التسريبات الإسرائيلية حول تدخل وشيك في سوريا تضاعف تعقيدات المشهد...نازح سوري يروي رحلة الهرب من حلب إلى باريس
11 ألف برميل متفجر على أحياء المعارضة في 8 أشهر.. و3600 مدني ضحايا الغارات وحشد دولي لردع النظام عن استخدام البراميل المتفجّرة
الإثنين 22 حزيران 2015 - 5:31 ص 1896 عربية |
التسريبات الإسرائيلية حول تدخل وشيك في سوريا تضاعف تعقيدات المشهد
خبير لبناني: تل أبيب تحاول حجز موقعها على خارطة توزيع النفوذ
الشرق الأوسط.. ضاعفت التسريبات الإسرائيلية حول إمكانية تدخل تل أبيب في النزاع السوري مباشرة، أمس، الأسئلة عن المتغيرات التي تطرأ على الملف السوري، والحديث عن إمكانيات توزيع خارطة النفوذ على شكل كيانات داخل الأراضي السورية، وسط ترجيحات من مراقبين للوضع بأن تكون إسرائيل «تبحث عن ذرائع لفرض نفسها على خارطة النفوذ السوري، وستدعي أنها تنوي حماية دروز منطقة القنيطرة من المتشدّدين، بهدف حجز مكان لها في المداولات على الملف السوري».
الملاحظ أن التسريبات الإسرائيلية عبر موقع صحيفة «هآرتس»، أمس، تزامنت مع احتدام المعارك بين قوات النظام السوري وحلفائه وبعض الميليشيات المحلية من جهة، وقوات المعارضة و«جبهة النصرة» من جهة ثانية في أطراف ريف محافظة القنيطرة قرب بلدة حضر، التي تسكنها أغلبية درزية وحاصرها مقاتلو المعارضة قبل يومين، وتقع بمحاذاة الشريط الحدودي قبالة بلدة مجدل شمس داخل القسم المحتل من هضبة الجولان.
ولقد نقلت صحيفة «هآرتس» عن مصادر إسرائيلية وصفتها بأنها «مطلعة» أن «تغييرا خطيرا قد يطرأ على المشهد السوري على الحدود خلال الساعات المقبلة»، لافتة إلى أن الأمر «قد يدفع بإسرائيل لاتخاذ قرار فوري بالتدخّل المباشر في الشأن السوري»، في تلميح وفق المراقبين إلى إمكانية تدخل إسرائيل «لحماية دروز القنيطرة من هجمات المتشددين».
غير أن القوى الرئيسية في المعارضة السورية ترفض هذا الأمر، إذ رأى الدكتور نجيب الغضبان، ممثل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في الولايات المتحدة، أن أي تدخل إسرائيلي «غير مرحّب به»، مشددا على ضرورة أن تلتزم إسرائيل بموقفها الرسمي والعلني المحايد تجاه الأزمة السورية. وتابع قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «أي تصعيد من قبل إسرائيل سيكون سلبيا، لأن دخولها على خط الدروز أو غيرهم، سيكون سيئا، ويضع مكوّنات السورية الوطنية في عداء مع الآخر، ويعطي إيران وغيرها الذرائع لاستثمار التدخل لصالحهم».
وتابع الغضبان: «في ظل تسارع الأحداث، وما يُحكى عن انهيارات سريعة للنظام في سوريا، نحن نرفض أن يُملأ الفراغ من قبل (داعش) أو (النصرة) أو أي كيانات أو تنظيمات متشدّدة أخرى». وأردف: «نحن نشارك الأطراف كافة مخاوفها من ملء الفراغ في سوريا من قبل المتشددين.. لكننا ندعو الدول الصديقة، وفي مقدمها الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، للمساعدة عبر تسريع دعمها الحقيقي للقوى المعتدلة في سوريا، لملء الفراغ المحتمل والاستعداد له، وذلك عبر دعم المعتدلين والجيش السوري الحر».
ويقرأ راصدون التسريبات الإسرائيلية على أنها «محاولة من إسرائيل لحجز موقع لها ضمن إعادة توزيع خارطة النفوذ في سوريا، ومحاولة منها لفرض وجود لها في أي مفاوضات محتملة في سوريا»، إذ يقول الدكتور سامي نادر، الباحث الاستراتيجي وأستاذ العلاقات الدولية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن تل أبيب «تبحث عن ذريعة تتيح لها أن تكون موجودة على طاولة تقسيم النفوذ داخل سوريا، وتسعى لأن تتدخل تحت حجة حماية الأقليات الموجودة على حدودها الشمالية وهي الدروز». ويرى نادر أن العامل الدرزي «دخل أخيرا على خط هواجس حماية الأقليات في سوريا، بعد الهواجس السابقة مثل حماية الأكراد، وبالتزامن مع عملية تل أبيض لتكريس حدود واستمرارية الكيان الكردي عبر نجاح عمليات طائرات التحالف في المناطق الكردية». غير أن الفارق بين القضيتين أن «الموقف الدرزي يتسم بالدقة، نظرا لأن دروز سوريا يقعون تحت نار جبهة النصرة من جهة، وحزب الله وإيران من جهة ثانية، مما يدفعهم لمحاولة تحييد أنفسهم عن الصراع».
ويقرأ نادر في تصاعد الحديث عن الكيانات أنه «يأتي بموازاة النقاشات الدولية عن عملية رسم حدود وفق كيانات مذهبية»، موضحا: «لا أتصور أن إسرائيل تخشى جبهة النصرة، لكنها تدخل من بوابة الادعاء بحماية الكيانات المذهبية.. وإذا ما ربطنا تلك التسريبات بالمصالح الإسرائيلية، فلا أستبعد أن تكون هناك عملية عسكرية إسرائيلية على المدى القصير لتحديد قواعد اشتباك جديدة على حدودها الشمالية، في جنوب لبنان وجنوب سوريا، والمشاركة في خرائط تقسيم سوريا ما بعد الأسد».
