغربي، وهذا ما أبلغه الحزب تباعاً إلى كبار المسؤولين في الدولة اللبنانية، وإلى قوات الطوارئ الدولية «يونيفيل» التي لم تنقطع عن الاحتكاك اليومي بقيادة الحزب وبأركان حرب نتنياهو في مواكبتها للوضع المشتعل في الجنوب، وتوليها من حين لآخر نقل الرسائل بين تل أبيب والحزب. وكشفت مصادر سياسية أن اشتعال جبهة الجنوب بين الحزب وإسرائيل بشكل تدريجي وغير مسبوق يأتي في سياق ردود الفعل على التصعيد في غزة، انطلاقاً من أن الطرفين يلجآن إلى تصعيد المواجهة العسكرية في محاولة كلٍ منهما لتحسين شروطه في حال توصلت الوساطة الأميركية - المصرية - القطرية إلى وقف لإطلاق النار على الجبهة الغزاوية، على أمل أن ينسحب تلقائياً على الجبهة الجنوبية.

باقري مرتاح لسير الحرب الغزاوية

قالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن إيران ما زالت على موقفها بعدم توسعة الحرب، وهي تتناغم مع الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على إسرائيل لمنعها من توسعتها وإلزامها بالمبادرة التي أطلقها الرئيس الأميركي جو بايدن. وأكدت المصادر السياسية أن عدم رغبة إيران في توسعة الحرب تصدرت جدول أعمال اللقاءات التي عقدها وزير خارجيتها بالوكالة علي باقري كني، خلال زيارته الأولى لبيروت، التي شملت رئيسي المجلس النيابي نبيه بري، والحكومة نجيب ميقاتي، والوزير عبد الله بو حبيب، والأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، ومسؤولي الفصائل الفلسطينية المنتمية إلى محور الممانعة، وقالت إنه أبدى ارتياحه لسير الحرب الدائرة على الجبهة الغزاوية، وقدرة «حماس» و«الجهاد الإسلامي» على الصمود في وجه العدوان الإسرائيلي. ونقلت المصادر عن باقري قوله إن «حماس» لا تزال تحتفظ بما يفوق 80 في المائة من مخزونها من السلاح، وإنها صرفت حتى الساعة في تصديها للعدوان الإسرائيلي نحو 15 في المائة منه.

طهران تسعى لتجديد الاتفاق النووي

ورأت أن اختيار باقري لبيروت كمحطة أولى فور تعيينه بالوكالة، خلفاً لسلفه الراحل حسين أمير عبداللهيان، يأتي في سياق حرص إيران على تأكيد حضورها في الوضع المشتعل من غزة إلى جنوب لبنان، والتزاماً منها بدعمها للفصائل اللبنانية والفلسطينية المنتمية لمحور الممانعة في تصديها للعدوان الإسرائيلي، وصولاً لتوجيه رسالة يود من خلالها التأكيد على أنه لا يمكن تجاهل دور إيران في المنطقة في حال تم التوصل إلى تسوية من شأنها أن تعيد رسم خريطتها السياسية. لذلك، يسعى باقري إلى تجميع أكبر عدد من الأوراق لإدراجها، كما تقول المصادر نفسها، على طاولة المفاوضات الإيرانية - الأميركية التي تستضيفها سلطنة عمان، بالتلازم مع قيام سويسرا ممثلة بسفيرها في طهران بنقل الرسائل بين الطرفين إذا اقتضت الحاجة. وفي هذا السياق، لفتت المصادر إلى أن طهران ليست في وارد الدخول في اشتباك سياسي مع واشنطن، وهذا ما يعزز تناغمهما بعدم توسعة الحرب التي تشكل نقطة التقاء بينهما من موقع الاختلاف حول دور طهران في المنطقة، وقالت إن القيادة الإيرانية تراهن على خلق المناخ المؤاتي لإعادة الاعتبار للاتفاق النووي الذي وقّعته مع الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما (2015)، والذي ألغاه خَلَفُه الرئيس السابق دونالد ترمب، وبالتالي فهي تحبذ التجديد للرئيس الحالي جو بايدن لولاية رئاسية ثانية، اعتقاداً منها بأن مجرد تسليفه موقفاً مؤيداً سيؤدي إلى تعبيد الطريق أمام إحياء الاتفاق. وعليه، فإن تل أبيب تواصل تهديدها بتوسعة الحرب جنوباً للاقتصاص من «حزب الله»، بما يمكّن نتنياهو من استعادة هيبته في الداخل من جهة، وتهيئة الظروف لإعادة النازحين إلى المستوطنات التي نزحوا منها، وتقع على تخوم الحدود الإسرائيلية مع لبنان. لكن التهديد الإسرائيلي سرعان ما أخذ يتناقله عدد من المسؤولين اللبنانيين على لسان الموفدين الغربيين الذين يتهافتون لزيارة بيروت، محذرين من لجوء نتنياهو إلى توسعة الحرب مع مطلع شهر يوليو (تموز) المقبل، التزاماً بتعهده بإعادة النازحين قبل سبتمبر (أيلول)، مع بدء العام الدراسي في هذه المستوطنات.

