بغداد ترفض تحويل الحرس الوطني إلى تنظيم «داعش» آخر...شيخ الأزهر يؤكد للعبادي ضرورة العمل لدرء الفتن الطائفية والفتاوى التكفيرية

العبادي يتأنى في الهجوم على الموصل بمشاركة بريطانية ومقتل قائد من الحرس الثوري في سامراء.... النازحون في العراق شتتهم شبح الموت وجمعتهم المعاناة في المخيمات... انحياز العبادي لواشنطن يقلق طهران.. وقادتها لن يسكتوا عن ذلك

تاريخ الإضافة الأربعاء 14 كانون الثاني 2015 - 7:07 ص    عدد الزيارات 1755    القسم عربية

        


 

العبادي يتأنى في الهجوم على الموصل بمشاركة بريطانية ومقتل قائد من الحرس الثوري في سامراء
المستقبل...بغداد ـ علي البغدادي
قتل قائد جديد من الحرس الثوري الإيراني السبت الماضي في اشتباكات مع تنظيم «داعش» المتطرف في سامراء، الأمر الذي يشكل دليلاً إضافياً على طبيعة التغلغل الإيراني في العراق وتجاوزه الدعم الاستشاري للقوات العراقية، الى المشاركة الفعلية في العمليات العسكرية الجارية على أكثر من جبهة ساخنة مع المتشددين. ويظهر رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي تأنياً كبيراً في تحديد موعد الهجوم العسكري لاستعادة مدينة الموصل مركز محافظة نينوى (شمال العراق) الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» منذ حزيران الماضي، في ظل اختلاف وجهات النظر بين بغداد وواشنطن بشأن نتائج العملية التي من المفترض أن تشارك فيها القوات الخاصة البريطانية.

فقد أعلنت إيران مقتل القائد في الحرس الثوري مهدي نوروزي في العمليات الحربية التي تجري في العراق ضد تنظيم «داعش»، في سامراء في محافظة صلاح الدين (شمال بغداد).

وأفادت مصادر مطلعة أن نوروزي الذي قتله السبت الماضي في سامراء مقاتلون من «داعش«، كان يشغل منصب قائد العمليات الخاصة ويقود مجموعات من منظمة بدر التي يتزعمها النائب الحالي ووزير النقل السابق هادي العامري.

وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية أن «نوروزي سقط أثناء اشتباكات مع تنظيم «داعش« في سامراء برصاص مباشر أرداه قتيلاً على الفور»، مضيفة أنه كان عضواً في مقر «الشهيد تيموري نيا التابع لقوات الباسيج (التعبئة الشعبية) في مدينة كرمنشاه« غرب إيران.

وأشارت المصادر الى أن» نوروزي ينحدر من مدينة كرمنشاه ذات الأغلبية الكردية في إيران، وهو قاتل في فترات سابقة في سوريا»، لافتة الى أنه توجه الى العراق للقتال ضد «داعش«.

يُذكر أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني أسس جيشاً رديفاً من الميليشيات وآلاف المتطوعين الشيعة تحت مسمى «الحشد الشعبي» لمساندة الجيش العراقي، علماً أن قادة الميليشيات الشيعية هذه يوالون إيران أكثر من موالاتهم للعراق، وبعضهم أعلن صراحة تبعيته الكاملة سياسياً وعسكرياً وعقائدياً لإيران.

وغالباً ما تنفي إيران إرسال قوات عسكرية الى العراق للمشاركة المباشرة في القتال الدائر بين القوات الأمنية العراقية وإرهابيي تنظيم «داعش»، وتكتفي بالقول إنها ترسل مستشارين وخبراء عسكريين لمساعدة وتدريب القوات العراقية.

وكان حميد تقوي القائد البارز في الحرس الثوري الإيراني قتل قبل أسابيع في انفجار استهدفه قرب مدينة سامراء حيث جرى له تشييع رسمي كبير في طهران بمشاركة كبار القادة العسكريين الإيرانيين.

في غضون ذلك كشف رئيس الوزراء العراقي بدء القوات الأمنية العراقية معركة لاسترجاع مدينة تكريت من تنظيم «داعش« خلال أقل من شهر، لكنه أكد أنه لا يمكن تحديد موعد لبدء عمليات تحرير الموصل.

وتستعد القوات العراقية وقوات التحالف الدولي للبدء بعملية عسكرية لاستعادة الموصل من «داعش« التي تسيطر عليها منذ أكثر من 6 أشهر. وأفادت مصادر مطلعة أن «الخطة الميدانية المتفق عليها بين بغداد وواشنطن تتطلب الاتفاق مع القوات الحكومية العراقية لتطهير المدن التي تخضع تحت سيطرة التنظيم حتى قضاء الشرقاط، القريب من مدينة الموصل«.

وأضافت المصادر أنه «بعد وصول القوات الأمنية العراقية الى قضاء الشرقاط سيتحدد موعد بدء العملية العسكرية لتطهير محافظة نينوى بالاتفاق بين الحكومة العراقية والتحالف الدولي بقيادة واشنطن، التي قد تشارك بقوات برية تساند نظيرتها العراقية في عملية تحرير الموصل«.

وكشفت المصادر عن «مشاركة القوات الخاصة البريطانية في عملية تطهير الموصل بالإضافة الى القوات العراقية، وقد تكون القوة البريطانية هي القوة الأجنبية الوحيدة غير القوات الأميركية التي ستخوض المعركة براً«، مشيراً الى أن «القوات البريطانية الخاصة تُعد لخطة أمنية ميدانية بشأن عملية تطهير الموصل ستطلع الحكومة العراقية عليها وقد تساهم هذه القوة في اختصار الوقت الزمني الذي سيُحدد لعملية تطهير المدينة من داعش«.

وقال العبادي إن»القوات الأمنية ستشن هجوماً على مسلحي داعش لاسترجاع تكريت خلال أقل من شهر»، مشدداً «أننا لا نريد التقدم نحو الموصل بدون تخطيط ولا أستطيع إعطاء موعد محدد عن انطلاق عمليات استرجاعها»، مرجحاً في الوقت ذاته أن «تبدأ العمليات قريباً وأسرع من المتوقع«.

