المقاومة الجنوبية تواصل تقدمها وتستعد لمواجهات ضد المتمردين...عبد اللهيان في مسقط والملف اليمني في صلب محادثاته مع بن علوي
مجزرة جديدة لميليشيات الحوثي وصالح في عدن تخلف عشرات القتلى والجرحى
الجمعة 3 تموز 2015 - 6:53 ص 2168 عربية |
مجزرة جديدة لميليشيات الحوثي وصالح في عدن تخلف عشرات القتلى والجرحى
المقاومة الجنوبية تواصل تقدمها وتستعد لمواجهات ضد المتمردين
الشرق الأوسط....عدن: محمد علي محسن
خلفت مجزرة جديدة قامت بها الميليشيات الحوثية في عدن أمس عشرات القتلى والجرحى، وبحسب مسؤول في قطاع الصحة، ارتفعت حصيلة القصف الذي قام به المتمردون الحوثيون على حي سكني في عدن إلى 31 قتيلا و103 جرحى. حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وكانت حصيلة أولى لمصادر طبية أشارت إلى سقوط 20 قتيلا و41 جريحا، بعد أن قصفت ميليشيات الحوثي وصالح فجر، أمس، عددا من ﺍلأﺣﻴﺎﺀ السكنية في محافظة عدن جنوب اليمن. وتسبب القصف بصواريخ الكاتيوشا وقذائف مدفعية الهاون في سقوط نحو 12 قتيلا و40 جريحا، فضلا عن أضرار في المنازل والمنشآت والممتلكات الأخرى.
ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺼﺪﺭ ﻃﺒﻲ لـ«الشرق الأوسط» ﺇﻥ «ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻗﺼﻔﻮﺍﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﻦ ﻹﻧﻘﺎﺫ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺁﺧﺮﻳﻦ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻘﺘﻠﻰ ﻭﺍﻟﺠﺮﺣﻰ». ﻭﺃﺿﺎﻑ أن «ﺍﻟﻌﺪﺩ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻣﺮﺷﺤﺎً ﻟﻠﺰﻳﺎﺩﺓ، ﻓﻲ ﻇﻞ ﻭﺟﻮﺩ ﺟﺮﺣﻰ ﺣﺎﻟﺘﻬﻢ ﺧﻄﺮﺓ».
ﻭﺗﺠﺪﺩ ﻗﺼﻒ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﻲ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭﺓ ﺻﺒﺎﺡ أمس ﺍﻷﺭﺑﻌﺎﺀﻭﺃﺳﻔﺮ ﻋﻦ ﺇﺻﺎﺑﺎﺕ ﺑﻠﻴﻐﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﻏﺎﻟﺒﻴﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ. ﻭﺭﺍﺡ ﺿﺤﻴﺔ ﻗﺼﻒ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﻦ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻷﺣﻴﺎﺀ ﺳﻜﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺪﻥ ﻣﻨﺬ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﻬﺮ، ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦﻭﻓﻖ ﺇﺣﺼﺎﺋﻴﺎﺕ ﻃﺒﻴﺔ، بينما ﺗﻢ ﺍﺳﺘﻬﺪﺍﻑ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ﻋﻤﺪﺍً ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻭﻗﺼﻔوهم ﺑﺎﻷﺳﻠﺤﺔﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ. وقصفت ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح بشكل عشوائي منطقة البساتين الواقعة في الأطراف الشمالية لمدينة عدن.
وتخوض المقاومة الجنوبية مواجهات عنيفة مع الحوثيين وقوات صالح في جبهة حي البساتين وجعولة، وقالت مصادر في المقاومة الوطنية الجنوبية لـ«الشرق الأوسط» إن «مقاتلي المقاومة في الجبهة الشمالية، بقيادة العقيد عادل الحالمي عززت مواقعها وحققت تقدما ملحوظا في الخطوط الأمامية، وعملت على وضع متاريس جديدة ورفع سارية كبيرة تحمل علم الجنوب فوق إحدى البنايات التي تطل على مواقع ميلشيا الحوثيين، في خطوة لرفع معنويات المقاتلين، ورفع جاهزيتهم، والاستعداد لمزيد من المواجهات ضد تجمعات الميليشيات وقوات المخلوع في الأيام القادمة».