وتزداد التعقيدات على المشهد السياسي في جنوب سوريا، بالتزامن مع ارتباك في المشهد الميداني، إذ استعادت القوات الحكومية السورية السيطرة على تلة في محيط بلدة حَضَر الدرزية بمحاذاة الشريط الحدودي مع إسرائيل في هضبة الجولان المحتل، في حين يواصل المقاتلون الدروز حشد قواتهم للدفاع عن بلدتهم، بحسب ما قال ناشطون نشروا صورا لهم في البلدة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن معارك اندلعت أمس في أطراف ريف القنيطرة الشمالي من جهة ريف دمشق الغربي، في حين ذكر «المكتب الإعلامي للاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» أن «ثوار جيش الحرمون صدّوا ليل السبت هجومًا عنيفًا للقوات النظامية والميليشيات الداعمة لها لاستعادة السيطرة على منطقة التلول الحمر، على السفوح الشرقية لجبل الشيخ، التي سيطرت عليها المعارضة الثلاثاء الماضي».
وبينما يواصل «جيش الحرمون» المشكّل حديثا عملياته، أعلن مقاتلون إسلاميون في المعارضة السورية، أمس، عن تشكيلهم «جيش الفتح في الجبهة الجنوبية»، وواصل المقاتلون تحت لواء غرفة عمليات عاصفة الحق، التي تضم «الجيش الأول» و«ألوية سيف الشام» و«جبهة أنصار الإسلام»، قتالهم لتحرير السرية 160، وسرية المشاة، وحاجز الشرطة، وفتح الطريق بين بلدتي جباتا الخشب وبيت جَن باتجاه الغوطة الغربية لدمشق.
المعارضة في ريف دمشق تستخدم سلاح «قطع المياه» عن العاصمة السورية لإجبار النظام على تنفيذ مطالبها
11 ألف برميل متفجر على أحياء المعارضة في 8 أشهر.. و3600 مدني ضحايا الغارات
بيروت: «الشرق الأوسط»
استخدمت قوات المعارضة السورية، أمس، سلاح المياه للضغط على القوات النظامية لوقف القصف على وادي بردى، وإطلاق سراح المعتقلين، في أول استخدام لسلاح قطع مياه عن أحياء النظام في دمشق وريفها، منذ بدء الأزمة السورية.
يذكر أن فصائل المعارضة لجأت إلى ضغوط مشابهة في وقت سابق في حلب. وبموازاة ذلك، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» توثيق 11 ألف برميل متفجر أسقطتها مروحيات النظام على أحياء المعارضة في مختلف أنحاء سوريا، منذ 8 أشهر.
وأفاد ناشطون، أمس، أن قوات المعارضة قطعت مياه عين الفيجة عن العاصمة دمشق بشكل كلي، بهدف الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد لتنفيذ شروط الهدنة المبرمة بين الطرفين. وكانت قوات المعارضة قطعت مياه نبع الفيجة، وهي المصدر الرئيس للمياه الذي يروي دمشق، بشكل جزئي أول من أمس الجمعة، وذلك لإخلال النظام الأسد بشروط الهدنة المتفق عليها بخصوص إطلاق سراح ما تبقى من معتقلات قرى وبلدات وادي بردى بريف دمشق، حيث اعتقلت قوات الأسد عددًا من النساء من بلدة بسيمة في وادي بردى بشكل تعسفي منتصف شهر مايو (أيار) الماضي، واضطر النظام وقتها إلى إطلاق سراح بعضهن مقابل عودة المياه بشكل جزئي ريثما يخلي النظام سبيل من تبقى في سجونه ومعتقلاته. إلا أن نظام الأسد ماطل في الإفراج عن باقي المعتقلات، كما أقدمت قواته أمس على اعتقال امرأة ورجلين في المنطقة مما دفع الكتائب لإعادة قطع المياه لحين تنفيذ شروط الهدنة كاملة.
الكتائب العاملة في منطقة وادي بردى بريف دمشق أعلنت في بيان لها اليوم أن «قوات الأسد طلبت هدنة مع كتائب الثوار وإعادة ضخ مياه عين الفيجة إلى العاصمة». وأضاف البيان أن كتائب الثوار اشترطت لعودة المياه إلى العاصمة مرة أخرى تنفيذ عدة شروط؛ منها: وقف كامل للقصف والقنص على كافة قرى المنطقة وأراضيها الزراعية، والإفراج الفوري عن جميع معتقلي ومعتقلات وادي بردى الموجودين في سجون النظام دون أية شروط، والسماح بدخول المواد الغذائية والتموينية والصحية والمحروقات ومواد البناء للمنطقة وفك الحصار، وسحب كل دشم ومتاريس الجيش الجديدة فوق قرى المنطقة وانسحاب عناصر الشرطة وعناصر الدفاع الوطني من بناء الحناوي في قرية بسيمة، ومعاملة أهالي المنطقة معاملة حسنة على حواجز النظام المنتشرة من وادي بردى إلى دمشق».
وتزامنت هذه التطورات مع قصف استهدف طريق خان الشيح – زاكية في ريف دمشق الغربي، بينما قصفت قوات النظام مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية. وبالتزامن، نفذ الطيران الحربي ست غارات على مناطق في أطراف مدينة دوما بالغوطة الشرقية، مما أدى لسقوط جرحى بينهم أطفال، في حين قصفت قوات النظام مناطق في مزارع تل كردي قرب مدينة دوما.
وفي شمال سوريا، أفاد ناشطون بسقوط صاروخ يعتقد أنه من نوع أرض – أرض أطلقته قوات النظام على منطقة بالقرب من مسجد في حي بستان القصر جنوب غربي مدينة حلب، مما أدى لإصابة 6 مواطنين بينهم طفلان على الأقل، في حين استهدفت الكتائب المقاتلة بصاروخ، مدفعًا لقوات النظام في أطراف حي حلب الجديدة بغرب المدينة، مما أدى لتدميره.
وتواصل استهداف الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام في حلب؛ إذ أفاد المرصد بمقتل 4 مواطنين وإصابة أكثر من 25 آخرين بجراح، جراء سقوط قذائف أطلقتها الكتائب المقاتلة على مناطق سيطرة قوات النظام في حي الميدان وقرب القصر البلدي بالمدينة، ليرتفع إلى ما لا يقل عن 69 بينهم 21 طفلاً على الأقل و10 مواطنات على الأقل، عدد الذين قضوا جراء سقوط مئات قذائف الهاون والقذائف الصاروخية والقذائف محلية الصنع من نوع «مدفع جهنم»، التي أطلقتها الكتائب المقاتلة والإسلامية على مناطق سيطرة قوات النظام بمدينة حلب منذ 15 يونيو (حزيران) الحالي، وأصيب أكثر من 350 مواطنًا آخرين بجراح مختلفة.
