دي ميستورا يلتقي في عمّان قادة عسكريين في الجبهة الجنوبية للمرة الأولى....المعارضة السورية «قلقة» من الاتفاق النووي.. والأسد يصفه بـ«نقطة التحول الكبرى»...النظام يحفر خنادق حول القرى العلوية ويفصلها عن السُنية في ريف حماة وعشرات الضحايا ببراميل الأسد في الباب ومعارك عنيفة في الزبداني...هجوم مباغت للمعارضة قرب دمشق... و11 قتيلاً بقصف إدلب

انتحاريان يفجران أحزمة ناسفة في مقر لـ«حركة أحرار الشام» في ريف إدلب والمعارضة تصد تقدم النظام في حلب

تاريخ الإضافة الخميس 16 تموز 2015 - 6:21 ص    عدد الزيارات 2543    القسم عربية

        


 

دي ميستورا يلتقي في عمّان قادة عسكريين في الجبهة الجنوبية للمرة الأولى
الشبكة السورية: تداعيات إنسانية لـ«عاصفة الجنوب» بين الطيران والصواريخ المحلية
الشرق الاوسط...بيروت: يوسف دياب
أعلن متحدث باسم «الجبهة الجنوبية» في سوريا أن «مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا التقى بقادة المعارضة السورية العسكرية فيها أمس، للمرة الأولى، من أجل احتواء نفوذ الجهاديين في جنوب البلاد»، وذلك في العاصمة الأردنية التي زارها ضمن جولته في المنطقة.
وقال عصام الريس المتحدث باسم الجبهة الجنوبية، أمس: «إن الجبهة عرضت على مبعوث الأمم المتحدة الخرائط ورؤيته عن الفترة الانتقالية من دون الرئيس بشار الأسد». وأكد أنها «ليست المرة الأولى التي يطلب فيها مبعوث الأمم المتحدة الالتقاء بقادة الجبهة الجنوبية، لكن لم تعقد أي اجتماعات من قبل بسبب دواع لوجيستية». فيما قالت متحدثة باسم دي ميستورا: «يمكننا القول إنه التقى مع شخصيات معارضة سوريا في الأردن اليوم (أمس)». وأضافت أن المبعوث الدولي الخاص زار المملكة الأردنية الهاشمية، حيث التقى مع نائب رئيس الوزراء ووزير الشؤون الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة، وأعرب عن تقديره الكبير للمعرفة العميقة التي يتمتّع بها الوزير جودة وتحليله للوضع الإقليمي، خصوصا أن الأردن يستضيف عددًا كبيرًا من اللاجئين السوريين، وبالتالي يتأثر بشدة من الوضع في سوريا».
من ناحيتها اتهمت المعارضة المجتمع الدولي بالتخاذل ضد الشعب السوري وإطالة محنته واستمرار عمليات القتل الممنهج. وأوضح عضو المجلس العسكري للجيش السوري الحرّ أبو أحمد العاصمي، أن «المنطقة الجنوبية لم يبق فيها الكثير من المناطق غير المحررة، باستثناء مثلث الصنمين وأزرع والمربع الأمني داخل مدينة درعا». وأكد العاصمي لـ«الشرق الأوسط»، أن «تحرير غالبية مناطق الجنوب السوري هو ما يدفع المجتمع الدولي إلى التردد في دعم المعارضة، لأن سقوط المنطقة الجنوبية بكاملها يوحد قوى الثورة ويجعلها على أبواب العاصمة دمشق، وهذا ما لا تريده الولايات المتحدة الأميركية والمجتمع الدولي، لأن ما يحكى عن حلّ سياسي وانتقال سلمي للسلطة يتلاشى أمام الحسم العسكري».
وأضاف: «إن معركة تحرير الجنوب ستستأنف في غضون عشرة أيام، أي بعد عيد الفطر، نحن نعرف أن المجتمع الدولي يضغط على الثوار لوقف العملية العسكرية في الجنوب، وما لقاء دي ميستورا لقيادات من المعارضة في الأردن إلا وجه من أوجه هذا الضغط، لأن تحرير الجنوب يفرض منطقة آمنة تغير المعادلة على الأرض».
وعن سبب تردد الدول الصديقة للمعارضة في عملية الدعم بعيدًا عن رأي المجتمع الدولي، لفت العاصمي إلى أن «بعض الدول قد يكون لديها هاجس مبرر، فالصورة المستقبلية غير واضحة، هناك توازن اليوم لدى القوى المسلحة الموجودة على الأرض مثل الجيش الحر والفصائل الإسلامية وتنظيم داعش، لكن هذا لا يبرر استمرار قتل المئات من أبناء الشعب السوري يوميًا». معتبرًا أن المجتمع الدولي ليس على قدر المسؤولية الأخلاقية حيال ما يجري في سوريا».
على الصعيد نفسه، وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان الأوضاع المعيشية والطبية التي يعانيها سكان مدينة درعا في جنوب سوريا، في ظل المعارك الدائرة بين قوات المعارضة والقوات الحكومية منذ 25 يونيو (حزيران) الماضي.
وأعلنت الشبكة في تقريرٍ أعدته بعنوان «التداعيات الإنسانية والطبية لمعركة عاصفة الجنوب»، أن «القوات الحكومية اعتمدت على سلاح الطيران بشكل رئيسي، حيث ألقت ما لا يقل عن 127 قنبلة برميلية، أُلقي نصفها تقريبًا على مدينة درعا وحدها، كما قصف الطيران الحربي الحكومي 38 صاروخًا، إضافة إلى عشرات القذائف المدفعية والهاون. في المقابل اعتمدت فصائل المعارضة المسلحة على الصواريخ محلية الصنع وقذائف الهاون والقصف المدفعي، تسبب ذلك في وقوع ضحايا في صفوف المدنيين من قبل الطرفين، إلا أن القوات الحكومية ونظرًا لامتلاكها القوة النارية الأكبر وسلاح الطيران وعدم الاكتراث بقصف الأحياء، تسببت بوقوع الكم الأكبر من الضحايا والجرحى المدنيين».
الشبكة كشفت في تقريرها عن «تسبب القوات الحكومية بمقتل 54 مدنيًا، بينهم 19 طفلاً، و12 سيدة، قضوا نتيجة القصف الجوي والمدفعي على أحياء مدينة درعا وقرية نصيب والنعيمة وعتمان، وإصابة قرابة 481 آخرين، بينما تسبب قصف فصائل المعارضة المسلحة بمقتل 10 مدنيين بينهم طفلان وسيدتان، نتيجة القصف العشوائي خلال استهداف المقرات الحكومية المتمركزة داخل الأحياء السكنية: حي الكاشف، درعا المحطة، حي شمال الخط بمدينة درعا». وأشار التقرير إلى أن «الأحياء في مدينة درعا وضواحيها، التي تقع تحت سيطرة مسلحي المعارضة تُعاني أوضاعا إنسانية صعبة في ظل القصف العشوائي المكثف وانقطاع الكهرباء والماء معظم ساعات اليوم، ونقص في المواد الأساسية كالخبز والأدوية».
ورصد التقرير توقف ستة مشافٍ ميدانية عن العمل وخروجها عن الخدمة، خمسة منها توقفت خلال الأسبوع الأول لبدء المعارك، نتيجة القصف الجوي الحكومي الذي تعرضت له، ما يدل على أنها كانت أهدافا معدة للقصف، حيث تقع هذه المشافي في بلدات قريبة من مدينة درعا، وتقدم خدماتها الطبية لكل أبناء المحافظة تقريبًا، ويعود سبب توقف المشفى السادس لأسباب تتعلق بضعف إمكانياته الطبية نظرًا للحصار المفروض من قبل القوات الحكومية».
 