بو حبيب: لم نتبلغ أي إنذار إسرائيلي

إلا أن التهديد، بحسب المصادر السياسية، بقي في إطار التحذير والدعوة إلى خفض منسوب التوتر في الجنوب، ولم يحمل إنذاراً إسرائيلياً، وهذا ما أكده الوزير بو حبيب لـ«الشرق الأوسط» بقوله إن لبنان لم يتبلغ أي إنذار إسرائيلي من قبل سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، أو سواهم من السفراء المعتمدين لدى لبنان، وجميعهم ينصحون بترجيح كفة الخيار الدبلوماسي والسعي من أجله، وهذا ما «نحبذه ونعمل من أجله في الاتصالات التي نقوم بها لإعادة الهدوء إلى الجنوب»، بتطبيق القرار الدولي 1701، الذي يلزم إسرائيل التقيد بحرفية ما هو وارد في اتفاقية الهدنة، ووقف تماديها في خرق الأجواء اللبنانية. ولا بد هنا من التساؤل عن كيفية تعاطي «حزب الله» مع التهديدات الإسرائيلية، وموقف واشنطن منها، خصوصاً أن الوسيط الأميركي أموس هوكستين يتواصل من حين لآخر مع الرئيس بري، وهو ينتظر التوصل إلى وقف للنار في غزة ليعاود تحركه بين بيروت وتل أبيب لتسويق مشروع الاتفاق الذي أعده لتهدئة الوضع على الجبهة الجنوبية. فـ«حزب الله»، بحسب المصادر السياسية، يدرس ردّه على إسرائيل بدقة، ولن يتورط في رفع منسوب المواجهة، إصراراً منه على عدم استدراجه لتوسعة الحرب، لأن لبنان لا يحتمل إقحامه في حرب مفتوحة، يعرف أين تبدأ، ولا يمكنه التكهن إلى أين ستنتهي، ما يتلاقى مع موقف إيران في إصرارها على عدم خروج مساندة الحزب لغزة عن السيطرة، لئلا يتفلت الوضع نحو مواجهة شاملة غير محسوبة تتعارض مع الدور الذي تلعبه طهران حالياً كضابط لإيقاع المواجهة الدائرة بين محور الممانعة، بقواها اللبنانية والفلسطينية، وبين إسرائيل، تؤدي للإضرار بإمساكها بالورقة اللبنانية، ما يصعب عليها صرفها سياسياً عندما يحين أوان التسوية في المنطقة، هذا إذا كانت الظروف الخارجية ناضجة لإنجازها، على الأقل في المدى المنظور.

«داعش» في لبنان: خلايا نائمة تحركها فوضى السلاح والأزمات السياسية

تم دحره عسكرياً من شرقي البلاد عام 2017

الشرق الاوسط..بيروت: بولا أسطيح.. أحيت العملية الأمنية التي نفذها مسلح يشتبه بأنه ينتمي إلى تنظيم «داعش» ضد السفارة الأميركية في لبنان، المخاوف من استيقاظ الخلايا النائمة للتنظيم المتشدد الذي تم دحره من منطقة كان يحتلها على الحدود الشرقية اللبنانية عام 2017 في إطار عملية أطلق عليها اسم «فجر الجرود». وظلت الأجهزة الأمنية تتابع من كثب نشاط عناصر مفترضين يؤيدون هذا التنظيم، في إطار العمل الأمني الاستباقي الذي أثبت فاعليته في السنوات الماضية، بحيث لم يتم تسجيل أي حدث أمني كبير منذ فبراير (شباط) 2019، حين أقدم أحد العناصر اللبنانيين الذين كانوا يقاتلون في صفوف «داعش» في سوريا على استهداف آليتين للجيش وقوى الأمن الداخلي في مدينة طرابلس (شمالاً) عشية عيد الفطر.