في غضون ذلك، وثق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» تنفيذ طائرات النظام الحربية والمروحية، 21173 غارة جوية على الأقل، خلال الأشهر الثمانية الماضي، استهدفت مئات المدن والبلدات والقرى السورية؛ من دير الزور شرقا وصولاً إلى جبال اللاذقية في الغرب، ومن إدلب شمالاً وحتى درعا جنوبًا.
ووثق «المرصد» إلقاء الطائرات المروحية، 11324 برميلاً متفجرًا، استهدفت عدة مناطق في محافظات دمشق وريف دمشق وحماه ودرعا واللاذقية وحلب والحسكة والقنيطرة والسويداء ودير الزور وإدلب وحمص. في حين وثق «المرصد» تنفيذ طائرات النظام الحربية ما لا يقل عن 9849 غارة، على عدة مناطق في محافظات دمشق وريف دمشق والقنيطرة ودير الزور وحمص وحماه وحلب وإدلب والسويداء واللاذقية ودرعا والحسكة والرقة.
وأوضح «المرصد» أن تلك الغارات أسفرت عن مقتل 3602 من المدنيين، هم 831 طفلاً دون سن الـ18، و582 مواطنة فوق سن الـ18، و2819 رجلاً، إضافة إلى إصابة نحو 23 ألفا آخرين من المدنيين بجراح. وجدد «المرصد» مطالبته مجلس الأمن الدولي، العمل بشكل جاد من أجل وقف القتل والتشريد اليومي بحق أبناء الشعب السوري، ومساعدتهم للوصول إلى دولة الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة، الدولة التي تكفل دون تمييز، حقوق كافة مكونات الشعب السوري.
سوريا: شبح الفصل من الوظائف يهدّد ألفي مطلوب للخدمة العسكرية في السويداء
منع 25 مطلوبًا من مزاولة عملهم.. ومشايخ يرفضون التحاق الشباب بالجيش
بيروت: «الشرق الأوسط»
يخيم في محافظة السويداء، في جنوب سوريا، شبح الفصل من الوظيفة عبر ملاحقة ما يزيد على ألفي موظف من أبناء المحافظة ممن طلب منهم أداء الخدمة الاحتياطية، لكن رفضوا الانصياع لأوامر الالتحاق والقتال في صفوف جيش النظام.
وفي إجراء يعتبر الثالث من نوعه، أصدرت رئاسة مجلس الوزراء السوري أخيرًا قرارًا يقضي بفصل 25 موظفًا من العاملين في مديرية التربية بالسويداء، وورد فيه أن أسبابه تتمثل في رفض التحاق الموظفين الواردة أسماؤهم بالخدمة الاحتياطية.
وقال أحد المفصولين من وظيفتهم إثر القرار، لـ«الشرق الأوسط» إنهم أبلغوا بقرار الفصل «عبر كتاب جماعي صادر عن الشؤون الإدارية في مديرية التربية بالسويداء»، وأشار إلى أن القرار «جاء عطفًا على قرار سابق صادر عن رئيس الوزراء وائل الحلقي سبق أن صدر بتاريخ 17 مايو (أيار) الماضي، وضم 25 مفصولاً، بينهم اثنان من محافظتي دمشق والقنيطرة، لكنهم يعملون جميعًا في مديرية التربية بالسويداء».
وأوضح المصدر نفسه، أن قرار الفصل يحرمهم كمفصولين من تعويضات الخدمة والتقاعد، إضافة لاحتمال فصلهم من نقابة المعلمين التي تتولى مهمة صرف التعويضات الصحية لهم كأعضاء في النقابة. ويعد قرار الفصل هو الثالث الذي يصدر بشكل جماعي عدا عن حالات الفصل الفردية المستمرة التي تصدر عن دوائر القطاع العام في السويداء. ويقول ناشطون إن أكثر من مائة موظّف، جلّهم من المعارضين للنظام، تم فصلهم من وظائفهم.
ويستغرب ناشطو السويداء تحريك قرار الفصل في هذا الوقت بالذات، بعد تجميده لأكثر من شهر داخل أدراج مديرية التربية. وتزامن صدوره مع ما تشهده السويداء من محاولات تعبئة لتجنيد المتخلفين عن الجيش تحت ذريعة «خطر المجموعات الإرهابية وتهديد (داعش) والنصرة للسويداء».
ويقول ناشطون إن النظام استخدم لغرض التحشيد، كل وسائل الترغيب والترهيب المتاحة، التي كان آخرها صدور فتوى دينية عن رئاسة الهيئة الروحية للموحّدين الدروز (الموالية للنظام على غرار المفتي أحمد بدر الدين حسون، والقيادات الروحية المسيحية)، دعت في بيانها جميع أبناء السويداء المتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية تحت شعار «نداء الدين والواجب» حسب ما جاء في البيان.
ولم توفر السلطات في المحافظة أي وسائل لنشر البيان، حتى إن تلك الدعوة أخذت شكل القراءة عبر مايكروفونات محمولة على سيارات جابت جميع أنحاء المحافظة.
وفي مقابل هذا التحشيد، فرّ قرابة الخمسين شابًا من ثكنة سد العيّن التي تعتبر مركزًا لتجميع الملتحقين بالخدمة العسكرية قبل فرزهم على قطاعات الجيش المختلفة. وتوجهوا إلى بلدة المزرعة لطلب الحماية من الشيخ وحيد البلعوس، الذي عرف بعدائه مع القوى الأمنية، وسبق أن أقدمت مجموعة المشايخ المسلحين على تخليص عدد من الشباب الذين تم إلقاء القبض عليهم من البيوت وعلى الحواجز الأمنية لسحبهم إلى الخدمة الإلزامية.