انتحاريان يفجران أحزمة ناسفة في مقر لـ«حركة أحرار الشام» في ريف إدلب والمعارضة تصد تقدم النظام في حلب
بيروت: «الشرق الأوسط»
صدّت فصائل المعارضة في مدينة حلب يوم أمس محاولة قوات النظام السوري المتمركزة في حي جمعية الزهراء التقدم باتجاه حي الليرمون، ما أدّى إلى سقوط قتلى وجرحى لدى الطرفين، بينما أفيد بسيطرة تنظيم «داعش» على قرية التياس القريبة من مطار التيفور العسكري بريف حمص الشرقي حيث تحتدم المعارك بينه وبين جيش النظام.
وقال «مكتب أخبار سوريا» إن القوات النظامية المتمركزة في حي جمعية الزهراء حاولت صباح يوم أمس التقدم باتجاه المعامل الصناعية في حي الليرمون الخاضع لسيطرة المعارضة في مدينة حلب، «إلا أن قوات الفرقة 16 مشاة، المنضوية في (غرفة عمليات فتح حلب) نجحت بالتصدي لها وبتدمير مدفع (تركس) بصاروخ مضاد للدروع، وقتل ستة عناصر على الأقل وجرح آخرين، بينما سقط جرحى في صفوف المعارضة».
وأفادت شبكة «الدرر الشامية» بـ«تكبيد كتائب الثوار قوات الأسد خسائر في الأرواح والعتاد بالقرب من دوار الليرمون صباح يوم الثلاثاء»، لافتة إلى أن مقاتلي الفرقة 16 تصدوا لمحاولة قوات الأسد التقدم على محور دوار الليرمون، حيث دارت اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والقذائف المدفعية انتهت بمقتل ما لا يقل عن عشرة عناصر من قوات الأسد وتدمير «تركس» عسكرية كانت تحاول رفع سواتر ترابية.
وفي السياق ذاته، تحدث ناشطون عن اشتباكات متقطعة بالأسلحة الخفيفة بين عناصر من الجبهة الشامية المعارضة والقوات النظامية المتمركزة على محور بلدة الزهراء الخاضعة لسيطرة القوات النظامية بريف حلب الشمالي.
وأفاد «مكتب أخبار سوريا» بسقوط «عشرات الضحايا» في قصف جوّي بالبراميل والحاويات المتفجرة على منطقتي الباب وقباسين، الخاضعتين لسيطرة تنظيم داعش في ريف حلب الشرقي. ونقل المكتب عن مصدر طبي من منظمة «إسعاف بلا حدود» أن ثلاثة مدنيين لقوا مصرعهم وأصيب 20 آخرون كحصيلة أولية لسقوط برميلين متفجّرين على سوق للخضار وسط بلدة قباسين، شرق مدينة الباب. وأشار المصدر إلى وجود عددٍ من الضحايا «مجهولي الهوية»، وعددٍ من الإصابات الخطيرة التي تمّ نقلها إلى المشفى الميداني في مدينة الباب.
أما في ريف حمص فأفيد عن سيطرة تنظيم داعش على قرية التياس التي تبعد عن مطار التيفور العسكري مسافة 6 كلم من جهة الغرب بريف حمص الشرقي. وقال ناشطون إنّ التنظيم تمكّن من فرض سيطرته على القرية بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الجيش النظامي، سقط خلالها عدد من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين. وأشار «مكتب أخبار سوريا» إلى أن «التنظيم تمكن خلال اشتباكات مع القوات النظامية في محيط مدينة تدمر بريف حمص من تدمير دبابة لقوات الجيش وقتل ستة عناصر منهم، واغتنام كمية من الأسلحة والذخائر».
وفي ريف إدلب، أقدم انتحاريان على تفجير أحزمة ناسفة كانا يرتديانها بعد دخولهما إلى مقر «كتيبة أبو طلحة الأنصاري» التابعة لـ«حركة أحرار الشام الإسلامية» في سلقين بريف إدلب. وأشارت شبكة «الدرر الشامية» إلى أن الانتحاريَّين نزلا من سيارة كانت تقلهما واتجها إلى المقر، وأضافت أن الحصيلة الأولية تشير إلى سقوط أربع ضحايا وعدد من الإصابات.
 
