"جهنم" يرد على "حزب الله" في الفوعا وكفريا... "نصرة للزبداني"..«أحرار الشام» تتعهّد بـ «تطهير» ريف إدلب من «خلايا داعش»
جهود دولية وإقليمية لإبراز «أحرار الشام» كفصيل معتدل..عشرات القتلى بحلب.. ومصرع قائد بارز في الحرس الثوري الإيراني بالزبداني
الجمعة 17 تموز 2015 - 6:42 ص 2425 عربية |
جهود دولية وإقليمية لإبراز «أحرار الشام» كفصيل معتدل
علاقة الحركة تحسّنت مع أميركا وسمح لها بالمشاركة في «غرف عمليات المعارضة»
الشرق الأوسط...بيروت: كارولين عاكوم
علامات استفهام عدّة طرحت ولا تزال منذ نشرت تصريحات القيادي في حركة «أحرار الشام» لبيب النحاس على صفحات صحيفة «واشنطن بوست» قبل أيام، لجهة محاولات «تعويم» الحركة المعروفة بقربها من «جبهة النصرة» الموضوعة على قائمة الإرهاب الأميركية.
وكان لافتا توجّه النحاس في مقالته في الصحيفة الأميركية مباشرة إلى الإدارة الأميركية منتقدا إياها من جهة، وداعيا إياها من جهة أخرى إلى اعتماد الحركة كجهة معتدلة للتنسيق معها في مواجهة النظام وتنظيم داعش.
وما جاء على لسان النحاس في ردّ على الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي أكّد الحاجة إلى شركاء معتدلين على الأرض في سوريا، وضعه سمير النشار، عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، في خانة الجهود الإقليمية والضغوط التي تمارس على «أحرار الشام» للتخلي عن مشروع «الدولة الإسلامية» الذي دعت إليه منذ نشأتها والالتزام بالبرنامج الوطني، بعدما بات الجميع مقتنعا أنه لا بديل عن جيش وطني يجمع كل التوجهات، بما فيها الإسلاميون المعتدلون.
ورأى النشار في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أنّ مقالة النحاس كانت، على ما يبدو، رسالة في هذا الاتجاه بناء على نصيحة إقليمية لإعادة التواصل بين «أحرار الشام» والإدارة الأميركية بعدما كانت قد انقطعت لفترة، مضيفا: «إذا نجحت هذه الجهود مع الحركة التي تعتبر الفصيل الأساسي المقرب من النصرة، فإن ذلك سيشجّع المنضوين تحت لواء الأخيرة للانضمام إلى الحركة، كما قد يشجّع على تطبيق هذا الأمر مع النصرة».
وفي حين لفت النشار إلى أنّ «أحرار الشام» لا توضع ضمن خانة التنظيمات المعتدلة، أشار إلى أنّ هناك صراعا داخليا في الحركة بين تيارين، الأول، قريب من جبهة النصرة، والثاني يدفع نحو الالتزام بالخط السوري المعتدل بعيدا عن توجهات «النصرة» و«داعش». وقال النشار «ربّما يكون النحاس من ممثلي التيار الثاني الذي كانت له علاقة مع السفير الأميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد الذي سبق أن أجرى اتصالات مع الحركة، علما بأن أميركا كانت قد هدّدت في وقت سابق بوضع أحرار الشام على قائمة الإرهاب».
ولا يجد النشار في التحركات الإقليمية والدولية على خطّ تعويم الحركة أنها ستؤدي إلى اعتمادها شريكا وحيدا في محاربة النظام أو «داعش»، بل رأى أنّه لا يمكن أن يكون التنسيق أو السيطرة لفصيل واحد دون غيره على الأرض في سوريا، بل إن وجود الفصائل سيكون مناطقيا، إذ، على سبيل المثال، الحركة والنصرة موجودتان في إدلب، لكن يكاد لا يكون لهما حضور في الجنوب.
من جهته، اعتبر رئيس المكتب السياسي في جيش التوحيد، رامي الدالاتي، أنّ ردّ الفعل على مقالة النحاس «كان مبالغا فيه»، من دون أن ينفي أنّ هناك جهودا واضحة لإعطاء دور لـ«أحرار الشام» على حساب «جبهة النصرة» وتحسين علاقتها بأميركا، ولا سيما من قبل تركيا وقطر. وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «صورة (أحرار الشام) تغيّرت لدى الولايات المتحدة الأميركية التي كانت تعتبرها (إرهابية)، كما تحسنت العلاقة في الفترة الأخيرة بين الطرفين»، وذلك يعود، وفق الدالاتي إلى سلوك الحركة التي أثبتت أنها بعيدة عن «داعش».
وكشف أنّ الحركة كانت ممنوعة من المشاركة أو الدخول إلى غرفة عمليات الفصائل المعارضة في تركيا والأردن، لكن في الفترة الأخيرة سمح لها بالعودة والمشاركة فيها، مضيفا: «لا يمكن تجاهل دور الحركة في بعض المعارك الأساسية ولا سيما منها في حلب وإدلب، حيث ساهمت ضمن (جيش الفتح) في تحرير معظم مناطق المحافظة، إضافة إلى قتالها بشكل أساسي في معركة الزبداني في مواجهة النظام وحزب الله اللبناني».