يذكر أن هذا الفرار بعد ضمانات قدّمها مشايخ في السويداء بأن الخدمة ستكون داخل المحافظة وليس خارجها، وكان أهمها البيان الذي أصدره شيخ العقل حكمت الهجري، الذي تعهد أن يقضي من يقوم بتسليم نفسه من المتخلفين، خدمته داخل أراضي السويداء.
وقال الشباب الفارون إلى دارة الشيخ البلعوس، إن تعهّد الرئاسة الروحية بأداء الخدمة داخل السويداء، غير صحيح، قائلين إنهم كانوا على وشك سحبهم للقتال في مطار الثعلة، والقتال في ريف درعا لاستعادة مقر اللواء 52 الذي سقط أخيرًا بيد قوات المعارضة، إضافة إلى سحب عدد منهم إلى القلمون الشرقي، وكل ذلك تحت ذريعة أن تلك القطاعات تتبع للفرقة 15 الموجودة في السويداء.
وجدّد مشايخ بلدة المزرعة موقفهم الرافض لسحب شباب السويداء إلى الخدمة العسكرية، مذكرين بأن الدروز كما رفضوا الخدمة في جيش الاحتلال الفرنسي والعثماني، يرفضون اليوم القتال في الجيش النظامي الذي يشكل طرفًا في حرب السوريين.. وبأن الدروز قرروا اتخاذ الحياد من تلك الحرب العبثية.
وجدد المشايخ استعدادهم للتصدي لأي محاولات اعتقال بحق الشباب المطلوبين للجيش، وكل من يطلب منهم التدخل للوقوف في وجه السلطات الأمنية، مذكرين بأن الواجب المقدس يقضي ببقاء الشباب داخل المحافظة ليساهموا في الحرب ضد «داعش» التي باتت تشكل خطرًا واضحًا لاقترابها من الحدود الشرقية والشمالية الشرقية للمحافظة.
براميل الأسد تدمر فسيفساء معرة النعمان
المستقبل... (أ ف ب، السورية نت)
تعرض متحف الفسيفساء الاثري في مدينة معرة النعمان الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في شمال غربي سوريا، لاضرار بالغة جراء قصفه الاسبوع الماضي، ببرميلين متفجرين من الطيران الحربي التابع لقوات النظام، وفق ما اعلنت جمعية حماية الاثار السورية.
وقال مدير الجمعية شيخموس علي، الذي يتخذ من مدينة ستراسبورغ الفرنسية مقرا له، في بيان ان «المتحف الاثري خان مراد باشا تعرض لاضرار كبيرة نتيجة القصف ببراميل متفجرة تم القاؤها من طائرة هليكوبتر تابعة لجيش النظام (السوري) مساء الاثنين» الماضي.
وبحسب بيان الجمعية، تضرر عدد من اللوحات الفسيفسائية التي كانت موجودة في الرواق الشرقي للمتحف بدرجات متفاوتة. كما تعرضت لوحتان مستطيلتا الشكل وتحملان رسوماً هندسية لدمار كبير جدا. ولم تسلم اربع لوحات دائرية الشكل من الضرر وان كان بدرجة اقل جراء اصابتها بشظايا احدثت ثقوباً.
وتعرضت اجزاء من مبنى المتحف الواقع في مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب، ومن المسجد الموجود في ساحته لدمار كبير، جراء سقوط برميلين متفجرين. ويضم متحف معرة النعمان اكثر من الفي متر مربع من لوحات الفسيفساء الاثرية.
وندد المدير العام للآثار والمتاحف السورية مأمون عبد الكريم في اتصال هاتفي أمس، بـ»هذه المأساة الجديدة للتراث السوري»، لكنه امتنع عن تحديد الجهة المسؤولة عنها. واضاف «يجب تحييد المتاحف ولا ينبغي على اي كان، بغض النظر عن الجهة التي ينتمي اليها، ان يمس بذاكرة بلدنا».
وأفاد «زكريا الحراكي» عضو «رابطة المحامين الأحرار» المعارضة في إدلب، أن «مدينة معرة النعمان تعرضت لمئات البراميل المتفجرة، ولم يسلم فيها بشر ولا حجر»، واعتبر الصمت الدولي دعماً غير مباشر لنظام الأسد.
ودان، «إزدواجية المعايير التي يتبعها المجتمع الدولي، حيال ممارسات النظام»، مبيناً أن العالم أقام الدنيا ولم يقعدها لدى تدمير تنظيم الدولة للآثار في سوريا والعراق، بينما لم يحرك ساكناً إزاء ما يمارسه نظام الأسد، على حد تعبيره.
وأشار «الحراكي» إلى عجزه عن وصف الدمار الذي لحق بالمتحف، معرباً عن حزنه لما حل بالمكان التاريخي، الذي كان «قبلة للزوار منذ مئات السنين«.
وتعرض اكثر من 300 موقع ذي قيمة انسانية في سوريا للدمار والضرر والنهب خلال اربع سنوات من النزاع، وفق ما اعلنت الامم المتحدة في كانون الاول 2014 بناء على صور ملتقطة من الاقمار الاصطناعية. وتمتلك سوريا، ارض الحضارات كنوزاً ومعالم اثرية تعود لحقبات التاريخ المتعاقبة من كنعانية وارامية واموية وعثمانية. لكن هذا الارث الضخم يتعرض منذ بدء النزاع المسلح الى التخريب والتدمير من قبل الاطراف كافة، النظام والمعارضين له والجماعات الجهادية، وحتى السكان.
وقال مدير الجمعية شيخموس علي، الذي يتخذ من مدينة ستراسبورغ الفرنسية مقرا له، في بيان ان «المتحف الاثري خان مراد باشا تعرض لاضرار كبيرة نتيجة القصف ببراميل متفجرة تم القاؤها من طائرة هليكوبتر تابعة لجيش النظام (السوري) مساء الاثنين» الماضي.
وبحسب بيان الجمعية، تضرر عدد من اللوحات الفسيفسائية التي كانت موجودة في الرواق الشرقي للمتحف بدرجات متفاوتة. كما تعرضت لوحتان مستطيلتا الشكل وتحملان رسوماً هندسية لدمار كبير جدا. ولم تسلم اربع لوحات دائرية الشكل من الضرر وان كان بدرجة اقل جراء اصابتها بشظايا احدثت ثقوباً.