«داعش» يستعيد مواقع من النظام والمعارضة في الحسكة
التنظيم المتطرف يتفوق على جميع الأطراف بالسلاح والانتحاريين
الشرق الأوسط...بيروت: يوسف دياب
استعاد تنظيم «داعش» السيطرة على مواقع عسكرية مهمة في محافظة الحسكة عمومًا، وفي أحياء على مداخل المدينة، سواء من قوات المعارضة أو من القوات النظامية التي بدت في حال ضعف وتراجع ملحوظ أمام هجمات هذا التنظيم؛ إذ تمكن «داعش» أمس من السيطرة على سجن الأحداث في جنوب مدينة الحسكة الخاضعة لسيطرة قوات الجيش النظامي، بعد اشتباكات عنيفة استمرت ليومين أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجانبين، في حين واصلت القوات النظامية قصفها المكثف على الأحياء الخاضعة لسيطرة التنظيم داخل المدينة.
ميدانيا، أعلن «مكتب أخبار سوريا» المعارض، أن «القوات النظامية قصفت محيط سجن الأحداث وحي النشوة والفيلات الحمر بالطيران الحربي والمدفعية الثقيلة، ما أدى إلى وقوع الكثير من الأضرار المادية، بينما استهدف التنظيم بثلاث سيارات مفخخة، حاجز الغزل التابع للنظام، ومركزا لوحدات حماية الشعب الكردية في حي العزيزية، ومدرسة الصناعة بالجهة الجنوبية للمدينة، وتسبب التفجيرات بمقتل عدد من عناصر الوحدات الكردية والقوات النظامية وجرح الكثير منهم»، مشيرًا إلى أن «التنظيم كثّف في الأيام القليلة الماضية هجماته على مراكز الوحدات الكردية والقوات النظامية في محافظة الحسكة؛ إذ استهدف بسيارة مفخخة مركزًا للوحدات الكردية بمنطقة أصفر نجار شمال المدينة، ما أدّى إلى مقتل عدد من أفراده».
التقدم العسكري الملحوظ لـ«داعش» على حساب مواقع النظام في الحسكة، عزاه عضو المجلس الأعلى للقيادة العسكرية في الجيش الحر رامي الدالاتي، إلى «الانقطاع شبه التام لطرق إمداد القوات النظامية الموجودة في الحسكة، ما عدا بعض الطرق المحدودة والصعبة جدًا». وأكد الدالاتي لـ«الشرق الأوسط»، أن «السلاح الموجود مع القوى النظامية في الحسكة، سلاح خفيف، مقابل السلاح الثقيل والنوعي الموجود بحوزة (داعش)، والذي يستقدمه من مدينة الموصل في العراق، وهو ما يغير الوضع على الأرض لصالح التنظيم». وعن أسباب تمكن التنظيم من توجيه ضربات موجعة للفصائل المعارضة وقوات وحدات حماية الشعب الكردي في الحسكة وغيرها من مناطق الشمال السوري، ذكّر الدالاتي بأن «ثمة سلاحًا يستخدمه (داعش)، وهو سلاح الإنتحاريين الذي لا يقوى أحد على مواجهته، وهذا عمل أساسي في قدرة التنظيم على مهاجمة حواجز ومواقع لاستعادة السيطرة عليها».
أما الناطق الرسمي باسم وحدات حماية الشعب الكردي ناصر منصور، فقدم رواية مختلفة؛ فهو إذ أقر في اتصال مع «الشرق الأوسط»، بـ«وجود ضعف في جبهة النظام مقابل (داعش) من الجهة الغربية لمدينة الحسكة، بسبب التخلخل في الوضع العسكري للنظام، وتغير شبه كامل لقدراته على الأرض»، أكد أنه من حيث «الجبهات الأخرى من الجهة الشرقية الشمالية والجنوبية الشرقية، فإن القوات الكردية ومعها الفصائل المعارضة ما زالت قوية على الأرض، وتتقدم في كثير من الأحيان».
وردّ منصور بعض «الاختراقات التي يتقدم فيها (داعش) بفعل الضغط القتالي، إلى انسحابات تكتيكية لا تلبث أن تعود وتنفذ عمليات التفافية على التنظيم، وسيطرة على مواقع جديدة». ولفت إلى أن «عامل الانتحاريين هو من التكتيكات التي يتبعها التنظيم منذ نشأته، لكن ليس كل مفخخاته تصل إلى أهدافها، نحن في قوات الحماية لدينا إجراءات استطاعت تعطيل كثير من هذه العمليات؛ إما عبر منع الإنتحاريين من الوصول إلى أهدافهم، وإما عبر قصف السيارات المفخخة عن بعد وتدميرها». مؤكدًا أن «الأرقام التي يتحدث عنها (داعش) مبالغ فيها، فلا يوجد حاجز أو مركز عسكري يضم تجمعات من المقاتلين كما يروج هذا التنظيم، على الإطلاق».
من جهته، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن «قوات النظام استعادت السيطرة على المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش في مدينة الحسكة، خلال الأسابيع الثلاثة الفائتة». وأشار إلى أن التنظيم «خسر فقط حي النشوة الشرقية الذي كان سيطر عليه مع حيي الشريعة والنشوة الغربية في 25 يونيو (حزيران) الماضي، في الوقت الذي تمكن فيه من توسيع سيطرته في المدينة؛ في حي حوش الباعر المعروف بحي الزهور ومناطق من أحياء غويران والليلية والمدينة الرياضية والمدخل الجنوبي للمدينة، ومناطق أخرى في الأطراف الجنوبية للمدينة من بينها سجن الأحداث قيد الإنشاء».
ولفت المرصد إلى أن «النظام حاول استعادة الأحياء التي سيطر عليها (داعش)، لكنه فشل في ذلك، على الرغم من تنفيذ طائراته الحربية والمروحية أكثر من 90 ضربة جوية، واستقدامه لمئات المقاتلين من الحرس الجمهوري وقوات النخبة، وترؤس ضابطين مهمين في النظام تلك العمليات في الحسكة، وهما اللواء محمد خضور والعميد عصام زهر الدين». وأعلن المرصد أيضًا، أن «قياديين اثنين بارزين من تنظيم داعش، هما: أبو أسامة العراقي، وعامر الرفدان، قتلا الاثنين (الماضي) في غارات جوية نفذتها فجر الاثنين طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي على مناطق في محافظة الحسكة». وتحدث عن «معلومات وردت عن مقتل قيادات أخرى من التنظيم في الغارات التي نفذتها طائرات التحالف على مناطق في محافظة الرقة خلال الـ24 ساعة الماضية».
 