تواجد مستمر منذ 2013

وتأتي العملية التي تم تنفيذها في محيط السفارة الأميركية بعد أيام معدودة من إعلان الجيش اللبناني عن «توقيف 8 مواطنين، تبيّن بالتحقيق معهم أنهم من يحملون فكر التنظيم، واعترفوا، إضافة إلى قيامهم بأعمال سرقة من أجل تمويل مخططاتهم، بإطلاق النار على محال تجارية واستهداف آلية عسكرية، إلى جانب تصوير أحد مراكز الجيش اللبناني بنية استهدافه». وسبق أن أعلن الجيش اللبناني في العامين 2021 و2022 عن سلسلة عمليات أمنية أسفرت عن توقيف خلايا مرتبطة بـ«داعش»، كان بعضها يتهيأ لتنفيذ «مخططات إرهابية». وشهد لبنان بين عامي 2013 و2015 عدداً كبيراً من التفجيرات، أغلبها نفّذت بواسطة انتحاريين، دخلوا بسيارات مفخخة من سوريا إلى لبنان، والبعض الآخر عبر دراجات نارية مفخخة وأحزمة ناسفة أوقعت عشرات الضحايا.

معركة أمنية متواصلة

ويشير مصدر أمني لبناني إلى أن «الوجود العسكري لـ(داعش) انتهى مع معركة (فجر الجرود) عام 2017، لكن المعركة الأمنية لا تتوقف ولا تنتهي؛ لأن الفكر الداعشي موجود وينمو في المجتمعات الفقيرة بشكل خاص، ومحاربة هذا الفكر ليست بالأمر السهل على الإطلاق»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «الأجهزة الأمنية لا تزال تتابع من كثب أي تحركات، وهي بالمرصاد دائماً لبعض الموجات التي تصل من دول أخرى، ولكن لا يتم الإعلان عنها حتى نتأكد من إيقاف كل أفراد الخلية».

عمليات مقبلة؟

ويرجح الخبراء أنه نتيجة فوضى السلاح، وخاصة في ظل العمليات العسكرية المستمرة جنوباً، ومشاركة مجموعات متعددة إلى جانب «حزب الله»، وكذلك نتيجة الأزمات السياسية المتواصلة، وأبرزها الشغور الرئاسي المتواصل منذ عام ونصف العام، فإن ذلك يؤدي إلى قيام بيئة مواتية للخلايا النائمة للتنظيمات المتطرفة. ويوضح رئيس «مركز الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري» (أنيجما)، رياض قهوجي، أن «(داعش) يحتاج إلى بيئة ومناخ يساعدانه على التحرك. فظهوره في الساحتين العراقية والسورية في العام 2013 كان نتيجة ضعف الحكومات المركزية وجو الحرب الأهلية المذهبية - الطائفية التي كانت قائمة في ذلك الحين»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «في لبنان تم دحره من خلال عملية عسكرية واكبتها عمليات أمنية خاصة، ومناطق تواجد العناصر المتطرفة كانت محددة في الشمال وداخل المخيمات الفلسطينية كما في منطقة عرسال شرقاً، لكن بقيت خلايا للتنظيم بعد عملية (فجر الجرود)، وبقي العمل الأمني قائماً على ملاحقتها، ولم يكن ذلك بالأمر الصعب لأن البيئة اللبنانية لم تكن خصبة».

البيئة اللبنانية مواتية

ويلفت قهوجي إلى أن «التنظيم يبحث دائماً عن ثغرات داخل الدول، وهي ثغرات تكون ناتجة من ضعف الحكومات المحلية وانتشار الفوضى والسلاح؛ لأن ذلك يسهّل عملهم وتحركهم. واليوم، ونتيجة الوضع في لبنان، وحاجة (حزب الله) إلى تنشيط عمل مجموعات سنية ليُظهر أن المقاومة في الجنوب ليست محصورة بفئة معينة، أدخل (الجماعة الإسلامية) في اللعبة، وبالتالي، عندما تصبح البيئة مواتية لتحرك المجموعات الإسلامية وتحريك سلاحها من دون أن يتم توقيفها؛ لأن هناك انتشاراً للسلاح غير الشرعي بشكل كبير في لبنان، يصبح عمل (داعش) وسواه ميسراً». ويضيف قهوجي: «العملية التي شهدناها في محيط السفارة الأميركية قد نشهد المزيد منها في المرحلة المقبلة؛ نظراً للوضع المتفلت في لبنان، واستمرار تفلت الوضع في سوريا، حيث ينشط تنظيم (داعش) هناك أيضاً بشكل متزايد، كما أن له تواجداً في الساحة العراقية، أي أن هناك مجموعات يتم توجيهها من الخارج. أضف إلى ذلك أن وجود المخيمات السورية بالشكل العشوائي الذي تنتشر فيه، يجعل من الصعب على الأجهزة الأمنية القيام بعمليات استباقية لوقف المجموعات الإرهابية».