وتعرضت اجزاء من مبنى المتحف الواقع في مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب، ومن المسجد الموجود في ساحته لدمار كبير، جراء سقوط برميلين متفجرين. ويضم متحف معرة النعمان اكثر من الفي متر مربع من لوحات الفسيفساء الاثرية.
وندد المدير العام للآثار والمتاحف السورية مأمون عبد الكريم في اتصال هاتفي أمس، بـ»هذه المأساة الجديدة للتراث السوري»، لكنه امتنع عن تحديد الجهة المسؤولة عنها. واضاف «يجب تحييد المتاحف ولا ينبغي على اي كان، بغض النظر عن الجهة التي ينتمي اليها، ان يمس بذاكرة بلدنا».
وأفاد «زكريا الحراكي» عضو «رابطة المحامين الأحرار» المعارضة في إدلب، أن «مدينة معرة النعمان تعرضت لمئات البراميل المتفجرة، ولم يسلم فيها بشر ولا حجر»، واعتبر الصمت الدولي دعماً غير مباشر لنظام الأسد.
ودان، «إزدواجية المعايير التي يتبعها المجتمع الدولي، حيال ممارسات النظام»، مبيناً أن العالم أقام الدنيا ولم يقعدها لدى تدمير تنظيم الدولة للآثار في سوريا والعراق، بينما لم يحرك ساكناً إزاء ما يمارسه نظام الأسد، على حد تعبيره.
وأشار «الحراكي» إلى عجزه عن وصف الدمار الذي لحق بالمتحف، معرباً عن حزنه لما حل بالمكان التاريخي، الذي كان «قبلة للزوار منذ مئات السنين«.
وتعرض اكثر من 300 موقع ذي قيمة انسانية في سوريا للدمار والضرر والنهب خلال اربع سنوات من النزاع، وفق ما اعلنت الامم المتحدة في كانون الاول 2014 بناء على صور ملتقطة من الاقمار الاصطناعية. وتمتلك سوريا، ارض الحضارات كنوزاً ومعالم اثرية تعود لحقبات التاريخ المتعاقبة من كنعانية وارامية واموية وعثمانية. لكن هذا الارث الضخم يتعرض منذ بدء النزاع المسلح الى التخريب والتدمير من قبل الاطراف كافة، النظام والمعارضين له والجماعات الجهادية، وحتى السكان.
«داعش» يسمح بتموين الساحل السوري
لندن، نيويورك - «الحياة»
حققت قوات النظام السوري تقدماً طفيفاً أمس، هو الأول منذ أسابيع، في محافظات السويداء والقنيطرة وحلب، واستمرت المعارضة في قطع المياه عن العاصمة دمشق، وسط تقارير عن أن خزانات المياه فيها لا تكفي سوى لساعات، ما يزيد الضغط على النظام. وفي المقابل، ترددت معلومات عن «صفقة» أبرمتها حكومة الرئيس بشار الأسد مع تنظيم «داعش» يسمح فيها الأخير بمرور قافلة شاحنات محملة بالقمح من محافظة الحسكة في أقصى شمال شرقي البلاد إلى الساحل السوري.
وعلى الصعيد السياسي، من المنتظر أن يقوم المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا بزيارة إلى العاصمة السعودية الرياض في «وقت قريب»، وفق ما أكد الناطق باسم الأمم المتحدة فرحان حق، من دون أن يحدد موعد الزيارة، علماً أن المبعوث الدولي أجرى في الأسابيع الماضية سلسلة لقاءات مع معارضين سوريين في إسطنبول وجنيف، كما زار دمشق والتقى الأسد.
من جهة أخرى قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقريره اليومي، إنه تمكن من توثيق إلقاء طائرات النظام المروحية 11324 برميلاً متفجراً استهدفت محافظات دمشق، ريف دمشق، حماة، درعا، اللاذقية، حلب، الحسكة، القنيطرة، السويداء، دير الزور، إدلب وحمص، وأضاف أن طائرات النظام الحربية نفّذت ما لا يقل عن 9849 غارة على محافظات دمشق، ريف دمشق، القنيطرة، دير الزور، حمص، حماة، حلب، إدلب، السويداء، اللاذقية، درعا، الحسكة والرقة. وزاد أن هذه الغارات أوقعت 3602 من القتلى المدنيين هم 831 طفلاً دون سن الـ18، و582 مواطنة فوق سن الـ18، و2819 رجلاً. وتابع أن الغارات أوقعت كذلك 1816 قتيلاً من المعارضة.
ميدانياً، أكدت تقارير متطابقة لناشطين أن قوات النظام حققت تقدماً طفيفاً بسيطرتها على قرية قرب مطار الثعلة العسكري بين ريفي السويداء ودرعا، وفي ريف القنيطرة، كما استعادت مواقع كانت خسرتها في قرية باشكوي في ريف حلب الشمالي.
في المقابل، استمرت فصائل المعارضة في وادي بردى منذ مساء الخميس في قطع المياه من عين الفيجة إلى دمشق، مشترطة لإعادة ضخها توقف النظام عن «القصف والقنص على كافة قرى المنطقة وأراضيها الزراعية» والإفراج عن معتقلين. أما وكالة «مسار برس» المعارضة، فأشارت إلى «أن التوقعات تشير إلى أن المياه الموجودة في خزانات دمشق الآن قد تكفي العاصمة لمدة 6 ساعات لا أكثر».
وفي محافظة الحسكة ذكرت «مسار برس» أن قوات النظام حمّلت 104 قاطرات شحن من القمح في مركز حبوب الثروة الحيوانية جنوب القامشلي ويتوقع أن تتجه جميعها... نحو مناطق الساحل عبر مناطق سيطرة تنظيم «داعش»، وفق اتفاق بين الطرفين لم تعلن بنوده. وأضافت أن «التنظيم سيحصل، مقابل سماحه بمرور الشاحنات عبر المناطق التي يسيطر عليها، على جزء من الحبوب»، لافتة إلى أن رئيس وزراء النظام وائل الحلقي زار القامشلي قبل أسبوع و «شدد على تسريع عملية النقل إلى الساحل بسبب النقص الشديد في القمح».