مع العلم، أنّ «أحرار الشام» تعرف عن نفسها على موقعها الإلكتروني، بأنّها حركة إصلاحية تجديدية شاملة، وبأنها إحدى الفصائل المنضوية والمندمجة ضمن الجبهة الإسلامية وهي «تكوين عسكري، سياسي، اجتماعي، إسلامي شامل، يهدف إلى إسقاط النظام الأسدي في سوريا إسقاطًا كاملاً، وبناء دولة إسلامية».
وكان النحاس، مسؤول العلاقات الخارجية في الحركة، قد انتقد على صفحات «واشنطن بوست»، استراتيجية الإدارة الأميركية في سوريا، ووصفها بـ«الفاشلة».
ورأى النحاس أن «أحرار الشام» اتهمت زورا بقربها من «القاعدة»، مضيفا: «الولايات المتحدة في حرصها على عدم تقديم أي دعم للمجموعات الإسلامية المتطرفة في سوريا، وتشديدها على تقديم هذا الدعم للتنظيمات (المعتدلة) وحدها، إنما تستثني بذلك الغالبية العظمى من التنظيمات السورية المعارضة».
كما دعا في مقاله الولايات المتحدة إلى وقف هذه التصنيفات المعتمدة والاعتراف بالمجموعات السورية المعارضة ومن بينها حركة أحرار الشام.
وفي حين توجّه النحاس إلى الإدارة الأميركية قائلا: «نحن المعتدلون الذين تبحثون عنهم للتحالف معهم على الأرض»، قال: «إن سياسيي البيت الأبيض ينفقون ملايين الدولارات التي يتحملها دافع الضرائب الأميركي في عمليات فاشلة وغير مثمرة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية لدعم ما يطلق عليه (القوات المعتدلة في سوريا)»، على حد تعبيره. وخلص إلى القول إنه يتعين على الإدارة الأميركية «القبول بأن الآيديولوجية المتطرفة لتنظيم داعش لن تهزم إلا ببديل سني محلي، مع توصيف معتدل يحدده السوريون أنفسهم وليس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية».
عشرات القتلى بحلب.. ومصرع قائد بارز في الحرس الثوري الإيراني بالزبداني
مواصلة تنظيم داعش تقدّمه باتجاه مطار التيفور العسكري بريف حمص
بيروت: «الشرق الأوسط»
قتل عشرات المدنيين يوم أمس الأربعاء في غارات شنّها طيران النظام السوري على بلدتين في محافظة حلب في شمال سوريا، فيما أفيد عن مصرع قائد بارز في الحرس الثوري الإيراني بعيد صد قوات المعارضة هجوما جديدا لحزب الله وقوات النظام السوري في مدينة الزبداني.
وقال ناشطون إن 13 مدنيا بينهم سبعة أطفال قتلوا جراء قصف جوي لقوات النظام استهدف بلدتين في محافظة حلب في شمال سوريا، إحداهما تحت سيطرة فصائل المعارضة والثانية تحت سيطرة «داعش».
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل سيدة سوريا وأطفالها الثلاثة إضافة إلى طفل آخر جراء إلقاء الطيران المروحي برميلا متفجرا على بلدة تادف التي يسيطر عليها «داعش» في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وفي ريف حلب الغربي، وثّق المرصد مقتل «ثمانية مدنيين بينهم ثلاثة أطفال في قصف لطائرات النظام الحربية على مناطق في بلدة دارة عزة» التي تسيطر عليها فصائل المعارضة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة «الصحافة الفرنسية»: «تستمر قوات النظام في قتل المدنيين عبر القصف الجوي بالبراميل المتفجرة أو القذائف غير آبهة بالقرارات الدولية الصادرة في هذا الشأن»، مشيرا إلى «جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ترتكبها قوات النظام بشكل يومي في سوريا».
بدوره، تحدث «مكتب أخبار سوريا» عن استهداف الطيران الحربي التابع للجيش السوري النظامي، مدينة دارة عزة الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف حلب الغربي، ما أدى إلى مقتل سبعة مدنيين وإصابة العشرات.
ونقل المكتب عن الناشط الإعلامي المعارض رضا الحاج بكري، أن المقاتلات الحربية استهدفت بأربعة صواريخ فراغية سوقًا شعبيًا «مكتظًا» بالمدنيين وسط مدينة دارة عزة، ما أدى إلى مقتل المدنيين السبعة وجرح أكثر من 30 آخرين بعضهم بحالة «خطرة».
وأشار بكري إلى أن المصابين تم نقلهم إلى المشافي الميدانية في دارة عزة والمناطق القريبة منها الخاضعة لسيطرة المعارضة، مرجحًا ارتفاع نسبة الوفيات جراء القصف خلال الساعات المقبلة بسبب خطورة بعض الإصابات حيث تعجز إمكانات المشافي في المنطقة عن علاجها.