وﻗﺎﻟﺖ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﻣﻄﻠﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻟﺤﺞ إﻥ «ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔﻧﺼﺒﺖ ﻛﻤﻴﻨﺎ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰﺍﺕ ﺣﻮﺛﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻛﺮﺵ ﻭﻗﺘﻠﺖ ﻭﺟﺮﺣﺖ ﻋﺪﺩا ﻣﻨﻬﻢ». ﻭﺃﺿﺎﻓﺖ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺃﻥ 12 ﺣﻮﺛﻴﺎ ﺳﻘﻄﻮﺍ ﺑﻴﻦ ﻗﺘﻴﻞ ﻭﺟﺮﻳﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻤﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺼﺒﺘﻪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻛﺮﺵ ﻟﻄﻘﻢ ﺣﻮﺛﻲ.
ﻓﻲ ﻏﻀﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺷﻦ ﻃﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻏﺎﺭﺍﺕ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔﻟﺤﺞ ﻣﺴﺘﻬﺪﻓﺔ ﺗﺠﻤﻌﺎﺕ ﺣﻮﺛﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﺧﺪﺍﺩ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺤﺴﻴﻨﻲ.
وكانت ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ في محافظة شبوة شرق اليمن قد قتلت أمس ثلاثة ﺟﻨﻮﺩ ﻣﻦ القوات الموالية ﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ صالح ﻭﺣﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦﻭﺟﺮﺡ ﻋﺪﺩ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ الجنود ﻓﻲ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﻧﺼﺎﺏ ﺑﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﺷﺒﻮة. ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺼﺪر في المقاومة لـ«الشرق الأوسط» إن «ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﻤﺖ ﻓﻲ مديرية نصاب ﺟﻮﻟﺔ ﻧﺼﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻔﺮﻉ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ إلى ﻋﺘﻖ ﺷﺮﻗﺎ ﻭإﻟﻰ ﻣﺪﻳﺮﻳﺎﺕ ﻣﺮﺧﺔ ﻭﺑﻴﺤﺎﻥ ﺷﻤﺎﻝ ﻏﺮﺏ».
عبد اللهيان في مسقط والملف اليمني في صلب محادثاته مع بن علوي
هادي يتلقى اتصالاً هاتفيًا من بان كي مون ويبحث معه تنفيذ القرار 2216 و«مجزرة عدن»
الرياض: ناصر الحقباني الدمام: «الشرق الأوسط»
بحث مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين عبد اللهيان، أمس، مع المسؤولين العمانيين التطورات السياسية في الملف اليمني بعد أيام من فشل مؤتمر جنيف بشأن الأزمة اليمنية.
وقالت وكالة الأنباء العمانية إن يوسف بن علوي بن عبد الله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية استقبل حسين أمير عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية الإيرانية، حيث «تم خلال المقابلة بحث أوجه التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين، وتبادل وجهات النظر في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».
وتهيمن الأزمة السياسية في اليمن على محادثات المسؤول الإيراني في مسقط، وتحتفظ سلطنة عمان بعلاقات مع الأطراف اليمنية بينها جماعة الحوثي، التي أرسلت طائرة لنقل الوفد الممثل لها من صنعاء إلى مسقط لحضور محادثات جانبية شاركت فيها الولايات المتحدة، الشهر الماضي.
وتأتي زيارة عبد اللهيان عشية قيام المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بشأن اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بجولة جديدة من أجل استئناف مساعي السلام، حيث بدأ جولته من الكويت، حيث استقبله النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي صباح خالد الحمد الصباح. وبحسب وكالة الأنباء الكويتية فإن المبعوث الأممي «قدّم إلى وزير الخارجية شرحًا وافيًا لمداولات مؤتمر جنيف بشأن اليمن لتحقيق المصالحة الوطنية في ضوء قرار مجلس الأمن رقم 2216 ومبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل».
ومن المقرّر أن يقضي ولد الشيخ أسبوعًا في الرياض وأسبوعًا آخر في صنعاء، وسيسافر بينهما لمناقشة مسوّدة ورقة المبادئ التي يعتقد أن الحكومة الشرعية وممثّلي الحوثيين وحزب «المؤتمر الشعبي العام» الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وافقوا عليها من حيث المبدأ.