المعارضة السورية «قلقة» من الاتفاق النووي.. والأسد يصفه بـ«نقطة التحول الكبرى»
غليون: اتفاق مصلحي دون مناقشة ملفات الشرق الأوسط وتدخل إيران فيها
الشرق الأوسط...بيروت: نذير رضا
انعكس توقيع الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب، قلقًا في صفوف المعارضة السورية من «مساومة أميركية على قضية الشعب السوري»، وإحباطا لدى معارضين آخرين، وسط ترقب لسلوك طهران السياسي مع المجتمع الدولي بعد توقيع الاتفاق، ومدى قدرة الغرب على «ممارسة ضغوط عليها لإجبارها على الكف عن دعم نظام» الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي مقابل الترقب، حسم النظام السوري، «انتصار إيران»، واصفًا الاتفاق بأنه «نقطة التحول الكبرى». وقال الأسد في برقيتي تهنئة أرسلهما إلى المرشد الأعلى علي خامنئي ونظيره الإيراني حسن روحاني: «التوقيع على هذا الاتفاق يعتبر منعطفا جوهريا في تاريخ الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتاريخ علاقاتها مع دول المنطقة والعالم».
وفي مقابل الاحتفالية الحكومية السورية، أعربت نائبة رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، نغم الغادري عن قلقها من الاتفاق، قائلة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «نحن قلقون من أن يكون الاتفاق وُقع على حساب دمنا»، لكنها أكدت «أننا سنكمل ثورتنا، ولن نتوقف». وأشارت إلى أنه «إذا اتجهت الحكومة الأميركية للتطبيع مع النظام السوري، فإننا سنتوجه إلى الشعب الأميركي مباشرة عبر مؤسسات مثل الكونغرس، للحصول على دعم الشعب».
وينسحب القلق، إحباطا وخوفًا وترقبًا على معارضين سوريين آخرين. ورأى الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون، أن توقيع الاتفاقية دون مناقشة الشؤون الرئيسية بالشرق الأوسط والمشكلات المرتبطة بتدخل إيران، «هو لمصلحة الدول الغربية فقط، ويأتي على حساب دول المشرق العربي عمومًا، وسوريا بشكل خاص». وأضاف في تصريحه لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكن لدول تحترم نفسها، وأقصد الدول الغربية، أن توقع اتفاقا مع نظام من هذا النوع، وتزيل عنه العقوبات الاقتصادية، في وقت يشارك فيه ويدعم عمليات الإبادة الجماعية في سوريا، كما يشارك في خطط تغيير ديموغرافي للسكان في سوريا»، مستدلاً بصور بثت عن مظاهرات شهدها الجامع الأموي يوم الجمعة الماضي بـ«يوم القدس»، ورفعت فيها أعلام إيران وحزب الله وفصائل شيعية مقاتلة في دمشق، عادّا أن ذلك «اعتداء موصوف على المذاهب والأقسام والتيارات الأخرى من الشعب السوري».
وقال غليون إن توقيع الاتفاق «يمثل ضربة كبيرة لكل قيم التضامن الإنساني ولكل مبادئ حقوق الإنسان التي يتغنى بها الغرب»، لافتًا إلى أن الأسد رحب بالاتفاق «على أمل أن تصله الأموال الإيرانية التي سيفرج عنها الغرب». لكنه قال إنه لا يمكن التماس انعكاسات الاتفاق على الأزمة السورية «قبل أن نرى تحرك الغرب، لتقدير ما إذا كان ثمن الاتفاق فتح فرص جديدة لطهران والأسد، أو الضغط على الإيرانيين لتغيير سياساتهم الإجرامية في سوريا والعراق واليمن، وفتح مجال للحلول السياسية».
أما الباحث السياسي وأستاذ العلاقات الدولية الدكتور سامي نادر، فقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الجيد في التوقيع أنه حرّر الأطراف من قيود كانت تعوق أي تحرك أميركي في الأزمة السورية»، موضحًا أن تركيا والأردن تقدمتا بطلب لإنشاء مناطق عازلة على الحدود السورية، وتم رفضها أو تأجيلها من قبل واشنطن «كي لا يزعج أي فعل المفاوضات على الاتفاق». وأشار إلى أن تجميد إنجازات المعارضة في الجنوب «واضح أنه كان بفعل فرملة أميركية، كي لا تؤثر التطورات السورية على المفاوضات»، لافتًا إلى أن التدخل «قد يذهب باتجاه مسار سلمي، أو مسار تصعيدي، ويمكن أن يتيح للحرس الثوري الإيراني التدخل، كما فعل الاتفاق على ملف الأسلحة الكيماوية السورية».
ورأى نادر أن الاتفاق «يضع قيودا أساسية في يدي طهران، ولم تحصل إيران إلا على رفع العقوبات المالية عنها حتى الآن، لكن كيفية الاستجابة، ستكون شيئًا آخر».
ويقول الباحث السياسي وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة «باريس الجنوب» خطار أبو دياب، إن «المأساة السورية كانت رهينة الاندفاعة الإيرانية لتحقيق نقاط في الملف النووي»، مشيرًا إلى أن «نقاطا كثيرة مرتبطة بسوريا وقضايا إقليمية أخرى كانت مجمدة في الثلاجة، إلى حين تحقيق هذا الاتفاق». ورأى أبو دياب أن كل الجهد الإيراني المبذول للإيحاء بأن «الاتفاق هو مكافأة أو إضافة على التوسع الإقليمي الإيراني، سيثبت أنه رهان غير صحيح»، ذلك أن «حسابات الحقل ستختلف عن حسابات البيدر»، لافتًا إلى خطة «إعادة التأهيل الإيراني من قبل واشنطن التي ستفرض منطقيا انتقال الجمهورية الإسلامية من زمن ولاية الفقيه، إلى زمن الدولة».
 
النظام يحفر خنادق حول القرى العلوية ويفصلها عن السُنية في ريف حماة وعشرات الضحايا ببراميل الأسد في الباب ومعارك عنيفة في الزبداني
المستقبل..(الائتلاف الوطني، سوريا مباشر، سراج برس، كلنا شركاء)
واصل طيران نظام الأسد قصف مدينة الباب وريفها بالبراميل المتفجرة «أكس« ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا بعدما استهدف طيران الأسد سوق الخضار في بلدة قباسين بريف مدينة الباب ببرميلين متفجرين، فيما تواصلت المعارك العنيفة بين الثوار وقوات النظام و»حزب الله» في الزبداني بريف دمشق الغربي.

وارتفع عدد الضحايا بعد المجزرة الفظيعة التي ارتكبها طيران الأسد أول من أمس في الباب الى أكثر من 90 بين شهيد وجريح، حيث ألقى 8 حاويات متفجرة على كل من مدرسة الصناعة وحديقة جامع عمر وقرب مستشفى الجبل وسوق المازوت في الباب، ما أوقع خمسة وثلاثين شهيداً ونحو خمسين جريحاً، معظمهم أطفال ونساء. وكانت مدينة الباب تعرضت خلال الأيام الثلاثة الماضية لقصف مكثف بالبراميل المتفجرة، راح ضحيته أكثر من 75 شهيداً وعشرات الجرحى، بحسب ما وثقت جهات طبية في المنطقة.

وقد طالب الائتلاف الوطني السوري بتحرك فاعل للتحالف والمجتمع الدولي «يشلّ قدرة طيران الأسد عن إلقاء البراميل على رؤوس المدنيين من خلال حظر جوي، ولو جزئي، على مناطق في شمال سورية وجنوبها؛ تكون بمثابة ملاذ آمن للأطفال والنساء، ريثما تحسم المعركة مع هذا النظام الذي يمارس إرهاب الدولة ضد شعب طالب بحريته وكرامته«.