وقال العبادي في تصريح صحافي إن «عملية إعادة بناء الجيش قد تستغرق ثلاث سنوات، ولكن هذا لا يعني بأن القتال ضد تنظيم «داعش« سيستمر ثلاث سنوات»، مبيناً أن «بناء جيش أكثر فعالية قد يكون أمراً صعباً في وقت ينشغل فيه الجيش بمحاربة تنظيم داعش«.

وأضاف العبادي أن «أصعب شيء تواجهه هو مهمة إعادة هيكلة وبناء الجيش في وقت تكون فيه بحالة حرب»، لافتاً إلى «أننا نهدف إلى توفير توازن بين الحالتين بحيث نعمل على إعادة بناء الجيش بطريقة لا تؤثر في عمليات القتال«.

وأعرب العبادي عن أمله بأن «يتم دمج أكثر من 600 ألف مجند من قوات الحشد الشعبي وعناصر العشائر السنية في الجيش بعد الانتهاء من المعارك«.

وقال رئيس الوزراء العراقي إنه «بحث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اقتراحات عراقية من أجل حل سلمي في سوريا»، مشيراً إلى أن» هذه الأفكار طرحت على عدة دول أخرى في المنطقة، «موضحاً أن «الاقتراحات العراقية تتركز حول ضرورة ملء الفراغ الذي سينشأ في المناطق التي يمكن تحريرها من سيطرة «داعش« فى سوريا من خلال إنشاء إدارة مشتركة بين الحكومة والمعارضة في مرحلة انتقالية«.

ولفت العبادي إلى أن «الهدف من الاقتراح العراقي هو منع تشكل مجموعات إرهابية جديدة في المناطق التي يتم طرد تنظيم «داعش« منها مستقبلاً«.

وكان رئيس الوزراء العراقي عاد أمس الى بغداد بعد اختتام زيارة قام بها الى العاصمة المصرية القاهرة التقى خلالها الرئيس السيسي ورئيس وزراء مصر اسماعيل محلب وشيخ الأزهر أحمد الطيب.

وأعلن الجانبان العراقي والمصري في مؤتمرات صحافية عن التوصل الى اتفاقات تتضمن التعاون الكامل بين البلدين في كافة المجالات وتم طرح فكرة تدريب عناصر الجيش العراقي في مصر، كما تمت مناقشة مسألة مد أنبوب للغاز بين البلدين.
 
«داعش» ينقل ترسانته من الأنبار إلى الرقة
بغداد – «الحياة»
أكدت مصادر عشائرية في الانبار أن التنسيق مع قوات التحالف الدولي، بمشاركة الأردن، نجح في توفير معلومات استخباراتية مهمة أدت إلى «إبادة رتل كبير لتنظيم الدولة الاسلامية بين قضاءي عانة وحديثة».
وأدى تزايد الهجمات على التنظيم في المناطق الحدودية بين الانبار وسوية، بدأ «داعش» نقل ترسانته من مدن القائم والعبيدي، والكرابلة الى البوكمال التابعة لمحافظة دير الزور.
وقال كامل المحمدي، وهو أحد شيوخ عشائر الأنبار لـ «الحياة» إن «غرفة عمليات مشتركة فيها عدد من أبناء عشائر الحدود مع ضباط في قوات التحالف الدولي والقوات الاردنية نجحت في توجيه ضربات قوية الى عناصر الدولة الاسلامية على الحدود بين العراق وسورية».
وأضاف إن «العشائر على الحدود التي تقطن القائم وراوة تمتلك معلومات عن أماكن وجود عناصر التنظيم واسمائهم، وعلى رغم أن بعض شيوخها اضطر إلى مغادرة هذه المناطق لأن داعش يلاحقهم الا انهم يمتلكون السطوة على الاهالي وابناء عشائرهم». وأشار الى أن «تشكيلات مسلحة تعمل باسم كتائب الحمزة تنفذ مهات استخباراتية وامنية محدودة بغطاء جوي من التحالف الدولي».
ولفت الى أن «معلومات العشائر ساعدت قوات التحالف الدولي في إبادة رتل لتنظيم داعش على الطريق بين قضاءي عانة وحديثة في مطقة البو حياة، قبل ثلاثة أيام وكان في الرتل والي مدينة القائم سلام الشفار الذي قتل في الغارة».
وتابع ان داعش أرسل أحد قادته من سورية الى القائم، بعد الحادثة وامر بنقل الجزء الأكبر من ترسانة التنظيم في المنطقة الى الجانب السوري في مدينة البوكمال تحسباً لهجوم على معاقله في اقصى غرب الانبار».
وأفادت وسائل اعلام قبل يومين أن «داعش» يحفر خندقاً بين مدينة القائم العراقية والبوكمال السورية، باستثناء نقطة واحدة حشد فيها عناصره.
وعند هذه النقطة لافتة كبيرة باسم ولاية «الفرات» التي أعلن التنظيم تشكيلها في آب (أغسطس) الماضي وهي الولاية الوحيدة التي تضم اراضي عراقية وسورية، وتمتد البو كمال السورية ومركزها محافظة دير الزور الى القائم التابعة لمحافظة الأنبار.
وكان مسؤول محلي في الأنبار قال لـ «الحياة» قبل ايام إن «الولايات المتحدة تستعد لتنفيذ خطة لتأمين الحدود العراقية وعزل عناصر داعش في الجانب العراقي عن عناصره في سورية، عبر طلعات جوية على الحدود بين البلدين، على أن تلعب عشائر الحدود بدور القوة البرية على الارض».
الى ذلك، اشتكى مسؤولون محليون من الأنبار إلى ممثل الأمم المتحدة في العراق نيكولاي ميلادينوف امس من «محدودية الدور الدولي في محاربة داعش في المحافظة».
وأوضح بيان للمحافظ صهيب الراوي عقب لقائه عدداً من اعضاء مجلس المحافظة المبعوث الأممي أن «الاجتماع بحث في الضغط على التحالف لتكثيف الغارات الجوية»، وأشار إلى أن «التحالف غير جاد في محاربة التنظيم».
وأضاف أن «الاجتماع تناول أوامر القبض التي اصدرتها حكومة نوري المالكي بحق رموز السنة والعمل على الغائها وخصوصاً قضية النائب السابق المعتقل احمد العلواني».
 