في غضون ذلك، تلقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اتصالا هاتفيا من أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون. وجرى خلال الاتصال بحث ومناقشة جهود الأمم المتحدة في تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216.
كما ناقش المستجدات الإنسانية في ضوء الاستهداف المستمر للمدن والأحياء السكنية الآمنة، والتي كان آخرها فجر أمس في حي المنصورة بمحافظة عدن، بالإضافة إلى بحث إعاقة الميليشيات المتمردة لأعمال الإغاثة الإنسانية وتدمير الموانئ لمنع دخول سفن الإغاثة، ومنها سفن تابعة لأمم المتحدة.
ومن جهته، قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، في تصريحات خص بها «الشرق الأوسط» قبيل مؤتمر عقده مساء أمس في الرياض حول تطورات الأزمة اليمنية، والمجزرة التي شهدتها عدن فجر أمس، إن الحكومة اليمنية الشرعية طالبت المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد، وبزيارة المدن الجنوبية خصوصا عدن للاطلاع على ما يجري هناك، وفتح ممر آمن لدخول المواد الإغاثية والإنسانية إلى هناك، لتسجيل خطوة أولى لصالح الأمم المتحدة لتسهيل تلك الإجراءات الإنسانية.
وأضاف: «لا سيما أنه حصلت مجزرة في عدن اعتدى فيها الحوثيون على المدنيين في عدن، وأدى ذلك إلى استشهاد 20 شخصًا وإصابة 100، إذ إن قائمة الشهداء سترتفع نظرًا لعدم وجود مستشفيات وأطباء في عدن».
كما قال ولد الشيخ إن القياديين اليمنيين ولدى اجتماعهم بولد الشيخ في الرياض قدموا له «آلية تنفيذية لقرار 2216 تتكون من حزمتين؛ الأولى تبدأ في الانسحاب من المدن الرئيسية وتعلن الحوثيون رسميا ذلك، حيث لدينا قوات جاهزة على الأرض وعددها نحو 1000 شخص تتسلم المواقع مدججين بالسلاح، وبالتالي عليهم الانسحاب، والحزمة الثانية لإدخال المواد الإغاثية والعاجلة»، وإنهم بعثوا برسالة من الرئيس اليمني ومن نائب الرئيس بحاح، إلى بان كي مون «نطلب منه التدخل العاجل في إنقاذ شعب عدن من الهجوم الوحشي المكثف خصوصا في أيام رمضان».
وأوضح ياسين في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أمس: «طلبنا زيارة ولد شيخ إلى عدن لإطلاع المبعوث الأممي على ما يجري من المجازر الوحشية على الأرض في عدن، وكذلك إيجاد ممر آمن لدخول المواد الإغاثية، وأن تكون الزيارة بداية لفتح طريق للإغاثة، وكذلك أردنا أن تكون زيارة ولد شيخ رسالة إلى الشعب اليمني لتثمين جهود المبعوث الأممي التي نقدرها ونرى أنها تصب في مصلحة شعب اليمن».
مجزرة بقصف حوثي على حي سكني في عدن
صنعاء، عدن، الرياض - «الحياة»
تلقّى المسلحون الحوثيون والقوات الموالية لهم في مدينة تعز، أكبر ضربة لهم خلال المعارك المتواصلة منذ ثلاثة أشهر، بعدما سيطر مسلحو المقاومة المؤيدون للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس، على مواقع للجماعة، في وقت استمرت المواجهات على جبهات عدن ومأرب والضالع وتزامنت مع قصف طيران التحالف مواقع للحوثيين ومخازن للسلاح في مناطق يمنية.
وأكدت مصادر محلية وطبية في مدينة عدن مقتل 20 مدنياً وجرح عشرات إثر قصف الحوثيين أحياء سكنية في منطقة المنصورة شمال المدينة يسيطر عليها مسلحو المقاومة وأنصار هادي. وأوردت وكالة «فرانس برس» لاحقاً حصيلة تفيد بمقتل 31 مدنياً وجرح مئة آخرين.