«اليونيفيل»: احتمال كبير لتصعيد أوسع بين «حزب الله» وإسرائيل

حرب الحرائق مستمرة... و17 بلدة لبنانية قصفت بالفسفور الأبيض

بيروت: «الشرق الأوسط».. تستمر «حرب الحرائق» بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي الذي استهدف مناطق واسعة في جنوب لبنان بالقذائف الحارقة والفسفورية؛ ما تسبب في اندلاع النيران في الأحراج، في وقت تحدث فيه أندريا تينينتي، المتحدث باسم «قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)» عن «احتمال كبير أن يحدث تصعيد وسوء فهم قد يؤدي إلى صراع أوسع». وقالت «هيومن رايتس ووتش» في بيان لها إن «استخدام الفسفور الأبيض من إسرائيل على نطاق واسع في جنوب لبنان يعرض المدنيين لخطر جسيم ويساهم في تهجيرهم». وأشارت إلى أنها تحققت من «استخدام القوات الإسرائيلية ذخائر الفسفور الأبيض في 17 بلدة على الأقل في جنوب لبنان منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023؛ خمس منها استُخدمت فيها الذخائر المتفجرة جواً بشكل غير قانوني فوق مناطق سكنية مأهولة». وأوضحت أن «الفسفور الأبيض مادة كيميائية مستخدمة في قذائف المدفعية والقنابل والصواريخ، وتشتعل عند تعرضها للأكسجين، وتسبب آثارها الحارقة الوفاة أو الإصابات القاسية التي تؤدي إلى معاناة مدى الحياة، ويمكنها إشعال النار في المنازل والمناطق الزراعية وغيرها من الأعيان المدنية. بموجب القانون الإنساني الدولي، استخدام الفسفور الأبيض المتفجر في المناطق المأهولة بالسكان هو عشوائي بشكل غير قانوني، ولا يفي بالمتطلبات القانونية لاتخاذ كل الاحتياطات الممكنة لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين». وعدّت أن «استخدام إسرائيل الفسفور الأبيض على نطاق واسع في جنوب لبنان يُبرز الحاجة إلى قانون دولي أقوى بشأن الأسلحة الحارقة. (البروتوكول الثالث لاتفاقية الأسلحة التقليدية) هو الصك الوحيد الملزم قانوناً والمخصص تحديداً للأسلحة الحارقة. لبنان طرف في (البروتوكول الثالث)، لكن إسرائيل ليست طرفاً فيه». وعمد الجيش الإسرائيلي إلى إطلاق القنابل الحارقة على الأحراج المتاخمة للخط الأزرق؛ ما أدى إلى اشتعال النار في ما تبقّى من أشجار معمّرة، خصوصاً في أحراج الناقورة وعلما الشعب، إضافة إلى الأحراج في بلدات عيتا الشعب وعيترون ومارون الراس، وأدى القصف بالقذائف الفسفورية إلى اشتعال الحرائق بين بلدتي حولا ومركبا. وسياسة الحرائق نفسها اتبعها «حزب الله» في عملياته الأخيرة؛ حيث أدى قصفه إلى اندلاع حرائق كبيرة في شمال إسرائيل بحقول وغابات امتدت على مساحة 22 ألف دونم. في موازاة ذلك، أعلن «حزب الله» عن تنفيذه عدداً من العمليات، وقال في بيانات متفرقة إنه استهدف «تجمعاً لجنود العدو الصهيوني في محيط موقع بركة ريشة»، كما استهدف «منصة ‏(القبة الحديدية) في ثكنة (راموت نفتالي) بصاروخ موجّه»، وموقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية. وأعلن أيضاً أنه «وبعد رصد وترقب لقوات العدو الإسرائيلي في موقع المالكية، كمن فجراً لمجموعة من جنود العدو أثناء دخولها إلى الموقع، واستهدفها بقذائف المدفعية»، إضافة إلى استهدافه بـ«مُحلّقة انقضاضية مكان استقرار ‏وتموضع ‏جنود العدو الإسرائيلي في موقع البغدادي». من جهته، كتب المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على حسابه عبر منصة «إكس» أنه «خلال ساعات الليلة الماضية هاجمت طائرات حربية لسلاح الجو منصتين صاروخيتين لـ(حزب الله) في منطقتيْ زبقين وعيتا الشعب»، مشيراً كذلك إلى «استهداف 3 مبانٍ عسكرية لـ(حزب الله) في العديسة وبليدا ومركبا». في موازاة ذلك، عبر آندريا تينينتي، المتحدث باسم «قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)»، عن قلقه من التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل. وقال لـ«وكالة أنباء العالم العربي»: «التحدي الرئيسي في الوقت الحالي هو تبادل إطلاق النار المستمر منذ 8 أشهر، وهناك احتمال كبير، بعد كل هذه الأشهر من تبادل إطلاق النار، أن يحدث تصعيد أكبر وسوء فهم قد يؤدي إلى صراع أوسع». وعبّر عن قلقه «بشأن هذه الأوضاع، وفي نفس الوقت نبذل قصارى جهدنا لخفض التوتر، كما يعمل المجتمع الدولي حالياً بجدية لإيجاد حلول». وأضاف: «لطالما قلت إنه لا حل عسكرياً للصراع؛ بل يجب أن يكون الحل سياسياً ودبلوماسياً فقط، ونحن مستعدون لتنفيذ أي حل يتمكن المجتمع الدولي من التوصل إليه بموافقة الأطراف». ورأى أن «قرار مجلس الأمن (1701) يواجه تحديات كبيرة»، آملاً «العودة إلى العمل على تنفيذ هذا القرار»، مؤكداً: «يبقى التحدي الأكثر إلحاحاً في الوقت الحالي هو وقف الأعمال العدائية المستمرة».