دمشق بلا ماء... وتقدم طفيف للنظام في الجنوب والشمال
لندن - «الحياة»
شهدت جبهات القتال المختلفة في سورية مواجهات جديدة أمس، وسط معلومات عن تقدم طفيف لقوات النظام في محافظتي السويداء والقنيطرة في جنوب البلاد ومحافظة حلب في شمالها. وهذه المرة الأولى التي يُحقق فيها النظام تقدماً على المعارضة بعد سلسلة هزائم مُنيت بها قواته في مختلف أنحاء سورية، باستثناء جبال القلمون على الحدود اللبنانية حيث يشن «حزب الله» هجوماً منذ أسابيع لمساعدة الحكومة السورية في طرد مقاتلي المعارضة من هذه المنطقة الجبلية شمال دمشق. وبالتزامن مع ذلك، قطعت فصائل المعارضة إمدادات المياه عن دمشق، ووضعت سلسلة شروط للموافقة على ضخها مجدداً.
ففي محافظة ريف دمشق، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن فتح قوات النظام نيران الرشاشات الثقيلة على طريق خان الشيح- زاكية بريف دمشق الغربي، وعن قصف استهدف مدينة داريا بالغوطة الغربية، فيما نفذ الطيران الحربي ست غارات على أطراف مدينة دوما بالغوطة الشرقية. وجاء ذلك في وقت وضعت الفصائل المقاتلة والإسلامية في منطقة وادي بردى سلسلة شروط للموافقة على إعادة ضخ المياه من عين الفيجة إلى العاصمة والتي قُطعت مساء الخميس. وجاء في الشروط التي أوردها المرصد: «- وقف كامل للقصف والقنص على كافة قرى المنطقة وأراضيها الزراعية ابتداء من قرية بسيمة وانتهاء بقرية برهليا ويشمل هذا البند قرية إفرة وطريقها العام. - الإفراج الفوري عن جميع معتقلي ومعتقلات وادي بردى الموجودين في سجون النظام دون شروط. - السماح بدخول المواد الغذائية والتموينية والصحية والمحروقات ومواد البناء للمنطقة وفك الحصار - سحب دشم ومتاريس الجيش الجديدة كافة فوق قرى المنطقة وانسحاب عناصر الشرطة وعناصر الدفاع الوطني من بناء الحناوي في قرية بسيمة. - معاملة أهالي المنطقة معاملة حسنة على حواجز النظام المنتشرة من وادي بردى إلى دمشق ووقف استفزاز الأهالي على الحواجز والابتعاد الكلي من اعتقال الحرائر، لأن هذا الأمر خط أحمر ولا نقاش فيه».
بدورها أكدت وكالة «مسار برس» المعارضة قطع المياه عن العاصمة، مشيرة إلى «أن التوقعات تشير إلى أن المياه الموجودة في خزانات دمشق الآن قد تكفي العاصمة لمدة 6 ساعات لا أكثر».
وفي إطار آخر، ذكرت «مسار برس» أن قوات النظام أغلقت السبت «مداخل مدينة معضمية الشام في الغوطة الغربية بشكل كامل، ومنعت الأهالي من الخروج منها أو الدخول إليها»، ولفتت إلى أن «هذه الخطوة تأتي بعد يوم واحد من خروج أهالي المعضمية بتظاهرة طالبت بإنهاء الهدنة في حال لم يتم فتح المعبر إلى المدينة وإدخال المواد الغذائية لأكثر من ٥٠ ألف مدني محاصرين داخلها، وإطلاق سراح المعتقلات في سجون نظام الأسد».
وفي الغوطة الشرقية، قامت مجموعة من النسوة في مدينة دوما باقتحام مركز اعتقال لـ «جيش الإسلام» للمطالبة بإطلاق معتقلين «بتهم مختلفة يتركز أغلبها حول الانتماء لتنظيم الدولة (الإسلامية)»، وفق ما أوردت «مسار برس».
وفي شمال البلاد، أفاد المرصد السوري بأن ما لا يقل عن أربعة مواطنين قُتلوا وأكثر من 25 آخرين أصيبوا بجروح «جراء سقوط قذائف أطلقتها الكتائب المقاتلة على مناطق سيطرة قوات النظام في حي الميدان وقرب القصر البلدي بمدينة حلب». وتابع أن «اشتباكات متقطعة دارت ... بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من طرف، وقوات النظام مدعمة بكتائب البعث من طرف آخر، في منطقة الجديدة بحلب القديمة (...) كذلك دارت اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من طرف، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وعناصر من حزب الله اللبناني ومقاتلي لواء القدس الفلسطيني من طرف آخر، على أطراف حي حلب الجديدة وبمحيط البحوث العلمية غرب حلب. وتدور اشتباكات متقطعة أيضاً بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من طرف، والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من طرف آخر، في حي الأشرفية شمال حلب، ترافق مع قصف من الكتائب المقاتلة على مناطق سيطرة النظام من الحي». وتابع المرصد أن «اشتباكات دارت بعد منتصف ليلة (أول من) أمس بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وجبهة أنصار الدين من طرف، وقوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من طرف آخر، في محيط قرية باشكوي بريف حلب الشمالي»، حيث تمكنت قوات النظام من التقدم في حندرات. أما وكالة «مسار برس»، فأوردت من جهتها أن «اشتباكات متقطعة دارت بين الثوار وقوات الأسد في أحياء سليمان الحلبي والأشرفية والخالدية في مدينة حلب، وفي محيط اللواء ٨٠ بريفها، فيما استعادت قوات الأسد السيطرة على أجزاء واسعة من قرية باشكوي في ريف حلب الشمالي».
في غضون ذلك، لفت المرصد إلى أن «تنظيم الدولة الإسلامية قصف... مناطق في قريتي أم حوش وتل قراح بالريف الشمالي لحلب، بالتزامن مع اشتباكات بين قريتي أم حوش وأم القرى في جنوب مدينة مارع بريف حلب الشمالي، بين تنظيم الدولة الإسلامية من جهة والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، وسط قصف عنيف ومتبادل بين الطرفين، ما أدى إلى استشهاد 14 مقاتلاً على الأقل من الفصائل الإسلامية والمقاتلة، من ضمنهم ناشط إعلامي في فصيل إسلامي، وإصابة 25 آخرين بجروح، إضافة إلى مقتل ما لا يقل عن 8 من عناصر التنظيم».