وأطلق الحوثيون نحو 15 صاروخ «كاتيوشا» فجر أمس على منطقة المنصورة، وفق علي الأحمدي الناطق باسم القوات الموالية للحكومة.
وسقطت الصواريخ الأولى على شارع مزدحم قبيل الإمساك، ثم قصف الحوثيون المنطقة ذاتها في شكل متقطع، ما أدى إلى إصابة عدد كبير من الأشخاص كانوا يدفنون ضحايا القصف الأول.
وأفاد المسؤول عن القطاع الصحي في عدن، بسقوط 31 قتيلاً وجرح 103 نُقلوا الى ثلاثة مستشفيات في عدن، وقال أحد المصادر الطبية أن «العديد من الجرحى في حال خطرة وبعضهم بُترت أطرافهم».
وتبادل الحوثيون ومسلحو المقاومة الاتهامات بالمسؤولية عن هروب أكثر من 1200 سجين من السجن المركزي في تعز الذي شهد محيطه مواجهات ضارية أسفرت عن سيطرة أنصار هادي عليه، إلى جانب مواقع أخرى كان يتمركز فيها المسلحون الحوثيون في منطقة الضباب وحدائق الصالح، ما يعد أكبر خسارة تتعرض لها الجماعة منذ بدء المواجهات. ونسبت «فرانس برس» إلى مصدر عسكري قوله، إن بين السجناء الفارّين ثمانية عناصر من تنظيم «القاعدة».
واستمرت المواجهات في أحياء أخرى وسط المدينة، وأكدت مصادر المقاومة أنها سيطرت على عدد من التلال غرب تعز، وأحكمت قبضتها على السجن المركزي ومحيطه وعدد من النقاط في شارع الثلاثين. وأضافت أن المسلحين الحوثيين فتحوا أبواب السجن قبل تلقّيهم ضربة كبيرة خلال المواجهات، ما أدى إلى فرار السجناء. واتَّهمت الجماعة عناصر من حزب «الإصلاح» وتنظيم «القاعدة» بإطلاق نزلاء السجن بعد السيطرة عليه.
إلى ذلك، شن طيران التحالف أمس غارات على مواقع حوثية ومعسكرات ومخازن أسلحة، وأفاد شهود ومصادر محلية وعسكرية، بأن الغارات طاولت أمس مقراً للحرس الجمهوري الموالي للرئيس السابق علي صالح في تعز، إلى جانب مقر اللواء المدرّع 35. كما ضرب طيران التحالف مجدداً معسكر ألوية الصواريخ في منطقة «فج عطان» غرب العاصمة اليمنية.
وأضافت المصادر أن غارات أخرى استهدفت مواقع في محافظات عمران وصعدة وحجة ومأرب والجوف وعدن، في سياق الضربات التي توجهها قوات التحالف للمتمردين الحوثيين والقوات الموالية لهم من أجل إرغامهم على التراجع عن الانقلاب على سلطات الرئيس هادي، والعودة إلى المسار التفاوضي.
على صعيد المعارك في محافظتي الضالع ومأرب، أفادت مصادر محلية وقبلية بعشرات الإصابات بين قتيل وجريح. وقالت مصادر المقاومة إن عناصرها صدوا زحفاً حوثياً كان يحاول استعادة مواقع شمال الضالع، في مناطق الوبح ولكمة لشعوب وقرب سناح. وأكدت أن مسلحي القبائل المؤيدين شرعية هادي استطاعوا صد هجوم آخر للحوثيين على مواقع شمال غربي مأرب، وتزامن ذلك مع غارات جوية على مواقع حوثية في منطقة الجفينة غرب المدينة، ما أدى إلى مقتل 11 حوثياً.
ويُعتقد أن الحوثيين، بالتحالف مع قوات الجيش الموالية للرئيس السابق علي صالح، يحاولون إخضاع مدينة تعز ذات الكثافة السكانية الأعلى في اليمن، كما يحاولون السيطرة على مدينة مأرب (شرق صنعاء) للتحكُّم بمصادر الطاقة وحقول النفط والغاز وتأمين الطريق نحو وسط حضرموت، أكبر المحافظات اليمنية (أكثر من 30 في المئة من مساحة اليمن) وشمالها.