وأشار الناطق باسم الائتلاف سالم المسلط أن نظام الأسد قابل تقدم الثوار وانهزام قواته والمليشيات التابعة له على مختلف الجبهات بتكثيف القصف، عبر الطيران الحربي وراجمات الصواريخ والحاويات المتفجرة مستهدفاً مراكز المدنيين؛ ما يسفر عن مجازر يومية ضد المدنيين.

وفي شمال سوريا ايضاً، شن الثوار فجر امس هجوماً على حاجزي التغطية، والمجبل غرب قرية الشيخ هلال على طريق إثريا ـ خناصر بريف حماه الشرقي.

وأفادت مصادر محلية أن الثوار مهدوا على الحاجزين بالمدفعية الثقيلة والرشاشات لمدة قصيرة أعقب هذا التمهيد اقتحموا الحاجزين المذكورين آنفاً، أسفر الاقتحام عن مقتل أكثر من 15 عنصراً من قوات النظام وفرار من تبقى منهم إلى الحواجز القريبة. كما غنم الثوار عربة شيلكا، و3 سيارات عسكرية، والعديد من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والذخائر.

وفي محافظة حماه، قامت قوات النظام السوري المدعومة بميليشيات موالية في الآونة الأخيرة، بتنفيذ أعمال تحصين للقرى العلوية الموالية في ريف حماه الغربي، والعمل على فصلها بشكل كامل عن القرى السُنية خوفًا من هجمات الثوار خلال الفترات المقبلة.

وعملت قوات النظام على حفر خندق بعرض خمسة أمتار، يبدأ من قرية الرصيف باتجاه قرية العزيزية بهدف فصل القرى الموالية للنظام عن القرى السُنية منها في ريف حماه الغربي.

وكانت قوات النظام قد تمكنت منذ أيام من اعادة السيطرة على أربع قرى تقع على تسلسل خطي واحد، هي قرى الرملة والأشرفية وقبر فضة والكريم، وتُشكّل هذه القرى عمق سهل الغاب بريف حماة، تزامناً مع تكثيف الغارات الجوية على قرى سهل الغاب بشكل عام، حيث بلغت الغارات الجوية والبراميل المتفجرة أكثر من مئتي غارة جوية وبرميل في الأسبوع الماضي بحسب ما أكده مراسلنا في المنطقة، والمؤسسة الإعلامية بحماه.

ترافق هذه الهجمات الشرسة مع نزوح آلاف المدنيين من تلك المناطق إثر استهدافها من قبل قوات النظام بحجة تعاملهم مع الثوار، كما أكد عدد من الناشطين بأن الهدف من السيطرة على القرى الأربع، هو تأمين النظام خط دفاع عسكري لقواته يبدأ من قرية الجيد الموالية ذات الأغلبية المرشدية إلى مدينة السقيلبية الموالية، حيث قام برفع السواتر الترابية العالية وزرع الألغام حول المناطق التي سيطر عليها خوفًا من هجمات الثوار.

وتأتي هذه التطورات في ظل معارك كر وفر تشهدها قرى وبلدات سهل الغاب، والتي يهدف الثوار من خلالها السيطرةَ على المنطقة التي تعتبر البوابةَ الرئيسية لمعركة الساحل، من جهة أخرى توعد عدد من القادة الميدانيين قوات النظام بعمليات مفاجئة خلال الأيام القادمة مؤكدين انها ستهز أركان النظام، بحسب وصفهم.

وفي ريف دمشق، وثق ناشطون عدد القذائف والبراميل والصواريخ التي ألقتها قوات الأسد على مدينة الزبداني خلال الهجوم الأخير، الذي تحاول من خلاله اقتحام المدينة.

ونشرت صفحة «تنسيقية ثورة الزبداني وما حولها» إحصائية للقذائف والبراميل المتفجرة، والصواريخ التي استهدفت المدينة منذ بداية الهجوم في 3 الجاري وحتى أمس الثلاثاء، حيث سجل سقوط ما يقارب 440 برميلاً متفجراً من الطيران المروحي.

كما أطلق الطيران الحربي 141 صاروخاً فراغياً استهدفت الأحياء السكنية في المدينة، في حين سجل سقوط أكثر من 300 صاروخ من نوع أرض-أرض، وآلاف القذائف من المدفعية الثقيلة والدبابات.

وخلفت هذه الحمم دماراً هائلاً بمنازل المدنيين، والممتلكات العامة والخاصة والبنى التحتية في المدينة.

وتأتي هذه الحملة وفق ما ذكرت مصادر محلية للتغطية على محاولة اقتحام المدينة من عدة محاور من قبل قوات النظام مدعومة بـ»حزب الله» حيث تصدت لهم كتائب الثوار، وكبدتهم خسائر فادحة بالأرواح والعتاد لمدة عشرة أيام خلت.

في ريف القنيطرة، قتل العشرات من جيش النظام خلال مواجهات مع مقاتلي الجيش الأول، بعد محاولتهم التقدم إلى بلدة مسحرة في ريف القنيطرة.

وأفاد المكتب الإعلامي للجيش الأول لشبكة «سوريا مباشر« أن عناصر جيش النظام حاولوا التقدم إلى البلدة من جهة البحوث الزراعية ومن محور تل بزاق، وأضاف المصدر أن الاشتباكات استمرت منذ الفجر وحتى ساعات الصباح الأولى.

وبدورها ردت تشكيلات الجيش الأول، بقصف بقذائف الهاون على مراكز قوات النظام في تل بزاق وتل الشعار وسرية منط الحصان في ريف المدينة.

وفي محاففظة الحسكة قُتل المسؤول عن المحافظة في «داعش» أبو أسامة العراقي المعروف بـ«والي ولاية البركة«، فضلا عن عامر الرفدان المعروف بـ«الوالي السابق« للتنظيم في محافظة دير الزور، في إثر غارة جوية نفذها التحالف الدولي.
 
الأسد مرتاح للاتفاق النووي ويتوقع مزيداً من المساعدات الإيرانية
 (أ ف ب، رويترز)
هنأ رئيس النظام السوري بشار الاسد حليفته الرئيسية ايران بالتوصل الى اتفاق نهائي بشأن الملف النووي معتبراً ذلك «نقطة تحول كبرى» و»انتصاراً عظيماً«، وفق ما اعلنت وكالة «سانا» للانباء الناطقة باسم نظامه.

وقال الاسد في برقيتي تهنئة ارسلهما الى خامنئي ونظيره الرئيس حسن روحاني «حققت الجمهورية الاسلامية الايرانية الانتصار العظيم بالتوصل الى الاتفاق النهائي مع مجموعة (5+1) بشأن الملف النووي الايراني».