«حزب الله» يضرب هدفاً عسكرياً في شمال إسرائيل... وتقارير عن إصابة 11

بيروت: «الشرق الأوسط».. أعلن «حزب الله» اللبناني، اليوم (الأربعاء)، أنه استهدف منصة تابعة لمنظومة «القبة الحديدية» الإسرائيلية في ثكنة «راموت نفتالي» بصاروخ موجّه، وفق وكالة «رويترز» للأنباء. وفي وقت لاحق اليوم، أعلنت الجماعة تنفيذ هجوم جوي بالطائرات المُسيرة ضد هدف عسكري في شمال إسرائيل، في حين أعلنت صحيفة «هآرتس» إصابة 11 شخصاً في هجوم بالطيران المُسيَّر بشمال إسرائيل. وقال «حزب الله» في بيان، إنه نفَّذ «هجوماً جوياً بسرب من المُسيَّرات الانقضاضية على تجمع مستحدث جنوب ‌‏مستعمرة الكوش»، وقال إنه استهدف أماكن تموضع واستقرار ضباط وجنود إسرائيليين وأصابهم إصابة مباشرة ‌‏وأوقعهم «بين قتيل وجريح».‌ وأضاف «حزب الله» أن هجومه يأتي رداً ‏على «‏اعتداءات» إسرائيل وعمليات «الاغتيال» التي ينفّذها خصوصاً في بلدة الناقورة، يوم أمس. وقالت صحيفة «هآرتس» في وقت سابق اليوم إن هجوماً بالمُسيَّرات استهدف بلدة حورفيش شمال إسرائيل، وأوقع 11 إصابة أحدها في حالة خطيرة. وفي الوقت نفسه، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه رصد إطلاق قذائف من لبنان وسقوطها في منطقة حورفيش، مضيفاً أنه لم يتم تفعيل صافرات الإنذار. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إن الحادث قيد التحقيق. وأعلن «حزب الله» اللبناني، أمس (الثلاثاء)، مقتل أحد عناصره في قصف إسرائيلي بجنوب لبنان، وقال إنه من سكان بلدة الناقورة. ومنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي يتبادل كل من «حزب الله» الموالي لإيران، وإسرائيل، القصف على طول الحدود بين لبنان وإسرائيل.