وفي الرياض بحث وزير الخارجية عادل الجبير مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد في مستجدات الأوضاع في الساحة اليمنية.
وشهد نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء خالد بحاح، خلال زيارته مقر البنك الإسلامي في جدة أمس، يرافقه وزير التخطيط والتعاون الدولي محافظ البنك الإسلامي للتنمية عن اليمن محمد عبدالواحد الميتمي، توقيع ثلاثة اتفاقات تمويل بين البنك واليمن، بأكثر من 40 مليون دولار أميركي.
مواجهات عنيفة بين المقاومة والميليشيات الحوثية في تعز.. واستمرار عمليات قوات التحالف
المجلس العسكري في المحافظة يتهم الحوثيين بإطلاق السجناء.. ومعلومات عن إعدامات خارج القانون
الشرق الأوسط..صنعاء: عرفات مدابش
قصفت قوات التحالف، أمس، وبكثافة مواقع الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي صالح في مدينة تعز، وتزامن القصف مع مواجهات عنيفة تشهدها بعض أجزاء المدينة بين القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، من جهة، والميليشيات الحوثية، من جهة أخرى، وأكدت المقاومة الشعبية في تعز تحقيقها تقدما ميدانيا ملحوظا، كما أكدت الاستمرار في العمليات العسكرية «حتى تحقيق النصر»، وتحدثت المصادر عن معارك عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف الجانبين في المواجهات وعن أن بين الجرحى، سعيد المخلافي، شقيق قائد المقاومة في تعز، الشيخ حمود المخلافي، وتشير المعلومات إلى أن المقاومة الشعبية باتت بالقرب من مقر «اللواء 35» الذي يسيطر عليه الحوثيون.
وقد خلفت المواجهات العنيفة في تعز قتلى وجرحى بالعشرات، وتلقت «الشرق الأوسط» نداء استغاثة إنسانية، وطالب النداء المنظمات الإنسانية والإغاثية الدولية العاملة في اليمن والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان بـ«التحرك السريع لانتشال الجثث الملقاة على قارعة الطريق في شوارع منطقة عصفيرة، وسط مدينه تعز، والتي بدأت بالتحلل دون أن تتحرك أي جهة رسمية أو غير رسمية لنقلها»، وأضاف النداء أن «ما يحدث هو إهانة بالغة لكرامة الإنسان، خاصة مع تواتر الروايات التي تلقتها المنظمات الإنسانية عن شهود عيان بوجود جثث ملقاة في وسط مجرى تصريف مياه الأمطار وأخرى داخل البنايات السكنية، وقد تم التأكد من وجود جثث ملقاة في ممر السيول تبدو عليها آثار إطلاق نار وكذلك آثار تعذيب»، وأشار النداء إلى الآثار الصحية الكارثية التي ستلحق بالحي المكتظ بالسكان، حاله حال بقية أحياء المدينة، وبحسب النداء، فإن هناك مؤشرات واضحة على حدوث عمليات تعذيب وقتل خارج القانون، تمارسها الميليشيات الحوثية وقوات صالح ضد الأسرى من عناصر المقاومة أو المعارضين لوجد الميليشيات في المحافظة وسيطرتهم عليها.