وأفاد المكتب أيضا بمقتل خمسة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال، وإصابة العشرات إثر استهداف الطائرات المروحية التابعة للجيش السوري النظامي بالبراميل المتفجرة، بلدة تادف الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش.
وقال مصدر طبي من منظمة «إسعاف بلا حدود» لـ«مكتب أخبار سوريا»، إنّ الطيران المروحي ألقى برميلين متفجرين وسط بلدة تادف، ما أدى إلى مقتل المدنيين الخمسة كحصيلة أولية، وإصابة 15 آخرين على الأقل، بالإضافة إلى دمار «كبير» في المنازل والممتلكات.
أما على جبهة الزبداني في ريف دمشق، فصدّ مقاتلو المعارضة هجومًا جديدًا لقوات الرئيس السوري بشار الأسد وحزب الله وأوقعوا قتلى وجرحى، كما تمكنوا من قتل قائد بارز في الحرس الثوري الإيراني، بحسب شبكة «الدرر الشامية».
وأفاد ناشطون أن «مواجهات عنيفة اندلعت الثاني عشر على التوالي عقب محاولة قوات الأسد وحزب الله اقتحام مدينة الزبداني من محور جامع الهدى والوحلاح، وسط عمليات قصف عنيفة بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة وقد تمكن مقاتلو المعارضة من التصدي لهم وقتل خمسة عناصر من حزب الله وجرح آخرين وأجبروهم على التراجع إلى مواقعهم».
وأشارت الشبكة إلى أن عناصر المعارضة تمكنت من قتل العقيد قاسم غريب الضابط في الحرس الثوري الإيراني وذلك بعد مقتل العقيد الإيراني كريم غوابش في معارك الزبداني.
وردا على حصار الزبداني، أعلنت غرفة عمليات «جيش الفتح» بدء القصف التمهيدي على ثكنتَي كفريا والفوعة الواقعتين بريف إدلب، واللتين يحتشد بداخلهما عناصر من «حزب الله» وبعض الميليشيات الشيعية المساندة لنظام الأسد.
وأكدت الغرفة في بيان أن «معركة الفوعة وكفريا» جاءت ردًّا على «الحصار الخانق، ثم هجوم ميليشيا حزب الله المدعوم بالقصف بالبراميل المتفجرة من قبل نظام الأسد». ودعا البيان في ختامه جميعَ الفصائل الثورية المسلحة في سوريا إلى إشعال الأرض من تحت من سماهم «الظالمين الغزاة».
وفي ريف حماه الغربي، أحبطت فصائل تابعة للمعارضة، محاولة تقدّم للقوات السورية النظامية في عدة نقاط بمنطقة سهل الغاب.
ونقل «مكتب أخبار سوريا» عن مدير المكتب الإعلامي في تجمع «صقور الغاب» محمد رشيد، أن «عناصر من التجمع التابع للجيش السوري الحر وحركة أحرار الشام صدّوا هجومًا مفاجئًا نفذته القوات النظامية على قرى المنصورة والخربة والقاهرة، بالإضافة إلى تل زجرم وتل واسط، بعد معارك عنيفة دامت لعدة ساعات».
أما في ريف حمص، فأفيد عن مواصلة تنظيم داعش تقدّمه باتجاه مطار التيفور العسكري وذلك بعد أن سيطر على عدة قرى قريبة منه.
وقال المكتب إن التنظيم سيطر على قريتي الباردة ومرهطان في محيط المطار، بعد معارك «عنيفة» دارت بينه وبين قوات من الجيش السوري النظامي، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، وأسر ضابط برتبة نقيب على يد التنظيم.
هدنة معضمية الشام تترنح مهددة بنسف نموذج الحل السياسي
الصليب الأحمر يصف الوضع في المدينة بـ«اليائس»
الشرق الأوسط..بيروت: بولا أسطيح
على الرغم من أن الهدنة التي وقعها النظام والمعارضة السورية في ديسمبر (كانون الأول) 2013 لوقف القتال في مدينة معضمية الشام الواقعة في الغوطة الغربية لريف دمشق، لم تكن مثالا يُحتذى طوال السنوات الماضية، خاصة وأن الحصار الذي تفرضه قوات النظام فاقم الأوضاع الإنسانية لنحو 45 ألف شخص يقطنون فيها، فإن التطورات والمواجهات الأخيرة التي شهدتها المدينة جعلت الهدنة تترنح بشكل غير مسبوق، مما يهدد بنسف نموذج الحل السياسي الذي يسوق له النظام السوري والذي سعى المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا لتطبيقه في مدينة حلب.