بغداد ترفض تحويل الحرس الوطني إلى تنظيم «داعش» آخر
الحياة...بغداد - جودت كاظم
أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن إعادة هيكلة الجيش قد تستغرق ثلاث سنوات، فيما قال وزير الدولة لشؤون المحافظات إن مسودة قانون تشكيل الحرس الوطني ستعرض على مجلس الوزراء قريباً.
وأكد «ائتلاف المواطن» أن الحرس سيساهم في تجاوز المشاكل الأمنية التي ضربت عدداً من المــــحافظات، بخاصة إذا اعتمدت معايير وضـــــوابط مهـــنية في تشكيله «كي لا يكون بمثابة داعش» آخر.
وقال العبادي في تصريحات لـ «رويترز»، إن «تشكيل جيش عراقي أكثر كفاءة قد يكون صعباً خلال الحرب الدائرة مع تنظيم الدولة الإسلامية الذي يعتبره الكثيرون أكثر خطورة من تنظيم القاعدة».
وأضاف أن «أصعب شيء أن تعيد هيكلة الجيش وبناءه وأنت في حالة حرب». وزاد أن «العملية ربما تستغرق ثلاث سنوات، وهذا لا يعني أن القتال مع داعش سيستمر المدة ذاتها».
من جهة أخرى، قال وزير الدولة لشؤون المحافظات أحمد الجبوري، إن «مسودة قانون الحرس الوطني ستعرض على مجلس الوزراء خلال الأسبوعين المقبلين لإقرارها وإرسالها إلى البرلمان». لافتاً إلى أن هذه القوات «لا بد أن تكون تحت خيمة المؤسسة العسكرية الرسمية». وتابع في بيان تسلمت «الحياة» نسخة منه: «لن نقبل أن يكون الحرس خارج المؤسسة العسكرية كي لا يكون بمثابة داعش آخر».
وأكدت النائب عن «كتلة المواطن» جنان بريسم في تصريح لـ «الحياة»، أن «تشكيل الحرس الوطني بات ضرورة ملحة، ويعد من متطلبات المرحلة الحالية، لا سيما بعد تعرض عدد من المحافظات الغربية لهجمات التنظيم الإرهابي داعش».
وأوضحت أن «تشكيل الحرس سيعتمد على استقطاب أبناء المحافظات الراغبين ولا يقتصر على فئة معينة، بمعنى انه لا يقتصر على أبناء العشائر في محافظات المناطق الساخنة، لأنه حتماً لن يؤدي الغرض المطلوب، لكن تعميم الأمر على جميع الراغبين بالانخراط في تشكيلاته سيخلق حالة من التوازن ويسرع في تحقيق مكاسب عسكرية إيجابية على أرض الواقع».
وعن تبعية الحرس لوزارة الدفاع، قالت: «قد يكون التشكيل الجديد مؤسسة بحجم وزارة، وبالتالي يسن له قانون خاص، وقد يرتبط برئاسة الوزراء أو بجهة أخرى، المهم في الأمر أن يدخل ضمن المنظومة الحكومية». ونفت بريسم أن «يكون تشكيل الحرس حافزاً لتسريع تشكيل الأقاليم».
 
شيخ الأزهر يؤكد للعبادي ضرورة العمل لدرء الفتن الطائفية والفتاوى التكفيرية
القاهرة – «الحياة»
استقبل شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في القاهرة أمس رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وأكد له ضرورة العمل لتجاوز الظروف الراهنة والتحديات التي يمر بها العراق من فتن طائفية وفتاوى تكفيرية وأعمال إجرامية «ترتكبها الميليشيات الطائفية والتنظيمات التكفيرية الإرهابية».
وأبدى الطيب استعداد الأزهر لعقد مؤتمر يجمع علماء السنّة والشيعة العرب لتدارك الخلاف الذي يمزق الأمة، ويحول دون التفاهم والحوار بين المذهبين، مطالباً الحكومة العراقية بضرورة وقف أعمال العنف «المتبادل وإغلاق باب الاحتقان والتوتر الذي يؤجج الصراع الطائفي والعمل على إلغاء التهميش والإقصاء ضد أي طائفة، وضرورة مشاركة مكونات وأطياف الشعب في كل المجالات والعمل بجدية وفاعلية على لعودة النازحين والمهجرين إلى مدنهم تمهيداً لإجراء مصالحة وطنية وزيادة اللحمة الأخوية».
وأفاد بيان للأزهر أن العبادي قال إن «لمصر والعراق عمقاً في الحضارة الإنسانية والإسلامية، وهذا يؤسس لدور فاعل في صد المشروع الخبيث الذي أدى إلى اقتتال المسلمين وتشرذمهم». وأوضح أن «البعض يستفيد من الاستقطاب الطائفي الذي يحشد له من أجل مصالحه الشخصية»، مؤكداً أنه يسعى إلى «تقليل السلبيات وإقامة توازن في تمثيل كل مكونات الشعب في الحكومة، بعيداً من المحاصصة الطائفية».
وكان العبادي دعا خلال لقاء مع رؤساء تحرير صحف مصرية إلى «تسريع وتيرة الدعم» الذي يقدمه التحالف الدولي للقوات العراقية من أجل التصدي لتنظيم «داعش». وأكد أن التعاون بين القاهرة وبغداد «مفتوح على كل المجالات الأمنية والعسكرية والاقتصادية». وقال إن «مصر أبدت استعدادها للتعاون العسكري في مجال التدريب وإمداد الجيش العراقي بأنواع معينة من الذخائر تتوافق مع العقيدة العسكرية العراقية».
وعن العلاقات الإيرانية - العراقية، قال العبادي: «نحن جيران تحكمنا حدود طويلة ولنا مواقف ورؤى مختلفة مثل الموقف من التحالف الدولي في الحرب على «داعش»، إذ تنظر إليه إيران بقلق ولكننا نراه شأناً عراقياً داخلياً. ونتمنى عودة العلاقات بين إيران والدول العربية بشكل طبيعي».
وأوضح أنه بحث مع الرئيس عبد الفتاح السيسي «اقتراحات عراقية» من أجل حل سلمي في سورية، تتركز على ضرورة «ملء الفراغ» الذي سينشأ في المناطق التي يمكن تحريرها من سيطرة «داعش» في سورية من خلال إنشاء «إدارة مشتركة بين الحكومة والمعارضة في مرحلة انتقالية» لـ «منع تشكل مجموعات إرهابية» في هذه المناطق.
 