وفي محافظة حماة (وسط سورية)، أشار المرصد إلى تنفيذ الطيران الحربي غارة على قرية جنى العلباوي بناحية عقيربات في الريف الشرقي والتي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية»، وغارة أخرى على قرية حمادة عمر بالريف الشرقي أيضاً، في حين قصف الطيران المروحي ببرميلين متفجرين حاجز المصاصنة وبلدة اللطامنة بالريف الشمالي، كما قُتل شاب من بلدة كفرزيتا بريف حماة الشمالي جراء قصف شنه الطيران المروحي على البلدة. وفي ريف حمص الشرقي بوسط سورية أيضاً، أفاد المرصد أن الطيران الحربي قصف أطراف مدينة تدمر التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية»، وترافق ذلك «مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى في منطقة البيارات الغربية، وسط تقدم لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في المنطقة».
وفي محافظة القنيطرة، قال المرصد في تقرير: «لا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة في محيط منطقة التلول الحمر عند الحدود الإدارية لريف دمشق الجنوبي الغربي مع ريف القنيطرة الشمالي، بين مقاتلي الفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، ترافقت مع قصف مكثف ومتبادل بين الطرفين، وسط تقدم للأخير في المنطقة وسيطرته على تلة في محيط حضر، وأسفرت الاشتباكات عن استشهاد 8 مقاتلين على الأقل من الفصائل الإسلامية والمقاتلة ومعلومات مؤكدة عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها، فيما استقدم مقاتلو الفصائل تعزيزات عسكرية إلى المنطقة». وفي القنيطرة أيضاً، ذكر المرصد أن «قوات النظام قصفت مناطق في قرى وبلدات جباتا الخشب وطرنجة والحميدية وسحيتا بريف القنيطرة... في حين قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة بلدة مسحرة وأطراف بلدة نبع الصخر في القطاع الأوسط».
وفي محافظة السويداء (جنوب)، أكد المرصد «استعادة قوات النظام والمسلحين الموالين لها السيطرة على قرية سكاكا وتلّتها القريبة من مطار الثعلة العسكري والذي يعد الخاصرة الغربية لمحافظة السويداء، عقب اشتباكات عنيفة مع الفصائل الإسلامية والمقاتلة». وكانت فصائل المعارضة قد سيطرت على سكاكا في 9 حزيران (يونيو) الجاري بعد سيطرتها على اللواء 52 بريف درعا الشرقي القريب من الحدود الإدارية لمحافظة السويداء.
وفي محافظة درعا الحدودية مع الأردن، لفت المرصد إلى قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة أحياء درعا البلد بمدينة درعا، وبلدات نصيب وصيدا والمزيريب بريف المحافظة.
أما في في محافظة إدلب (شمال غربي البلاد)، فقد أعلن المرصد «استشهاد 4 مقاتلين من الفصائل الإسلامية في اشتباكات قبل أيام مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في محيط قرية فريكة بريف جسر الشغور، بينما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة... مناطق في محيط مطار أبو الظهور العسكري والمحاصر من قبل جبهة النصرة منذ أكثر من عامين».
حشد دولي لردع النظام عن استخدام البراميل المتفجّرة
نيويورك - «الحياة»، أ ف ب -
طالبت ٧٠ دولة مجلس الأمن باتخاذ إجراءات لوقف النظام السوري عن قصف المدنيين بالبراميل المتفجرة والغارات الجوية، ووجهت رسالة مشتركة بطلبها هذا إلى رئاسة المجلس، في مبادرة أطلقتها المملكة العربية السعودية وقطر، بمشاركة هولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ، ودعم من غالبية الدول العربية والولايات المتحدة والدول الأوروبية.
وتمكّنت المبادرة من حشد ٧٠ دولة من أصل ١٩٣ في الأمم المتحدة، ضد استخدام البراميل المتفجرة في سورية، من خلال مخاطبة مجلس الأمن برسالة مشتركة تدعو المجلس الى «اتخاذ إجراءات».
وكما ذكرت «الحياة» السبت الماضي، فقد جاء في نص الرسالة أن شهر أيار (مايو) الماضي، «كان الأكثر دموية في الأزمة السورية حتى الآن، وأن الأسابيع الأخيرة شهدت قصف المروحيات السورية المناطق السكانية في حلب ومحيطها بالبراميل المتفجرة، ما أدى الى وقوع مئات القتلى والجرحى من المدنيين».
وتُذكّر الرسالة بأن القصف العشوائي بما فيه البراميل المتفجرة، محظور بموجب القانون الدولي الإنساني، وتدعو الى ضرورة وقف السلطات السورية هذا الاعتداء في شكل فوري. وتشدّد على ضرورة «مضاعفة مجلس الأمن جهوده لتطبيق قراراته السابقة المعنية بسورية، ولتجنّب أي قصف جوي مستقبلي من جانب القوات الجوية السورية، بما في ذلك البراميل المتفجرة».
تضرُّر متحف فسيفساء ببرميلين متفجّرين
في غضون ذلك (أ ف ب)، أعلنت جمعية حماية الآثار السورية عن تعرّض متحف الفسيفساء الأثري في مدينة معرة النعمان الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في شمال غربي سورية، لأضرار بالغة نتيجة قصفه الأسبوع الماضي، ببرميلين متفجّرين من الطيران الحربي التابع لقوات النظام.
وقال مدير الجمعية شيخموس علي، الذي يتّخذ من مدينة ستراسبورغ الفرنسية مقراً له، في بيان تلقت وكالة «فرانس برس» نسخة منه، إن «المتحف الأثري خان مراد باشا تعرّض لأضرار كبيرة نتيجة القصف ببراميل متفجرة، تم إلقاؤها من طائرة هليكوبتر تابعة لجيش النظام مساء الاثنين» الماضي.
ووفق بيان الجمعية، تضرّر عدد من اللوحات الفسيفسائية التي كانت موجودة في الرواق الشرقي للمتحف، بدرجات متفاوتة. كما تعرّضت لوحتان تحملان رسوماً هندسية لدمار كبير جداً. ولم تسلم أربع لوحات دائرية الشكل من الضرر، وإن كان بدرجة أقل نتيجة إصابتها بشظايا أحدثت ثقوباً.