ويتحدث ناشطون عن اشتباكات اندلعت الأسبوع الماضي بين قوات النظام وعناصر الجيش الحر، بعد أن قام عناصر الشبيحة الموالين للرئيس السوري بشار الأسد والذين يقطنون الحي الشرقي الذي يفصل معضمية الشام عن مطار المزة العسكري، بافتعال اشتباك مع الجيش الحر وقاموا بقتل أحد الشبان وإصابة الكثير من المدنيين، لتندلع أقوى وأعنف اشتباكات منذ بدء مفاوضات هدنة مع النظام منذ عام ونصف. ويشير الناشطون إلى أنّه ومنذ ذلك الحين تقوم قوات النظام المتمركزة على الحواجز عند مدخل المدينة باحتجاز النساء والأطفال حتى ساعات متأخرة وبتوجيه الإهانات والشتائم لهم.
وأكد داني قباني، الناشط في المركز الإعلامي في المعضمية، أنّه ومنذ الاشتباك الذي حصل الأسبوع الماضي، فإن «المواجهات تكاد لا تتوقف على جبهة معينة حتى تعود على جبهة أخرى ولو كانت شدتها تتفاوت»، لافتا إلى أن عمليات قصف محيط المدينة بشكل دوري بكل الأسلحة وحتى بالبراميل المتفجرة لا تزال مستمرة، كما أن الرصاص العشوائي الذي تطلقه قوات النظام يصل لداخل الأحياء السكنية ليصيب المدنيين.
واستبعد قباني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن يكون النظام يسعى لفض الهدنة لارتكاز حله السياسي الفاشل على هدنة معضمية الشام لتصديرها على أنها النموذج الأمثل لذلك الحل، لافتا إلى أن الاتفاق على الهدنة تم توقيعه مع الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد، علما أن هذه الفرقة ليست الوحيدة التي تحاصر المدينة، باعتبار أن هناك لجانا شعبية طائفية من جهتين ومخابرات جوية، وكلهم ليسوا معنيين بالاتفاق وهم مخيرون بالاشتباك متى يشاءون. وأضاف: «أصلا فإن الاشتباك الأخير الذي حصل سببه الرئيسي طلب النظام من شبيحة الحي الشرقي الالتحاق بالجيش الذي يحاول اقتحام الزبداني، ولكي يوصلوا للنظام رسالة بأن المعضمية ليست هادئة وأنهم يدافعون عن النظام في محيط المدينة، خوفًا من الذهاب للزبداني، افتعلوا الإشكال».
وشدّد قباني على أن «مقاتلي المعارضة الموجودين داخل المعضمية يردون فقط على مصادر النيران، ولم يبدءوا ولو مرة واحدة باشتباك منذ مفاوضات الهدنة، باعتبار أنّهم ما زالوا ملتزمين بعهدهم لحماية الأعداد الغفيرة من المدنيين من غدر النظام والذين يتراوح عددهم بين 43 و45 ألف مدني أكثر من ثلثيهم من النساء والأطفال»، مؤكدا في الوقت عينه على جهوزية قوات المعارضة في أي لحظة لصد أي محاولة اقتحام أو تسلل لعناصر النظام.
ويصف ناشطون الوضع داخل المدينة، بـ«غير الإنساني ويفتقر لأدنى مقومات الحياة». فلا كهرباء منذ عام 2012، والمياه مقطوعة منذ شهور، كما أن الغذاء ممنوع إدخاله إلى المدينة عبر الحواجز الثلاثة المتمركزة على المعبر الوحيد، حيث تصادر قوات النظام ما بحوزة المدنيين العائدين إلى الداخل المحاصر وتسمح لهم أحيانا بإدخال أربع حبات من الخضار فقط.
وكان وفد مشترك من الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوري زاروا منتصف الشهر الماضي المدينة في أول مهمة من نوعها منذ ديسمبر (كانون أول) من العام 2014. وقال باول كرزيسياك، الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا إن الوضع داخل المعضمية «يائس»، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الشوارع كانت فارغة والمحلات التجارية مقفلة. كما أن المياه والطعام كانا بالكاد متوفرين إضافة إلى عدم توفر الكهرباء منذ نحو العامين كما أنه لا رعاية صحية مناسبة.
وأوضح كرزيسياك أنّه تم خلال الزيارة إيصال الإمدادات الطبية التي تشتد الحاجة إليها لعلاج نحو 5000 مريض، لافتا إلى أن هذه الإمدادات شملت الأدوية للأطفال ومعدات طبية لمساعدة النساء الحوامل أثناء الولادة. وأضاف: «تهدف هذه الإمدادات الطبية لتغطية احتياجات الناس لمدة 3 أشهر».
وأشار كرزيسياك إلى أنّه في الأسبوعين الأخيرين من يونيو (حزيران)، تمكنا من توزيع الخبز والمواد الغذائية لأكثر من 37 ألف شخص يعيشون في المدينة، مؤكدا مواصلة تسليم الأغذية في شهر يوليو (تموز) الحالي. وقال: «قمنا بتوزيع الخبز وغيرها من المواد الغذائية لنحو 20 ألف شخص، ونخطط لتقديم إمدادات الغذاء لـ20 ألف شخص آخر في الأيام المقبلة».