ورأى في البرقية التي وجهها الى خامنئي ان «توقيع هذا الاتفاق يعتبر نقطة تحول كبرى في تاريخ ايران والمنطقة والعالم واعترافاً لا لبس فيه من دول العالم بسلمية البرنامج النووي الايراني»، مشيداً باسمه وباسم الشعب السوري «بهذا الانجاز التاريخي».

واعتبر الرئيس السوري في برقيته الى روحاني ان «التوقيع على هذا الاتفاق يعتبر منعطفاً جوهرياً في تاريخ الجمهورية الاسلامية الإيرانية وتاريخ علاقاتها مع دول المنطقة والعالم».

ورحبت وزارة خارجية النظام في بيان نشرته وكالة سانا بـ»الاتفاق التاريخي»، وقالت انه «دليل على حكمة القيادة الايرانية وانتصاراً لدبلوماسيتها وحنكتها في معالجة قضاياها المهمة».

واكدت الوزارة في بيانها ان الاتفاق «يؤكد اهمية انتهاج الدبلوماسية والحلول السياسية الودية لمعالجة الخلافات الدولية بعيداً عن لغة التهديد بالحرب والعدوان وفرض العقوبات غير الشرعية».

وقال معارضون يقاتلون الأسد إن الدعم الإيراني يلعب دوراً حاسماً في نجاته.

وقال إياد شمسي قائد جماعة معارضة في شمال سوريا تدعى جبهة الأصالة والتنمية «هذا الاتفاق سيجعل المنطقة أكثر خطورة«. وأضاف لوكالة «رويترز»: «مخاوفنا من هذه الصفقة ازدياد النفوذ الإيراني في المنطقة وهذا ما أفرح الأسد«.

وقال متحدث باسم الجبهة الجنوبية إن إيران تدعم الأسد «بكل قوتها» في الوقت الراهن وأنه يخشى من ألا يكون الضغط الأميركي كافيا لمنع إيران من دخول الحرب. وقال: «نحن قلقون«.
 
هجوم مباغت للمعارضة قرب دمشق... و11 قتيلاً بقصف إدلب
لندن - «الحياة» 
حققت قوات المعارضة السورية تقدماً في هجوم مفاجئ شنته في غوطة دمشق الغربية، في وقت واصل النظام و «حزب الله» اللبناني محاولات التقدم في مدينة الزبداني، بوابة القلمون الجنوبية. وفيما أفشل المعارضون محاولة تسلل للنظام في منطقة الليرمون في حلب بشمال البلاد، أسفر قصف جوي عن مقتل 11 مواطناً في إدلب (شمال غربي سورية).
وأورد موقع «كلنا شركاء» المعارض أن «كتائب الثوار سيطرت فجر اليوم الثلثاء (أمس) ... على حاجز لقوات النظام على الطريق الواصل بين بلدة الدرخبية ومزارع خان الشيح في غوطة دمشق الغربية، بعد اشتباكات سقط على أثرها 15 قتيلاً من الميليشيات الموالية للنظام». كما أفادت وكالة «قاسيون» المعارضة أن «الثوار في المنطقة نفذوا هجوماً مباغتاً على مواقع قوات النظام في المنطقة، تمكنوا خلاله من قتل معظم عناصر الحاجز التابعين لميليشيات الدفاع الوطني والسيطرة على الحاجز واغتنام أسلحته وذخائره».
ونقل موقع «كلنا شركاء» عن مصادر محلية «ان الاشتباكات التي كانت تسمع في مخيم خان الشيح المجاور، ترافقت مع قصف مدفعي مكثف استهدف عدداً من منازل المدنيين في المزارع المحيطة بالمخيم، ما أدى إلى مقتل مدني في بلدة الدرخبية وإصابة آخرين». واستهدف الطيران المروحي صباح أمس المنطقة بأكثر من خمسة براميل متفجرة، بحسب «كلنا شركاء».
وجاء ذلك في وقت أشار «المرصد السوري لحقوق الانسان» في تقرير من ريف دمشق إلى «اشتباكات عنيفة بين حزب الله اللبناني والفرقة الرابعة من جهة والفصائل الاسلامية ومسلحين محليين من جهة اخرى في مدينة الزبداني، بالتزامن مع قصف متبادل بين الطرفين، في محاولات من حزب الله وقوات النظام السيطرة على مدينة الزبداني القريبة من الحدود السورية - اللبنانية». ويحاول «حزب الله» والفرقة الرابعة منذ أيام طرد المعارضين من الزبداني، لكن القوات المهاجمة لم تحقق سوى تقدم طفيف حتى الآن في ظل مقاومة شرسة للمدافعين عنها ومعظمهم من مواطنيها أو اللاجئين إليها من مناطق قريبة.
وفي ريف دمشق أيضاً، أعلن «فيلق الرحمن» التابع للقيادة العسكرية الموحدة في الغوطة الشرقية، تخريج دفعة جديدة من مقاتليه خلال عرض عسكري حضرته قيادات الفيلق في مدينة عربين. وكان «فيلق الرحمن» أعلن في أيار (مايو) الماضي تخريج دفعة أخرى من مقاتليه ضمت 500 مقاتل في الغوطة الشرقية. ويهيمن تنظيم «جيش الإسلام» على فصائل المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية.
وفي حلب (شمال البلاد)، أشار «المرصد» إلى اشتباكات بين «غرفة عمليات فتح حلب» من جهة، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى، على أطراف حي الخالدية وعلى محاور دوار شيحان والليرمون شمال حلب. أما «الدرر الشامية» فأوردت، من جهتها، أن «كتائب الثوار كبَّدت قوات الأسد خسائر في الأرواح والعتاد بالقرب من دوار الليرمون صباح اليوم الثلثاء (أمس)». ونقلت عن «المكتب الإعلامي للفرقة 16» تأكيده أن «مقاتلي الفرقة تصدوا لمحاولة قوات الأسد التقدم على محور دوار الليرمون، حيث دارت اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والقذائف المدفعية انتهت بمقتل ما لا يقل عن عشرة عناصر من قوات الأسد وتدمير آلية عسكرية كانت تحاول رفع سواتر ترابية». وكانت فصائل المعارضة أعلنت قبل اسابيع تحرير دوار الليرمون في إطار معركة ضخمة تحت اسم «غرفة عمليات عزة حلب».
وفي محافظة إدلب (شمال غربي البلاد)، ذكر «المرصد» أن الطيران الحربي قصف قرى مرعيان والرامي وارنبا ومناطق اخرى في تلة النبي ايوب بجبل الزاوية، مشيراً إلى أنه «ارتفع الى 11 بينهم طفلان اثنان وثلاث مواطنات عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على مناطق في بلدة الفطيرة بريف إدلب الجنوبي». وفي إدلب أيضاً، أفيد أن الكتائب الاسلامية أعطبت بصاروخ موجه دبابة لقوات النظام في تل اعور بريف جسر الشغور. في غضون ذلك، لا يزال مجهولاً مصير 5 موظفين إغاثيين خطفهم مجهولون على الطريق بين بلدتي سرمدا واورم الجوز بريف إدلب الغربي، ونقل «المرصد» عن نشطاء اتهامهم «جبهة إسلامية باختطافهم».
وفي محافظة حماة (وسط)، ذكر «المرصد» أن مروحيات النظام قصفت بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي، في وقت دارت اشتباكات بين قوات النظام وحلفائه وبين المعارضة في محيط حاجزي المجبل والتغطية شرق مدينة سلمية بريف حماة الشرقي «ما أدى إلى استشهاد ثلاثة مقاتلين من الكتائب الاسلامية بينهم قائد كتيبة ... ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام وقوات الدفاع الوطني».
وفي جنوب البلاد، قال «المرصد» ان الاشتباكات استمرت حتى فجر الثلثاء «بين لواء شهداء اليرموك المبايع لتنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف، وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) مدعمة بفصائل إسلامية من طرف آخر، في محيط قرى وحواجز بريف درعا الغربي»، حيث تحاول «النصرة» السيطرة على «كامل ريف درعا الغربي، وإنهاء وجود لواء شهداء اليرموك» الذي يسيطر على معظم المنطقة.
وفي محافظة دير الزور، ذكر «المرصد» أن الطيران الحربي شن ثلاث غارات قرب مطار دير الزور العسكري المحاصر من تنظيم «داعش».
وفي درعا بجنوب البلاد، ذكر «المرصد» أن اشتباكات دارت فجراً بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة والفصائل الاسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة من جهة اخرى في الجهتين الجنوبية والشرقية لبلدة كفرشمس في ريف درعا الشمالي الغربي.
 