النازحون في العراق شتتهم شبح الموت وجمعتهم المعاناة في المخيمات و«الشرق الأوسط» تحاور بعضهم في مخيمين بأربيل وخانقين

مخيمات النازحين في العراق: مناف العبيدي ... غادروا مدنهم وقراهم متجهين إلى المجهول بعد أن حاصرهم الموت من كل جانب. هذا هو حال النازحين العراقيين في 5 مدن شهدت صراعا عسكريا بين القوات الحكومية ومسلحي تنظيم داعش الذي بات نفوذه يزداد.
«الشرق الأوسط» زارت النازحين في مخيماتهم واطلعت على معانات الكثير منهم واستمعت إلى قصصهم المؤلمة من لحظة خروجهم من بيوتهم في رحلة رافقتها مشاهد الموت والمخاطر وصولا إلى المعاناة الكبرى التي تمثلت في العيش بمخيمات لا تتوفر فيها أبسط مقومات العيش. النازحون اليوم يعيشون ظروفا غاية في التعقيد إضافة إلى انتشار القوارض والعقارب والأفاعي السامة في مخيماتهم، ناهيك عن فقدان الرعاية الصحية والخدمات الأساسية ومخاطر احتراق الخيام التي كان آخرها في مخيم (بهار تازة) شمالي بعقوبة في حادث راح ضحيته 6 أطفال.
مليونا نازح استقبلتهم مدن إقليم كردستان وأماكن أخرى قادمين من مدن الأنبار والموصل وديالى وصلاح الدين، إضافة إلى أكثر من 700 ألف نازح آخرين قرروا السكن في الفنادق وإيجار البيوت والسكن في هياكل المباني التي هي قيد الإنجاز أو عند أقاربهم أو في مخيمات أخرى في بقية مدن العراق.
وتقول: «أم حارث»، 44 سنة، النازحة من مدينة الرمادي غرب العراق والمقيمة مع أسرتها في مخيم قرب أربيل: «خرجت من المدينة في أحلك الظروف وأصعبها برفقة زوجي وأولادي الـ4 بعد أن خيم الرعب على أجواء المدينة وخرج كل أهلها ووجدت نفسي أمام أمر واقع: إما البقاء ومواجهة الموت في أي لحظة بعد وصول المعارك بين القوات الحكومية ومسلحي تنظيم داعش إلى أزقتنا أو الرحيل». وتضيف «خرجنا من البيت فورا وبلا شعور اتجهنا حيث يتجه بعض الهاربين من المعارك وبعد مسير قارب الساعتين استقللنا زورقا لعبور نهر الفرات للضفة الأخرى من النهر بعد ذلك أمضينا قرابة الـ5 أيام في التنقل والمبيت في مناطق مختلفة وأحيانا نفترش الأرض في العراء إلى حين وصولنا إلى مخيمات النازحين في مدينة أربيل بإقليم كردستان وها نحن هنا منذ عدة أشهر عانينا فيها الكثير بدءا من معاناتنا من العيش في أجواء حر الصيف اللاهب وعدم توفر الخدمات الأساسية إلى العيش في ظروف أكثر قسوة ومواجهة برد الشتاء والأمطار وتفشي الأمراض ونقص الأغذية والرعاية الصحية.. مما تسبب في حالات وفاة للكثير من الأطفال وكبار السن نتيجة الصعوبات التي مرت بها العوائل الساكنة في المخيم».
منير، 23 سنة، نازح من مدينة الموصل يقول: «منذ 6 أشهر وأنا أعيش في هذا المخيم مع بقية أفراد عائلتي المكونة من 5 أفراد إضافة إلى أمي وأبي الكبيرين في السن. أبرز معاناتنا ومعاناة بقية النازحين تكمن بافتقار المخيم إلى أبسط الخدمات الضرورية وغياب الرعاية الصحية اللازمة وعدم وجود أماكن للاستحمام إضافة إلى انعدام المرافق الصحية وحاليا ومنذ حلول فصل الشتاء أصبحت المعاناة أكبر بسبب غرق الخيام في مياه الأمطار واقتلاع العواصف الكثير من الخيام».
ومن مخيم النازحين في أربيل توجهت إلى مخيم النازحين في قضاء خانقين، 100كم شمال بعقوبة مركز محافظة ديالى التي شهدت معظم مناطقها اضطرابا أمنيا نتيجة سيطرة مسلحي تنظيم داعش ومن ثم سيطرة الميليشيات المسلحة على مناطقها المحررة من قبل القوات الحكومية بعد طرد مسلحي التنظيم. في هذا المخيم قالت السيدة أوهام هادي، 54 سنة: «تمكنت بشق الأنفس من الخروج من بيتي في ناحية جلولاء التي سيطر عليها مسلحو تنظيم داعش. غادرت البيت وأنا أحمل ملابس أولادي فقط. 5 من أبنائي كانوا طلابا مجتهدين في مدارسهم تركوا الدراسة بسبب تلك الأحداث. كنت قبل نزوحنا أعمل ليل نهار في خياطة الملابس كي أوفر لهم احتياجاتهم من أجل استمرار تفوقهم الدراسي هذا ما عاهدت نفسي عليه بعد وفاة والدهم، لكن شاءت الأقدار أن يتحول حلمي إلى كابوس وها أنا أعيش مرارة الحرمان في هذا المخيم ويعيش أطفالي في جو غير الذي تمنيته لهم وأفنيت أيامي لأجله».
تنظيم داعش يشغل المصانع في المدن العراقية الخاضعة لسيطرته وعضو في مجلس الأنبار: يوهم الشباب بوجود فرص عمل