قصف قريتين شيعيتين في إدلب رداً على معركة الزبداني
لندن - «الحياة»
أعلن عدد من فصائل المعارضة السورية بدء معركة للسيطرة على بلدتي كفريا والفوعة (وسكانهما من الشيعة) وتضمان ميليشيا موالية للنظام السوري في ريف إدلب، بهدف الضغط على النظام و «حزب الله» لوقف الحرب التي يخوضانها في منطقة الزبداني، مع تسجيل «تقدم طفيف» في المدينة بعد مرور أسبوعين على بدء الهجوم في شمال غربي دمشق وقرب حدود لبنان، في وقت قتل 13 مدنياً بينهم سبعة أطفال في اليوم الرابع لقصف ريف حلب.
وقال «جيش الفتح» في بيان أمس، إنه بعد أسبوعين من بدء النظام و «حزب الله» «حملة عسكرية شرسة مصحوبة بقصف إجرامي بالبراميل والغارات على منطقة الزبداني المحاصرة بهدف إبادة أهلها وتهجيرهم، نؤكد لشعبنا في الزبداني أن دماءنا دون دمائهم، وقررنا بدء معركة كفريا والفوعة ضد قوات نظام الأسد وميليشيا إيران لنذيقهم في الشمال ما يذيقون أهلنا في الزبداني حتى يعودوا إلى رشدهم»، داعياً جميع الفصائل المعارضة إلى «إشعال الأرض تحت أقدام الغزاة والظالمين. البارحة كانت (السيطرة على) القصير (في ريف حمص) واليوم الزبداني، غداً قد تكون غوطة دمشق».
وكان «جيش الفتح»، الذي يضم سبع فصائل بينها «أحرار الشام» و «جبهة النصرة»، سيطر على مدينتي إدلب في نهاية آذار (مارس) وجسر الشغور في نهاية نيسان (أبريل)، لكنه تجنب فتح معركة في بلدتي الفوعة وكفريا الواقعتين قرب مدينة بنش شرق إدلب.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الفصائل الإسلامية قصفت في شكل مكثف بعشرات القذائف الصاروخية وقذائف محلية الصنع مناطق في بلدتي كفرية والفوعة، بالتزامن مع قصف من «قوات الدفاع الوطني» واللجان المسلحة الشعبية الموالية للنظام بإشراف قادة من «حزب الله» على مناطق في محيط البلدتين وريفهما، وسط اشتباكات عنيفة بين الطرفين، وأشار إلى أن مقاتلي المعارضة يحاولون السيطرة على البلدتين آخر مناطق سيطرة النظام والمسلحين الموالين له في محافظة إدلب.
وواصل الطيران السوري لليوم الرابع عشر قصف الزبداني، وسط استمرار المعارك بين الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري بقيادة العميد ماهر شقيق الرئيس بشار الأسد و «حزب الله» من جهة، ومقاتلين محليين من جهة ثانية، وسط أنباء عن «تقدم طفيف» للطرف الأول، وفق «المرصد». وأعلن الجيش النظامي أن عناصره وقوات «حزب الله» توغلوا في حي السلطانة شرق الزبداني.
وأفاد «المرصد» بمقتل سيدة وأطفالها الثلاثة، إضافة إلى طفل آخر، جراء إلقاء الطيران المروحي برميلاً متفجراً على بلدة تادف في ريف حلب، إضافة إلى مقتل ثمانية مدنيين بينهم ثلاثة أطفال في قصف لطائرات النظام على مناطق في بلدة دارة عزة في ريف المدينة. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»: «تستمر قوات النظام في قتل المدنيين عبر القصف الجوي بالبراميل المتفجرة أو القذائف، غير آبهة بالقرارات الدولية الصادرة في هذا الشان»، مشيراً إلى «جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ترتكبها قوات النظام بشكل يومي في سورية».
وفي شرق دمشق، أعلنت «جبهة النصرة» أنها سلمت «جيش الإسلام» 25 من عناصره كانت تحتجزهم، من بينهم ستة قياديين، لكنها ردت على انتقادات «جيش الإسلام» قبل يومين قائلة إن أهالي قرية مديرا في الغوطة الشرقية «ثاروا ضد تصرُّفات جيش الإسلام»، الذي «استنفر جميع عناصره في الغوطة، ما استدعى نصب عناصر جبهة النصرة الحواجز لحماية مقراتها وقامت باعتقال مجموعتين من هيئة الخدمات العسكرية التابعة لجيش الإسلام». كما رفضت اتهامات «جيش الإسلام» بأنها «ليست مرابطة على الثغور (جبهات القتال ضد النظام) ومتفرغة لافتعال المشاغبات».