«البراميل المتفجرة» دليل أهالي درعا لأوقات الإفطار والسحور في رمضان
الحياة...درعا - سارة الحوراني 
«البراميل المتفجرة» وليس مدفع رمضان، من يعلن موعدي الإفطار والسحور في شهر رمضان الكريم بالنسبة الى أهالي درعا وريفها جنوب سورية وقرب حدود الأردن، حيث شن الطيران السوري حوالى 600 غارة كان بينها حوالى 130 «برميلاً» ألقتها مروحيات النظام على مدينة درعا.
وتعرضت محافظة درعا من شرقها الى غربها وصولاً الى تخوم ريف دمشق شمالاً، لواحدة من اعنف حملات القصف منذ اندلاع الثورة السورية في آذار (مارس) 2011. وقال جهاد محاميد ممثل «الدفاع المدني السوري» في محافظة درعا: «يعتمد النظام على سلاح الجو في القتل والتدمير الممنهج بحق المناطق الخارجة عن سيطرته، حيث وصل عدد البراميل والصواريخ الفراغية التي استهدفت فيها مدن وقرى محافظة درعا خلال رمضان إلى أكثر من 600 برميل متفجر وصاروخ فراغي نجم عنها سبع مجازر مروعة راح ضحيتها مئات الضحايا بين قتيل وجريح». وتابع: «مدن وبلدات طفس والحارة والطيبة ونصيب وصيدا كانت على موعد مع مجازر مروعة نتيجة استهدافها بالبراميل والحاويات المتفجرة والصواريخ الفراغية التي استهدفت الأهالي إما أثناء وقت الفطور كما حصل لأسرة الخوالدة في مدينة الحارة حيث سقطت عليهم حاوية متفجرة قبل موعد الإفطار بلحظات قليلة، ما أدى إلى مقتل الأسرة المكونة من 7 أشخاص وعشرات الجرحى من أهل الحي، أو أثناء وقت السحور، كما حصل لأسرة الشريف في بلدة نصيب عندما استهدفت في 28 حزيران (يونيو) الماضي بحاوية متفجرة قتلت على إثرها الأسرة كاملة والمكونة من 10 أشخاص بينهم 7 أطفال».
وكان عدد من فصائل «الجيش الحر» في «الجبهة الجنوبية» اعلنوا بدء معركة «عاصفة الجنوب» لطرد القوات الحكومية من مدينة درعا بين آخر المعاقل الخاضعة لسيطرة النظام جنوب البلاد. وقابلت القوات النظامية ذلك بحملة غير مسبوقة من القصف لوقف تقدم مقاتلي المعارضة. وأفاد موقع «كلنا شركاء» المعارض امس بوجود «غضب شعبي» في مناطق المعارضة «ضد الفصائل الثورية منذ إعلان عملية عاصفة الجنوب وتأسيس جيش الفتح وعدم حصول أي تقدم حقيقي ملموس على الأرض، في مقابل ازدياد همجية النظام وارتفاع معدل القصف اليومي بالبراميل والحاويات المتفجرة». وأشار الى تظاهرات في مناطق درعا «طالبت فصائل الجيش الحر بالتحرك ضد أهداف النظام وبالأخص المطارات لوقف حملة النظام، أو انسحاب عناصر جميع الفصائل من المدن وتركها للمدنيين».
ووفق نشطاء ومراقبين، شكلت الأسواق والمستشفيات الميدانية وتجمعات النازحين هدفاً مهماً لمقاتلات النظام.
وقال محاميد: «استهدفت المستشفى الميداني في بلدة الطيبة بريف درعا الشرقي بصاروخ فراغي قتل على إثره 6 أشخاص من أسرة واحدة كانت نزحت من أحياء مدينة درعا، كذلك استهدف السوق الرئيسية في بلدتي صيدا ونصيب بالبراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية قتل نتيجتها 20 شخصاً جلهم من الأطفال والنساء»، لافتاً إلى أن «العيادات الخاصة تم استهدافها بالبراميل المتفجرة ليلاً أيضاً، كما حدث في مدينة طفس غرب مدينة درعا حيث قتل 5 أشخاص وجرح أكثر من 50 شخصاً».
وكثرت في الآونة الأخيرة استخدام «الحاويات المتفجرة» من مروحيات النظام، حيث «شهدت الأيام الماضية استهداف المدن والبلدات في درعا بحاويات متفجرة يصل وزنها الى نصف طن أحدثت دماراً هائلاً في المنازل والبنية التحتية اضافة إلى قتل وجرح العشرات من الأهالي»، وفق ممثل «الدفاع المدني». وأضاف أن المروحيات «المحملة بالحاويات والبراميل المتفجرة، تنطلق من مطارات النظام السوري في محافظة السويداء في شكل مكثف، وأحياناً يتم رصد 4 طائرات مروحية في آن واحد، حيث تحلق على علو مرتفع يصعب على المعارضة المسلحة التعامل معها بالسلاح المتوافر لديها».
ووفق عمر الحريري الناطق باسم «مكتب توثيق شهداء درعا»، فإن «البراميل» هي سلاح عشوائي، اذ تبين ان «الهدف من البراميل القتل العشوائي والتدمير المنظم للمناطق المدنية، بالمقابل يعد الطيران الحربي سلاحاً دقيقاً قد يكون الهدف عشوائي لكنه مقصود بنفسه، عكس البراميل المتفجرة غير المعروفة الهدف»، موضحاً انه خلال شهر رمضان تم «توثيق مقتل 66 شخصاً بالبراميل المتفجرة بينهم 24 طفلاً و 16 امرأة، في حين تم توثيق 28 قتيلاً بغارات الطيران الحربي بينهم 8 أطال و 3 نساء».