جريدة الشرق الاوسط... الأنبار: مناف العبيدي ... في خطوة وصفها البعض بالاستعراضية، أعاد مسلحو تنظيم داعش تشغيل المصانع والمعامل المتوقفة عن العمل في المناطق التي تقع تحت سيطرته في مدن محافظتي الأنبار والموصل.
وأعلن التنظيم عن بدء العمل في معامل الإسمنت والفوسفات وإنتاج الأسمدة في الأنبار وكذلك في معامل اللدائن والقطن في مدينة الموصل، والبدء بإعداد خطة واسعة لإعادة ترميم المصانع والمعامل وإعادة العمل بها من جديد، في محاولة لكسب سكان المناطق الواقعة تحت سطوته الذين يعانون من قلة الموارد المالية، وكذلك لتشغيل آلاف العاطلين عن العمل في تلك المناطق. وتعد الأنبار والموصل من أهم المدن التي ترفد العراق بالموارد الاقتصادية بما تمتلكه من معامل ومصانع ضخمة كانت تغذي السوق العراقية بمختلف المنتجات كالفوسفات والإسمنت والحديد والصلب والكبريت والطابوق واللدائن والغاز وغيرها.
وقال فالح العيساوي، نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، لـ«الشرق الأوسط»، إن كل المناطق الخاضعة لسيطرة مسلحي تنظيم داعش والتي توجد بها مصانع أو معامل أو أي مؤسسات عامة تابعة للدولة العراقية «تعمل الآن بشكل مستمر لكي تقوم بعملية التمويل المالي للتنظيم المسلح. والآن يدير تنظيم داعش العمل في معمل (سمنت كبيسة) ومعمل (سمنت القائم) ومعامل الفوسفات من أجل الدعم والتمويل». وأضاف العيساوي أن «تنظيم داعش أجبر العمال والموظفين من أهل المناطق المسيطر عليها على العمل بتلك المعامل والمصانع، وهم الآن يعملون تحت سلطة التنظيم ويتقاضون رواتبهم منه».
بدوره، قال عضو مجلس محافظة الأنبار ورئيس لجنة الإعمار، أركان خلف الطرموز، لـ«الشرق الأوسط»، إن تشغيل المعامل والمصانع من قبل تنظيم داعش «هو للكسب الإعلامي. فبعد الهزائم المتكررة للتنظيم المسلح في مناطق الرمادي والبغدادي وحديثة والبدء بحملة التطهير التي أعلنتها القوات الأمنية العراقية في الأنبار وكذلك اقتراب الحملة الكبرى لتحرير مدينة الموصل، بدأ التنظيم بعد أن فقد شعبيته في تلك المناطق بمحاولة احتواء المواطنين عبر إيهامهم بوجود فرص عمل وبأنه يسيطر الآن على كل مفاصل الأمور».
 
عزة الشابندر لـ «الشرق الأوسط»: انحياز العبادي لواشنطن يقلق طهران.. وقادتها لن يسكتوا عن ذلك والنائب العراقي السابق قال إن إيران تريد إعادة إنتاج المالكي لقيادة العراق