واشنطن تعارض إقامة كيان كردي و«داعش» يتقدم في وسط سورية
لندن، واشنطن - «الحياة»، أ ف ب -
أعلن المنسق الأميركي للتحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» جون آلن الثلثاء في واشنطن أن الولايات المتحدة تعارض تشكيل كيان كردي مستقل في شمال سورية، في وقت تواصلت المعارك بين الأكراد وبين عناصر التنظيم الإسلامي المتشدد في الحسكة بشمال شرقي سورية، كما وردت معلومات عن تقدم «داعش» ضد النظام وأسره عشرات الجنود قرب تدمر بريف حمص الشرقي (وسط البلاد).
وقال الجنرال السابق أمام مؤسسة بحثية في واشنطن: «لا ندعم ولا أعتقد أن الأكراد أنفسهم يدعمون تشكيل كيان حكومي منفصل» في شمال سورية في المناطق التي استعادتها القوات الكردية من «داعش». ومنذ أن طردت الميليشيات الكردية عناصر تنظيم «داعش» الذي يُطلق على نفسه اسم «الدولة الإسلامية» في منتصف حزيران (يونيو) من مدينة تل أبيض السورية الحدودية، تُكرر أنقرة الإعراب عن القلق من تشكيل منطقة كردية مستقلة في شمال سورية.
وتتهم تركيا الميليشيات الكردية السورية المقرّبة من حزب العمال الكردستاني الذي يقود حركة التمرد على أراضيها، بـ «التطهير العرقي» في القطاعات التي تسيطر عليها لتسهيل قيام منطقة مستقلة للأكراد.
وقال آلن: «من المهم ألا يتحوّل شريك ساعد في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية إلى قوة احتلال»، في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية. وأضاف أنه لا بد من تمكين السكان الذين تحرروا من التنظيم المتطرف من العودة إلى نظام «الإدارة الذاتية» الذي كان قائماً أي أن «التركمان يديرون شؤون التركمان والعرب شؤون العرب والسريان شؤون السريان».
وأقر آلن بأن تداعيات الاتفاق حول برنامج إيران النووي المبرم الثلثاء بين طهران والدول الكبرى تشكّل مصدر قلق لحلفاء واشنطن ضد تنظيم «الدولة». وأردف: «بالنسبة إلى كثير من الأعضاء في التحالف كانت إيران وستبقى على الأرجح أحد مصادر التهديد الرئيسية على الأمن القومي».
وتساءل: «هل سيتغير سلوك إيران؟ سنرى ذلك، إنها نقطة يتابعها باهتمام حلفاؤنا في المنطقة. وستصبح نقطة مهمة مستقبلاً».
ميدانياً، أفاد موقع «الدرر الشامية» المعارض بأن الوحدات الكردية اقتحمت المكتب الإعلامي لمجلس ثوار حي الشيخ مقصود في مدينة حلب، واعتقلت عدداً من أعضائه مساء الثلثاء. وأورد الموقع معلومات عن قيام مجموعة تابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي بفض تظاهرة في الحي واقتحام المكتب الإعلامي للمجلس واعتقال مديره القانوني زياد محمد و15 من زملائه. وحي الشيخ مقصود خاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة والوحدات الكردية منذ أكثر من سنتين ونصف.
وفي ريف حلب الشرقي، أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى في محيط منطقة المقبلة شمال المدينة الصناعية.
وفي محافظة الرقة المجاورة، ذكر «المرصد» أن تنظيم «الدولة» نفّذ هجوماً على منطقة الشركراك الواقعة في شمال غربي مدينة عين عيسى بريف الرقة الشمالي الغربي، مشيراً إلى وقوع اشتباكات بين المهاجمين وبين «وحدات حماية الشعب» الكردية في محيط البلدة. وأوضح أن «داعش» بدأ هجومه بتفجير عربة مفخخة استهدفت تمركزات وحدات الحماية، ما أدى إلى سقوط قتيل وثلاثة جرحى من أفرادها. وكانت الوحدات الكردية استعادت السيطرة على الشركراك في 8 تموز (يوليو) الجاري بعد ساعات فقط من سيطرة التنظيم عليها.
أما في محافظة الحسكة (شمال شرقي سورية)، فقد تحدث «المرصد» عن «اشتباكات متقطعة» بين قوات النظام وعناصر تنظيم «داعش» في محيط حي النشوة الغربية في مدينة الحسكة، والذي يسيطر عليه التنظيم.
وذكر موقع «الدرر الشامية»، في غضون ذلك، أن 120 من عناصر «داعش» قُتلوا بعد استهداف طيران التحالف الدولي رتلاً عسكرياً للتنظيم في ريف دير الزور، مشيراً إلى أن الرتل كان متجهاً للمشاركة في المعارك الدائرة في الحسكة. وأردف أن القصف الجوي أدى إلى تدمير الرتل في شكل كامل، وأن القتلى من عناصر التنظيم المحليين وليسوا أجانب.