إلى ذلك، أصدر المجلس العسكري في تعز بيانا يوضح فيه حيثيات وملابسات أحداث منطقة الضباب والسجن المركزي التي شهدتها تعز، أول من أمس، وهي فتح الحوثيين لأبواب السجن وفرار أكثر من 1200 من السجناء الخطرين، وقال البيان إنه وعقب تحقيق القوات العسكرية الموالية للشرعية «مسنودة بأبطال المقاومة الشعبية بتحقيق انتصارات نوعية وهامة حيث تقدمت في الجبهة الغربية (منطقة الضباب) وسيطرة على منطقة حدائق الصالح وتقدمت باتجاه السجن المركزي ومحيطه والمنشأة التابعة لشركة النفط ونقطة شارع الثلاثين والمرتفعات القريبة وبثبات معهود ومدروس علي طريق تحرير تعز وتحقيق النصر لشعبنا.. وعند اقتراب المقاومة الباسلة من السجن المركزي فوجئنا بجماعة الحوثي وحليفها صالح بقيامها بعملية إخراج نزلاء السجن الذين هم سجناء وأصحاب سوابق وجرائم جنائية وبعضهم محكوم عليهم بالإعدام علي خلفية جرائم قتل»، وأضاف البيان أنه «عند وصول الجيش والمقاومة إلى السجن وجدنا أبواب السجن مفتوحة بالكامل وقد غادر جميع النزلاء ومن ثم قام الجيش الوطني والمقاومة بمحاولة إرجاع السجناء الذين كانوا منتشرين بالشعاب حيث تم إرجاع البعض بينما فر آخرون»، وأدان المجلس العسكري في تعز هذا التصرفات التي وصفها بـ«غير المسؤولة والتصرفات الرعناء»، وأكد بذل الجهود لـ«إعادة الأمور إلى نصابها وعودة السجناء ونهيب هنا بكافة أبناء تعز للتكاتف والتعاون بالإبلاغ عن جميع الفارين حفاظا على الأمن العام والسكينة العامة التي هي أهم مهامنا»، وأكد المجلس العسكري على أن «هذه الأفعال الطائشة التي يمارسها الحوثيون وأتباع صالح لن تؤثر بموقف أبناء تعز الواحد والمقاوم وستدفع بهم إلى المزيد من التلاحم والصمود والثبات في وجه هذه العصابة الغاشمة دفاعا عن أمن واستقرار محافظة تعز رائدة التغير وأساس بناء الدولة المدنية الحديثة في اليمن»، حسب البيان.
على الصعيد ذاته، قال مصدر قبلي في تعز لـ«الشرق الأوسط» إن عملية إطلاق السجناء تمت بتوجيهات مباشرة من الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وأضاف المصدر أن «قيادات تتبع المخلوع في تعز حضرت لهذه العملية منذ أيام عندما بدأت تتوقع سقوط المنطقة التي يقع فيها السجن بيد المقاومة»، وأن «بعض السجناء جرى تزويدهم بالمال والسلاح قبل انسحاب القوات الأمنية التي تحرس السجن»، وقلل المصدر من أهمية المزاعم الحوثية «من أن عناصر تتبع تنظيم القاعدة وعناصر إرهابية، هي من قامت بتهريب السجناء»، مشيرا إلى أن عملية إطلاق السجناء «قامت بها الميليشيات الحوثية وبقايا المخلوع عفاش في تعز، وهي عملية مشابهة لعمليات أخرى قامت بها الميليشيات في عدد من المحافظات التي استولت عليها والكل يعرف ذلك»، في هذه الأثناء، قالت مصادر في المقاومة الشعبية في محافظة إب، بوسط البلاد، إنه سيتم إعلان مجلس عسكري للمقاومة في المحافظة في وقت قريب، وأكدت أن أبرز أهداف المجلس العسكري، هو الحصار الذي تفرضه الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح مدينة تعز من مختلف الاتجاهات، وبحسب مصدر محلي في تعز لـ«الشرق الأوسط»، فقد تمكنت المقاومة الشعبية في إب من الحد، بشكل كبير، من عمليات إرسال التعزيزات العسكرية إلى القوات المهاجمة لتعز، وذلك من خلال العمليات المتواصلة التي تستهدف تلك التعزيزات، حيث جرى تكبيد الميليشيات الحوثية وقوات صالح خسائر مادية وبشرية كبيرة في تلك العمليات.
في موضوع آخر، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة في صنعاء وتعز أن الحوثيين مارسوا خلال الأيام الماضية، التهديد ضد الكثير من رجال المال والأعمال والذين ينتمي معظمهم إلى محافظة تعز، وقالت مصادر خاصة إن فحوى التهديدات تتعلق بعدم تقديم الدعم المادي أو ما شابه للمقاومة الشعبية في أي من المحافظات، وبالأخص محافظة تعز، وقال مصدر خاص إن بعض تلك التهديدات حملت تلميحات باستهداف مصالح رجال المال والأعمال الذين يثبت مساعدتهم للمقاومة أو بعض قياداتها أو عناصرها بأي شكل من الأشكال والذين لا يتبرعون بسخاء لدعم المجهود الحربي.
المصدر: مصادر مختلفة