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: معد فياض .. قال السياسي المستقل والعضو السابق بمجلس النواب العراقي، عزة الشابندر، إن «نوري المالكي، الرئيس السابق للحكومة العراقية، ومن يؤيده من النواب وقيادات وأعضاء حزب الدعوة، هم من يضعون العصي في دولاب حكومة حيدر العبادي، ويحاولون خلق المصاعب في طريقه»، مشيرا إلى أن «كل الحقائق والمنطق يقولان إن العبادي كان يعني المالكي وجماعته عندما تحدث عن محاولات اغتياله».
وأضاف الشابندر الذي كان يوصف بـ«كبير مفاوضي المالكي»؛ حيث كان رئيس الحكومة السابق يعتمد عليه لحسم ملفات شائكة في التفاوض مع الكتل والشخصيات السياسية العراقية، قائلا إن «العبادي لم يبدأ ولايته في رئاسة الوزراء بعلاقات توتر أو حذر مع كل الكتل العراقية، بل هو بديل مرحب به من قبل الكرد والأطراف السنية بمجملها وأطراف الإسلام السياسي الشيعي أيضا، وغالبية حزب الدعوة»، مشيرا إلى أن «الطرف الوحيد الذي يمكن أن يكون في الاتجاه الآخر من العبادي، هو المالكي ومن يؤيده من نواب أو أعضاء أو قياديين داخل حزب الدعوة، وعليه فأنا أعتقد، بل أؤكد، أن العبادي يقصد جماعة المالكي الذين قد يتعرض بسببهم للاغتيال أو الإزعاج والمضايقة، وهكذا يقول المنطق، ومن يتابع تصريحات المالكي ومن يؤيده نواب وقادة في حزب الدعوة يستطيع أن يتأكد من هذه الحقيقة».
وكشف الشابندر في حديث لـ«الشرق الأوسط» في بيروت عن أن «العبادي يجد نفسه اليوم ملزما بالانحياز إما للموقف الإيراني أو الأميركي». وقال إن «في حكم المالكي (2006 - 2014) كنا نشهد توافقا أميركيا - إيرانيا على الساحة العراقية، وكثيرا ما كانت بغداد تشهد لقاءات أميركية - إيرانية مباشرة بحضور عراقي ضعيف وغير مؤثر، وكثيرا ما كانت بغداد مقرا لهذه اللقاءات، على الرغم من أن هناك أدلة كثيرة على أن إيران كانت تحتضن وترعى الأطراف التي هي ضد الوجود الأميركي في العراق، ومنها أطراف شيعية عراقية متطرفة مثل التيار الصدري، وعصائب الحق، وهؤلاء تدعمهم إيران بالمال والسلاح، كما كانت تحتفظ وترعى حركات غير عراقية مثل تنظيم القاعدة، من دون أن تقدم لهم المال أو السلاح، بل كانت مثلا تستقبل جرحاهم وتعالجهم وتأويهم من أجل أن تبقى على علاقة مع الأطراف التي تظهر العداء للوجود الأميركي؛ بحيث يمكن تفعيل هذه العلاقة ميدانيا مستقبلا، إذا احتاجت ذلك».
وأشار إلى أن «واشنطن وطهران توصلا إلى شبه توافق سياسي في عهد المالكي لتبريد وتهدئة الأوضاع وإبقاء رئيس الوزراء لولاية ثانية، ولم يتم ذلك بفضل حنكة وحكمة المالكي، بل لأن إيران والولايات المتحدة أرادتا ذلك وقتذاك ولأنهما أرادا أن يتقاربا بشكل أو بآخر في الساحة العراقية»، منبها إلى أن «اليوم، وبعد أن وصلت العلاقات بين واشنطن وطهران إلى القطيعة واللاعودة، خصوصا بعد تأزم الأوضاع في سوريا واليمن، وتفاقم العلاقات بين واشنطن وموسكو، وتبلور وجود معسكرين في المنطقة، أحدهما تقوده الولايات المتحدة ومن يؤيدها عربيا وإقليميا، والثاني روسيا بوتين ومن معه من دول المنطقة، خصوصا إيران وسوريا، وفي ظل هذا التقسيم، فإن على عراق العبادي أن يختار بين أميركا أو إيران».
وأضاف الشابندر قائلا إن «الأوضاع السائدة اليوم في المنطقة، بسبب وجود (داعش)، قد أجلت وضوح انحياز العبادي سواء لطهران أو واشنطن، فإن قادم الأيام سيكون رئيس الوزراء العراقي أمام قرار حسم انحيازه بوضوح، وإن كان هو يفكر بالحفاظ على التوازن في علاقاته بين الطرفين، لكن هذا لن يروق لأي من الفريقين»، معبرا عن اعتقاده بأن «لإيران وجودا أكثر قوة في العراق، خصوصا مع الإسلام الشيعي وقسم من الأكراد، وما ينقصهم هو تعزيز علاقات الثقة مع الأطراف السنية، وهم يعملون على ذلك، بينما تسود حالة من عدم الثقة لدى العراقيين بالسياسة الأميركية كونها تنفذ سياسة إسرائيلية في المنطقة، وليست مصالح أميركية». وقال: «على الرغم من أني لا أستطيع أن أستبق بعض الظروف، فإنه، الآن، لا يوجد ما يدل على أن العبادي اختار إيران أو سيختارها، فيما إذا احتدم هذا الصراع، ومن المؤكد هو لن يفرط في الدعم الأميركي والدولي». وأكد الشابندر أن «الإيرانيين يحسبون الأبعد، ومن خلال لقاءاتي مع مسؤولين إيرانيين لهم علاقة بالشأن العراقي، فهم يحضرون لهذا الاحتمال، وأعني انحياز العبادي لواشنطن، فإن طهران لن تسكت أو تتراجع بل سوف تستفيد من (الحشد الشعبي) الذي تشكل بفتوى من المرجعية الشيعية ودعمته إيران بقوة، ولن تقدم هذه القوة الميدانية الموجودة على الأرض، خصوصا بعد أن اكتسبت خبرات قتالية نتيجة معاركها ضد (داعش)، لن تقدمهم هدية لحكومة العبادي، بل ستستخدمهم كقوة مؤثرة ضد حكومته أو لتعديل مسارها لصالح إيران». واستطرد: «أما على المستوى السياسي، فإن طهران، وحسب معلومات موثقة، لن تنفض يدها نهائيا من المالكي، ولعل زيارته الأخيرة لكل من طهران ولقاءاته مع كبار المسؤولين هناك، ولبيروت ولقاءاته مع زعيم حزب الله، تصب في هذا الاتجاه، خصوصا وأنه لن يتخلى عن حلم عودته إلى السلطة التي يعتقد أنها سلبت منه غدرا».
وقال إن «إيران إذا فكرت في إعادة المالكي ثانية للسلطة في العراق، فإنها ستقع في خطأ كبير وسيكلفها ذلك كثيرا، لأن المالكي وبإخفاقاته المثيرة في إدارة الدولة، وأهمها الأمنية، لا يمكن إعادة إنتاجه أو القبول به». وأشار إلى أنه «لا توجد الآن أسماء بديلة للعبادي، ويجب أن يكون أي اسم بديل من خارج دائرة الأسماء المعتادة والمكررة منذ أكثر من 10 سنوات، ويجب أن تقدم طهران شخصيات شيعية غير معروفة بولائها لإيران بقدر ولائها للعراق ومقبولة من قبل الغالبية».
وعن موقف وولاء حزب الدعوة الذي يعد العبادي أحد قادته ويتزعمه غريمه المالكي، قال الشابندر: «لا بد أن نقول إن حزب الدعوة هو الذي لعب الدور الأهم في إزاحة المالكي بعد أن تقدم بسؤاله الشهير للسيستاني حول الولاية الثالثة لرئيس الوزراء السابق، وجاء الرد قاطعا ضد الولاية الثالثة، واستطاع أن يحصل على إجابة واضحة لا تقبل التأويل أو التفسير».
وتحدث عن مصير رئيس الوزراء السابق قائلا إن «المالكي حصن نفسه بدرجة وأخرى بزيارته لإيران وبحركة دءوب لكسب أكبر عدد ممكن من قيادات حزب الدعوة، لكن هناك جهدا حثيثا من قوى سياسية عراقية، ومن قبل مؤسسات ومنظمات عالمية معترف بها لإدانة المالكي بما يتعلق بملفات حقوق الإنسان في الأقل».
 
العبادي يحدد لأول مرة توقيت معركة تكريت ضد «داعش» ومجلس محافظة نينوى: عملية تحرير الموصل من التنظيم في الربيع