هل إسرائيل جاهزة فعلاً لحرب واسعة ضد لبنان؟

الاخبار..ابراهيم الأمين .. لا حاجة إلى ذكر الأسباب الموجبة التي قد تدفع العدوّ الى خيار مجنون كشنّ حرب واسعة ضد لبنان. درجة الحافزية عالية جداً عند العسكريين والسياسيين. وحتى المستوطنون، الذين يلمسون عجز جيشهم عن إعادتهم الى المستعمرات، يعتقدون بأن جيشهم قادر على سحق حزب الله.ثمة أسباب كثيرة تعزّز نظرية الحرب عند العدوّ. أولها فشل الحملة على غزة، وانعكاساته الكبيرة على موقع إسرائيل في المنطقة، وأن إسرائيل ستكون أمام أيام صعبة في ظلّ وجود «عدوّ لئيم» مثل حزب الله الذي تحمّله مسؤولية كبيرة عما جرى في غزة، وفي كل فلسطين المحتلة. وفوق ذلك، توجد على طاولة أصحاب القرار في تل أبيب طلبات متواصلة من «عرب إسرائيل» تدعوها الى توجيه ضربة قاضية إلى الحزب، إذ إن هؤلاء (وبينهم للأسف قسم من مجانين لبنان) يرون في انتهاء الحرب وبقاء حزب الله على قوته كارثة لهم، وخسارة أكبر في لبنان وسوريا والعراق، وربما في بلدان جديدة ستنضمّ الى مسيرة المقاومة في المنطقة.

لكن السؤال الأهم: هل إسرائيل في وضع داخلي وعسكري وإقليمي ودولي يمكّنها من خوض معركة كهذه؟

منذ عملية «طوفان الأقصى» المجيدة، كانت الفضيحة مدوّية في منظومة التقدير الاستخباراتي والاستراتيجي في الكيان، بسبب فشل استخباراتي يتجاوز العجز عن الوصول الى معلومات صحيحة، ليصيب منطق التفكير وتحكّم العقل الاستعلائي بقادة العدوّ وأجهزته. والجهات التي غاب عنها هذا التقدير، هي نفسها التي عادت وكررت الخطأ نفسه، عندما قرّر جيش الاحتلال قصف القنصلية الإيرانية في دمشق، بناءً على تقدير بأن إيران ستبتلع الضربة ولن تردّ. وهي الجهات نفسها التي قالت إن «خطر» الحوثيين يخشاه «الضعفاء من العرب الموجودين حول اليمن»، وفاتهم أن الولايات المتحدة، نفسها، تقف اليوم عاجزة أمام حفنة من المسيّرات والصواريخ اليمنية. وجهات التقدير نفسها هي من تقول اليوم إن الجيش قادر على إنجاز المهمة في لبنان. ما حصل في غزة كان عبارة عن عملية نارية انتقامية ليس فيها أيّ عمل مهني بالمعنى التقليدي للمعارك العسكرية. وهي عملية لم تكن لتحصل من دون دعم كامل من الولايات المتحدة والغرب، وكل الذخائر التي استخدمت ما كانت لتصل إلى إسرائيل لولا فتح الغرب مخازنه، إذ ليست لدى إسرائيل القدرة على إنتاج نصف ما استهلكته من قوة نارية في القطاع. بهذا المعنى، فإن السؤال مشروع حول حجم مخزون العدوّ الذي يقول إنه يحتاج الى ضعفه في مواجهة لبنان، فهل تتّكل إسرائيل على تدخّل أميركي أكبر؟