وفي وسط سورية، قال «المرصد» أن اشتباكات عنيفة تدور بين قوات النظام وعناصر تنظيم «الدولة» في محيط منطقة مطار التيفور العسكري بريف حمص الشرقي إثر هجوم شنه الأخير على المنطقة. وفي هذا الإطار، أعلن المكتب الإعلامي لـ «ولاية حمص» في تنظيم «داعش» سيطرة عناصره على كتيبة المدفعية التابعة لمطار «التيفور» العسكري غرب مدينة تدمر في البادية السورية. وأكد التنظيم في بيان سيطرة عناصره على بلدتي الباردة ومرهطان القريبتين من المطار، وسيطرتهم أيضاً على كتيبة المدفعية التي تبعد خمسة كيلومترات عن المطار الاستراتيجي.
وذكر موقع «كلنا شركاء» المعارض أن تنظيم «داعش» كان قد استهدف يوم السبت نقطتين تابعتين لقوات النظام في ريف حمص الشرقي بسيارتين مفخختين أوقعتا عدداً من القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام الذي قام، في المقابل، بـ «شن هجوم واسع باستخدام فوج المغاوير على قرى قريبة من مدينة تدمر في محاولة فاشلة لاستعادة المدينة التي خرجت عن سيطرته منذ ما يزيد على الشهرين». وذكر مكتب «ولاية حمص» أن عناصر التنظيم أوقعوا قوات النظام في مكمن على بعد خمسة كيلومترات من مدينة تدمر وأسروا عشرات من «فوج المغاوير» - المدرّب على أيدي «حزب الله» اللبناني - وساقوهم إلى تدمر نفسها ثم إلى الرقة. ولم يصدر عن النظام ما يؤكد مزاعم التنظيم في شأن أسر عناصره قرب تدمر.
في غضون ذلك، أشار «المرصد» إلى وصول 12 جثة لعناصر من تنظيم «الدولة» قُتلوا في مواجهات مع قوات النظام و «وحدات الحماية» في مدينة الحسكة وضواحيها وفي ريف الرقة الشمالي، كما قُتل ثلاثة من عناصر من التنظيم جراء ضربات طائرات التحالف في ريف مدينة الرقة.
«أحرار الشام» تتعهّد بـ «تطهير» ريف إدلب من «خلايا داعش»
لندن - «الحياة»
تعهّد قائد الجناح العسكري في «حركة أحرار الشام الإسلامية»، أبو صالح طحان، بـ «تطهير» ريف إدلب في شمال غربي البلاد من «خلايا داعش»، بعد اغتيال قيادي في الحركة بتفجير انتحاريين نفسيهما أول من امس، في وقت تعرّض قيادي في «جبهة النصرة» لمحاولة اغتيال جديدة في جبل الزاوية في ريف إدلب.
وكانت «شبكة شام» المعارضة، أفادت بمقتل محمد الأسعد (أبو عبدالرحمن سلقين)، أحد «أمراء حركة أحرار الشام الإسلامية»، إثر تفجير انتحاريين نفسيهما في سلقين في ريف إدلب»، موضحة أن «انتحاريَّيْن فجرا حزامين كانا يرتديانهما بعد دخولهما إلى مقر كتيبة أبو طلحة الأنصاري التابعة لحركة أحرار الشام الإسلامية».
وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، ومصدر في «أحرار الشام» المعارضة للنظام السوري، أن «الانتحاريين دخلا إلى مقر الجماعة في بلدة سلقين الواقعة على الحدود التركية، وفجرا نفسيهما، ما أسفر عن مقتل الشيخ أبو عبدالرحمن السلقيني وستة آخرين».
واتهم مصدر في «أحرار الشام» تنظيم «داعش» بشنّ الهجوم، بعد أيام من اتهامه أيضاً بتنفيذ هجوم بسيارة مفخخة على بلدة سرمين في محافظة إدلب، ما أسفر عن مقتل أحد أفراد «أحرار الشام أيضاً».
وقال «أبو صالح طحان» في تغريدة على موقع «تويتر» أمس، إن الحركة ستبدأ بعد العملية الانتحارية، «حملات التطهير الجديدة ضد خلايا داعش» في ريف إدلب، وإنه «لن يكون فيها تهاون حتى لو تستّرت تلك الخلايا بأي فصيل أو جماعة أخرى».
وجاء التفجير بعد يومين من نشر مسؤول العلاقات الخارجية في الحركة لبيب نحاس، مقالة في صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، انتقد فيها سياسة إدارة الرئيس باراك أوباما، داعياً الى دعم المعتدلين الإسلاميين ضد النظام السوري و «داعش».
وكان «المرصد» قال إنه «تأكد استشهاد مسؤول شرعي في حركة مقاتلة وزوجته وطفلتهما، إثر استهداف سيارتهم بعبوة ناسفة انفجرت فيها، وأدت الى استشهاد المسؤول الشرعي، وهو رائد طيار سابق تم تسريحه قبل سنوات، وعائلته وسقوط جرحى آخرين في بلدة سرمين، عقبها توترات استمرت لساعات بين حركة أحرار الشام الإسلامية ومسلّحين في بلدة سرمين»، مشيرة الى اعتقال الحركة «خلايا نائمة تابعة للواء إسلامي بايع في وقت سابق تنظيم الدولة الإسلامية».