جريدة الشرق الاوسط... بغداد: حمزة مصطفى - أربيل: دلشاد عبد الله ... حدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ولأول مرة توقيت إحدى المعارك الفاصلة للجيش العراقي مع تنظيم داعش وهي معركة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين. وبينما حدد العبادي توقيت هذه المعركة بما لا يتعدى شهرا فإنه وفي تصريحات لوكالة «رويترز» أمس أكد أن العراق بحاجة إلى نحو 3 سنوات لإعادة بناء وهيكلة جيشه.
وقال العبادي إن «عملية إعادة بناء الجيش قد تستغرق 3 سنوات، لكن هذا لا يعني أن القتال ضد تنظيم داعش سيستمر لـ3 سنوات»، مبينا أن «خلق جيش أكثر فعالية قد يكون أمرا صعبا في وقت ينشغل فيه الجيش بمحاربة تنظيم داعش الإرهابي». وأضاف العبادي أن «أصعب شيء تواجهه هو مهمة إعادة هيكلة وبناء الجيش في وقت تكون فيه في حالة حرب»، لافتا إلى «أننا نهدف إلى خلق توازن بين الحالتين بحيث نعمل على إعادة بناء الجيش بطريقة لا تؤثر على عمليات القتال».
وأكد العبادي أن «هدفنا الأساسي هو محاربة الفساد في المؤسسات العسكرية والمدنية»، مشيرا إلى أن «هذه العملية ستؤدي إلى رفع كفاءة قواتنا المسلحة وبعد اتخاذ خطوات بسيطة نحو إعادة بناء جيشنا، فإن قدرة قواتنا في السيطرة على الأراضي واسترجاعها قد تحسنت، وسنستمر بهذا النهج».
وفي سياق متصل كشف العبادي أن «القوات الأمنية ستشن هجوما على مسلحي (داعش) لاسترجاع تكريت خلال أقل من شهر»، مشددا على «أننا لا نريد التقدم نحو الموصل دون تخطيط، ولا أستطيع إعطاء موعد محدد عن انطلاق عمليات استرجاعها»، مرجحا في الوقت ذاته أن «تبدأ العمليات قريبا وأسرع من المتوقع». كما أعرب العبادي عن أمله في أن «يتم دمج أكثر من 600 ألف مجند من قوات الحشد الشعبي وعناصر العشائر السنية في الجيش بعد الانتهاء من المعارك».
من جهته، قال مشعان الجبوري، عضو البرلمان العراقي عن محافظة صلاح الدين، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن المحافظة «تختلف عن المحافظات الغربية (ذات الغالبية السنية) بكونها ليست فقط محافظة متنوعة مذهبيا، بل لأنها واحدة من أكثر المحافظات الغربية التي استقبلت متطوعين من أبناء الحشد الشعبي، وهم من شيعة الوسط والجنوب رغم الإشكالية التي حصلت على إثر مجزرة سبايكر ومحاولة البعض توجيه الاتهام إلى كل عشائر صلاح الدين بكونها مسؤولة عن تلك الجريمة من طرف، ومحاولة البعض التغطية على مرتكبي هذه الجريمة من الطرف الآخر»، مبينا أن «هذا الأمر أصبح واضحا للجميع، وقد تم توضيح كل الملابسات الخاصة بذلك الأمر الذي أدى إلى حصول ردة فعل عكسية من أبناء المحافظات الوسطى والجنوبية بالتطوع في صفوف الحشد الشعبي في محافظة صلاح الدين لمحاربة (داعش) وطردها».
وكشف الجبوري أنه «في الوقت الذي لا يوجد فيه حماس من أبناء العشائر السنية في تكريت للتطوع لمقاتلة (داعش) فإن هناك إقبالا كبيرا من أبناء الجنوب ضد (داعش)، وبالتالي فإن كل المؤشرات التي لدينا الآن، سواء على صعيد جاهزية الجيش أو الحشد الشعبي، فإن من الممكن أن يتم تحرير مناطق تكريت وريف كركوك وصولا إلى تخوم الموصل في غضون أقل من شهرين».
من ناحية ثانية, أعلن مجلس محافظة نينوى أمس أن عملية تحرير الموصل ستنطلق في الربيع المقبل، كاشفا أن وزير الدفاع الاتحادي خالد العبيدي ناقش في زيارته الأخيرة لقوات البيشمركة في محور كوير - مخمور (غربي أربيل) دور الإسناد الذي ستتولاه البيشمركة في المعركة المرتقبة.
وقال غزوان حامد، عضو مجلس محافظة نينوى، في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «الاستعدادات لعملية تحرير نينوى ما زالت جارية، والمقاتلون ما زلوا يتدربون، والآن نحن في فصل الشتاء، لذا العملية ستنطلق الربيع المقبل».
وعن دور قوات البيشمركة في العملية المرتقبة، أوضح حامد أن وزير الدفاع الاتحادي في زيارته الأخيرة مع نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي إلى محور مخمور - كوير أكد أن دور قوات البيشمركة «سيكون تقديم الإسناد للقوات الاتحادية التي ستنفذ عملية تحرير مدينة الموصل، ولهذا السبب كثف تنظيم داعش من هجماته على مواقع قوات البيشمركة للحيلولة دون مشاركتها في العملية». وتابع: «لكن قوات البيشمركة ماضية في مساندة الجيش، وهي القوة المقاتلة لـ(داعش) في محافظة نينوى، وتمكنت من تحرير 11 وحدة إدارية من وحدات المحافظة حتى الآن».
وعن وصول الأسلحة الثقيلة إلى قوات تحرير الموصل، أشار حامد إلى أن وزير الدفاع الاتحادي جلب معه خلال زيارته الأخير إلى مدينة أربيل مجموعة من المدرعات والعجلات المصفحة، «لكن عددها كان قليلا، وننتظر وصول عدد أكبر منها ومن الأسلحة الثقيلة»، مشيرا إلى أن قوات البيشمركة ستحصل على حصة من هذه الأسلحة باعتبارها جزءا من منظومة الدفاع العراقية ومشاركة في عملية تحرير محافظة نينوى.
لكن الفريق الركن جمال محمد، رئيس أركان قوات البيشمركة، نفى في تصريح لـ«الشرق الأوسط» وضع برنامج لتحرير الموصل حتى الآن، مضيفا: «لم يتم الحديث لحد الآن عن دورنا في عملية الموصل، هل سنشارك فيها عن طريق الإسناد أم الدخول بشكل مباشر في المعركة؟». وتابع: «أنا أتحدث عن التنسيق الميداني الذي لم تتم مناقشته حتى الآن».
من جهة أخرى، أكد مصدر في وزارة البيشمركة، فضل عدم الكشف عن هويته، لـ«الشرق الأوسط» أن «الدور الذي ستلعبه قوات البيشمركة في العملية المترقبة، وما تم الحديث عنه لحد الآن، هو تقديم الإسناد فقط، وقوات البيشمركة لن تجتاح الموصل في أي عملية برية، بل القوات العراقية هي التي ستنفذ الهجوم. لكن في كل الأحوال ستحتاج العملية تأييدا من أهالي الموصل».
وفي إطار الجهود الدولية لمواجهة تنظيم داعش، وصل أمس الجنرال جون ألان، مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما في التحالف الدولي، إلى أربيل. وجدد ألان خلال لقائه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني التزام بلاده بدعم قوات البيشمركة، وأضاف قائلا: «قوات البيشمركة حطمت أسطورة (داعش)، والولايات المتحدة ستقدم المزيد من الدعم لإقليم كردستان، وستحث الدول الأخرى على ذلك أيضا».
 