أمر آخر، هو أن العدوّ الذي يعتمد على مفهوم الردع كوسيلة أساسية في مواجهة أعدائه، يجد صعوبة في التعامل مع قدرة الردع في مواجهة حماس في غزة، وحزب الله أيضاً. وفي حالة لبنان، يعرف العدوّ قبل غيره أن حزب الله هو من بدأ المعركة، وهو من يختار توقيت عملياته والأهداف، وفي كل مرة يحاول فيها العدوّ الرد بسقف أعلى بقصد ردع الحزب، يأتيه الردّ بسقف أعلى مما كان يتوقع. وخلاصة هذا التسابق أن فكرة التصعيد الى أبعد الحدود، لردع المقاومة، لم تعد مجدية في المعركة القائمة. حتى الرد على عملية أمس، لن يكون له معنى في حال بقي ضمن قواعد المواجهة بين عسكريين. وبمعزل عن طبيعة الرد، فإن برامج عمل المقاومة ستفرض رفعاً للسقف في مواجهة العدو، وضمن القواعد نفسها. أما لجوء العدو الى إطلاق حملة جوية كبيرة تستهدف قصف آلاف الأهداف التي خزنتها استخباراته العسكرية، فيتطلّب، عملياً، تدمير عدد هائل من المنشآت المدنية. وهو يدرك أنه سيكون مسؤولاً عن إطلاق الرصاصة الأولى في حرب كبيرة، ولن يجد في العالم من يبرّر له حملته، وسيجعل إسرائيل في موقف أكثر ضعفاً ضمن نادي المساعي الديبلوماسية العالمية، فيما هي تقف اليوم في الجانب المنبوذ عالمياً. يبقى الأمر الأخير، المتعلق بالحرب نفسها. نعرف جميعاً أن العدو يتعامل مع لبنان وحزب الله بشكل مختلف عن غزة وحماس. وتبيّن بوضوح أنه ركّز جهده العسكري والأمني والسياسي خلال العقد الأخير على جبهته الشمالية. وإذا كان العدو أكثر استعداداً للتعامل مع حزب الله، فإن مواجهات الأشهر الثمانية الماضية قدّمت صورة عما يعرفه عن المقاومة. صحيح أن الغارات لم تضرب أهدافاً بإمكان العدو الوصول إليها، بشرياً أو عسكرياً، لكنه يعرف جيداً أن المقاومة في لبنان بادرت، سريعاً، الى خطط بديلة للانتشار والتموضع والتخزين في ضوء ما تقوم به إسرائيل في غزة. بمعنى آخر، فإن غياب عنصر المفاجأة من جانب العدو، وحرب الاستنزاف القائمة منذ ثمانية أشهر، والاستعداد الواضح من جانب المقاومة لاحتمال الحرب الكبيرة، كل ذلك يجعل بنك الأهداف أقلّ قيمة. ومع ذلك، لن يكون بمقدور العدو سوى اللجوء الى القوة النارية للتعويض عن عجزه العسكري. وفوق ذلك، لمست المقاومة في لبنان حجم ونوعية جهوزية الجبهة الداخلية في كيان الاحتلال. وتكفي مراجعة تعامل العدو مع مشكلة إيواء المستوطنين الذين أُبعدوا عن مستعمرات الشمال، وكيفية تعامل أجهزته المدنية مع آثار المعارك، وما قام به في مواجهة «حفلة النيران» قبل يومين، إضافة الى الانتكاسات الكبيرة والمتفاقمة في الوضع الاقتصادي... إذ إن كل ذلك يقود الى نتيجة واضحة، هي أن العدو لا يمكنه أن يعد شعبه بأيّ نوع من الأمان في حال اندلاع المواجهة الكبيرة. أما عسكرياً، فإن جيش الاحتلال الذي يريد شن حملة على لبنان غير قادر حتى اللحظة على تحشيد قواته بالطريقة التي تعوّد عليها. يعرف الجميع أن جيش العدو ينتشر بطريقة سرية جداً، ويتحرك بصعوبة بالغة في عمق يصل الى نحو عشرة كيلومترات بعيداً عن حدود لبنان، وهو يعمد الى عمليات تمويه أكبر في مواقع أبعد من ذلك، إضافة الى أن معظم مواقعه عند الحافة الأمامية خالية إلا من بعض جنود يمضون معظم أوقاتهم في غرف محصّنة. وفي العملية التي نفّذها مقاومون قبل أيام باتجاه موقع راميا الحدودي، لم تطلق نيران من الموقع، وهذا له تفسيرات عسكرية كبيرة.

جهوزية المقاومة لمواجهة العدوّ باتت مختلفة جداً عمّا كانت عليه قبل 7 أكتوبر ولا شيء يدفعها إلى التراجع

من جهة ثانية، فإن العدو الذي يلجأ الى منظومة خاصة من الدفاع الجوي لمواجهة صواريخ حزب الله ومسيّراته، لا يملك حلاً سحرياً غير مشاريع القبب الحديدية على أنواعها. ومع أن هذا السلاح يحتاج أيضاً الى تغذية كبيرة من جانب الغرب والأميركيين على وجه التحديد، فإن عمليات المقاومة في لبنان أظهرت أنه عاجز عن القيام بوظيفته، بل أكثر من ذلك، نجحت المقاومة في تعطيل عدد غير قليل من منظومات الدفاع الجوي، سواء تلك الخاصة بمنظومة الرادارات والاستشعار، أو منظومة الصواريخ المضادة. وأظهرت المقاومة في لبنان قدرة خاصة على العمل بحرية كبيرة في الأجواء الفلسطينية، وهي لم تستخدم حتى اللحظة سوى جيل «عتيق» من المسيّرات الحربية. وبالتالي، يجب أن يحسم العدو جوابه حول كيفية توفير القدرة على مواجهة أشكال جديدة من القصف التي قد تضطرّ المقاومة الى استخدامها في حالة الحرب الواسعة. ونتحدث هنا عن نوعية مختلفة من الصواريخ العادية أو الباليستية أو الموجّهة، وعن أجيال جديدة من المسيّرات المسلّحة القادرة على تنفيذ عدة مهام في وقت واحد. أضف إلى ذلك أن جيش الاحتلال تعرّف، ولو جزئياً، على بعض قدرات منظومة الدفاع الجوي لدى المقاومة. وبمعزل عما إذا كان قد بات يعرف نوعية الصواريخ المستخدمة في إسقاط مسيّراته الكبيرة، والتي يجري تعريفها عسكرياً بأنها طائرة حربية مقاتلة غير مأهولة، فإنه لا يملك جواباً شافياً عمّا يمكن أن تملكه المقاومة من أسلحة أكثر فعالية في مواجهة كل أنواع الطائرات الإسرائيلية، ولا سيما الحربية منها. يبقى العمل البري. وفي هذا الجانب، ثمّة أساطير سبق لحزب الله أن حطّمها، وأجهزت عليها المقاومة في غزة. واستعدادات المقاومة لمواجهة برية هي أكبر بكثير ممّا يتوقّع كثيرون، وربّما سيجد العدو نفسه أنه أمام جيل جديد من المقاتلين الذين يعيشون هذه الأيام ساعات «ملل» طويلة نتيجة عدم حاجة الحرب الى قدراتهم. أما المفاجآت التي أعدّتها المقاومة، فهي حقيقية، وربما تكون أكبر بكثير ممّا يتخيل العدوّ وكل الحاقدين. عملياً، ليس هناك من سبب لجنون إسرائيلي، سوى تكرار حماقات قادته في غزة. ومتى قرّر العدوّ الحرب، فهذا يعني أنه سيرفع الصوت منذ الساعات الأولى طالباً حضور الجيش الأميركي بكل قوته الى منطقتنا، ولهذا الجيش، إن حضر، «عدّة شغل» باتت جاهزة للاستخدام متى لزم الأمر!