وتعد الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة في مدينة درعا مثل درعا البلد وحي طريق السد ومخيم درعا من أكثر المناطق استهدافاً بالمقاتلات الحربية والمروحية وفي شكل شبه يومي، إضافة للقصف الصاروخي والمدفعي من الأحياء الخاضعة لقوات النظام في درعا المحطة وسجنة والمنشية، ما أسفر عن دمار هائل في المنازل ونزوح معظم سكانها إلى الحقول المجاورة أو إلى مدن وبلدات محافظة درعا.
ليلة مرعبة
«أبو علي» هرب برفقة أسرته إلى مزرعة مجاورة يروي «ليلة مرعبة» عاشها بسبب استهداف حارته في درعا البلد. وقال: «ليست هناك كلمات قادرة على وصف المشهد إلا بأنه قيامة مصغرة، كانت الطائرة تحلق ليلاً على علو مرتفع لتنطلق صافرة الإنذار منذرة بقدوم الموت معها، وقمنا بحمل أطفالنا النيام وتوجهنا إلى قبو قريب تحول إلى ملجأ؛ نتيجة ظروف الحرب التي نعيشها، لم تمض إلا دقائق قليلة حتى سمعنا صوتاً غريباً يختلف عن سقوط البراميل المتفجرة التي اعتدناها سابقاً، بدأت التساؤلات ونظرات الدهشة والممزوجة بالرعب من المجهول تحتل وجوه الحاضرين».
ويضيف: «لحظات قليلة لتفجر الأرض بنا وكأن زلزال قد ضربنا، تفرق جمعنا وارتطمنا بالجدران، فيما دخلت غيمة كبيرة من الغبار الممزوج بالبارود إلى القبو. بعد لحظات استوعبنا الحادثة وبدأنا بتفقد الأطفال والنساء الذين تناثروا في كل مكان، وعندما خرجنا من القبو كان المنظر مرعباً، فقد اختفت منازل كانت قبل لحظات تغص بأصحابها وباتت أثراً بعد عين، لا شيء أمامنا إلا الجدران المهدمة والحجارة المتناثرة، إضافة إلى حفرة هائلة يزيد عمقها عن عشرة أمتار فيما اتسعت أبعادها لأكثر من 14 متراً، كانت المعجزة الوحيدة بعدم مقتل احد من الأهالي على رغم الأعداد الكبيرة للجرحى، ومنذ ذلك اليوم وأنا أسكن في خيمة بصحبة أسرتي».
وقالت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» في تقرير إن «القوات الحكومية اعتمدت على سلاح الطيران في شكل رئيسي، حيث ألقت ما لايقل عن 127 قنبلة برميلية، أُلقي نصــــــفها تقــريباً على مدينة درعا وحدها اضافة الى 38 صاروخاً وعشرات القذائف المدفعية والهاون»، مشـــيرة الى «اعتماد فصائل المعارضة المسلحة على الصواريخ المحلية الصنع وقذائف الهاون والقصف المدفعي».
وقدرت الشبكة عدد القــــتلى بـ 54 مدنـــياً بينهم 19 طفلاً و12 امراة «بسبب الـــقصف الجـــوي والمدفعي على أحياء مـــدينة درعا وقرية نصيب والنــــعيمة وعتــمان، كما أُصـــــيب قرابة 481 آخرين، بينما تسبب قصف فصائل المـــعارضة المسلحة بمقــــتل 10 مدنيين بينهم طــــفلان وسيدتان، قتلوا نتيجة القـــصف العشوائي خلال استهداف المقرات الحكومية المتـــــمركزة داخل الأحياء السكنية».
وأشارت «الشبكة السورية» ايضاً الى أن مناطق المعارضة «تُعاني أوضاعاً إنسانية صعبة في ظل القصف العشوائي المكثف وانقطاع الكهرباء والماء معظم ساعات اليوم، ونقصاً في المواد الأساسية كالخبز والأدوية».
ورصد التقرير توقف ستة مســــتشفيات مـــيدانية عن العمل وخروجها من الخـــدمة «نتيجة القصف الجوي الحكومي الذي تـــــعرضت له، ما يدل على أنها كانت أهدافاً معدة للقصف، حيث تقع هذه المستشفيات في بلدات قريبة من مدينة درعا، وتقدم خدماتها الطبية لكل أبناء المحافظة تقريباً»، لافتاً الى اغلاق الأردن معبراً حدودياً في بداية الشهر من دون ذكر الأسباب «لكن يبدو أن ذلك بسبب تدفق أعداد كبيرة من الجرحى، حيث توفي إثر ذلك اثنان من المصابين على الساتر الحدودي بسبب منع السلطات الأردنية إدخالهم، ما أدى لتفاقم الإصابة ومن ثم وفاتهم، وعاودت السلطات الأردنية في اليوم التالي فتح المعبر للجرحى مُشترطةً اصطحاب الأوراق الثبوتية لكل جريح قبل دخوله الأردن».
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

..Toward a Plan B for Peace in Ukraine...

 الإثنين 28 تشرين الأول 2024 - 4:12 ص

..Toward a Plan B for Peace in Ukraine... Russia’s war in Ukraine has become a war of exhaustion.… تتمة »

عدد الزيارات: 175,878,304

عدد الزوار: 7,802,276

المتواجدون الآن: 0