تعهد بدء عملية استعادة تكريت خلال شهر
العبادي: إعادة هيكلة الجيش العراقي قد تستغرق ثلاث سنوات بسبب الحرب
* بغداد طرحت على القاهرة اقتراحاً بإنشاء إدارة مشتركة بين الحكومة والمعارضة في سورية
* تعزيز التعاون بين الأزهر الشريف والمؤسسات الدينية العراقية للتقريب بين السُنة والشيعة
السياسة..القاهرة – وكالات: أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ان عملية إعادة هيكلة جيش بلاده ربما تستغرق ثلاث سنوات, وذلك في وقت يخوض العراق حرباً مفتوحة ضد تنظيم “داعش” الذي يسيطر على مساحات واسعة من أراضيه منذ يونيو من العام الماضي.
وأقر العبادي بأن تشكيل جيش عراقي أكثر كفاءة قد يكون صعباً خلال الحرب الدائرة مع تنظيم “داعش” الذي يعتبره كثيرون أكثر خطورة من تنظيم “القاعدة”.
وقال العبادي في مقابلة مع وكالة “رويترز” مساء اول من امس خلال زيارته القاهرة “أصعب شيء أن تعيد هيكلة جيش وبناء الجيش وأنت في حالة حرب. الهدف أن نوازن بين الاثنين: الحرب مستمرة… في نفس الوقت نعيد هيكلة الجيش بشكل لا يؤثر على القتال”.
واضاف ان “هيكلة الجيش ربما تستغرق ثلاث سنوات. هذا لا يعني أن القتال مع داعش سيستمر ثلاث سنوات”, علماً أن مسؤولين عسكريين أميركيين أكدوا ان الصراع قد يستمر لسنوات وان إلحاق الهزيمة بالتنظيم يعتمد على قدرة العراق على تكوين جيش أكثر كفاءة.
وبشأن حملة محاربة الفساد في المؤسسات العسكرية والأمنية التي بدأها منذ تولي مهامه على رأس الحكومة منتصف العام الماضي, قال العبادي إن “قضية محاربة الفساد في المؤسسة العسكرية والمؤسسة المدنية بالنسبة لنا قضية جوهرية وأساسية… لأنها ستزيد من كفاءة قواتنا العسكرية في ساحات القتال”, مؤكداً أنه بمجرد البدء بإعادة الهيكلات البسيطة. بات قدرات القوات العراقية ميدانياً أفضل.
وإذ اعتبر أن الفساد المستشري من الاسباب التي قادت الى فشل الجيش في التصدي لـ”داعش”, أعلن العبادي أن القوات الحكومية ستشن خلال شهر عملية عسكرية لاستعادة تكريت, مركز محافظة صلاح الدين, قائلاً “تكريت إن شاء الله قريباً جداً. آمل أنه في حدود شهر أو أقل”.
وأضاف “أما بالنسبة للموصل (معقل “داعش”) فلا أستطيع التحديد وربما يكون قريباً جداً, واسرع من التوقعات (لكن) لا نريد أن نتقدم الى الموصل من دون تخطيط”.
وأعرب العبادي عن أمله في دمج ما يصل إلى 60 ألفا من أفراد الميليشيات الشيعية والصحوات السنية الموالية للحكومة في القوات المسلحة بعد انتهاء الحرب مع “داعش”.
وقال في هذا الإطار “هناك خطة متكاملة. بعضها (أفراد الميليشيات والصحوات) مهيأ … يعني تنطبق عليه المواصفات من ناحية العمر واللياقة ومواصفات أخرى.. يعني يشترط درجة معينة من التعليم.. هؤلاء سينضمون إذا يريدون لقواتنا المسلحة. أتصور أعداداً ليست كبيرة. يمكن أن نتكلم عن 50 ألفا أو 60 ألفا أقصى شيء”.
وأضاف “هناك عناصر أخرى نعملها احتياط… يذهب الى عمله لكن بينه وبين الحكومة العراقية تعاقد… في أي وقت في السنة يتدرب شهراً واحداً وأي وقت تستدعيه القوة العراقية يستجيب للدعوة إذا كان هناك تهديد للبلد”.
وخلال لقاء مع مجموعة من الصحافيين في القاهرة, انتقد العبادي “بطء” التحالف الدولي في دعم الجيش العراقي.
وقال إن “التحالف الدولي بطيء في المساعدة على تدريب الجيش” العراقي, وان “هذا الدعم بطيء جداً ولكن خلال الاسبوعين الاخيرين صار في تسارع”, داعيا الى مزيد من “التسارع في وتيرة الدعم”.
وأعلن أنه ناقش مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي, الذي التقاه اول من امس, العلاقات الثنائية والوضع الاقليمي, إضافة إلى “اقتراحات” عراقية من أجل حل سلمي في سورية, مشيرا الى ان هذه الافكار طرحت على دول أخرى في المنطقة .
واوضح ان الاقتراحات العراقية تتركز على ضرورة “ملء الفراغ” الذي سينشأ في المناطق التي يمكن تحريرها من سيطرة “داعش” في سورية من خلال انشاء “ادارة مشتركة بين الحكومة والمعارضة في مرحلة انتقالية”.
وأكد ان الهدف من الاقتراح العراقي هو منع تشكل “مجموعات ارهابية جديدة” في المناطق التي يتم طرد تنظيم “داعش” منها مستقبلا.
من جهته, أكد السيسي, بحسب المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية, دعم بلاده الثابت لوحدة العراق واستقراره وأمنه, وإدانتها لكافة أشكال الإرهاب الذي يمارسه تنظيم “داعش” وغيره من التنظيمات المتطرفة التي تتخذ من الدين ستاراً لممارساتها المرفوضة ضد المواطنين الأبرياء في العراق والعالم العربي.
واضاف المتحدث أن الجانبين اتفقا في الرأي على ضرورة تعزيز الجهود الدولية في مواجهة الإرهاب, ووضع ستراتيجية شاملة تشمل الأبعاد التنموية والثقافية, بما تتضمنه من تجديد للخطاب الديني وارتقاء بجودة التعليم ونشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي, ونبذ الفرقة والانقسام بين الطوائف والمذاهب المختلفة.
وتم في هذا الإطار التأكيد على أهمية تعزيز التعاون بين الأزهر الشريف والمؤسسات الدينية العراقية, والعمل على اتخاذ خطوات ملموسة للتقريب بين السُنة والشيعة بما يؤدي إلى الحد من التوتر المذهبي بالمنطقة.
وأكد السيسي ضرورة العمل على مقاومة التيارات الراديكالية التي تستخدم الدين ستارا لها, وكذلك توعية وتثقيف الشباب بصحيح الدين, والعمل على إغلاق كافة المواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت التي تدعو إلى القتل والتكفير.
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,311,435

عدد الزوار: 7,627,478

المتواجدون الآن: 0