السابق

أخبار وتقارير..الجيش الأردني: المتسلل الذي قتل عند اجتيازه الحدود ينتمي لجنسية غير أردنية..هيروشيما لم تدع إطلاقاً الممثل الفلسطيني..ناغازاكي تستبعد إسرائيل من الحفل السنوي للسلام..شرطة سان فرانسيسكو تحتجز 70 محتجاً أمام القنصلية الإسرائيلية..اليونان: تراجع هجمات الحوثيين الأسبوع الماضي بفضل التنسيق الدولي للمهام البحرية..روسيا تتوعد بضرب المدربين الغربيين بأوكرانيا وتخص الفرنسيين.."لا تكتبوا عن ذلك"..بايدن: لقد تم تدمير الجيش الروسي بشكل رهيب..اجتماعان مرتقبان بين بايدن وزيلينسكي في غضون أسبوع..حال الحرب مع روسيا..«الناتو» يطور «ممرات برية» لنقل القوات الأميركية..ترامب ينقل المعركة للداخل وبايدن يندد بترشح «مجرم» للرئاسة..بطل «بريكست» يطعن المحافظين ويترشح للانتخابات البريطانية..أستراليا ستسمح بتجنيد الأجانب في الجيش..ألمانيا تلاحق داعمي حركة «الرايخ»..مودي يتجه لتولي رئاسة وزراء الهند لفترة ثالثة لكن بأغلبية ضئيلة جدا..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..29 شهيدا في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بمخيم النصيرات في غزة..70 قتيلاً خلال 24 ساعة جراء قصف إسرائيلي على غزة..نيويورك تايمز: قطر تلقت ردا أوليا إيجابيا من حماس على مقترح بايدن لوقف النار..اجتماع بين رئيس وزراء قطر ورئيس المخابرات المصرية و«حماس» لبحث هدنة غزة..واشنطن «تضغط على الجميع» من أجل اتفاق في غزة..قياديان في فتح وحماس لـ"العربية": يجب أن يأتي اليوم التالي للحرب ونحن في وحدة..ثلاثي وساطة غزة يجتمع..و«مسيرة الأعلام» تخترق القدس..المباحثات في الصين تأتي في وقت ينصب فيه التركيز على خطط ما بعد حرب غزة..«حماس» تسعى للحفاظ على نفوذها خلال محادثات المصالحة مع «فتح»..مسيرة الأعلام: مستوطنون يعتدون على الفلسطينيين بحماية الجنود..هيئات إسلامية تحذّر من «حرب دينية»..ليبرمان: إيران تُخطّط لـ «إبادتنا» نووياً.. ليبرمان يُحذّر من «محرقة»..

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي...

 الثلاثاء 18 حزيران 2024 - 8:17 ص

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي... مجموعات الازمات الدولية..طهران/ الرياض/واشنطن/برو… تتمة »

عدد الزيارات: 161,624,940

عدد الزوار: 7,206,752

المتواجدون الآن: 151