وهزّ انفجار قوي بلدة كفرنبل في جبل الزاوية في ريف إدلب، أثناء محاولة شخصين وضع لغم متفجّر في سيارة جهاد الحسيني التابع لـ «جبهة النصرة». وقال موقع «كلنا شركاء» المعارض أمس، إن الانفجار أسفر عن مقتل شخص وجرح آخر، و «سارع بعض الموجودين الى إلقاء القبض على الجريح عمار حسن العقدي من أهالي كفرنبل، وهو من سكان حماة (وسط البلاد)، واقتادوه إلى أحد المشافي ليوضع تحت حراسة جبهة النصرة، لإجراء تحقيقات».
واحتفظت «جبهة النصرة» بأشلاء الجثة الوحيدة التي سجّلها الانفجار، الى حين الانتهاء من التحقيق. وتعرّض الحسيني قبل أيام، لمحاولة اغتيال في المكان نفسه.
"جهنم" يرد على "حزب الله" في الفوعا وكفريا... "نصرة للزبداني"
موقع 14 آذار...
يبدو أن "حزب الله" بدأ في البحث عن طرق جديدة لتثبت أي تقدم له في الزبداني بعد 12 يوماً من انطلاق محاولات اقتحامه الفاشلة لهذه المدينة، ووفق المعلومات التي حصل عليها موقع "14 آذار" فإن الحزب استعان بـلا يقل 4000 مقاتل في هذه المعركة ويتناوبون في استلام الجبهة، وغالبيتهم شباب صغار السن.
وبات واضحاً أن حجم الخسائر التي مني بها "حزب الله" ف يمعركة الزبداني قد تفوق عدد قتلاه في معركة الجرود، وفي حال استمرت المعركة لأشهر فإن العدد قد يكون كارثياً في ظل الصمت الحكومي الرسمي وانشغال اللبنانيين بالشلل المؤسساتي.
وفي اليوم 12 من حملة "ابادة" الزبداني، لا جديد، "هي محاولات متكررة من جيش النظام السوري وقوات "حزب الله" لاقتحام المدينة من محور الزلاح والهدى، حيث عادت تلك القوات وخلال مرتين متتاليتين محملة بجثث قتلاها وفشل بفضل صمود كتائب الثوار"، بحسب ما نقل لنا الناشط الاعلامي علاء التناوي.
وأضاف: "حاولت أيضاً عناصر حزب الله وقوات النظام التسلل من محور معمل بقين لتعود مهزومة وتنقل إلى مشافي دمشق الجرحى والقتلى إلى توابيت لاعادتهم إلى لبنان". في المقابل "تمكن مقاتلون المعارضة السورية، أبناء المدينة، من تدمير قاعده صواريخ كونكورس في محور قلعة الزهراء وقتل 5 عناصر من حزب الله بالقرب منها". أما النظام فيكمل بسياسة الأرض المحروقة بـ"القصف الجوي عن المدينة، إذ استهدفت أستهدفت الطائرات المروحية المدينة بـ 22 برميلاً متفجراً، سقط عدد منها على الجبل الشرقي، اضافة إلى قصف مدفعي عنيف جدا بمدفعيه النظام وقذائف الهاون والدبابات". وأضاف التيناوي: "أول من أمس (الثلاثاء) قصفت المدينة بأكثر من 13 صاروخاً فراغياً، و36 برميلاً متفجراً ترافق مع 9 صواريخ أرض - أرض و مئات صواريخ الغراد وقذائف المدفعية والهاون".
المعارضة السورية لم تلق أي دعم خارجي، ولا محاولات للضغط على الحزب من أجل وقف المعركة، بل أطل "جيش الفتح"، بمبادرة يحاول فيها تخفيف الثقل عن المدينة، وأطلق معركة الفوعا وكفريا، ويشار إلى أن حركة أحرار الشام تعتبر أهم مكونات جيش الفتح.
ويذكّر التيناوي بأن "الفوعا وكفريا بلدتان شيعيتان في ادلب، يحاصرهما جيش الفتح، وتعتبران آخر معاقل النظام السوري في إدلب بعد تطهيرها، وأطلق الجيش المعركة نصرة للزبداني". ويضيف: "تم دك المنطقتين بصواريخ غراد وجهنم". وقال: "يسكن أفغان وايرانيون في البلدتين، وهي أشبه بخزان بشري للنظام السوري".
وكشف عن أن "النظام وحزب الله اختارا استخدام سياسة الحصار على النازحين من مدينة الزبداني وصولاً إلى لقرى المجاورة: بلودان، سرغايا، بقين ومضايا، ما أدى إلى ظهور حالة انسانية صعبة، تشير الى كارثة، فمنذ نحو 13 يوماً لم يدخل الغذاء ولا الخضار ولا دواء، حتى الخبز قد يصبح نادراً مع نفاد الطحين".
المصدر: مصادر مختلفة