وتعرّضت أجزاء من مبنى المتحف الواقع في مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب، ومن المسجد الموجود في ساحته، لدمار كبير نتيجة سقوط برميلين متفجرين.
وينفي النظام السوري باستمرار، أن تكون قواته تستخدم البراميل المتفجّرة في قصف مناطق سيطرة فصائل المعارضة، وذلك خلافاً لما يؤكده ناشطون ومنظمات حقوقية ودول غربية.
نازح سوري يروي رحلة الهرب من حلب إلى باريس
الحياة...باريس - أ ف ب -
أمضى بلال آغا ثلاثة أشهر للوصول إلى باريس من مدينة حلب (شمال سورية)، متنقلاً في مركب وسيراً على الاقدام وبالقطار وحتى سيارة أجرة حيث انفق 2250 يورو للهرب من الاضطهاد والحرب.
وروى بلال آغا (34 عاماً) انه غادر بلاده إلى اسطنبول بتركيا في تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 «لأنني كنت ملاحقاً. فقد شاركت في تظاهرات للمطالبة بالديمقراطية... سجنت أربع مرات. وكان من السهل عبور الحدود التركية».
وهذا المواطن السوري الذي كان يعمل محاسباً في «ويسترن يونيون» في حلب، أب لطفل لم يتجاوز السنتين، يعيش اليوم في المنطقة الباريسية بعدما حصل على اللجوء في فرنسا.
وقال: «نحو منتصف كانون الثاني (يناير) 2014 غادرت اسطنبول مع مهرب للذهاب إلى مكان قرب أزمير» مع هدف الوصول الى جزيرة ميتيليني اليونانية التي تسمّى أيضاً لسبوس قبالة الساحل التركي. وتابع: «دفعت ألف يورو للذهاب الى اليونان. انطلقنا نحو منتصف الليل على متن مركب يسير بمحرك بطول 15 متراً مع 32 راكباً بينهم طفلان وسيدة حامل. بعضهم دفع 1500 يورو».
واضاف: «لا أحد على متن المركب كان يجيد قيادته. وعندما توقف المحرك في وسط البحر اتصلنا بالمهربين على هواتفهم المحمولة لكن لا جواب».
واستطرد: «لحسن الحظ كان سوداني يحمل رقم هاتف هيئة تمكنا من اعطائها (معلومات عن موقعنا) خط العرض والطول، وانقذنا خفر السواحل اليوناني». وحوالى الساعة الخامسة صباحاً وصل بلال الى ميتيليني «انها اوروبا. وبالنسبة لي انها اجمل مكان في العالم».
وروى ايضاً «بقيت اسبوعاً في مخيم احتجاز. جاء اناس من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين (تابعة للأمم المتحدة) ليشرحوا لنا حقوقنا بصفتنا مهاجرين سوريين. وذهبنا الى اثينا حيث كان بامكاننا أن نبيت بخمسة يورو الليلة لكنني شعرت بالعصبية لأنه كان هناك الكثير من المهاجرين. ففكرت عندئذ بالذهاب الى باريس. فرنسا بلد متحضر وقيل لي ان السويد اكثر ترحيباً (باللاجئين) لكن بالنسبة لي باريس هي باريس».
وذهب بلال حينئذ الى تيسالونيكي شمال اليونان ثم توجه سيراً على الاقدام الى مقدونيا مع مجموعة من 15 شخصاً. وقال: «دخلنا ليلاً. وقد دلنا باكستاني على الطريق. مشينا أحياناً حتى عشرين ساعة بشكل متواصل. عبرنا ودياناً ومنحدرات. كان الأمر شاقاً. لقد نمت في غابة تحت المطر».
ثم تولت شبكة وصفها بـ «المهربين» أمر بلال ونُقل سراً في شاحنة مع مهاجرين آخرين، خلال ثلاثة أيام عبر صربيا من دون مشاهدة المناظر التي مر بها. وروى: «عندما انزلونا من الشاحنة كنت ضائعاً تماماً، كنا في كرواتيا ورأيت لافتة تشير إلى زغرب... تفرقت مجموعتنا وبقيت مع رفيق سوري». وتابع: «لدى وصولنا الى لوبليانا في سلوفينا حاولنا اولاً الذهاب الى النمسا لركوب القطار، لكننا اوقفنا على الحدود. احتجزونا ثلاثة ايام ثم سمحوا لنا بالذهاب محددين لنا موعداً غداة ذلك لنتقدم بطلب لجوء. بقي رفيقي بينما انا تابعت طريقي». «كنت استعين ببرنامج تحديد الموقع الجغرافي (جي بي اس) على هاتفي الجوال وخارطتين. ثم نقلتني سيارة تاكسي الى محطة تريستي في ايطاليا بـ 70 يورو. ومن هناك انتقلت بالقطار الى ميلانو». وتابع: «شاهدت إحدى أولى المدن في الجانب الفرنسي وتدعى مودان، ووجدت باصاً (...) كان الثلج يتساقط في مودان. ذهبت الى مركز الدرك وقلت لهم انني هارب من الحرب وطلبت اللجوء. وكان تونسي محتجز يترجم من العربية. أعدّ عناصر الدرك تقريرهم واخذوا بصمات يدي. وعند منتصف الليل قالوا لي أن أرحل. طلبت منهم سجني خلال الليل لأنه لم يكن لدي أي مكان اذهب اليه. تركوني انام في الزنزانة شرط ان ارحل عند الساعة الثامنة صباحاً. وفي اليوم التالي اخذت القطار ووصلت الى محطة ليون في باريس في 18 شباط (فبراير) 2014».
وبحسب جمعية مايغرانتس فايلز للمهاجرين فإن المعدل الوسطي للتعرفة التي يدفعها المهاجرون للمجيء من الحوض الشرقي للمتوسط الى أوروبا يقدر بألفي يورو. اما بلال فقد انفق «2250 يورو» من مدينته حلب للوصول الى باريس في ثلاثة اشهر.
المصدر: مصادر مختلفة